تخطى إلى المحتوى

تفسير سورة المدثر 2024

تفسير سورة المدثر
بسم الله الرحمن الرحيم

الآيات 1 ـ 7

)يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْ فَأَنذِرْ *وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ *وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ *وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ *وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ *وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ )

أول ما نزل من القرآن بعد انقطاع الوحى فترة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثم فتر الوحى عنى فترة ، فبينا أنا أمشى سمعت صوتا من السماء فرفعت بصرى قبل السماء ، فإذا الملك الذى جاءنى قاعد على كرسى بين السماء والأرض ، فجثثت منه فرقا حتى هويت إلى الأرض ، فجئت أهلى فقلت لهم : زملونى زملونى ، فزملونى ، فأنزل الله (يا أيها المدثر … )

ينادى الله رسوله ويقول له:
قم وأنذر الناس
وعظم الله ( وربك فكبر )
وطهر ثيابك ولا تلبسها عن معصية وطهرها من الذنوب وأصلح عملك واغسلها بالماء واجعلها من مكسب حلال ( وثيابك فطهر )
واترك المعصية ( والرجز فاهجر )
ولا تعط العطية وترغب فى أكثر منها ( ولا تمنن تستكثر )
واصبر على أذى المشركين من أجل الله ( ولربك فاصبر )

الآيات 8 ـ 10

(فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ *فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ *عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ )

الناقور : الصور
فعند نفخ إسرافيل فى الصور سيكون هذا يوم صعب شديد على الكافرين غير سهل … ويتوعد الله بذلك الكافرين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ ؟ "
فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما تأمرنا يا رسول الله ؟
قال : " قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا "

الآيات 11 ـ 30

(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا *وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَّمْدُودًا *وَبَنِينَ شُهُودًا *وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا *ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ *كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا *سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا *إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ *فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ *ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ *ثُمَّ نَظَرَ *ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ *ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ *فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ *إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ *سَأُصْلِيهِ سَقَرَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ *لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ *لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ *عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ )

نزلت هذه الآيات فى الوليد بن المغيرة وكان من كبار القوم وأغنياءهم عندما سأله الكفار عن رأيه فى محمد والقرآن ويشرح ما بدا من سلوكه بعد أن كاد ينطق بالحق ولكنه تراجع خوفا من قومه وقال إن هذا سحر يقوله محمد
يقول فيه الله تعالى :

يقول متوعدا له ( ذرنى ومن خلقت وحيدا ) : دعنى وهذا الجاحد الذى خرج من بطن أمه وحده لا مال ولا ولد
( وجعلت له مالا ممدودا ) : ورزقته مالا كثيرا
( وبنين شهودا ) : وأولادا لا يغيبون عنه … لا يسافرون بالتجارة بل حضور عنده وأجراءهم هم الذين يقومون بذلك وهم قعود بجوار أبيهم يشاهدهم ويتمتع بهم
( ومهدت له تمهيدا ) : مكنته من صنوف المال والولد والنساء والأثاث
( ثم يطمع أن أزيد * كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ) : ويطمع فى عطاء أكثر وكان معاندا كافرا بالرغم من علمه

( سأرهقه صعودا ) : سأعذبه حتى يجد المشقة من العذاب
( إنه فكر وقدّر ) : عندما سؤل عن القرآن فكر ثم تمهل قبل أن ينطق
ويدعو الله عليه ( فقتل كيف قدر )
( ثم نظر ) : أعاد التروى والنظر
( ثم عبس ) : قبض بين عينيه وقطب حاجبيه
( وبسر ) : كلح وجهه وكره
( ثم أدبر واستكبر ) : عاد عن الحق بعد أن ظنه استكبارا عن الإنقياد للقرآن
( فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ) : قال هذا سحر ينقله محمد يحكوه عن من هم قبله
( إن هذا إلا قول البشر ) : ليس بكلام الله ولكنه كلام الإنسان

( سأصليه سقر ) : سأغمره فى جهنم من جميع الجهات
( وما أدراك ما سقر ) : يا لها من عظيمة وشديدة
( لا تبقى ولا تذر ) : تأكل كل شئ منه لحمه وعظامه وجلده ولا يموت ولا يحيى
( لواحة للبشر ) : تزيل الجلود
( عليها تسعة عشر ) : على جهنم تسعة عشر من الملائكة العظام غليظة خلقهم

الآية 31

(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ )

وهذا رد على أبو جهل فقدقال للمشركين : يا معشر قريش أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم ؟
فرد اللهيقول أنه جعل خزنة جهنم ملائكة غلاظ شداد لا يقاومون ولا يغالبون
ويقول سبحانه أنه جعل عدتهم تسعة عشر اختبارا للناس ليعلموا أن الرسول حق لأنه نطق بما هو موجود فى كتبهم وليتأكد المؤمنون بصدق نبيهم ويزدادوا إيمانا
أما الكافرون يقولون وما الحكمة فى ذلك هنا ؟
وبذلك يضل الله من فى قلوبهم شك ويهدى ويؤكد إيمان من آمن
ثم يقول أن جنود الله كثيرون حتى لا يتوهم أحد أن هؤلاء فقط هم جنود الله كما فعل فلاسفة اليونان والشيعة لهم فأخذوا بدء الآية وتركوا باقيها

الآيات 32 ـ 37

( كَلاَّ وَالْقَمَرِ *وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ *وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ *إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ *نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ *لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ )

ويقسم الله بالقمر فى الليل ، ثم إذا ولّى الليل وأشرق الصباح أن النار إحدى العظائم لينذر بها الناس لمن أراد أن يقبل النذارة ويهتدى للحق ولمن يتأخر عنها ويبتعد عنها

الآيات 38 ـ 48

(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ *إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ *فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ *عَنِ الْمُجْرِمِينَ *مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ *قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ *وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ *وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ *حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ *فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ )

وكل نفس معتقلة بعملها يوم القيامة
إلا المؤمنين فهم فى جناتهم يسألون عن المجرمين ما سبب وجودكم فى الجحيم

فيردون عليهم يقولون :
ما عبدنا الله ( لم نك من المصلين )
ولم نحسن إلى خلقه ( لم نك نطعم المسكين )
وكنا نتكلم فيما لا نعلم مع من يتكلمون
وكنا نكذب بالقيامة حتى آتانا الموت ( اليقين )
والآن لا تنفعهم الشفاعة مهما تشفع لهم أحد

الآيات 49 ـ 56

(فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ *كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ *فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً *كَلاَّ بَل لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ *كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ *فَمَن شَاء ذَكَرَهُ *وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ )

ثم يقول تعالى :
ما لهؤلاء الكفرة مهما تدعوهم يعرضوا
مثلهم كمثل الحمير التى تهرب من أسد ( قسورة )
هل يريد كل واحد منهم تنزل له كتب مخصصة له
إنما أفسدهم عدم إيمانهم بالآخرة والقيامة
حقا إن القرآن تذكرة لهم
فمن خاف يتعظ
وما يهتدون بأنفسهم ولكن الله يهدى من يستحق الهداية
فالله أهل أن يخاف منه وأهل أن يغفر لمن تاب ورجع إليه .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .

    تسلم حبي وجزاك الله الجنة

    الحمد الله على نعمة الإسلام وصلى اللهم وسلم على محمد وآهله وصحبه وسلم
    بارك الله فييك

    بارك الله فيكى

    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.