الوسم: الحمل؟

ما هو الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل؟

الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل طبياً هو الإجهاض الذي يحدث بعد 12 أسبوعاً وقبل 24 أسبوعاً من الحمل.

في الواقع، لا يعتبر كثير من الآباء والأمهات الذين عانوا من خسارة الحمل في مرحلة متأخرة أن كلمة "إجهاض" تعبّر بشكل صحيح عن حجم الفجيعة وتأثيرها عليهم.

يشعر الآباء والأمهات في خضم حزنهم أحياناً بأن ما عانوه لا يعتبر إجهاضاً فقط بالنسبة لهم، بل هو فقدان طفل أو ولادة الطفل ميتاً. التعريف الطبي للطفل المولود ميتاً هو خسارته أو فقدانه في الأسبوع 24 من الحمل أو بعده. ولكن لا تعني التعريفات الطبية والقانونية الكثير بالنسبة للآباء والأمهات الذين لا يشعرون إلاّ بالحزن على خسارتهم. تعتبر خسارة الحمل صدمة عنيفة للوالدين، وسوف يتفهّم من يقومون برعايتك من العاملين في المستشفى ما تمرّين به ويحترمون مشاعرك.

ما الذي يسبّب الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل؟

يرتبط الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل بالمشاكل الصحية التي تعاني منها المرأة الحامل بشكل كبير مقارنة بالإجهاض المبكّر. في مجمل حالات الإجهاض، هناك حالة واحدة من الإجهاض المتأخر في كل 100 حالة حمل. تعدّ المشاكل الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الحمل في مرحلة متأخرة أمراً نادراً. وهي تشمل:

هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل. يرغب الآباء والأمهات أحياناً في معرفة أقصى ما يمكنهم عن طفلهم. وربما يقررون الخضوع لاختبار تشخيصي، يسمى الأمنيوسنتيسيس (فحص السائل المحيط بالجنين). يمكن أن يبيّن هذا الاختبار ما إذا كان طفلك يعاني من حالةٍ معينة مثل متلازمة داون المنغولية. لسوء الحظ، قد تؤدي الطريقة التي يتم بها إجراء اختبار الأمنيوسنتيسيس إلى حدوث إجهاض بعد بضعة أيام. يتسبّب اختبار الأمنيوسنتيسيس في خسارة الحمل بمعدّل واحد في كل 100 حالة. يجب دائماً أن تحصلي على شرح وتوضيح دقيقين للمخاطر والفوائد المترتبة على الخضوع لهذا الاختبار التشخيصي قبل إجرائه. سوف يساعدك ذلك على اتخاذ القرار الهام بشأن ما ترغبين القيام به.

من النادر جداً أن يحدث إجهاض متأخر بسبب وجود مشكلة تتعلق بنمو وتطوّر الطفل. فهذا النوع من المشاكل ينشأ في الوقت الذي يتم فيه الإخصاب، عندما يتم تمرير عدد خاطئ من الكروموسومات من الأم والأب. تعتبر الحالات مثل متلازمة إدوارد ومتلازمة باتو أمثلة لتشوّهات أو عيوب الكرموسومات التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الإجهاض. يزداد احتمال حدوث الإجهاض قليلاً في حالات الحمل بتوائم، خاصة إذا كانت توائم متماثلة. تذكري أن الغالبية العظمى من حالات الحمل بتوائم تتهي بإنجاب أطفال أصحاء.

كيف أعرف أن لدي إجهاض متأخر؟

من أكثر مؤشرات الإجهاض المتأخر وضوحاً آلام المغص التي تشبه ألم المخاض ووجود نزيف. قد يكون النزيف غزيراً أو فيه كتل دم متجلطة. يمكن أن تكون هناك مؤشرات أخرى مثل انفجار كيس الماء لديك أو أنك لم تعودي تشعرين بأيٍ من حركات طفلك. في بعض الأحيان، لا تكون هناك أي مؤشرات تحذيرية ويتم اكتشاف الإجهاض خلال مواعيد متابعة الحمل الروتينية أو جلسات التصوير بالموجات ما فوق الصوتية. وسوف تأتي هذه الأخبار بمثابة صدمة كبيرة بالنسبة لك. قد يكون من الصعب عليك فهمها أو تقبلها، لأنه لم تكن لديك فكرة عما كان يحدث داخل جسمك. ربما تحتاجين لبعض العلاج لمساعدة جسمك على التعافي والشفاء.

قد يبدأ تحفيز المخاض لديك بشكل صناعي، أو عن طريق التحريض. مما يعني أن عليك الذهاب إلى المستشفى. قد ترغبين في تحريض المخاض في أقرب وقت ممكن. إذا كان الأمر كذلك، سيتم إعطاؤك أدوية لحثّ المخاض إمّا عن طريق الفم أو ستضعين تحملية (لبوس) تؤخذ عن طريق المهبل. أو ربما تفضلين الانتظار لبضعة أيام كي تأخذي بعض الوقت لاستيعاب ما حدث ومعرفة ما إذا كان المخاض سيبدأ بشكل طبيعي. أياً كان قرارك، سيأخذ الأطباء مشاعرك بعين الاعتبار عند مناقشتك فيما يتعلق بعلاجك. قد يكون الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل مؤلماً، تماماً مثل مخاض الولادة العادي. وسيتم إعطاؤك أدوية مسكنة لتخفيف الألم خلال هذه المرحلة الصعبة. ستكون مسكنات الألم فعالة جداً. وستكون من مشتقات المورفين، كما أنك ستستطيعين التحكم بها بنفسك.

ماذا سيحدث بعد الإجهاض؟

بحسب مرحلة الحمل، سيُعرض على بعض الآباء والامهات إذا كانوا يرغبون في رؤية أو لمس أو احتضان طفلهم. ويعتبر ذلك قراراً شخصياً جداً، وربما تجدين صعوبة في القيام بهذا الأمر "في الوقت الراهن". يصعب على الآباء والامهات معرفة ما إذا كانت رؤية طفلهم الآن ستساعدهم على المدى الطويل أم لا. يرغب بعض الآباء والامهات في رؤية طفلهم لكنهم يكونون قلقين حول الشكل الذي سيبدو/ستبدو عليه. يمكن أن تصف لك طبيبتك شكل طفلك.

هل سأكون قادرة على معرفة ما هي المشكلة؟

هناك بعض الاختبارات التي قد تساعد الأطباء على معرفة ما حدث. سيجرى لك اختبار للدم للكشف عن أي مؤشر للإصابة بعدوى أو وجود مشاكل تتعلق بتخثر (تجلّط) الدم، كما سيتم فحص المشيمة للتحقق من علامات وجود عدوى أيضاً.

ما هي الترتيبات العملية التي أحتاج إلى إجرائها؟

ليس هناك شرط قانوني لتسجيل طفل تمت خسارته (فقدانه) قبل الأسبوع 24 من الحمل إذا لم تكن هناك أي علامات على أنه على قيد الحياة. كيف سيتعافى جسمي؟

في الأسابيع القليلة الأولى، سيكون لديك بعض النزيف المهبلي وآلام متقطعة شبيهة بآلام الدورة الشهرية. يتناقص هذا النزيف عادة بشكل تدريجي. لكن إذا إزداد النزيف أو الألم سوءاً أو كان لديك إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، سارعي إلى الاتصال بطبيبتك. ربما لا يكون الإجهاض قد انتهى تماماً أو يحتمل أن يكون لديك عدوى أو إلتهاب. ربما تصبح التغيّرات التي يمرّ بها جسمك تذكيراً مؤلماً بخسارتك، خاصة أنه من الطبيعي أن ينتج ثدياك الحليب (اللبن). وهذا أمرٌ محزن فضلاً عن أنه مزعج جسدياً. سيجف الحليب في وقته بشكل طبيعي. عادةً ما يكون الأسبوع الأول هو الأصعب والأسوأ. قد لا يكون أخذ أدوية لوقف الحليب أفضل من ترك الطبيعة تأخذ مجراها على المدى الطويل. لكنه يصبح خياراً امامك إذا كنت تجدين صعوبة كبيرة في التعامل مع الوضع. يمكنك مساعدة نفسك أثناء هذا الوقت العصيب بتجريب ما يلي:

ستجري لك طبيبتك أيضاً فحصاً بعد ستة أسابيع.

ستكون هذه فرصة جيدة لطرح الأسئلة حول الأسباب المحتملة لخسارة طفلك وتأثيرها على أي حمل آخر في المستقبل.

ستساعدك ممارسة بعض النشاطات الخفيفة على التعافي البدني واستعادة قوتك وعافيتك. اقبلي عروض الدعم المعنوي والعملي من الأهل والصديقات، لكن فقط إذا كنت تجدين أن ما يقدمونه سيكون مفيداً لك بالفعل.

منقووووووووول