هذه الروابط لمن أراد نشر الخير والدعوة إلى الله أرجو ألتثبيت 2024

هذه الروابط لمن أراد نشر الخير والدعوة إلى الله أرجو التثبيت

الونشريس

الونشريس

هذه الروابط لمن أراد نشر الخير والدعوة إلى الله
القرآن كاملاً بالفلاش
https://www.quranflash.com/#
استمع للقرآن

https://www.islamopedie.com/radios/quran_mp3.php
https://www.tvquran.com/

ترجمة معاني القرآن بالإنجليزية مع إمكانية مع إمكانية الربط بأي من التفاسير العربية الثلاثة (ابن كثير-الطبري-القرطبي)
https://www.thenoblequran.com/
ترجمة القرآن : باللغات
لإنجليزية-الإسبانية-الفرنسية-الألمانية-الدشتو-إيطالية-سواحلية-يابانية-بنغالية-ألبانية-ماليزية-تركية-بوسنية-صينية-إيندنوسي:
https://www.islamworld.net/
وهذا عنوان موقع مجمع طباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية وهو الآن بخمس لغات :
العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والاردو
https://www.qurancomplex.com
فقط أنشر هذا الموقع
كتاب وموقع يدعو ويعرف بالأسلام
للغه الأنجليزيه
https://www.islam-guide.com
للغه الفرنسيه
https://www.islam-guide.com/fr
للغه الأيطاليه
https://www.islam-guide.com/it
للغه الأسبانيه
https://www.islam-guide.com/es
الحفظ
https://www.liveislam.net/ archiv/juma-2/haramainj.rm

بسم الله الرحمن الرحيم

الونشريس

المساعدة الحية في اعتناق الإسلام بـ 16 لغة تحت رعاية مكتب جاليات الربوة بالرياض وشراكة مكتب جاليات الروضة كذلك بالرياض والهيئة العالمية للتعريف بالإسلام بالمدينة المنورة ومكتب جاليات القطيف ومكتب جاليات البديعة بالرياض وموقع WegzuMislam

https://d1.islamhouse.com/chat.htm

الونشريس



شبكة إسلام ويب

https://www.islamweb.net
شبكة الاذكار الاسلامية
https://www.alathkar.net/index.html
صيد الفوائد
https://www.saaid.net/
موقع المسلم
https://www.almoslim.net/
موقع طريق التوبة
https://www.twbh.com/
طريق الاسلام
https://www.islamway.com/
رسالة الإسلام
https://www.islammessage.com/
إسلام أون لاين
https://www.islamonline.net/Arabic/index.الونشريسml

موسوعة القصص الواقعية
https://www.gesah.net/
لها أون لاين
https://www.lahaonline.com/
الاسلام اليوم
https://www.islamtoday.net/
مواقع إسلامية – دليل المواقع العربية
https://www.raddadi.com/
نصيحة انكم تسمعوها
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، والله تعالى أعلم .
والدال على الخير))))


    جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ المسلمين

    جزاكي الله خيرا ياقمر

    بارك الله فيكي يا حبيبتي مشكورة على المجهود

    بارك الله فيكى

    رائع منك نجمة الحرص على الدعوة لدينك ثبتك الله وجعلك نجمة منورة فى سماء الاسلام وجزاك كل الخير واكثر الله من امثالك

    الدعوة إلى الله في الجامعة 2024

    الدعوة إلى الله في الجامعة

    الحياة الجامعية مصدر هام وكبير من مصادر الدعوة إلى الله تعالى لكل فتاة من فتيات الإسلام تاقت نفسها إلى العمل من أجل نصرة دين ربها سبحانه وتعالى، وذلك نظرًا لهذه الكثافة العددية للطلاب، بالإضافة لقضائهم فترات طويلة وعلى مدى سنوات مع بعضهم البعض.
    ويزيد من تلك الأهمية، أن الشباب في هذه المرحلة يكونون في نضج عقلي وفكري يمكِّنهم من قبول الدعوة، وفي الأغلب يتوفر فيهم إمكانات عقلية طيبة شأن كثير من الجامعيين.
    فكيف يمكن لأميرتنا الدعوة إلى الله من خلال الوسط الجامعي؟ إن الإجابة على هذا السؤال تجعلنا نشير أولًا إلى مقومات الداعية إلى الله تعالى، والصفات التي ينبغي أن تتحلى بها الفتاة التي تقوم بدعوة زميلاتها إلى الخير والرشاد، حتى تكون دعوتها مؤثرة، ويكون أدعى لاستجابة زميلاتها للنصح والتوجيه والإرشاد؛ ومن هذه المقومات:
    الإخلاص:
    ومعناه تصفية العمل من كل نية سيئة تشوبه، فيكون عملك للدين ليس من أجل شهرة أو ابتغاء مدح وثناء، وإنما يكون قصدك من الدعوة إلى الله التقرب إليه ونصرة دينه، وهو شرط لقبول العمل الصالح.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتُغي به وجهه) [صححه الألباني في صحيح سنن النسائي، (3140)].
    القدوة:
    (فتلك والله أعظم خدمة يمكنك أن تسديها إلى دين الله تعالى، أن تكوني مصحفًا يمشي على الأرض، أن تحولي كل حرف تعلمتيه من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى واقع عملي ملموس، يكون خير لسان يبلغ الناس بتعاليم هذا الدين، وقديمًا قيل: إن فعل رجل في ألف رجل، أبلغ من قول ألف رجل لرجل.
    بل هي الهداية الحقيقية على مذهب الإمام الشافعي الذي يعلنه بقوله: (من وعظ أخاه بفعله كان هاديًا) [المنطلق، محمد أحمد الراشد، ص(202)].
    وهو السر في قبول الناس لكلام الحسن البصري رحمه الله، كما اكتشف ذلك عبد الواحد بن زياد، فقال: (ما بلغ الحسن البصري إلى ما بلغ، إلا لكونه إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم منه) [المنطلق، محمد أحمد الراشد، ص(202)].
    (فالقدوة إذًا هي مفتاح نجاح داعية الإسلام لهذا الدين، وقبول الناس لما معه من بضاعة الهداية) [لو أن له رجالًا، فريد مناع، ص(104)].
    فلابد وأن تكوني قدوة في مظهرك وملبسك وسلوكياتك، وكم من أناس اهتدوا بسبب السمت الطيب؟!
    وسائل الدعوة إلى الله في الجامعة:
    هناك عدة وسائل تفيد أميرتنا في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى من خلال الوسط الجامعي، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
    أولًا: التوجيه الفردي:
    أو النصيحة الفردية، وهي كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أولًا، كان بعد نزول الأمر بالبلاغ، يكلم الناس على حدة، يكلم كل واحد منهم على انفراد يبلغه رسالة الله تعالى، وكان أبو بكر هو أول من دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب ولم يتردد.
    (وإذا تفيأ داعية الإسلام ظلال سير الصحابة الأوائل؛ لأدرك كيف أتقنوا فن الدعوة الفردية بعد أن استقوه من الداعية الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
    وها هو الراشد الأول الصديق رضي الله عنه ما إن يشهد شهادة الحق بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينطلق إلى رجال قومه، فينتقي منهم من يصلح لحمل أمانة الدعوة، ويخصه باتصال فردي يبثه من خلاله أنوار الهداية.
    فكان الرجال يأتونه ويألفونه لعلمه وتجارته وحسن خلقه، ولم يلبث إلا قليلًا حتى أينعت جهوده المباركة في الدعوة الفردية، وأثمرت إسلام أكثر أفذاذ هذه الأمة من العشرة المبشرين بالجنة [سيرة ابن هشام، (1/220)]؛ منهم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم.
    ثم انظري إلى ذلك الماهر الموهوب مصعب بن عمير رضي الله عنه، ذلك الداعية الخبير الذي أوفده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد بيعة العقبة الأولى ليكون بذلك أول سفير عرفه الإسلام، كيف استطاع هذا الهمام بما معه من إيمان ويقين ثم بإتقان فنون الدعوة الفردية أن يفتح الله به قلوب أهل المدينة قبل مقدم نبي الهدى إليها [السيرة النبوية، ابن كثير، (2/181-185)]؟!
    إرشادات للدعوة الفردية:
    (1- ليكن شعارك في الدعوة إلى الله تعالى قوله سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك} [آل عمران: 159]، وقول الله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]، فباللين والحكمة تفتح لك القلوب المغلقة.
    2- اجعلي نصيحتك في السر لا العلانية؛ فكما قيل: النصيحة في السر نصيحة، والنصيحة في العلن فضيحة، فالنفس البشرية تأبى الظهور في محل النقد، لذلك لا تنصحي زميلاتك علانية.
    تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعــة
    فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى سمـاعه
    3- لا تنكري إلا على ما تتأكدين أنه محرم، ولا تنكري على أمر تظنينه محرمًا، فإنه يشترط العلم بتحريم المنكر لإنكاره.
    4- تحيني الأوقات المناسبة للنصيحة حتى يكون ذلك أدعى للاستجابة، فلا تنصحي مثلًا زميلتك وهي مشغولة، أو وهي في مزاج سيء.
    5- قبل أن تشرعي في النصح قدِّمي بين يدي ذلك التعارف والابتسامة، والسؤال عن الأحوال الدراسية.
    6- يمكنك الاستعانة بالغير في النصح، فمثلًا إذا أردت توجيه النصح لفتاة ورأيت زميلة لها مقرَّبة إلى قلبها يمكنها نصح زميلتها فيمكنك الاستعانة بها، فالذي يهمنا هو توصيل الحق من خلال أي طريق مشروع.
    7- الهدية تفتح القلوب المؤصدة وتؤلف القلوب، فاحرصي قدر المستطاع على بذل الهدية لمن ترغبين في دعوتها.
    8- ابدئي بمن تكون مظنة الاستجابة لدعوتك، حتى تكون رفيقتك على درب الخير، وتعينك على طاعة الله وأمر الدعوة إليه.
    9- تخولي زميلاتك بالموعظة، فلا تنصحي وتعظي صديقتك كلما رأيتها، فإنها قد تمل وتنفر، وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهة السآمة علينا) [متفق عليه].
    10- إن قوبلت دعوتك بعدم القبول فلا تيأسي، فإن الأجر يأتيك بالجهد لا يتوقف على النتائج، وإن من أنبياء الله من لم يستجب لهم سوى رجل أو رجلان، ومنهم من لم يستجب له أحد على الإطلاق، ومع ذلك هم بلِّغوا كما أمرهم الله، فما قصَّروا في تبليغ الحق إلى الأنام) [أميرة في الجامعة، هيام محمد يوسف].
    ثانيًا: توزيع المواد المسموعة والمقروءة:
    فيمكنك عزيزتي أن تقومي بالدعوة إلى الله دون احتياج لباقة أو قدرة على الإقناع، وذلك عن طريق إهداء الشريط الإسلامي الهادف أو "السي دي" مسجل عليه مواد نافعة من مواعظ وخطب تحفز إلى التزام طريق الخير.
    وكذلك بتوزيع الكتيبات الصغيرة والرسائل، وهي تمتاز بسهولة إكمال قراءتها بالكامل نظرًا لصغرها، كما أنها تتناول غالبًا موضوعًا محددًا تطرق عليه.
    ولن يرهقك ذلك ماديًّا، حيث يمكنك اقتطاع جزء يسير جدًّا من مصروفك الشخصي، والقيام بشراء رسائل أو أشرطة أو "سي دي" وإهدائه لصديقاتك.
    ثالثًا: إميلات الخير:
    فيمكنك أن تأخذي من صديقاتك بريدهن الإلكتروني، وترسلي إليهن "إميلات" يرفق بها ملفات طيبة كالمواعظ أو الحكم أو القصص المؤثرة، فهي وسيلة طيبة، حيث أنها تقرأها على انفراد، وليس فيها تعرض لشيء من الإحراج قد يكون مع الاتصال المباشر.
    رابعًا: المشاركة في الأعمال الخيرية:
    فيجب أن تكوني عنصرًا فاعلًا يفيد الناس، فساهمي في أي أنشطة وأعمال خيرية في الجامعة، وبإمكانك التنسيق مع صديقاتك الطيبات في التفكير في طرق لإفادة الزميلات في الجامعة، وتفعيل تلك الأفكار.
    فعلى سبيل المثال: يمكن القيام بتخليص المحاضرات ومنحها لمن يريد أن ينسخها؛ حتى يكون في ذلك تسهيلًا على زميلاتك.
    والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه) [رواه مسلم]،

    والمؤمن معطاء باذل للمسلمين، يحب لهم الخير، ويسعى في حاجاتهم؛ لأنه تربطهم به رابطة تفوق كل وشيجة، وهي رابطة الأخوة الإيمانية.
    عزيزتي، إن وسائل الدعوة كثيرة وكثيرة، لكننا لم نشأ أن نثقل عليك، فاكتفينا بأمور لا تحتاج منك إلى عظيم جهد، حتى يكون في مقدورك القيام بها وسط الأعباء الدراسية، ولكن ما نريد التركيز عليه هو أنه ينبغي أن يكون لك دور في خدمة دينك.

      جزاكى الله خيرا
      وجعلة الله فى ميزان حسناتك

      جزاك الله خيرا وهاأحاول أعمل بالنصيحة وأدعوا في الجامعة ونسأل الله الثبات

      بارك الله فيكى

      مرحلة الدعوة الجهرية 2024


      أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجهر بالدعوة ويبدأ بعشيرته وأهله، فقال تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} _[الشعراء:214] فنادى الرسول صلى الله عليه وسلم قريشًا، وقال: (يا بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم وبني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني والله لا أملك لكم من الله شيئًا إلا أن لكم رحمًا سأَبُلُّهَا بِبِلالِهَا (سَأصِلُها) ) _[مسلم].
      ونزل هذا الكلام على قلوب الكفار نزول الصاعقة، فقد أصبحت المواجهة واضحة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه يطلب منهم أن يتركوا الأصنام التي يعبدونها، وأن يتركوا الفواحش، فلا يتعاملون بالربا، ولا يزنون، ولا يقتلون أولادهم، ولا يظلمون أحدًا، لكنهم قابلوا تلك الدعوة بالرفض، وبدءوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن دعوته، فصبر صلى الله عليه وسلم عليهم وعلى تطاولهم.
      وذات مرة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، فتطاول عليه بعض الكفار بالكلام، ولكنه صبر عليهم ومضى، فلما مرَّ عليهم ثانية تطاولوا عليه بمثل ما فعلوا، فصبر ولم يرد، ثم مرَّ بهم الثالثة، فتطاولوا عليه بمثل ما فعلوا أيضًا، فقال صلى الله عليه وسلم لهم: (أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بالذبح) فخاف القوم حتى إن أكثرهم وقاحة أصبح يقول للرسول
      صلى الله عليه وسلم بكل أدب: انصرف يا أبا القاسم، انصرف راشدًا، فوالله ما كنت جهولا.
      وذات يوم، أقبل رجل من بلد اسمها (إراش) إلى مكة، فظلمه أبو جهل، وأخذ منه إبله، فذهب الرجل إلى نادي قريش يسألهم عن رجل ينصره على
      أبي جهل، وهنا وجد الكفار فرصة للتسلية والضحك والسخرية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمروا الرجل أن يذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ له حقه، فذهب الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا ينظرون إليه ليروا ما سيحدث، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل ليعيد له حقه من أبي جهل، فأرسلوا وراءه أحدهم؛ ليرى ما سوف يصنعه أبوجهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي جهل، وطرق بابه، فخرج أبو جهل من البيت خائفًا مرتعدًا، وقد تغير لونه من شدة الخوف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطِ هذا الرجل حقه) فرد أبو جهل دون تردد: لا تبرح حتى أعطيه الذي له، ودخل البيت مسرعًا، فأخرج مال الرجل، فأخذه، وانصرف.
      وعندما أقبل أبو جهل على قومه بادروه قائلين: ويلك! ما بك؟ فقال لهم: والله ما هو إلا أن ضرب عليَّ وسمعت صوته فملئت منه رعبًا، ثم خرجت إليه، وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل ما رأيتُ مثلَه قط، فوالله لو أبَيتُ لأكلني. [البيهقي]
      وبدأ كفار قريش مرحلة جديدة من المفاوضات، فذهبوا إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سبَّ
      آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فردَّ عليهم أبو طالب ردًّا رقيقًا، فانصرفوا عنه.
      ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم استمر في إظهار دين الله ودعوة الناس إليه، فجمع الكفار أنفسهم مرة أخرى وذهبوا إلى أبي طالب، فقالوا له: يا أبا طالب، إن لك سنًّا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب
      آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين.
      وأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال له: يابن أخي! إن قومك قد جاءوني، وقالوا كذا وكذا فأَبقِ علىَّ وعلى نفسك، ولا تُحملني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه) فقال أبو طالب: امضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله! لا أسلمك لشيء أبدًا.
      لم يستطع المشركون أن يوقفوا مسيرة الدعوة للإسلام، ولم يستطيعوا إغراء الرسول صلى الله عليه وسلم بالمال أو بالجاه، وقد خاب أملهم في عمه
      أبي طالب، وها هو ذا موسم الحج يقبل، والعرب سوف يأتون من كل
      مكان، وقد سمعوا بمحمد ودعوته، وسوف يستمعون إليه وربما آمنوا به
      ونصروه، فتسرب الخوف إلى قلوب الكفار في مكة، وفكروا في قول واحد يتفقون عليه ويقولونه عن محمد صلى الله عليه وسلم حتى يصرفوا العرب
      عنه، فالتفوا حول الوليد بن المغيرة، وكان أكبرهم سنًّا؛ فقال أحدهم: نقول إن محمدًا كاهن، فقال الوليد: والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه، فقالوا: نقول إن محمدًا مجنون، فقال لهم: ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه، فقالوا: نقول إن محمدًا شاعر، فقال لهم: ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله فما هو بالشعر، فقالوا: نقول ساحر، فقال لهم: ما هو
      بساحر، لقد رأينا السحرة وسحرهم وما هو منهم.
      فقالوا للوليد بن المغيرة: فما تقول يا أبا عبد شمس؟ فأقسم لهم أن كلام محمد هو أحلى الكلام وأطيبه، وما هم بقائلين من هذا شيئًا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه أن تقولوا: إن محمدًا ساحر يفرق بين المرء وأخيه وبين الرجل وزوجته والرجل وأبيه، فوافق الكفار على رأيه وانتشروا في موسم الحج يرددون هذه الافتراءات بين الناس، حتى يصدوهم عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في الوليد بن المغيرة قوله: {ذرني ومن خلقت
      وحيدًا . وجعلت له مالاً ممدودًا . وبنين شهودًا . ومهدت له تمهيدًا . ثم يطمع أن أزيد . كلا إنه كان لآياتنا عنيدًا . سأرهقه صعودًا . إنه فكر وقدر . فقتل كيف قدر . ثم قتل كيف قدر . ثم نظر . ثم عبس وبسر . ثم أدبر
      واستكبر . فقال إن هذا إلا سحر يؤثر . إن هذا إلا قول البشر . سأصليه
      سقر . وما أدراك ما سقر . لا تبقي ولا تذر . لواحة للبشر . عليها تسعة عشر} _[المدثر:11-30].
      إسلام عمر بن الخطاب:
      دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الله أن يعز الإسلام بأحد العمرين: عمر بن الخطاب، أو عمرو بن هشام، وكان عمر بن الخطاب قبل أن يسلم شديد الإيذاء للمسلمين، وذات يوم حمل عمر سيفه، وانطلق يبحث عن محمد ليقتله، وفي الطريق قابله رجل، وأخبره أن أخته فاطمة قد أسلمت هي وزوجها سعيد بن زيد، فاتجه عمر غاضبًا نحو دار أخته، ودق الباب، وكان الصحابي خباب بن الأَرَتِّ -رضي الله عنه- يعلِّم أخت عمر وزوجها القرآن الكريم، فلما سمعوا صوت عمر امتلأت قلوبهم بالرعب والخوف، وأسرع خباب فاختبأ في زاوية من البيت، ودخل عمر فقال: لقد أُخبرت أنكما تبعتما محمدًا على دينه، ثم ضرب زوج أخته، وضرب أخته على وجهها حتى سال الدم من وجهها، ولكنها لم تخف، وقالت له في ثبات وشجاعة: نعم أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما شئت.
      ندم عمر على ما صنع بأخته، وطلب منها الصحيفة التي كانوا يقرءون
      منها، فقالت له: يا أخي إنك نجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة، فقرأ عمر: بسم الله الرحمن الرحيم {طه . ما أنزلنا عليكم القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى . تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى . الرحمن على العرش استوى . له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى . وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر
      وأخفى . الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى} _[طه:1-8].
      وكانت هذه الآيات نورًا جذب عمر إلى الإسلام وأضاء له طريق الحق، فما إن قرأها حتى لان قلبه، وهدأ طبعه، وذهب عنه الغضب، وقال -والإيمان يفيض في جوانحه-: ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه، وبعد قليل من إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله
      عنه- سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة في وضح النهار بين عمر بن الخطاب وحمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنهما- وامتنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما، وكان المسلمون لا يقدرون أن يُصَلُّوا عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم هو وحمزة بن عبدالمطلب صلى المسلمون عند الكعبة.

      موسوعة الأسرة المسلمة

        جزاكي الله كل خير

        بارك الله فيكى وذادك ايمانا

        الونشريس

        الونشريس
        موضوعك مفيد جدا

        كيف تكون مجاب الدعوة 2024

        لا تأكل إلا طيبا فإن فعلت فأبشر فإنه لا تكاد ترد لك دعوة سألت الله فيها من خير الدنيا و الآخرة ،لقوله تعالى: < يا أيها الذين آمنوا كلوا طيبات ما رزقناكم >

        اعزم على الله في الدعاء و استحضر عظمته و قدرته،و أنه لا يعجزه شيئ في الارض و لا في السماء و انه سبحانه لا يرد سائله و ما من شيئ أكرم عليه من الدعاء،ثم اعزم في دعائك و أحسن ظنك بربك، فعن انس رضي الله عنه قال
        :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : < إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء و لا يقل:اللهم إن شئت فأعطني،فإن الله لا مستكره له > رواه البخاري و مسلم.

        كن على يقين من الإجابة لقوله صلى الله عليه و سلم: < ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة > رواه الترمذي.

        لا تستعجل الإجابة فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال :
        قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: < يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول:قد دعوت و لم يستجب لي > رواه البخاري و مسلم.
        اجتنب المعاصي و ترك الواجبات فإنها شؤم على المؤمن …تغلق أبواب الرحمة ،و توجب له العقوبة ،و من عقوباتها منع الإجابة كما قال تعالىالونشريس إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).

        واحرص جوامع الدعاء فإنها أنفع لك و أصلح لما احتوت عليه من شعب الخير عليها .

        واحذر من التعدي في الدعاء فإنه ظلم تاثم عليه،و من الدعاء على الناس بغير حقه،و الدعاء بقطيعة الرحم،قال تعالى:< ادعوا ربكم تضرعا و خفية إنه لا يحب المعتدين >.
        و قال صلى الله عليه و سلم:< لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو بقطيعة رحم، ما لم يستعجل > .رواه مسلم.

        و صلى الله على نبينا محمد،و على آله و صحبه و سلم.

          جزاكي الله خيرا

          نهج الرسول الله في الدعوة إلى الله 2024

          نهج الرسول الله (صلى الله عليه وسلم )

          في الدعوة إلى الله

          في مكة، ومن أهلها، وعلى فترة من الرُّسل، أرسَل اللهُ محمدًا – صلى الله عليه وسلم – بالهُدى ودين الحق ليُظهِره على الدين كله وليُخرِج الناس من الظلمات إلى النور، وليَهديهم إلى صراط العزيز الحميد – وذلك بعد أن ضرَب الناس في الضلالة، وأمعَنوا في الغَواية، وطال عليهم الأمدُ فقَستْ قلوبهم، دعاهم – صلى الله عليه وسلم – إلى الإيمان بما جاء به ليرتفِعوا بأنفسهم وعقولهم عن عبادة الأحجار التي اتَّخذوها آلهة من دون الله، زاعمين أنها تضُر وتنفع، وأنها تغفِر لهم ما يقترِفون من إثم، وليتَّجِهوا إلى الله الذي خلَقهم وخلَق آباءهم من قبْلهم فيَعبدوه مخلصين له الدين، ويقربوا إليه بالطاعات، فهو وحده الذي تَعنُو له الوجوه وتَخِرُّ له الرؤوس.

          دعاهم إلى الإيمان بحياة بعد هذه الحياة، إلى الإيمان باليوم الآخر الذي يَبعَث فيه الخَلْق ويَنشُرهم من قبورهم؛ ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴾ [يونس: 4] ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31].

          دعاهم إلى ترْك ما هم غارقون فيه من الضلالات والخُرافات والأوهام من وأْد البنات والاستِقسام بالأزلام والكَهانة والتطيُّر والطَّرق وزجْر الطير؛ لذلك امتنَّ الله – سبحانه وتعالى – على الناس ببعْثه – صلى الله عليه وسلم – فقال: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].

          ولقد سلَك الرسول – صلى الله عليه وسلم – في دعوته إلى الله وإلى الإيمان بما جاء به خطة الرشيد وسياسة الحكيم: خطة تدُل على بُعد النظر وسلامة التفكير، فهو الذي اصطفاه الله من بين خلْقه واصطنَعه لنفسه، ورباه بعنايته ورعايته فأحسَنَ تربيته وأدَّبه فأحسَنَ تأديبه، وهيَّأه لتحمُّل رسالته، و﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124].

          رسَم الله – سبحانه – لرسوله – صلى الله عليه وسلم – هذه الخطة الرشيدة في الآية الكريمة: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].

          أخَذ الرسول – صلى الله عليه وسلم – يدعو الناس إلى الله وهو يقول:﴿ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

          ولم تكن أقواله – صلى الله عليه وسلم – هي دِعامة دعوته إلى الله؛ بل كان خُلُقه وما جبِل عليه من صفات حسنة مما قوَّى دعوته، فلم يكن – صلى الله عليه وسلم – فظًّا غليظًا، بل كان برًّا، رحيمًا، ليِّنًا، متواضِعًا، صابرًا، مثابرًا، كامل الرجولة، عذْب الحديث، محبًّا للعدل، يُعطي كلَّ ذي حق حقه، وينظر إلى الضعيف والبائس واليتيم والمسكين نظرة كلها الأبوة والمودة والعطف والحنان، مما ينطوي تحت قوله تعالى له: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، فهذه الآية تدعو إلى التخلُّق بأكمل الأخلاق، والإنصاف بأحسن الأوصاف، ولذلك ورَد أن جبريل لما نزَل على الرسول – صلى الله عليه وسلم – بهذه الآية قال له: ((ما هذا يا جبريل؟))، فقال: لا أدري حتى أسأل، ثم عاد فقال: "إن الله يأمُرك أن تعفو عمَّن ظلَمك، وأن تصِل مَن قطَعك، وأن تُعطي من حرَمك".

          هذا هو سلوك الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الدعوة إلى الله دعوة قِوامها الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، دعوة شعارُها السماحة واللين مع المسلمين وغير المسلمين مِن عفوٍ عمَّن ظلَم، ووصٍْل لمَن قطَع، وإعطاء لمن حَرَم.

          والناظر في تاريخ الرسول – صلى الله عليه وسلم – يرى أنه قد سار في حياته كلها على هذه المبادئ السامية، والأخلاق العالية؛ فقد تقدَّم للناس معلنًا أنه لا يريد مُلكًا ولا سلطانًا، ولا سيادة ولا مالاً، وإنما هو شديد البر بهم والحب لهم، عزيز عليه عَنَتهم، حريص عليهم، رؤوف رحيم بهم، وكان في ذلك شديد الحساب لنفْسه، حتى إنه ليخشى إساءة المسكين والضعيف، ويرى في المغفِرة لأذًى يحتمِله طمأنينة لقلبه، وراحة لضميره، فقد عاتَبه الله تعالى لوقوفه مع الوليد بن المغيرة يومًا وقد طمِع في إسلامه والوليد سيد من سادات قريش، فمرَّ ابن أم مكتوم الأعمى وجعل يستَقرئه القرآن، وألحَّ في ذلك حتى شَقَّ على الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلحاحُه لما شَغَله عما كان فيه من أمر الوليد، فتولَّى عنه وانصرَف عابسًا، فلما خلا بنفسه جعل يُحاسِبها ويسألها هل أخطأ؟ حتى نزلت عليه الآيات: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ﴾ [عبس: 1 – 10].

          أمَره الله تعالى في أول الأمر أن يدعو عشيرته الأقرَبين حينما أنزل عليه: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، فدعاهم إلى طعام في بيته وحاوَل أن يحدِّثهم داعيًا إياهم إلى الله، فقَطَع عمه أبو لهب حديثه، واستنفَر القوم حتى انصرَفوا عنه، ثم دعاهم في الغداة كَرَّة أخرى، فلما طعِموا قال لهم: ((ما أعلم إنسانًا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتُكم به، قد جئتُكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه، فأيُّكم يُؤازِرني على هذا الأمر؟))، فأعرَضوا عنه وهمُّوا بتركه ولم يُجِبه إلا علي وهو صبي دون الحُلُم، فابتَسَم بنو هاشم وقهْقَه بعضهم، ثم انصرَفوا مستهزئين.

          وانتقَل بعد ذلك بدعوته من عشيرته الأقربين إلى أهل مكة جميعًا حينما نزَل عليه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] فصعِد الصفا ونادى: يا معشر قريش، قالت قريش: محمد على الصفا يهتِف، وأقبَلوا عليه يَسألونه ما له؟ قال: ((أرأيتم لو أخبرتُكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل، أكنتم تُصدِّقونني؟))، قالوا: نعم؛ أنت غير متَّهم عندنا، وما جرَّبنا عليك كذَبًا قط، قال: ((فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))، وجعل يُناديهم قبيلة قبيلة، وهو يقول: ((إني لا أملِك لكم من الدنيا منفعةً ولا من الآخرة نصيبًا، إلا أن تقولوا: لا إله إلا الله))، فنَهض أبو لهب وصاح: تبًّا لك يا محمد؛ ألهذا جمْعتنا؟!

          دعوة كلها رفْق وسهولة، كلها لِين وعطْف، كلها حكمة وسياسة، لم يعتمِد فيها على قوَّة ولا جبروت، وإنما اعتمَد على ماضيه الناصع وتاريخه المجيد، وما له من المنزلة في نفوس الناس من قبل.

          استمَع إلى دعوته قلة من أهل مكة ودخَلوا في الإسلام، وأعرَض أكثرُهم فهم لا يسمعون، وهنا بدأ الكفار يُناوئونه، ويَكيدون له ولدعوته ولمَن آمن معه: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32]، استهزَؤوا بالرسول وسخِروا منه فكان إذا مرَّ بهم قالوا: هذا ابن أبي كَبْشَة يُكلِّم من في السماء – هذا غلام عبدالمطلب يُكلِّم مَن في السماء، سخِروا ممن آمنوا معه أمثال: صهيب وعمار وبلال وخباب، وأخذوا يضحكون منهم وإذا مرُّوا بهم يتغامزون، قالوا في الرسول: إنه شاعر، وإنه ساحر، وإنه كذَّاب، وإنه مجنون، وقالوا في قرآنه: ﴿ لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 31] ﴿ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان: 5]، كل ذلك والرسول ماضٍ في دعوته، وكأنما يَزيده الاستهزاء به صبرًا وحِلمًا وعفوًا.

          وضَعُوا التراب على رأسه، وألقَوا فضلات الإبل على ظهره وهو ساجد لربه، وخنَقوه بثوبه وهو يصلِّي، ودافَع عنه أبو بكر وهو يقول (أتقتُلون رجلاً أن يقول ربي الله)، حاوَلوا أن يمنعوه من الصلاة عند الكعبة، كل ذلك قابَله الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالحِلْم الواسع والصفح الجميل والإعراض عن الجاهلين، والطَّمع في هدايتهم.

          حرَص على إسلامهم أشدَّ الحرص، وأسِف على إعراضهم عن دعوته ونُفورهم منه أشدَّ الأسف حتى صبَّره الله تعالى فقال له: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6] ﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ * وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأنعام: 33 – 35].

          يئس – صلى الله عليه وسلم – من إسلام أهل مكة، فرأى أن يَعرِض نفسه على غيرهم من قبائل العرب لعله يجد منهم أذنًا مُصغية، ولعلهم يُجيبونه إلى ما دعاهم، فخرج إلى الطائف وحيدًا منفرِدًا لا يعلم بأمره أحد، دعاهم إلى الإسلام لكنه كان كالمُستجير من الرمضاء بالنار، رجَع منهم بشَرِّ جواب، وليتَهم وقَفُوا عند عدم الإجابة، بل أغرَوا سفهاءهم يَسبُّونه ويَرمونه بالحجارة حتى أدْمَوا عَقِبه، وحتى لَحِقه – صلى الله عليه وسلم – الكَرْب، فرفَع رأسه إلى السماء داعيًا: ((اللهم إني أشكو إليك ضَعْف قوَّتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى مَن تَكِلني… إلى أن قال: إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي)).

          صبَر الرسول على ذلك وتحمَّله راضيًا مطمئنًّا، أرسَل الله إليه جبريل ومعه مَلَك الجبال فقال له جبريل: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردُّوا عليك به، وقد بعَث إليك مَلَك الجبال، فإن شئتَ طبَق عليهم الأخشبين (جبلَي مكة) فقال – صلى الله عليه وسلم -: ((بل أرجو أن يَخرُج من أصلابهم مَن يعبُد الله وحده، ولا يُشرِك به شيئًا)).

          ومكَر به أهل مكة وأرادوا قتْله، فآوى إلى الغار فأكرَمه الله في الغار، وحارَبوه بعد أن ترَك لهم مكة يوم بدر فنصره الله عليهم، فعفا عن أسْراهم وحارَبوه في أحد حتى أصابته الحجارة فوقَع لشقه فأصيبت رَباعِيته، وشُجَّ وجهه، وكُلِمت شفتُه، ودخلت حلقتان من المغفَر الذي يَستُر وجهه في وجنَتيه، فلم يَزِد على قوله: ((اللهم اهدِ قومي؛ فإنهم لا يعلمون)).

          جمَع الكفار له الجموع وحاصَروا المسلمين في المدينة يوم الخندق وجاؤوهم من فوقهم ومن أسفل منهم، حتى بلَغت القلوب الحناجر وكانوا في أحرَج موقف.

          صَدُّوه هو ومن آمن معه عن المسجد الحرام؛ ﴿ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ﴾ [الأنفال: 34- 35]، ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ [البقرة: 114] فرجَع من العمرة عام الحديبية حسمًا للنزاع وحقنًا للدماء.

          وقد دار الزمن دورته ومرَّت الأيام وانفضَّت الأعوام، وانتصَر الحق على الباطل ودخَل الرسول – صلى الله عليه وسلم – مكة ظافرًا منتصرًا، بعد أن أخرِج منها كُرهًا، ويقف أعداؤه الذين حارَبوه ووقَفوا حَجر عثْرة في سبيل دعوته أمامه أذِلاء، فيقول لهم: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)).

          يقول صاحب "حياة محمد":
          (ما أجملَ العفوَ عند المقدرة! ما أعظم هذه النفسَ التي سَمَت كل السموِّ فارتفَعت فوق الحق وفوق الانتِقام، وأنكَرت كل عاطفة دنيا، وبلَغت من النُّبل فوق ما يبلُغ الإنسان! هؤلاء قريش يعلََم محمد منهم مَن ائتمروا به ليقتلوه وعذَّبوه وأصحابه من قبْل ذلك، ومَن قاتَلوه وأصحابه في بدر وفي أحد ومن حاصَروه في غزوة الخندق، ومن ألَّبوا عليه العرب جميعًا، ومن لو استَطاعوا قتْله وتمزيقه إربًا إربًا لما توانوا في ذلك لحظة، هؤلاء قريش في قبضة محمد وتحت قَدميه، أمْره نافذٌ في رِقابهم وحياتهم جميعًا مُعلَّقة بين شفتيه، وفي سلطانه هذه الألوف المدجَّجة بالسلاح تستطيع أن تُبيد مكة وأهلها في رجْع البصر، لكنَّ محمدًا لا يعرِف العداوة أو يريد بها أن تقوم بين الناس وليس هو بالجبَّار ولا بالمتكبِّر، قد أمكَنه الله من عدوِّه فقدَر فعفا، فضرب بذلك للعالم كله ولأجياله جميعًا مثلاً في البر والوفاء بالعهد، وفي سُموِّ النَّفس سموًّا لا يبلغه أحد، وهكذا يَعفو عنهم جميعًا ليتألَّفهم بذلك فتُثمِر دعوته، فيدخلوا جميعًا في دين الله أفواجًا.

          وبعد أيام يريد النبي – صلى الله عليه وسلم – تقسيم غنائم حنين بعد الانتصار الذي أحرَزه، فيَخصُّ هؤلاء ممن كانوا من أيام أعداءً له بما لا يُعطيه لباقي الجيش، وفي الجيش كثيرٌ من الذين آمنوا وهاجَروا وجاهَدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وفيه كثير ممن آووا ونصَروا – خطة رشيدة تلك التي سلَكها الرسول انتزَع بها سخائم القلوب، وألَّف بها قلوب أعوانه، وجذَبهم إليه ليَزدادوا إيمانًا مع إيمانهم، وليعلَموا أنهم كسَبوا بإيمانهم خير الدنيا والآخرة، وربِحوا العاجلة والآجلة.

          هذا رسول الله – عليه الصلاة والسلام – خاتَم النبيين، أرسَله الله للناس كافة يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويُحِل لهم الطيبات ويُحرِّم عليهم الخبائث، ويضَع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، وصَفَه الله فقال: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128] هدى الناس باللين، وأخذ بيدهم إلى الخير، فنجحت دعوته، وترَك من المُثُل العُليا ما يُطأطئ له الزمن رأسه إكبارًا، ويَنحني له الدهر إعجابًا، وصدَق الذي أثنى على رسوله فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، وصدَق الرسول؛ إذ تحدَّث بنعمة ربِّه عليه فقال: ((أدَّبني ربي فأحسَنَ تأديبي)).

            الونشريس

            اللهم صلي وبارك على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم

            بارك الله فيكي

            شكرا على المرور الجميل

            مشكورة وجزاكي الله خيرا

            الونشريس