أهل العلم هم ورثة الأنبياء 2024

أهل العلم هم ورثة الأنبياء

أهل العلم هم ورثة الأنبياء كما قال صلى الله عليه وسلم: " العلماء ورثة الأنبياء " فالله – سبحانه – جعل العلماء وكلاءَ وأمناءَ على دينه ووحيه وارتضاهم لحفظه والقيام به والذبِّ عنه، وناهيك بها منزلة شريفة ومنقبة عظيمة.قال ابن القيم: "قوله: "إن العلماء ورثة الأنبياء" هذا من أعظم المناقب لأهل العلم فإن الأنبياء خير خلق الله، فورثتهم خير الخلق بعدهم، ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده، ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أرسلوا به إلا العلماء كانوا أحق الناس بميراثهم، وفي هذا تنبيه على أنهم أقرب الناس إليهم فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث، وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم فكذلك هو في ميراث النبوة والله يختص برحمته من يشاء"

منقول

    بارك الله فيك

    مرسى
    شكرا لكِ

    تسلمى

    الونشريس

    ورثة الأنبياء 2024

    الونشريس



    ورثة الأنبياء


    كلمة رائعه تلفت الانتباه فمن هم
    ورثة الانبياء؟


    كثيراً من طلبة العلم ماتكون الدراسه
    عبئاًثقيلاً عليهم


    ويتمنون ان تنتهى هذه المرحله


    لايعلمون أنهم فى أرقى مراحل حياتهم


    فمن سلك طريق العلم يكون قد سلك طريقه للجنة


    لأن العلم هو باب من أبواب الجنة
    طالما كان هدفه


    علم نافع لوجه الله يمحو به الجهل
    ويفيد نفسه وغيره


    ويصلح به المجتمع


    الونشريس


    هو أيضاًخير ميراث يتركه الفرد من بعده


    لاينقطع أجره بل مستمر


    العلماء هم ورثة الانبياء


    فأعلم يا طالب أو طالبة العلم


    أنك مكرم من أول خطواتك التعليميه
    حتى تنهيها


    وتحصل على شهادتك


    تنفع نفسك وتفيد وطنك وترتقى بأمتك


    وتقودها نحو الطريق الصحيح



    الونشريس


    وهى ليست مجرد شهادة تثبت للجميع أنك حصل عليها وتهملها


    لا عليك أن تحاول أن تنفع بها مجتمعك


    بأى طريقة حتى ولو كانت صعبه فى بدايتها


    فهكذا يكون الكفاح والجهاد فى طريق العلم


    وطريقك للجنة


    بالتوفيق والنجاح للجميع


    بقلمى دمعه حائره
    15-3-2019

      اسلوب كتابتك جميييل تسلمى

      الونشريس

      مبدعــــــــــه

      رائعه غاليتى

      تسلمى لنا متألقه دائما

      الونشريس
      شكرا اخواتى نورتوا واسعدنى تواجدكم

      أدعية الأنبياء عليهم السلام 2024

      الونشريس

      أدعية الأنبياء عليهم السلام
      *
      آدم عليه السلام
      "ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      … نوح عليه السلام
      … "رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولاتزد الظالمين إلا تبارا"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      هود عليه السلام
      "اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      أبراهيم عليه السلام
      "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ". "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      يوسف عليه السلام
      "فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      شعيب عليه السلام
      "وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      موسى عليه السلام
      "رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      سليمان عليه السلام
      "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      أيـــوب عليه السلام
      "رب إنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      يونـس عليه السلام
      "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      •••
      يعقوب عليه السلام
      "انما اشكو بثي وحزني الى الله"
      ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• •••
      محمـد صل الله عليه وسلم
      "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار

        تسلمى

        يسلموووو

        الأنبياء والرسل أصحاب حرفة ومهنة 2024

        الأنبياء والرسل أصحاب حرفة ومهنة
        الونشريس
        الإسلام دستورٌ عظيم، يعمل على استقرار حياةِ الأفراد والجماعات، والأمم والمجتمعات، وإنَّ التأمُّلَ في منهج الإسلام – الذي ارْتَضاه الله تعالى لنا دِينًا – يجده يُولِي الحِرفةَ، أو بصِفة عامة "العمل" عنايةً فائقة؛ فقد قال الله – تعالى -: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105]، كما أنَّ أنبياءَ الله ورُسلَه كان لكلِّ واحد منهم حِرْفة أو مِهْنة يعتزُّ بها ويتقنها، ورَوَى الحافظُ البزَّارُ عن رِفاعة بن رافِع: أنَّ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – سُئِل: أيُّ الكسب أطيبُ؟ قال: ((عمَلُ الرَّجلِ بيده، وكُل بيْع مبرور))؛ وروى البخاريُّ في صحيحِه عن المِقدام بن معدِيكرب – رضي الله عنه – عنِ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((ما أكَل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا مِن أن يأكُلَ مِن عمل يدِه، وإنَّ نبيَّ الله داود – عليه السلام – كان يأكُل مِن عمل يدِه)).

        هذا يدلُّ على أنَّ لكلِّ نبي مِهنةً أو حِرْفة؛ لأنَّ مِن الدِّين أن يقومَ الإنسانُ بأداء ما تتطلَّبه شؤونُ الحياة مِن زِراعة وصناعة وتِجارة وحِرْفة ومِهنة بالطريقة التي يُوضِّحها الإسلام؛ لهذا نرى الإسلامَ يوجِّه أتباعَه إلى استخدام وسائل الإنتاج المتاحَة لهم في جميعِ مجالات العمل.

        ففي مجال الصناعة يقول الله – عزَّ وجلَّ – في كتابه الكريم: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾ [الحديد: 25]، تدلُّنا هذا الآيةُ الكريمة على فضْلِ الصناعة التي مكَّنَت للإنسان أن يَتَّخِذ ممَّا ذرأ على الأرْض، وما أُودِع في بطنِها لتوفيرِ راحته وقيامِ حضارته.

        ومِن شَرَف المِهنة أنَّ الله – عزَّ وجلَّ – علَّمها أنبياءَه ورُسلَه، فآدم أبو البشَر – عليه السلام – كان فلاَّحًا يحرُث الأرض ويزْرَع بنفسِه، وتساعده زوجتُه حواءُ في جميعِ الأعمال التي تتطلَّبها مهنةُ الزراعة، ويصنع كذلك المعدَّاتِ التي تُعينه على ذلك، وكان نبيُّ الله إدريس – عليه السلام – خيَّاطًا، وكان نوحٌ – عليه السلام – نجَّارًا؛ يصنع الفُلْك الذي يتَّخذه طريقًا للنجاةِ مِن الطوفان، فقال الله – عزَّ وجلَّ – ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ﴾ [هود 37 – 38].

        وكان خليلُ الله إبراهيم – عليه السلام – بنَّاءً، وهو الذي بنَى الكعبة – البيت الحرام – وعاونَه في عملية البناء ولدُه إسماعيل – عليه السلام – فقال الله – تعالى -: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127].

        وكان إلياسُ – عليه السلام – نسَّاجًا، وكان داودُ – عليه السلام – حدادًا يصنَع الدروع؛ قال الله – تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [سبأ: 10 – 11].

        يقول النَّسَفيُّ في تفسيره:
        "أي: جعْلنا الحديد له ليِّنًا كالطين المعجون، يصرف بيدِه كيف يشاء مِن غير نار ولا ضَرْب بمطرقة، وقيل: لأنَّ الحديدَ لانَ في يدِه لِمَا أُوتي مِن شِدَّة القوَّة، ويصنع الدروع التامَّة التي تُستعمل في الحروب، وهو أوَّل مَن استخدمها في الحَرْب، وكان يبيع الدرعَ فيُنفِق منها على نفْسِه وعياله، ويَتصدَّق على الفقراء، وقيل: كان يخرج متنكِّرًا فيسأل الناسَ عن نفْسِه، ويقول لهم: ما تقولون في داود؟ فيُثنون عليه.

        فقيَّض الله له مَلَكًا في صورة آدمي على عادتِه، فقال له: نِعمَ الرجل، لولا خَصلةٌ فيه، وهو أنَّه يُطعِم عيالَه مِن بيت المال، فسأل عندَ ذلك ربَّه أن يُسبِّب له ما يَستغني به عن بيتِ المال، فعَلَّمه صنعةَ الدروع.

        أمَّا سيِّدنا موسى – عليه السلام – فكان راعيًا للغَنَم؛ قال – تعالى -: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ﴾ [طه: 17 – 18].

        وكان سيِّدنا عيسى – عليه السلام – يَعْمَل بالطبِّ؛ قال الله – تعالى – في كتابه الكريم: ﴿ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 49].

        وقال الله – عزَّ وجلَّ – في شأنِ يوسف – عليه السلام -: ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ﴾ [يوسف: 54]، ومِن هذه الآية الكريمة يتَّضح أنَّ يوسفَ – عليه السلام – استدعاه مَلِكُ مصر؛ ليجعلَه أثيرًا لديه، محظيًّا عنده، ومعلوم أنَّ مَن كان بهذه المنزلة لدَى الملوك فهو مِن أربابِ الحياة الرغدة، ثم هو مِن أهل التَّرَف، وقد رفض يوسف – عليه السلام – أن يُعطِّل ما أعطاه الله مِن قوَّة، وما منحَه مِن جهد، وما ألْهَمه من عِلم وخِبرة، ويرضَى بحياة البطالة التي لا تستريح لها نفْسٌ أبيَّة، فطلَب أن يقومَ بعمل فيه كثير من الجهد؛ إصلاحًا لأمور الناس، وحِفظًا للمجتمع مِن الاختلال؛ قال الله – تعالى – عن يوسف – عليه السلام: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ﴾ موضِّحًا له الحِكمةَ في هذا الطلب بقوله: ﴿ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].

        أمَّا رسولُنا الكريم – صلَّى الله عليه وسلَّم – فكان يعمل منذُ الصِّغر راعيًا للغنم، وهو لم يبلغِ السادسة من عُمره، وكان النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – بعدَ ذلك يذكُر في غِبطة وسرور رَعْيَه الغنم، كان يقول: ((ما بَعَث الله نبيًّا إلا رعَى الغَنَم))، وقد أفادَ مُحمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – مِن هذا العملِ ومِن حياة الصحراء: صحَّةَ البَدن، ومَتانة الخَلْق، وتعلُّم الصَّبْر، وقوَّة الاحتمال والرأفة، والعطْف على الضعيف، وحُسْن السياسة، والنظر فيما حولَه بعَيْن التأمُّل والتدبُّر.

        كما كانتِ التجارة من الحِرَف الشريفة التي تَشيع بين أهل مكة، وكان لقريشٍ رحلتان تجاريتان: إحداهما في الصيف إلى الشام، والأخرى في الشتاء إلى اليمن، وكان أبو طالب يخرُج للتجارة كما يخرُج غيرُه من أشرافِ قريش.

        ويُروى أنَّ محمدًا – صلَّى الله عليه وسلَّم – حين بلَغ التاسعةَ من عُمره تعلَّق بعمِّه أبي طالب ليصاحبَه في سفره، وفي هذه الرِّحلة بدأ محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – يدرك قيمةَ التِّجارة، ويَعرِف ألوانًا مختلِفة مِن معاملاتِ الناس وأخلاقِهم، ممَّا وجَّهه فيما بعدُ إلى الاشتغال بهذه المِهنة.

        أضِفْ إلى ذلك أنَّ السيدةَ خديجةَ – رضي الله عنها – كانتْ تُنمِّي مالَها بالتجارة، وتَعْهَد به – نظيرَ أجْر – إلى مَن تثِق فيهم مِن أهل مكة، وقد عرَض عليها أبو طالب أن يُتاجِرَ لها ابنُ أخيه محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – فرحَّبَتْ بذلك؛ لِمَا سمعتْه وعرفتْه من صفاته الكريمة، وخِبرته بالتجارة، وضاعفَتْ له الأجر، وعاد أبو طالبٍ إلى ابنِ أخيه محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – وبشَّره بالرِّزق الذي ساقَه الله إليه، وسار محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – بالتجارة إلى الشام، ومعه غلامٌ للسيِّدة خديجة يُسمَّى "ميسرة"، وتصرَّف فيما معه تصرُّفَ العاقل الحكيم: باع واشترى، وقايض، وربِح لخديجة ربحًا وفيرًا في فترة قصيرة، وجلَب لها مِن البضائع كلَّ ما تحب، وكل ذلك في لِين وأمانة، وحُسْن معاملة، ولعلَّ ما اشتهر عنه مِن الأمانة وحُسْن الخُلُق كان من العواملِ التي دعَتْ خديجةَ – رضي الله عنها – إلى اختيارِه للتجارة في أموالها – كما رأت – وصَدَق ظنُّ خديجةَ في محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – فحينما عادتِ القافلة إلى مكة أسْرَع محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – إلى خديجةَ وأخبرَها بما باع وبما اشترى، وعرَّفها بمقدار ما بلغَه ربحُها في التجارة فسُرَّتْ من حديثه، وأُعجِبت بأمانته وصِدْقه، وحدَّث ميسرةُ سيدتَه خديجة – رضي الله عنها – بما كان من محمَّد في شؤون التِّجارة، وأثْنَى على صِدقه وأمانته، وحُسْن تصرفه، ولطف معاملته للناس، فأثَّر ذلك في نفْسِها تأثيرًا شديدًا.

        وأخيرًا: فإنَّ الشُّكْرَ على النِّعمة يقتضي حفظَها، والمداومة عليها، لقد خاطبَ الله رسلَه وأنبياءَه بقوله – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]؛ وذلك ليكونوا لنا خَيرَ قُدوةٍ في حياتنا الدنيوية.

        م/ن

          الونشريس
          بارك الله فيك

          ينقل لقسم قصص الانبياء والرسل
          الونشريس

          السكينة وصف الأنبياء والصالحين 2024

          السكينة وصف الأنبياء والصالحين

          إن السكينة إذا نزلت على القلب اطمأنَّ بها، وسكنت إليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار، وأنطقت اللسان بالصواب والحكمة، وهي حال النبي صلى الله عليه وسلم يوم قام يصدع بالحق في الخلق ويبلِّغ دعوة التوحيد لمن ران على قلوبهم الشرك، فناله ما ناله من الأذى، خُنِقَ تارة، وأُلقيَ على ظهره الشريف سلا الجزور أخرى، حُوصِرَ في الشِعب ثلاث سنوات، واتُهم بأنه ساحر وكاهن ومجنون ويُفرق بين المرء وزوجه.
          كل ذلك وهو صابر محتسب، ينطقُ بلسان حاله قبل مقاله: "أن لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري؛ على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".
          واجه الإساءة بالإحسان، واستمر صلى الله عليه وسلم في دعوته غير عابئ بالصد والتنفير من عبادة الله، يقول: "رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". تمنّى لهم الخير ودعا لهم به وقال: "لعلَّ الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يُشرك به شيئًا".

          السكينة علامة اليقين

          فالسكينة هي علامة اليقين والثقة برب العالمين، تثمر الخشوع وتجلب الطمأنينة، وتلبس صاحبها ثوب الوقار في المواطن التي تنخلع فيها القلوب وتطيش فيها العقول، انظر يوم الهجرة وقول أبي بكر رضي الله عنه: "لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا".
          والنبي صلى الله عليه وسلم يُجيبه: "ما بالك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا".

          قال تعالى: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة:40].

          ومن طالع حاله صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية وهو يقول: "إنه ربي وإنه لن يضيعني"، ويوم أحد عندما كُسرت رباعيته وجُرح في وجهه الشريف، ويوم الأحزاب عندما ربط الحجر على بطنه الشريف من شدة الجوع، ينقل التراب.

          وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول:

          والله لولا أنت ما اهتدينا .. … .. ولا تصدقنا ولا صلينا
          فأنزلن سكينــة علينا .. … .. وثبت الأقدام إن لاقينا
          إن الألى قد بغـوا علينا .. … .. إذا أرادوا فتنـة أبينا"
          أقول: من طالع أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم في عسره ويسره لعلم أن السكينة هي علامة رضا الله عن العبد، وهي أيضًا تؤدي إلى الرضا بما قسم الله عز وجل، وتمنع من الشطط والغلو،
          كما أنها من الأمور التي تُسكنُ الخائف وتُسلي الحزين، وفيها طاعة لله وتأسٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى في وصف المؤمنين يوم بيعة الرضوان: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح:18].
          وقال تعالى عن يوم حنين بعد أن ولوا مدبرين: (ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ) [التوبة:26].

          السكينة عند الشدائد

          السكينة هي سمتهم وهيئتهم يوم الأحزاب: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [ الأحزاب:22].
          هي وصف بلال وهم يضعون الصخر على ظهره في حر الظهيرة بمكة وهو يردد: أحدٌ أحد.
          وفتى قريش المدلل، مصعب بن عمير، عندما تمتنع أمه عن الطعام والشراب حتى تموت ويُعير بها، فيأتيها بعد ثلاث ويقول لها: لو كانت لكِ مئة نفسٍ فخرجتْ نَفسًا نفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء. فأكلت وشربت، وهذا هو شأنه رضي الله عنه وهو يهاجر إلى المدينة لتعليم أهلها الإسلام، وهو يعيش شظف العيش راضيًا عن الله.
          ثم وهو يموت ويردد قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران:144]. قال ذلك بعد أن قُطعت يمينه وشماله، وأجهز عليه ابن قمئة بحربة.
          تمكنت السكينة من نفس خبيب بن عدي وقد أحاط به المشركون لقتله، فقام يصلي لله ركعتين، ثم قال: اللهم إني لا أرى إلا وجه عدو، ولا أرى وجها يُقرئ رسولك مني السلام، فأقرئه مني السلام، ثم لما قتل وقع وهو يردد:
          ولستُ أُبالي حين أُقتل مسلمًا .. … .. على أي جنبٍ كان في الله مصرعي
          فذلك في ذات الإله وإن يشأ .. … .. يُبارك على أوصـال شلو ممــزع
          وأحوال الأولياء والصالحين مع السكينة تطول، ولم لا وهي صفة لازمة للأنبياء والمرسلين: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام:90] .

          السكينة صفة الأنبياء

          هي حال إبراهيم – عليه السلام – وهو يواجه أباه وقومه والنمروذ، وهو يترك هاجر وولده الوحيد إسماعيل بمكة المكرمة، وهو يهمّ بعد ذلك بذبح إسماعيل، رباطة جأش وطمأنينة قلب في حِله وترحاله، ونقضه وإبرامه، ووصله وهجره.
          السكينة هي صفة نبي الله موسى – عليه السلام – وهو يواجه فرعون ويثبت بني إسرائيل ويقول لهم: (اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف:128]،
          وهو يواجه الهلكة المحققة، فالبحر أمامه وفرعون خلفه ووراءه، فتقول بنو إسرائيل: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) فيجيبهم نبي الله موسى – عليه السلام –: (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 61، 62].
          هي سمت نبي الله يوسف عليه السلام في مواجهته لإخوته وللنسوة في مراودتهنَّ له، وهو في السجن وبعد أن تولى ملك مصر، وهو يتوجه إلى ربه بالدعاء: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف:101].
          وجاء في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة: "إني باعثٌ نبيًا أميًا، ليس بفظٍ ولا غليظ، ولا سخّاب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قوّال للخنا، أجعل السكينة لباسه والبر شعاره".

          سكون القلب وتسلية الحزين

          فالسكينة شيء من لطائف صُنع الله تعالى نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقلوب المؤمنين، جمعت قوة وروحًا، فسكن بها الحائف وتسلّي بها الحزين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه".
          وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "السكينة مغنم وتركها مغرم".
          وقال ابن عباس: "كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة إلا في سورة البقرة". يقصد قوله تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [البقرة:248].
          وقد وردت النصوص تحضُّ عليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أُقيمت الصلاة فلا تأتوهها تَسْعون وأتوها تمشون عليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا".
          [رواه البخاري ومسلم].
          وفي الحديث: "لا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة". [رواه البخاري].
          وورد: "يسّروا ولا تعسروا، وسكّنوا ولا تنفّروا". [رواه البخاري ومسلم].
          وقال صلى الله عليه وسلم في عشية عرفة للناس حين دفعوا: "عليكم بالسكينة". [رواه مسلم].
          والسكينة من الله. قال تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) [الفتح:26].
          وقال: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [الفتح:4].
          وما عند الله من خير وبركة وسكينة لا نناله إلا بطاعتنا له، والدعاء من أعظم الأسباب في تحصيلها.
          وفي الحديث: "تلك السكينة تنزَّلت للقرآن". [رواه البخاري ومسلم].
          وورد: "ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده". [رواه مسلم].
          وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم". [رواه البخاري ومسلم].
          وقد جربت الأكابر قراءة آيات السكينة عند اضطراب القلب فرأوا لها تأثيرًا عظيمًا. وفي ذلك يقول ابن القيم في "مدراج السالكين": "كان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – إذا اشتدَّت عليه الأمور قرأ آيات السكينة، وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه: لما اشتد عليَّ الأمر قلت لأقاربي ومن حولي: اقرأوا آيات السكينة. قال: ثم أقلع عن ذلك الحال وجلستُ وما بي قَلَبَةٌ".
          وقال ابن القيم أيضًا: "قرأت هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يَردُ عليه فرأيت لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه وطمأنينته".
          فاللهم أنزلن سكينة علينا .. … .. وثبت الأقدام إن لاقينا

          ونسألك اللهم من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.

            بارك الله فيك