تخطى إلى المحتوى

تفسير ما تيسر من سورة الجمعة .تفسير الآيات 2) 2024

الونشريس
تفسير ما تيسر من سورة الجمعة
.تفسير الآيات (1- 2)

الونشريس

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) }

الونشريس
.شرح الكلمات:

الونشريس

{سبح لله ما في السموات وما في الأرض}: أي ينزه الله تعالى عما لا يليق به ما في السموات وما في الأرض من سائر الكائنات بلسان القال والحال، ولم يقل (من) بدل (ما) تغليباً لغير العاقل لكثرته علي العاقل.
{في الأميين}: أي العرب لندرة من كان يقرأ منهم ويكتب.
{رسولاً منهم}: أي محمداً صلى الله عليه وسلم إذ هو عربي قرشي هاشمي.
{ويزكيهم}: أي يطهرهم أرواحاً واخلاقاً.
{ويعلمهم الكتاب والحكمة}: أي هدى الكتاب وأسرار هدايته.
{وان كانوا من قبل لفى ضلال مبين}: أي وإن كانوا من قبل بعثة الرسول في ضلال الشرك والجاهلية. الجزائرى
الونشريس
. معنى الآيات:

الونشريس

( 1 ) ينزِّه الله تعالى عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما في الأرض، وهو وحده المالك لكل شيء، المتصرف فيه بلا منازع، المنزَّه عن كل نقص، العزيز الذي لا يغالَب، الحكيم في تدبيره وصنعه.

( 2 ) الله سبحانه هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون، ولا كتاب عندهم ولا أثر رسالة لديهم، رسولا منهم إلى الناس جميعًا، يقرأ عليهم القرآن، ويطهرهم من العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة، ويعلِّمهم القرآن والسنة، إنهم كانوا من قبل بعثته لفي انحراف واضح عن الحق. وأرسله سبحانه إلى قوم آخرين لم يجيئوا بعدُ، وسيجيئون من العرب ومن غيرهم. والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء، الحكيم في أقواله وأفعاله. التفسير الميسر

__وقوله : ( القدوس ) من التقديس بمعنى والتطهير وغير ذلك من صفات الكمال .

أى : أن التسبيح : نفى ما لا يليق بذاته – تعالى – ، والتقديس : إثبات ما يليق بجلاله – سبحانه – والمعنى : ينزه الله – تعالى – ويبعده عن كل نقص ، جميع ما فى السموات ، وجميع ما فى الأرض من مخلوقات ، فهو – سبحانه – ( الملك ) أى : المدبر لشئون هذا الكون ، المتصرف فيه تصرف المالك فيما يملكه . ( القدوس ) أى : البليغ فى الطهارة وفى التنزه عن كل نقص ، من القُدْس – ضم القاف وسكون الدال – بمعنى الطهر ، وأصله القَدَس – بفتح القاف والدال – وهو الإناء الذى يكون فيه ما يتطهر به ، ومنه القادوس وهو إناء معروف .

( العزيز ) الذى لا يغلبه غالب ( الحكيم ) فى كل أقواله وأفعاله وتصرفاته . الطنطاوى. .

_يسبح لله كلّ ما في السموات السبع، وكل ما في الأرضين من خلقه، ويعظمه طوعًا وكرهًا …. الطبرى

الونشريس
فى ظلال الآيات:
مقدمة وتمهيد

الونشريس

1- سورة «الجمعة» من السور المدنية الخالصة.

2_قد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقرؤها في صلاة الجمعة، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس- رضى الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة «الجمعة والمنافقون» .
الطنطاوى.

الونشريس

*نزلت هذه السورة بعد سورة "الصف" السابقة . وهي تعالج الموضوع الذي عالجته سورة الصف , ولكن من جانب آخر , وبأسلوب آخر , وبمؤثرات جديدة .

*إنها تعالج أن تقر في أخلاد الجماعة المسلمة في المدينة أنها هي المختارة أخيرا لحمل أمانة العقيدة الإيمانية ;

*وأن هذا فضل من الله عليها ; وأن بعثة الرسول الأخير في الأميين – وهم العرب – منة كبرى تستحق الالتفات والشكر , وتقتضي كذلك تكاليف تنهض بها المجموعة التي استجابت للرسول , واحتملت الأمانة ; وأنها موصولة على الزمان غير مقطوعة ولا منبتة , فقد قدر الله أن تنمو هذه البذرة وتمتد . بعدما نكل بنو إسرائيل عن حمل هذه الأمانة وانقطعت صلتهم بأمانة السماء ; وأصبحوا يحملون التوراة كالحمار يحمل أسفارا , ولا وظيفة له في إدراكها , ولا مشاركة له في أمرها !

*تلك هي الحقيقة الرئيسية التي تعالج السورة إقرارها في قلوب المسلمين . من كان منهم في المدينة يومذاك على وجه الخصوص , وهم الذين ناط الله بهم تحقيق المنهج الإسلامي في صورة واقعة . ومن يأتي بعدهم ممن أشارت إليهم السورة , وضمتهم إلى السلسلة الممتدة على الزمان .

*وفي الوقت ذاته تعالج السورة بعض الحالات الواقعة في تلك الجماعة الأولى ، في أثناء عملية البناء النفسي العسيرة المتطاولة الدقيقة . وتخلصها من الجواذب المعوقة من الحرص والرغبة العاجلة في الربح , وموروثات البيئة والعرف . وبخاصة حب المال وأسبابه الملهية عن الأمانة الكبرى , والاستعداد النفسي لها . وتشير إلى حادث معين . حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبهم في المسجد للجمعة حين حضرت قافلة من قوافلهم التجارية ; فما إن أعلن نبأ قدومها حتى انفض المستمعون منصرفين إلى التجارة واللهو الذي كانت القافلة تحاط به – على عادة الجاهلية – من ضرب بالدفوف وحداء وهيصة ! وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما .

فيما عدا اثني عشر من الراسخين فيهم أبو بكر وعمر بقوا يستمعون ! كما تذكر الروايات , التي قد لا تكون دقيقة من حيث العدد , ولكنها ثابتة من حيث وقوع هذه الحركة من عدد من الحاضرين اقتضى التنبيه إليها في القرآن الكريم .

*وهي حادثة تكشف بذاتها عن مدى الجهد الذي بذل في تربية تلك الجماعة الأولى حتى انتهت إلى ما انتهت إليه ; وحتى صارت ذلك النموذج الفريد في تاريخ الإسلام وفي تاريخ البشرية جميعا .

*وتلهمنا الصبر على مشقة بناء النفوس في أي جيل من الأجيال , لتكوين الجماعة المسلمة التي تنهض بحمل أمانة هذه العقيدة , وتحاول تحقيقها في عالم الواقع كما حققتها الجماعة الأولى .

*وفي السورة مباهلة مع اليهود , بدعوتهم إلى تمني الموت للمبطلين من الفريقين وذلك ردا على دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس , وأنهم شعب الله المختار , وأن بعثة الرسول في غيرهم لا تكون ! كما كانوا يدعون ! مع جزم القرآن بأنهم لن يقبلوا هذه المباهلة التي دعوا إليها فنكلوا عنها لشعورهم ببطلان دعواهم .

*وتعقب السورة على هذا بتقرير حقيقة الموت الذي يفرون منه , وأنه ملاقيهم مهما فروا , وأنهم مردودون إلى عالم الغيب والشهادة فمنبئهم بما كانوا يعملون . . وهو تقرير لا يخص اليهود وحدهم , إنما يلقيه القرآن ويدعه يفعل فعله في نفوس المؤمنين كذلك . فهذه الحقيقة لا بد أن تستقر في نفوس حملة أمانة الله في الأرض , لينهضوا بتكاليفها وهم يعرفون الطريق !

هذا هو اتجاه السورة , وهو قريب من اتجاه سورة الصف قبلها , مع تميز كل منهما بالجانب الذي تعالجه , وبالأسلوب الذي تأخذ القلوب به , والظلال التي تلقيها هذه وتلك في الإتجاه الواحد العام . فلننظر كيف يتناول الأسلوب القرآني هذا الاتجاه

الونشريس

الدرس الأول:1 تسبيح ما في الوجود لله

(يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض , الملك القدوس العزيز الحكيم). .

*هذا المطلع يقرر حقيقة التسبيح المستمرة من كل ما في الوجود لله ; ويصفه – سبحانه – بصفات ذات علاقة لطيفة بموضوع السورة . السورة التي اسمها "الجمعة " وفيها تعليم عن صلاة الجمعة , وعن التفرغ لذكر الله في وقتها , وترك اللهو والتجارة , وابتغاء ما عند الله وهو خير من اللهو ومن التجارة . ومن ثم تذكرالونشريسالملك). . الذي يملك كل شيء بمناسبة التجارة التي يسارعون إليها ابتغاء الكسب . وتذكر(القدوس)الذي يتقدس ويتنزه ويتوجه إليه بالتقديس والتنزيه كل ما في السماوات والأرض , بمناسبة اللهو الذي ينصرفون إليه عن ذكره . وتذكر(العزيز). . بمناسبة المباهلة التي يدعى إليها اليهود والموت الذي لا بد أن يلاقي الناس جميعا والرجعة إليه والحساب . وتذكر(الحكيم). . بمناسبة اختياره الأميين ليبعث فيهم رسولا يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة . . وكلها مناسبات لطيفة المدخل والاتصال .

الونشريس

الدرس الثاني:2 – 4 مهمة الرسول وطبيعة رسالته وأثره في أمته

ثم يبدأ في موضوع السورة الرئيسي:

(هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم , ويعلمهم الكتاب والحكمة , وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين . وآخرين منهم لما يلحقوا بهم , وهو العزيز الحكيم). .

قيل إن العرب سموا الأميين لأنهم كانوا لا يقرأون ولا يكتبون – في الأعم الأغلب – وروي عن النبي [ ص ] أنه قال:الشهر هكذا وهكذا وهكذا وأشار بأصابعه وقال:" إنا نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب " . . وقيل:إنما سمي من لا يكتب أميا لأنه نسب إلى حال ولادته من الأم , لأن الكتابة إنما تكون بالاستفادة والتعلم .

وربما سموا كذلك كما كان اليهود يقولون عن غيرهم من الأمم:إنهم "جوييم" باللغة العبرية أي أمميون . نسبة إلى الأمم – بوصفهم هم شعب الله المختار وغيرهم هم الأمم ! – والنسبة في العربية إلى المفرد . . أمة . . أميون . وربما كان هذا أقرب بالنسبة إلى موضوع السورة .

ولقد كان اليهود ينتظرون مبعث الرسول الأخير منهم , فيجمعهم بعد فرقة , وينصرهم بعد هزيمة , ويعزهم بعد ذل . وكانوا يستفتحون بهذا على العرب , أي يطلبون الفتح بذلك النبي الأخير .

ولكن حكمة الله اقتضت أن يكون هذا النبي من العرب , من الأميين غير اليهود ; فقد علم الله أن يهود قد فرغ عنصرها من مؤهلات القيادة الجديدة الكاملة للبشرية – كما سيجيء في المقطع التالي في السورة – وأنها زاغت وضلت كما جاء في سورة الصف . وأنها لا تصلح لحمل الأمانة بعدما كان منها في تاريخها الطويل !

وكانت هناك دعوة إبراهيم خليل الرحمن – عليه الصلاة والسلام – تلك الدعوة التي أطلقها في ظل البيت هو وإسماعيل عليه السلام وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل . . ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم , ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم . ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك , ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم . إنك أنت العزيز الحكيم). .

كانت هناك هذه الدعوة من وراء الغيب , ومن وراء القرون , محفوظة عند الله لا تضيع , حتى يجيء موعدها المقدور في علم الله , وفق حكمته ; وحتى تتحقق في وقتها المناسب في قدر الله وتنسيقه , وحتى تؤدي دورها في الكون حسب التدبير الإلهي الذي لا يستقدم معه شيء , ولا يستأخر عن موعده المرسوم .

وتحققت هذه الدعوة – وفق قدر الله وتدبيره – بنصها الذي تعيده السورة هنا لتذكر بحكاية ألفاظ إبراهيم . . (رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة). . كما قال إبراهيم ! حتى صفة الله في دعاء إبراهيم: (إنك أنت العزيز الحكيم)هي ذاتها التي تعقب على التذكير بمنة الله وفضله هنا: (وهو العزيز الحكيم).

*وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه فقال:" دعوة أبي إبراهيم . وبشرى عيسى . ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام " .

الونشريس

(هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). .

والمنة ظاهرة في اختيار الله للأميين ليجعلهم أهل الكتاب المبين ; وليرسل فيهم رسولا منهم , يرتفعون باختياره منهم إلى مقام كريم ; ويخرجهم من أميتهم أو من أمميتهم بتلاوة آيات الله عليهم , وتغيير ما بهم , وتمييزهم على العالمين . .

(ويزكيهم). . وإنها لتزكية وإنه لتطهير ذلك الذي كان يأخذهم به الرسول صلى الله عليه وسلم تطهير للضمير والشعور , وتطهير للعمل والسلوك , وتطهير للحياة الزوجية , وتطهير للحياة الاجتماعية . تطهير ترتفع به النفوس من عقائد الشرك إلى عقيدة التوحيد ; ومن التصورات الباطلة إلى الاعتقاد الصحيح , ومن الأساطير الغامضة إلى اليقين الواضح . وترتفع به من رجس الفوضى الأخلاقية إلى نظافة الخلق الإيماني . ومن دنس الربا والسحت إلى طهارة الكسب الحلال . . إنها تزكية شاملة للفرد والجماعة ولحياة السريرة وحياة الواقع . تزكية ترتفع بالإنسان وتصوراته عن الحياة كلها وعن نفسه ونشأته إلى آفاق النور التي يتصل فيها بربه , ويتعامل مع الملأ الأعلى ; ويحسب في شعوره وعمله حساب ذلك الملأ العلوي الكريم .

الونشريس

(ويعلمهم الكتاب والحكمة). . يعلمهم الكتاب فيصبحون أهل كتاب . ويعلمهم الحكمة فيدركون حقائق الأمور , ويحسنون التقدير , وتلهم أرواحهم صواب الحكم وصواب العمل وهو خير كثير .

(وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). . ضلال الجاهلية التي وصفها جعفر بن أبي طالب لنجاشي الحبشة حين بعثت قريش إليه عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي ربيعة ليكرهاه في المهاجرين من المسلمين , ويشوها موقفهم عنده , فيخرجهم من ضيافته وجيرته . . فقال جعفر:

"أيها الملك . كنا قوما أهل جاهلية . نعبد الأصنام , ونأكل الميتة , ونأتي الفواحش , ونقطع الأرحام , ونسيء الجوار , ويأكل القوي منا الضعيف . . فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا , نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه . فدعانا إلى الله لنوحده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ; وأمرنا بصدق الحديث , وأداء الأمانة , وصلة الرحم , وحسن الجوار , والكف عن المحارم والدماء . ونهانا عن الفواحش وقول الزور , وأكل مال اليتيم , وقذف المحصنات . وأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا , وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام" . . سيد قطب
الونشريس
. من هداية الآيات:

الونشريس

1– تقرير التوحيد.
2- تقرير النبوة المحمدية.
3- بيان فضل الصحابة على غيرهم.
4- شرف الإِيمان والمتابعة للرسول وأصحابه رضي الله عنهم. الجزائرى

الونشريس
المراجع
تفسيرابن جرير الطبرى «جامع البيان في تأويل آي القرآن»
تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم.
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
تفسيرالطنطاوى الوسيط في تفسير القرآن الكريم
الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير

الونشريس

    الونشريس

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الملكة نفرتيتي الونشريس
    الونشريس
    الونشريس
    الونشريس الونشريس

    وبارك فيكِ وأسعدكِ فى الدارين

    الونشريس

    تفسير الآيات (3،4

    وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4

    الونشريس

    .شرح الكلمات:
    {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}: أي وآخرين مؤمنين صالحين لما يلحقوا أي لم يحضروا حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُعلْم الكتابَ والحكمة، وسيلحقون بهم وهم كل من لم يحضر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب والعجم.
    {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}: أي كون الصحابة حازوا فضل السبق هذا فضل يؤتيه من يشاء فلا اعتراض ولكن الرضا وسؤال الله من فضله فإنه ذو فضل عظيم.

    الونشريس
    معنى الآيات

    ( 3 ) الله سبحانه هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون، ولا كتاب عندهم ولا أثر رسالة لديهم، رسولا منهم إلى النَّاس جميعًا، يقرأ عليهم القرآن، ويطهرهم من العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة، ويعلِّمهم القرآن والسنة، إنهم كانوا من قبل بعثته لفي انحراف واضح عن الحق. وأرسله سبحانه إلى قوم آخرين لم يجيئوا بعدُ، وسيجيئون من العرب ومن غيرهم. والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء، الحكيم في أقواله وأفعاله.
    ( 4 ) ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم، في أمة العرب وغيرهم، فضل من الله، يعطيه مَن يشاء من عباده. وهو – وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل.

    الونشريس
    فى ظلال الآيات

    *وقد اختار الله – سبحانه – تلك الأمة البدوية في شبه الجزيرة الصحراوية لتحمل هذا الدين , بما علم في نفوسها وفي ظروفها من قابلية للاستصلاح وذخيرة مرصودة للبذل والعطاء . فأرسل فيهم الرسول يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة . وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين .

    (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم , وهو العزيز الحكيم). .

    قال ابن كثير:
    قال الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله .

    حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسا عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فأنزلت عليه سورة الجمعة : ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) قالوا : من هم يا رسول الله ؟ فلم يراجعهم حتى سئل ثلاثا ، وفينا سلمان الفارسي فوضع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يده على سلمان ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال – أو : رجل – من هؤلاء " .

    ورواه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير من طرق عن ثور بن زيد الديلي ، عن سالم أبي الغيث ، عن أبي هريرة به

    ففي هذا الحديث دليل على أن هذه السورة مدنية ، وعلى عموم بعثته – صلى الله عليه وسلم – إلى جميع الناس ; لأنه فسر قوله : ( وآخرين منهم ) بفارس ولهذا كتب كتبه إلى فارس ، والروم ، وغيرهم من الأمم ، يدعوهم إلى الله عز وجل ، وإلى اتباع ما جاء به ; ولهذا قال مجاهد وغير واحد في قوله : ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) قال : هم الأعاجم ، وكل من صدق النبي – صلى الله عليه وسلم – من غير العرب .

    وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا أبو محمد عيسى بن موسى ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالا ونساء من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب " ثم قرأ : ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) يعني : بقية من بقي من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – .

    وقوله : ( وهو العزيز الحكيم ) أي : ذو العزة والحكمة في شرعه وقدره .

    وإن اختيار الله لأمة أو جماعة أو فرد ليحمل هذه الأمانة الكبرى , وليكون مستودع نور الله وموضع تلقي فيضه , والمركز الذي تتصل فيه السماء بالأرض . . إن اختيار الله هذا لفضل لا يعدله فضل . فضل عظيم يربى على كل ما يبذله المؤمن من نفسه وماله وحياته ; ويربى على متاعب الطريق وآلام الكفاح وشدائد الجهاد .

    والله يذكر الجماعة المسلمة في المدينة , والذين يأتون بعدها الموصولين بها والذين لم يلحقوا بها . يذكرهم هذا الفضل في اختيارهم لهذه الأمانة , ولبعث الرسول فيهم يتلو عليهم الكتاب ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة . ويترك للآتين في أطواء الزمان ذلك الرصيد الضخم من الزاد الإلهي , ومن الأمثلة الواقعية في حياة الجماعة الأولى . يذكرهم هذا الفضل العظيم الذي تصغر إلى جانبه جميع القيم , وجميع النعم ; كما تصغر إلى جانبه جميع التضحيات والآلام . .

    الونشريس
    . من هداية الآيات

    تقرير التوحيد.

    تقرير النبوة المحمدية.
    بيان فضل الصحابة على غيرهم.
    شرف الإِيمان والمتابعة للرسول وأصحابه رضي الله عنهم.

    الونشريس

    ______________________________

    تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم.
    التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
    في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
    تفسيرالطنطاوى الوسيط في تفسير القرآن الكريم
    الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير

    الونشريس
    تفسير ما تيسر من سورة الجمعة

    _تفسير الآيات 5:8_

    مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8

    الونشريس
    .شرح الكلمات
    {حملوا التوراة}: أي كلفوا بالعمل بها عقائد وعبادات وقضاء وآداباً وأخلاقاً {ثم لم يحملوها}: أي لم يعملوا بما فيها، ومن ذلك نعته صلى الله عليه وسلم والأمر بالإِيمان فجحدوا نعته وحرفوه ولم يؤمنوا به وحاربوه.
    {بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله}: أي المصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم هذا المثل الذي ضربه الله لليهود كمثل الحمار يحمل أسفاراً أي كتباً من العلم وهو لا يدرى ما فيها.
    {قل يا أيها الذين هادوا}: أي اليهود المتدينون باليهودية.
    {إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس} أي وأنكم أبناء الله وأحباؤه وأن الجنة خاصة بكم.
    {فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}: أي ان كنتم صادقين في أنكم أولياء الله فتمنوا الموت مؤثرين الآخرة على الدنيا ومبدأ الآخرة الموت فتمنوه إذاً.
    {بما قدمت أيديهم}: أي بسب بما قدموه من الكفر والتكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنون.
    {والله عليم بالظالمين}: أي المشركين ولازم علمه بهم أنه يجزيهم بظلمهم العذاب الأليم.
    {تفرون منه}: أي لأنكم لا تتمنونه أبداً وذلك عين الفرار منه.
    {فإنه ملاقيكم}: أي حيثما اتجهتم فإنه ملاقيكم وجهاً لوجه.
    {ثم تردون إلى عالم الغيب الشهادة} أي إلى الله تعالى يوم القيامة. (الجزائرى)

    الونشريس

    .معنى الآيات:

    ( 5 ) شَبَهُ اليهود الذين كُلِّفوا العمل بالتوراة ثم لم يعملوا بها، كشَبه الحمار الذي يحمل كتبًا لا يدري ما فيها، قَبُحَ مَثَلُ القوم الذين كذَّبوا بآيات الله، ولم ينتفعوا بها، والله لا يوفِّق القوم الظالمين الذين يتجاوزون حدوده، ويخرجون عن طاعته.

    **يقول الطنطاوى و اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
    تذييل قصد به بيان الأسباب التي أدت إلى عدم توفيق الله- تعالى- لهم إلى الهداية.
    أى: والله- تعالى- قد اقتضت حكمته، أن لا يهدى إلى طريق الخير، من ظلم نفسه، بأن آثر الغي على الرشد، والعمى على الهدى، والشقاوة على السعادة، لسوء استعداده، وانطماس بصيرته.

    _**وقال الإمام ابن كثير: يقول- تعالى- ذامّا لليهود الذين أعطوا التوراة فلم يعملوا بها، إن مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفارا.. فهو يحملها حملا حسيا ولا يدرى ما عليه، وكذلك هؤلاء. لم يعملوا بمقتضى ما في التوراة بل أولوه وحرفوه، فهم أسوأ من الحمار، لأن الحمار لا فهم له، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها، ولهذا قال- تعالى-: في آية أخرى:
    أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ…

    **وقال القرطبي: وفي هذا المثل تنبيه من الله- تعالى- لمن حمل الكتاب، أن يتعلم معانيه، ويعمل بما فيه، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء اليهود،

    **وقال القرطبي: وفي هذا المثل تنبيه من الله- تعالى- لمن حمل الكتاب، أن يتعلم معانيه، ويعمل بما فيه، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء اليهود،

    **يقول الطنطاوى :وشبههم، بالحمار الذي هو مثل في البلادة والغباء، لزيادة التشنيع عليهم، والتقبيح لحالهم، حيث زهدوا وأعرضوا عن الانتفاع بأثمن شيء نافع، – وهو كتاب الله- كما هو شأن الحمار الذي لا يفرق فيما يحمله على ظهره بين الشيء النافع والشيء الضار.

    ( 6 ) قل -أيها الرسول- للذين تمسكوا بالملة اليهودية المحرَّفة: إن ادَّعيتم- كذبًا- أنكم أحباء الله دون غيركم من الناس، فتمنَّوا الموت إن كنتم صادقين في ادِّعائكم حب الله لكم.

    ( 7 ) ولا يتمنى هؤلاء اليهود الموت أبدًا إيثارًا للحياة الدنيا على الآخرة، وخوفًا من عقاب الله لهم؛ بسبب ما قدَّموه من الكفر وسوء الفعال. والله عليم بالظالمين، لا يخفى عليه من ظلمهم شيء.
    ( 8 ) قل: إن الموت الذي تهربون منه لا مفرَّ منه، فإنه آتٍ إليكم عند مجيء آجالكم، ثم ترجعون يوم البعث إلى الله العالم بما غاب وما حضر، فيخبركم بأعمالكم، وسيجازيكم عليها. (التفسير الميسر)

    الونشريس
    فى ظلال الآيات :
    0 مباهلة القرآن لليهود وكان اليهود يزعمون – كما يزعمون حتى اليوم – أنهم شعب الله المختار , وأنهم هم أولياؤه من دون الناس وأن غيرهم هم "الجوييم" أو الأمميون أو الأميون .

    0 وأنهم من ثم غير مطالبين بمراعاة أحكام دينهم مع غيرهم من الأميين: (قالوا ليس علينا في الأميين سبيل). . إلى آخر هذه الدعاوى التي تفتري الكذب على الله بلا دليل ! فهنا دعوة لهم إلى المباهلة التي تكررت معهم ومع النصارى ومع المشركين:

    (قل:يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ..الآيات). .

    0 والمباهلة معناها وقوف الفريقين المتنازعين وجها لوجه , ودعاؤهما معا إلى الله أن ينكل بالمبطل منهما . . وقد خاف كل من دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه المباهلة ونكلوا عنها , ولم يقبلوا التحدي فيها . مما يدل على أنهم في قرارة نفوسهم كانوا يعرفون صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقية هذا الدين .

    0وقد قال الإمام أحمد: عن ابن عباس , قال:قال أبو جهل – لعنه الله – إن رأيت محمدا عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه . قال:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لو فعل لأخذته الملائكة عيانا . ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأو مقاعدهم من النَّار . ولو خرج الذين يباهلون رسول الله [ ص ] لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا " .

    0 وقد لا تكون هذه مباهلة ولكن مجرد تحد لهم , بما أنهم يزعمون أنهم أولياء لله من دون الناس . فما يخيفهم إذن من الموت , ويجعلهم أجبن خلق الله ? وهم حين يموتون ينالون ما عند الله مما يلقاه الأولياء والمقربون ?!

    0 ثم عقب على هذا التحدي بما يفيد أنهم غير صادقين فيما يدعون , وأنهم يعرفون أنهم لم يقدموا بين أيديهم ما يطمئنون إليه , وما يرجون الثواب والقربى عليه , إنما قدموا المعصية التي تخيفهم من الموت وما وراءه . والذي لم يقدم الزاد يجفل من ارتياد الطريق:

    (ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين). .

    0 وفي نهاية الجولة يقرر حقيقة الموت وما بعده , ويكشف لهم عن قلة الجدوى في فرارهم من الموت , فهو حتم لا مهرب منه , وما بعده من رجعة إلى الله , وحساب على العمل حتم كذلك لا ريب فيه:

    (قل:إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم . ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة , فينبئكم بما كنتم تعملون). .

    00وهي لفتة من اللفتات القرآنية الموحية للمخاطبين بها وغير المخاطبين . تقر في الأخلاد حقيقة ينساها الناس , وهي تلاحقهم أينما كانوا . . فهذه الحياة إلى انتهاء . والبعد عن الله فيها ينتهي للرجعة إليه , فلا ملجأ منه إلا إليه . والحساب والجزاء بعد الرجعة كائنان لا محالة . فلا مهرب ولا فكاك .

    روى الطبري في معجمه من حديث معاذ بن محمد الهذلي عن يونس عن الحسن عن سمرة مرفوعا:" مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب , تطلبه الأرض بدين , فجاء يسعى , حتى إذا أعيا وأنهر دخل جحره ,

    الونشريس

    من هداية الآيات:
    1- ذم من يحفظ كتاب الله ولم يعمل بما فيه.
    2- التنديد بالظلم والظالمين.
    3- بيان كذِب اليهود وتدجيلهم في أنهم أولياء الله وأن الجنة خالصة لهم.
    4- بيان أن ذوى الجرائم أكثر الناس خوفاً من الموت وفراراً منه.
    جزاكم الله خيرا على طيب المتابعة جعلنا الله وايَّاكم من اهل القرآن..
    ___________________________

    القرطبى الجامع لأحكام القرآن
    تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم.
    التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
    في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
    تفسيرالطنطاوى الوسيط في تفسير القرآن الكريم
    الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير

    الونشريس

    الونشريس
    .(تفسير الآيات (9- 11)
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}

    الونشريس
    شرح الكلمات

    {إذا نودى للصلاة}: أي إذا أذن المؤذن لها عند جلوس الإِمام على المنبر.
    {من يوم الجمعة}: أي في يوم الجمعة وذلك بعد الزوال.
    {فاسعوا إلى ذكر الله}: أي امضوا إلى الصلاة.
    {وذروا البيع}: أي اتركوه، وإذا لم يكن بيع لم يكن شراء.
    {وابتغوا من فضل الله}: أي اطلبوا الرزق من الله تعالى بالسع والعمل.
    {تفلحون}: أي تنجون من النار وتدخلون الجنة.
    {انفضوا إليها}: أي إلى التجارة.
    {وتركوا قائماً}: أي على المنبر تخطب يوم الجمعة.
    {ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة}: أي ما عند الله من الثواب في الدار الآخرة خير من اللهو ومن التجارة.
    {والله خير الرازقين}: أي فاطلبوا الرزق منه بطاعة واتباع هداه.

    الونشريس
    معنى الآيات
    ( 9 )الونشريسيا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة، فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة، واتركوا البيع، وكذلك الشراء وجميع ما يَشْغَلُكم عنها، ذلك الذي أُمرتم به خير لكم؛ لما فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة الله لكم، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا ذلك. وفي الآية دليل على وجوب حضور الجمعة واستماع الخطبة.

    ( 10 )الونشريسفإذا سمعتم الخطبة، وأدَّيتم الصلاة، فانتشروا في الأرض، واطلبوا من رزق الله بسعيكم، واذكروا الله كثيرًا في جميع أحوالكم؛ لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة.
    ( 11 )الونشريس إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئًا مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها، وتركوك -أيها النبي- قائمًا على المنبر تخطب، قل لهم-أيها النبي-: ما عند الله من الثواب والنعيم أنفع لكم من اللهو ومن التجارة، والله- وحده- خير مَن رزق وأعطى، فاطلبوا منه، واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.
    الونشريس

    الونشريسفى ظلال الآياتالونشريس
    الدرس الاخير فى السورة توجيه إلى فضائل وأحكام صلاة الجمعة الونشريس
    _وصلاة الجمعة هي الصلاة الجامعة , التي لا تصح إلا جماعة . . وهي صلاةأسبوعية يتحتم أن يتجمع فيها المسلمون ويلتقوا ويستمعوا إلى خطبة تذكرهم بالله . وهي عبادة تنظيمية على طريقة الإسلام في الإعداد للدنيا والآخرة في التنظيم الواحد وفي العبادة الواحدة . وقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل هذه الصلاة والحث عليها والاستعداد لها بالغسل والثياب والطيب .

    _جاء في الصحيحين عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل " .

    _من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ، وبَكَّرَ وابتَكرَ ، ومشى ولم يرْكب ، ودنا منَ الإمامِ ، فاستمعَ ولم يلغُ ، كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ ، أجرُ صيامِها وقيامِها.
    الراوي:أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو المحدث:الألباني المصدر:صحيح ابن ماجه الجزء أو الصفحة:898 حكم المحدث:صحيح

    _ منِ اغتسلَ يومَ الجمعَةِ ، واستاكَ ، ومَسَّ مِنْ طيبٍ إِنْ كان عندَهُ ، ولبِسَ مِنْ أحسَنِ ثيابِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ حتَّى يأتِيَ المسجِدَ ، ولم يتخَطَّ رقابَ الناسِ ، ثُمَّ ركعَ ما شاءَ اللهُ أنْ يركعَ ، ثُمَّ أنصَتَ إذا خرَجَ الإمامُ ، فلَمْ يتَكَلَّمْ حتَّى يفرَغَ مِنْ صلاتِهِ ، كانتْ كفارةً لِما بينَها وبينَ الجمعَةِ الأخْرَى
    الراوي:أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع الجزء أو الصفحة:6066 حكم المحدث:صحيح

    والآية الأولى في هذا المقطع تأمر المسلمين أن يتركوا البيع – وسائر نشاط المعاش – بمجرد سماعهم للأذان:
    يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
    الونشريسوترغبهم في هذا الانخلاع من شؤون المعاش والدخول في الذكر في هذا الوقت:
    (ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون). .
    الونشريسمما يوحي بأن الانخلاع من شؤون التجارة والمعاش كان يقتضي هذا الترغيب والتحبيب . وهو في الوقت ذاته تعليم دائم للنفوس ; فلا بد من فترات ينخلع فيها القلب من شواغل المعاش وجواذب الأرض , ليخلو إلى ربه , ويتجرد لذكره , ويتذوق هذا الطعم الخاص للتجرد والاتصال بالملأ الأعلى , ويملأ قلبه وصدره.
    من ذلك الهواء النقي الخالص العطر ويستروح شذاه !

    ثم يعود إلى مشاغل العيش مع ذكر الله:
    الونشريسفإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الإرض , وابتغوا من فضل الله , واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون . .
    الونشريس وهذا هو التوازن الذي يتسم به المنهج الإسلامي . التوازن بين مقتضيات الحياة في الأرض , من عمل وكد ونشاط وكسب . وبين عزلة الروح فترة عن هذا الجو وانقطاع القلب وتجرده للذكر . وهي ضرورة لحياة القلب لايصلح بدونها للاتصال والتلقي والنهوض بتكاليف الأمانة الكبرى . وذكر الله لا بد منه في أثناء ابتغاء المعاش , والشعور بالله فيه هو الذي يحول نشاط المعاش إلى عبادة . ولكنه – مع هذا – لابد من فترة للذكر الخالص , والانقطاع الكامل , والتجرد الممحض . كما توحي هاتان الآيتان .

    الونشريسوكان عراك بن مالك – رضي الله عنه – إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال:"اللهم إني أجبت دعوتك , وصليت فريضتك , وانتشرت كما أمرتني . فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين" . . [ رواه ابن أبي حاتم ] . . وهذه الصورة تمثل لنا كيف كان يأخذ الأمر جدا , في بساطة تامة , فهو أمر للتنفيذ فور سماعه بحرفيته وبحقيقته كذلك !
    الونشريسولعل هذا الإدراك الجاد الصريح البسيط هو الذي ارتقى بتلك المجموعة إلى مستواها الذي بلغت إليه , مع كل ما كان فيها من جواذب الجاهلية . مما تصوره الآية الأخيرة في السورة:

    (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما . قل:ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة .( والله خير الرازقين). .
    وفى الحديث :
    بينما نحن نُصلي مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ أقبلَتْ من الشأمِ عيرٌ تحمل طعامًا، فالتفتوا إليها، حتى ما بقيَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلا اثنا عشرَ رجلًا، فنزلتْ : { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوَا انفَضُّوا إِلَيهَا } .
    الراوي:جابر بن عبدالله المحدث:البخاري صحيح

    وفي الآية تلويح لهم بما عند الله وأنه خير من اللهو ومن التجارة . وتذكير لهم بأن الرزق من عند الله (والله خير الرازقين). .

    _الونشريسوهذا الحادث كما أسلفنا يكشف عن مدى الجهد الذي بذل في التربية وبناء النفوس حتى انتهت إلى إنشاء تلك الجماعة الفريدة في التاريخ . ويمنح القائمين على دعوة الله في كل زمان رصيدا من الصبر على ما يجدونه من ضعف ونقص وتخلف وتعثر في الطريق . فهذه هي النفس البشرية بخيرها وشرها . وهي قابلة أن تصعد مراقي العقيدة والتطهر والتزكي بلا حدود , مع الصبر والفهم والإدراك والثبات والمثابرة , وعدم النكوص من منتصف الطريق . والله المستعان

    الونشريس

    .من هداية الآيات
    1- وجوب صلاة الجمعة ووجبو المضى اليها عند النداء الثاني الذي يكون والامام على المنبر.
    2- حرمة البيع والشراء وسائر العقود إذا شرع المؤذن يؤذن الاذان الثاني.
    3- الترغيب في ذكر الله والإِكثار منه والمرء يبيع ويشترى ويعمل ويصنع ولسانه ذاكر.
    4- ينبغي أن لا يقل المصلون الذين تصح صلاة الجمعة بهم عن اثنى عشر رجلاً أخذاً من حادثة انفضاض الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يخطب إلى القافلة لم يبق إلا اثنا عشر رجلاً.

    الونشريس
    أخيراً _ يقول بن كثير
    إنما سميت الجمعة جمعة ; لأنها مشتقة من الجمع ، فإن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمعابد الكبار وفيه كمل جميع الخلائق ، فإنه اليوم السادس من الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض . وفيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها . وفيه تقوم الساعة . وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحاح

    وقد كان يقال له في اللغة القديمة يوم العروبة
    وفى الحديث :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    " أضل الله من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد . فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة ، فجعل الجمعة والسبت والأحد ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة ، نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة ، المقضي بينهم قبل الخلائق " .رواه مسلم
    اتفق العلماء على تحريم البيع بعد النداء الثاني .
    تم تفسير سورة الجمعة ولله الحمد والمنة بارك الله فيكم على طيب المتابعة ..ربنا تقبل منَّا إنَّك انت السميع العليم.. والحمد لله رب العالمين.

    ____________________________
    المراجع:
    تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم.
    التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
    في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
    الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.