تخطى إلى المحتوى

مضمون القرآن الكريم كاملا متجدد بمشيئة الله 2024

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الونشريس
اهلا وسهلا بكم أخواتى جميعا فى الله ؛ الحقيقه البعض منا يجد صعوبه فى فهم القرآن الكريم وذلك لبلاغته وعظمته … فمن هنا جاءت فكرة عمل مضمون لسور القرآن الكريم .. لمساعدتنا على فهم مضمون السور الكريمه .. ويابخت من ربنا كرمه وقرأ خواطر الشعراوى او ابن كثير او سيد قطب وغيرهم كثيراَ ممن كتبوا عن السور ومعانيها…
وان شااءلله سيكون هذا الموضوع متجدد لتوضيح مضمون سور القرآن الكريم كاملة …
وجزى الله خيرا صاحب الموقع….

وبسم الله نبدأ مع فاتحه الكتاب سورة الفاتحه

وتسمى أم الكتاب لأنها مفتتحه ومبدؤه وكأن منها أصله ومنشأه .
سميت بالفاتحة لأنها مفتاح القرآن الكريم ، وقد اشتملت على كل معانيه ،
وتدور سورة الفاتحة حول ثلاثة محاور ، وهي المحاور العامة التي يدور حولها القرآن الكريم ككل :

العقيدة
: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} )


العبادة :
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} )


منهج الحياة
: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {7})


لنتأمل معا كيف تترابط السورة وتتناسق من معنى إلى معنى ومن مقصد إلى مقصد ،

لقد افتتحت متوّجة باسم الله تعالى الإله المعبود المستحق لإفراده بالعبادة .
وانتقلت لحمده تعالى ، ( الحمد لله رب العالمين ) وهو الثناء على الله بصفات الكمال ، فله الحمد الكامل بجميع الوجوه ، وهو تعالى المنفرد بالخلق والتدبير لشؤون الخلق .

ثم انتقلت إلى الاستدلال بأن الاستعانة إنما هي به تعالى وحده وذلك بإضافة الاسم إلى لفظ الجلالة الجامع لصفات الكمال وبوصفه تعالى أنه (الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3}) ،


وأنه تعالى ( المالك ) الذي اتصف بصفة الملك الذي يتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات ، وأصناف الملك إلى يوم الدّين .( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4})


وبينت الآيات وحدانيته تعالى في ألوهيته وربوبيته : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5}) وفيها إثبات الحكم لله تعالى ونفيه عمّن سواه .


وانتقلت إلى بيان المطمح الأعلى للإنسان ، وأن هذا المطمح الأعلى هو الهداية إلى الصراط المستقيم : (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6})


وختمت ببيان الطريق الصحيح والصراط الواضح الموصل إلى الله وهو صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وليس طريق الضالين من اليهود والنصارى .
***********************************
يتبع ان شاءالله … سورة البقرة

    سورة البقرة
    هي أطول سور القرآن على الإطلاق وهي من السور التي تعنى بجانب التشريع ، وتعالج النظم والقوانين التي يحتاجها المسلمون في حياتهم الاجتماعية . ومن أهم أهدافها: استخلاف الإنسان في الأرض .

    1- بدأت السورة بالحروف المقطعة ( الم ) تـنبيهاً على إعجاز القرآن الكريم ، وتحدياً للمشركين بأن يأتوا بمثله ، وتحدثت عن صفات المؤمنين المتقين مقارنة إياها بصفات الكافرين الجاحدين ، من قوله تعالى : (الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2}) إلى قوله تعالى : (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ {7})

    2- ثم تحدثت الآيات عن صفات المنافقين وبيان مدى زيغهم وضلالهم وبعدهم عن الحق عبر أمثلة قرآنية متعددة ، من قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ {8}) إلى قوله تعالى ( .. وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {20})

    3- وبيّنت بعدها الدلائل والبراهين التي تدل على قدرة الله تعالى ووحدانيته ، مبرزة نعمة القرآن الكريم بأقوى بيان ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ … {21} إلى قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {25})

    4- ردّ الله تعالى بعد ذلك في الآيات على شبهة الكفار في قولهم حول ذكره تعالى النمل والبعوض ، وقولهم بأن ذلك لا يليق بكتاب سماوي ،فبيّنت الآيات أنّ صغر الأشياء لا يقدح في فصاحة القرآن ولا في إعجازه مادام يشتمل على حكم بالغة وعظيمة ، ويمتنّ تعالى في الآيات على العباد بنعمة الخلق والإيجاد ،من قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا.. {26}) إلى قوله تعالى : (…فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29}‏)

    5- أخبرنا الله تعالى في الآيات التالية عن بدء خلق الإنسان ، وتشريف آدم عليه السلام وتكريمه بجعله خليفة في الأرض ، ثم ذكر تعالى قصّة أمر الملائكة بالسجود لآدم ، وامتناع إبليس عن السجود .
    وعرضت الآيات قصة نزول آدم عليه السلام وزوجه من الجنة للاعتبار وأخذ العظة ، من قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً… {30}) إلى قوله تعالى ( … وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {39})

    6- تـناولت السورة بعد ذلك الحديث بإسهاب عن أهل الكتاب ، و بوجه خاص بني إسرائيل ( اليهود ) ، لأنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة ،فنبّهت إلى مكرهم وخبثهم وما تـنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم والخبث والغدر و الخيانة ونقض العهود و المواثيق ، فيما يقرب من جزء كامل وذلك لكشف خديعتهم ، من قوله تعالى : (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي… {40} إلى قوله تعالى : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {141}‏

    ويتضمن الحديث عن بني إسرائيل الموضوعات التالية :
    أ) بدأت الآيات بدعوة بني إسرائيل إلى الإيمان بخاتم الأنبياء والرسل بأساليب وطرق مختلفة تتراوح بين الملاطفة والتوبيخ ، من قوله تعالى : ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ .. {40} ) إلى قوله تعالى (.. وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {48})

    ب*) انـتقلت الآيات للحديث عن نعم الله تعالى على بني إسرائيل والتي تستدعي شكر الله عليها ، كما بينت لهم ألوان طغيانهم وجحودهم وكفرهم بالله وعصيانهم ، من قوله تعالى : (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ… {49}) إلى قوله تعالى : ( … فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ {59})

    جـ) وتحدّثت عن معجزة السُّقيا كآية بارزة وظاهرة لسيدنا موسى عليه السلام ، وبيّنت كفر بني إسرائيل وجحودهم رغم إتيانهم بالمعجزات والدلائل التي تدل على وجود الله تعالى . كما ذكّرتهم الآيات بما حل بالأمم السابقة من عذاب عقابا لهم على كفرهم وعنادهم ، وذلك تحذيرا لهم كي لا يزيغوا عن الحق مثلهم ، من قوله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ.. {60}) إلى قوله تعالى : (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {66})

    د) تطرقت الآيات من خلال الحديث عن بني إسرائيل لقصة : "البقرة " لتبين مدى جحودهم وكفرهم بآيات الله تعالى ، وشبّهت قلوبهم بالحجارة ، محذرة لهم بأن الله تعالى رقيب عليهم وسيحاسبهم ، من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً… {67}) إلى قوله تعالى : ( …. وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {74})

    هـ) ذكرت الآيات ببعض قبائح بني إسرائيل : من تحريفهم للكتب السماوية ونكرانهم لعذاب الله تعالى ، وبيّنت أن النار مصيرهم وأن الجنة مصير المؤمنين ، من قوله تعالى :(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ.. {75})
    إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {82} )

    و ) تحدثت الآيات عن قبائح بني إسرائيل من نقضهم الميثاق ، واستباحتهم أموال الناس بالباطل ، وإخراجهم إخوانهم في الدين من ديارهم ، ومقابلتهم النعم بالإساءة ، وعبادتهم العجل ، وحرصهم على الحياة الدنيا ، ونبذهم كتب الله تعالى ،من قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً… {83}‏) إلى قوله تعالى 🙁 … نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {101})

    ز) وتحدثت عن اتِّبَاعهم كتب الشياطين والسحرة ، ونسبتهم إياها لسليمان عليه السلام وهو منها بريء ، وتحدثت عن حسدهم للمسلمين وحقدهم عليهم وطعنهم في دين النصارى ، من قوله تعالى : (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ… {102}) إلى قوله تعالى : ( … وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {123})

    حـ) تطرقت الآيات لقصة إبراهيم عليه السلام و مآثره وبنائه للبيت الحرام ، أعقبها توبيخ شديد للمخالفين لملّته من اليهود ، من قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً… {124} ) إلى قوله تعالى : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {134}‏)

    7- تحدثت الآيات أن الدين الحق هو التمسك بالإسلام دين جميع الأنبياء والمرسلين ، وتحدثت عن تحويل القبلة ومعاناة النبي صلى الله عليه وسلم الشديدة وحيرته في هذا الموقف وردة فعل اليهود تجاه تحويلها ، وعن الابتلاءات التي قد يبتلى فيها المؤمن في حياته ، من قوله تعالى : (وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ… {135}… إلى قوله تعالى : (وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {150} )

    8- خاطبت الآيات المؤمنين ، وذكرتهم بنعمة الله تعالى عليهم ببعثة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ودعتهم لشكر الله تعالى والاستعانة بالصبر والصلاة على كافة الابتلاءات ، من قوله تعالى : (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ… {151}إلى قوله تعالى : ( … أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157})

    9- بيّنت الآيات أهمية الصفا والمروة ، وأنهما من شعائر الله تعالى ومن واجب المسلمين تعظيم شعائره تعالى ، ثم نبهت لوجوب نشر العلم وعدم كتمانه ، من قوله تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ.. {158}) إلى قوله تعالى : (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {163})

    10-ذكرت الآيات أدلة القدرة والوحدانية على وجود الله ، داعية لشكره تعالى على نعمائه ،وتحدثت عن المشركين الذين يحبون شركائهم كحب الله وعن حالهم يوم القيامة ، ودعت للأكل من الحلال الطيب ، ونهت عن كتمان العلم ، من قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ …. {164} ) إلى قوله تعالى : ( …وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ {176})

    11- انتقلت السورة إلى الحديث عن جانب الأحكام التشريعية الفرعية فتحدثت عن :
    (1) أهمية البر والتقوى ، وانتقلت منه إلى حكم القصاص ، و حكم الوصية للوالدين والأقربين ، ثم أحكام الصيام وتحدثت عن أهمية الأهلّة في المواقيت ، قال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ… {177})إلى قوله : (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {195})
    (2) كذلك تحدثت عن القتال وضوابطه في الأشهر الحرم والمسجد الحرام ، وعن أحكام الحج والعمرة : من قوله تعالى : ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ … {196} إلى قوله : (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {203})

    12-وبينت السورة وجود فريقين اثنين : فريق الضلالة وفريق الهدى محذّرةً من اتباع الضلالة ، وأنه لا بد من تنازع الخير والشر، لينتصر الخير في النهاية ، من قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {204}) إلى قوله تعالى (….وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {215} )

    13- ثم تطرقت الآيات لأحكام الجهاد في سبيل الله ردعاً للطغيان ومحاربة له ، من قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ … {216}) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّه ِوالله غفور رحيم{218 })

    14- تحدثت عن ضرورة إصلاح المجتمع الداخلي ، وعن الأمراض الاجتماعية التي تنخر جسم الأمة، ثم انـنتقلت إلى شئون الأسرة فبينت حكم الخمر ، وأحكام النفقة ،و أحوال اليتامى ، وحكم نكاح المشركين والمشركات ،وأحكام المحيض ، وأحكام حنث اليمين :
    من قوله تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ.{219}) إلى قوله تعالى : وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {225}‏

    15- استمرت الآيات تبين الأحكام الشرعية للمسلمين ، فتحدثت عن أحكام الطلاق ، والرضاع ، وإذا حضر الإنسان الموت ، وأحكام الخِطبة ، من قوله تعالى : (لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {226}) إلى قوله تعالى : (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {237}‏)

    16- تابعت الآيات تأمر بالمحافظة على الصلوات ووجوب القنوت فيها لله رب العالمين ، مبيّنة بعض الأحكام عند الوصية ، وقدرة الله تعالى على الإحياء ، وتابعت بدعوة للقتال في سبيل الله أعقبتها دعوة للإنفاق في سبيل الله ، من قوله تعالى : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ {238} ) إلى قوله تعالى : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {245})

    17- بيّنت أحكام الجهاد وضربت الأمثلة بالأمم السابقة كيف جاهدت لنصرة الحق مع الاستشهاد بقصة اصطفاء طالوت على بني إسرائيل ، وعن تفضيل داود عليه السلام عليهم بالملك والنبوة، كما تحدثت عن تفضيل بعض الأنبياء على بعض ورغم ذلك فقد جاءوا جميعاً بدعوة واحدة هي الإيمان بالله تعالى وحده ، من قوله تعالى :(‏ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُم{246}ُ) ، إلى قوله تعالى : ( …. مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ {254})

    18- انتقلت الآيات إلى آية عظيمة هي (آية الكرسي ) ، والتي هي من أعظم آيات القرآن الكريم ، لما تحتويه من معاني التوحيد والعظمة للباري سبحانه وتعالى .
    ثم بينت الآيات أن لا إكراه في الدين فالحق واضح والإثم على من عرف الحق ثم تركه ، وقارنت بين المؤمنين والكافرين ، مبيّنة أن الله تعالى يتولى المؤمنين بولايته الخاصة ، وأن مردّ الكافرين إلى عذاب الله ، من قوله تعالى : (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ …. {255}) إلى قوله تعالى : ( … أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {257})

    19– ذكرت السورة قصصا ثلاثا : الأولى في بيان إثبات الخالق الحكيم ، والثانية والثالثة في إثبات الحشر والبعث بعد الفناء وذلك لأخذ العظة والاعتبار ، من قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ… {258}) إلى قوله تعالى : ( … ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260})

    20- بيّنت الآيات ضرورة الصدقة والإنفاق في سبيل الله مشجّعة على الصدقات ، من قوله تعالى : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ.{261}.. إلى قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {274})

    21- حذّرت الآيات من جريمة الربا التي تهدد كيان المجتمع وتقوض بنيانه ، وحملت حملة عنيفة شديدة على المرابين ،من قوله تعالى ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ … {275}) إلى قوله تعالى 🙁 وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {281}‏ )

    22 انتقلت الآيات إلى أطول آية في القرآن الكريم ألا وهي ( آية الدّين ) وذكرت السورة الأحكام الخاصة به ، أتبعتها آية مكملة لها لأحكام الدين في أحوال السفر ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ… {282}إلى قوله تعالى : ( … وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {283})

    23- ختمت السورة بتمجيد الله تعالى وبيان قدرته وشمول علمه وإحاطته بما في النفوس ، وتحدثت عن إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالله تعالى وطاعتهم له ، وختمت بتوجيه المسلمين إلى التوبة و الإنابة ، والتضرع إلى الله تعالى برفع الأغلال و الآصار ،وطلب النصرة على الكفار ، والدعاء لما فيه سعادة الدارين.

    وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين ، وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام و يلتئم شمل السورة أفضل التـئام ، من قوله تعالى : ( لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ … {284} إلى قوله تعالى : ( …فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {286}‏) .
    ********************************
    يتبع ان شاءالله …. سورة آل عمران

    سورة آل عمران


    اشتملت هذه السورة على ركنين هامين هما : ركن العقيدة و إقامة الأدلة و البراهين على وحدانية الله جل وعلا، وركن التشريع وخاصة ما يتعلق بالمغازي و الجهاد في سبيل الله .

    1- جاءت الآيات الكريمة في بدايتها لإثبات الوحدانية و النبوة و إثبات صدق القرآن الكريم ، و الرد على الشبهات التي يثيرها أهل الكتاب حول الإسلام و حول القرآن الكريم ، كما تحدثت عن المؤمنين ودعائهم لله تعالى أن يثبتهم على الإيمان ، من قوله تعالى: ( الم {1} اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ {2} نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3} ) إلى قوله : ( رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ {9}‏ )

    2- تحدثت عن الكافرين ، وبيّنت أن سبب كفرهم هو اغترارهم بكثرة المال والبنين ،وضربت الأمثال بغزوة بدر حين انتصر المسلمين على الكافرين رغم قلتهم ، و أعقبت ذلك بالحديث عن شهوات الدنيا وأن ما عند الله خير للأبرار ، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم… {10} ) إلى قوله تعالى : (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِـتـِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ {17})

    3- بيّنت الآيات أن دلائل الإيمان ظاهرة ، وأن الإسلام هو الدين الحق وذكرت ضلالات أهل الكتاب واختلافهم في دينهم تحذيرا من الوقوع في مثل غيّهم وضلالهم ،من قوله تعالى : (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ.. {18}) إلى قوله تعالى : ( … وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {25})

    4- لما ذكرت الآيات دلائل التوحيد وصحة دين الإسلام ، أعقبته بذكر البشائر التي تدل على قرب نصر الله للإسلام والمسلمين، وأمر من الله لرسوله بالدعاء والابتهال لله تعالى أن يعز جند الحق وينصر دينه المبين ، من قوله تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء… {26}) إلى قوله تعالى : (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {32})

    5- بيّنت الآيات علو درجات الرسل وشرف مناصبهم ، فبدأت بآدم عليه السلام ثم انتقلت إلى نوح ثم آل إبراهيم وآل عمران عليهم السلام ، وأعقبت ذلك بذكر ثلاث قصص : قصة ولادة مريم ،وقصة ولادة يحيى ، وقصة ولادة عيسى عليهم السلام ومعجزات عيسى الباهرة ، وكلها دلائل تدل على قدرة الله تعالى ، من قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {33}) إلى قوله تعالى : (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ {63})

    6- دعت الآيات أهل الكتاب للتوحيد ، وتحدثت بعدها عن قبائح أهل الكتاب وأوصاف اليهود وقبائحهم ، عندما حرفوا التوراة واستحلوا أموال الناس بالباطل ، وجاء ضمن الرد إشارات وتقريعات لليهود وبيان لمصيرهم وعذاب الله تعالى لهم ، وتحذير للمؤمنين من دسائسهم ، من قوله تعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ… {64}) إلى قوله تعالى : (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {80})

    7- بينت بعثة الله تعالى للرسل الكرام لدعوة الناس إلى الحق ، وأن دعوة الأنبياء كلها واحدة ، محذرة من الزيغ والانحراف عن دعوة الله مرغبة بالتوبة والإنفاق في سبيل الله ،ثم انتقلت للحديث عن الطعام الذي أحل لبني إسرائيل محذرة من افتراء الكذب على الله تعالى من قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ …. {81}) إلى قوله تعالى : (فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {94} ‏ )

    8- دعت الآيات لاتّباع دعوة إبراهيم عليه السلام وتحدثت عن بيت الله الحرام ووجوب الحج إليه ، ثم جاء العتاب لأهل الكتاب لكفرهم وصدودهم عن الحق ،كما دعت الآيات للاعتصام بحبل الله تعالى ، من قوله تعالى : (قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95}) إلى قوله تعالى : (… وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103})

    9- دعت الآيات المؤمنين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وذكرت ما حلّ باليهود بسبب بغيهم ، ونهت عن اتخاذ أعداء الدين أولياء من دون الله ، من قوله تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ.. {104}) إلى قوله تعالى : ( .. وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {120})

    10- تحدثت الآيات بعدها عن الغزوات ، وبالتحديد غزوة أحد ، وتضمنت الآيات دعوة للمسارعة إلى مغفرة الله وجنة عرضها السماوات والأرض كما بينت صفات المتقين ، من قوله تعالى : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {121}‏) إلى قوله تعالى : (هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ {138})

    11- بينت الآيات أهمية الجهاد وأنه اختبار للمؤمنين ، داعية إياهم للقوة وعدم الاستسلام والوهن ، محذرة إياهم من اتخاذ الكافرين أولياء مبينة مصير الكافرين ، من قوله تعالى : (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {139}) إلى قوله تعالى : (وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ {151})

    12- تابعت الآيات تتحدث عن غزوة أحد وما أصاب المؤمنين من غم ، وتلطف الله تعالى بهم ، وشنّعت بالمنافقين الذين كان همهم هزيمة المسلمين وفضحتهم وبينت أهدافهم ، وبينت أن النصر بيد الله تعالى وحده وأن الناس درجات عنده على حسب أعمالهم ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ … {152}) إلى قوله تعالى : (هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {163})

    13- تحدثت الآيات عن امتنان الله تعالى على عباده ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم نبيا لهم ورسولا من أنفسهم ، وبينت أن المصائب هي اختبار للإيمان في القلوب ليظهر المؤمن وتتكشف حقيقة المنافق ، ثم بينت مصير المتقين وحالهم وسعادتهم في الجنة ، وعذاب الكافرين في النار ، من قوله تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً … {164}) إلى قوله تعالى : (… وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {180}‏)

    14- تحدثت عن دسائس اليهود ومؤامراتهم الخبيثة في محاربة الدعوة الإسلامية وحذرت منهم ومن مكرهم ، من قوله تعالى : (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ.. {181}) إلى قوله تعالى : (وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {189})

    15- ختمت بآيات التفكر والتدبر في ملكوت السماوات و الأرض وما فيهما من إتقان و إبداع وعجائب و أسرار تدل على وجود الخالق الحكيم ، وقد ختمت بذكر الجهاد و المجاهدين في تلك الوصية الفذة الجامعة التي بها يتحقق الخير ويعظم النصر و يتم الفلاح و النجاح ، من قوله تعالى 🙁 وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {189} إلى قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {200}‏ ) .
    *******************************************
    يتبع ان شاءلله … سورة النساء

    ســـــــــــورة الـــــنـسـاء

    هي سورة مليئة بالأحكام الشرعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين ، أتت سورة النسـاء لتتحدث عن نماذج للمستضعفين في المجتمع ، ولتتحدث عن أمور هامة تخص المرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع ، لكن معظم الأحكام فيها بحثت موضوع
    ( النساء) ولذلك سميت بهذا الاسم .



    1- افتتح الله تعالى سورة النساء بخطاب الناس جميعا ودعوتهم للإيمان بالله وحده .
    ثم انتقلت الآيات لتوصي بالأيتام والنساء خيراً ، وذكرت حق الأقارب وأحكام المواريث ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا.. {1}) إلى قوله تعالى : (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {14} )


    2- بيّنت الحدود المتوجب إقامتها على كل من الرجال والنساء إن ارتكبوا الفاحشة ، وحذرت من عادات الجاهلية في ظلم النساء ، وأكل مهورهن ، وعدم معاملتهن المعاملة الحسنة ،وأعقبت ذلك بذكر المحرمات من النساء اللواتي لا يجوز الزواج بهن ، من قوله تعالى : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نسائكم فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ… {15}) إلى قوله تعالى : ( إِن تَجْتَنِبُواْ كبائر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً {31})

    3-نهت عن تمني ما خصّ الله به كلا من الجنسين على الآخر لأنه ذلك سبب للحسد والبغضاء ، وذكرت الآيات حقوق كل من الزوجين على الآخر، وأرشدت إلى الخطوات التي ينبغي التدرج بها في حالة النشوز والعصيان ،كما حثت بعدها على الإنفاق في سبيل الله ، من قوله تعالى : (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ… {32}) ، إلى قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً {42})

    4- انتقلت للنهي عن الصلاة بعد شرب الخمر ، وبينت نواقض الوضوء ، وضرورة التيمم في حالة عدم وجود الماء ، ثم انتقلت لتبين تحريف اليهود للكتب السماوية ، ودعت للإيمان بالله من قبل أن يحل العذاب على الكافرين كما حل بالأمم السابقة كما بينت أحوال الكفار في الآخرة وتمنيهم لو تسوى بهم الأرض ، كما بينت عقائد أهل الكتاب الزائغة ، من قوله تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى…. فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً {43}) ، إلى قوله تعالى : ( .. لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً {57})

    5-وجّهت المؤمنين لطريق السعادة بطاعة الله ورسوله ، وأداء الأمانة والحكم بالعدل ثم ذكرت صفات المنافقين التي ينبغي الحذر منها ، من قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.. {58}) إلى قوله تعالى : (ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً {70})


    6- من الإصلاح الداخلي انتقلت إلى الاستعداد للأمن الخارجي الذي يحفظ على الأمة استقرارها وهدوءها ، فأمرت بأخذ العدة لمكافحة الأعداء ، وبينت حال المتخلفين عن الجهاد المثبطين للعزائم من المنافقين محذرة المؤمنين من شرهم ، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً {71}) ، إلى قوله تعالى : (اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً {87})


    7أعقبت الحديث بذكر نوع آخر من المنافقين وهم : المظهرون إسلامهم ولم يهاجروا مع كفرهم ، حيث وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم في قتالهم اشتباه فجاءت الآيات لتدفع ذلك الاشتباه وتحذر منهم ، ثم ذكرت حكم القتل الخطأ والقتل العمد وذكرت مراتب المجاهدين ومنازلهم الرفيعة في الآخرة ، من قوله تعالى : (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ… {88})إلى قوله تعالى : (دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {96})

    8- ذكرت عقاب القاعدين عن الجهاد الذين سكنوا في بلاد الكفر ، ثم رغبت في الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وما يترتب عليها من سعة وأجر ، وبيّنت كيفية صلاة المسافر وطريقة صلاة الخوف .
    ثم أتبعت ذلك بمثال رائع للعدالة بإنصاف يهودي اتهم ظلماً بالسرقة وإدانة من تآمروا عليه ، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ.. {97}) إلى قوله تعالى : (…وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً {113})


    9تطرقت الآيات لموضوع النجوى وأنها لا تخفى على الله تعالى ، وأن مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم جرم عظيم ،ثم حذرت ثانية من ظلم النساء في ميراثهن ومهورهن ، وذكرت النشوز وطرق الإصلاح بين الزوجين ، من قوله تعالى : (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ.. {114}) ، إلى قوله تعالى : (مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً {134})

    10أمر الله تعالى في الآيات بالعدل التام في جميع الأحكام ، ودعت الآيات لأداء الشهادة على الوجه الأكمل وأعقبت ذلك ذكر أوصاف المنافقين المخزية ومالهم من عقاب وعذاب أليم ، من قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ… {135})إلى قوله تعالى : (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً {147}‏)


    11ذكرت الآيات أنه تعالى لا يحب إظهار القبائح إلا في حق من زاد ضرّه ، ثم تحدث عن اليهود وموقفهم من رسل الله الكرام وعدّد جرائمهم الشنيعة ، من قوله تعالى : (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً {148}) إلى قوله تعالى : ( … وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً {162})

    12 ذكرت أن الإيمان بجميع الرسل شرط لصحة الإيمان وأنه تعالى أرسل سائر الرسل مبشرين ومنذرين ، ثم دعت النصارى إلى عدم الغلو في شأن المسيح باعتقادهم فيه فهو ليس ابن الله كما يزعمون ، ثم ختمت بآية الكلالة التي تدعو لرعاية حقوق الورثة من الأقرباء ، من قوله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ… {163} ) إلى قوله تعالى : ( … يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {176}
    **************************************
    يتبع ان شاءالله ….. سورة المائدة..

    سورة المائدة


    تناولت السورة موضوع التشريع بإسهاب ، إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب ، وفيها التوصية بأهمية الوفاء بالعقود والمواثيق بكل أنواعها .


    1 ابتدأت السورة بالحديث عن بعض الأحكام الشرعيّة وأهمها : أحكام العقود والذبائح والصيد والوضوء ، وأمرت بالاستقامة والعدل وذلك لبيان الحلال والحرام ، مذكرة بنعم الله تعالى الجليلة على عباده بالهداية إلى الإسلام ودفع الشرور عنهم ،من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ .. {1} )إلى قوله تعالى : ( … وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {11})


    2- أعقبت ذلك ببيان الميثاق الذي أخذه الله تعالى على أهل الكتاب ونقضهم إياه ، ومعاقبة الله تعالى لهم بتسليط بعضهم على بعض ، وفي الآيات دعوة إلى الاهتداء بنور القرآن الكريم ،من قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيـباً … {12}) إلى قوله تعالى : ( .. فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {19})

    3ذكرت الآيات تمرد بني إسرائيل وعصيانهم لأمر الله لهم بالقتال في سبيله ،وعقابه تعالى لهم بجعلهم يتيهون في الأرض أربعين سنة ، من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء… {20}) إلى قوله تعالى : (فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {26})

    4ثم ذكرت قصّة ابني آدم قابيل وهابيل ، وعصيان ( قابيل ) وقتله النفس البريئة التي حرمها الله بغير الحقّ ، أعقبتها ببيان عاقبة الإفساد في الأرض ، وفتح باب التوبة للتائبين وبيّنت الآيات عقاب الضالين ، كما بيّنت حدّ السرقة وأنه تعالى غفار لكل من آمن وتاب ، من قوله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ… {27}) إلى قوله تعالى : ( .. يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {40})

    5أعقبت ذلك بذكر أمر المنافقين و اليهود في حسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتربصهم به وبأصحابه الدوائر، وبيَّنت الآيات أن الله تعالى سيعصم رسوله من شرّهم وينجيه من مكرهم ، ثم ذكرت ما أنزل الله من أحكام نورانية في شريعة التوراة والإنجيل والقرآن الكريم فكلها كتب سماوية فيها حكم الله تعالى وقد نسخها القرآن الكريم وجاء الأمر الإلهي باتِّباع أوامر الله تعالى فيه ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ … {41}) إلى قوله تعالى : (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يـَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمـاً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ{50})

    6حذَّرت الآيات من موالاة اليهود والنصارى ، وعدّدت جرائم اليهود وما اتهموا به الذات الإلهية المقدسة من شنيع الأقوال وقبيح الفعال ، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ.. {51}) إلى قوله تعالى : ( … مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ {66})

    7بيّنت أمر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغ الدعوة ووعده له بالحفظ والنصرة ، ثم بيّنت تحريف أهل الكتاب لكتبهم السماوية وكفرهم بالرسل الذين أرسلوا من الله إليهم ، واعتقادهم بألوهية عيسى عليه السلام ، وبيّنت سخطه تعالى على أهل الكتاب ، فقد كانوا لا يتناهون عن المنكر فيما بينهم ، ويتخذون الكافرين أولياء ، فكانت عاقبتهم الخلود في نار جهنم ، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ.. {67}) إلى قوله تعالى : (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {81})

    8ذكرت الآيات عداوة اليهود الشديدة للمسلمين ، وبيّنت أن النصارى ألين عريكة من اليهود في التعامل مع المسلمين ، ثم عادت إلى الأحكام الشرعية فذكرت منها : كفّارة اليمين ، وتحريم الخمر والميسر ، وجزاء قتل الصيد في حالة الإحرام ، من قوله تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ.. {82}) إلى قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {96})

    9- ذكرت الآيات أن الله تعالى قد جعل الكعبة قياماً للناس ، وأنّه ركز في القلوب تعظيمها .
    وجاء في الآيات نهي الناس عن السؤال عن أشياء إن بدت لهم ساءتهم كحال آباءهم في الجنة أم في النار .
    كما جاء في الآيات ذمٌّ للمشركين حين أحلّوا ما حرم الله تعالى .
    وتضمنت الآيات دعوة لإصلاح النفس وتهذيبها ، من قوله تعالى : (جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ.. {97}) إلى قوله تعالى : (إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {105})

    10ذكرت أهمية الوصيّة عند دنو الأجل وأمر الناس بتقوى الله ، من قوله تعالى : (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ {106}) إلى قوله تعالى : ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {108})


    11- أخبرت الآيات عن يوم القيامة وأهواله ، وسؤال الله تعالى الرسل عن أممهم .
    وانتقل الحديث في الآيات للإخبار عن المعجزات التي أيد بها الله عبده ورسوله عيسى عليه السلام .
    وذكرت معجزة المائدة التي أنزلها تعالى على بني إسرائيل من السماء .
    وختمت السورة الكريمة ببراءة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام من دعوى الألوهية ، من قوله تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {109}) إلى قوله تعالى : (لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {120}‏)

    *******************************************
    يتبع ان شاءلله …. سورة الانعام

    سورة الأنعام


    من السور التي يدور محورها حول العقيدة وأصول الإيمان ، وإلى توحيد الله توحيداً خالصاً عن طريق النظر إلى قدرة الله عزّ وجل وملكوته في الكون ،فهي أكثر سورة تشعرك بمحبة الله من خلال استشعار عظَمَته وقدرته في الكون .
    وتتلخص قضاياها فيما يلي : ( قضية الألوهية ، قضية الوحي والرسالة ، قضية البعث والجزاء ) .


    1 بدأت السورة الكريمة بإقامة الدلائل والبراهين على قدرة الله ووحدانيته ، وتحدّثت الآيات عن استهزاء الأمم السابقة برسلهم وعقاب الله تعالى لهم تحذيراً للمستهزئين من الكفار برسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيداً لهم بأن عذاب الله آت ، ثم تبين قدرته تعالى ووحدانيته وعظمته ، من قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ {1}) إلى قوله تعالى :(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ {18}‏)

    2ذكرت الآيات شهادة الله تعالى على صدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام ، ثم ذكر موقف الجاحدين المكذبين للقرآن والوحي وحسرتهم الشديدة يوم القيامة، وتضمنت الآيات دعوة للنبي صلى الله عليه وسلم كي على الأذى وبيّنت أن أمر الهداية بيد الله تعالى ، من قوله تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ.. {19}) إلى قوله تعالى : ( … وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ {35})


    3يبين تعالى سبب إعراض المشركين عن القرآن ، وذلك لأن القرآن نور للمؤمن لكن الكافر بمنزلة الميت الذي لا يسمع أو يستجيب ، ثم تحدّثت عن عقاب الله تعالى للأمم السابقة ، تحذيراً للناس وإنذاراً لهم من أن يتّبعوا سبيل الغيّ والضلال .
    من قوله تعالى : (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {36} إلى قوله تعالى : (قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّه أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ {58})

    4- ذكرت الأدلة على صفات الله القدسية ومنها : علمه ، وقدرته ، وعظمته ، وجلاله ، وسائر صفات الجلال والجمال ، ثم ذكرت نعمته تعالى على العباد بإنقاذهم من الشدائد ، وقدرته على الانتقام ممن خالف وعصى أمره ، داعية المؤمنين لتقواه والصلاة له وحده سبحانه فإليه يحشر الناس وله الملك وبيده علم الغيب ، من قوله تعالى :(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.. {59}‏) إلى قوله تعالى : ( … وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ {73})


    5ذكر ت قصة أب الأنبياء ( إبراهيم ) عليه السلام لإقامة الحجج على مشركي العرب في تقديس الأصنام فقد جاء بالتوحيد الذي يتنافى مع الإشراك بالله ، وذكرت شرف الرسل من أبناء إبراهيم وأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهديهم الكريم ، ثم انتقلت للحديث اليهود والمشركين الذين حرفوا الكتاب وحالهم عند الموت ، من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74}) إلى قوله تعالى : ( … لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ {94})



    6ذكرت الأدلة الدالة على وجود الخالق وكمال علمه وقدرته وحكمته تنبيهاً على أن المقصود الأصلي إنما هو معرفة الخالق بذاته وصفاته وأفعاله ،وجاء النهي عن سب الذين يعون من دون الله لأن ذلك يدعوهم لسب الله جهلا منهم ، كما بيّنت الآيات طغيان الكافرين وصعوبة إيمانهم وعنادهم فلا يستطيعون اتباع آيات الله ، من قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {95}) إلى قوله تعالى : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {110})


    7 ذكرت أن رؤية المعجزات لن تفيد من عميت بصيرته ، وأنه لو أتاهم بالآيات التي اقترحوها من إنزال الملائكة ، وإحياء الموتى حتى يكلموهم ، وحشر السباع والدواب والطيور وشهادتهم بصدق الرسول ما آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا بالقرآن الكريم لتأصلهم في الضلال ، ودعت الآيات للأكل مما ذكر اسم الله عليه ، ثم ذكرت أن من البشر فريقان : فريق مهتد وآخر ضال ، داعية المؤمنين للثبات على صراط الله المستقيم ، من قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ.. {111}) إلى قوله تعالى : (لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {127})



    8-بيّنت أنه سيحشر الخلائق جميعاً يوم الحساب لينال كلّ الجزاء العادل على ما قدم في الحياة ،وبينت جهل المشركين وخرافاتهم تحذيرا منهم وبيانا أنه لا أهلية لهم في القدح بالحق ، وتصرفهم في كثير مما أحله الله لهم من الحرث والأنعام ، من قوله تعالى :(وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ.. {128}) إلى قوله تعالى : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ {140})



    9ذكرت امتنانه تعالى على العباد بالرزق الذي تصرفوا فيه بغير إذنه تعالى افتراء منهم عليه واختلاقاً ، ثم أعقبته ببيان أن المشركين سيحتجون على شركهم وتحريمهم ما أحل الله بالقضاء والقدر وأنهم سيجعلون ذلك حجة لهم في دفع اللوم عنهم ، ثم جاءت الآيات ترد ليهم وتبطل شهادتهم ، من قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ… {141})إلى قوله تعالى : ( … وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ {150})


    10ذكرت ما حرَّمَهُ تعالى على الكفار من الأمور الضارة ، وذكرت الوصايا العشر التي اتفقت عليها الشرائع السماوية وبها سعادة البشرية ، من قوله تعالى : (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّم رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً… {151}‏) إلى قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {165})
    ***********************************
    يتبع إن شاءالله ….. سورة الاعراف

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.