ماالطعام الذي حرمه اسرائيل علي نفسه؟ 2024

يقول الله تعالى ( كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ، فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون ، قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ، إن أول بيتٍ وُضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ، فيه آياتٌ بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حجُ البيت من اسـتطاع إليه سـبيلاً ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) فيما يتعلق بالقضية الأولى قضية الطعام وما حَرُم منه على اليهود ، والخلاف في ذلك بينهم وبين المسلمين ، أخذت دوراً بارزاً في النقاش بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين يهود المدينة ، فيهود المدينة يزعمون أن الأطعمة التي يأكلها المسلمون ويحرّمها اليهود هي أطعمةٌ محرمةٌ بنص التوراة ، وأنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وتحداهم ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ، فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون ) وفي غمرة النقاش حول هذه النقطة سأل النبي صلى الله عليه وسلم أحبار اليهود بالذي أنزل التوراة على موسى : أتعلمون أن يعقوب ـ وهو إسرائيل ـ مرض مرضاً شديداً فنذر لئن شفاه الله تعالى أن يحرّم على نفسه أحب الطعام والشراب إليه ، وكان يعقوب عليه السلام مصاباً بمرضٍ يُقال له عرق النسا ، كان يقاسي منه آلاماً شديدة وخاصةً في الليل ، ثم شُفي من هذا الداء ، وكان أحب الطعام إليه لحوم الإبل وأحب الشراب ألبانها ، فحرّم على نفسه لحوم الإبل وألبانها .

واليهود ككل الأمم القديمة تعظم الأسلاف والماضين والآباء والأجداد ، وترى أن سلوكهم يجب أن يكون سنة ، وليس يجوز للأبناء أن يخالفوا الآباء في شيء ، ولما كان إسرائيل ـ أي يعقوب عليه السلام ـ يحتلُ عندهم منزلةً عالية فقد قلدوه في تحريم الطعام والشراب الذي حرّمه على نفسه . واستمرت أجيال اليهود على هذا حتى بعث الله موسى صلى الله عليه وسلم ، وسكتت التوراة فلم تتعرض لهذا الأمر بشيء ، ثم بُعث عيسى صلى الله عليه وسلم وهو نبيٌ من أنبياء بني إسرائيل ورجلٌ من العبرانيين ، وكان من جوهر رسالة عيسى صلى الله عليه وسلم أن يحلّ لبني إسرائيل بعض الذي حُرّم عليهم ، ولكن اليهود تعنّتوا وما زالوا مصريين على التمسك بتحريم لحوم الإبل وألبانها وبعض المطاعم الأخرى ، حتى بُعث محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، وادعوا أن تحريم هذه الأطعمة والأشربة جاءت في التوراة .

في الحقيقة بين يعقوب وبين موسى صلى الله عليه وسلم مسافةٌ زمنية طويلة ، التوراة لم تنزل إلا بعد إسرائيل بزمنٍ طويل ، واليهود كانوا يمتنعون عن هذه الأطعمة وهذه الأشربة قبل نزول التوراة ، وحين نزلت التوراة لم تصدقهم في نصها على تحريم لحم الإبل ولبن الإبل . ولهذا جاء التحدي من النبي صلى الله عليه وسلم ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ) لأن التوراة لا توجد فيها آية واحدة تحرّم شيئاً من هذا ، لكن القوم ـ أي اليهود والنصارى ـ كما ذكرنا مراراً حينما هجروا أحكام الله وعيّنوا على آراء الرجال وأنزلوا آراءهم منزلة الأحكام واجبة الرعاية ، تكونت لديهم من اجتهادات أحبارهم وكهّانهم طائفةٌ ضخمة من الأحكام أضافوها إلى الله تعالى زوراً وبهتاناً ، وكانوا يدّعون أنها من كتاب الله المنزل ، وما هي من الكتاب المنزل . ثم ما زالت طريقتهم تلك بالتشديد على أنفسهم حتى أذن الله جلّ وعلا على ألسنة أنبياء بني إسرائيل بعقوبتهم بالتشديد ، كلما أحدثوا بأنفسهم تحريماً جاء رسولٌ من رسلهم ونبيٌ من أنبيائهم يبلغهم أن الله حرّم عليهم هذا .

    جزاكى الله خيرا معلومات جدا قيمة

    بارك الله فيكي

    الونشريس

    جزاكي الله الف خير

    بارك الله فيكى

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.