ولكن دراسة حديثة كشفت ان مقولة "السعادة لا تشترى بالمال" صحيحة للغاية ؛ فهذه السلع بالفعل لن تشتري لكم الحب والعاطفة ، وهي ليست مقياس الحب الحقيقي. وفقا للدراسة، فان الازواج الماديين الذين يحبون انفاق اموالهم على الملابس ذات العلامات التجارية، المطاعم الفاخرة واحدث الاجهزة الموجودة في السوق، هم اقل سعادة ويتشاجرون اكثر من الازواج الذين يولون اهمية اقل للنقود ،مما يثبت ان المال وحده فعلا ليس مقياس للحب الحقيقي.
اجريت دراسة من قبل باحثين في جامعة Brigham Young في ولاية يوتا في الولايات المتحدة الامريكية ونشرت في صحيفة Journal of Couple & Relationship Therapy عن مدى تاثير الاهتمامات المادية عند الازواج على علاقتهم ، فقد اجرى الباحثون استفتاءا لحوالي 1700 زوجا وزوجة في جميع انحاء الولايات المتحدة، وقد طلب منهم الاجابة عن الاسئلة التي تتعلق بموقفهم حيال قيمة العلاقة الزوجية وكل ما يتعلق بالمواضيع المادية، والعلاقة العاطفية، والتواصل، وتعريف مدى اهمية الشراكة بين الزوجين ومفهوم الزواج. بالاضافة الى ذلك، تم سؤالهم عن طبيعة علاقتهم وما هو مدى تقييمهم للمال وامكانية استغلاله لشراء الاشياء من وجهة نظر كليهما.
حيث لاحظ الباحثون ان الازواج الذين يكون فيهم احد الزوجين ماديا والاخر لا، سيواجهون المزيد من المشاكل في علاقتهم وسيبدون انخفاضا شديدا في رضاهم عن الزواج وطبيعة العلاقة ومدى استقرارها، مقارنة بالازواج الذين لديهم اهتمامات مالية مشتركة ومتشابهة.
وكانت خلاصة الدراسة ان الازواج الذين يكون فيهم كلا الزوجين ماديين على وجه التحديد هم اولئك الذين يعانون اكثر الصعوبات والمشاكل في علاقتهم.
حيث تم تقسيم مستويات الاهتمامات المادية بين المشاركين بالاستفتاء الى:
58.7 % من المشتركين اظهروا مستويات مرتفعة او منخفضة من المادية.
من ضمنهم:
– لدى 24.1% من الازواج كان كلا الزوجين غير ماديين.
– لدى 34.1% من الازواج كان كلا الزوجين ماديين.
اما باقي الازواج فقد اظهروا مستويات مختلفة من الاهتمامات المادية لدى كل واحد من الزوجين. ومن اجمالي المشاركين فان خمس الازواج الذين اشتركوا في هذه الدراسة كانوا من اولئك الازواج الذين لدى كلا الزوجين اهتمامات مادية جدا. وفقا لنتائج الدراسة وخلافا للاعتقاد الشائع بات واضحا ان الزواج بين شخصين يحبان المال لن يكون اكثر نجاحا من الزواج بين شخصين يكون احدهما مادي فقط.
اعترف خمس الازواج بحبهم للنقود، وبان النقود هي المصدر الرئيسي لتولد المشاكل في العلاقة. وعندما سئلوا عن استقرار علاقتهم وتردد الخلافات بينهم، حصل الازواج الماديون على درجة منخفضة جدا، 10-15% مقارنة مع الازواج الذين اجابوا بان المال ليس مهما جدا بالنسبة لهم.
اشار الباحثون الى ان الازواج التي بها كلا الزوجين ماديين كانت في اسوا وضع تقريبا وفق كل مؤشر تم فحصه. وذلك لانهم يضعون العلاقة الزوجية في ادنى مكان في قائمة الاولويات ويمنحونها قدرا اقل من الاهتمام مقارنة بالازواج الذين يهتمون بشكل اقل بالنقود والممتلكات. لاحظ الباحثون ان الازواج الماديون اظهروا نموذجا واضحا لسوء التواصل، عدم القدرة على حل مشاكل علاقتهم واستجابة منخفضة للزوج.
وقد اشار خبراء اخرون ان السمات الشخصية النموذجية للاشخاص الماديين جدا هي تلك التي تؤثر على نظام الزوجية. ويقول اخصائيو علم النفس انه غالبا ما يكون الاشخاص الماديون انانيون اكثر ويهدفون الى لفت انظار الاخرين. وفقا للدراسات التي اجريت في هذا المجال، فان الاشخاص الماديون للغاية معرضون اكثر للمعاناة من الخوف والاكتئاب، كما ان كفاءة علاقتهم الزوجية غير جيدة وخاصة اذا كانت لديهم ثقة منخفضة بالنفس. هذه الصفات هي التي تسبب المشاكل بين الزوجين.
واقترح الباحثون سببا اخر ممكن للمشاكل العديدة المندلعة بين الزوجين الماديين وهو انفاق اكثر مما يتيح الدخل المشترك للزوجين، الامر الذي قد يؤدي الى تراكم الديون والضغط المادي، وبالتالي فقد تتاكل العواطف وتضعف العلاقة الزوجية. وكذلك فقد يؤدي تركيز احد الزوجين على المال الى شعور الاخر بالهجر والحزن.
اذا فخلاصة الدراسة وما تم اثباته هو ان المال وحده او المادة ليست مقياس او دليل على الحب الحقيقي ونجاح العلاقة بين الشريكين. ووفقا للباحثين فقد يخدع الاشخاص انفسهم في بعض الاحيان فيما يتعلق بالاهمية التي يعلقونها على نجاح العلاقة الزوجية وربطها بالعديد من المقياس التي تثبت مدى العاطفة والحب الذي يكنه الشريك. وهم يقترحون انه في الحالات التي يكون فيها كلا الزوجين ماديين وبهذا فانهم سيواجهون العديد من المشاكل في علاقتهم الزوجية، ينبغي على الزوجين اتخاذ خطوة الى الوراء وسؤال انفسهم ماذا يهمهم حقا وما هي اولوياتهم ، وهل سيسمحون لطموحاتهم في المجال المادي بان تتعارض مع امور مهمة حقا كالعلاقة الزوجية التي تعتمد على الحب والدعم والعاطفة اكثر من اي شيء اخر.