تفسير سوره التغابن من 1-4 2024


‏[‏1ـ 4‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ * يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ‏}‏

هذه الآيات ‏[‏الكريمات‏]‏، مشتملات على جملة كثيرة واسعة، من أوصاف الباري العظيمة، فذكر كمال ألوهيته تعالى، وسعة غناه، وافتقار جميع الخلائق إليه، وتسبيح من في السماوات والأرض بحمد ربها، وأن الملك كله لله، فلا يخرج مخلوق عن ملكه، والحمد كله له، حمد على ما له من صفات الكمال، وحمد على ما أوجده من الأشياء، وحمد على ما شرعه من الأحكام، وأسداه من النعم‏.‏

وقدرته شاملة، لا يخرج عنها موجود، فلا يعجزه شيء يريده‏.‏

وذكر أنه خلق العباد، وجعل منهم المؤمن والكافر، فإيمانهم وكفرهم كله، بقضاء الله وقدره، وهو الذي شاء ذلك منهم، بأن جعل لهم قدرة وإرادة، بها يتمكنون من كل ما يريدون من الأمر والنهي، ‏{‏وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‏}‏ ‏.‏

فلما ذكر خلق الإنسان المكلف المأمور المنهي، ذكر خلق باقي المخلوقات، فقال‏:‏ ‏{‏خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ أي‏:‏ أجرامهما، ‏[‏وجميع‏]‏ ما فيهما، فأحسن خلقهما، ‏{‏بِالْحَقِّ‏}‏ أي‏:‏ بالحكمة، والغاية المقصودة له تعالي، ‏{‏وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم‏}‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ‏}‏ فالإنسان أحسن المخلوقات صورة، وأبهاها منظرًا‏.‏ ‏{‏وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ‏}‏ أي‏:‏ المرجع يوم القيامة، فيجازيكم على إيمانكم وكفركم، ويسألكم عن النعم والنعيم، الذي أولاكموه هل قمتم بشكره، أم لم تقوموا بشكره‏؟‏ ثم ذكر عموم علمه، فقال‏:‏ ‏{‏يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ أي‏:‏ من السرائر والظواهر، والغيب والشهادة‏.‏ ‏{‏وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ‏}‏ أي‏:‏ بما فيها من الأسرار الطيبة، والخبايا الخبيثة، والنيات الصالحة، والمقاصد الفاسدة، فإذا كان عليمًا بذات الصدور، تعين على العاقل البصير، أن يحرص ويجتهد في حفظ باطنه، من الأخلاق الرذيلة، واتصافه بالأخلاق الجميلة‏.‏

    يسلمو ياقمر

    نورتونى

    تفسير ما تيسر من سورةالتغابن .تفسير الآيات 13) 2024

    الونشريس

    الونشريستفسير ما تيسر من سورةالتغابنالونشريس
    .تفسير الآيات (11- 13)
    ==========================================

    الونشريس

    مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)

    الونشريس

    الونشريس.شرح الكلمات:
    ==============
    {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله}: أي ما أصابت احداً من النار مصيبةٌ الا بقضاء الله تعالى وتقديره ذلك عليه.
    {ومن يؤمن بالله يهد قلبه}: أي ومن يصدق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة الا بإذنه تعالى يهد قلبه للتسليم ولارضاء بقضائه فيسترجع ويصبر.
    {فإن توليتم}: أي عن طاعة الله ورسوله فلا ضرر ولا بأس على رسولنا في توليكم إذ عليه إبلاغكم لا هدايتكم.

    الونشريس

    الونشريس.معنى الآيات
    =============
    قيل : سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا ; فبين الله تعالى أن ما أصاب من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل , يقتضي هما أو يوجب عقابا عاجلا أو آجلا فبعلم الله وقضائه .وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ. أي يصدق ويعلم أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله .يَهْدِ قَلْبَهُ .القرطبى

    ( 11 ) ما أصاب أحدًا شيءٌ من مكروه يَحُلُّ به إلا بإذن الله وقضائه وقدره. ومَن يؤمن بالله يهد قلبه للتسليم بأمره والرضا بقضائه، ويهده لأحسن الأقوال والأفعال والأحوال؛ لأن أصل الهداية للقلب، والجوارح تبع. والله بكل شيء عليم، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
    ( 12 ) وأطيعوا الله -أيها النَّاس- وانقادوا إليه فيما أمر به ونهى عنه، وأطيعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما بلَّغكم به عن ربه، فإن أعرضتم عن طاعة الله ورسوله، فليس على رسولنا ضرر في إعراضكم، وإنَّما عليه أن يبلغكم ما أرسل به بلاغًا واضح البيان.
    ( 13 ) الله وحده لا معبود بحق سواه، وعلى الله فليعتمد المؤمنون بوحدانيته في كل أمورهم.

    الونشريس

    الونشريسفى ظلال الآيات:
    ==============

    •• وهنا يقرر قاعدة من قواعد التصور الإيماني في القدر، وفي أثر الإيمان بالله في هداية القلب:
    {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله. ومن يؤمن بالله يهد قلبه، والله بكل شيء عليم}..
    •• عرض حقيقة الإيمان الذي يرد كل شيء إلى الله، ويعتقد أن كل ما يصيب من خير ومن شر فهو بإذن الله. وهي حقيقة لا يكون إيمان بغيرها. فهي أساس جميع المشاعر الإيمانية عند مواجهة الحياة بأحداثها خيرها وشرها. مثلما يقع بين المؤمنين والمشركين من وقائع.

    •• وهذا جانب ضخم من التصور الإيماني الذي ينشئه الإسلام في ضمير المؤمن. فيحس يد الله في كل حدث، ويرى يد الله في كل حركة، ويطمئن قلبه لما يصيبه من الضراء ومن السراء. يصبر للأولى ويشكر للثانية. وقد يتسامى إلى آفاق فوق هذا، فيشكر في السراء وفي الضراء؛ إذ يرى في الضراء كما في السراء فضل الله ورحمته بالتنبيه أو بالتكفير أو بترجيح ميزان الحسنات، أو بالخير على كل حال.

    ••وفي الحديث المتفق عليه: «عجباً للمؤمن! لا يقضي الله قضاء إلا كان خيراً له. إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن».{ومن يؤمن بالله يهد قلبه}..

    وقد فسرها بعض السلف بأنها الإيمان بقدر الله والتسليم له عند المصيبة. وعن ابن عباس يعني يهدي قلبه هداية مطلقة. ويفتحه على الحقيقة اللدنية المكنونة. ويصله بأصل الأشياء والأحداث، فيرى هناك منشأها وغايتها. ومن ثم يطمئن ويقر ويستريح. ثم يعرف المعرفة الواصلة الكلية فيستغني عن الرؤية الجزئية المحفوفة بالخطأ والقصور.
    •ومن ثم يكون التعقيب عليها:{والله بكل شيء عليم}..

    ••فهي هداية إلى شيء من علم الله، يمنحه لمن يهديه، حين يصح إيمانه فيستحق إزاحة الحجب، وكشف الأسرار.. بمقدار..

    ••ويتابع دعوتهم إلى الإيمان فيدعوهم إلى طاعة الله وطاعة الرسول:
    {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول، فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين}.
    وقد عرض عليهم من قبل مصير الذين تولوا. وهنا يقرر لهم أن الرسول مبلغ. فإذا بلغ فقد أدى الأمانة، ونهض بالواجب، وأقام الحجة. وبقي ما ينتظرهم هم من المعصية والتوالي، مما ذكروا به منذ قليل.

    ثم يختم هذه الآية بتقرير حقيقة الوحدانية التي ينكرونها ويكذبونها، ويقرر شأن المؤمنين بالله في تعاملهم مع الله:
    {الله لا إله إلا هو، وعلى الله فليتوكل المؤمنون}..
    وحقيقة التوحيد هي أساس التصور الإيماني كله. ومقتضاها أن يكون التوكل عليه وحده. فهذا هو أثر التصور الإيماني في القلوب.
    وبهذه الآية يدخل السياق في خطاب المؤمنين. فهي وصلة بين ما مضى من السورة وما يجيء.

    الونشريس

    الونشريسمن هداية الآيات:
    ============
    1- تقرير عقيدة القضاء والقدر.
    2- وجوب الصبر عند نزول المصيبة والرضا والتسليم لله تعالى في قضائه وحكمه، ومن تكن هذه حالُه يهد الله قلبه ويرزقه الصبر وعظيم الأجر ويلطف به في مصيبته وإن هو استرجع قائلاً إنا لله وإنا اليه راجعون أَخلفه الله عما فقده وآجره.
    3- وجوب طاعة الله وطاعة رسوله في الأمر والنهي.
    4- تقرير التوحيد.
    5- وجوب التوكل على الله تعالى وهو فعل المأمور وترك المنهى وتفويض الامر لله بعد ذلك.
    ولن يكون الا خيراً بإن الله تعالى.

    الونشريس

    الونشريسفائدة
    ========
    قول تعالى: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ }
    ••هذا عام لجميع المصائب، في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم، فجميع ما أصاب العباد، فبقضاء الله وقدره
    •• قد سبق بذلك علم الله تعالى، وجرى به قلمه، ونفذت به مشيئته، واقتضته حكمته، والشأن كل الشأن، هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام، أم لا يقوم بها؟ فإن قام بها، فله الثواب الجزيل، والأجر الجميل، في الدنيا والآخرة،

    ••فإذا آمن أنها من عند الله، فرضي بذلك، وسلم لأمره، هدى الله قلبه، فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه، بل يرزقه الثبات عند ورودها والقيام بموجب الصبر، فيحصل له بذلك ثواب عاجل، مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الثواب
    كما قال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

    •• وعلم من هذا أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب، بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره، بل وقف مع مجرد الأسباب، أنه يخذل،
    ••ويكله الله إلى نفسه، وإذا وكل العبد إلى نفسه، فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد، قبل عقوبة الآخرة، على ما فرط في واجب الصبر. هذا ما يتعلق بقوله: { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } في مقام المصائب الخاص،
    •• وأما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي، فإن الله أخبر أن كل من آمن أي: الإيمان المأمور به، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وصدق إيمانه بما يقتضيه الإيمان من القيام بلوازمه وواجباته، أن هذا السبب الذي قام به العبد أكبر سبب لهداية الله له في أحواله وأقواله، وأفعاله وفي علمه وعمله.
    _وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان، كما قال تعالى في الأخبار: أعن المؤمنين { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }

    _وأصل الثبات: ثبات القلب وصبره، ويقينه عند ورود كل فتنة، فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات، وذلك لما معهم من الإيمان. السعدى

    الونشريس
    الونشريسالمراجع
    =============

    الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي).
    ابن كثير تفسير القرآن العظيم .
    التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
    في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
    السعدى تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله …
    الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير.
    الونشريس

      جزاك الله خيرا
      جزاكى الله خيرا ياقمر

      لاحول ولا قوة الا بالله
      الله اكبر العلى العظيم

      الونشريس اقتباس الونشريس
      الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شركة نقل اثاث الونشريس
      الونشريس
      لاحول ولا قوة الا بالله
      الله اكبر العلى العظيم
      الونشريس الونشريس

      بارك الله فيكِ واحسن اليكِ

      الونشريس اقتباس الونشريس
      الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما وسحاب الونشريس
      الونشريس
      جزاكى الله خيرا ياقمر
      الونشريس الونشريس

      جزانا وايّاكِ وبارك الله فيكِ واحسن اليكِ

      سورة التغابن .تفسير الآيات(5،6) 2024

      الونشريس

      سورة التغابن
      .تفسير الآيات (5،6):

      الونشريس

      {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)}

      الونشريس
      .شرح الكلمات:
      الونشريس

      {ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل}: أي ألم يأتكم يا كفار قريش خبر الذين كفروا من قبلكم.
      {فذاقوا وبال أمرهم}: أي عقوبة كفرهم في الدنيا.
      {ولهم عذاب أليم}: أي في الآخرة.
      {ذلك}: أي العذاب في الدنيا والآخرة.
      {بأنه كانت تأتيهم رسلهم}: أي بسبب أنها كانت تأتيهم رسلهم.
      {بالبينات}: أي بالحجج القواطع الدالة على صحة رسالاتهم.
      {فقالوا أبشر يهدوننا}: أي ردوا عليهم ساخرين مكذبين: أبشر يهدوننا؟
      {فكفروا وتولوا}: أي فكفروا برسلهم وتولوا عنهم أي أعرضوا.
      {واستغنى الله}: أي عن إيمانهم.
      {والله غني حميد}: أي غنى عن خلقه محمود بأفعاله وآلائه على خلقه.

      الونشريس
      .معنى الآيتين:
      الونشريس

      ( 5 ) ألم يأتكم- أيها المشركون- خبر الذين كفروا من الأمم الماضية قبلكم، إذ حلَّ بهم سوء عاقبة كفرهم وسوء أفعالهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب أليم موجع؟
      ( 6 ) ذلك الذي أصابهم في الدنيا، وما يصيبهم في الآخرة؛ بسبب أنهم كانت تأتيهم رسل الله بالآيات البينات والمعجزات الواضحات، فقالوا منكرين: أبشر مثلنا يرشدوننا؟ فكفروا بالله وجحدوا رسالة رسله، وأعرضوا عن الحق فلم يقبلوه. واستغنى الله، والله غني، له الغنى التام المطلق، حميد في أقواله وأفعاله وصفاته لا يبالي بهم، ولا يضره ضلالهم شيئًا.

      الونشريس
      فى ظلال الآيتين:
      الونشريس
      • والخطاب هنا للمشركين غالباً وهو تذكير لهم بعاقبة المكذبين وتحذير لهم من مثل هذه العاقبة. والاستفهام قد يكون لإنكار حالهم بعد ما جاءهم من نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم.

      • وقد يكون للفت أنظارهم إلى هذا النبأ الذي يقصه عليهم. وهم كانوا يعرفون ويتناقلون أنباء بعض الهلكى من الغابرين. كعاد وثمود وقرى لوط. وهم يمرون عليها في شبه الجزيرة، في رحلاتهم للشمال والجنوب.

      • ويضيف القرآن إلى المعروف من مآلهم في الدنيا ما ينتظرهم هنالك في الآخرة: {ولهم عذاب أليم}..

      • ثم يكشف عن السبب الذي استحقوا به ما نالهم وما ينتظرهم: {ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا: أبشر يهدوننا؟}.. وهو الاعتراض ذاته الذي يعترضه المشركون على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو اعتراض فج ناشئ عن الجهل بطبيعة الرسالة، وكونها منهجاً إلهياً للبشر، فلا بد أن تتمثل واقعياً في بشر، يحيا بها، ويكون بشخصه ترجماناً لها؛ فيصوغ الآخرون أنفسهم على مثاله بقدر ما يستطيعون.

      • ولا ينعزل هو عنهم بجنسه، فيتعذر أن يجدوا للرسالة صورة واقعية يحاولون تحقيقها في ذوات أنفسهم، وفي حياتهم ومعاشهم. وناشئ كذلك من الجهل بطبيعة الإنسان ذاته ورفعة حقيقته بحيث يتلقى رسالة السماء ويبلغها، بدون حاجة إلى أن يحملها إلى النَّاس ملك كما كانوا يقترحون. ففي الإنسان تلك النفخة من روح الله! وهي تهيئة لاستقبال الرسالة من الله، وأدائها كاملة كما تلقاها من الملأ الأعلى. وهي كرامة للجنس البشري كله لا يرفضها إلا جاهل بقدر هذا الإنسان عند الله، حين يحقق في ذاته حقيقة النفخة من روح الله! وناشئ في النهاية من التعنت والاستكبار الكاذب عن اتِّباع رسول من البشر. كأن في هذا غضاً من قيمة هؤلاء الجهال المتكبرين! فجائز في عرفهم أن يتبعوا رسولاً من خلق آخر غير جنسهم بلا غضاضة. أما أن يتبعوا واحداً منهم فهي في نظرهم حطة وقلة قيمة!

      • ومن ثم كفروا وتولوا معرضين عن الرسل وما معهم من البينات، ووقفت في صدورهم هذه الكبرياء وذلك الجهل.
      •فاختاروا لأنفسهم الشرك والكفر..

      •{واستغنى الله. والله غني حميد}.. استغنى الله عنهم وعن إيمانهم وعن طاعتهم.. وما هو سبحانه بمحتاج إلى شيء منهم ولا من غيرهم، ولا بمحتاج أصلاً: {والله غني حميد}.

      • فهذا نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم. وهذا سبب ما ذاقوا وما ينتظرهم. فكيف يكذب بعد هذا النبأ مكذبون جدد؟ أليلقوا مصيراً كهذا المصير؟

      الونشريس
      .من هداية الآيتين:
      الونشريس

      1– توبيخ من يستحق التوبيخ وتأنيب من يستحق التأنيب.
      2- التكذيب للرسل والكفر بتوحيد الله موجب للعقوبة في الدنيا والعذاب في الآخرة.
      3- تقرير نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإثباتها لأن شأنه الرسل من قبله.

      الونشريس
      . فائدة:
      الونشريس

      والاستفهام في { أبشر } استفهام إنكار وإبطال فهم أحالوا أن يكون بشر مثلهم يهدون بشراً أمثالهم ، وهذا من جهلهم بمراتب النفوس البشرية ومن يصطفيه الله منها ، ويخلقه مضطلعاً بتبليغ رسالته إلى عباده . كما قال : { وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } [ الفرقان : 7 ] وجهلوا أنه لا يصلح لإِرشاد الناس إلا مَن هو من نوعهم قال تعالى : { قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً } [ الإسراء : 95 ] ولمَّا أحالوا أن يكون البشر أهلاً لهداية بشر مثله جعلوا ذلك كافياً في إعراضهم عن قبول القرآن والتدبر فيه .
      جزاكم الله خيراً على طيب المتابعة وبارك الله فى كل من قرأ ونشر فالدال على الخير كفاعله ورُب حامل فقه الى من هو أفقه منه.


      الونشريس
      المراجع:
      تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ)
      التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
      في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
      الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبيرابن عاشور

      الونشريس

        شيء جميل ورائع بصراحة شكراااااااااااااااااااااااا

        جميل جدا جدا ثنكيو

        الونشريس اقتباس الونشريس
        الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صباح الخليجية الونشريس
        الونشريس
        شيء جميل ورائع بصراحة شكراااااااااااااااااااااااا
        الونشريس الونشريس

        بارك الله فيكِ واحسن اليكِ وتقبل منَّا ومنكِ صالح الاعمال

        الونشريس اقتباس الونشريس
        الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحور الخيال الونشريس
        الونشريس
        جميل جدا جدا ثنكيو
        الونشريس الونشريس

        بارك الله فيكِ وأسعدكِ فى الدنيا والآخرة يا حبيبتى

        جزاك الله خيرا

        تفسير ايه 7 من سوره التغابن 2024

        ‏[‏7‏]‏ ‏{‏زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏

        يخبر تعالى عن عناد الكافرين، وزعمهم الباطل، وتكذيبهم بالبعث بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، فأمر أشرف خلقه، أن يقسم بربه على بعثهم، وجزائهم بأعمالهم الخبيثة، وتكذيبهم بالحق، ‏{‏وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ فإنه وإن كان عسيرًا بل متعذرًا بالنسبة إلى الخلق، فإن قواهم كلهم، لو اجتمعت على إحياء ميت ‏[‏واحد‏]‏، ما قدروا على ذلك‏.‏

        وأما الله تعالى، فإنه إذا أراد أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ‏}‏ ‏.‏

          الف شكر ياقمر

          نورتونى

          سورة التغابن تفسير الآيات 18)نهاية السورة 2024

          الونشريس
          سورة التغابن

          تفسير الآيات (14- 18):
          =======================

          {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}

          الونشريس



          .شرح الكلمات:
          {إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم}: أيّ من بعض أزواجكم وبعض أولادكم عدوّاً أي يشغلونكم عن طاعة الله أو ينازعونكم في أمر الدين أو الدنيا.
          {فاحذروهم}: أي أن تطيعوهم في التخلف عن فعل الخير كترك الهجرة أو الجهاد أو صلاة الجماعة أو التصدق على ذوي الحاجة.
          {وان تعفوا}: أي من ثبطكم عن الخير من زوجة وولد.
          {وتصفحوا وتغفروا}: أي وتعرضوا عنهم وتغفروا لهم ما عملوه معكم من تأخيركم عن الهجرة أو الإِنفاق في سبيل الله.
          {فان الله غفور رحيم}: أي يغفر لمن يغفر ويرحم من يرحم.
          {إنَّما أموالكم وأولادكم فتنة}: أي بلاء واختبار لكم فاحذروا أن يصرفوكم عن طاعة الله أو يوقعوكم في معصيته.
          {والله عنده أجر عظيم}: أي فآثروا ما عنده تعالى على ما عندكم من مال وولد.
          {فاتقوا الله ما استطعتم}: أي ومن يقه الله شح نفسه فيعافيه من البخل والحرص على المال.
          {يضاعفه لكم}: أي الدرهم بسبعمائة.
          {والله شكور حليم}: أي يُجازى على الطاعة ولا يعاجل بالعقوبة.

          الونشريس

          .معنى الآيات:
          ( 14 ) يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله، إنَّ مِن أزواجكم وأولادكم أعداء لكم يصدونكم عن سبيل الله، ويثبطونكم عن طاعته، فكونوا منهم على حذر، ولا تطيعوهم، وإن تتجاوزوا عن سيئاتهم وتعرضوا عنها، وتستروها عليهم، فإن الله غفور رحيم، يغفر لكم ذنوبكم؛ لأنه سبحانه عظيم الغفران واسع الرحمة.


          ( 15 ) ما أموالكم ولا أولادكم إلا بلاء واختبار لكم. والله عنده ثواب عظيم لمن آثر طاعته على طاعة غيره، وأدَّى حق الله في ماله.


          ( 16 ) فابذلوا- أيها المؤمنون- في تقوى الله جهدكم وطاقتكم، واسمعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم سماع تدبُّر وتفكر، وأطيعوا أوامره واجتنبوا نواهيه، وأنفقوا مما رزقكم الله يكن خيرًا لكم. ومن سَلِم من البخل ومَنْعِ الفضل من المال، فأولئك هم الظافرون بكل خير، الفائزون بكل مطلب.


          ( 17 ) إن تنفقوا أموالكم في سبيل الله بإخلاص وطيب نفس، يضاعف الله ثواب ما أنفقتم، ويغفر لكم ذنوبكم. والله شكور لأهل الإنفاق بحسن الجزاء على ما أنفقوا، حليم لا يعجل بالعقوبة على مَن عصاه.


          ( 18 ) وهو سبحانه العالم بكل ما غاب وما حضر، العزيز الذي لا يغالَب، الحكيم في أقواله وأفعاله.

          الونشريس

          فى ظلال الآيات:
          •وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه في الآية الأولى من هذا السياق وقد سأله عنها رجل فقال: فهؤلاء رجال أسلموا من مكة، فأرادوا أن يأتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم. فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا في الدين، فهموا أن يعاقبوهم، فأنزل الله هذه الآية: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم}.. وهكذا رواه الترمذي
          بإسناد آخر وقال: حسن صحيح. وهكذا قال عكرمة مولى ابن عباس.


          • ولكن النص القرآني أشمل من الحادث الجزئي وأبعد مدى وأطول أمداً. فهذا التحذير من الأزواج والأولاد كالتحذير الذي في الآية التالية من الأموال والأولاد معاً: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}.. والتنبيه إلى أن يكون من الأزواج والأولاد من يكون عدواً.. إن هذا يشير إلى حقيقة عميقة في الحياة البشرية. ويمس وشائج متشابكة دقيقة في التركيب العاطفي وفي ملابسات الحياة سواء.


          • فالأزواج والأولاد قد يكونون مشغلة وملهاة عن ذكر الله. كما أنهم قد يكونون دافعاً للتقصير في تبعات الإيمان اتقاء للمتاعب التي تحيط بهم لو قام المؤمن بواجبه فلقي ما يلقاه المجاهد في سبيل الله! والمجاهد في سبيل الله يتعرض لخسارة الكثير، وتضحية الكثير. كما يتعرض هو وأهله للعنت.


          •وقد يحتمل العنت في نفسه ولا يحتمله في زوجه وولده. فيبخل ويجبن ليوفر لهم الأمن والقرار أو المتاع والمال! فيكونون عدواً له، لأنهم صدوه عن الخير، وعوقوه عن تحقيق غاية وجوده الإنساني العليا.


          • كما أنهم قد يقفون له في الطريق يمنعونه من النهوض بواجبه، اتقاء لما يصيبهم من جرائه، أو لأنهم قد يكونون في طريق غير طريقه، ويعجز هو عن المفاصلة بينه وبينهم والتجرد لله.. وهي كذلك صور من العداوة متفاوتة الدرجات.. وهذه وتلك مما يقع في حياة المؤمن في كل آن.


          ••ومن ثم اقتضت هذه الحال المعقدة المتشابكة، التحذير من الله، لإثارة اليقظة في قلوب الذين آمنوا، والحذر من تسلل هذه المشاعر، وضغط هذه المؤثرات.
          ثم كرر هذا التحذير في صورة أخرى من فتنة الأموال والأولاد.

          _________________________________

          وكلمة فتنة تحتمل معنيين:
          •الأول أن الله يفتنكم بالأموال والأولاد بمعنى يختبركم، فانتبهوا لهذا، وحاذروا وكونوا أبداً يقظين لتنجحوا في الابتلاء، وتخلصوا وتتجردوا لله. كما يفتن الصائغ الذهب بالنار ليخلصه من الشوائب!
          •والثاني أن هذه الأموال والأولاد فتنة لكم توقعكم بفتنتها في المخالفة والمعصية، فاحذروا هذه الفتنة لا تجرفكم وتبعدكم عن الله.

          وكلا المعنيين قريب من قريب.
          وقد روى الإمام أحمد بإسناده
          عن عبد الله بن بريدة: سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما، فوضعهما بين يديه. ثم قال: صدق الله ورسوله، إنما أموالكم وأولادكم فتنة.
          نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما. ورواه أهل السنة من حديث ابن واقد.

          ____________________________________


          •• فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذان ابنا بنته.. وإنه لأمر إذن خطير. وخطر. وإن التحذير والتنبيه فيه لضرورة يقدرها من خلق قلوب النَّاس، وأودعها هذه المشاعر، لتكفكف نفسها عن التمادي والإفراط، وهي تعلم أن هذه الوشائج الحبيبة قد تفعل بها ما يفعل العدو، وتؤدي بها إلى ما تؤدي إليه مكايد الأعداء!
          ومن ثم يلوح لها بما عند الله بعد التحذير من فتنة الأموال والأولاد، والعداوة المستسرة في بعض الأبناء والأزواج. فهذه فتنة {والله عنده أجر عظيم}..
          ويهتف للذين آمنوا بتقوى الله في حدود الطاقة والاستطاعة، بالسمع والطاعة:
          {فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا}..
          وفي هذا القيد: {ما استطعتم} يتجلى لطف الله بعباده، وعلمه بمدى طاقتهم في تقواه وطاعته. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-:

          «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه».


          الونشريس

          .من هداية الآيات:
          1- بيان أنَّ من بعض الزوجات والأولاد عدواً فعلى المؤمن أن يحذر ذلك ليسلم من شرهم.
          2- الترغيب في العفو والصفح والمغفرة على من أساء أو ظلم.
          3- التحذير من فتنة المال والولد ووجوب التيقظ حتى لا يهلك المرء بولده وماله.
          4- وجوب تقوى الله بفعل الواجبات وترك المنهيات في حدود الطاقة البشرية.
          5- الترغيب في الإِنفاق في سبيل الله تعالى والتحذير من الشح فإنه داء خطير.

          الونشريس
          فائدة:
          1_
          قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء – هو ابن دينار – عن سعيد بن جبير في قوله : ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) قال : لما نزلت الآية اشتد على القوم العمل ، فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم ، فأنزل الله تخفيفا على المسلمين : (فاتقوا الله ما استطعتم ) فنسخت الآية الأولى .
          وروي عن أبي العالية ، وزيد بن أسلم ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، ومقاتل بن حيان نحو ذلك .

          2_
          وفى الآية يأمر تعالى بتقواه، التي هي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويقيد ذلك بالاستطاعة والقدرة.
          ، فتدل هذه الآيةعلى أن كل واجب عجز عنه العبد، أنه يسقط عنه، وأنه إذا قدر على بعض المأمور، وعجز عن بعضه، فإنَّه يأتي بما يقدر عليه، ويسقط عنه ما يعجز عنه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ".
          ويدخل تحت هذه القاعدة الشرعية من الفروع، ما لا يدخل تحت الحصر،
          تم تفسير سورة التغابن [ولله الحمد والمنة ونبدأباذن الله فى سورة الطلاق.

          جزاكم الله خيراُ على طيب المتابعة وبارك الله في من قرأ ونشر فالدال على الخير كفاعله ورُب حامل فقه الى من هو افقه منه.


          الونشريس

          المراجع.
          ابن كثير تفسير القرآن العظيم .
          التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
          في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
          السعدى تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله …
          الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير.

          الونشريس

            بارك الله فيكى