تخطى إلى المحتوى

كتاب فقة السنه فصل اختيار الزوجة كيفية اختيار الزوجة حصريا بعدستى 2024

الونشريس

كتاب فقة السنه فصل اختيار الزوجة كيفية اختيار الزوجة حصريا بعدستى

الونشريس

الونشريس

الزوجة سكن للزوج وحرث له، وهي شريكة حياته، وربة بيته، وأم أولاده، ومهوى فؤاده، وموضع سره ونجواه.
وهي أهم ركن من أركان الأسرة؛ إذ هي المنجبة للأولاد، وعنها يرثون كثيراً من المزايا والصفات، وفي أحضانها تتكون عواطف الطفل، وتتربّى ملكاته، ويتلقى لغته، ويكتسب كثيراً من تقاليده وعاداته، ويتعرف دينه، ويتعود السلوك الاجتماعي.
من أجل هذا، عُني الإسلام باختيار الزوجة الصالحة، وجعلها خير متاع، ينبغي التطلع إليه والحرص عليه، وليس الصلاح إلاَّ المحافظة على الدين، والتمسك بالفضائل، ورعاية حق الزوج، وحماية الأبناء، فهذا هو الذي ينبغي مراعاته، وأما ما عدا ذلك من مظاهر الدنيا، فهو مما حَظَره الإسلام، ونهى عنه إذا كان مجردّاً من معاني الخير، والفضل، والصلاح.
وكثيراً ما يتطلع الناس إلى المال الكثير، أو الجمال الفاتن، أو الجاه العريض، أو النسب العريق، أو إلى ما يعد من شرف الآباء، غير ملاحظين كمال النفوس، وحسن التربية، فتكون ثمرة الزواج مُرَّة، وتنتهي بنتائج ضارة؛ ولهذا يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من التزوج على هذا النحو، فيقول: "إياكم وخَضْراءَ الدِّمَن". قيل: يا رسول اللّه، وما خضراء الدمن ؟ قال: "المرأة الحسناء في المنبت السوء(1)"(2).
ويقول: "لا تَزَوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يُرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمَةٌ خرماء(3)، ذات دين أفضل"(4).
ويخبر أن الذي يريد الزواج، مبتغياً به غير ما يقصد منه؛ من تكوين الأسرة، ورعاية شئونها، فإنه يعامَل بنقيض مقصوده، فيقول: "من تزوج امرأة لمالها، لم يَزِدْه اللّه، إلا فقراً، ومن تزوج امرأة لحسبها، لم يزده إلا دناءة، ومن تزوََّج امرأة ليغض بها بصره، ويحصِّن فرجه، أو يصل رحمه، بارك اللّه له فيها، وبارك لها فيه"(5). رواه ابن حبان، في "الضعفاء". والقصد من هذا الحظر، ألا يكون القصد الأول من الزواج هو هذا الاتجاه نحو هذه الغايات الدنيا، فإنها لا ترفع من شأن صاحبها، ولا تسمو به، بل الواجب أن يكون الدِّين متوفراً أولاً؛ فإن الدين هداية للعقل والضمير، ثم تأتي بعد ذلك الصفات التي يرغب فيها الإنسان بطبعه، وتميل إليها نفسه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع؛ لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تَرِبَت يداك(6)"(7). رواه البخارى، ومسلم

الونشريس

الونشريس

ويضع تحديداً للمرأة الصالحة، وأنها الجميلة، المطيعة، البارة، الأمينة، فيقول: "خير النساء؛ من إذا نظرت إليها سَرَّتك، وإذا أَمَرْتَها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرَّتك، وإذا غبتَ عنها حَفِظَتْكَ في نفسها ومالك"(8). رواه النسائي، وغيره بسند صحيح.
ومن المزايا التي ينبغي توفرها في المرأة المخطوبة، أن تكون من بيئة كريمة، معروفة باعتدال المزاج، وهدوء الأعصاب، والبعد عن الانحرافات النفسية، فإنها أجدر أن تكون حانية على ولدها، راعية لحق زوجها.
خطب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمَّ هانئ فاعتذرت إليه، بأنها صاحبة أولاد، فقال: "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش؛ أحناه(9) على ولد في صغره، وأرعاه(10) على زوج في ذات يده(11)"(12).
وطبيعة الأصل الكريم أن يتفرع عنه مثله؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا"(13).
وهل ينتج الخطي إلا وشيجــه ويغرس إلا في منابته النخـل خطب رجل امرأة لا يدانيها في شرفها، فأنشدت: بكى الحسب الزَّاكي بعين غزيرة من الحسب المنقوص أن يجمعا معاً ومن مقاصد الزواج الأولى إنجاب الأولاد، فينبغي أن تكون الزوجة منجبة، ويعرف ذلك بسلامة بدنها، وبقياسها على مثيلاتها من أخواتها، وعماتها، وخالاتها؛ خطب رجل امرأة عقيماً لا تلد، فقال: يا رسول اللّه، إني خطبت امرأة ذات حسب وجمال، وأنها لا تلد. فنهاه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقال: "تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"(14). والودود؛ هي المرأة التي تتودد إلى زوجها، وتتحبب إليه، وتبذل طاقاتها في مرضاته.
والإنسان بطبيعته يعشق الجمال ويهواه، ويشعر دائماً في قرارة نفسه بأنه فاقد لشيء من ذاته، إذا كان الشيء الجميل بعيداً عنه، فإذا أحرزه، واستولى عليه، شَعَر بسكن نفسي، وارتواء عاطفي وسعادة؛ ولهذا لم يسقط الإسلام الجمال من حسابه عند اختيار الزوجة، ففي الحديث الصحيح: "إن اللّه جميل يحب الجمال"(15).

الونشريس

الونشريس

وخطب المغيرة بن شعبة امرأة، فأخبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال له: "اذهب فانظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"(16). أي؛ تدوم بينكما المودة والعشرة. ونصح الرسول رجلاً خطب امرأة من الأنصار، وقال له: "انظر إليها؛ فإن في أعين الأنصار شيئاً"(17).
وكان جابر بن عبد اللّه يختبئ لمن يريد التزوج بها؛ ليتمكن من رؤيتها، والنظر إلى ما يدعوه إلى الاقتران بها، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرسل بعض النسوة؛ ليتعرفن بعض ما يَخْفَى من العيوب، فيقول لها: "شمِّي فمها، شمِّي إبطيها، انظري إلى عرقوبيها"(18).
ويستحسن أن تكون الزوجة بكراً؛ فإن البكر ساذجة، لم يسبق لها عهد بالرجال، فيكون التزويج بها أدعى إلى تقوية عقدة النكاح، ويكون حبها لزوجها ألصق بقلبها – فما الحب إلا للحبيب الأول – ولما تزوج جابر بن عبد اللّه ثيباً، قال له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "هلاَّ بكراً، تلاعبها وتلاعبك ؟"(19). فأخبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بأن أباه قد ترك بنات صغاراً، وهن في حاجة إلى رعاية امرأة تقوم على شئونهن، وأن الثيب أقدر على هذه الرعاية من البكر، التي لم تدرب على تدبير المنزل.

ومما ينبغي ملاحظته أن يكون ثمة تقارب بين الزوج والزوجة من حيث السن، والمركز الاجتماعي، والمستوى الثقافي، والاقتصادي؛ فإن التقارب في هذه النواحي مما يعين على دوام العشرة، وبقاء الألفة.
وقد خطب أبو بكر، وعمر- رضي اللّه عنهما – فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنها صغيرة"(20). فلما خطبها علي، زوَّجها إياه.
هذه بعض المعاني التي أرشد الإسلام إليها؛ ليتخذها مريدو الزواج نبراساً يستضيئون به، ويسيرون على هداه.
لو أننا لاحظنا هذه المعاني عند اختيارنا للزوجة، لأمكن أن نجعل من بيوتنا جنة، ينعم فيها الصغير، ويسعد بها الزوج، وتعد للحياة أبناء صالحين، تحيا بهم أممهم حياة طيبة كريمة.

الونشريس

    الله ينور عليكى يا هند
    الله ينور يا قلبي

    الونشريس

    الف مبروك التكريم يا نودي

    تسلم ايديكي يا نودي موضوع رائع

    نورتونى حبيباتى

    تسلمى يا هنو على التكريم

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.