تخطى إلى المحتوى

دليل البراءة 2024

دليل البراءة

(جون دافيز)..شاب إنجليزي فقير تقطعت به سبل العيش..كان هائما شريدا في شوارع (لندن) في أوائل القرن التاسع عشر..وكان يتسول ليقتات لقيمات يقمن صلبه..
كان هذا حين وجدته السيدة ( إليزابيث باكستر)..وبدلا من أن تعطف عليه وتنصرف..وجدت فيه ضالتها..
فالسيدة (باكستر) كانت أرملة ثرية من (ويلز)..ورثت عن زوجها الراحل مزرعة مترامية الأطراف في مدينة (مونتجمري)..وكانت تبحث عمن يدير لها شئون المزرعة..لذلك وجدت ضالتها في (جون) وسرعان ما عرضت عليه الأمر فوافق على الفور..واصطحبته معها إلى (ويلز)..

احد القصور الضخمة في ويلز
ومارس (جون) عمله الجديد بكل همة ونشاط..وكان أمينا للغاية على المزرعة..فأحبته السيدة (باكستر) وقربته منها أكثر..مما أثار الضغينة في قلوب سكان المدينة..
كانوا يمقتون المكانة التي وصل إليها (جون) فضلا عن البغض الأزلي الذي يكنونه للإنجليز نتيجة النزعات والنزاعات القبلية القديمة بين السلت والساكسون..
لذلك لم يحظ (جون) بأي أصدقاء طيلة وجوده في (مونتجمري)..بل كان مكروها من الجميع..
وفي أحد الأيام..تأخر (جون) في المزرعة حتى غربت الشمس..وبينما كان عائدا إلى حجرته الملحقة بمنزل السيدة (باكستر) اعتدى عليه اثنان من اللصوص..استوليا على كيس نقوده وأوسعاه ضربا..حتى أغمي عليه..
وخوفا من أن يشكوهما إلى السلطات.. حملاه إلى مقر الشرطة..واتهماه بقطع الطريق على المسافرين..وحررا بلاغا بذلك..
عندما أفاق (جون) من إغمائه فوجئ بما حدث..
فثار وهاج وماج مقسما بأغلظ الأيمان أنه برئ وأنه هو المعتدى عليه وليس الجاني..محاولا بشتى السبل إثبات براءته ..ولكن..وكما لكم أن تتوقعوا..
لم يأخذ رجال الشرطة بأقوال ذلك الإنجليزي الغريب.. ومالوا إلى الأخذ بأقوال المعتدين لأنهما من أبناء (ويلز)..
وهكذا حكم على (دافيز) بالإعدام..وهي العقوبة المحددة لقطع الطريق في ذلك الوقت..
وهكذا وجد الشاب البريء نفسه معاقبا بالإعدام على تهمة لم يرتكبها..
لذلك لم ييأس الفتى..ومضى في احتجاجه على ذلك الحكم الظالم.. محاولا أن يبرئ نفسه من التهمة ولكن دون جدوى..
فلم يستمع إليه أحد..بل وجدها الجميع فرصة للتخلص من ذلك الإنجليزي وإشباع نوازعهم القبلية المحمومة..
وصبيحة يوم 2 سبتمبر 1821..حانت لحظة الإعدام..تجمهر الناس مطلقين صيحات الاستهجان أثناء اقتياد (جون) إلى المنصة..
وبعد أن وقف على المنصة.. رفع (جون دافيز) يده اليمنى إلى أعلى وصاح:
(سأموت وأنا أصلي طالبا من الله ألا ينمو زرع فوق قبري حتى يكون في هذا الدليل الدامغ على براءتي من التهمة التي ألصقت بي ظلما)..
وجرى تنفيذ الحكم..وأطلق الناس صرخات الانتصار..
وتم دفن الشاب في مدافن ساحة كنيسة (مونتجمري)..
ومرت أسابيع..
واكتشف أهل المدينة شيئا غريبا..
لقد كانت الحشائش تنمو فوق كل القبور وحولها..إلا قبر (دافيز)..
وانتشر الخبر بين أهل المدينة..وتذكر الجميع كلمات الفتى قبيل إعدامه..وسرى الاعتقاد ببراءته..
ولكن المسئولين لم يعترفوا بهذا الهراء على حد قولهم..وقرروا مجابهة الأمر بالعلم وعدم الاستسلام للخرافة..
فأسرعوا يأمرون بنقل تربة تنمو عليها الحشائش ووضعها فوق المقبرة..
وبدا الحل جيدا..

لم تنمو الحشائش على قبره
لكن الحشائش ما لبثت أن ذبلت وجفت..وعادت التربة فوق المقبرة جرداء بلا زرع..وبخاصة تلك الرقعة التي يرقد تحتها جثمان الفتى..
ولم ييأس المسئولون..
فأمروا بنثر أجود بذور الحشائش فوق التربة.. لكنها لم تنبت شيئا..
وبقيت المقبرة جرداء وكأنها تتحدى الجميع..
واستسلم الجميع للأمر..وحاولوا تناسي الموضوع برمته..وتشاغلوا عنه بأمور أخرى..ومرت السنون..
وفي عام 1851 عاد الموضوع ليطفو على سطح الأحداث من جديد..
سمع مسئول جديد بأمر المقبرة فتفتق ذهنه عن حل سحري..
لقد أمر بحرث تربة المقبرة بأكملها..وجرى تغطية المكان كله بتربة طازجة بارتفاع قدمين..وتم بذر أجود البذور بكثافة في التربة الجديدة..
وبالفعل في ظرف أسبوعين تحولت أرض المقبرة إلى بساط أخضر من الحشائش النضرة، فيما عدا الرقعة التي يرقد تحتها جثمان (جون دافيز)..
بل وفشلت كل الجهود المبذولة بعد ذلك في انتقاء أجود البذور وأجود أنواع التربة..وتغيير أنواع عدة منها..أو حتى تقوية التربة بأجود أنواع السماد..
فقد بقيت تلك الرقعة جرداء تماما..
وفي النهاية..اقتنع المسئولون والقساوسة الذين تعاقبوا على تلك الكنيسة بأن الأمر يفوق قدراتهم البشرية..
وقرروا أن يتركوا الطبيعة تأخذ مجراها..
كل ما فعلوه هو أن أحاطوا قبر (دافيز) بسياج خشبي..تم تركوا الفتى يرقد في سلام..
وهكذا بقيت تلك الرقعة من الأرض لا تنبت زرعا حتى يومنا هذا..
بقيت كدليل دائم على براءة ذلك الإنجليزي المظلوم..

    تسلمي يا قمر

    سبحان الله

    سبحااااان الله
    مشكوووووورة يا قمر

    لا إله إلا الله محمد رسول الله …

    الونشريس

    سبحان الله
    الف شكر يا جوجو

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.