الإخلاص في الدعوة إلى الله 2024

الونشريس

لإخلاص في الدعوة إلى الله الإخلاص هو تجريد القصد لله تعالى ، وطلب مرضاته دون سواه ، وهو روح الأعمال وأساس قبولها عند الله ، قال تعالى : " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " .
ولا يتحقق الإخلاص في الدعوة إلا عندما يتأكد الداعية أن قصده رضا الله تعالى ، ويتجرد من الانقياد وراء حظوظ النفس ونوازع الهوى ومطالب الذات ، ويحرر نفسه من قيود الرياء ، وطلب الشهرة أو المدح أو الظهور أو السمعة ، أو حب التصدر والرئاسة والجاه ، ويتخلص من السعي خلف شهوة المال والجاه ، وطلب المنزلة في قلوب الناس واستقطابهم ، أو السعي وراء أي متاع من متع الدنيا وجعل الدعوة وسيلة له .
الونشريس

أهمية الإخلاص في الدعوة :

لئن كان الإخلاص مهما في جميع أعمال المسلم ، وركن أساس من أركان استقامتها وقبولها ، فإنه بالنسبة للدعوة إلى الله تعالى أهم وأجدر بمن تصدى لهذا العمل الشريف – ومن المفترض أن يكون الجميع كذلك – ، و ذلك لعدة أسباب رئيسة من أهمها :

أولا : إن طريق الدعوة طريق شاق ، مليء بالأشواك والمصاعب ، وليش مفروشا بالورود والرياحين ، فالداعية فيه في أمس الحاجة إلى صبر شديد يعينه على تحمل هذه المشاق والمصاعب كجفاء الناس وغلظ معاملتهم ، وقلة تقبلهم ، وهذا الصبر لا يتأتى إلا بوجود قوة نفسية كبيرة يستمدها الداعية من الإخلاص .

ثانيا : تحتاج الدعوة إلى الله تعالى إلى راحة نفسية وطمأنينة بال ، وصفاء فكر ، لأن الشخص المضطرب نفسيا والمشتت فكريا ليس له إنتاجية عملية في المجتمع ، لاستنفاد طاقاته الفكرية ، والإخلاص دائما أساس الراحة النفسية ، فمن طلب الآخرة توحدت همته ، وتجمعت همومه في هم واحد ، بينما الطالب للدنيا ورضا النفس تتشعب به أوديتها ، ويهيم في بحار مقاصدها المختلفة ، ويتشتت بين مطالبها :

إذا جعلت الهم هما واحدا .*.*.*.*.*.*. نعمت بالا وغنيت راشدا

ثالثا : أغلب أعمال الدعوة إلى الله تعالى تكون مكشوفة ظاهرة للعيان ، تكون في أوساط الناس ، فهي معرضة للرياء والتصنع والتكلف أكثر مكن غيرها .

رابعا : كثر في هذا الزمان السعي وراء الشهرة ، واللهاث خلف السمعة ، وأصبح حب الظهور والتصدر ، مقصد ومفخرة كثير من الناس ، فوجب على الداعية أن يكون حذرا من هذا المنحدر الخطير ، بالتمسك بأهداب الإخلاص .

خامسا : الدعاة مستهدفون في كل زمان ومكان ، من جميع أعداء الإسلام ، ودعاة الرذيلة والفساد ، فأعدائهم يحيطون بهم من كل ناحية ، والحصن من ذلك كله ، في الإخلاص لله تعالى والاعتصام به .

سادسا : الدعوة إلى الخير من أكبر ما يغيظ الشيطان ويوغر صدره ، فهو واقف بالمرصاد لكل من سلك هذا السبيل ، بالتلاعب في نيته ، وتثبيط عزيمته ، وتخذيل همته ، ولا سبيل لمقاومة كيده إلا بالإخلاص لله تعالى .

سابعا : الإخلاص مظنة تقبل الناس لأفكار الداعية ، واستماعهم لكلامه ، واقتناعهم بما يطرحه عليهم من أفكار ، فالناس دائما ينفرون من صاحب المصالح الشخصية ، ويجدون فجوة بينه وبينهم ، فيصمون آذانهم عن الإصغاء لكلامه ، ويغلقون عقولهم عن تقبل أفكاره .

ثامنا : الداعية محتاج دائما لتأييد الله تعالى ، ونصرته ، ومعونته ، ولا يحصل على هذا التأييد وهو بعيد كل البعد عنه سبحانه وتعالى بالتعرض لمرضاة غيره والنزوع لشهواته .

تاسعا : الإخلاص من أكبر أسباب البركة في جميع الأعمال .

الونشريس

ما يعين على الإخلاص في الدعوة :

أولا : تيقن الداعية تيقنا كاملا ، أن الناس لا يملكون لأنفسهم جلب نفع ولا دفع ضر ، فهم من باب أولى لا يملكون ذلك لغيرهم ، وليعلم أنه لو سجد له الناس من يوم ولادته حتى وفاته ، ثم صار إلى النار لم يفده ذلك شيئا ، وأن كل من يرائيهم ويجاملهم ، سيأتون يوم القيامة في أمس الحاجة إلى حسنة تدفع عنهم عذاب شر النار .

ثانيا : الزهد في الدنيا ،ومعرفة حقيقتها ، وقيمة لذائذها وحظوظها ، فإن الزهد الحقيقي إذا تمركز في نفس الداعية ، انتفى طلب المصالح الشخصية ، والسعي وراء متع الدنيا ، لصغر قيمتها في قلبه .

ثالثا : الحرص على الأعمال الخفية – خاصة في بداية الطريق – حتى تتعود النفس على تجريد القصد لله ، ثم يبدأ في الأعمال الظاهرة ونفسه قد تشربت الإخلاص ، وأصبح طابعا لها ، ثم يتدرج في هذا السلم بعد ذلك ، ولا ينبغي له أن يقفز مباشرة إلى الأعمال الجلية ، فإن اشتاقت نفسه إلى الأعمال التي ينتشر صيت صاحبها بين الناس فليتهم قصده .

رابعا : تدبر آيات النعيم ، وما أعده الله لأوليائه ، حتى تتشوق النفس لذلك ، فتنحصر الهمة في طلبه .

خامسا : الاطلاع على سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ، وسير السلف الصالح ، ليأخذ منهم الحرص على الإخلاص ، ويتعلم وسائل تنميته .

سادسا : استشعار رقابة الله تعالى ، واطلاعه عليه في كل لحظة ، ومعرفته بجميع حركاته وسكناته ، وجميع ما يدور في قلبه ، وما تنطوي عليه نفسه .

الونشريس

ما ينافي الإخلاص في الدعوة :

إن من أعظم ما يقدح في إخلاص الداعية ، ويفسد أعماله آفة الرياء ، وهو العمل لأجل الناس واستقطابهم ، واستمالة المجتمع لشخص الداعية لا لدعوته .

الونشريس

حتى يتحقق الإخلاص في الدعوة ، لا بد أن يتخلص الداعية من الآفات النفسية التي تخل بإخلاصه ، وتوجه نيته إلى غير رضا الله تعالى ، ومن أهم هذه الآفات :

أولا : حب الشهرة وهو التطلع إلى انتشار الصيت والسمعة بين الناس ، حتى يصبح مشهورا عندهم ، معروفا لديهم ، وعلامته أن يميل إلى الأعمال التي تشهر اسمه ، وتظهر شخصيته ، وينفر من الأعمال التي تغمر هويته ، ومن علاماته أيضا حب المخالفة والاعتراضات لكونها طريقا سهلا للشهرة وذياع الصيت ، ومن أكبر إماراته حب نسبة الأعمال إليه ، أو ما يسمى بالسرقة الأدبية والفكرية .

ثانيا : حب التصدر والظهور وهو التطلع إلى حيازة أماكن الصدارة ، فإذا جلس في مجلس فلا يقنع بما دون صدره ، وإذا عقدت ندوة فلا يرضى إلا أن يكون في الواجهة ،وإذا نسب مشروع إلى مجموعة ما وهو من بينهم ، لا بد أن يوضع اسمه في الصدارة وهكذا ، ويحز في نفسه أن يوضع في غير هذه المواضع ، كما يحب أن يمشي الناس خلفه ، ويعجب بالتفاف الطلاب والمريدين حوله .

ثالثا : حب المدح وهو القيام بالأعمال الدعوية من أجل الحصول على امتداح الناس ونيل إطرائهم ، وعلامته أن يجد الداعية ميلا للأشخاص الذين يتملقون له ويمتدحونه ، وينفر من سواهم ممن يدلونه على أخطائه أو يهمشون دوره ، ولا يعترفون بأفضاله الدعوية – على حد زعمه – ولا يغشى إلا المواطن التي تطرى فيها أعماله ويكثر فيها إطراؤه .

رابعا : جعل الدعوة وسيلة لجلب المال ، وعلامة ذلك أن يسعى جاهدا في الأعمال الدعوة التي يجنى من وراءها مالا ، ويتكاسل عن غيرها ، بل قد يرفضها البتة .

خامسا : جعل الدعوة وسيلة لشهوات دنيوية أخرى .. وذلك أن يدخل في سلك الدعوة من أجل التقرب إلى امرأة لأجل الزواج ، أو التقرب إلى شيخ أو إمام ، للحصول على منفعة دنيوية لديه .

الونشريس

كيف يختبر الداعية إخلاصه ؟

لكي يعرف الداعية إخلاصه في عمل دعوي معين ، أو نيته التي دخل بها السلك الدعوي ، ينظر إلى الباعث الذي بعثه للعمل ، ويراجع نفسه في الغرض الذي نشطه لهذا العمل من بداية الطريق .
فإن غالطته نفسه في ذلك وأبت إلا ادعاء الإخلاص ، فليتصور عدم تيسر العمل ، فأول شيء يحز في نفسه فقده هو الباعث الذي بعثه للعمل ، فإن تألمت نفسه لفقد الأجر والمثوبة فتلك نيته ، وإن تألمت لفقد شيء آخر ، فهو نيته .
أو يتصور قيام غيره بالعمل – ممن هو كفؤ له – بنفس الكيفية ونفس النتيجة ، فإن لم يغير ذلك في نفسه شيئا فهو مخلص ، وإن تعكر مزاجه لاقتران العمل باسم غيره ، فليراجع إخلاصه .
وإذا كان العمل ينشر إلى الناس باسم صاحبه ، فليتصور نسبة العمل لغيره ، فإن عز في نفسه تجاهل اسمه فليعد النظر في نيته .

وهذه مجرد اقتراحات وجهة نظر قد تخطئ وقد تصيب .

الونشريس

أثر الإخلاص في الدعوة :

الإخلاص سبب مباشر وطريق موصل لنجاح دعوة الداعية ، وإتيانها الثمار المطلوبة ، لما يورثه الإخلاص من راحة نفسية وقوة قلبية تعين صاحبها على التخطيط السليم واجتياز مصاعب الدعوة ، وتحمل مشاق التبليغ .
نصر الله كل من دعا إلى الخير ، وأرشد إلى طريق الصلاح .

    جزاك الله خيرا ونفع الله بك الاسلام والمسلمين

    جزانا واياكي حبيبتي

    اللهم امين

    الونشريس

    تسلمي حبيبتي

    جزاكى الله خيرا

    كيفية الإخلاص في العمل لله تعالى 2024

    .

    الونشريس

    الشيطان يتعرض للإنسان ليفسد عليه أعماله الصالحة

    ولا يزال المؤمن في جهاد مع عدوه إبليس حتى يلقى ربه على الإيمان بربه

    وإخلاص جميع أعماله له وحده

    ومن أهم دوافع الإخلاص :

    1/ الدعــــــاء

    الهداية بيد الله والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن سبحانه وتعالى
    يقلبهما كيف يشاء فالجأ إلى من بيده الهداية وأظهر إليه حاجتك وفقرك
    وسأله دوماً الإخلاص وقد كان أكثر دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه
    ( اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا )

    الونشريس

    2/إخفـــــاء العمل

    كلما استتر العمل مما يشرع فيه الإخفاء كان أرجى في القبول
    وأعز في الإخلاص والمخلص الصادق يجب إخفاء حسناته
    كما يجب أن يخفي سيئاته لقوله عليه الصلاة والسلام
    ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله وذكر منهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )
    متفق عليه

    يقول بشر بن الحارث :
    لاتعمل لتذكر أكتم الحسنة كما تكتم السيئة وقد فضلت نافلة صلاة الليل
    على نافلة النهار واستغفار السحر على غيره لأن ذلك أبلغ في الإسرار وأقرب إلى الإخلاص

    الونشريس

    3/النظر إلى أعمال الصالحين ممن هم فوقك

    في أعمالك الصالحة لاتنظر إلى أعمال رجال زمانك ممن هم دونك في المسابقة
    إلى الخيرات وتطلع دائما إلى الإقتداء بالأنبياء والصالحين يقول تعالى " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده "الأنعام 90
    واقرأ سير الصاحين من الأنبياء من العلماء والعباد والنبلاء والزهاد فهو أرجى لزيادة الإيمان في القلب

    الونشريس

    4/احتقـار العمل

    آفة العبد رضاه عن نفسه ومن نظر إلى نفسه بعين الرضا فقد أهلكها
    ومن نظر إلى عمله بعين العجب قل معه الإخلاص أو نزع منه
    أو حبط العمل الصالح بعد العمل يقول سعيد بن جبير:" دخل رجل الجنة بمعصية ودخل رجل النار بحسنة ،
    فقيل له : وكيف ذلك؟ قال:عمل رجل معصية فمازال خائفاً من عقاب الله من تلك الخطيئة فلقي الله
    فغفر له من خوفه منه تعالى ،وعمل رجل حسنة فما زال معجباً بها ولقي الله بها فأدخله النار"

    الونشريس

    5/الخوف من عدم قبوله

    كل عمل صالح تفعله احتقره وإذا عملته كن خائفا من عدم قبوله
    ولقد كان من دعاء السلف : " اللهم إنا نسألك العمل الصالح وحفظه "
    ومن حفظه عدم العجب والفخر به بل يبقى الخوف من عدم قبوله معلقا يقول سبحانه
    ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم
    أن تكون أمة هي أربى من امةإنما يبلوكم الله بهوليبينن لكم يوم القيامة ماكنتم فيه تختلفون ) النحل 92

    قال ابن كثير في تفسيره " أي يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لايتقبل
    منهم لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشرط الإعطاء "
    وروى الإمام أحمد والترمذي أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
    يارسول الله ( والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )
    هو الذي يسرق ويزني ويشربالخمر وهو يخاف الله عزوجل ؟
    قال :" لا يابنت أبي بكر الصديق ولكنهم الذين يصلون
    ويصومون ويتصدقون وهم خائفون ألا يتقبل منهم "
    الراوي: عائشة المحدث: الألباني – المصدر: شرح الطحاوية – الصفحة أو الرقم: 325

    خلاصة حكم المحدث: حسن
    والإخلاص يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل واثناءه وبعده ..

    الونشريس

    6/ عدم التأثر من كلام الناس

    الرجل الموفق هو الذي لايتأثر بمدح الناس فإذا أثنوا عليه خيرا
    إن فعل طاعة لم يزده ذلك إلا تواضعا وخشية من الله وأيقن بأن مدح الناس له
    فتنة له فدعا ربه أن ينجيه من هذه الفتنة فليس أحد ينفع مدحه ويضر ذمه إلا الله
    وأنزل الناس منزلة أصحاب القبور في عدم جلب النفع لك ودفع الضر عنك
    يقول ابن الجوزي :" ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم بالعمل
    وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع "

    الونشريس

    7/ معــــرفة أن الناس لايملكون جنة ولا ناراً

    إذا شعر العبد بأن الذي يرائي لهم سوف يقفون معه في المحشر
    خائفين عارين أدرك أن صرف النية لهم في غير محله حيث لم يخففوا عنه
    وطأة المحشر بل هم معه في ذلك الضنك فإذا علمت ذلك علمت أن إخلاص العمل حقه
    أن لايصرف إلا لمن يملك جنة وناراً فعلى المؤمن أن يوقن بأن البشر
    لايملكون جنة يقدمونك إليها ولاقدرة لهم على إخراجك من النار
    لو طلبت منهم إخراجك منها بل لو اجتمع البشر كلهم من آدم إلى آخرهم ووقفوا
    خلفك لما استطاعوا أن يقدموك إلى الجنة ولو بخطوة واحدة إذاً لماذا ترائي البشر وهم لايملكون لك شيئاً
    قال ابن رجب :" من صام وصلى وذكر الله ويقصد بذلك عرض الدنيا
    فإنه لاخير له فيه بالكلية لأنه لانفع في ذلك لصاحبه لما يترتب عليه من الإثم فيه ولا لغيره "
    أي ولا نفع فيه أيضاً لغيره ثم إن الذين تزين عملك لهم من اجل أن يمدحوك لن تحصل مرادك
    منهم بل إنهم سوف يذمونك وتفضح عندهم ويلق في قلوبهم بغضك
    يقول عليه الصلاة والسلام :" من يرائي يراء الله به
    " رواه مسلم ..
    وأما إذا أخلصت لله أحبك الله وأحبك الخلق قال سبحانه:
    ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً ) أي محبة

    الونشريس

    8/ تذكر أنك في القبر بمفردك

    النفوس تصلح بتذكر مصيرها وإذا أيقن العبد أنه يوسد اللحد منفرداً
    بلا أنيس وأنه لاينفعه سوى العمل الصالح وأن جميع البشر
    لن يرفعوا عنه شيئا من عذاب القبر وأن الأمر كله بيد الله حين ذلك
    يوقن العبد أنه لاينجيه إلا إخلاص العمل لخالقه وحده جل في علاه يقول ابن القيم :
    " صدق التأهب للقاء الله من أنفع ماللعبد وأبلغه في حصول استقامته
    فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها "

    .

    .
    أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل

      اللهم تقبل صالح اعمالن واجعلنا من عبادك الصالحين و نعوذ بك ربنا من الرياءجزاكي الله كل خير
      اللهم اجعلنا من المخلصين
      جزاكي الله خيرا

      بارك الله فيكم ع المرور

      شكرا لكم

      قمة الإخلاص عند السلف 2024

      الونشريس

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      لقد ضرب سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين أروع الأمثلة في الإخلاص وصدقهم مع الله عز وجل، حتى حبب الله لهم الخلق والعباد، وألقى لهم القبول في الأرض، ورفع من شأنهم ، وأعلى ذكرهم .وإليك أيها السني المبارك هذه الأمثلة والنماذج لتكون عوناً لنا على الاجتهاد وتحرى الإخلاص.

      عن الربيع بن خثيم أنه قال لأهله : اصنعوا لنا خبيصاً، فصنعوا له فدعا رجلاً به خبل ( فساد في العقل وهو ضرب من الجنون) فجعل يلقمه ولعابه يسيل، فلما ذهب قال أهله : تكلفنا وصنعنا ما ندري هذا ما أكل، فقال الربيع : (( لكن الله يعلم )) [ الحلية 2/107]

      كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجا، ولو رجعت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه
      ما فعله. [ السير 4/165]
      عن الأعمش قال: كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي، فإذا دخل الداخل نام على فراشه. [ السير 4/264]

      عن حماد بن زيد قال: كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة، فجعل يمتخط ويقول( ما اشد الزكام)) اهـ [ السير 6/20]

      وعن ابن واسع: (( إن الرجل ليبكي عشرين سنة، وامرأته معه لا تعلم )) اهـ [ السير 6/122]

      عن سلام، قال: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته، كأنه قام تلك الساعة. [ السير 6/17]
      عن شعبة، يقول: ما من الناس أحد أقول إنه طلب الحديث يريد به الله إلا هشام صاحب الدستوائي ، وكان يقول: ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا. ثم قال شعبة: إذا كان هشام يقول هذا فكيف نحن؟؟ [ السير 7/150]

      وعن سهل بن منصور، قال: كان بشر يصلي فيطول ورجل وراءه ينظر، ففطن له فلما انصرف قال: (( لا يعجبك مارأيت مني، فإن إبليس قد عبد الله دهرا مع الملائكة )) اهـ
      [ السير 8/361]

      وقال محمد بن عبدوية: سمعت الفضيل يقول( ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله عنهما )) اهـ [ السير 8/427]
      وقال الشاطبي: (( لا يقرأ أحد قصيدتي هذه، إلا وينفعه الله لأنني نظمتها لله )) اهـ
      [ السير 21/263]

      وعن نعيم بن حماد سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة. قلت( الإمام الذهبي): (( ما كان عليه من العلم ونشره أفضل من نوافل الصوم والصلاة لمن أراد به الله )) اهـ [ السير 8/97]

      قال عون بن عمارة :سمعت هشاما الدستوائي :يقول والله ما أستطيع أن أقول أني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل. قلت( الإمام الذهبي): والله ولا أنا فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه، ثم استفاقوا وحاسبوا أنفسهم فجرهم العلم إلى الأخلاص في أثناء الطريق، كما قال مجاهد وغيره: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزق الله النية بعد وبعضهم يقول: طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله فهذا أيضا حسن. ثم نشروه بنية صالحة وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا وليثنى عليهم فلهم ما نووا. [ السير 7/152]

      وعن الفيض، قال لي الفضيل: (( لو قيللك امرائي، غضبت وشق عليك، وعسى ماقيل لك حق، تزينت للدنيا وتصنعت، وقصرت ثيابك وحسنت سمتك، وكففت أذاك حتى يقال: أبو فلان عابد ما أحسن سمته فيكرمونك، وينظرونك، ويقصدونك ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق( المزيف) لايعرفه كل أحد، فإذا قشر، قشر عن نحاس )) اهـ [ السير8/438]

      ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن لزم (ابن أبي ذئب) بيته إلى أن قتل محمد، وكان أمير المدينة الحسن بن زيد يجري على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير، وقد دخل مرة على والي المدينة فكلمه وهو عبد الصمد بن علي عم المنصور فكلمه في شيء فقال: عبد الصمد بن علي إني لأراك مرائيا، فأخذ عودا وقال: (( من أرائي فوالله للناس عندي أهون من هذا )) اهـ [ السير7/141]

      قال عاصم الأحول: (( كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام فتركهم )) اهـ [ السير4/210]وأما شدة اتهام السلف لأنفسهم، واحتقارهم وازدرائهم لها، برغم كثرة الأعمال، والطاعات والمجاهدات، فحدث ولا حرج. وإليك أيها الحبيب هذه الأمثلة التي تبين كيفية احتقارالسلف الصالح لأنفسهم مهما عملوا من أعمال.

      قال الفيض بن اسحاق: قال لي الفضيل: (( تريد الجنة مع النبيين والصديقين، وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام؟؟ بأي عمل وأي شهوة تركتها لله عز وجل، وأي قريب باعدته في الله، وأي بعيد قربته في الله )) اهـ [ تهذيب الحلية 3/10]

      وقال محمد بن واسع : (( لو كان يوجد للذنوب ريح، ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي )) اهـ [ صفوة الصفوة 3/268]

      وعن يونس بن عبيد قال : (( إني لأعد مائة خصلة من خصال البر، ما في منها خصلة واحدة )) اهـ [ تهذيب الحلية 1/437]

      وقال محمد بن أسلم الطوسي: (( قد سرت في الأرض ودرت فيها، فبالذي لا إله إلا هو ما رأيت نفساً تصلى إلى القبلة شراً عندي من نفسي )) اهـ [ الحلية 9/244]
      وعن ابن المبارك قال: (( إذا عرف الرجل قدر نفسه، يصير عند نفسه أذل من كلب )) [ السير 8/399]

      قال أبو أمية الأسود: سمعت ابن المبارك: يقول أحب الصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم ثم أنشأ يقول:

      الصمت أزين بالفتى ……………………….. من منطق في غير حينه
      والصدق أجمل …………………………….. بالفتى في القول عندي من يمينه
      وعلى الفتى بوقاره …………………………….. سمة تلوح على جبينه
      فمن الذي يخفي علي …………………………… اذا نظرت الى قرينه
      رب امرئ متيقن …………………………………. غلب الشقاء على يقينه

      فأزاله عن رأيه ………………………………….. فابتاع دنياه بدينه
      [ السير 8/417-418]

      وعن وهيب بن بن خالد قال: قال أيوب السختياني: (( إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل)) اهـ [ صفوة الصفوة 3/210]

      وعن الحر بن عبد ربه القيسي ، وكان ذا قرابة لرياح بن عمرو القيسي ، قال: كنت أدخل المسجد وهو يبكي، وأدخل عليه البيت وهو يبكي ، فقلت له يوماً: انت دهرك في مأتم، فبكي ثم قال: (( يحق لأهل المصائب والذنوب أن يكونوا هكذ)) اهـ [ صفوة الصفوة 3/261]

      وقال السري السقطي: (( ما أحب أن أموت حيث أعرف ، فقيل له: ولم ذاك يا أبا الحسن ؟؟ فقال: أخاف أن لا يقبلني قبريفأفتض)) اهـ. [ الحلية 10/98-99]

      وقال خلف بن تميم: سمعت سفيان الثوري بمكة وقد كثر الناس عليه، فسمعته يقول: (( ضاعت الأمة حين احتيج إلى مثلي )) اهـ [ تهذيب الحلية 2/363]

      قال مروان بن محمد قال: قال أبو حازم: (( ويحك يا أعرج يدعي يوم القيامة بأهل خطيئة كذا وكذا، فتقوم معهم، ثم يدعي بأهل خطيئة )) اهـ [ صفوة الصفوة 2/393]
      كان عامر بن عبد قيس راهب العرب يقول: (( أأنا من أهل الجنة ؟؟ أو مثلي يدخل الجنة )) اهـ [ الحلية1/290]

      وكان الربيع بن خثيم يبكي حتى تبتل لحيته فيقول: (( أدركنا أقواماً كنا في جنبهم لصوصاً )) اهـ [ الحلية2/108-109]

      وقال مهدي بن ميمون: قال: مطرف لقد كاد خوف النار، يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة )) اهـ [ السي 4/194]

      وقال مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير، قال: حبس السلطان ابن أخي مطرف فلبس مطرف خلقان ثيابه، وأخذ عكازا وقال: (( أستكين لربي لعله أن يشفعني في ابن أخي )) اهـ [ السير 4/195]

      عبد الله بن بكر: سمعت إنسانا يحدث عن أبي، أنه كان واقفا بعرفة فرق، فقال: (( لولا أني فيهم لقلت قد غفر لهم )). قلت( الإمام الذهبي): كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها. [ السير 4/195]

      وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

        بارك الله فيكِ

        قدوتي عائشه
        لكم الشكر والتقدير على هذا المرور الكريم
        يسعدني ويشرفني مروركم العطرالونشريس
        دمتم بحفظ الله ورعايته.

        الونشريس

        يسلمووووووووووووووو

        فريحه

        كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل
        الله يعطيكـِ العافيه يارب
        خالص مودتى لكـِ
        وتقبلي ودي واحترامي