سوف نمشى مع ترتيب آيات القرآن الكريم فى سورة النمل و مع أول قصة و هى قصة النملة يقول الله تعالى (حتى إذا أتوا على وادى النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون …. فتبسم ضاحكا من قولها ………) سورة النمل
(فتبسم ضاحكا من قولها)
هذا أول درس من قصة سيدنا سليمان و هو الابتسامة و إن كانت دروس تنفع الحاكم أكثر من الداعية و لكنى وضعتها هنا لتقارب الفوائد التى من الممكن أن يتخذها الداعية لو طبقها على نفسه و الله أعلم و لكن أرردت أن لا أكتم شيئا و أن لا ننتقص من الموضوع و أن نأخذه ببركته
ومن هذه الآية نأخذ الآتى :
1 ـ تبسم سليمان عليه السلام لكلام النملة هو بمثابة تبسم الكبير للضعيف
الذي يخافه وهو لا ينوي أذاه
2 ـ تبسم سليمان عليه السلام لكلام النملة هو بمثابة تبسم الحاكم العادل للفقير.
الدرس الثانى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"قالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ *
فَلَمَّاجَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِين " النمل 41
-نفكر و نتصرف أحياناً كما تعودنا أو كما تعود غيرنا أن يفعل
أمامنا؛
فقوة التعود تتحكم فى طريقة التفكير و التصرفات الخاصة بنا
فنتحرك فى اتجاه ثابت ، محدد مسبقاً بالنسبة لنا
كم مرة رفضت فكرة لمجرد أنك لم تعتد عليها؟
الرسائل الربانية أتت إلى الناس لتغير ماتعودوا عليه من معاصى .
كانت قصة نقل العرش بمثابة اختبار لبلقيس هل ستنفي أنه عرشها
لمجرد انه موجود فى مكان لم تعتد عليه؟
هل ستهمل الرسالة و تكابر؟ أم ستتعرف على الرسالة
وتتقبلها بمحض إرادتها دون تدخل من أحد؟
نجحت بلقيس فى الاختبار وغلبت قوة التعود داخلها
و تلقت الرسالة و آمنت برب العالمين
حذار أن يشعر بها الطرف الآخر
الدرس الثالث:"كن مبادراً"
كان الهدهد موظفا ًغير عادي كانت عنده إيجابية و مبادرة ملحوظة
"
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإ ٍيَقِينٍ"
فالهدهد استنكر أن يجد أقواماً يعبدون غير الله ،
وهذا حرص منه على رسالة التوحيد،
فجاء الهدهد بأخبار صحيحة ودقيقة عن هؤلاء القوم.
و هنا تتجلى مسؤولية الموظفين تجاه إيمانهم بالرسالة
و إيجابيتهم فى العمل الاستكشافي وتحري المعلومات الصحيحة
ودفاعهم عن رأيهم أمام شك ولي الأمر ماداموا متأكدين من معلوماتهم
ترى ؟ كم هدهدا لدينا؟؟؟؟؟؟؟
الصواب أن نكون كلنا هدهد