فضل الايات الاخيرة من سورة البقرة 2024

فضل الايات الاخيرة من سورة البقرة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ * كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ* وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا * غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا * لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ * رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا * رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا * رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ * وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا * أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
صدق الله العظيم
فضل خواتيم سورة البقرة

(1)ورد في صحيح مسلم عن ابن مسعود ..ان الرسول صلى الله عليه وسلم لما أسري به وبلغ سدرة المنتهى اعطي ثلاثا…الصلوت الخمس وخواتيم سورة البقرة… وغفر لمن مات لا يشرك بالله شيئا

(2)وعن ابن عباس…ان الله ارسل ملكا لم ينزل الى الأرض قط فنزل من باب من السماء لم يفتح قط فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فبشره بأنها نور لم يؤته نبي قبله وانه لن يقرأبحرف منها الا أعطيه

(3)وعن حذيفة..أنها أنزلت من كنز تحت العرش لم يعط احد منه قبل النبي عليه الصلاة والسلام ولا يعطى احد منه بعده وهو مما فضلنا به
(4)من قرأهما في ليلة كفتاه
(5)واذا تليت مع آية الكرسي لا يدخل الشيطان البيت تلك الليلة
المصدر: منتديات إسلامك

    بارك الله فيكي وجعلني واياك من حفظة القران الكريم

    الونشريس

    بارك الله فيكي

    بارك الله فيك

    خواتيم الايات في القران الكريم ,خواتيم الايات في القران الكريم 2024

    خواتيم الآيات في القرآن الكريم

    يقول الدكتور طارق سويدان في تعليقه على قول المسيح عليه السلام "إن تعذبهم فأنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" بأن القارىء يتوقع أن تأتي "انك أنت الغفور الرحيم" بعد حديثه عن الغفران ولكن لما كان المقصود من الآية تسليم الامر الى الله اكثر من كونه طلب للمغفرة فقد ناسب ختمها هكذا بمعنى "وان تغفر لهم فلن يسألك احد لم غفرت لهم" فالعزة تكون في كون الغفران حقا لله وحده لا ينازعه فيه احد والحكمة تتمثل في اختياره من يستحق هذا الغفران.

    ويقول دكتور طارق سويدان بأن الغفران في القرآن الكريم دائما ما يسبق الرحمة ومنها ما مر معنا في سورة يوسف "قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم" ولكن في موضع واحد تسبق الرحمة الغفران فما سر هذا الامر؟ الجواب: نلاحظ بأن السبع مواضع التي ذكر فيها "الغفور الرحيم" كانت تتحدث عن الذنوب واستغفارها، ولما كان دخول النار مفسدة تستلزم الغفران ودخول الجنة مصلحة تستلزم الرحمة ولما كان درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة قدم الغفران على الرحمة:
    وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم (يونس 107) –

    قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم (يوسف 98)-
    نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم (الحجر 49)
    – قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم (القصص 16)
    – قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (الزمر 53)
    – تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم (الشورى 5)
    – أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم (الشورى 8)

    اما آية سبأ التي قدمت فيها الرحمة على الغفران فتتحدث عن علم الله "يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور (سبأ 2)،
    ومما يلفت النظر ان العلم في القرآن الكريم يترافق مع ذكر الرحمة :
    ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (الاعراف 52)
    – فوجدا عبدا من عبادنا ءاتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما(65 الكهف)
    – الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (غافر 7)

    ذلك لأن العلم بدون الرحمة سبب للفساد مثل اسلحة الدمار الشامل التي انتجتها البشرية وسائر العلوم التي يراد بها التلاعب بالجينات وتغيير خلق الله.

    في سورة يوسف نقرأ :
    "كذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى ءال يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم"
    ونلتفت الى أن الآية ختمت بعبارة "إن ربك عليم حكيم" لأنه يختار الانبياء من عباده حسب ما يقتضيه علمه وحكمته.

    وفي حديثنا عن خواتم الآيات نلاحظ الانسجام التام في استعمال اسماء الله الحسنى مع مضمون الآيات فعلى سبيل المثال روي ان احدهم قرأ آية عقاب السارق وختمها بقول "والله غفور رحيم" فرفضها اعرابي كان يسمعه؟ فسئل عن السبب فقال
    "ان هذا موقف عقاب ولا يليق ذكر الرحمة هنا" وبالفعل تبين لدى مراجعة القرآن الكريم بأن الآية نزلت هكذا: "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم".

    ==========
    أهل القرآن
    موقع هدي الاسلام

      جزاك الله كل اخير اختي وجعله في ميزان حسناتك
      واعانك علي تقديم مايفيد دينك

      مشكورررره

      بارك الله فيكي

      مشكوره حبيبتى

      الشكر لله بناتى واخواتى

      يا روعه الايات حين تشرق فى حنايا الروح 2024


      يا لروعة الآيات حينما تشرق في حنايا الروح

      فتُورِقُ وتستريح
      وما أجملَ الكلماتِ حِينَما تُزْهِرُ في الصُّدُورِ
      وتُحلِّقُ في أفئدةِ الناسِ مثلَ أسرابِ الطيور
      و أنا أقرأُ سورةَ العنكبوت
      وقد استَوْقَفَتْنِي آيةٌ ظَلَلْتُ أُرَدِّدُها
      ولا يَمَلُّ اللِّسانُ من استعادتِها
      بل يشعر القلبُ كلَّ مَرَّةٍ برَوْعَتِها
      ( بَلْ هو آياتٌ بيِّناتٌ في صُدُورِ الذين أُوتُوا العلم )
      الآياتُ هي الآياتُ ولكنَّها
      في السُّطُورِ كَلِماتٌ .. وفي الصُّدُورِ نَبْضٌ
      الونشريس
      وحَرَكَةٌ وسَعْيٌ إلى تغيِيرِ أنْماطِ السُّلُوكِ وِفْقَ هذه الكَلِمات
      وحينما تَتَغَلْغَلُ الآياتُ في القُلوبِ
      تُثْمِرُ أحسنَ الثمارِ
      وأما إذا ما بَقِيَت هذه الآياتُ حبيسةَ السُّطُور
      فسيظلُّ القلبُ على الدَّوامِ قَفْراً مِن القِفار
      إنَّ كثيراً مِن الناسِ مِن حَوْلِنا
      الونشريس
      يقرأون الآياتِ.. ويحفظُون الأمثالَ.. ويُنْشِدون الأشعار
      ولكنَّ قليلاً مِنْ هؤلاءِ
      مَنْ يُدْرِك كَوامنَ الرَّوعةِ ويغوصُ على المعاني والأسرار
      وأقلُّ مِن هذا القليلِ
      مَنْ يأخُذُ الكلامُ بتلابِيبِه ، ويُمْطِرُهُ بشآبِيبِه
      فيُدِرُّ الدَّمْعَ مِن مَيازيبِه
      كما روى البخاري عن عبدِ الله بن شداد قالَ:
      سمعتُ نَشِيجَ عمر وأنا في آخرِ الصُّفوفِ يقرأ:
      ( إنَّما أشْكُو بَثِّي وحُزْنِي إلى الله )
      الونشريس
      .. تساءلتُ..
      كمْ بين الكلماتِ التي تُغرَسُ في الصُّدورِ
      والكلماتِ التي تُحبَسُ في السُّطورِ
      فلا ترى النور؟
      و ما فائدةُ الأفكارِ مهما كانت جميلةً وبرّاقة
      إذا لم تتحوَّلْ سُلوكاً وتتمثَّلْ مُعامَلَةً وأخلاقا ؟
      إنَّ الكلِماتِ في السطورِ
      بحوثٌ ، ودروسٌ ، ومواعِظُ نظريّةٌ
      وأما الآياتُ التي في الصدورِ
      فلها في واقعِ الناسِ ثمراتٌ عمليّةٌ
      الونشريس
      فهي :
      بُرهانٌ عقليٌّ ، وذَوقٌ وِجدانيٌّ ، ومعرفةٌ يقينيّةٌ
      .. هذه عُيُونُ الناسِ..
      تجري كلَّ حِينٍ بين الكَلِماتِ ،
      وتُطالِعُ السُّطُورَ ، وتُقلِّبُ الصفحاتِ
      .. ولكنْ ..
      مَن يُدْرِكُ حَلاوةَ العباراتِ ،
      ويَجْنِي ثَمَرَ الكلماتِ؟
      ويقطفُ زَهرَ المفرداتِ؟
      إنَّ الكلماتِ الحبيسةَ في السُّطورِ
      مهما كانت رائعةً وبديعةً
      لا تتحوَّلُ إلى معرفةٍ ، وإدراكٍ ونُورٍ
      إلا إذا صارتْ آياتٍ بيِّناتٍ في الصُّدورِ
      وصدقَ الله العظيم حين قال عن كتابِهِ:
      ( بل هو آياتٌ بيِّناتٌ في صُدُورِ الذين أُوتُوا العِلم )
      وكثيرٌ مِن الناسُ تسْحرُهم روعةُ الكلماتِ ببلاغتِها وفصاحتِها
      و تأسرُهم سلاسةُ التعابيرِ ، ورشاقتُها، ورِقَّةُ ألفاظِها وعُذوبتُها
      و لكنّها تحبسُهم عن مُلاحظةِ جَوهرِ الجمال
      الونشريس
      حين يتمثلُ في ميلادِ الإنسانِ والحياةِ من رَحِمِ الكلمات
      كما قال ربُّ العالمين:
      (هو الذي بعث في الأميِّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياتِه
      ويزكِّيهم ويعلِّمهم الكتابَ والحكمة
      وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين )
      وقد فقِهَ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -هذا المعنى
      فعاتَبَ نفسَهُ ؛ حين لم يُثْمِرْ سُجُودُه بُكِيّاً
      كما روى ابنُ كثير أنَّ عمر – رضي الله عنه –

      سجد عند قول الله – عز وجل -:

      ( وإذا تُتْلَى عليهم آياتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وبُكِيّاً )
      وقال: ( هذا السّجود؛ فأين البُكِاءُّ ؟ )
      .. كَمْ مِن الناسِ ..
      ذاقَ لَذَّةَ غَرْسِ الكَلِماتِ في قُلوبِ الآخِرين
      فأينعتْ حياتُهم القاحِلةُ وأشرقتْ بأحلى السُّنْبُلات؟
      مَن عَرَفَ حلاوةَ رَسْمِ السَّعادةِ بالعِباراتِ الـمُثْمِرَةِ
      التي تنبتُ في سُويداءِ القلوب
      مثل النَّخْلِ الباسِقات ( لها طلعٌ نَضِيد )؟
      إنَّ القلوبَ وحدَها هي التي تتعامل مع الكلمات ادراكا ووعياً
      ولذلك
      لا تُلقي الأُذنُ سمعاً
      ولا تَذْرِفُ العينُ دَمعاً
      إلا إذا أدركَ القلبُ روعةَ القرآنِ وخالَطَتْهُ بشاشةُ الإيمان
      فحينئذٍ تصِيرُ الكلماتُ عِلماً
      وتُثِيرُ فِقهاً وذوقاً ، وتَسِيرُ بين الناسِ معرفةً وفهماً
      ( وكذلك الإيمانُ حينَ تُخالِطُ بشاشتُه القلوب )
      الونشريس
      .. ليت شعري ..
      أينَ مِنّا مَعْشَرَ المسلِمِين ثَمَراتُ الآياتِ؟
      وما فائدةُ ما نتلُو ونحفظُ .. على قلوبِنا وعُقولِنا ومنهجِنا في الحياةِ ؟
      إذا لم تتحوَّلْ إلى عِبَرٍ وعِظات ؟
      إنَّما الآياتُ لأهلِها .. الذين أثْنَى الله – عز وجل – عليهم بأنهم
      ( كانوا قليلاً مِنَ الليلِ ما يَهْجَعُون وبالأسْحارِ هُمْ يستغْفِرُون )
      فهي تُوقِظُهم بالأسْحارِ وتُعمِّرُ قلوبَهم بالنَّهار
      كما روى ابنُ عمر عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم –
      أنه قال: لا حسدَ إلا في اثْنَتَيْنِ:
      رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ ؛ فهو يقومُ به آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ
      ورجلٌ آتاهُ اللهُ مالاً ؛ فهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهار

      وأمَّا الذين لم يَقُومُوا بالآياتِ لَيْلاً.. ولَمْ يَصْحَبُوها نَهارا
      فلَيْسُوا مِن أهْلِها
      بلْ هُمْ أبْعَدُ النَّاسِ عَنْها ..
      لأنَّهم وَرِثُوا الكِتابَ ودَرَسوه ،
      ولَكِنَّهُمْ لمْ يَتَكَيَّفُوا به ،
      ولم تتأثَّرْ بهِ قُلوبُهم
      الونشريس
      هذا شأنَ العقيدةِ حين تتحوَّل إلى ثقافةٍ تُدْرَسُ وعِلْمٍ يُحْفَظُ

      هُمْ دَرَسُوا الكتابَ وعَرَفُوا ما فِيهِ ..
      بلى…
      ولكنَّ الدِّراسةَ لا تُجْدِي ما لم تُخالِطْ القُلُوب
      وكَمْ مِن دارِسِينَ للدِّينِ وقُلوبُهم عنهُ بعيدة

      وهل آفةُ الدِّينِ إلا الذين يَدْرُسُونَهُ دِراسةً ولا يأخُذُونَهُ عَقيدةً ؟

        مشكورة

        تسلمي

        مشكووووووورة

        فجعلنها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون 2024

        الونشريس

        فجعلنها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون

        الونشريس

        قال الله تعالى:"إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)"[يونس].

        قال ابن كثير في تفسيره:"ضرب تبارك وتعالى مثلا لزهرة الحياة الدنيا وزينتها وسرعة انقضائها وزوالها بالنبات الذي أخرجه الله من الأرض بماء أنزل من السماء مما يأكل الناس من زروع وثمار على اختلاف أنواعها وأصنافها وما تأكل الأنعام من أب وقضب وغير ذلك "حتى إذا أخذت الأرض زخرفها" أي زينتها الفانية "وازينت" أي حسنت بما خرج في رباها من زهور نضرة مختلفة الأشكال والألوان "وظن أهلها" الذين زرعوها وغرسوها "أنهم قادرون عليها" أي على جذاذها وحصادها فبينما هم كذلك إذ جاءتها صاعقة أو ريح شديدة باردة فأيبست أوراقها وأتلفت ثمارها ولهذا قال تعالى"أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا" أي يابساً بعد الخضرة والنضارة "كأن لم تغن بالأمس" أي كأنها ما كانت حينا قبل ذلك وقال قتادة : كأن لم تغن كأن لم تنعم وهكذا الأمور بعد زوالها كأنها لم تكن. ولعل كوارث التوسونامي بدول جنوب شرقي أسيا خلال الأعوام الأخيرة تجسد مشهداً ساقته الآية الكريمة في سياق المثل الذي يجلي طرفاً من معنى الآية الكريمة، فخلال بضع دقائق يتغير اللاندسكيب أو المشهد الأرضي تغيراً كلياً أو شبه كلي، ينقلك مباشرة إلى اللفظ المعبر عنه بـ "الحصيد" وهو "الحصاد في غير إبانه على سبيل الإفساد". ومن الملفت بداية حديث القرآن عن "خسوف جوانب البر" باعتباره المصدر الأساس لموجات المد الزلزالية وما ينشأ عنها من غرق، والتي تنتج بدورها عن حركة الألواح الأرضية، حيث اكتشف أن القشرة الأرضية ليست كتلة واحدة، إنما هنالك مجموعة من الألواح لكل لوح حواف وجوانب محددة، يقول تعالى:"أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا" [الإسراء: 68-69].
        الونشريس

        شكل يمثل هذا الشكل مراحل تشكل أمواج التسونامي، حيث يبدأ الانزلاق في الألواح الأرضية في قاع المحيط، مؤدياً لحدوث اضطراب هائل يولد أمواجاً تتجه نحو الأعلى وتسير باتجاه الشاطئ لتفرغ طاقتها المدمرة.

        وقد وقع وفي السادس والعشرين من ديسمبر من عام 2024م زلزال تحت البحر كان مركزه على مسافة من الساحل الغربي لجزيرة "سومطرة" الإندونيسية، وتسبب زلزال تسوناميالبوكسينج داي في حدوث موجات مد مدمرة على طول سواحل اليابسة المطلة على المحيط الهندي، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 230.000 شخص في أحد عشر بلدا، وإغراق المناطق الساحلية بسبب ارتفاع الموجات لمدى كبير جداً وصل إلى 30متراً. وتعتبر هذا الحادثة واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية في التاريخ.
        الونشريس
        لوكنجا-إندونسيا)ا- قبل وبعد موجات المد الزلزالية-2019م

        ومرة أخرى في الحادي عشر من مارس 2024م وقع زلزال اليابان، وكان على عمق 24.4 كيلومتر، وذلك عند الساعة 14.46 بالتوقيت المحلي، أي الخامسة و46 دقيقة بتوقيت غرينتش، على بعد نحو 100 كيلومتر من سواحل مياجي(شمال شرق)، مولداً موجات مد بحري في سنداي ومناطق أخرى من المنطقة الساحلية المطلة على المحيط الهادي، وهو ما تسبب بتسونامي هائل مع أمواج وصل ارتفاعها إلى 10 أمتار وجرفت منازل وسفناً، فيما رصدت هيئة الطقس اليابانية، ثورة بركان شيمويداكى في جنوب اليابان، بعد بقائه خامدا لأكثر من 50 عاماً، حيث قذف الرماد والصخور والنيران على ارتفاع 4 كيلومتر، ولم يتضح بعد إذا كان هذا الثوران يمت بصلة إلى الزلزال. بالإضافة إلى حدوث توقف في أنظمة تبريد ثلاثة مفاعلات بمحطة فوكوشيما النووية، وهو ما ينذر بكارثة نووية على غرار ما حدث بمفاعل تشرنوبل الأوكراني في 26 أبريل من عام 1986م. ويعد الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 درجة، الذي قالت الهيئات الأميركية واليابانية لرصد الزلازل إنه الخامس من حيث القوة في العالم منذ 1900م والسابع في التاريخ، وزادات حصيلة القتلى على عشرة آلاف نسمة؛ وهى حصيلة مؤقتة إلى الآن.

        وهذه مشاهد أخرى لمناطق يابانية قبل وبعد الزلزال وموجات المد الزلزالية(مارس-2019م)

        "فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ"
        الونشريس

        [url=https://up.3dlat.com/]الونشريس[/u
        "كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

        " لعل من أهم دروس هذه الكارثة:

        1- "مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ":

        قال تعالى:"أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا" (فاطر:44). وقال أيضاً: "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر"(المدثر:31).

        2- إنذار مبكر:

        "لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ": قال تعالى:"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ"(الشورى:30)، وقال:"وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ"(الحج:31). قال أيضاً:"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"(الروم:41)،

        3- "أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ":

        قال تعالى:"أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (45)أَوْ يَأْخُذَهُمْ في تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ (46)أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ(47)" (النحل).

        وقال أيضاً:"أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100)" (الأعراف).

        4- زلزال دون زلزال:

        كثرة الزلازل في آخر الزمان إحدى علامات الساعة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة،.. وتكثر الزلازل.. ". ، إلا أنها جميعاً على ما تحدثه تبقى دون زلزال الساعة الذي وصفه الله تبارك وتعالى بالشيء العظيم، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2)"(الحج)، وقال أيضاً:"إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"(الزلزلة).

        5- قصور الحسابات البشرية:

        قال تعالى:"أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ"(الملك:20)، وقال أيضاً:"وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"(الإسراء:85)، فبالرغم من نظام الإنذار لتسونامي المحيط الهادئ في هونولولو، والذي يرصد جميع التموجات الزلزالية التي تحدث في أي مكان في المحيط الهادئ. وتمتع اليابان بنظام صارم للإنذار المبكر باعتبارها إحدى أكثر الدول المعرضة لتدمير الزلازل كما لديها "هيئة مواجهة تسونامي"، لم تفلح حتى في التقليل من آثار الكارثة، وهذا إن دل فإنما يدل على قصور حسابات البشر وأن قضاء الله نافذ لا محالة، قال تعالى:"وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(الأنعام:17).

        6- نعمة العافية:

        روى الترمذي في سننه عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله, قالالونشريسسل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , فقال ليالونشريسيا عباس, يا عم رسول الله, سل الله العافية في الدنيا والآخرة)، كما روى أحمد في مسنده والترمذي في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالالونشريسسلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية).

        الونشريس

          الونشريس

          موضوع رائع
          بارك الله فيكى

          نورتوني ياقمرات

          الونشريس

          لا إله إلا الله محمد رسول الله …
          اللهم إنا نسألك العفو و العافية و المعافاة فى الدنيا و الآخرة

          الونشريس

          تفسير الايات من 1 الي 8 من سورة الكهف 2024

          { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا *مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا * فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا } الحمد لله هو الثناء عليه بصفاته، التي هي كلها صفات كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وأجل نعمه على الإطلاق، إنزاله الكتاب العظيم على عبده ورسوله، محمد صلى الله عليه وسلم فحمد نفسه، وفي ضمنه إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم، وإنزال الكتاب عليهم، ثم وصف هذا الكتاب بوصفين مشتملين، على أنه الكامل من جميع الوجوه، وهما نفي العوج عنه، وإثبات أنه قيم مستقيم، فنفي العوج يقتضي أنه ليس في أخباره كذب، ولا في أوامره ونواهيه ظلم ولا عبث، وإثبات الاستقامة، يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجل الإخبارات وهي الأخبار، التي تملأ القلوب معرفة وإيمانا وعقلا، كالإخبار بأسماء الله وصفاته وأفعاله، ومنها الغيوب المتقدمة والمتأخرة، وأن أوامره ونواهيه، تزكي النفوس، وتطهرها وتنميها وتكملها، لاشتمالها على كمال العدل والقسط، والإخلاص، والعبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له. وحقيق بكتاب موصوف. بما ذكر، أن يحمد الله نفسه على إنزاله، وأن يتمدح إلى عباده به.
          وقوله { لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ } أي: لينذر بهذا القرآن الكريم، عقابه الذي عنده، أي: قدره وقضاه، على من خالف أمره، وهذا يشمل عقاب الدنيا وعقاب الآخرة، وهذا أيضا، من نعمه أن خوف عباده، وأنذرهم ما يضرهم ويهلكهم.
          كما قال تعالى -لما ذكر في هذا القرآن وصف النار- قال: { ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون } فمن رحمته بعباده، أن قيض العقوبات الغليظة على من خالف أمره، وبينها لهم، وبين لهم الأسباب الموصلة إليها.
          { وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } أي: وأنزل الله على عبده الكتاب، ليبشر المؤمنين به، وبرسله وكتبه، الذين كمل إيمانهم، فأوجب لهم عمل الصالحات، وهي: الأعمال الصالحة، من واجب ومستحب، التي جمعت الإخلاص والمتابعة، { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } وهو الثواب الذي رتبه الله على الإيمان والعمل الصالح، وأعظمه وأجله، الفوز برضا الله ودخول الجنة، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وفي وصفه بالحسن، دلالة على أنه لا مكدر فيه ولا منغص بوجه من الوجوه، إذ لو وجد فيه شيء من ذلك لم يكن حسنه تاما.
          ومع ذلك فهذا الأجر الحسن { مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } لا يزول عنهم، ولا يزولون عنه، بل نعيمهم في كل وقت متزايد، وفي ذكر التبشير ما يقتضي ذكر الأعمال الموجبة للمبشر به، وهو أن هذا القرآن قد اشتمل على كل عمل صالح، موصل لما تستبشر به النفوس، وتفرح به الأرواح.
          { وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا } من اليهود والنصارى، والمشركين، الذين قالوا هذه المقالة الشنيعة، فإنهم لم يقولوها عن علم و[لا] يقين، لا علم منهم، ولا علم من آبائهم الذين قلدوهم واتبعوهم، بل إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } أي: عظمت شناعتها واشتدت عقوبتها، وأي شناعة أعظم من وصفه بالاتخاذ للولد الذي يقتضي نقصه، ومشاركة غيره له في خصائص الربوبية والإلهية، والكذب عليه؟" { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } ولهذا قال هنا: { إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا } أي: كذبا محضا ما فيه من الصدق شيء، وتأمل كيف أبطل هذا القول بالتدريج، والانتقال من شيء إلى أبطل منه، فأخبر أولا: أنه { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ } والقول على الله بلا علم، لا شك في منعه وبطلانه، ثم أخبر ثانيا، أنه قول قبيح شنيع فقال: { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } ثم ذكر ثالثا مرتبته من القبح، وهو: الكذب المنافي للصدق.
          ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق، ساعيا في ذلك أعظم السعي، فكان صلى الله عليه وسلم يفرح ويسر بهداية المهتدين، ويحزن ويأسف على المكذبين الضالين، شفقة منه صلى الله عليه وسلم عليهم، ورحمة بهم، أرشده الله أن لا يشغل نفسه بالأسف على هؤلاء، الذين لا يؤمنون بهذا القرآن، كما قال في الآية الأخرى: { لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين } وقال { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } وهنا قال { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ } أي: مهلكها، غما وأسفا عليهم، وذلك أن أجرك قد وجب على الله، وهؤلاء لو علم الله فيهم خيرا لهداهم، ولكنه علم أنهم لا يصلحون إلا للنار، فلذلك خذلهم، فلم يهتدوا، فإشغالك نفسك غما وأسفا عليهم، ليس فيه فائدة لك. وفي هذه الآية ونحوها عبرة، فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله، عليه التبليغ والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية، وسد طرق الضلال والغواية بغاية ما يمكنه، مع التوكل على الله في ذلك، فإن اهتدوا فبها ونعمت، وإلا فلا يحزن ولا يأسف، فإن ذلك مضعف للنفس، هادم للقوى، ليس فيه فائدة، بل يمضي على فعله الذي كلف به وتوجه إليه، وما عدا ذلك، فهو خارج عن قدرته، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له: { إنك لا تهدي من أحببت } وموسى عليه السلام يقول: { رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي } الآية، فمن عداهم من باب أولى وأحرى، قال تعالى: { فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر }

          الونشريس
          { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا }
          يخبر تعالى: أنه جعل جميع ما على وجه الأرض، من مآكل لذيذة، ومشارب، ومساكن طيبة، وأشجار، وأنهار، وزروع، وثمار، ومناظر بهيجة، ورياض أنيقة، وأصوات شجية، وصور مليحة، وذهب وفضة، وخيل وإبل ونحوها، الجميع جعله الله زينة لهذه الدار، فتنة واختبارا. { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } أي: أخلصه وأصوبه، ومع ذلك سيجعل الله جميع هذه المذكورات، فانية مضمحلة، وزائلة منقضية.
          وستعود الأرض صعيدا جرزا قد ذهبت لذاتها، وانقطعت أنهارها، واندرست أثارها، وزال نعيمها، هذه حقيقة الدنيا، قد جلاها الله لنا كأنها رأي عين، وحذرنا من الاغترار بها، ورغبنا في دار يدوم نعيمها، ويسعد مقيمها، كل ذلك رحمة بنا، فاغتر بزخرف الدنيا وزينتها، من نظر إلى ظاهر الدنيا، دون باطنها، فصحبوا الدنيا صحبة البهائم، وتمتعوا بها تمتع السوائم، لا ينظرون في حق ربهم، ولا يهتمون لمعرفته، بل همهم تناول الشهوات، من أي وجه حصلت، وعلى أي حالة اتفقت، فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت، قلق لخراب ذاته، وفوات لذاته، لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات.
          وأما من نظر إلى باطن الدنيا، وعلم المقصود منها ومنه، فإنه يتناول منها، ما يستعين به على ما خلق له، وانتهز الفرصة في عمره الشريف، فجعل الدنيا منزل عبور، لا محل حبور، وشقة سفر، لا منزل إقامة، فبذل جهده في معرفة ربه، وتنفيذ أوامره، وإحسان العمل، فهذا بأحسن المنازل عند الله، وهو حقيق منه بكل كرامة ونعيم، وسرور وتكريم، فنظر إلى باطن الدنيا، حين نظر المغتر إلى ظاهرها، وعمل لآخرته، حين عمل البطال لدنياه، فشتان ما بين الفريقين، وما أبعد الفرق بين الطائفتين"

          الونشريس
          في امان الله

            جزيت خيرا غاليتى

            بارك الله فيكى

            بارك الله فيكى

            نورتوني بناتــــــــــــ

            الحمد لله حمدا كثيرا