وأوضح البروفيسور رولف هاوبل من معهد علم الاجتماع علم النفس الاجتماعي التحليلي بجامعة فرانكفورت – ألمانيا، أن هناك طرق مختلفة للشكوى، على سبيل المثال يشكو الإنسان عندما يتوقع تعرضه لآلام أو بعض المنغصات الأخرى التي تعترض سبيل حياته. كما أن هناك بعض الأشخاص الذين يشتكون دائماً لأتفه الأسباب، حيث إنهم يرددون مثلاً قول :«أنا أحتاج إلى العطف» أو «أنا بحاجة إلى أن تواسيني» أو «أنا ضعيف، لذا يجب عليك أن تكون قوياً».
ويلجأ بعض الأشخاص إلى الشكوى رغبة منهم في التمتع بالشعور الرائع بالصحبة، وبالنسبة لأشخاص آخرين فإن الشكوى تعتبر وسيلة حماية ذاتية محضة، مثل الشخص الذي يريد أن يدفع الحسد عن راتبه الجيد من خلال سرده بإسهاب تفاصيل كثيرة عن الأعمال التي يقوم بها رغبة منه في درء حسد الآخرين وتجنب ردود الأفعال غير السارة.
وينبغي توخي الحذر من الشكوى الدائمة في كل مكان، لأنها عادة مع تجلب معها العيوب والمساويء فقط، كما أن المشكلة تظل قائمة ولا يتم حلها، بل إن الشخص المتذمر تدفعه نفسه دائماً مع أفكاره الكئيبة التي تراود مخيلته إلى الاستمرار في التراجع والتقوقع حول الذات، ومن ثم لا يصبح عضواً جذاباً وفعالاً في بيئته، وهذا يعتبر سبباً آخر يدعو للإحباط.
وبشكل عام فإن السيدات يشكين أمام الناس في أغلب الأحيان أكثر من الرجال، ويفسر البروفيسور هاوبل ذلك بقوله :”المرأة لديها استعداد أكبر للكشف عن مكنون الذات”. فالنساء يحكين عن سوء أحوالهن ويتناولن في أثناء ذلك جميع الموضوعات ويتحدثن في كل الاتجاهات. أما الرجال فهم أكثر تحفظاً، وعادة ما يُعتبر الشكوى والأنين أمام الرجال الآخرين من المحرمات، غير أنهم يفضلون الشكوى في بيوتهم في حضن الأم أو الزوجة.
وإذا كانت الشكوى محددة فمن الممكن أن يكون لها بعض الفوائد، وذلك لأنها قد تكشف عن الرغبات والأمنيات وتضع الحدود بشكل واضح، وينصح الطبيب النفسي ميشيل شيلبرغ – ألمانيا بأنه قد يكون من المفيد تحديد إطار زمني للشكوى، وكذلك تهيئة الشخص الآخر بالقول :«أنا بحاجة الآن لأشكو إليك بعض همومي». عندئذ سيصدر الحديث من القلب وبعد ذلك يتم التفكير في إمكانية وكيفية حل المشكلة.
كده احلى حاجه!
أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَـطرٍ أإلآبدآعوٍأإلـتَمـيُزٍ
شكرا عالمعلومة الجميلة يا قمر