تفكر الأم كثيرا في الطرق التى يمكنها من خلالها أن تعلم طفلها أو أبناءها قيما مثل التسامح والطيبة والتعاطف مع الآخرين، ومراعاة شعورهم، وخاصة في تلك الأيام حيث يمتلئ العالم بالقسوة ومشاعر الكره.
يتعرض الطفل فى الوقت الحالى لكثير من مشاهد العنف سواء في الواقع أو الأخبار، وحتى في الأفلام وهو الأمر الذى قد يجعل الطفل يتسم بالقسوة بعض الشيء في شخصيته.
وبالطبع فإن الأهل وخاصة الأم لن يتمكنوا من التحكم بطريقة كاملة بكل الأمور التي قد يتعامل معها الطفل أو يتعرض لها.
يجب على الأم أن تجعل طفلها مدركا جيدا لمدى أهمية صفات مثل الطيبة ومراعاة شعور الآخرين، ولذلك يجب
على الأم أن تقوم بلفت نظر طفلها دائما إذا رأت أنه يقوم بأى تصرفات قاسية أو أى تصرفات بها عدم مراعاة لشعور الآخرين.
وبصفة عامة فعلى الأم أن تتحدث مع طفلها دائما بصدق وبطريقة مباشرة وحاسمة مع التركيز على أفعال الطفل وليس على شخصيته.
يمكن للأم أن تبدأ فى تعليم طفلها كيف يتعامل بطيبة مع الآخرين منذ صغر سنه، فيجب على الأم أن تعلم طفلها أن التعامل مع الناس بذوق وأدب واحترام من الأمور البديهية وأنه يجب عليه أن يستعمل دائما كلمات مثل من فضلك وشكرا. ويجب أن تدركي أنك إذا كنت تريدين تعليم طفلك قيمة معينة فعليك أن تتبعي أسلوب التكرار معه. يمكنك أن تقدمي لطفلك كتبا تتحدث عن التعامل الطيب مع الناس.
يجب قبل أى أمر أن تكونى مثالا أمام طفلك فيما يتعلق بالطريقة التى تريدين منه أن يعامل بها الناس من حوله، مع الوضع في الاعتبار أن طفلك يجب أن يرى أن أفعالك متوافقة مع ما تطلبينه منه، وخاصة في الأوقات الصعبة أو المواقف التى تمثل نوعا من التحدى للطفل.
عليك أن تطلبي من طفلك وضع نفسه مكان الشخص الآخر في موقف معين وكيف كان سيتصرف أو يتحدث لو كان هو فى موقف صعب. عودى طفلك على أن يقول للناس دائما كلمات إيجابية، وأن يبتعد عن ترديد الكلمات السلبية في وجه الناس، وهى أمور قد تجعلهم يشعرون بالحزن أو الإحباط. وعلى سبيل المثال إذا كان صديق طفلك يريد رأيه فيما رسم وكان طفلك لا تعجبه الرسومات، فيمكنه أن يقول له مثلا إن الألوان التي استخدمها جيدة.
حاولى أن تعاملي أنت كأم كل الناس من حولك بلطف حتى يتعلم الطفل منك هذا الأمر، وعلى الطفل أن يرى أنك تتعاملين بطريقة لطيفة حتى مع النادل في المطعم، ومع من يعمل فى السوبر ماركت وكل تلك الأمور. احرصى على أن تربى طفلك ليكون عطوفا على كل من حوله وأن يدرك أن ليس كل ما يريده سيكون قادرا على شرائه،
وأنه يجب أن يشكر ربه على كل ما يتمتع به من أمور فى حياته. وبصفة أساسية فيجب عليك أن تبتعدي تماما عن تدليل طفلك حتى يكون أيضا قادرا على تحمل المسئولية.
يجب أن تتعاملى مع طفلك بعطف وطيبة حتى لو كنت تشعرين بالتعب والإرهاق أو كان هناك ما يوترك، مع الوضع في الاعتبار أن تأديب طفلك يجب أن يكون بطرق إيجابية. احتفلى بطفلك وقومى بالثناء عليه إذا قام بأمر طيب أو جيد لشخص ما،
يجب أن تتحدثي مع طفلك حول كيف أن كل شخص يختلف عن الآخر من ناحية الطباع والشخصية حتى يكون مدركا لتلك الفوارق ويكون قادرا على استيعاب الناس من حوله. ساعدى طفلك على التطوع فى الأعمال الخيرية المتنوعة وشجعيه على تلك الأمور حتى يشعر بأنها جزء طبيعى من حياته. شجعى طفلك على أن يبتسم للناس من حوله وألا يتجهم في وجه أحد.