تخطى إلى المحتوى

ترجمة مسرحية نهر الجنون من العربية للانجليزية 2024

ترجمة مسرحية نهر الجنون من اللغة العربية الى اللغة الانجليزية ..


Introduction

Tawfik al-Hakim (1898 – 1987) was born in Alexandria and educated there before attending law school in Cairo. Until 1934 he worked as a public prosecutor and a civil servant; thereafter he concentrated on writing. Although he wrote a few novels, a handful of poems and essays on the arts and literature, he is best known as a playwright. His style was characterised by a very skillful narration, dialogue and selecting settings.

Although translating a literary work is a challenging task, I chose to translate the play
نهر الجنون
, which is a one-scene play, because of its interesting and realistic theme, which shows how "truth is determined by the masses or the public rather than individuals".

نص مسرحية نهر الجنون

نهر الجنون
قصة تمثيلية في فصل واحد
(بهو في قصر ملك من ملوك العصور الغابرة. الملك و وزيره منفردان)

الملك – ما تقص علىَّ مريع!
الوزير – قضاء وقع يا مولاي.
الملك – (في دهش و ذهول) الملكة أيضاً؟
الوزير – (مطرقاً) واحزناه!
الملك – هي أيضاً شربت من ماء النهر؟
الوزير – كما شرب أهل المملكة أجمعين.
الملك – أين رأيت الملكة؟
الوزير – في حديقة القصر.
الملك – ما كان ينقص الخطب إلا هذا!
الوزير – لقد حذرها مولاي أن تقرب ماء النهر و أوصاها أن تشرب من نبيذ الكروم. لكنه القدر!
الملك – قل لي كيف علمت أنها شربت من ماء النهر؟
الوزير – سيماؤها ، حركاتها.
الملك – أحادثتك؟
الوزير – لم أكد أقبل عليها حتى ازورت عني في شبه روع.
كذلك فعلت و صائفها و جواريها و طفقن يتهامسن و ينظرن إلىَّ نظرات الممروريين.
الملك – (كالمخاطب نفسه) كل هذا بدا لعيني في تلك الرؤيا!
الوزير – رحمة بنا أيتها السماء!
الملك – نعم كل هذا رأته عيناى من قبل.
(صمت)
الوزير – متى يذهب غضب السماء عن هذا النهر؟
الملك – من يدري؟
الوزير – ألم ير مولاى في تلك الرؤية الهائلة ما ينبئ بالخلاص؟
الملك – (يحاول أن يتذكر) لست أذكر..
الوزير – تذكر يا مولاي؟
الملك – (يحاول التذكر) لست أذكر أكثر مما قصصت عليك .. رأيت النهر أول الأمر في لون الفجر ثم أبصرت أفاعي سوداء قد هبطت فجأة من السماء و في أنيابها سم تسكبه في النهر فإذا هو في لون الليل. و هتف بي من يقول
>حذار أن تشرب بعد الآن من نهر الجنون.. <
الوزير – ويلاه!
الملك – و قد رأيت الناس كلهم يشربون..
الوزير – إلا إثنان..
الملك – أنا و أنت..
الوزير – وافرحتاه
الملك – علام الفرح أيها الرجل!
الوزير – (يستدرك) عفو مولاي. إن حزني لعظيم. ليتني كنت فداء الملكة.
الملك – شد ما أبغض هذا الكلام. ليتك تستطيع على الأقل أن تجد لها دواء … يحزنني أن يذهب مثل عقلها الراجح و يخبو هذا الذهن اللامع في سماء هذه المملكة!
الوزير – حقاً ، إنها كالشمس في سماء هذه المملكة!
الملك – نعم. أنت دائماً تردد ما أقول و لا تفعل شيئاً. على برأس الأطباء!
الوزير – رأس الأطباء؟
الملك – نعم رأس الأطباء. لعله يستطيع لها شفاء..
الوزير – مولاى نسى أن رأس الأطباء كذلك قد ذهب..
الملك – ذهب أين؟
الوزير – هو أيضاً من الشاربين.
الملك – يا للمصيبة ..
الوزير – لقد رأيته كذلك بين يدي الملكة و قد تغيرت نظراته و حركاته و كلما لمحني هز رأسه هزاً لا أدرك له معنى.
الملك – رأس الأطباء قد جن؟!
الوزير – نعم ..
الملك – لقد كان نابغة زمانه. أية خسارة أن يصاب مثل هذا الرجل بالجنون..
الوزير – و في وقت نحن أحوج ما نكون إلى علمه و طبه.
الملك – ليس في هذه المملكة الآن غير واحد يستطيع إنقاذنا مما نحن فيه.
الوزير – من يا مولاي؟
الملك – كبير الكهان.
الوزير – واحسرتاه!
الملك – ماذا؟
الوزير – منهم يا مولاي.
الملك – ما تقول؟ من الشاربين؟
الوزير – أجل منهم.
الملك – هذا و لاريب ما يسمى بالخطب الجلل. حتى كبير الكهان أصيب بالجنون و هو أحسن الناس رأياً و أبعدهم نظراً و أثبتهم إيماناً و أطهرهم قلباً و أدناهم إلى السماء!
الوزير – هو القضاء يا مولاي ، ألم أقل أنه قضاء و قع؟!
الملك – أجل إنها لكارثة شاملة. ليس لها من نظير لا في التواريخ و لا في الأساطير. مملكة بأسرها قد أصابها الجنون دفعة واحدة و لم يبق بها ناعم بعقله غير الملك و الوزير!
الوزير – (يرفع رأسه إلى أعلى) رحمة السماء!
الملك – اصغ أيها الوزير. إن السماء التى حبتنا باستثناء و حفظت علينا نعمة العقل لا ريب ترانا خليقين أن تستجيب منا الدعاء. هلم بنا إلى معبد القصر نصلى و ندعو أن ترد إلى الملكة و الناس عقولهم. هذا آخر ملجأ نستطيع أن نلتجئ إليه.
الوزير – أجل يامولاي. آخر ملجأ لنا و خير ملجأ: السماء.
( يخرجان من أحد الأبواب)
(تدخل من باب آخر الملكة و رأس الأطباء و كبير الكهان)
الملكة – إنه لخطب فادح!
رأس الأطباء : (معاً)
كبير الكهان : أجل إنها لطامة كبرى!
الملكة – (لرأس الأطباء) أما من حيلة للطب في رد نور العقل إلى هذين البائسين!
رأس الأطباء – يشق على هذا العجز مني أيتها الملكة.
الملكة – تفكر يا رأس الأطباء.
رأس الأطباء: لقد تفكرت ملياً يا مولاتي ، إن ما أصابهما لا يسعه علمي.

    الملكة – أأقنط إذن من شفاء زوجي.
    رأس الأطباء – لا تقنطي يا مولاتي. هنالك معجزات تهبط أحياناً من السماء هي فوق طب الأطباء.
    الملكة – و متى تهبط تلك المعجزات؟
    رأس الأطباء: من يدري يا مولاتي!
    الملكة – يا كبير الكهان استنزل لي واحدة منها الآن .. الآن .. الآن..
    كبير الكهان – من قال يا مولاتي إني لاستطيع أن استنزل شيئاً من السماء.
    الملكة – أليس هذا من عملك؟
    كبير الكهان – إن السماء يا مولاتي ليست كالنخيل يستطيع الإنسان أن يستنزل منها ما شاء من ثمار!
    الملكة – ألا تستطيع إذن أن تصنع شيئاً. إني زوج تحب زوجها. إني امرأة تريد إنقاذ رجلها. إنقذوا زوجي. إنقذوا زوجي!
    رأس الأطباء – بعض الصبر يا مولاتي.
    كبير الكهان – دع الملكة تقول! إنها على حق. هي تبكي زوجاً كريماً. الناس كذلك لو عرفوا الحقيقة لبكوا ملكاً كان حازم الرأي راجح العقل.
    الملكة – احذروا أن يعرف الناس الخبر.
    كبير الكهان – نحن أصمت من قبر يا مولاتي غير أني أخشى عاقبة الأمر. إنا مهما أخفينا الخبر لابد أن يظهر يوماً من الأيام. و أيُ مصيبة أفدح من علم الناس بأن الملك و الوزير…
    الملكة – صه! إن هذا مريع.
    كبير الكهان – حقاً أن هذا مريع وعظيم الخطر.
    الملكة – ما المخرج؟ لا تقفا من الأمر موقف اليائس. افعلا شيئاً. إني أفقد عقلي أيضاً و لا ريب إن طال أمد هذا الحال.
    كبير الكهان – لو أن في مقدوري فهم ما يدور برأسه.
    الملكة – إنه يذكر النهر في فزع و يزعم أن ماءه مسموم.
    كبير الكهان – و ماذا يشرب إذن؟
    الملكة – نبيذ الكروم. ولا شيء غير نبيذ الكروم.
    رأس الأطباء – نعم نبيذ الكروم. يغلب على ظني أن الإدمان قد أثر بعقله.
    الملكة – إن كان الداء فيما تقول فما أيسر الدواء: نمنع عنه الخمر.
    رأس الأطباء – و ماذا يشرب؟
    الملكة – ماء النهر.
    رأس الأطباء: أتحسبينه يرضى يا مولاتي؟
    الملكة – أنا أحمله على ذلك.
    رأس الأطباء – (يلتفت إلى صوت قريب) ها هو ذا الملك قادم.
    الملكة – (تشير إلى رأس الأطباء و كبير الكهان) اتركانا وحدنا.
    ( يخرجان و يتركان الملكة تتأهب لملاقاة الملك).
    الملك – (يراها فيقف بغتة في مكانه) أنت هنا؟
    الملكة – (تنظر إليه ملياً) نعم.
    الملك – لماذا تنظرين إليّ هذه النظرات؟
    الملكة – (تنظر إليه و تهمس متوسلة) أيتها المعجزات!
    الملك – (يتأملها في حزن) ويلى! إن قلبي يتمزق. لو تعلمين مقدار ألمي أيتها العزيزة.
    الملكة – (تحدق في وجهه) لماذا؟
    الملك – لماذا؟ نعم أنت لا تعرفين. هذا الرأس الجميل لا يمكن الآن أن يعرف.
    الملكة – ما الذي يؤلمك أنت؟
    الملك – (ينظر إليها ملياً) يؤلمني … هل استطيع أن أقول؟ هذا فوق ما احتمل.
    الملكة – (كالدهشة) إنك تشعر بالنازلة؟
    الملك – أتسأليني؟! و أى شعور!
    الملكة – (في استغراب) هذا غريب.
    الملك – واحزناه!
    الملكة – (تتأمله لحظة في إشفاق ثم تجذبه) تعال أيها الوزير اجلس إلى جانبي على هذا الفراش و لا تحزن كل هذا الحزن. لقد آن لهذا الشر أن يزول عنا.
    الملك – ماذا تقولين؟!
    الملكة – نعم ثق أنه سيزول.
    الملك – (يتأملها بدهشاً) إنك تحسين ما حدث؟!
    الملكة – كيف لا أحس أيها العزيز وهو يملأ نفسي أسى.
    الملك – (ينظر إليها ملياً) هذا عجيب!
    الملكة – لماذا تنظر إليّ هذه النظرات!
    الملك – (متوسلاً في إشفاق) أيتها السماء!
    الملكة – تدعو السماء؟ لقد استجابت السماء!
    الملك – ماذا أسمع ..؟
    الملكة – (في فرح) لقد وجدنا الدواء.
    الملك – وجدتم الدواء؟ متى؟!
    الملكة – (في فرح) اليوم.
    الملك – (في حرارة) وافرحتاه!..
    الملكة – نعم وافرحتاه! إنما ينبغي لك أن تصغى إلى ما أقول و أن تعمل بما أنصح لك به. يجب عليك أن تقلع من فورك عن شرب النبيذ و أن تشرب من ماء النهر.
    الملك – (ينظر إليها و قد عاد إلى يأسه و حزنه) ماء النهر!
    الملكة – (بقوة) نعم.
    الملك – (كالمخاطب نفسه) ويحي أنا الذي حسب السماء قد استجابت!!
    الملكة – (في قوة) اصغ إليّ و اعملِ بما أقول.
    الملك – (ينظر إليها ملياً في يأس) إني لأرى الأمر يزداد في كل يوم شراً. و هل يخطر لي على بال أنها تتكلم مثل هذا الكلام و أن ما بها يبلغ هذا.. ويلاه! لابد من إنقاذها… لابد من إنقاذها. كاد يذهب من رأسي العقل (يخرج سريعاً): أيها الوزير! عليّ بالوزير!
    الملكة – (كالمخاطبة لنفسها في حزن و إطراق) صدق رأس الأطباء. أن الأمر لأعسر مما .. (تتنهد و تخرج)
    الوزير – (يدخل من باب آخر متغير الوجه) مولاي! مولاي!
    الملك – (يعود أدراجه) أيها الوزير!
    الوزير – جئتك بخبر هائل.
    الملك – (في رجفة) ماذا أيضاً؟
    الوزير – أتدري ما يقول الناس عنا؟
    الملك – أي ناس؟
    الوزير – المجانين.
    الملك – ماذا يقولون؟
    الوزير – يزعمون أنهم هم العقلاء و أن الملك و الوزير هما المصابان…
    الملك – صه! من قال هذا الهراء؟
    الوزير – تلك عقيدتهم الآن.
    الملك – (في تهكم حزين) نحن المصابان و هم العقلاء!..
    أيتها السماء رحماك! إنهم لا يشعرون أنهم قد جنوا.
    الوزير – صدقت
    الملك – يخيل إليّ أن المجنون لا يشعر أنه مجنون.
    الوزير – هذا ما أرى.
    الملك – إن الملكة واحسرتاه كانت تحادثني الآن و كأنها تعقل ما تقول. بل لقد كانت تبدي لي الحزن و تسدي إليّ النصح.
    الوزير – نعم، نعم. كذلك صنع بي كل من قابلت من رجال القصر و أهل المدينة.
    الملك – أيتها السماء رفقاً بهم!
    الوزير – (في تردد) و بنا.
    الملك – (متسائلاً في دهش) و بنا؟!
    الوزير – مولاي! إني أريد أن أقول شيئاً.
    الملك – (في خوف) تقول ماذا؟
    الوزير – إني كدت أرى ..
    الملك – (في خوف) ترى ماذا؟

    الوزير – أنهم … شيء.
    الملك – من هم؟!
    الوزير – الناس ، المجانين ، إنهم يرموننا بالجنون. و يتهامسون علينا و يتآمرون بنا ، و مهما يكن من أمرهم و أمر عقلهم فإن الغلبة لهم ، بل إنهم هم و حدهم الذين يملكون الفصل بين العقل و الجنون. لأنهم هم البحر و ما نحن إلا حبتان من رمل. أتسمع مني نصحاً يا مولاي؟
    الملك – أعرف ما تريد أن تقول.
    الوزير – نعم ، هلم نصنع مثلهم و نشرب من ماء النهر!
    الملك – (ينظر إلى الوزير ملياً) أيها المسكين! إنك قد شربت! أرى شعاعاً من الجنون يلمع في عينيك.
    الوزير – كلا لم أفعل بعد.
    الملك – أصدقني القول.
    الوزير – (في قوة) أصدقك القول، إني سأشرب و قد أزمعت أن أصير مجنوناً مثل بقية الناس. إني أضيق ذرعاً بهذا العقل بينهم.
    الملك – تطفىء من رأسك نور العقل بيديك!
    الوزير – نور العقل! ما قيمة نور العقل في وسط مملكة من المجانين! ثق أنا لو أصررنا على ما نحن فيه لا نأمن أن يثبت علينا هؤلاء القوم. إني لأرى في عيونهم فتنة تضطرم ، و أرى أنهم لن يلبثوا حتى يصيحوا في الطرقات: > الملك ووزيره قد جنا ، فلنخلع المجنونين!<
    الملك – و لكنا لسنا بمجنونين!
    الوزير – كيف نعلم؟!
    الملك – ويحك! أتقول جداً؟
    الوزير – إنك قد قلتها الساعة يا مولاى! أن المجنون لا يشعر أنه مجنون.
    الملك – (صائحاً) و لكني عاقل و هؤلاء الناس مجانين!
    الوزير – هم أيضاً يزعمون هذا الزعم.
    الملك – و أنت، ألا تعتقد في صحة عقلي؟
    الوزير – عقيدتي فيك وحدها ما نفعها؟ إن شهادة مجنون لمجنون لاتغني شيئاً.
    الملك – و لكنك تعرف أني لم أشرب قط من ماء النهر.
    الوزير – أعرف.
    الملك – و أني قد سلمت من الجنون لأني لم أشرب، و أصيب الناس لأنهم شربوا.
    الوزير – هم يقولون بأنهم إنما سلموا هم من الجنون لأنهم شربوا و أن الملك إنما جُنّ لأنه لم يشرب.
    الملك – عجباً! إنها لصفاقة وجه.
    الوزير – هذا قولهم و هم المصدقون، و أما أنت فلن تجد واحداً يصدقك!
    الملك – أهكذا يستطيعون أيضاً أن يجترئوا على الحق؟!
    الوزير – الحق؟! (يخفي ضحكة)
    الملك – أتضحك؟!
    الوزير – إن هذه الكلمة منا في هذا الموقف غريبة.
    الملك – (في رجفة) لماذا؟
    الوزير – الحق و العقل و الفضيلة ، كلمات أصبحت ملكاً لهؤلاء الناس أيضاً. و هم وحدهم أصحابها الآن.
    الملك – و أنا؟
    الوزير – أنت بمفردك لا تملك منها شيئاً.
    (الملك يطرق في تفكير و صمت)
    الملك – (يرفع رأسه أخيراً) صدقت إني أرى حياتي لا يمكن أن تدوم على هذا النحو.
    الوزير – أجل يا مولاي. و أنه لمن الخير لك أن تعيش مع الملكة و الناس في تفاهم و صفاء ، و لو منحت عقلك من أجل ذلك ثمناً!
    الملك – (في تفكير) نعم إن في هذا كل الخير لي. إن الجنون يعطيني رغد العيش مع الملكة و الناس كما تقول. و أما العقل فماذا يعطيني!
    الوزير – لاشيء. إنه يجعلك منبوذا من الجميع، مجنوناً في نظر الجميع!
    الملك – إذن فمن الجنون أن لا أختار الجنون.
    الوزير – هذا عين ما أقول.
    الملك – بل إنه لمن العقل أن أوثر الجنون.
    الوزير – هذا لا ريب عندي فيه.
    الملك – ما الفرق إذن بين العقل و الجنون!
    الوزير – (و قد بوغت) انتظر… (يفكر لحظة) لست أتبين فرقاً!
    الملك – (في عجلة) عليّ بكأس من ماء النهر!


    The River of Madness

    A One-scene Play
    Setting: A Palace in a time long ago: the King and his Vizier alone

    King: What you are telling me is horrible!
    Vizier: It is Fate, Your Majesty.
    King: [surprised and shocked] The Queen as well?
    Vizier: [Thinking] Oh grief!
    King: Did she also drink from the River?
    Vizier: As did all the residents of the Kingdom.
    King: Where did you see the Queen?
    Vizier: In the Palace Garden.
    King: As if this disaster was not bad enough already!
    Vizier: Your Majesty warned her not to approach the River and advised her to drink wine, but that is Fate!
    King: Tell me, how do you know that she drank from the River?
    Vizier: Her looks, her movements.
    King: Did she talk to you?
    Vizier: When I approached her, she stepped away in semi-fear. Her maidservants did the same, and started whispering and looking at me just like mad people.
    King: [As if talking to himself] I saw all this in my dream!
    Vizier: O Heaven, have mercy on us!
    King: Yes, I have seen all this with my own eyes.

    [Silence]

    Vizier: When will there be an end to Heaven’s wrath on this River?
    King: Who knows?
    Vizier: Did Your Highness not see any sign of deliverance in that horrible dream?
    King: [Trying to remember] I do not remember.
    Vizier: Try to remember, Your Majesty.
    King: [Trying to remember] I cannot recall any more than what I have told you. First I saw the River in the colour of the dawn.
    Then, without warning, I saw black serpents descending from the sky, squirting their venom into the River, turning it into the colour of the night. Someone shouted, “Beware, from now on, do not drink from the River of Madness”.
    Vizier: Oh grief!
    King: Also, I saw all the people drinking from the River.
    Vizier: Except two.
    King: You and me.
    Vizier: Oh, what joy!
    King: Why are you joyful, man?
    Vizier: [Remembering the serious situation] Forgive me, Your Highness. I am extremely sad. I wish I could save the Queen.
    King: This is extremely dangerous talk. I wish you could at least find her a medicine… It saddens me to see her losing her fine mind that lightens the Kingdom’s sky.
    Vizier: Indeed, she is like the Sun in the Kingdom’s sky.
    King: Yes, you are always repeating what I say but you do nothing. Bring me the Chief Doctor!
    Vizier: The Chief Doctor?
    King: Yes, he might heal her.
    Vizier: Your Majesty has forgotten that the Chief Doctor also went.
    King: Went where?
    Vizier: He also drank from the River.
    King: Oh, what a calamity!
    Vizier: I saw him with the Queen, his looks and movements had changed and every time he saw me, he shook his head weirdly.
    King: [Shocked] The Chief Doctor has gone mad?
    Vizier: Yes.
    King: He was the genius of his generation. What a great loss that such a man has gone mad.
    Vizier: Particularly at the time we desperately need his knowledge and skills.
    King: Now there is only one person in our Kingdom who can help us out.
    Vizier: Who is that, Your Majesty?
    King: The Head Priest.
    Vizier: Alas!
    King: What?
    Vizier: He was one of them, Your Highness.
    King: What are you saying? One of them?
    Vizier: Yes, one of them.
    King: It is really a serious matter that even the Head Priest has gone mad. He was the wisest and the most far-sighted and righteous man with the firmest faith and purest heart.
    Vizier: It is Fate, Your Majesty. Have I not said it was Fate that has befallen us?
    King: Indeed, it is an utter catastrophe that is un-heard of in both history and myth: the entire population of the Kingdom has been struck by madness, except the King and the Vizier!
    Vizier: [Raising his head] Heaven’s mercy!
    King: Listen, Vizier. Heaven that loved us exclusively and preserved for us the blessing of sanity will undoubtedly answer our prayers. Let us go to the Palace Temple to pray and beg for healing for the Queen and the people. This is our last resort.
    Vizier: Yes, Your Majesty. Heaven is the best and last resort for us.

    [The King and the Vizier leave from one of the doors]
    [The Queen, the Chief Doctor, and the Head Priest enter from another door]

    Queen: This is indeed a serious situation!
    Chief Doctor and Head Priest [Together]: Certainly! It is a terrible tribulation!
    Queen [To the Chief Doctor]: Is there no medication that would restore the sanity of those two poor men?
    Chief Doctor: O Queen, it is too difficult for me.
    Queen: Do think, Chief Doctor.
    Chief Doctor: I have thought long and hard, Your Majesty. What befell them exceeds my knowledge.
    Queen: So, should I give up hope for my husband’s recovery?
    Chief Doctor: No, do not give up hope, Your Majesty. Sometimes miracles that surpass the knowledge of doctors come down from Heaven.
    Queen: When do those miracles come down?
    Chief Doctor: Who knows, Your Majesty?
    Queen: O Head Priest, bring one down for me now, now, now!
    Head Priest: Who told you that I could bring down anything from Heaven?
    Queen: Is that not your speciality?
    Head Priest: Your Majesty, Heaven is not like palm trees from which you can get as many dates as you want.
    Queen: So, can you not do anything? I am a wife who loves her husband. I am a woman who wants to save her man. Save my husband. Save him!
    Chief Doctor: Be patient, Your Majesty.
    Head Priest: Let the Queen speak! She is right. She is lamenting a kind husband. Also, if the people knew about it, they would weep for such a wise and resolute King.
    Queen: Beware of letting people know about it.
    Head Priest: We are more silent than the grave, Your Majesty, but I fear the consequences. No matter how hard we try to conceal the truth, it will be revealed one day. There is no problem more serious than the people knowing that the King and the Vizier…
    Queen: Hush! This is dreadful!
    Head Priest: Absolutely, this is terrible and very serious.
    Queen: What is the solution? Do not lose hope for this situation. Do something. I am certainly going to lose my mind if this situation does not change.
    Head Priest: I wish I could understand what is going on in the King’s head.
    Queen: When he mentions the River, he gets agitated – claiming that its water is poisoned.
    Head Priest: So, what does he drink?
    Queen: Wine. Nothing but wine.
    Chief Doctor: Yes, wine. I reckon that addiction has affected his mind.
    Queen: If you are right about his illness, then the cure is easy. We keep wine away from him.
    Chief Doctor: What will he drink then?
    Queen: The River water.
    Chief Doctor: Do you think he will agree, Your Majesty?
    Queen: I will make him agree.
    Chief Doctor: [Turning around. Hearing a nearby voice] The King is coming.
    Queen: [Pointing at the Chief Doctor and the Head Priest]: Leave us alone.

    [They exit, leaving the Queen to prepare herself to meet the King]

    King: [He notices the Queen and suddenly s] You are here?
    Queen: [looking long at him] Yes.
    King: Why are you staring at me?
    Queen: [Looking at him and whispering] Oh, Heaven!
    King: [Looking at her pathetically] Woe! My heart is torn up. I wish you could know how much I am hurt, my dear.
    Queen: [Staring him in the face] Why?
    King: Why? Oh yes, you do not know. Your beautiful head cannot realise it now.
    Queen: What hurts you?
    King: Hurts me? Can I say…? I cannot stand this.
    Queen: [Semi-amazed] Are you feeling ill?
    King: Are you asking me? And what feeling?
    Queen: [Astonished] This is weird.
    King: Alas!
    Queen: [She looks at him with compassion and then takes hold of him] Come my dear and sit beside me on this bed and do not be so sad. It is time for this evil to go away.
    King: [Surprised] What are you saying?
    Queen: Yes, I assure you that it will go away.
    King: [Looking at her in surprise] You realise what has happened?
    Queen: Of course I do, my dear, and it has filled my heart with sorrow.
    King: [Looking long at her] This is weird.
    Queen: Why are you staring at me?
    King: [Beseeching compassionately] Oh, Heaven!
    Queen: Are you calling on Heaven? Heaven has responded!
    King: What are you saying?
    Queen: [Joyfully] We have found the cure.
    King: Found the cure? When?
    Queen: [Joyfully] Today.
    King: [Passionately] Hooray!
    Queen: Yes, hooray! But you have to listen to what I say and do what I advise. You must stop drinking wine from now on and drink the River water instead!
    King: [Looking at her and again stricken with despair and sadness] The River water?
    Queen: [Strongly] Yes.
    King: [As if addressing himself] Woe unto me. I thought Heaven had answered my prayers!
    Queen: [Strongly] Listen to me carefully and do what I tell you.
    King: [Looking long at her despairingly. Talking to himself] I can see it is getting more evil, day by day. I did not imagine that she would talk in such a way and that her condition had got worse. Woe! She must be saved… She must be saved. I am about to lose my mind. [The King rushes out]: O Vizier! Bring me the Vizier!
    Queen: [As if talking to herself in sadness and silence] The Chief Doctor was right; the situation is more difficult than…

    [The Queen sighs and exits]

    Vizier: [Entering from another door, with his face changed] Your Majesty! Your Highness!
    King: [Coming back] O Vizier!
    Vizier: I have a dreadful piece of news.
    King: [Trembling] What else?
    Vizier: Do you know what the people are saying about us?
    King: What people?
    Vizier: The mad ones.
    King: What are they saying?
    Vizier: They claim that they are sane and that the King and the Vizier are insane …
    King: Hush! Who talked this nonsense?
    Vizier: That’s their belief now.
    King: [Being sarcastic in a sad tone] We are insane and they are sane! Oh Heaven, have mercy! They do not think that it is they who went mad.
    Vizier: You are right!
    King: I imagine that the mad do not realise that they are mad.
    Vizier: I see that.
    King: Alas! The Queen has just been talking to me as if she understood what she was saying. She even showed sadness and gave me advice.
    Vizier: Yes, yes. That is what the people in the Palace and the Kingdom did with me when I met them.
    King: O Heaven, have mercy on them!
    Vizier: [Hesitatingly] And on us.
    King: [Asking astonishingly] And on us?
    Vizier: Your Majesty! I want to say something.
    King: [In fear] Say what?
    Vizier: I was about to see…
    King: [In fear] See what?
    Vizier: We should not belittle them.
    King: Who are they?
    Vizier: The mad. They are accusing us of madness. They are whispering and conspiring against us. No matter what their state of mind, they will triumph. Even they alone can distinguish between sanity and insanity. That is because they are huge like the sea, whereas we are nothing but two grains of sand. Would you take my advice, Your Majesty?
    King: I know what you want to say.
    Vizier: Yes, let us drink from the River like them.
    King: [Looking long at the Vizier] O poor Vizier! You have already drunk! I can see a streak of madness shining in your eyes.
    Vizier: No, I have not drunk yet.
    King: Speak honestly.
    Vizier: [Strongly] I am being honest with you. I will drink because I have decided to be mad like the rest of the people. I cannot bear my sanity among them.
    King: You want to switch off your light of sanity by your own hands!
    Vizier: Light of sanity! What is its benefit in a kingdom of mad people! You can be sure that if we insist on staying like this, we cannot guarantee that those people will tolerate us. I see dissension kindling in their eyes. Soon, they will take to the streets shouting, ‘The King and his Vizier have gone mad. Let us depose the mad ones’.
    King: But we are not mad!
    Vizier: How do we know?
    King: Woe unto you! Are you speaking seriously?
    Vizier: You have said it earlier, Your Majesty! The mad do not realise that they are mad.
    King: [Shouting] But I am mentally sound and those people are mad!
    Vizier: They also claim the same thing.
    King: And you, do not you believe that I am in possession of all my faculties?
    Vizier: What is the point in me alone believing you? The testimony of a mad person for a mad person cannot change anything.
    King: But you know that I have never drunk from the River.
    Vizier: I know.
    King: And that I am not mad because I did not drink. The people went mad because they drank.
    Vizier: They say that they did not go mad because they drank and that the King went mad because he did not drink.
    King: How odd! That is impertinence.
    Vizier: That is what they say and they are believed, but you will not find anybody believing you!
    King: [Surprised] How can they explicitly deny the truth?
    Vizier: Truth? [Suppressing a laugh]
    King: Are you laughing?
    Vizier: For us to use this word in this situation is odd.
    King: [Trembling] Why?
    Vizier: Truth, sanity and virtue are also words that can be used by those people. They are the only owners of those words now.
    King: And I?
    Vizier: You alone do not have any of them.
    [The King thinking silently]
    King: [Finally he lifts his head] You are right. My life cannot continue like this.
    Vizier: Yes indeed, Your Majesty. It is good for you to live with the Queen and the people in peace and harmony, even if your sanity is the price you pay for it!
    King: [Thinking] Yes, it is very good for me. Madness will give me a life of comfort with the Queen and the people as you say. What would sanity give me?
    Vizier: Nothing. It would make you ostracised and viewed as mad by all the people!
    King: So, it is mad not to choose madness.
    Vizier: That is exactly what I am saying.
    King: It is even rational to prefer madness.
    Vizier: Absolutely.
    King: What is the difference between sanity and madness?
    Vizier: [Surprised] Wait… [Thinking for a moment] I cannot see the difference!
    King: [In a hurry] Bring me a glass of water from the River!

    الونشريسالونشريسالونشريس الونشريسالونشريسالونشريسالونشريسالونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.