يعد داء السكري من الأمراض المنتشرة في العالم. حيث يصيب أكثر من 120 مليون شخص حول العالم، ويقدر عدد المصابين به في المملكة بحوالي 4 ملايين شخص. ويعتبر مرضاً قاتلاً إن لم يتم اكتشافه ومعالجته مبكراً.
يعرف “داء السكري” بأنه متلازمة مزمنة في فرط ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، نتيجة إلى نقص هرمون الأنسولين، أو انخفاض حساسية الأنسجة لعمله، أو الاثنين معاً.
الرمز الدولي لمرض السكري
ويعتبر من الأمراض المنتشرة في المملكة بشكل كبير جداً، حيث أفادت إحصائية عام 2024 إلى أن نسبة المصابين به في المملكة تتجاوز 24% من نسبة السكان، وهي نسبة عالية جداً بالمقارنة بالنسبة العالمية له والتي لا تتجاوز 5%.
يفرز هرمون الأنسولين (Insulin) من خلايا (بيتا – β ) من جزر البنكرياس (المعثكلة)، وينظم هذا الهرمون عمليات أيض (استقلاب) السكر في الجسم. (عمليات الأيض هي: عمليات الهدم والبناء للمركب في جسم الإنسان)
ويلعب الأنسولين دوراً رئيسياً في تحفز الجسم على تكسير الجلوكوز (Glycolysis) لإنتاج الطاقة، وفي المقابل؛ له دور في تثبيط علمية بناء الجلوكوز (Gluconeogenesis)، وأيضا تثبيط عملية تكسير الجلايكوجين (Glycogenolysis).
وفي حالة نقص هذا الهرمون أو انخفاض حساسية الأنسجة له، ينتج عن ذلك ارتفاع في نسبة الجلوكوز في الدم. مثلا في الإنسان السليم عند تناول وجبة، يتم تكسيرها إلى مركباتها الأساسية – جلوكوز- ثم تمتص إلى الدورة الدموية، فيبدأ عندئذ عمل الأنسولين بإدخال الجلوكوز إلى الخلايا، وهذا ما يفتقده مريض السكري إما لنقص الأنسولين أو وجود ممانعة لعمله. ينجم عن ذلك قلة الطاقة في الخلية، فتقل العمليات الحيوية داخلها، فيشعر المريض بالخمول وفقد القدرة على التركيز. وقد يترسب الجلوكوز على جدران الأوعية الدموية مسبباً مشاكل عديدة.
ولكن ليست جميع الخلايا تحتاج إلى وجود أنسولين لإدخال الجلوكوز إلى الخلية، وكنتيجة للإصابة بالسكري، فإن الجلوكوز يتجمع في الخلايا التي لا تحتاج إلى أنسولين. مثلا: يتجمع الجلوكوز في الأعصاب مما يسبب ضعف في الإحساس (تنميل)، والإحساس بحرارة في الأطراف.
التركيب الفراغي للأنسولين
يُقسم داء السكري إلى أنواع ثلاثة رئيسة، تختلف باختلاف المسببات. وبالتالي؛ اختلاف طريقة المعالجة.
النوع الأول ( Type 1 Diabetes Mellitus)
النوع الثاني (Type 2 Diabetes Mellitus)
سكري الحوامل (Gestational Diabetes)
النوع (النمط) الأول:
كان يسمى قديماً سكري الأطفال، وسمي أيضاً “داء السكري المعتمد على الأنسولين” (Insulin-dependent diabetes mellitus – IDDM) .
المصابون بهذا النوع، تكون الخلايا المفرِزة للأنسولين (خلايا بيتا – β) قد دمرت بسبب مناعة ذاتية. وعليه، فلا يوجد أنسولين في الجسم، وطريقه علاجه الوحيدة هو استخدام حقن أنسولين. ويصيب هذا النوع صغار السن بدرجة كبيرة، وقد يصاب به البالغون أيضاً، ويمثل 10% من نسبة مرضى السكري.
النوع (النمط) الثاني:
وكان يسمى قديما بسكري الكبار، أو “داء السكري غير المعتمد على الأنسولين” (non-insulin-dependent diabetes mellitus – NIDDM)
وهذا النوع يختلف عن النوع السابق في وجود أنسولين، ولكن توجد مقاومة في الأنسجة لعمله، فيحتاج الجسم إلى زيادة إفرازه للتغلب على المقاومة، ومع استمرار المرض لفترات طويلة، يحصل إجهاد للخلايا المفرزه مما قد يعرضها للتلف.
ويشكل المصابون بهذا المرض السواد الأعظم من مرضى السكري، خصوصاً في مجتمعنا.
ويمكن معالجة هذا المرض عن طريق تغيير نمط الحياة، وتخفيف الوزن، ومزاولة الرياضة، أو استخدام الأدوية الخافضة للسكر.
سكري الحمل:
وهو نتيجة اختلال توازن الهرمونات في جسم المرأة الحامل، مما يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسجة لعمل الأنسولين.
يصيب هذا النوع 3- 5% من الحوامل. ويمكن علاجه بالحمية الغذائية، أو بحقن الأنسولين.
تظهر الأعراض على مريض السكري النوع الأول أكثر وضوحاً من النوع الثاني، وقد تظهر بعض الأعراض دون أخرى. ومن هذه الأعراض:
مضاعفات حادة:
وتظهر بشكل كبير في مرضى النوع الأول، ومنها:
مضاعفات مزمنة:
وتحتاج من 7 سنوات إلى 14 سنة حتى تظهر على المريض
مضاعفات الأوعية الدموية (Vascular disease):
مضاعفات الشرايين والأوردة (Macrovascular disease):
مشكورة ياقمر