جامع عمرو بن العاص,معلومات عن جامع عمرو بن العاص,صور شيقة لجامع عمروبن العاص بالقاهرة 2024

الونشريس
معلومات عن الاثر(جامع عمرو بن العاص)

جامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بني في مصر وإفريقيا كلها. بني في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها. كان يسمى أيضا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع. يقع جامع عمرو بن العاص شرق النيل عند خط طول 31 13 59 شرق، وعند خط عرض 30 0 37 شمال

باحة مسجد عمرو بن العاص والميضأة
استنادا إلى الشبكة الإسلامية: «كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك علي يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري،. وهو الآن 120 في 110أمتار».

الميضأة في جامع عمرو بن العاص.
إبان الحملة الصليبية على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 هـ، خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص. عندما ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 هـ، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذي كسي بالرخام ونقش عليه نقوشا منها اسمه.

هذه صورة له من مصدر تاريخي توضح بساطته في بادئ الامر

الونشريس

وايضا بعض الصور له من الداخل والخارج

الونشريس

الونشريس

الونشريس

الونشريس

الونشريس

وايضا صورة له في سماء ليل القاهرة الساحر

الونشريس

[

]الونشريس

    بارك الله فيك
    جميل تسلم ايدك

    يسلموووووووووووووووو

    شكراً حبيبتي
    تسلمي

    خالد بن سعيد بن العاص 2024

    خالد بن سعيد

    فدائيّ, من الرعيل الأول
    في بيت وارف النعمة, مزهو بالسيادة, ولأب له في قريش صدارة وزعامة, ولد خالد بن سعيد بن العاص, وان شئتم مزيدا من نسبه فقولوا: ابن اميّة بن عبد شمس بن عبد مناف..
    ويوم بدأت خيوط النور تسري في أنحاء مكة على استحياء, هامسة بأن محمدا الأمين يتحدث عن وحي جاءه في غار حراء, وعن رسالة تلقاها من الله ليبلغها الى عباده, كان قلب خالد يلقي للنور الهامس سنعه وهو شهيد..!!
    وطارت نفسه فرحا, كأنما كان وهذه الرسالة على موعد.. وأخذ يتابع خيوط النور في سيرها ومسراها.. وكلما سمع ملأ من قومه يتحدثون عن الدين الجديد, جلس اليهم وأصغى في حبور مكتوم, وبين الحين والحين يطعّم الحديث بكلمة منه, أو كلمات تدفعه في طريق الذيوع, والتأثير, والايحاء..!
    كان الذي يراه أنئذ, يبصر شابا هادئ السمت, ذكيّ الصمت, بينما هو في باطنه وداخله, مهرجان حافل بلحركة والفرح.. فيه طبول تدق.. ورايات ترتفع.. وأبواق تدوّي.. وأناشيد تصلي.. وأغاريد تسبّح..
    عيد بكل جمال العيد, وبهجة العيد وحماسة العيد, وضجة العيد..!!!
    وكان الفنى يطوي علىهذا العيد الكبير صدره, ويكتم سرّه, فان أباه لو علم أنه يحمل في سريرته كل هذه الحفاوة بدعوة محمد, لأزهق حياته قربانا لآلهة عبد مناف..!!
    ولكن أنفسنا الباطنة حين تفعم بأمر, ويبلغ منها حدّ الامتلاء فانها لا تنفك لافاضته دفعا..
    وذات يوم..
    ولكن لا.. فان النهار لم يطلع بعد, وخالد ما زال في نومه اليقظان, يعالج رؤيا شديدة الوطأة, حادة التأثير, نفاذة العبير..

    نقول اذن: ذات ليلة, رأى خالد بن سعيد في نومه أنه واقف على شفير نار عظيمة, وأبوه من ورائه يدفعه بكلتا يديه, ويريد أن يطرحه فيها, ثم رأى رسول الله يقبل عليه, ويجذبه بيمينه المباركة من ازاره فيأخذه بعيدا عن النار واللهب..
    ويصحو من نومه مزوّدا بخطة العمل في يومه الجديد, فيسارع من فوره الى دار أبي بكر, ويقصّ عليه الرؤيا.. وما كانت الرؤيا بحاجة الى تعبير..د
    وقال له أبو بكر:
    " انه الخير أريد لك.. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه, فان الااسلام حاجزك عن النار".
    وينطلق خالد باحثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يهتدي الى مكانه فيلقاه, ويسأل النبي عن دعوته, فيجيبه عليه السلام:
    " تؤمن بالله وحده, ولا تشرك به شيئا..
    وتؤمن بمحمد عبده ورسوله.. وتخلع عبادة الأوثان التي لا يسمع ولا تبصر, ولا تضر ولا تنفع"..
    ويبسط خالد يمينه, فتلقاها يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفاوة, ويقول خالد:
    " اني أشهد أن لا اله الا الله…
    وأشهد أن محمدا رسول الله"..!!
    وتنطلق أغاريد نفسه وأناشيدها..
    ينطلق لمهرجان كله الذي كان في باطنه.. ويبلغ النبأ أباه.

    **

    يوم أسلم سعيد, لم يكن قد سبقه الى الاسلام سوى اربعة أو خمسة,فهو اذن من الخمسة الأوائل المبكرين الى الاسلام.
    وحين يباكر بالاسلام واحد من ولد سعيد بن العاص, فان ذلك في رأي سعيد, عمل يعرّضه للسخرية والهوان من قريش, ويهز الأرض تحت زعامته.
    وهكذا دعا اليه خالد, وقال له:" أصحيح أنك اتبعت محمدا وأنت تسمعه يهيب آلهتنا"..؟؟
    قال خالد: " انه والله لصادق..
    ولقد آمنت به واتبعته"..
    هنالك انهال عليه أبوه ضربا, ثم زجّ به في غرفة مظلمة من داره, حيث صار حبيسها, ثم راح يضنيه ويرهقه جوعا وظمأ..
    وخالد يصرخ فيهم من وراء الباب المغلق عليه:
    " والله انه لصادق, واني به لمؤمن".
    وبدا لسعيد أن ما أنزل بولده من ضرر لا يكفي, فخرج به الى رمضاء مكة, حيث دسّه بين حجارتها الثقيلة الفادحة الملتهبة ثلاثة أيام لا يواريه فيها ظل..!!
    ولا يبلل شفتيه قطرة ماء..!!
    ويئس الوالد من ولده, فعاد به الى داره, وراح يغريه, ويرهبه.. يعده, ويتوعّده.. وخالد صامد كالحق, يقول لأبيه:
    " لن أدع الاسلام لشيء, وسأحيا به وأموت عليه"..
    وصاح سعيد:
    " اذن فاذهب عني يا لكع, فواللات لأمنعنّك القوت"..
    وأجابه خالد:
    ".. والله خير الرازقين"..!!
    وغادر الدار التي تعجّ بالرغد, من مطعم وملبس وراحة..
    غادرها الى الخصاصة والحرمان..
    ولكن أي بأس..؟؟
    أليس ايمانه معه..؟؟
    ألم يحتفظ بكل سيادة ضميره, وبكل حقه في مصيره..؟؟
    ما الجوع اذن, وما الحرمان, وما العذاب..؟؟

    واذا وجد انسان نفسه مع حق عظيم كهذا الحق الذي يدعو اليه محمد رسول الله, فهل بقي في العالم كله شيء ثمين لم يمتلكه من ربح نفسه في صفقة, الله صاحبها وواهبها…؟؟
    وهكذا راح خالد بن سعيد يقهر العذاب بالتضحية, ويتفوق على الحرمان بالايمان..
    وحين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه المؤمنين بالهجرة الثانية الى الحبشة, كان خالد بن سعيد, ممن شدّوا رحالهم اليها..

    ويمكث خالد هناك الى ما شاء الله ان يمكث, ثم يعود مع اخوانه راجعين الى بلادهم, سنة سبع, فيجدون المسلمين قد فرغوا لتوهم من فتح خيبر..
    ويقيم خالد بالمدينة وسط المجتمع المسلم الجديد الذي كان أحد الخمسة الأوائل الذين شهدوا ميلاده, وأسسوا بناءه, ولا يغزو النبي غزوة, ولا يشهد مشهدا, الا وخالد بن سعيد من السابقين..
    وكان خالد بسبقه الى الاسلام, وباستقامة ضميره ونهجه موضع الحب والتكريم..
    كان يحترم اقتناعه فلا يزيفه ولا يضعه موضع المساومة.
    قبل وفاة الرسول جعله عليه السلام واليا على اليمن..
    ولما ترامت اليه أنباء استخلاف أبي بكر, ومبايعته غادر عمله قادما الى المدينة..
    وكانه يعرف لأبي بكر الفضل الذي لا يطاول..
    بيد أنه كان يرى أن أحق المسلمين بالخلافة واحد من بين هاشم:
    العباس مثلا, أو عليّ ابن أبي طالب..
    ووقف الى جانب اقتناعه فلم يبايع أبا بكر..
    وظل أبو بكر على حبه له, وتقديره اياه لا يكرهه على أن يبايع, ولا يكرهه لأنه لم يبايع, ولا يأتي ذكره بين المسلمين الا أطراه الخليفة العظيم, وأثنى عليه بما هو أهله..
    ثم تغيّر اقتناع خالد بن سعيد, فاذا هو يشق الصفوف في المسجد يوما وأبو بكر فوق المنبر, فيبايعه بيعة صادقة وثقى..

    **

    ويسيّر أبا بكر جيوشه الى الشام, ويعقد لخالد بن سعيد لواء, فيصير أحد أمراء الجيش..
    ولكن يحدث قبل أن تتحرك القوات من المدينة أن يعارض عمر في امارة خالد بن سعيد, ويظل يلح على الخليفة أن يغيّر قراره بشأن امارة خالد..
    ويبلغ النبأ خالد, فلا يزيد على قول:
    " والله ما سرّتنا ولايتكم, ولا ساءنا عزلكم"..!!
    ويخفّ الصدّيق رضي الله عنه الى دار خالد معتذرا له, ومفسرا له موقفه الجديد, ويسأله مع من من القوّاد والأمراء يجب أن يكون: مع عمرو بن العاص وهو ابن عمه, أم مع شرحبيل بن حسنة؟
    فيجيب خالد اجابة تنمّ على عظمة نفسه وتقاها:
    " ابن عمّي أحبّ اليّ في قرابته, وشرحبيل أحبّ اليّ في دينه"..
    ثم اختار أن يكون جنديا في كتيبة شرحبيل بن حسنة..

    ودعا ابو بكر شرحبيل اليه قبل أن يتحرّك الجيش, وقال له:
    " انظر خالد بن سعيد, فاعرف له من الحق عليك, مثل ما كنت تحبّ أن يعرف من الحق لك, لو كنت مكانه, وكان مكانك..
    انك لتعرف مكانته في الاسلام..
    وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال..
    ولقد كنت وليته ثم رأيت غير ذلك..
    وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه, فما أغبط أحد بالامارة..!!
    وقد خيّرته في أمراء الجند فاختارك على ابن عمّه..
    فاذا نزل بك أمر تحتاج فيه الى رأي التقي الناصح, فليكن أول من تبدأ به: أبو عبيدة بن الجرّاح, ومعاذ بن جبل.. وليكن خالد بن سعيد ثالثا, فانك واجد عندهم نصحا وخيرا..
    واياك واستبداد الرأي دونهم, أو اخفاءه عنهم"..

    وفي موقعه مرج الصفر بأرض الشام, حيث كانت المعارك تدور بين المسلمين والروم, رهيبة ضارية, كان في مقدمة الذين وقع أجرهم على الله, شهيد جليل, قطع طريق حياته منذ شبابه الباكر حتى لحظة استشهاده في مسيرة صادقة مؤمنة شجاعة..
    ورآه المسلمون وهم يفحصون شهداء المعركة, كما كان دائما, هادئ الّمت, ذكي الصمت, قوي التصميم, فقول:
    " اللهم ارض عن خالد بن سعيد"..!!

    منقول

      اللهم ارض عنة وعنا جميعا يارب العالمين موضوعاتك مميزة ومفيدة

      الونشريس اقتباس الونشريس
      الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيمة محمد احمد الونشريس
      الونشريس
      اللهم ارض عنة وعنا جميعا يارب العالمين موضوعاتك مميزة ومفيدة
      الونشريس الونشريس

      تسلمي أختي أم عاطف
      الله يحفظك يارب

      عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه , قصة-إسلام عمرو بن العاص 2024


      الونشريس

      عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ يُكنى أبا عبد الله وأبا محمد، من فرسان قريش وأبطالهم المعدودين، كان معدوداً من دهاة العرب وشجعانهم وذوي آرائهم، ولذلك أرسلته قريش إلى النجاشي ملك الحبشة ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده، وقد قال عنه الذهبي في كتابه سِيَر أعلام النبلاء: " عمرو بن العاص بن وائل، الإمام أبو عبد الله، ويقال أبو محمد السهمي، داهية قريش، ورجل العالم، ومن يضرب به المثل في الفطنة، والدهاء، والحزم " ، وقال عنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أسلم الناسُ، وآمن عمرو بن العاص ) رواه الترمذي وحسنه الألباني

      بعد صلح الحديبية الذي كان مقدمة ومفتاحا لفتح مكة، وفي العام السابع من الهجرة أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة ـ رضي الله عنهم ـ، ولما حضروا عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها (خيرة أبنائها) )، وقد أسلم بإسلام هؤلاء كثير من أهل مكة واتّبعوا دين الحق، وبذلك قويت شوكة الإسلام، وأصبح فتح مكة أبوابها أمراً لا شك فيه .
      قال ابن القيم: " كانت الهدنةُ مقدِّمةً بين يدي الفتح الأعظم، الذي أعز اللهُ به رسوله وجندَه، ودخل الناس به في دين الله أفواجًا، فكانت هذه الهدنة بابًا له ومفتاحًا ومؤذنًا بين يديه، وهذه عادة الله في الأمور العظام التي يقضيها قدرًا وشرعًا أن يوطِّئَ لها بين يديها بمقدِّمات وتوطيئات تؤذنُ لها وتدل عليها " .
      وقد روى ابن هشام في السيرة النبوية، وأحمد في مسنده قصة إسلام عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ فقال: " عن حبيب بن أبي أوس الثقفي، قال: حدثني عمرو بن العاص مِنْ فِيه، قال: لما انصرفنا مع الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش، كانوا يرون رأيي، ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون والله أني أرى أمر محمد يعلو الأمور علواً منكراً، وإني قد رأيت أمراً، فما ترون فيه؟، قالوا: وماذا رأيتَ؟، قال: رأيتُ أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فإنَّا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا فنحن مَنْ قد عرفوا، فلن يأتينا منهم إلا خير، قالوا: إنَّ هذا الرأي، فاجمعوا لنا ما نهديه له، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم (الجلد)، فجمعنا له أدما كثيرا، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه، فو الله إنا لعنده إذ جاءه عمرو بن أمية الضمري، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه، قال: فدخل عليه ثم خرج من عنده، قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري، لو قد دخلت على النجاشي وسألته إياه فأعطانيه، فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها (كفيتها) حين قتلت رسول محمد، قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع، فقال: مرحبا بصديقي، أهديت إلي من بلادك شيئا؟، قال: قلت: نعم، أيها الملك، قد أهديت إليك أدما كثيرا، قال: ثم قربته إليه، فأعجبه واشتهاه ثم قلت له: أيها الملك، إني قد رأيت رجلا خرج من عندك، وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، قال: فغضب، ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا (خوفاً) منه، ثم قلت له: أيها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه، قال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله!، قال: قلت: أيها الملك، أكذاك هو؟ قال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه، كما ظهر موسى على فرعون وجنوده، قال: قلت: أفتبايعني له على الإسلام؟، قال: نعم، فبسط يده، فبايعته على الإسلام، ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي " .

      اجتماع عمرو وخالد في دخول الإسلام :

      يُكمل عمرو ـ رضي الله عنه ـ الحديث فيقول: ( ثم خرجت عامدا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأسلم، فلقيتُ خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح، وهو مقبل من مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟، قال: والله لقد استقام المنسم (تبين لي الطريق ووضح)، وإن الرجل لنبي، أذهب والله فأسلم، فحتى متى (لا نُسلم)؟، قال: قلتُ: والله ما جئت إلا لأسلم، قال: فقدمنا المدينة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت، فقلت: يا رسول الله، إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولا أذكر ما تأخر، قال: فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( يا عمرو، بايع، فإن الإسلام يجب (يقطع ويمحو) ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها، قال: فبايعته، ثم انصرفت ) .

      لما أسلم عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقربه ويدنيه منه، وقد بعث إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوماً وقال له: (خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتِني، قال: فأتيته وهو يتوضأ فصعَّدَ فيَّ النَّظَرِ ثم طَأطأَهُ فقال: إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلِّمُكَ اللَّهُ ويغنِّمُكَ، وأرغب لك من المال رغبة صالحة، قال: قلت: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال: يا عمرو، نِعمَ المال الصالح للمرء الصالح ) رواه أحمد .
      لقد أدرك عمرو ـ رضي الله عنه ـ فضل السابقين عليه من الصحابة، وأدرك أيضًا تقدير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقدراته، وأن عليه أن يبذل الكثير للَّحاق بمن سبقوه بإنجازاتهم العظيمة .. وذلك لأن عمْراً ـ رضي الله عنه ـ ليس رجلًا عاديًا يقنع باعتناق الإسلام فقط دون أن يكون له دور في حياته ومستقبله، ومن ثم فهو يبحث عن أعمال يخدم به هذا الإسلام العظيم، ليعوض ذلك الفرق الذي قطعه وسبقه به أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وبقية المهاجرين والأنصار ـ رضي الله عنهم ـ أجمعين .
      وإذا كان عمرو ـ رضي الله عنه ـ صاحب دور بارز في الجاهلية، فليس من المُتَوَقَع أن يخبو وهجه ودوره بعد إسلامه، خاصة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستثمر طاقات وإمكانيات أصحابه نحو الأفضل والأسمى، وقدْ كان، فبعد أن ترك عمرو ـ رضي الله عنه ـ تلك الأصنام والأوثان وشرُفَ بالتوحيد والإسلام، ولَّاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إمرة جيش المسلمين في " ذات السلاسل " بعد إسلامه بشهرين، ثم استعمله على عمان، وسار بعد ذلك ـ رضي الله عنه ـ على مشارف أعظم دولتين في العالم فارس والروم، في فتوحات وانتصارات للإسلام والمسلمين، فهو الذي افتتح قنسرين، وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية .. ويكفيه فخراً وشرفاً أن مصر دخلت الإسلام على يديه ..

      وفاته :

      توفي عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ بمصر في العام الثالث والأربعين من الهجرة النبوية، وقد تجاوز عمره التسعين سنة، وقد روى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نحو أربعين حديثاً .
      وروى مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج، أن عمرو ـ رضي الله عنه ـ حين مرض موته وحضرته الوفاة، بكى طويلا وحوله وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: ( يا أبتاه أما بشرك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكذا؟، أما بشرك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكذا؟، قال فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إني قد كنت على أطباق (أحوال) ثلاث، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مني، ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: مالك يا عمرو ؟، قال: قلت: أردت أن أشترط، قال: تشترط بماذا ؟، قلت: أن يُغفر لي، قال: أما علمتَ أن الإسلام يهدم ما كان قبله ؟، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ؟، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟، وما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصبحني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنَّاً، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويُقَّسَّم لحمها، حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع (أجاوب) به رسل ربي ) .
      قال النووي بعد شرحه لمعاني هذا الحديث: " أما أحكامه ففيه: عظم موقع الإسلام والهجرة والحج، وأن كل واحدٍ منها يهدم ما كان قبله من المعاصي، وفيه استحباب تنبيه المحتضر على إحسان ظنه بالله ـ سبحانه وتعالى ـ، وذكر آيات الرجاء وأحاديث العفو عنده، وتبشيره بما أعده الله ـ تعالى ـ للمسلمين، وذكر حسن أعماله عنده ليحسن ظنه بالله ـ تعالى ـ ويموت عليه، وهذا الأدب مستحب بالاتفاق، وموضع الدلالة له من هذا الحديث قول بن عمرو لأبيه: أما بشرك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكذا، وفيه ما كانت الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ عليه من توقير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإجلاله " .

      لقد كان عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ من الرجال الذين شرفوا بصحبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتربوا على يديه، وقال الله ـ عز وجل ـ فيهم: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ }(الفتح من الآية : 29 )، وقال عنهم : { مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }(الأحزاب الآية: 23)، وكان إسلامه ـ رضي الله عنه ـ قوة للإسلام والمسلمين، وضعفًا للشرك والمشركين, فلقد سخر حياته وشجاعته لصالح الإسلام، وخسر الكفار بإسلامه خسارة كبيرة، لأنهم كانوا يعدونه لعظائم الأمور التي تحتاج إلى دهاء ومقدرة على التأثير وخاصة فيما يتعلق بعدائهم مع المسلمين، وقد كتب الله ـ عز وجل ـ على يديه صفحات مشرقة من تاريخ المسلمين، أصبحت باقية في ذاكرة الأمة وتاريخها المجيد على مر الدهور وتوالي الأزمان، وكفاه فخراً وشرفاً أن مصر دخلت الإسلام على يديه .


      الونشريس

        بارك الله فيكى