يقول الدكتور يسرى الهوارى أستاذ ورئيس قسم العظام بطب قصر العينى إن هشاشة العظام مرض يصيب الأطفال حيث تبدأ فى مرحلة الطفولة لأن العظام تتكون خلال الـ20 عاما الأولى لعمر الإنسان فإذا كان الطفل مولودا من أم تعانى من ضعف العظام، فبالتالى يكون عظام الطفل ضعيفة، وإذا لم يأخذ الطفل النظام الغذائى المتكامل فهذا يؤثر على سلامة العظام وإذا لم يتعرض الطفل إلى التمرينات أثناء فترة النمو والمراهقة فإن هذا يؤثر على صلابة العظام حيث تبدأ العناية بالعظام فى الأطفال من الجنين إلى الجامعة أما العادات الخاطئة فى مجتمعنا فتتمثل فى عدم التعرض لأشعة الشمس بالجرعة الكافية والإحصائيات تقول إن تعرض الطفل العربى للشمس أقل بكثير من الطفل الأوروبى رغم قلة الشمس لديهم، وذلك بسبب الملابس الكثيرة وخوف الأم المصرية من تعرض طفلها لنزلات برد فتقوم بزيادة ملابسة فى فصل الشتاء أما بالنسبة للكبار فإن الملابس المصرية المتمثلة فى الحجاب والنقاب لا يتيح للجسم التعرض لأشعة الشمس مما يزيد من احتمالات الإصابة بالهشاشة .
حيث يوجد بالجسم فيتامين "د" بكمية كافية ولكنها فى الطور الكامن ولكى تكون مادة فاعلة يجب تعرض الجسم للأشعة فوق البنفسجية التى تقوم بتحويل فيتامين "د" الكامن إلى فيتامين "د" الفعال.
كما يكون الكبد والكلى مصنع ثانى لتصنيع فيتامين "د" وبما أن هناك نسبة كبيرة من المجتمع المصرى مصابة بفيروس سى، وهناك نسبة كبيرة أيضا مصابة بالفشل الكلوى بدرجاته وبالتالى فإن فيتامين "د" لا يتم تصنيعه من خلالهما فيكون الجلد وأشعة الشمس هما المصدر الرئيسى لفيتامين "د" بالجسم.
ويقول الدكتور يسرى أما السبب الأساسى فى هشاشة العظام بالنسبة للسيدات فيكون بسبب توقف الدورة الشهرية حيث إن هرمون الإستروجين يقوم ببناء العظام وأن توقفه مع توقف الدورة الشهرية يبدأ الجسم بأخذ الكالسيوم من العظام مما يؤدى إلى الإصابة بالهشاشة كما أن بعض الأدوية مثل الكورتيزون وبعض أدوية أمراض الصرع وأدوية الضغط تساعد فى حدوث الهشاشة.
وتكثر الهشاشة بعد الولادات المتعددة وفى النحافة الزائدة وفى المدخنين وفى الأسر التى لديها تاريخ مرضى للهشاشة.
ويشير إلى أن هناك بعض الأطعمة التى تساعد على تقوية العظام والتى تحتوى على الكالسيوم وفيتامين "د" والفوسفور مثل منتجات الألبان والسمك والبيض والبقول.
ويؤكد أن مريض السمنة لا يعانى من الهشاشة، وهذا ليس معناه أن نشجع السمنة، لأن مشاكل السمنة أكثر حيث إن الدهون بها نسبة كبيرة من الإستروجين وهو الهرمون الذى يحمى من الهشاشة.
ويوضح الدكتور ياسر الفرماوى استشارى طب المسنين بكلية الطب جامعة عين شمس أننا لا نستطيع تحديد نسبة الذين يعانون من هشاشة العظام بدقة نظرا لعدم وجود أبحاث علمية دقيقة لمعرفة نسبة انتشار المرض فى كبار السن لكن المرض منتشر فى مصر بشكل كبير، وأهم سبب على وجه العموم العامل الوراثى فالطفل منذ أن يكون جنينا فى بطن أمه سيظهر الطفل لديه ضعف فى العظام ولا تظهر إلا عندما يصل إلى سن الـ 60 عاما فهناك شق خاص بالتغذية وشق آخر خاص بممارسة الرياضة منذ الصغر للحفاظ على كثافة العظام والوزن المثالى.
لذلك العامل الأساسى هو عامل وراثى ثم العوامل البيئية خاصة أن مرض هشاشة العظام مرض صامت ليس له أى أعراض على الإطلاق.
حيث يتم اكتشافه بعد حدوث كسور العظام نتيجة صدمات خفيفة.
ويرى أن مصر نسبة المصابين بهشاشة العظام فيها لا تختلف عن الدول العربية ولكن هناك فرقا بيننا وبين أوروبا وأمريكا وذلك يرجع لعدم ممارسة الرياضة والاهتمام بالتغذية والصحة العامة.
وأفضل توقيت للعلاج من سن 40 : 50 عاما خاصة فى السيدات لكن بعد بلوغ سن الـ 70 نتائج العلاج تكون ضعيفة جدا نتيجة عدم استجابة الجسم للأدوية بشكل كبير فاستقبال الخلايا للعلاجات تكون ضعيفة لأن خلايا الجسم يحدث لها نوع من الضمور فتكون الاستجابة للعلاجات المتعارف عليها ضعيفة.
أما الدكتور محمد الشرقاوى أستاذ جراحة العظام والعمود الفقرى بطب أسيوط فيقول لدينا نسبة عالية من هشاشة العظام ويعتبر الغذاء من أحد أسبابها الرئيسية فسوء التغذية فى الصغر يؤثر على العظام بشكل كبير فالعظام مثل "الحصالة" عندما نخزن كمية كبيرة من الكالسيوم فى العظام أثناء فترات النمو نقلل من نسبة حدوث هشاشة العظام فى الكبر والسبب الآخر هو عدم التوعية الكافية لضرورة استخدام الألبان ومشتقاتها كمكون رئيسى فى الغذاء بالإضافة إلى أن زيادة الوزن تلعب دورا رئيسيا حيث تعمل على زيادة التحميل على العظام الضعيفة وظهور أعراض الهشاشة وزيادة آلام العمود الفقرى وانحناءة.
وينوه أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن الإصابة بهشاشة العظام ولكن من خلال الملاحظات والمشاهدات يلاحظ أن أكثر من 80 % من السيدات فى مصر فوق سن الـ 50 عاما يعانون من هشاشة العظام.
لذا ننصح بتناول الزبادى ومشتقات الألبان والتعرض لأشعة الشمس فى جميع المراحل لإنتاج فيتامين "د" لأنه هام ليس للأطفال فقط ولكن للكبار أيضا لأنه يساعد على امتصاص الكالسيوم فى الأمعاء وترسيبه فى العظام حيث يمكن الحصول على فيتامين "د" من خلال بعض الأطعمة مثل البيض واللحوم وفى الخارج يتم إضافته للألبان ويمكن الحصول عليه من خلال التعرض لأشعة الشمس المتوافرة بكثرة فى مصر وينطبق ذلك على الكبار أيضا وليس الأطفال فقط لكى تكون العظام أكثر صلابة.
ويشير إلى أن هناك علاجا للهشاشة ولكن لابد من تناول العلاج لفترات طويلة حتى لا تعود الهشاشة مرة أخرى، وقد يهمل الكثير علاج آلام العظام والهشاشة نظرا لارتباط هذه الأدوية بالإصابة بآلام المعدة، ولكن هناك أدوية حديثة تغلبت على هذه المشكلة.
الف شكر
مشكورة حبيبتي