=====================
في كل ليلة تنادي طفلة الثالثة امها – بعد ان تجهزت للنوم – وحين تأتي تقول لها «امي اريد ان اخبرك بسر». وحين تنحني الام للاستماع لهذا السر تتمتم الصغيرة في اذنها بحروف غير مفهومة، ثم تنقلب وعلى وجهها ابتسامة واسعة وتنام.
تبتسم الام ايضا لان الطفلة خدعتها مرة اخرى، ولم تستطع يوما ان تفهم هذا السلوك العجيب وهذه العادة الغريبة. ولكن لماذا يتبنى الاطفال في هذه المرحلة العمرية (2 الى 3 سنوات) مثل هذه العادات الغريبة؟
تتميز سلوكيات الاطفال الذين تعلموا المشي منذ وقت قصير باشياء كثيرة ومتوقعة مثل نوبات الغضب والصراخ والتمرد والاسئلة المتلاحقة التي تبدأ بـ«لماذا»، ومع ذلك فقليلون هم الآباء والامهات الذين يفهمون سبب هذه التصرفات ويستطيعون التعامل مع الاحداث الغريبة التي يميل الاطفال الى ممارستها في هذه السن. ليس لانهم غريبو الاطوار ولكن هذه الأحداث في الواقع جزء مهم من عملية النمو.
فالطفلة التي تتظاهر بانها تهمس لامها سرا في اذنها انما تحاول تقليد الكبار وممارسة المهارات اللغوية. لذا فوراء كل عادة غريبة وسخيفة في نظر الكبار تفسير بسيط، وسنشرح للاهل هنا كيف يمكنهم التعامل معها الى ان ينساها الطفل.
إخفاء الأغراض
قد يخفي الطفل العابه او مفاتيح والده او مشبك شعر اخته في مكان خاص به، داخل لعبته المحشوة مثلا او في درج سيارته او دراجته.
• لماذا يفعل ذلك؟
اذا كان عمر الطفل تعدى السنتين، فربما تعود هذه العادة الغريبة الى ما يسمى بـ«ابقاء الشيء». فما زال الطفل في هذا العمر يتعلم ان عدم رؤية الشيء لا تعني انه ليس موجودا في مكان آخر او انه اختفى الى الابد. وحين يخفي طفلك شيئا ويعرف انه سيظل في هذا المكان حتى يعود اليه، سيشعر بان لديه قوة يتحكم بها في الامور من حوله.
• كيف نتعامل مع هذه العادة؟
فلندع الطفل يخفي اشياءه، لكن على الا يقترب من اشياء الآخرين، فيقول له الاب مثلا «مفاتيحي مهمة لانني احتاج اليها كي اقود السيارة، فرجاء لا تأخذها مرة اخرى»، ثم يقدم له شيئا آخر لاخفائه كقلم التلوين الخاص به.
يجب متابعته بعد ذلك والاصرار على ان المفاتيح مثلا مهمة، فلا ينبغي مثلا ان تترك للطفل لكي يلعب بها اثناء التسوق في الجمعية بهدف الهائه، ثم يقال له في اليوم التالي لا تلعب بالمفاتيح ولا تخفها داخل البيت.
هواية جمع النفايات
بعض الاطفال قد يعشق جمع الحجارة او اوراق الشجر وورق لف العلكة التي قد يجدها على الارض. ومهما نهي عن فعل ذلك لان هذه الاشياء متسخة وقد تكون ملوثة، قد يرفض الطفل ويصر على وضعها في الصندوق الذي يجمع فيه اشياءه.
• لماذا يفعل ذلك؟
الاستكشاف جزء مهم من حياة اطفال هذه المرحلة العمرية، حيث يحبون فحص ولمس كل شيء بما فيه القمامة، وبذلك يتعلمون ملمس الاشياء وحجمها وشكلها.
• كيف نتعامل مع هذه العادة؟
فلندع الطفل يحلل الاشياء التي وجدها مادامت ليست مواد خطرة وانه لا يضعها في فمه. كما يوصي الخبراء بمنح الطفل حقيبة يجمع فيها مقتنياته الثمينة قبل الخروج من المنزل على ان يتم تحديد عدد معين لا يتخطاه الطفل كي يعود به الى المنزل. فاذا قيل له مثلا «يمكنك الاحتفاظ بخمسة اشياء فقط، سيكون اكثر انتقاء لما يضعه في الحقيبة، مما سيعلمه معنى قيمة الاشياء التي لا قيمة لها.
تغيير الهوية
قد يؤكد الطفل مثلا انه يوحي ويصر على ذلك، وقد يختار شخصية ميكي ماوس او باز يطير، وقد لا يرد على من يتحدث اليه باسمه الحقيقي حتى لو كانت معلمة الحضانة.
وقد يختار شخصية مختلفة كل يوم.
• لماذا يفعل ذلك؟
لا يتمتع الاطفال بحس واقعي قوي قبل عمر الرابعة، فهم ليسوا اكيدين ما هو الحقيقي وما اتفق عليه الناس، لذا يساعدهم التظاهر بانهم اشخاص آخرون على التماس الفرق بين الحالتين.
• كيف نتعامل مع هذه العادة؟
التخيل شيء جميل، لكن حين يتحول الى دراما طويلة ومملة حيث يصر الطفل على انه باباي ولن يأكل سوى السبانخ، هنا يصبح من الضروري وضع حدود كأن يقال له «جميل ان تحب التظاهر بانك شخص آخر، لكن ليس هذا وقت اللعب. يجب ان تأكل طعامك اولا ثم تعود للعب والتظاهر بانك باباي».
التمسك بزي موحد
قد يتمسك الطفل بقميص قطني واحد ويستمر في ارتدائه كل يوم طوال فصل الصيف، حتى بعد ان ينمو جسمه ويضيق القميص عليه.
• لماذا يفعل ذلك؟
يميل الاطفال في هذا العمر الى التشبث بزي معين لعدة اسباب ربما بسبب ملمس القماش، او لانهم يرغبون في ممارسة بعض التحكم، او انهم يبحثون عن مزيد من الاهتمام من الوالدين، او ربما بسبب كل ما سبق.
• كيف نتعامل مع هذه العادة؟
يجب ان يفهم الطفل – بهدوء – انه لا يستطيع ارتداء الشيء ذاته طوال الوقت مع وضع عدة بدائل اخرى امامه كي يختار من بينها ما سيرتديه في اليوم التالي، وان يقال للطفل «يمكنك اختيار ما تريد ارتداءه ولكن قميصك الاحمر متسخ، ويمكنك ان تقرر في حدود هذين القميصين».
قد يعترض الطفل في البداية، لكنه سيحول هوسه الى قميص آخر. ولا داعي للقلق فلن يستمر ارتباطه بالزي الجديد طويلا، بل سيأخذ دوره وينتهي الامر.
نصائح لهدوء الأعصاب
حتى لا يسبب سلوك الطفل الغريب جنون الوالدين وغضبهما يجب ان يحافظا على هدوء اعصابهما من خلال هذه النصائح المبسطة التي وضعها لهما خبراء في علم النفس.
1- يجب ان تقررا مسبقا ما المهم وان تدعا الطفل يفهم ما هو متوقع منه، فلا تنتظرا حتى يحشو جيوبه بعشرات الثمار التي سقطت من الاشجار في الحديقة، ثم تقولا له لا يمكنك ان تحتفظ الا بواحدة.
2- تذكرا ان الطفل لا يحاول ان يكون صعب المراس حين يقوم بهذه الافعال غير الاعتيادية، انه فقط يحاول ممارسة الاستقلال والاعتماد على نفسه واتخاذ قراراته بنفسه.
3- لا تتراجعا حين يصبح الاستسلام للطفل اسهل حيث يرفض خلع الكاب الذي رسم عليه باتمان، فمن الافضل على المدى البعيد ان توضع حدود للطفل لا يتخطاها كأن يقال له «لا يمكنك ارتداء هذا الكاب وانت ذاهب الى الجامع».
أغرب عادات الأطفال
بعض عادات الاطفال الشاذة تبدو غير قابلة للتفسير بالمرة
• كأن يحمل الطفل محفظة في كل مكان يذهب اليه، واذا اضاعها لاي سبب يصاب بالذعر الى درجة انه يأخذها معه إلى السرير حتى يستطع النوم.
• رفض الطفل ارتداء الملابس لانه ببساطة تعلم كيف يخلعها. واذا اصر الوالدان واقنعاه بارتداء الملابس للخروج من المنزل، فانه يخلعها بمجرد الرجوع اليه.
• يسعد الطفل بالتكور داخل سلة الغسيل الفارغة او داخل الخزانة وينام في اطمئنان من دون ان يرتبط ببطانية او دب محشو او اي شيء آخر، بل يرتاح لهذه الاماكن التي تتسع له.
مشكورررررة