مع التفسير المبسط للقرآن الكريم . وجزء عم 2024

تفسير سورة النبأ

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيات 1 ـ 6

(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ *عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ *الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ *كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ *ثمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ *أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا (

ينكر الله على المشركين سؤالهم عن القيامة العظيمة الخبر التى منهم كافر بها ومنهم مؤمن
سوف يعلمون عند وقوعها أنها الحق ويؤكد تهديده ووعيده لهم

ويضرب الأمثال لقدرته وعظمته تعالى بالإشارة لما خلق من خلق عظيم يدل عليه وعلى قدرته فيقول :
لقد جعلنا الأرض ممهدة للخلائق

الآيات 7

(وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)

وتلك الجبال جعلها الله لتثبت الأرض فجعلها كالوتد فى الأرض
يمتد الجبل فى داخل الأرض بنفس طوله وشكله كالوتد وقد وجد أن الجبال لو أختلف طولها وصفاتها ومواضعها على المناطق المختلفة على الأرض لأختل توازن الأرض وطاحت فى الفضاء

سبحان من خلق

الآيات 8 ـ 16

(وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا *وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا *وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا *وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا *وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا *وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا *وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا *لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا *وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا )
ويقول سبحانه : لقد خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلنا التناسل بذلك

وقطعنا منكم الحركة بالنوم لتحصلوا على الراحة
وجعل الليل سكنا بظلامه الذى يغطى الأرض
وجعل النهار مضيئا للتعايش
وخلق السموات السبع واسعة مرتفعة محكمة متقنة مزينة بالكواكب والنجوم
وجعل الشمس كالسراج المضئ متوهج ضوءها على أركان الأرض
وأنزل الماء من السحب
والماء منصب متتابع كثير ( ثجاجا )
وأخرج بماء المطر الزرع على مختلف ألوانه من حبوب تجفف وتؤكل أو نبات يؤكل أخضر
وجعل البساتين والحقول بما فيها من نعيم متنوع مجتمع فى أرض
واحدة ( ألفافا )

الآيات 17 ـ 30

( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا * إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاء وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا)

الفصل : يوم القيامة المحدد الموعد
الصور : بوق ضخم (ميكروفون ) ينفخ فيه إسرافيل لتموت المخلوقات ثم ينفخ أخرى لتحى للحساب
أفواجا : جماعات

وتفتح السموات وتصبح طرقا لنزول الملائكة

سيرت الجبال فكانت سرابا : تتحرك الجبال وتظهر كالسحاب من شدة حركتها ( كما تظهر أذرع المروحة كالسحاب عندما تدور ) ثم تذهب وتختفى
مرصادا : جهنم معدة ومجهزة للذين طغوا فى أعمالهم
مآبا : مرجع ومنقلب
لابثين فيها أحقابا : يمكثون بها قرون وقرون
لا يأكلون فيها إلا الزقوم ولا يشربون إلا الماء الحار
ولا يجدون الطيب ( بردا ) من الطعام والشراب

وهذا جزاء وفق ( مثل ) عملهم
فهم ظنوا أنهم لن يحاسبوا
وكذبوا بآيات الله ودلائله

وكل شئ من أعمالهم جمعناه وكتبناه عليهم ويجزون به

ذوقوا ياأصحاب النار وليس لكم إلا العذاب

الآيات 31 ـ 36

( إن إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا * جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا)

ويقول سبحانه مخبرا عن المؤمنين أصحاب الجنة أن لهم متنزها ( مفازا )
فى البساتين والحدائق ، وتكعيبات العنب
كواعب أترابا : الحور العين ذات الصدور الغير مترهلة وفى سن واحدة
وكأسا دهاقا : كؤوس مملوءة صافية
لا يسمعون فيها كلاما فيه كذب أو إثم
وهذا جزاء بما عملوا من الله على إحسانهم
عطاء حسابا : عطاء الله الكافى الشامل

الآيات 37 ـ 40

(رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا )

الله هو رب السموات والأرض وما بينهما له الجلال والعظمة
لايقدر أحد على محادثته إلا بإذنه
تقوم الأرواح من بنوا آدم والملائكة صفوفا فلا يقدر أحد على الكلام
ولا يتكلم إلا الرسل ومن أذن له الله أن يتكلم ويقول الحق الذى منه لا إله إلا الله
اليوم هذا يوم حق كائن لا محالة
فمن خشى ذلك اليوم اتخذ طريق الهدى ومنهج الله
ويقول الله احذروا يوم القيامة فهو قريب
يوم يعرض على الإنسان عمله خيرا وشرا
ويتمنى الكافر أن لو كان عد ما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .

    تفسير سورة النازعات

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الآيات 1 ـ 5

    (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا *وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا *وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا *فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا *فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا )

    النازعات غرقا : الملائكة تغرق فى نزع بعض الأرواح بصعوبة … وهى أرواح الظالمين والكفار
    الناشطات نشطا : الملائكة تنزع أرواحا سهلة وسريعة وهى أرواح المؤمنين والصالحين
    السابحات : قيل ملائكة وقيل السفن وقيل النجوم ـــ وأظنها الملائكة لأنها استعراضا لأنواع الملائكة
    فالسابقات سبقا : الملائكة
    المدبرات أمرا : الملائكة تدبر الأمر من السماء إلى الأرض بأمر ربها

    الآيات 6 ـ 14

    (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ *تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ *قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ *أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ *يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ *أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً *قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ *فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ )

    الراجفة ــ الرادفة : هما النفختان الأولى يموت الأحياء ، والثانية لتخرج الأموات من الأرض يوم القيامة

    فى هذا اليوم تخاف القلوب
    وتذل وتخضع الأبصار

    ( يقولون أئنا لمردودون فى الحافرة ) : وهؤلاء كفار قريش يعجبون وينكرون البعث ويقولون هل نعود للحياة بعد أن نزلنا القبور
    فهل بعد أن كنا عظاما هشة بالية ( نخرة ) نعود
    فهى عودة مخسرة لنا
    إنما هو أمر الله لإسرافيل بالنفخ فى الصور للبعث نفخة واحدة فإذا هم قيام ينظرون على وجه الأرض ثانيا ( بالساهرة ) .

    الآيات 15 ـ 26

    (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى *إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى *اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى *وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى *فأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى *فَكَذَّبَ وَعَصَى *ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى *فَحَشَرَ فَنَادَى *فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى *فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى *إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى )

    يخبر الله محمدا صلى الله عليه وسلم عن موسى عبده ورسوله ابتعثه إلى فرعون وأيده بالمعجزات ولكنه استمر على عصيانه فدمره الله فى الدنيا وله عذاب النار فى الآخرة
    أتاك: سمعت بخبره
    ناداه ربه : كلمه الله
    المقدس : المطهر
    طوى : اسم الوادى
    طغى تمرد وتكبر
    تزكى : تسلم وتطيع
    أهديك : أدلك
    تخشى : تطيع
    الآية الكبرى : الحجة الواضحة
    أدبر يسعى : رجع يجمع السحرة ليقابلوا الحق بالباطل
    فحشر : جمع
    فنادى: نادى قومه
    فأخذه الله نكال الآخرة والأولى : انتقم منه وجعله عبرة فى الدنيا ويوم القيامة
    وفى ذلك عبرة لمن يتعظ

    الآيات 27 ـ 33

    ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا *رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا *وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا *وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا *أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا *وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا *مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ )
    ويحتج الله على منكرى البعث ويقول أيها الناس إن خلق السماء أصعب من خلقكم ، فقد جعلها عالية البناء واسعة مستوية مزينةبالكواكب

    وجعل ليلها مظلما ونهارها مضئ
    والأرض بعد ذلك دحاها : وخلق الأرض قبل السماء وبعد ذلك دحاها : أى أخرج منها الماء والمرعى وشق البحار والأنهار وجعل الجبال والرمال وقد فسرت الآية بما بعدها ( 31 ، 32 )
    وكل ذلك متاعا للإنسان والحيوان ، وخلق الحيوان متاعا للإنسان

    الآيات 34 ـ 46

    (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى *يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى *وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى *فَأَمَّا مَن طَغَى *وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى *وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى *يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا *فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا *إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا *إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا *كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)

    الطامة : القيامة
    ويعلم كل إنسان عمله
    وتظهر النار فيراها الناس
    ومن قدم الدنيا على الآخرة بظلم فإن مصيره إلى النار
    ومن خاف ومنع نفسه عن هواها فإن مصيره إلى الجنة

    ثم يقول إن الكفار يسئلون عن القيامة متى تكون ، فليس علمها عندك
    إن الله هو أعلم بها
    إنما بعثك الله لتنذر بها من يخشى هذا اليوم

    فإذا قاموا من قبورهم فإن الدنيا عندهم كأنها ساعة من النهار أو الليل
    عشية : ما بين الظهر إلى الغروب
    الضحى : ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    تمت بحمد الله تعالى .

    سورة عبس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الآيات 1 ـ 16

    (عَبَسَ وَتَوَلَّى *أَن جَاءَهُ الأَعْمَى *وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى *أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى *أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى *فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى *وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى *وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى *وَهُوَ يَخْشَى *فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى *كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ *فَمَن شَاء ذَكَرَهُ *فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ *مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ *بِأَيْدِي سَفَرَةٍ *كِرَامٍ بَرَرَةٍ )

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب عظماء قريش لعلهم يسلموا ، فجاء ابن أم مكتوم وكان أعمى يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن شئ وأخذ يلح
    فعبس الرسول صلى الله عليه وسلم فى وجهه وأعرض عنه ، واستمر يحدث الآخرين
    فنزلت الآيات يعاتب الله رسوله ويقول له :
    لقد عبست وكشرت فى وجه الأعمى
    وما يدريك ربما تتطهر نفسه أو تنفعه التذكرة فينفر من المحارم
    أما المشركين والعظماء فأنت تتعرض لهم ليهتدوا
    وليس عليك هدايتهم
    والذى جاء إليك يطلب الهداية تنشغل عنه
    لا : إن القرآن لتذكر به ويتساوى الصغير والكبير ، الغنى والفقير ، الرجل والمرأة والسادة والعبيد

    ومن من شاء ذكر الله فى جميع أموره
    والقرآن مكتوب عند الله فى صحف موقرة ( مكرمة ) عالية القدر (مرفوعة)
    ( مطهرة ) من الدنس أو العيب
    تنقلها أيدى الملائكة من الله إلى رسوله
    وهذه الملائكة حسنة المنظر والخلق

    الآيات 17 ـ 23

    (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ *مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ *مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ *ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ *ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ *ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ *كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ )
    يذم الله ويلعن هؤلاء الذين أنكروا البعث فكثيرا ينكر ( ما أكفره )
    والكفر هو إخفاء الحقيقة وإنكارها

    ثم يبين للإنسان كيف خلقه ليتأكد من أن الله قادر على إعادته
    خلقه من نطفة ثم من علقة وهى قطعة من الدم تعلق بجدار رحم الأم ثم من مضغة وهى قطعة لحم قدر ما يمضغ ثم تتشكل وتتكون عظاما وأنسجة وأجهزة ثم
    ( قدره ) : حدد له قدره من أجل ورزق وعمله شقى أم سعيد وبأى أرض يموت
    ( ثم السبيل يسره ) هداه ويسره إلى الخروج من بطن أمه
    ( ثم أماته فأقبره ) : ثم يموت ويجعله فى قبر
    ( ثم إذا شاء أنشره ) : ثم يبعثه بعد موته
    ( كلا لما يقض ما أمره ) : ثم هذا الكافر لم يؤد ما فرض الله عليه

    الآيات 24 ـ 32

    (فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ *أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا *ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا *فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا *وَعِنَبًا وَقَضْبًا *وَزَيْتُونًا وَنَخْلا *وَحَدَائِقَ غُلْبًا *وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ )
    ويستدل الله سبحانه بقدراته المختلفة على قدرته فى إحياء الموتى ويقول للإنسان أنظر لطعامك وشرابك فقد أنزلنا الماء من السماء ( صببنا الماءصبا ) ،
    وأسكناه فى الأرض وتخللها وأنبت الزرع ( شققنا الأرض شقا ) ،

    وأنبتنا زرعا مختلفا ألوانه من أرض واحدة منه الحبوب ومنه العنب
    و( قضبا) علف الحيوان مثل العشب والدروة والقت ،
    وخلق الزيتون
    والنخل منه البلح والتمر والمطبوخ والعجوة وزيت النخيل ولكثرة ما يؤخذ من النخل يقال دائما ( نخلا ) وليس بلحا
    و( حدائق )البساتين ( غلبا ) النخل والأشجار الضخمة العظيمة ، والفاكهة الرطبة و( أبا ) الحشيش للبهائم
    وقد جمع بين الفاكهة والأب لأن الفاكهة مايؤكل طريا للإنسان والأب ما يؤكل طريا للبهائم
    ثم قال أن هذا معاشا لكم ولأنعامكم

    الآيات 33 ـ 42

    (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ *يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ *ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ *وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ *تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ *أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ)
    فعند صرخة النفخة الأولى لإسرافيل للقيامة
    يوم القيامة يهرب كل بنفسه ولا يبتعد الأهل والأصحاب من هول ذلك اليوم
    فكل إنسان يهمه ما ينتظره من جزاء عمله
    وتكون هناك وجوه مستنيرة وهى وجوه المؤمنين
    ووجوه كئيبة وهى وجوه الكفار الفجار
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمت بحمد الله تعالى .

    تفسير سورة التكوير

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الآيات 1 ـ 14

    (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ *وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ *وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ *وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ *وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ *وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ *وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ *بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ *وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ *وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ *وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ *وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ *عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ )
    يذكر الله أهوال يوم القيامة وهى :
    الشمس كورت : ضاع ضوءها وأظلمت ولفت على بعضها ورمى بها
    النجوم انكدرت : انتثرت و تبعثرت
    الجبال سيرت : زالت عن أماكنها ونسفت
    العشار عطلت : الحوامل من الإبل اشتغل عنها اصحابها فلا يرغبوا فيها وتركوها بلا انتفاع
    الوحوش حشرت : جمعت وماتت
    البحار سجرت : البحار فاضت أو أوقدت نارا أو فتحت على بعضها وفجرت
    النفوس زوجت : جمعت كل نفس على ما تشبهها
    الموؤدة سئلت : البنات التى كرهها أهلها فى الجاهلية ودفنوها فى التراب حية
    طالبت بحقها إذ أنها قتلت ظلما
    الصحف نشرت : تطايرت الكتب وأعطى كل إنسان كتابه إما بيمينه وإما بشماله
    السماء كشطت : ذهبت وأزيلت السماء
    الجحيم سعرت : أوقدت النار بسبب غضب الله من خطايا بنوا آدم
    الجنة أزلفت : قربت الجنة إلى أهلها
    علمت نفس ما أحضرت : تعلم كل نفس ما فعلت وما أحضر لها

    الآيات 15 ـ 29

    (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ *وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ *وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ *إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ *ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ *مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ *وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ *وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ *وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ *وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ *إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ *لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ *وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين)

    يقسم سبحانه بالنجوم التى تخنس فى النها ر ــ وقيل بالبقر الوحش وربما بهما جميعا وكلها من عظمة خلق الله

    الجوار الكنس : النجوم الضخمة التى تكنس الكون تجمع الإشعاعات الضارة ( وقد اكتشفت حديثا )

    الليل إذا عسعس : أقبل الليل بظلامه بالتدريج أو انتهى بالتدريج
    الصبح إذا تنفس : أضاء وأشرق

    ( إنه لقول رسول كريم ) : إن القرآن يبلغ به جبريل ملك الوحى رسول الله الحسن المنظر والخلق

    ذى قوة : صاحب القوة والبطش الشديد
    عند ذى العرش مكين : له مكانة ومنزلة رفيعة عند الله
    مطاع ثم أمين : مطاع من أهل السماء لأنه من أشراف الملائكة
    أمين : يوصف بالأمانة فى التبليغ

    صاحبكم : محمد صلى الله عليه وسلم
    ليس بمجنون كما زعمتم

    فقد رأى جبريل فى الأفق على صورته التى خلق عليها له ستمائة جناح
    وما هو على الغيب بضنين : محمد ليس بخيل بتبليغ ما أنزل الله عليه
    والقرآن ليس بقول شيطان خارج من رحمة الله
    فأين تذهبون : فإلى أين ذهبت عقولكم وكذبتم به
    فالقرآن ذكر للناس والجان ليتذكروا
    ولا تشاؤن وإنما المشيئة من الله فيمن ضل أو اهتدى

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتمت بحمد الله تعالى .

    بارك الله فيكى وجزاكى خير
    تسلمى حبيبتى يارب

    يتصفح الموضوع حالياً : 12 (2 عدلات و 10 زائرة)