ولد الدكتور حسين أمين عبد المجيد القيسي، في بغداد (محلة الطوب) عام 1925، ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة المأمونية ابتداء من عام 1931، وتابع دراسته في المتوسطة الغربية، ثم الثانوية المركزية عام 1941، انخرط في صفوف دار المعلمين الابتدائية القسم العالي، ثم في مدرسة تطبيقات دار المعلمين الابتدائية، التحق بجامعة الإسكندرية وحصل منها على الماجستير عام 1958 بتقدير، وهو أول طالب عربي يحصل من هذه الجامعة على الدكتوراه وينال جائزة تقديرية من جمهورية مصر العربية، وهو أول عراقي يرأس مركز البحوث التاريخية في الجامعة العربية، وحاضر في أكثر من 33 جامعة عربية وعالمية، وله أكثر من 216 بحث، وآلف مجموعة من الكتب منها المدرسة المستنصرية بغداد 1960، الإمام الغزالي بغداد 1963، تاريخ العراق في العصر السلجوقي بغداد 1965، شط العرب ووضعه التاريخي بغداد 1981، القدس وعلاقتها ببعض المدن والعواصم الإسلامية بغداد 1988، زرقاء اليمامة بغداد 1988، وحقق مقدمة في التصوف السلمي بغداد 1984، وله فضلاً عن ذلك المئات من البحوث والمقالات المنشورة في المجلات العربية والعراقية، إضافة إلى مؤلفات مخطوطة، اشتهر كوجه تلفزيوني في الستينيات من القرن الماضي حيث قدم برنامج ثقافي تاريخي باسم (ثقافة الأسبوع)، كان الأستاذ الدكتور حسين أمين مؤرخا جيدا وباحثا ممتازا ووجها إذاعيا وتلفزيونيا.. اشتهر بين الناس لكثرة ما كان يقدمه من برامج في التاريخ والتراث.
أسس الدكتور حسين أمين ( الجمعية التاريخية العراقية) وأصبح رئيسا لها منذ بداية السبعينات من القرن الماضي، ثم انتخب أول أمين عام لاتحاد المؤرخين العرب، قدم أكثر من 650 حديثا للإذاعة في قضايا التراث والتاريخ، كما شارك في مؤتمرات تاريخية عراقية وعربية وأجنبية عديدة، وهو عضو في الجمعية التاريخية الدولية ومقرها باريس، وقد كانت له صلات وثيقة بالكثير من المؤسسات الثقافية العربية والعالمية.. وقد اختارته جامعة مارتن لوثر بألمانيا سنة 1970 ليكون أستاذا زائرا فيها، وقد ألقى كذلك محاضرات عامة في جامعات عديدة، منها جامعات اكسفورد وكمبرج وأدنبرة وبرلين وميونيخ وفرانكفورت ومدريد وبراغ وليبزغ، وقد تركزت محاضراته حول التعليم الإسلامي والمؤسسات الجامعية العربية وجوانب من الحضارة العربية والإسلامية.
والتاريخ عند الأستاذ الدكتور حسين أمين سيد العلوم، وفي هذا المجال يقول انه يكفي التاريخ انه يؤرخ لكل العلوم ولكل صنوف المعرفة فهو سجل للحوارات التي أثرت في حياة الإنسان، وهو يعني أيضا بتوضيح العلاقة السببية بين السابق واللاحق من الحوادث الاجتماعية.. وبهذا المعنى فان التاريخ بنظر الدكتور أمين، ((هو الذي يلهمنا كيف نواجه الإحداث، ونتعامل مع ألازمات))، وحول الفرق بين (المؤرخ) و(السياسي) يقول الدكتور حسين أمين، بأننا إذا كنا نؤمن بان التاريخ كما يقول المؤرخ البريطاني سيلي، سياسة ماضية ، وان السياسة تاريخ حاضر، فان المؤرخ هو الذي ينظر إلى الماضي ويتعرض للحاضر كنتيجة، أي انه يحلل الماضي ليتنبأ بالحاضر وعندها تكون السياسة تحليلا لحاضر يساعدنا في التنبؤء بالمستقبل ومن كل الوجوه يكون المؤرخ هو الذي يخلق السياسة.. وأكد الدكتور حسين أمين بان العرب أجادوا كتابة التاريخ، وبخاصة في كتابة المعاجم، والتاريخ المرتب على حوادث السنين (الحوليات) وقبل أن يظهر ابن خلدون، ظهر مؤرخون عرب ثقاة، فنحن نعتبرهم الرواد الأوائل في التقصي والبحث العلمي المجرد ومن هؤلاء الطبري والبلاذري والمسعودي وابن الأثير.. الذين كتبوا تاريخ الأمة منذ نشأتها وأضاف ((الصحيح أن بعضهم كان يعمل على سرد الحوادث ولكن الصفة الواضحة.. انه كان يقدم تلك المادة بأمانة ونزاهة.. وظهر ابن خلدون بعدهم.. فجاء بطريقته العلمية.. وبنظرته الموضوعية.. حيث ربط حدوث بعض الحوادث بمسببات قد تكون اقتصادية.. أو طبيعية))، وقد اثبت العرب ان ما كتبه مؤرخوهم يتميز بالأصالة.. فهم لم يكونوا عالة على غيرهم.. كان إساتذُنا الدكتور حسين أمين يؤمن بان على المؤرخ ان يمارس دورا فاعلا في بناء نهضة أمته، لذلك بذل خلال السنوات الأربعين الماضية جهودا حثيثة لجمع المؤرخين العراقيين (في الجمعية التاريخية العراقية) والمؤرخين العرب (في اتحاد المؤرخين العرب)، وقد كان وراء عقد الكثير من الندوات والمؤتمرات التاريخية في عدد من البلدان العربية وكان همه الكبير هو دراسة الأوضاع العربية الراهنة ومعرفة موقف المؤرخين منها.. وقد جاء موقفه هذا مبنيا على فكرة ملخصها: ((إن المؤرخ هو المفكر القادر على تقويم الوضع العربي الماضي والراهن بأسلوب علمي ورؤية معاصرة نابعة من إيماننا القومي)).
توفي رحمه الله بتاريخ 24/3/2019 في العاصمة الأردنية وخسر العراق علما من أعلامه…
أسس الدكتور حسين أمين ( الجمعية التاريخية العراقية) وأصبح رئيسا لها منذ بداية السبعينات من القرن الماضي، ثم انتخب أول أمين عام لاتحاد المؤرخين العرب، قدم أكثر من 650 حديثا للإذاعة في قضايا التراث والتاريخ، كما شارك في مؤتمرات تاريخية عراقية وعربية وأجنبية عديدة، وهو عضو في الجمعية التاريخية الدولية ومقرها باريس، وقد كانت له صلات وثيقة بالكثير من المؤسسات الثقافية العربية والعالمية.. وقد اختارته جامعة مارتن لوثر بألمانيا سنة 1970 ليكون أستاذا زائرا فيها، وقد ألقى كذلك محاضرات عامة في جامعات عديدة، منها جامعات اكسفورد وكمبرج وأدنبرة وبرلين وميونيخ وفرانكفورت ومدريد وبراغ وليبزغ، وقد تركزت محاضراته حول التعليم الإسلامي والمؤسسات الجامعية العربية وجوانب من الحضارة العربية والإسلامية.
والتاريخ عند الأستاذ الدكتور حسين أمين سيد العلوم، وفي هذا المجال يقول انه يكفي التاريخ انه يؤرخ لكل العلوم ولكل صنوف المعرفة فهو سجل للحوارات التي أثرت في حياة الإنسان، وهو يعني أيضا بتوضيح العلاقة السببية بين السابق واللاحق من الحوادث الاجتماعية.. وبهذا المعنى فان التاريخ بنظر الدكتور أمين، ((هو الذي يلهمنا كيف نواجه الإحداث، ونتعامل مع ألازمات))، وحول الفرق بين (المؤرخ) و(السياسي) يقول الدكتور حسين أمين، بأننا إذا كنا نؤمن بان التاريخ كما يقول المؤرخ البريطاني سيلي، سياسة ماضية ، وان السياسة تاريخ حاضر، فان المؤرخ هو الذي ينظر إلى الماضي ويتعرض للحاضر كنتيجة، أي انه يحلل الماضي ليتنبأ بالحاضر وعندها تكون السياسة تحليلا لحاضر يساعدنا في التنبؤء بالمستقبل ومن كل الوجوه يكون المؤرخ هو الذي يخلق السياسة.. وأكد الدكتور حسين أمين بان العرب أجادوا كتابة التاريخ، وبخاصة في كتابة المعاجم، والتاريخ المرتب على حوادث السنين (الحوليات) وقبل أن يظهر ابن خلدون، ظهر مؤرخون عرب ثقاة، فنحن نعتبرهم الرواد الأوائل في التقصي والبحث العلمي المجرد ومن هؤلاء الطبري والبلاذري والمسعودي وابن الأثير.. الذين كتبوا تاريخ الأمة منذ نشأتها وأضاف ((الصحيح أن بعضهم كان يعمل على سرد الحوادث ولكن الصفة الواضحة.. انه كان يقدم تلك المادة بأمانة ونزاهة.. وظهر ابن خلدون بعدهم.. فجاء بطريقته العلمية.. وبنظرته الموضوعية.. حيث ربط حدوث بعض الحوادث بمسببات قد تكون اقتصادية.. أو طبيعية))، وقد اثبت العرب ان ما كتبه مؤرخوهم يتميز بالأصالة.. فهم لم يكونوا عالة على غيرهم.. كان إساتذُنا الدكتور حسين أمين يؤمن بان على المؤرخ ان يمارس دورا فاعلا في بناء نهضة أمته، لذلك بذل خلال السنوات الأربعين الماضية جهودا حثيثة لجمع المؤرخين العراقيين (في الجمعية التاريخية العراقية) والمؤرخين العرب (في اتحاد المؤرخين العرب)، وقد كان وراء عقد الكثير من الندوات والمؤتمرات التاريخية في عدد من البلدان العربية وكان همه الكبير هو دراسة الأوضاع العربية الراهنة ومعرفة موقف المؤرخين منها.. وقد جاء موقفه هذا مبنيا على فكرة ملخصها: ((إن المؤرخ هو المفكر القادر على تقويم الوضع العربي الماضي والراهن بأسلوب علمي ورؤية معاصرة نابعة من إيماننا القومي)).
توفي رحمه الله بتاريخ 24/3/2019 في العاصمة الأردنية وخسر العراق علما من أعلامه…
يسلمو الايادي حبيبتي
منوووورة حبيبتي