صورة وآية: المجرة والدخان 2024

صورة وآية: المجرة والدخان

الونشريس
اكتشف العلماء كميات هائلة من الدخان حول بعض المجرات… وهذا الدخان قد أشار إليه القرآن منذ أربعة عشر قرناً….

الونشريس

    الونشريس

    جزاكى الله خيرا عالمعلومات الجميله

    الونشريس
    سبحان الله
    جزاكِ الله خير

    حكم شرب الدخان 2024

    [url=https://up.3dlat.com/]الونشريس[/url]
    حكم شرب الدخان


    تلك اللفافة الخبيثة، إذا تعلق بها المرء؛ أصبح شغوفاً بها، لا يقدر على فراقها وتركها، رغم علمه بالضرر الحاصل منها، يا لها من خبيثة حقاً، بل وقذرة، فإن المدخن يصحبها ويدنيها منه، وهي بدورها تقوده أولاً إلى الهلاك في الدنيا، حينما تقتله وتفتت جسده ببطء، ثم آخراً تؤدي به إلى الهلاك في الآخرة يوم المعاد والحساب..
    السيجارة اللعينة.. يجب القضاء عليها سريعاً، فهي محرمة عليك أيها الإنسان، فلا تخدع نفسك ببعض الأوهام، أيها المدخن أنت تعلم جيداً في قرارة نفسك أن التدخين حرام ويؤدي بك إلى ارتكاب الذنوب والآثام، فكلما دخنت سيجارة حطت في موازينك من السيئات والخطايا ما لا يعلمه إلا ربك..
    قل لي بربك لماذا؟ وأنت تعلم الإجابة جيداً!!! ومع ذلك سأجيبك.. فأعرني اهتمامك قليلاً حتى أنهي مقالتي هذه، ثم لك بعد ذلك الخيار، فربك هو من سيحاسبك يوم القيامة ولست أنا..
    **لقد قال الله عز وجل في كتابه الحكيم "وأحل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث"، فإياك أن تنكر أنها من الخبائث، بل لعلك تعتبرها من الطيبات، إذن ليس عليك حرج لأنك حتماً مجنون لا تميز بين الطيب والخبيث، ورفع عنك القلم..
    **وقال الله تعالى أيضاً "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وفي التدخين قتل للجسد، وإهلاك للروح والبدن، وسأذكر ذلك الآن، بعد أن أبين دليلاً آخر على أنه حرام..
    **قال صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، واللفافة رغم أنها صغيرة إلا أنها تحتوي على المئات من الأضرار، التي تفتك بك أيها الإنسان، وقد كرمك الله وخلقك لتكون قوياً، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف..
    والآن سنبين أن السيجارة من الخبائث؛ ليست طيبة، وفي تدخينها إلقاء بالنفس للتهلكة، وهي مضرة كذلك:
    -1- النيكوتين: مادة سامة عديمة اللون تتحول للبني عند احتراقها في الهواء، إذا أعطيت هذه المادة بجرعة كبيرة عن طريق الوريد فإن الإنسان يموت مباشرةً، وعند استنشاق النيكوتين يسري في الدم عن طريق الشعيرات الدموية في الرئتين، ليصل إلى المخ، وتتركز فيه بنسبة عالية، ومع استمرار التدخين، تكبر هذه النسبة لتصل إلى حد الموت لدى المدخن.
    -2- أول أكسيد الكربون: غاز سام وخطير للغاية، إذا استنشقه الإنسان في مكان مغلق لفترة طويلة، يؤدي به إلى الوفاة، وبدخول هذا الغاز إلى الجسد عند التدخين؛ يحص إرهاق ذهني؛ يؤدي للصداع والدوخة وضيق النفس، كما يؤدي إلى تلف في المخ.. لكن المدخن قد لا يشعر بذلك لأنه اعتاد على السيجارة، فيحدث جلطة مفاجأة تؤدي به إلى الوفاة.


    -3- غاز الأمونيا: وهو سبب السعال عند المدخن، لما له تأثير واضح على الصدر، ويوجد به أيضاً مواداً مسرطنةً، تؤدي بالمدخن للسرطان.
    -4- طبقة القطران: تشكل غشاء ص مخاطياً، للفم والحنجرة والصدر، وكذلك القصبة الهوائية، لذلك نرى العديد من المدخنين يصابون بسرطان الرئة، وانتفاخ الرئتين، وهذا بدوره ينتهي بالمدخن إلى هبوط بالقلب ثم الوفاة.
    -5- التدخين يؤثر على الجهاز العصبي، فلا يمكن أن ترى مدخناً؛ إلا عصبياً، ويؤثر على الجهاز الهضمي بأمراض قرحة المعدة، وكذا الجهاز التنفسي والبولي مثل سرطان المثانة، سرطان الكلى.
    قل لي بربك أيها المدخن لو سألتك ما حكم الانتحار؟! ثم قلت لك ما الفرق بين التدخين والانتحار؟!
    إن كنت ترى أن الانتحار حلالً فلا بأس بأن تدخن، لكني أرى فرقاً واحداً بين التدخين والانتحار، وهو أن الانتحار حرام ولا يكلف الإنسان شيئاً، أما التدخين فانتحار بتبذير واضح، وجنون أوضح، من خلال حرقك للماء الذي رزقك الله إياه، وإسرافه على الخبائث..
    هداك الله إيها المدخن، وكتب لك الخير، وأبعدك عن اللعينة الخبيثة

      مشكووووره حبيبتي

      جزاكى الله خيرا

      موضوع جميل

      جزاكي الله كل خير ونفع بكي

      الونشريس

      والده يطلب منه شراء الدخان 2024

      والده يطلب منه شراء الدخان

      الونشريس

        لاحول ولا قوة الا بالله

        لاحول ولا قوة الا بالله

        نورتوني

        لاحول ولا قوة الا بالله

        نورتي يا قمر

        تفسيرسورة الدخان عدد آياتها 59 2024

        { 1-16 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ }

        هذا قسم بالقرآن على القرآن، فأقسم بالكتاب المبين لكل ما يحتاج إلى بيانه أنه أنزله { فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } أي: كثيرة الخير والبركة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي والأيام على أفضل الأنام، بلغة العرب الكرام لينذر به قوما عمتهم الجهالة وغلبت عليهم الشقاوة فيستضيئوا بنوره ويقتبسوا من هداه ويسيروا وراءه فيحصل لهم الخير الدنيوي والخير الأخروي ولهذا قال: { إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا } أي: في تلك الليل الفاضلة التي نزل فيها القرآن { يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أي: يفصل ويميز ويكتب كل أمر قدري وشرعي حكم الله به، وهذه الكتابة والفرقان، الذي يكون في ليلة القدر أحد الكتابات التي تكتب وتميز فتطابق الكتاب الأول الذي كتب الله به مقادير الخلائق وآجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وأحوالهم، ثم إن الله تعالى قد وكل ملائكة تكتب ما سيجري على العبد وهو في بطن أمه، ثم وكلهم بعد وجوده إلى الدنيا وكل به كراما كاتبين يكتبون ويحفظون عليه أعماله، ثم إنه تعالى يقدر في ليلة القدر ما يكون في السنة، وكل هذا من تمام علمه وكمال حكمته وإتقان حفظه واعتنائه تعالى بخلقه.

        { أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا } أي: هذا الأمر الحكيم أمر صادر من عندنا.

        { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } للرسل ومنزلين للكتب والرسل تبلغ أوامر المرسل وتخبر بأقداره، { رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ } أي: إن إرسال الرسل وإنزال الكتب التي أفضلها القرآن رحمة من رب العباد بالعباد، فما رحم الله عباده برحمة أجل من هدايتهم بالكتب والرسل، وكل خير ينالونه في الدنيا والآخرة فإنه من أجل ذلك وسببه، { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } أي: يسمع جميع الأصوات ويعلم جميع الأمور الظاهرة والباطنة وقد علم تعالى ضرورة العباد إلى رسله وكتبه فرحمهم بذلك ومن عليهم فله تعالى الحمد والمنة والإحسان.

        { رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي: خالق ذلك ومدبره والمتصرف فيه بما شاء. { إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } أي: عالمين بذلك علما مفيدا لليقين فاعلموا أن الرب للمخلوقات هو إلهها الحق ولهذا قال: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } أي: لا معبود إلا وجهه، { يُحْيِي وَيُمِيتُ } أي: هو المتصرف وحده بالإحياء والإماتة وسيجمعكم بعد موتكم فيجزيكم بعملكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر، { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ } أي: رب الأولين والآخرين مربيهم بالنعم الدافع عنهم النقم.

        فلما قرر تعالى ربوبيته وألوهيته بما يوجب العلم التام ويدفع الشك أخبر أن الكافرين مع هذا البيان { فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ } أي: منغمرون في الشكوك والشبهات غافلون عما خلقوا له قد اشتغلوا باللعب الباطل، الذي لا يجدي عليهم إلا الضرر.

        { فَارْتَقِبْ } أي: انتظر فيهم العذاب فإنه قد قرب وآن أوانه، { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ } أي: يعمهم ذلك الدخان ويقال لهم: { هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }

        واختلف المفسرون في المراد بهذا الدخان، فقيل: إنه الدخان الذي يغشى الناس ويعمهم حين تقرب النار من المجرمين في يوم القيامة وأن الله توعدهم بعذاب يوم القيامة وأمر نبيه أن ينتظر بهم ذلك اليوم.

        ويؤيد هذا المعنى أن هذه الطريقة هي طريقة القرآن في توعد الكفار والتأني بهم وترهيبهم بذلك اليوم وعذابه وتسلية الرسول والمؤمنين بالانتظار بمن آذاهم.

        ويؤيده أيضا أنه قال في هذه الآية: { أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ } وهذا يقال يوم القيامة للكفار حين يطلبون الرجوع إلى الدنيا فيقال: قد ذهب وقت الرجوع.

        وقيل: إن المراد بذلك ما أصاب كفار قريش حين امتنعوا من الإيمان واستكبروا على الحق فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: { اللهم أعني عليهم بسنين كسني يوسف } فأرسل الله عليهم الجوع العظيم حتى أكلوا الميتات والعظام وصاروا يرون الذي بين السماء والأرض كهيئة الدخان وليس به، وذلك من شدة الجوع.

        فيكون -على هذا- قوله: { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ } أن ذلك بالنسبة إلى أبصارهم وما يشاهدون وليس بدخان حقيقة.

        ولم يزالوا بهذه الحالة حتى استرحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يدعو الله لهم أن يكشفه الله عنهم فدعا ربه فكشفه الله عنهم، وعلى هذا فيكون قوله: { إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } إخبار بأن الله سيصرفه عنكم وتوعد لهم أن يعودوا إلى الاستكبار والتكذيب وإخبار بوقوعه فوقع وأن الله سيعاقبهم بالبطشة الكبرى، قالوا: وهي وقعة بدر وفي هذا القول نظر ظاهر.

        وقيل: إن المراد بذلك أن ذلك من أشراط الساعة وأنه يكون في آخر الزمان دخان يأخذ بأنفاس الناس ويصيب المؤمنين منهم كهيئة الدخان، والقول هو الأول، وفي الآية احتمال أن المراد بقوله: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ } أن هذا كله يكون يوم القيامة.

        وأن قوله تعالى: { إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ } أن هذا ما وقع لقريش كما تقدم. وإذا نزلت هذه الآيات على هذين المعنيين لم تجد في اللفظ ما يمنع من ذلك.

        بل تجدها مطابقة لهما أتم المطابقة وهذا الذي يظهر عندي ويترجح والله أعلم.


        { 17-33 } { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ }إلى آخر القصة

        إلى آخر القصة لما ذكر تعالى تكذيب من كذب الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ذكر أن لهم سلفا من المكذبين، فذكر قصتهم مع موسى وما أحل الله بهم ليرتدع هؤلاء المكذبون عن ما هم عليه فقال: { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ } أي: ابتليناهم واختبرناهم بإرسال رسولنا موسى بن عمران إليهم الرسول الكريم الذي فيه من الكرم ومكارم الأخلاق ما ليس في غيره.

        { أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ } أي: قال لفرعون وملئه: أدوا إلي عباد الله، يعني بهم: بني إسرائيل أي: أرسلوهم وأطلقوهم من عذابكم وسومكم إياهم سوء العذاب فإنهم عشيرتي وأفضل العالمين في زمانهم.

        وأنتم قد ظلمتموهم واستعبدتموهم بغير حق فأرسلوهم ليعبدوا ربهم، { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } أي: رسول من رب العالمين أمين على ما أرسلني به لا أكتمكم منه شيئا ولا أزيد فيه ولا أنقص وهذا يوجب تمام الانقياد له.

        { وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ } بالاستكبار عن عبادته والعلو على عباد الله، { إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } أي: بحجة بينة ظاهرة وهو ما أتى به من المعجزات الباهرات والأدلة القاهرات، فكذبوه وهموا بقتله فلجأ بالله من شرهم فقال: { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ } أي: تقتلوني أشر القتلات بالرجم بالحجارة.

        { وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ } أي: لكم ثلاث مراتب: الإيمان بي وهو مقصودي منكم فإن لم تحصل منكم هذه المرتبة فاعتزلوني لا علي ولا لي، فاكفوني شركم. فلم تحصل منهم المرتبة الأولى ولا الثانية بل لم يزالو متمردين عاتين على الله محاربين لنبيه موسى عليه السلام غير ممكنين له من قومه بني إسرائيل. { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ } أي: قد أجرموا جرما يوجب تعجيل العقوبة.

        فأخبر عليه السلام بحالهم وهذا دعاء بالحال التي هي أبلغ من المقال، كما قال عن نفسه عليه السلام { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } فأمره الله أن يسري بعباده ليلا وأخبره أن فرعون وقومه سيتبعونه. { وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا } أي: بحاله وذلك أنه لما سرى موسى ببني إسرائيل كما أمره الله ثم تبعهم فرعون فأمر الله موسى أن يضرب البحر فضربه فصار اثنى عشر طريقا وصار الماء من بين تلك الطرق كالجبال العظيمة فسلكه موسى وقومه.

        فلما خرجوا منه أمره الله أن يتركه رهوا أي: بحاله ليسلكه فرعون وجنوده { إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ } فلما تكامل قوم موسى خارجين منه وقوم فرعون داخلين فيه أمره الله تعالى أن يلتطم عليهم فغرقوا عن آخرهم وتركوا ما متعوا به من الحياة الدنيا وأورثه الله بني إسرائيل الذين كانوا مستعبدين لهم ولهذا قال: { كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا } أي: هذة النعمة المذكورة { قَوْمًا آخَرِينَ } وفي الآية الأخرى: { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ }

        { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ } أي: لما أتلفهم الله وأهلكهم لم تبك عليهم السماء والأرض أي: لم يحزن عليهم ولم يؤس على فراقهم، بل كل استبشر بهلاكهم وتلفهم حتى السماء والأرض لأنهم ما خلفوا من آثارهم إلا ما يسود وجوههم ويوجب عليهم اللعنة والمقت من العالمين.

        { وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ } أي: ممهلين عن العقوبة بل اصطلمتهم في الحال. ثم امتن تعالى على بني إسرائيل فقال: { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ } الذي كانوا فيه { مِنْ فِرْعَوْنَ } إذ يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم. { إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا } أي: مستكبرا في الأرض بغير الحق { مِنَ الْمُسْرِفِينَ } المتجاوزين لحدود الله المتجرئين على محارمه.

        { وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ } أي: اصطفيناهم وانتقيناهم { عَلَى عِلْمٍ } منا بهم وباستحقاقهم لذلك الفضل { عَلَى الْعَالَمِينَ } أي: عالمي زمانهم ومن قبلهم وبعدهم حتى أتى الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ففضلوا العالمين كلهم وجعلهم الله خير أمة أخرجت للناس وامتن عليهم بما لم يمتن به على غيرهم.

        { وَآتَيْنَاهُمْ } أي: بني إسرائيل { مِنَ الْآيَاتِ } الباهرة والمعجزات الظاهرة. { مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ } أي: إحسان كثير ظاهر منا عليهم وحجة عليهم على صحة ما جاءهم به نبيهم موسى عليه السلام.

          جزاكي الله خيرا

          نورتينى يا ام التسابيح

          الونشريس

          تفسير سورة الدخان 2024

          تفسير سورة الدخان
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الآيات 1 ـ 8

          ( حم *وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ *إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ *فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ *أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ *رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ *لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ)

          حم : الحروف فى بداية السور ولها نفس الحكم الذى ذكرناه من قبل

          الكتاب المبين : القرآن العظيم الواضح فى آياته وتفسيره

          ليلة مباركة : ليلة القدر التى بورك فيها لمن أقامها بالطاعة والصلاة والعبادات الخالصة لله وحده

          منذرين : معلمين الناس ما ينفعهم وما يضرهم وينذر من عصى بالعقاب

          فيها يفرق كل أمر حكيم : فى ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ كل أمر يحدث خلال السنة إلى الملائكة الكتبة من آجال وأعمال وأرزاق وهى محكمة لا تبدل ولا تغير

          وجميع ما يقدر هو بأمر الله وعلمه وإذنه
          إنا كنا مرسلين : يقول تعالى : إنا أرسلنا إلى الناس رسولا يتلوا آياتنا عليهم ويذكيهم ويعلمهم دينهم
          رحمة من ربك : والقرآن رحمة من الله للعالمين بتوضيح معالم الدين الذى يصون حياتهم ويوضح الحق والباطل

          والله يسمع ويعلم كل شئ

          فهو الذى يملك السموات والأرض وما عليهما وفيهما وما بينهما
          وذلك إن كنتم متحققين من ذلك

          فهو وحده القادر على أن يحيى الموتى ويميت الأحياء وبيده كل شئ
          وهو ربكم ورب آبائكم ولا إله غيره

          الآيات 9 ـ 16

          (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ *فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ *يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ *رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ *أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ *ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ *إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ *يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ)

          إن الكافرين جاءهم الحق ولكنهم يشكون فى صحته ولا يصدقون

          فدعهم يلعبون حتى تأتيهم علامات الساعة بالدخان وتقوم القيامة من بعده ويعذبون
          وقيل فى الدخان قولان وكلاهما من علامات القيامة :

          1 ـ دخان واضح تراه كل عين
          2 ـ هو خيال كالدخان يراه الناس فى أعينهم من شدة الجوع والجهد

          وهذا الدخان يعم الناس جميعا ويغشى أعينهم ، ويقولن لبعضهم البعض هذا هو عذاب أليم

          تدعوا الناس الله بأن يرفع عنهم العذاب ويعلنون إيمانهم

          كيف لهم أن تذكروا الآن أنهم مؤمنون وقد أرسلنا لهم من قبل رسول واضح الحجج والبراهين فكذبوه وقالوا إنه مجنون ويعلمه بشر

          ولو كشفنا عنكم العذاب ستعودون لما كنتم عليه من كفر وعناد
          ويوم القيامة نبطش بهم وننتقم منهم .

            الآيات 17 ـ 33

            (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ *أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ *وَأَنْ لّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ *وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ *وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ *فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ *فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ *وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ *كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ *وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ *كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ *فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ *وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ *مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ *وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ *وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاء مُّبِينٌ)

            ومن قبل هؤلاء مشركى مكة اختبرنا مشركى قوم فرعون ( أقباط مصر )
            فأرسلنا لهم موسى عليه السلام يطلب منهم أن يسلموا له بنوا إسرائيل ( أحفاد يعقوب عليه السلام ـ وإسرائيل هو اسمه الآخر )

            وقال لهم موسى إنى رسول الله أمين على ما أبلغكم به
            ولا تتكبروا عن اتباع آيات الله والإنقياد له والتسليم له
            فإنى آتى لكم بآيات ومعجزات لأبرهن لكم على صدقى

            و أعوذ بالله أن تشتمونى أو تقذفونى بالحجارةوإذا لم تؤمنوا بما أدعوكم إليه فاتركونى ولا تتعرضوا لى والأمر بيننا موكل لله حتى يأت بأمره

            وما زادهم ذلك إلا علوا وعنادا فدعا موسى ربه أن هؤلاء القوم مجرمون فانقذنى وبنى إسرائيل منهم
            فأمره الله أن يخرج ليلا هو ومن معه من بنى إسرائيل بدون إذن من فرعون لأن قوم فرعون قرروا إيذاءه وقتله

            واتجه موسى ومن معه نحو البحر وتبعه قوم فرعون يريدونهم بالأذى والقتل
            فلما وصلوا للبحر أمره الله أن يضرب بعصاه البحر فانفلق البحر إلى جزئين كل جانب كالجبل العظيم واستوت بينهما الأرض ومهدت للسير عليها
            فطلب الله من موسى أن يترك البحر ( رهوا ) أى مفتوحا على حاله ويسير ومن معه

            فتردد فرعون وجنوده من المضى وراءهم
            فجاء جبريل عليه السلام على فرس ومر أمامهم فتأكدوا من إمكانية المرور
            فزال خوفهم وتقدموا ، وفى منتصف البحر عندما نزله جميع الجنود أطبق الله البحر عليهم وغرق فرعون وجنوده جميعا .

            وتركوا وراءهم كثير من الزروع والأنهار والآبار والخير الوفير والمساكن الأنيقة ونعم الله التى كانوا يتمتعون وينعمون بها وأموال كثيرة

            وكذلك ورثها عنهم قوم آخرين
            فلم تكن لهم أعمال صالحة لتبكى علي فقدهم السماء
            ولم يكن الله ليتركهم بلا عذاب ولا يؤخرهم بسبب عنادهم وكفرهم وظلمهم

            وهكذا نجى الله موسى وبنى إسرائيل من تعذيب فرعون وجنوده لهم وتسخيرهم فى الأعمال الشاقة المهينة
            فقد كان فرعون جبار عنيد مسرف فى إهانتهم

            فلقد أختار الله بنو إسرائيل على من عاشوا فى زمانهم وأرسل لهم آيات وحجج وبراهين ومعجزات اختبارا لمن اهتدى .

            الآيات 34ـ 37

            ( إِنَّ هَؤُلاء لَيَقُولُونَ *إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ *فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)

            إن المشركين يقولون نموت ولا بعث ولا حياة بعد الموت ولا قيامة
            ويقولون للمؤمنين والرسل لو أنكم صادقين فعودوا بمن مات من آبائنا القدماء
            إنهم لا خير فيهم لا هم ولا قوم تبّع ولا الذين سبقوهم من المشركين
            جميعهم أهلكهم الله لأنهم كانوا مجرمين

            قوم تُبّع
            كان أهل سبأ باليمن عربا من قبيلة حمير كلما ملك فيهم رجل سموه تُبّعا ، كما يقال كسرى لملك الفرس ، وقيصر لملك الروم ، وفرعون لملك مصر من الكفار ، والنجاشى لملك الحبشة .
            وتبع المقصود بالقرآن هو ــ أسعد أبى كر ب الحميرى .
            وهو من قال فيه رسول اللهصلى الله عليه وسلم " لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم " ، وقال " لاتسبوا أسعد الحميرى فإنه أول من كسى الكعبة ".
            قدم أسعد الحميرى المدينة للإغارة عليها فلم يهج أهلها وترك بينهم إبنا له عليهم ، فقتلوه ــ فقدم إليها وهو مجمع على أن يخرج أهلها ويستأصلهم ، ويقطع أشجارها ،ودار بينه وبين أهلها قتالا فى الليل ، فجاءه حبران من أحبار اليهود فقالوا له لا تهدم المدينة فهى مهاجر نبى يخرج من هذا الحرم من قريش فى آخر الزمان تكون داره وقراره ، فانصرف تبعا عن المدينة.
            وكان قومه يعبدون الأصنام فقالوا له :ألا ندلك على كنز من الزبرجد واللؤلؤ، والياقوت ، والذهب ، والفضة،غفل عنه الملوك من قبلك ؟ ،يريدون بذلك حثه على هدم الكعبة بحجة البحث عن الكنز .
            قالوا : بيت بمكة يعبده أهله ويصلون عنده .
            فسأل تبعا الحبران اليهوديان فقالا له : ما أراد القوم إلا إهلاكك وهلاك جندك
            فقال : ماذا تأمرانى ؟
            قالا : تصنع عنده ما يصنع أهله من طواف ، وتعظيم وتكريم ، وتحلق رأسك وتذل له .
            فسألهما لماذا لا يفعلان ذلك
            قالا : إنه بيت أبينا إبراهيم و أهله منعانا منه

            فصدق كلامهما وفعل مثلما نصحاه أن يفعل وأوصى بكسوة الكعبة وطاف ونحر ستة أيام .

            ثم عاد تبعا إلى قومه ، باليمن ، فأبوا عليه ما فعل حتى يحاكموه إلى النار

            وقد كان باليمن فى هذا الوقت نارا تخرج عليهم إذا اختلفوا ليتحاكموا إليها ،فخرجوا بأوثانهم وخرج تبعا والحبران بالتوراة وتقدموا إلى المكان الذى تخرج منه النار فخرجت عليهم فأكلت أوثانهم وأحرقتهم ،وقضى الله عليهم وخرج تبعا والحبران والتوراة لم تمسسهم النار ، ودخل أهل اليمن فى دين اليهودية

            الآيات 38 ـ 42

            (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ *مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ *إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ *يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ *إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)

            ينزه الله نفسه عن أن يكون خلقه للسموات والأرض من العبث واللهو والباطل وإنما خلقهم بالحق
            ويوم القيامة يفصل بين الكافرين والمؤمنين ويعذب من يستحق العذاب ويثيب من يستحق الإثابة
            وفى هذا اليوم لا ينفع الظالمين ظلمهم ولا ينصرهم أحد
            إلا من نفعه عمله الصالح فهو ينصره وينجيه من العذاب
            والله ذو رحمة واسعة عزيز فى قدرته على رحمة عباده المستحقين لها

            الآيات 43 ـ 50

            (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ *طَعَامُ الأَثِيمِ *كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ *كَغَلْيِ الْحَمِيمِ *خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ *ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ *ذقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ *إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ)

            أما المجرمين يدخلهم نار جهنم لهم فيها طعام من شجرة الزقوم فهى طعام الآثم الكافر تغلى فى البطون كالزيت المغلى من حرارتها
            ويقال للملائكة خذوا هذا الكافر وألقوه فى الجحيم فسوقوه سحبا وادفعوه لتلقوا به ( فاعتلوه ) فى وسط ( سواء ) الجحيم

            صبوا عليه من العذاب ( يضرب فوق رأسه فيسرى الألم فى جسده وبطنه وأمعائه حتى يتمزق من كعبيه )
            ويقال له تهكما : ذق العذاب فأنت العزيز الكريم فى الدنيا كما ادعيت
            فهذا الذى كنتم به تجادلون ( تمترون ) وتكذبون

            الآيات 51 ـ 59

            ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ *فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ *كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ *يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ *لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ *فَضْلا مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ *فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ)
            أما الذين اتقوا ربهم فهم فى الجنة ( مقام أمين ) آمنين من الموت آمنين من الحزن والجزع والتعب آمنين من الشيطان ومن الفقر ومن الجوع
            فهم فى فواكه وأطعمة لا تنتهى
            لهم لبس من الحرير الرفيع
            سندس : حرير طبيعى من أجوده
            استبرق : حرير به لمعان وهو ما نسميه الستان
            ويتكئون على السرر متقابلة الوجوه ( لا يجد ظهر غيره وإنما الوجوه متقابلة )

            لهم من الزوجات الحسان لا يحيضون ولا يسأمون المعاشرة وحسنهن يزداد
            كلما طلبوا فاكهة وجدوها ولا يموتون فالموت فى الحياة الدنيا فقط
            ونجاهم الله من نار جهنم
            وليس هناك أفضل من هذا الفوز والجزاء

            إن هذا القرآن أنزلناه واضحا بلسانك العربى لتذكر به وتفهمهم وتعلمهم ليتذكروا
            وانتظر والكفار ينتظرون
            وستعلمون من هو المحق ومن فى الضلالة .
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            تمت بحمد الله تعالى .