ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﻃﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﻴﺎﺽ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﻃﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﻴﺎﺽ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻳﻦ ﻛﺮﻳﻤﻴﻦ .. ﻓﺎﻷﺏ ﻫﻮ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ .
ﺃﺳﻠﻢ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺑﻤﻜﺔ، ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺷﺤﻬﻢ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻠﻪ .
ﺃﻭﺫﻱ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺎﺟﺮ ﻓﺮﺍﺭﺍ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺣﺰﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻀﺮﺏ ﻟﻪ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺴﻬﻤﻪ ﻭﺃﺟﺮﻩ .
ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﻴﺪ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺷﻬﺪ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ ﻭﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺷﻠﺖ ﻳﺪﻩ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺣﺮﺍﺀ ﻫﻮ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ ﺻﺨﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ
ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻫﺪﺃ!
ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﻧﺒﻲ ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﺷﻬﻴﺪ .
ﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻄﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﻴﺎﺽ ﺣﻴﻦ ﺍﺷﺘﺮﻱ ﺑﺌﺮﺍ، ﻭﻧﺤﺮ ﺟﺰﻭﺭﺍ ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺳﻤﺎﻩ ﻳﻮﻡ ﺧﻴﺒﺮ
ﺑﻄﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ .
ﻋﺎﺵ ﺣﻤﻴﺪﺍ ﺳﺨﻴﺎ، ﻭﻗﺘﻞ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻳﻮﻡ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺜﻴﺮﻱ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ .
ﻭﺭﻭﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ :
ﻗﺎﺗﻞ ﻃﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺯﺭ، ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻠﻲ .
ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻋﺎﻡ 36 ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺎﺑﺎ ﻋﺎﺑﺪﺍ ﺣﺰﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ
ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ :
ﺻﺮﻋﻪ ﺑﺮﻩ ﺑﺄﺑﻴﻪ .
ﻭﺑﻨﺎﺕ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻦ :
ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺃﻡ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﻣﺮﻳﻢ .
ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﻃﻠﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﺧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﺎﺑﻦ ﺧﺎﻟﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ، ﻭﺃﻧﺠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺃﺩﺏ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺭﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
ﺭﺃﻳﺖ ﻃﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ : ﻗﻞ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺗﺤﻮﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺰ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻗﺪ ﺃﺫﺍﻧﻲ .
ﻓﺮﻛﺒﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﻃﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﺸﻤﻬﺎ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺎﻭﺭﺍ ﻟﻠﻨﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ..
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ :
ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺷﻌﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺷﻘﻲ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻧﻘﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ .
ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ
ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ – ﻭﺃﻣﻬﺮﻫﺎ ﺑﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ .
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻴﻢ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ، ﻭﻣﻦ
ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻣﺼﻌﺐ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ﺳﻨﺔ 68 ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ
ﻣﺮﻭﺍﻥ .
ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ :
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻤﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺯﻣﺎﻧﻬﺎ ﻭﺃﺭﺃﺳﻬﻦ ﻭﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻣﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ، ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻣﺼﻌﺐ
ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﻓﺄﺻﺪﻗﻬﺎ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﺭﻭﺕ ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻭﻓﺪﺕ
ﻋﻠﻰ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎﺣﺘﺮﻣﻬﺎ ﻭﻭﺻﻠﻬﺎ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ .
ﻭﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎﻡ 82
ﻫﺠﺮﻳﺔ ، ﻓﺤﺰﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻴﻢ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻤﻜﺔ .
ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ..
ﻭﻭﺛﻘﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ، ﻭﻋﺎﺷﺖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﻭﺃﺩﺑﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﺑﺄﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ .
ﻭﺗﻮﻓﻴﺖ ﻋﺎﻡ 110 ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻭﺩﻓﻨﺖ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﺎ .
الله يعطيك ألف عافيه
|
جزاك الله خيرا