صانعة الصابون
من المعروف بأن الأم التي تفقد طفلا من أطفالها تصبح حريصة جدا على الباقين، ولهذا السبب بالذات عرف عن السيدة جنجولي شدة حبها لأبنائها وحرصها الكبير عليهم، لم يكن أي شخص في البلدة، من الكبار والصغار، يجرؤ على المساس بأي منهم، لأن أمهم كانت ستفقد رشدها تماما إذا ما تعرض أي منهم للأذى، كانت مستعدة للمضي إلى أبعد الحدود من أجل الدفاع عنهم وحمايتهم. ولهذا فأن دخول ايطاليا للحرب العالمية الثانية صار بمثابة الكابوس بالنسبة لها، أصبحت مرعوبة من أن يتم استدعاء ابنها الأكبر جوزيف للخدمة في الجيش، وكان جوزيف الأحب إلى قلبها من بين أبناءها، وكان يروم إكمال دراسته في جامعة ميلان، لكن إشاعات انتشرت في طول البلاد وعرضها عن نية موسوليني استدعاء جميع الشباب للخدمة العسكرية الإجبارية، وكان ذلك بمثابة ناقوس الخطر للسيدة جنجولي التي قررت بأن الوقت قد حان لتقديم أضحية بشرية جديدة من أجل إنقاذ ولدها المحبوب. وقد حرصت على اختيار ضحاياها بعناية كبيرة من بين النسوة المترددات عليها، اختارت من تصح عليهم مقولة "إذا حضر لا يعد وإن غاب لا يفتقد" .. نسوة وحيدات .. يائسات .. لن يسأل عنهن أحد في حال اختفائهن. وكانت الآنسة فوستينا سيتي هي خيارها الأول، وقد قرأنا أنفا كيف قامت بقتلها وتقطيعها أربا. أما ضحيتها الثانية فكانت أرملة تدعى فرانشيسكا سوافي أغرتها السيدة جنجولي بتدبير وظيفة لها كمعلمة في مدرسة للبنات في بياتشنزا بشمال ايطاليا، أخبرتها كذبا بأنها تعرف الكثير من المسئولين النافذين، وبأنها تستطيع توظيفها بإيماءة صغيرة من إصبعها. أقنعتها بأن لا تخبر أحدا عن الوظيفة الجديدة ولا عن نيتها الرحيل عن البلدة، وذلك دفعا للحسد والعين الشريرة، وطلبت منها أن تأتي إلى منزلها فجر اليوم الذي ستغادر فيه البلدة لكي تستلم أمر التعيين، وأن لا تحمل معها سوى القليل من الملابس وأن تأتي بجميع مدخراتها المالية، وطبعا كان ذلك آخر مشوار في حياة السيدة سوافي، إذ لم يرها أحد بعد ذلك .. انتهى بها المطاف إلى قدر الصابون.
صور ضحايا السيدة جنجولي ..
الضحية الثالثة كانت تدعى فيرجينيا كاجوبو، وعلى العكس من الضحيتين السابقتين فأن الآنسة كاجوبو كانت تتمتع بقدر من الشهرة والجمال، إذ عملت لفترة من حياتها كمغنية سوبرانو وغنت في بعض المسارح الايطالية المرموقة، لكن جمالها وشهرتها كانا في طور الذبول والنسيان بحكم تقدمها في السن، ولهذا لجأت إلى السيدة جنجولي لتساعدها في العودة إلى أيام مجدها. ولم تبخل عليها السيدة جنجولي بالمساعدة! .. فزعمت بأنها عثرت لها على وظيفة مناسبة كسكرتيرة لرجل نبيل من كبار مدراء المسارح ودور الأوبرا في مدينة البندقية، وأقنعتها بأن عملها مع هذا الرجل سيتيح لها فرصة العودة إلى دائرة الضوء من جديد. وكالعادة حثتها على أن لا تخبر أحدا عن الوظيفة الجديدة ونية السفر، ثم طلبت منها أن تزورها فجر يوم الرحيل لكي تعطيها عنوان الرجل النبيل المزعوم مع رسالة توصية. وهكذا تحدد المصير المشئوم للآنسة فريجينيا كاجوبو، فانتهى بها المطاف إلى قدر الصابون بعد أن سلبتها السيدة جنجولي جميع مدخراتها. وعن ذلك كتبت السيدة جنجولي في مذكراتها تقول : "لقد انتهى بها المطاف إلى القدر كما هو الحال مع الاثنتين السابقتين .. لحمها كان ابيض وطري ودسم، لهذا أضفت له قارورة كاملة من العطر بعد ذوبانه، وأبقيته على النار مدة طويلة، فحصلت منه على أجود صابون صنعته حتى الآن .. قمت بإهداء عدة قوالب منه إلى الجيران والمعارف؛ أما الكعك الذي صنعته من دمها فكان ألذ كعك تذوقته حتى الآن .. تلك المرأة كانت حلوة حقا!".
في قبضة العدالة
خلال محاكمتها ..
بعد عدة أسابيع على مقتل الآنسة كوجوبو توجهت زوجة شقيقها إلى الشرطة للإبلاغ عن اختفاءها المفاجئ، أخبرتهم بأنها رحلت في ساعة مبكرة من الصباح من دون أن تتفوه بكلمة واحدة عن وجهتها، وبأنها أخذت معها حقيبة ملابس صغيرة وجميع مدخراتها، وبأنها شوهدت آخر مرة وهي تدخل منزل السيدة جنجولي التي كانت تكثر من زيارتها في الأيام التي سبقت اختفاءها، وكان ذلك آخر العهد بها .. إذ لم يرها أحد بعد ذلك.
الشرطة ذهبت إلى منزل السيدة جنجولي من اجل الاستفسار عن مصير الآنسة كاجوبو، فأخبرتهم عن قصة الوظيفة الجديدة وعن رحيل الآنسة كاجوبو إلى البندقية. لكن تحقيقات الشرطة كشفت كذب السيدة جنجولي، فالرجل النبيل الذي زعمت بأن الآنسة كاجوبو ذهبت للعمل لديه لم يكن له وجود، وهكذا بدأت الشرطة ترتاب في السيدة جنجولي، وبمواجهتها بكذبها، وبتهديدها بتوجيه تهمة الاختطاف إلى ابنها جوزيف، انهارت السيدة جنجولي سريعا واعترفت بكل شيء، فهي كما ذكرنا أنفا، كانت مستعدة لفعل أي شيء من اجل حماية أبناءها، وقد أستغل المحققون ذلك أفضل استغلال، فطفقت تحدثهم عن جرائمها بالتفصيل، وعن ما فعلته بجثث الضحايا .. كيف أذابتها في الماء المغلي .. وكيف صنعت منها الصابون بعد إضافة الصودا .. وكيف ألقت ما تبقى من العظام والشعر في البالوعة .. وكيف استعملت الدم في صنع الكعك … وهو حديث وجد محققو الشرطة صعوبة بالغة في تصديقه، فكيف لامرأة بهذا العمر والحجم أن تقطع جثة بشرية بسرعة كبيرة إلى درجة أن أبناءها الساكنين معها في ذات المنزل لا يشعرون بذلك. السيدة جنجولي أخبرتهم بأن العملية كلها، أي القتل والتقطيع وتنظيف الدم ورمي العظام .. لا تأخذ منها سوى 12 دقيقة!! .. وللتأكد من ذلك يقال بأن المحققين أخذوها إلى مشرحة المدينة وأعطوها فأسا وسكينا ثم طلبوا منها أن تقطع إحدى الجثث خلال 12 دقيقة فقط!.
ادوات القتل التي استعملتها السيدة جنجولي مع صورتها وصور ضحاياها ..
محاكمة السيدة جنجولي شغلت الرأي العام الإيطالي بأسره، وطغت أخبارها لفترة على أخبار المعارك المحتدمة في جبهات القتال. السيدة جنجولي دافعت عن نفسها أمام المحكمة بأنها فعلت ما فعلت فداء لأطفالها من الموت، وأسهبت في الحديث عن شبح أمها التي كانت تظهر دوما في كوابيسها وتهددها بأخذ المزيد من أطفالها ما لم تحصل على دماء جديدة. لكن المحكمة لم تقتنع بهذه الحجج. ورأى المدعي العام بأن الدافع الحقيقي للجرائم هو سلب مدخرات الضحايا. وشكك في أن تكون السيدة جنجولي قد ارتكبت جرائمها لوحدها، متهما أبنها الأكبر بمساعدتها. لكن المحكمة لم تجد أي دليل يدينه فبرأت ساحته وأطلقت سراحه، أما السيدة جنجولي فقد نالت حكما بالسجن لمدة 33 عام .. ثلاث أعوام منها تقضيها في مصحة للأمراض العقلية وثلاثين عاما أخرى في السجن .. أي تماما كما أخبرتها الغجرية قبل سنوات طويلة.
السيدة جنجولي ماتت وحيدة في المصحة العقلية عام 1970 ودفنت في مقبرة الفقراء والمشردين في بوزولي، لا احد طالب بجثتها، ولم يحضر دفنها أحد. إحدى الراهبات تتذكر السيدة جنجولي قائلة : "بالرغم من تشوقنا لتناول الحلويات لأننا لا نحصل عليها كثيرا، وبالرغم من مهارة السيدة جنجولي في صناعة الكعك، إلا أن أحدا لم يجرؤ على تناول ولو قطعة صغيرة من الكعك الذي كانت تعده في المصحة طيلة 24 عاما، كان العاملون والمرضى والسجناء يرتعبون من رؤيته، بعضهم زعموا بأنه يحتوي على وصفات سحرية شريرة فيما آمن آخرون بأنه مصنوع من الدم .. لذلك لم يأكله احد سوى السيدة جنجولي نفسها".
اليوم ما زالت السيدة جنجولي تتمتع ببعض الشهرة في ايطاليا حيث تشتهر بأسم صانعة الصابون من كيريجيو (la saponificatrice di Correggio )، وما زالت أدوات القتل التي استعملتها في القتل والتقطيع، إلى جانب صورتها وصور ضحاياها، معروضة في متحف علم الجريمة في روما (Museo di Roma criminological ).
الشحوم البشرية .. تجارة رائجة!
تجارة الزيت البشري في البيرو ..
يا ترى هل كانت السيدة جنجولي نادرة في صنعتها ؟ .. كلا .. فصناعة الصابون وبعض مستحضرات التجميل من أجساد البشر ليست بالشيء الجديد .. وهناك شائعات عن وجود نسبة من الشحوم والدهون البشرية في بعض مستحضرات التجميل الموجودة في الأسواق اليوم. في عام 2024 ألقت الشرطة في البيرو القبض على رجلين وهما يحملان عبوة من الزيت اعترفا بأنهما مستخلصة من أجساد البشر، قالا بأن شركات مستحضرات التجميل الأوربية تشتري منهما هذا الزيت البشري سرا بمبلغ 4500 يورو للعبوة. ولاحقا ألقت الشرطة القبض على ثلاثة رجال آخرين على صلة بالقضية، اتضح بأن المتهمين هم عصابة يقومون بخطف الناس في الغابات النائية ليقتلونهم ويستخلصون الزيت من أجسادهم. رئيس العصابة قال بأنهم يقتلون الضحية أولا ثم يقطعون رأسه وأطرافه ويعلقون الباقي من بدنه على خشبة ثم يشوونه على نار هادئة ويجمعون الزيت المتسرب من لحمه في إناء معدني يضعونه أسفل الخشبة. وبحسب الشرطة البيروية فأن أفراد العصابة قاموا بقتل عشرات الأشخاص بهذه الطريقة. ويعتقد بأن هناك عصابات أخرى تعمل في نفس المجال، فالزيت البشري له سوق رائجة على ما يبدو، وهناك أساطير قديمة تتحدث عن خواص خارقة للزيت البشري في استعادة الشباب وإعادة النظارة إلى البشرة. وللشحم البشري اليوم استخدامات طبية متعددة، خصوصا في مجال التجميل ومعالجة تجعد البشرة، لكن الأطباء لا يقتلون الناس طبعا للحصول على الشحم، وإنما يشترونه من مراكز العلاج الخاصة بشفط الشحوم.
تاريخيا .. هناك ساحرة أسبانية تفوقت على السيدة جنجولي في القسوة والإجرام، اسمها انركيتا مارتي ريبولس، وتعرف بأسم مصاصة دماء برشلونة (la vampira de Barcelona ). هذه الشيطانة كانت متخصصة في خطف الأطفال من الشارع .. الأطفال الفقراء والمشردين .. تحضرهم إلى شققها المبثوثة في أرجاء المدينة لتذبحهم وتضع أشلائهم في قدر كبير يغلي على النار، تماما كما في مشاهد الساحرات الشريرات اللائي يظهرن في أفلام الرسوم المتحركة، كانت تصنع من شحومهم مستحضرات تجميل باهظة الثمن تبيعها لجميلات برشلونة وسيدات المجتمع الراقي.
سفاحة برشلونة قتلت الكثير من الأطفال، ذبحتهم بدم بارد يحسدها عليه أقسى المجرمين والجلادين. وقد تحدثت طفلة صغيرة أنقذتها الشرطة من براثن السفاحة في اللحظة الأخيرة عن طفل صغير كان يلعب معها في الشقة التي حبسوا فيها، قالت بأن انركيتا أخذته إلى المطبخ في أحد الأيام ومددته على الطاولة ثم ذبحته بالسكين كما تذبح الدجاجة .. ملئت عدة قناني من دمه .. ثم قامت بتقطيع جسده إلى أشلاء ألقتها في قدر كبير يغلي لاستخلاص الشحم الذي تستعمله في تحضير مستحضراتها التجميلية.
نهاية انركيتا كانت سريعة، وجدوها مشنوقة في زنزانتها عام 1912، قالوا بأنها انتحرت، لكن المرجح أن موتها كان مدبرا .. قتلها أولئك السياسيون والأثرياء الفاسدون الذين كانوا يشترون مستحضراتها الشريرة .. أرادوا إسكاتها وإقفال فمها إلى الأبد .. كي تبقى أسمائهم بيضاء ناصعة.
الصابون النازي
هل استخدم النازيون جثث سجناءهم لصناعة الصابون ؟
قصص صناعة الصابون من جثث البشر في معسكرات الأسر النازية هي الأشهر تاريخيا، لكنها لا تخلو من مبالغة وتهويل. فالكثير من المؤرخين المعاصرين يعتبرونها مجرد دعاية أطلقتها مخابرات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية من اجل تشويه صورة النازيين. وحتى لو كان الأمر حقيقيا، فمن المستبعد جدا قيام الألمان بإنتاج هذا الصابون البشري على نطاق واسع، والأقرب إلى التصديق هو أن بعض الباحثين الألمان أجروا تجارب على نطاق ضيق في المختبرات من اجل صناعة صابون بشري يستخدم في تنظيف وتعقيم مختبراتهم بسبب شحة وصعوبة وصول منتجات التنظيف في زمن الحرب، فالصابون الذي كان يوزع على الألمان وفق نظام الحصص كان ذو نوعية رديئة جدا.
والظاهر أن تجارب صناعة الصابون تلك أوقفت على الفور ما أن وصلت أخبارها إلى أسماع هاينريش هيلمر قائد قوات الوقاية الألمانية (SS ) الذي كان مسئولا عن إدارة السجون والمعتقلات النازية أبان الحرب، فبعض المصادر التاريخية تؤكد أن هيلمر طالب بتحقيق فوري في تلك المزاعم وأمر بدفن وإحراق جثث الموتى في المعسكرات فورا منعا لسوء استخدامها.
غالبية قصص صنع الصابون البشري من قبل النازيين استندت إلى مزاعم وادعاءات لا يمكن التثبت من صحتها. الشهادة الموثقة الوحيدة وردت خلال محاكمات نورمبيرغ الشهيرة على لسان مساعد مختبر يدعى سيجموند مازر كان يعمل في دائرة البحوث الملحقة بمعتقل دانزج النازي في بولندا، وبحسب هذه الشهادة زعم مازر بأنهم جمعوا ما يقارب الثمانين كيلوغرام من الشحوم من أربعين جثة بشرية واستخدموا هذه الكمية في إنتاج 25 كلغم من الصابون الذي أستعمله البروفيسور رودولف سبانر لتعقيم وتنظيف مختبرات مركز البحوث. وقدمت عينة من ذلك الصابون خلال المحاكمات كدليل إدانة ضد قادة ألمانيا النازية. وطبعا لم يكن التأكد من حقيقة كون ذلك الصابون مصنوع من الشحم البشري متاحا في ذلك الزمان، لكن العالم البولندي اندريه ستوليخفو أثبت عام 2024 عن طريق عينة صغيرة كانت محفوظة في أرشيف محكمة العدل الدولية في لاهاي .. أثبت بأن ذلك الصابون كان يحتوي فعلا على أنسجة بشرية.
وفي كتابه (روسيا خلال الحرب 1941 – 1945) ذكر الكاتب البريطاني الكسندر فيرث بأنه زار دانزج بعد فترة قصيرة من سقوطها بيد القوات الروسية، وبأنه شاهد مصنع تجارب صغير خارج المدينة كان يستعمل لصنع الصابون من الجثث البشرية، وبحسب فيرث فأن ذلك المصنع كان يدار من قبل البروفسور رودولف سبانر، وكان الدخول إليه أشبه بالكابوس، فأوعية التقطير فيه كانت مليئة بالرؤوس والجذوع البشرية المنقوعة في محلول ما، ودلاءه كانت مملوءة بمادة هلامية متخثرة.
موتى يتحولون إلى صابون!
السيدة الصابونية معروضة في المتحف ..
ليس المجرمون وحدهم هم الذين يحولون الأجساد البشرية إلى صابون، فالطبيعة تقوم بذلك أيضا في بعض الأحيان، وهي عملية طبيعية تعرف بأسم التصبن (Saponification ) تحدث للأجساد البشرية التي تدفن في أماكن غنية بالمواد القلوية أو في بيئة لا تساعد على التحلل ولا يصلها الأوكسجين، فالشحوم الموجودة في الأنسجة إضافة إلى السوائل المترشحة عن الجسد تتحول بالتدريج وببطء إلى ما يعرف بأسم "شمع القبر"، هذه الحالة نادرة لكنها معروفة، وهي تحدث على وجه الخصوص في البلدان الرطبة. وتعتبر السيدة الصابونية (The Soap Lady ) الجثة المتصبنة الأكثر شهرة، وهي معروضة اليوم في متحف موتر في فيلادلفيا، وتعود هذه الجثة لسيدة في الثلاثينات من عمرها ماتت في أواخر القرن الثامن عشر بمرض الحمى الصفراء. وجرى العثور على الجثة عن طريق الصدفة في أواخر القرن التاسع عشر أثناء العمل على مد خط سكة حديد .. الجثة عجيبة حقا .. تحولت إلى قالب صابون كبير!.
ختاما ..
جميعنا أعتدنا على غسل أيدينا بالصابون عدة مرات في اليوم، والكثير من النساء درجن على استخدام مستحضرات التجميل من حين لآخر .. فهل خطر على بالنا يوما ماهية المواد المستعملة في صنع تلك الأشياء التي درجنا على استعمالها .. هل فكرتم يوما بصابون مصنوع من شحوم الموتى وكريم تجميل تضعونه على وجوهكم مستخلص من أجساد الأطفال الأبرياء! .. أليس من الغباء أن يقتل الإنسان أخاه الإنسان من أجل قالب صابون ؟! ..
ربما لا! ..
فأن تقتل إنسانا من اجل قالب صابون يبدو أكثر ذكاءا .. نوعا ما .. من أن تقتله للاشيء .. كما يحدث يوميا بالجملة في بعض بقاع الأرض التعيسة .. وأن يتحول الإنسان إلى قطعة صابون يبدو أكثر فائدة من أن يمضي حياته بلا هدف .. بلا عقل .. بلا منطق.