كانت جماعة النمل تعمل بجد ونشاط لتسكمل بناء بيتها الجديد وعندما اكتمل البناء قالت ملكة النمل : الحمدلله . . لقد اصبح لنا بيت جميل ونظيف يجب ان نحافظ عليه ثم
قالت : هل خصصتم حجرات جيدة لأصدقائنا من حشرات المن ؟ ! فقال الجميع : نعم . . نعم .
كانت حشرات المن تعيش مع النمل فى بيته القديم ثم انتقلت لتعيش معه فى بيته الجديد وكان النمل يحافظ عليها ويحميها من أعدائها من الحشرات الأخرى وكانت حشرات المن تعطى فى مقابل ذلك عسلاً جميلاً شهياً تخرجه من بطونها .
وفى حجرات حشرة المن قالت حشرة : لماذا نقبل أن نعيش دائماً فى بيوت غيرنا التى صنعها بنفسه ؟ ! لماذا لا يكون لنا بيت من صنع ايدينا مثلهم ؟ !
فقالت أخرى : نعم . . نصنع بيتاً كبيراً ونعيش فيه بمفردنا ونتولى نحن حماية انفسنا وصغارنا .
فقال الجميع : نعم . . نِعْمَ الرأى.
وفى الصباح ذهب الجميع إلى الملكة وأخبروها برغبتهم فقالت : لقد كنا نعيش معاً فى حب وتعاون وسلام ولا اعتقد اننا قد ضايقناكم فى شيءٍ ؟ ! لكن مادامت هذه رغبتكم فلن نعترض عليها ! !
وخرجت حشرات المن من بيت النمل وسكنت على فرع شجرة مجاورة وفى يوم من الأيام سمع النمل صراخاً عالياً فأرسلوا على الفور كتيبة استطلاع لتستكشف الأمر فوجدت الخنافس قد شنت هجوماً عنيفاً على حشرات المن فكانت تفر من أمامها خائفةً مزعورةً وتحاول أن تنقذ صغارها لكن دون فائدة فقد قضت الخنافس على معظمها ولم يبق إلا عدد قليل من الصغار وبعض البيض .
فعادت كتيبة الاستطلاع وأخبرت الملكة بما حدث فقالت : يجب أن لا نترك جيراننا فى هذا المأزق دون أم نمد لهم يد العون فأرسلت الملكة كتيبة كبيرة من المحاربين لإحضار الصغار والبيض إلى مستعمرة النمل فنجحت الكتيبة فى مهمتها وعادت بالصغار فى حراسة مشددة فرحبت الملكة بهم وأمرت الشغالات بالعناية بالبيض ورعايته .
ومرت الأيام وفقس البيض وكبر الصغار فدعتهم الملكة إلى مجلسها وقالت لهم : لقد كبرتم الآن يا أحبائى فإن أردتم العودة إلى بيتكم فلكم مطلق الحرية وإن أردتم العيش معنا فمرحبا بكم .
فقال كبيرهم للملكة : أيتها الملكة الطييبة لقد قررنا أن ندافع عن بيتنا حتى آخر ذرة فى دمائنا لكننا لن ننسى فضلكم علينا وسوف نعيش إلى جواركم متحابين متعاونين يخدم بعضنا بعضاً .
فقالت الملكة : أحسنتم يا أبنائى وسوف تجدون منا دائماً الحماية والرعاية والتعاون والحب
