وسائل دعوة المرأة
عبداللطيف بن محمد الحسن
يمكن للداعية أن تبث دعوتها في الميادين التربوية والاجتماعية من خلال الوسائل التالية :
1- المنزل: وهو الميدان الخصب، والوسيلة الأبلغ تأثيراً، ولا غرو أن الله جعل كلاً من الزوجين راعياً في بيته، وسيسأله الله عن أهله وزوجه، وأمرهما بوقاية الأهل من النار، ومهما حصل من تقصير من أهل المسؤولية في الدعوة من خلال الوسائل الأخرى فإن ذلك مما يزيد مسؤولية الأبوين.
والأم لها نصيب كبير كما تقدم والمسؤوليات التي تشارك فيها الرجل كثيرة؛ أهمها: مسؤولية التربية الإيمانية، والعلمية، والخلقية، والجسمية، والنفسية، والاجتماعية، والجنسية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى.
ويتميز المنزل عن بقية الوسائل باجتماع أفراد الأسرة فيه لساعات طويلة، والتوافق النفسي والاجتماعي بينهم، مما يتيح إمكانية عرض القدوة الصالحة، والتأثير عبر التوجيه الموزع غير المباشر، والملاحظة المستمرة، والاستفادة من سائر الفرص والأحوال وتأثير التوجيه والعقاب ؛ لكونه بعيداً عن أعين الناس.
2- المجتمع: من خلال الإحسان إلى ذوي القربى والجيران والمحتاجين، ودعوتهم وتوجيههم مما يوحي بترابط أفراد الأمة ، وكونهم كالجسد الواحد.
3- المدرسة: من خلال استغلال المناهج الدراسية، والأنشطة المدرسية في توجيه الطالبات وتربيتهن والعمل على توجيه المدرسات والعاملات وإصلاحهن.
4- المسجد: حيث يجوز للمرأة الحضور إليه بإذن زوجها، ولا ينبغي له منعها إذا استأذنته للاستفادة مما يلقى فيه، ومن القدوة الصالحة؛ حيث يرتاد المسجد النخبة من الناس، وهو مكان مناسب لأنشطة نسائية مفيدة من حلقات تحفيظ القرآن، وتعليم العلم الشرعي النافع وغيرها.
5- المستشفيات والسجون ومراكز الرعاية الاجتماعية.
وعَوْداً على بدء أقول: إن المقصود بالكلام هو العمل، ولا مكان اليوم للكسالى ولا النائحين.
إن إعداد المرأة ميدانُ تنافُسٍ كبير، تتسابق فيه الأمم والشعوب والملل والمذاهب، انظر مثلاً: كتاب " المرأة وبرنامج التثقيف المجالس الحسينية نموذجاً " لـ "عالية مكي" لترى أن الرافضة ينتقلون من مرحلة النياحة إلى مرحلة أخرى من البناء والتثقيف والإعداد والتربية؛ ليقينهم أن العواطف لا تجدي شيئاً في عالم الصراع اليوم.
ولقد وعت الصوفية هذه الحقيقة، فسعت إلى إقامة حركة نسائية، امتدت في بلدان عدة تقوم بتربية المرأة تربية تتفق مع المنهج الصوفي.
فأين المتحرقون من أهل السنة والجماعة حقاً لواقع المرأة المسلمةحتى لا تكون صيداً سهلاً للمنصّرين وللرافضة والمبتدعة؟.
وبعد: فما زالت المرأة تتطلع إلى المزيد من عناية العلماء والدعاة بها، كما أن الصحوة تنتظر من المرأة الكثير والكثير من التوجيه والإرشاد السليمين من الإفراط والتفريط.