وهذه قضية نرجعها إلى عدة امور؛ يعني التجار يتحملون وزرا من هذه القضية، أولياء الامور يتحملون ورزا من هذا، كيف ترضى وأنت ولي أمر اِبنتك أو زوجتك أن تخرج اِبنتك أو زوجتك؟
بعض النساء يعمدن الى حيلـة؛ عندها ثوبان ثوب تضعه في شنطة وثوب تلبسه أمام زوجها، وهذه خيانة عظمى ولا حول ولا قوة الا بالله.
فهذه الأحاديث حفظكم الله "يعني" أحاديث وأمثالها كثير لا تخفاكم "يعني" يتوجَّب على الرجل المسلم أن يعتني عناية فائقة، والنبي -صلى الله عليه وسلم-
يقول: (ما تركت فتنة بعدي اضر على الرجال من النساء). نعم، النساء في ديننا مكرَّمات مصونات. المرأة أمي وأختي وابنتي وقريبتي، المرأة جارتي والمرأة قريبتي، والمرأة بيني وبينها، يعني أنا خرجت من المرأة ، أحترمها لأنها أمي وأحترمها لأنها اِبنتي ولأنها أختي ولأنها زوجتي،
لكن لا بدَّ من أن "يعني" أن ألحظ هذا الملحظ الخطير جدا
وهو قضية اللباس وهذا لا بد من العناية به من الصغر -معاشر الاحبة-.
لا بدَّ أن تربِّي بنياتك اللي عمرها سنة وسنتين أن تلبس ثوبًا طويلاً، لأنك إن ربيتها على الثوب القصير من عمر سنة سنتين ثلاث أربع خمسة إلى أن يصل عمرها عشر سنوات تعتاد المرأة على هذا اللباس، كيف خمسة عشر سنة الآن وهي تلبس ثوبا ما يكاد يستر عورتها المغلظة،
كيف تريدها أن تلبس ثوبا كاملا يسترها، ولذلك الحقيقة يجب
علينا أن نراجع أنفسنا ولا سيما نحن أهل هذه البلاد المباركة ولا سيما المسلم الملتزم فإن الملتزم قدوة والناس ينظرون إليه،
إلى حال أهله وإلى حال بيته وإلى حاله في المناسبات، فإن كان
على خير أثنى الناس عليه خيرا واتَّبعوه، وإن كان على غير ذلك
ولا حول ولا قوة الا بالله أثنى الناس عليه شرا وطعنوا فيه وفي أهله.
وهذه قضية خطيرة جدا إذاً، هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر نساءه أن يُصلين ويحذِّرهن من مخالفة طريقته -صلى الله عليه وسلم-، ويحذِّرهن من الاِتكال على النسبة إليه -صلى الله عليه وسلم- ويُبيِّن أن المرأة ما ينفعها إلا عملها يوم القيامة.
(ربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة) فقضية لباس المرأة -معاشر الأحبة- يعني قضية خطيرة جدا، يعني لولا خشية الإطالة لتكلمنا عن هذا بكلام كثير.
"يعني" بالنسبة لوضع المرأة في الاسلام، لكن نكتفي -إن شاء الله- بهذا، فأوصيكم -حفظكم الله- العناية بأبناءكم، ببناتكم وأخواتكم وزوجاتكم، وأوصي أخواتي المسلمات أن يتقين الله عز وجل
وأن يفرحن بهذه النعمة وأن يتمثلن نساء الأنصار -رضي الله عنهن وأرضاهن- حيث عمدن لما نزلت آية الحجاب، عمدن إلى ثياب سود فاختمرن بها -رضي الله عنهن وأرضاهن-.
والمرأة إذا صلحت "يعني" تصل إلى منازل عظمى، فالنساء شقائق الرجال، وكلُّنا يذكر ذاك الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في كتابه: ‘التوحيد’ لما جاء جبريل إلى النبِّي -صلى الله عليه وسلم-
وقال: {هذه خديجة قد أتتك ومعها طعام فأبلغها السلام من الله ومني}، جبريل -عليه الصلاة والسلام- ينقل سلام الله عز وجل بلا واسطة إلى خديجة -رضي الله عنها وأرضاها-، "فابلغها السلام من الله ومنِّي" وبشرها ببيت في الجنَّة من قصب لا نصب فيه ولا وصب، هذا الشرف العظيم -معاشر الأحبة- بلغته هذه المرأة بإيمانها وسترها وحياءها وعفتها وتجريدها المتابعة للنبِّي -صلى الله عليه وسلم- صدّقته -صلى الله عليه وسلم-
لما كذّبه الناس ونصرته -صلى الله عليه وسلم- لما خذله الناس وأعانته -صلى الله عليه وسلم- بنفسها وبجاهها وبمالها ولذلك "يعني" حصل لها هذا الشرف العظيم،
"فأبلغها السلام من الله ومني"، الله -عز وجل- من على عرشه من فوق سبع سموات يرسل أمين وحيِه جبريل -عليه الصلاة والسلام- إلى هذه المرأة المباركة ليقول لها الله يسلم عليك، شوف هذا الشرف -معاشر الأحبة-، الإسلام -ولله الحمد والمنة- أعز المرأة، وشرَّف المرأة،
فهذا الحديث -حفظكم الله- يعني من أعظم البراهين أن المرأة إذا أطاعت ربها وحفظت فرجها وصلت فرضها وأطاعت زوجها أن الله -عز وجل- يُبدلها ويدخلها من أي أبواب الجنة شاءت.
الحديث الحقيقة طويل جدا ونساءنا في الحقيقة بحاجة إلى جلسة "يعني" من زوج عاقل يقرأ عليها مكانة المرأة في الإسلام وفضل المرأة في الإسلام وواجب المرأة في الإسلام وأن المسلمين ما ضعفوا ولا ذلوا ولا هانوا إلَّا أان كثيرا من النساء تركن واجب التربية وتركن صناعة الرجال، فضعف الرجال لأن المصانع ضعفت.
ولذلك النبِّي -صلى الله عليه وسلم- هدانا إلى أن نتزوج ذات الدِّين؛ قال: (تُنكح المرأة لمالها ولجمالها ولحسبها فاظفر بذات الدِّين تربت يداك)، اظفر بذات الدِّين لأن ذات الدِّين -حفظكم الله- "يعني" تصنع لك رجالاً "يعني" يبرونك ويحفظونك ويدعونك وينفعونك في حياتك وفي برزخك وبعد موتك، اظفر بذات الدِّين تربت يداك.
حقيقة أنا أدعو إخواني إلى العناية بهذه المسألة فإن دعاة الباطل لهم نشاط كبير جداً ولا سيما في هذه الأيام بإفساد نساء المسلمين، لأنهم حسدونا على عفة نساءنا وعلى شرف نساءنا وعلى طهارة نساءنا وعلى فضل نساءنا، حسدونا، ابن كثير -رحمه الله- يقول: {قبل بعثة النبِّي -صلى الله عليه وسلم- وصلت الحال في بعض البلاد كفارس إلى أن الرجل لا يعرف أباه ولا يعرف اِبنه}.
الرجل -شوف أمور الجاهلية- لا يعرف أباه ولا يعرف اِبنه من الفوضى، وهذا هو الذي حدث الآن، الآن يحدث في هذه الدول الغربية، حيث ضاعت أنسابهم وأعراضهم فحسدونا وبدؤوا الآن -نسال الله العافية- يزيِّنون للنساء المسلمات التفلت من هذا الشرف، حتى -نسال الله العافية- يلحق نساءنا -وحشاهن باذن الله-.
نسال الله -عز وجل- أن يحفظهن من بين أيديهن ومن خلفهن وعن أيمانهن وشماءلهن ومن فوقهن ونعوذ بعزتك أن يغتلن من تحتهن ونحن معهن يا أرحم الراحمين.
أقول: هذا المقطع يجب على طالب العلم أن يجلس جلسة متأنية -معاشر الأحبة- مع زوجته، مع أخواته، مع بناته ويصارحهن ويبيِّن كم رفع الإسلام النساء، وكم أعز النساء وماذا يريد الإسلام من النساء،
الإسلام يريد من النساء أن يصنعن رجال لا يصنعن ثيابًا أو يصنعن أحذية أو يكنسن الشوارع، لا، هذه الأمور خدم لهن في هذه القضية. نريد منهن أن يصنعن رجال وإذا صنعن رجال الرجال يخدمونهن، وكما قال النبِّي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، قال:
(اِلزم قدميها فثمَّ الجنة)، الزم قدميها فثم الجنة.
اِصنعي رجلا يلزم قدميك ويصنع لك الثياب ويجاهد في سبيل الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلب العلم ويدعو لك وأنت في قبرك. لكن الآن للأسف الشديد قصَّرنا في تعليم النساء وقصَّر النساء في تعليم الرجال.
إذاً لا بد من وقفة -حفظكم الله- صادقة مع الأخوات والبنات والجلوس معهن الساعة والساعتين، نقرأ معهن حقوقهن في الإسلام، وحق الإسلام عليهن، حق الزوج عليها وحقها على الزوج. دراسة متانية متبصرة بعيدة عن الصراخ والسُباب والشتام كما أمر الله -عز وجل- وكما أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّـهُ) [البقرة: 228]، والقضية تطول -حفظكم الله- وفتنة النساء فتنة عظيمة نسال الله -عز وجل- أن يحفظ نساء المسلمين.
انتهى كلامـه -حفظه الله-
منقووول