الزواج هو مؤسسة اجتماعية بالغة الأهمية في حياة كل رجل وامرأة، تبنى هذه المؤسسة على الحب والتفاهم والاحترام والود بين الزوجين، حيث يتعاون كل طرف من أجل بناء بيت الزوجية على أسس وأركان سليمة من الصعب هدمها فهي راسخة قوية برسوخ الاحترام والحب المتبادل بين الزوجين.
لماذا الاحترام؟
ومن المؤكد أنه لا يختلف اثنان على أنه لا حياة زوجية بدون احترام، فالاحترام بين الزوجين هو قيمة في حد ذاته لابد من الحفاظ عليها ومراعاتها بغض النظر عن الحب أو الظروف أو الإمكانيات أو أي شيء، فالحياة التي يهين فيها أحد الزوجين الآخر بالألفاظ والتصرفات ولا يراعي مشاعره وأحاسيسه لا هي حياة ولا هي زوجية ولا يمكن أن تستمر، بل لا نبالغ إذا قلنا إنه من الخطأ أن تستمر، ولذا علينا أن نراعي الآتي
احترمي زوجك أثناء الحوار
فلا يجوز لكِ التقليل من شأنه، أو الاستخفاف بأفكاره وأرائه، فكل انسان يعبر عن وجهة نظره بطريقته الخاصة، ولكل منا وجهة نظر لا يشترط أن تكون متوافقة مع كل الأطراف، ولذا عليكِ بقبول فكر زوجك، والتحاور معه في جو يسوده الود والهدوء، وابتعدي قدر الامكان عن المشاحنات.
احترام الخصوصية
احترام خصوصية زوجك، وحقه في الاحتفاظ بجانب من أسراره بعيداً عنكِ يعطي له قدر من الأمان والحرية، امنحى زوجك بعض الوقت للانفراد بنفسه، أو للخروج مع أصدقائه، أو زيارة أقاربه، فالرجل بطبعه لا يطيق الزوجة المتلصصة المترقبة لكل تصرفاته، امنحيه شيئاً من الحرية من أجل أن يشعر أن الزواج ليس سجن بل هو قمة الحرية.
احترامي مشاعر زوجك
أصعب اللحظات بين أي زوجين تأتي عن طريق اللسان، فلسانك وانتقائك للكلمات مع زوجك لع بالغ الأثر عليه، فإذا جرحتيه يوماً بكلمة تخدش رجولته أو مشاعره ثقي أنه لن ينسى تلك الاهانة بقية عمره، ولذا كوني حريصة على احترام مشاعر زوجك، فالنظرة الحانية واللمسة الدافئة أفضل بكثير من كلمة يمكن أن تفقدك الكثير.
احترمي أهل زوجك
لا بد أن يدرك الزوجان أن أهل الإنسان هو جزء لا ينفصل منه وحبهم وتواصله معهم وإعطاؤهم حقوقهم فضلاً عن أنه فرض ديني فهو كذلك احتياج نفسي وإنساني، ولا بد لمن يريد أن يراعي شريك حياته ويساعده على أداء واجباته نحو أهله أن يحترم هو أهله، يحترمهم باللفظ والإشارة والمجاملة والمساعدة والزيارة وتفقد أحوالهم، وسواء يستطيع المساعدة في أداء هذه الواجبات أو مجرد مساندة الطرف الآخر وإتاحة الفرصة له لأداء هذه الواجبات، فلا بد أن نعرف أن هذه مساحة مهمة جدًّا من الاحترام مهما كان مستوى الأهل المادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو سلوكهم وتصرفاتهم فليس الواصل بالمكافئ.
احترمي طموح زوجك
لا تستهتري بأحلام زوجك وطموحاته، فمن المؤكد أن لكل من الزوجين أهدافاً وطموحات وأحلاماً في الحياة يتمنى تحقيقها ويحاول ذلك رغم الصعوبات والانشغال بمسئوليات الحياة فلماذا لا يعيش كل من الزوجين مع الآخر في أحلامه وطموحاته، ويحاول كل من الزوجين احترام هذه الأحلام ومساعدته في تحقيقها بدلاً من تسفيهها والاستهزاء بها تحت مدعاة مسئوليات الحياة وعدم وجود وقت أو أموال أو أن البيت أولى بالوقت والمال.
الحب هو الاحترام
من جهته يؤكد الداعية الإسلامي الدكتور وجدي غنيم "أن الحب بين الزوجين هو ما يخلق الاحترام، أما إذا فقدنا الحب فبالطبع سيغيب الاحترام، مؤكداً بأن "الحياة الزوجية الكريمة لا يمكن أن تستمر إلا باحترام كلّ من الطرفين للآخر، وأداء حقه بسماحة وطيب نفس، مشيراً إلى أنه "ينبغي لكل من الزوجين أن يتعرف على حق الآخر عليه، وهذه الحقوق منها ما هو مشترك بينهما، ومنها حقوق خاصة للزوج، ومنها حقوق خاصة للزوجة".
وأوضح الدكتور غنيم أن "الحقوق مشتركة بين الزوجين، فلا حق للزوج وحده ولا حق للزوجة وحدها، فالاحترام واجب على الطرفين، بدءأً بالمعاشرة بالمعروف وحسن الخلق، والطاعة وحسن المظهر، وانتهاءاً بمشاركة كل منهما للآخر في التعاون على أمور الحياة وتربية الأبناء وإدارة الاسرة"، مشدداً على أن طاعة الزوجة لزوجها من أكبر مظاهر الاحترام، وهو واجب شرعه الدين الإسلامي وكل الأديان السماوية".
منقوووووووووول