سورة الزمر فوائد من سورة الزمر 2024

الونشريس

في تفسير قوله تعالى قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }[سورة الزمر آية : 64-65] إلى قوله تعالى: { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }[سورة الزمر آية : 67] :
فيه مسائل:
الأولى: الجواب عن قول المشركين: هذا في الأصنام، وأما الصالحون فلا; قوله: { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ }عام فيما سوى الله.
الثانية: أن المسلم إذا أطاع من أشار عليه في الظاهر،كفر، ولو كان باطنه يعتقد الإيمان؛ فإنهم لم يريدوا من النبي صلى الله عليه وسلم تغيير عقيدته; ففيه بيان لما يكثر وقوعه ممن ينتسب إلى الإسلام، في إظهار الموافقة للمشركين خوفا منهم، ويظن أنه لا يكفر إذا كان قبله كارها له.
الثالثة: أن الجهل وسخافة العقل هو موافقتهم في الظاهر; وأن العقل والفهم والذكاء هو التصريح بمخالفتهم، ولو ذهب مالك، خلافا لما عليه أهل الجهل من اعتقاد أن بذل دينك لأجل مالك هو العقل، وذلك في آخر الآية { أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ }[سورة الزمر آية : 64] .
أما الآية الثانية، ففيها مسائل أيضا:
الأولى: شدة الحاجة إلى تعلم التوحيد، فإذا كان الأنبياء يحتاجون إلى ذلك ويحرصون عليه، فكيف بغيرهم؟ ففيها رد على الجهال الذين يعتقدون أنهم عرفوه فلا يحتاجون إلى تعلمه.
الثانية: المسألة الكبرى، وهي: كشف شبهة علماء المشركين الذين يقولون: هذا شرك ولكن لا يكفر من فعله لكونه يؤدي الأركان الخمسة; فإذا كان الأنبياء لو يفعلونه كفروا، فكيف بغيرهم ؟
الثالثة: أن الذي يكفر به المسلم، ليس هو عقيدة القلب خاصة، فإن هذا الذي ذكرهم الله لم يريدوا منه صلى الله عليه وسلم تغيير العقيدة كما تقدم، بل إذا أطاع المسلم من أشار عليه بموافقتهم لأجل ماله، أو بلده، أو أهله، مع كونه يعرف كفرهم، ويبغضهم، فهذا كافر، إلا من أكره.
وأما الآية الثالثة، ففي الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها على المنبر، وقال: "إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين، وتكون السماوات بيمينه"، ثم ذكر تمجيد الرب تبارك وتعالى نفسه، وأنه يقول: "أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم. قال ابن عمر: فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قلنا ليخرن به". وفيها: ثلاث مسائل :
الأولى: التنبيه على سبب الشرك، وهو: أن المشرك ظهر له شيء من جلالة الأنبياء والصالحين، ولم يعرف الله سبحانه وتعالى; وإلا لو عرفه، لكفاه وشفاه عن المخلوق، وهذا معنى قوله: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }[سورة الزمر آية : 67] الآية .
المسألة الثانية: ما ذكر الله تبارك وتعالى من عظمته وجلاله أنه يوم القيامة يفعل هذا؛ وهذا قدر ما تحتمله العقول، وإلا فعظمة الله وجلاله أجل من أن يحيط بها عقل، كما قال: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن، إلا كخردلة في كف أحدكم" فمن هذا بعض عظمته وجلاله، كيف يجعل في رتبة مخلوق لا يملك لنفسة نفعا ولا ضرا ؟ هذا هو أظلم الظلم، وأقبح الجهل، كما قال العبد الصالح لابنه: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[سورة لقمان آية : 13] .
الثالثة: أن آخر الآية وهو قوله: { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }[ سورة الزمر آية : 67] ينبهك على الحكمة في كونه سبحانه يغفر الكبائر ولا يغفر الشرك، وتزرع بغض الشرك وأهله، ومعاداتهم في قلبك.
وذلك أن أكبر مسبة بعض الصحابة – مثل أبي بكر وعمر – لو يجعل في منْزلته بعض ملوك زماننا، مثل سليمان أو غيره، مع كون الكل منهم آدمي، والكل ينتسب إلى دين محمد، والكل يأتي بالشهادتين، والكل يصوم رمضان ويصلي. فإذا كان من أقبح المسبة لأبي بكر أن يسوى بينه وبين بعض الملوك في زماننا، فكيف يجعل للمخلوق من الماء المهين – ولو كان نبيا – بعض حقوق من هذا بعض عظمته وجلاله، من كونه يدعى كما يدعى، ويخاف كما يخاف، ويعتمد عليه كما يعتمد عليه؟ هذا أعظم الظلم، وأقبح المسبة لرب العالمين; وذلك معنى قوله في آخر الآية: { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }[سورة الزمر آية : 67] . ولكن رحم الله تعالى من تنبه لسر الكلام، وهو المعنى الذي نزلت فيه هذه الآيات، من كون المسلم يوافقهم في شيء من دينهم الظاهر، مع كون القلب بخلاف ذلك؛ فإن هذا هو الذي أرادوا من النبي صلى الله عليه وسلم. فافهمه فهما حسنا، لعلك تعرف من دين إبراهيم عليه السلام الذي بادر أباه وقومه بالعداوة عنده، والله أعلم.

الونشريس

    الونشريس
    نورتى يا سكر

    تفسير: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)سوره الزمر 2024

    تفسير: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ

    الونشريس

    إن الآية المذكورة وأمثالها إنما تدل على أن من قدر الله إضلاله، فلن يستطيع أحد من الخلق أن يجعله مهتديا.

    قال ابن كثير في تفسيرها: أي: من أضله الله فلا هادي له غيره .اهـ.

    فهي كقوله تعالى: وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا {المائدة:41}.

    ثم نقول أيضا , إنك لم تطلعي على الغيب لتعلمي أن الله كتبك مع من حقت عليهم الضلالة؛ فإن قدر الله سبحانه سر

    مكتوم، والآية المذكورة لا تدل على أن من ضل فلن يهتدي بعد ضلاله، وليس بلازم لمن ضل أثناء حياته أن يختم الله له

    بذلك، والعكس بالعكس، ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه

    وسلم وهو الصادق المصدوق: أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، أو أربعين ليلة، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون

    مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات: فيكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد. ثم ينفخ فيه الروح؛ فإن

    أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار.

    وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل عمل أهل الجنة، فيدخلها.

    الونشريس

    ثم إنا ننصحك بالاستعانة بالله، والمبادرة بسلوك طريق التائبين المهتدين، فكل ميسر لما خلق له من هداية أو ضلال، ففي

    الصحيحين عن علي- رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض

    فقال: "ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار، ومقعده من الجنة" قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع

    العمل؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة، فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من

    أهل الشقاء، فييسر لعمل أهل الشقاوة" ثم قرأ: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى)…إلى قوله (فسنيسره للعسرى).

    الونشريس

    وعليك بالإعراض عن وسوسة الشيطان لك بأن الله لن يهديك، ليقنطك من رحمة الله تعالى، فقد نهانا الله عن القنوط من

    رحمته، ورغبنا في التوبة والمبادرة بها، فقال جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ

    اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ

    {الزمر:54}، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {الزمر:55}.


    الونشريس

      بارك الله فيك

      جزيتى خيرا
      الونشريس

      الونشريس

      الونشريس

      تفسير سورة الزمر 2024

      تفسير سورة الزمر



      بسم الله الرحمن الرحيم


      الآيات 1 ـ 4


      (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ * لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )

      القرآن العظيم منزل من عند الله القوى منيع الجانب الحكيم فى أقواله وأفعاله وأقداره

      فاعبد الله وحده لا شريك معه وأخلص له العبادة

      ولا يقبل الله من الأعمال إلا ما خلص منها له وحده

      هؤلاء الكفار يقولون عن الأصنام ليشفعوا لهم عند الله فهم يعتبرونها صور للملائكة المقربة من الله ويقولون أنها تقربنا من الله لمنزلتها عنده

      وهذا كذب وافتراء على الملائكة وكذب على الله والجميع عبيد لله وحده خاضعين له

      والله يحكم يوم القيامة بين العبادفيما اختلفوا فيه

      والله لا يرشد من ضل فى الدنيا وتعمد الكذب

      ويرد الله على اليهود والنصارى ويقول بأنه واحد أحد وليس له ولد

      ولو أراد اتخاذ الولد لأختار أصفاهم وليس ما يزعم الكفار

      فتنزه الله عن اتخاذ الولد وهو الواحد الأحد القاهر فوق عباده عنى عمن سواه وذلت له الرقاب .

      الآيات 5 ، 6

      (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ * خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ )

      يخبر الله تعالى أنه خلق السموات والأرض وما بينهما وما فيهن وأنه يقلب الليل والنهار وسخرهما يجريان إلى أجل مسمى متعاقبين وسخر الشمس والقمر لمدة يعلمها حتى يوم القيامة

      وهو عزيز قوى لا يغالب ومع ذلك فهو غفار لمن تاب وأصلح ورجع إليه

      خلق الإنسان من نفس واحدة وهو آدم عليه السلام بالرغم من اختلاف ألوان الناس وأجناسهم وأشكالهم ولغاتهم

      وخلق من ضلع آدم حواء زوجة له

      وخلق من الأنعام ثمانية أزواج ( من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين )

      وقدر الناس فى بطون أمهاتها طورا بعد طور ( من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم إنسان متكامل من لحم وعظم ودم وعروق ثم نفخ فيه الروح )

      وذلك فى ظلمات ثلاث هى ظلمة الرحم وظلمة المشيمة وظلمة البطن

      فهذا الذى خلق كل ماسبق هو الله وحده لا شريك له

      فإلى أين ينصرف الكفار والمشركين بالعبادة لغيره سبحانه

        الآيات 7 ، 8


        (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )

        يقول سبحانه أنه الغنى عن عباده ، ولا يحب ولا يأمر عباده بالكفر إنما يحب أن يشكر عباده حتى يزدهم من فضله

        وكل نفس محاسبة عن ذاتها ولا يحمل أحد وزر الآخر

        وإلى الله المرجع فلا تخفى عليه خافيةويخبر كل نفس بما عملت

        وهذا هو الإنسان إذا أصابته مصيبة لجأ إلى الله ودعا وتضرع إليه ليستغيث به

        ثم إذا كان فى رفاهية ونعمة نسى ما كان من ضيق ونسى ربه وكفر وجعل له الشركاء إلا من عصم الله

        فقل لهؤلاء يا محمد تمتعوا فى الدنيا قليلا وسوف تلقون نتيجة عملكم يوم الحساب عندما تلقون فى النار .

        الآية 9


        (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )

        لا يتساوى عند الله الكافرون الذين وصفهم فى الآية السابقة والمؤمنون الذين يخشون الله ويترقبون الآخرة ويتمنون رحمة الله ومغفرته

        مثلما تماما لا يتساوى الذى يعلم والذى لا يعلم

        إن المؤمنون هم أصحاب العقول التى تميز بين الحق والباطل .


        الآيات 10 ـ 12

        (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ * قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ )

        ينصح الله المؤمنين بأن يصبروا ويستمروا على طاعة الله وتقواه ولمن أحسن العمل الخير فى الدنيا والآخرة

        وينصحهم بأن يهاجروا فى أرض الله الواسعة جهادا فى سبيل الله والبعد عن الأوثان

        ويعدهم بالأجر الوفير جزاء لصبرهم

        وقل لهم يا محمد بأنك أمرت بالإخلاص فى عبادة الله وأأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده

        وأنك يا محمد أول من أسلم من أمته

        الآيات 13 ـ 16

        (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ )

        قل يامحمد للكافرين : بالرغم من أنك رسول الله فأنت تخشى الله وتخاف معصيته وتخشى عذاب يوم القيامة

        قل لهم أنك تعبد الله وحده وتتبرأ منهم ومما يعبدون من دون الله لأنهم هم الخاسرون يوم القيامة وخاسرون أبناءهم وأولادهم وأنفسهم يوم الحساب فلا اجتماع لهم معهم فى النار ولا سرور

        ففى النار تحيط بهم دخان النار والعذاب

        فاتقوا الله لتنجوا من العذاب

        الآيات 17 ـ 18

        (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )

        ومن يبتعد عن عبادة الأوثان واتجه لعبادة وطاعة الله الواحد فلهم البشرى بالجنة وحسن الثواب فى الدنيا والآخرة فبشرهم يا محمد

        بشر هؤلاء الذين إذا سمعوا قولا تدبروه واتبعوا أفضل الأعمال هؤلاء الذين هداهم الله وحباهم عقول راجحة

        الآيات 19 ـ 20

        (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ )

        إنك لن تقدر أن تنقذ من كتب الله عليه أنه فى عذاب النار ولا تهديه من بعد الله

        أما من كتب لهم أنهم سعداء فلهم نعيم مقيم فى الجنة ، يسكنون قصورا طبقات مبنية عالية ينعمون بأنهار من الخير لا نفاذ لها

        وهذا هو ما وعدهم الله به والله لا يخلف وعده

        ………………………

        عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أهل الجنة ليتراءون فى الجنة أهل الغرف ، كما تراءون الكوكب الدرى الغارب فى الأفق الطالع فى تفاضل أهل الدرجات " فقالوا : يا رسول الله ، أولئك النبيون ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " بلى والذى نفسى بيده وأقوام آمنوا بالله وصدّقوا الرسل " .

        الآيات 21 ـ 22

        (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الأَلْبَابِ * أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )

        يوضح الله هنا أن الماء ينزل من السماء ثم يكون فى الأرض الينابيع والأنهار ويسقى به الزروع التى تنبت الثمار مختلفة الأنواع ومختلفة الطعم والشكل واللون والرائحة والمنفعة

        وبعد ذلك يكبر الزرع وييبس ويتحطم مثله فى ذلك مثل الإنسان وباقى المخلوقات ……. فاعتبروا يا أصحاب العقول .

        فلا يتساوى من فتح الله قلبه وشرحه للإسلام وامتلأ بنوره كمن هو قاسى القلب لا يتأثر بذكر الله

        فالويل والعذاب لمن كان فى ضلال ولم يخشع .

        الآية 23

        (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )

        لقد جعل الله القرآن كلماته متشابهة وآياته متشابهة ومعانيه متشابهة ليفهمه الناس

        و( مثانى ) يذكر فيه الشئ وضده كذكر المؤمن والكافر ، والأبرار والفجار ، وصفات الجنة وصفات النار ، وتكرار ذكر الأنبياء فى مواضع مختلفة …………… وهكذا .

        إذا سمعه المؤمنون ولما يسمعون من التهديد والوعيد تقشعر جلودهم من خشية الله والخوف من عذابه وتمنى ثوابه

        وتتحول هذه الخشية والقشعريرة إلى ميل القلب للطاعة وذكر الله ويميلون لرحمته وعفوه عز وجل .

        وهذا هو الهدى الذى يهدى به الله من آمن من عباده ومن شاء منهم

        ولكن من أضله الله فليس له من يهديه من بعد الله بظلمهم .

        الآيات 24 ـ 26


        (أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ * كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )

        فلا يستوى من يلقى فى النار يوم القيامة بغير حساب والذين هم آمنون من العذاب سعداء فى الجنة

        افعلوا ما يحلوا لكم من خير وشر فالله يعلم ويرى كل أفعالكم وستجزون عليها

        فقد كذبت أقوام من قبلهم فى العصور القديمة فأهلكهم الله وعذبهم بذنوبهم

        وأذاقهم من العذاب بما أنزل عليهم فى الدنيا وعذاب الآخرة سيكون أعظم من ذلك

        فليتهم كانوا يعلمون ليتقوا العذاب

        الآيات 27 ـ 31

        (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ )

        يقول تعالى :

        ـ لقد بينا للناس بالأمثلة فى القرآن لكى يعتبروا

        ـ فالقرآن باللغة العربية الواضحة لا عوج فيها ولا شك ولا لبس لعل الناس تحذر الوعيد ويعملون للفوز بالوعد

        ـ وهنا يضرب الله مثلا برجل هو عبد لشركاء فيتنازعون عليه

        ورجل آخر هو عبد لرجل واحد فلا تنازع

        كذلك المشرك الذى يعبد آلهة مع الله والمؤمن الذى لا يعبد إلا الله ….. لايتساويان

        ـ فأنت يا محمد ستموت وهم يموتون ثم يحكم الله بينكم يوم القيامة

        والعموم هو أهل الإيمان وأهل الكفر يحكم الله بينهما يوم القيامة .

        الآيات 32 ـ 35

        (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ )

        ليس هناك ظالما أكثر من المشرك الذى جعل مع الله آلهة أخرى إفتراء عليه

        إنهم مثواهم جهنم وبئس المصير

        أما الرسول الذى جاء بالرسالة عن ربه وهو جبريل رسول الملائكة والنبى محمد الذى صدق بما جاءه ومن اتبعوهم بالتصديق فهم المؤمنون المتقون ولم يشركوا بالله

        لهم كل ما يتمنون من الله من حسن الجزاء

        وسوف يغفر الله لهم جميع سيئاتهم مهما بلغت ويكافئهم بأحسن ما عملوا .

        الآيات 36 ـ 40

        (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ * وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ * قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )

        ـ يكفى الله من عبده وأحسن طاعته

        ـ والمشركين يخوفون الرسول والمسلمين بأصنامهم وآلهتهم التى يضلونهم

        فالله يضل الكافرين ويهدى من لجأ إليه ومن أعز الله فليس له من مضل

        ـ والله عزيز قوى الجانب لمن أطاعه ومنتقم من المشركين

        ـ ولو سألت المشركين من يكون خالق السموات والأرض فهم يعترفون أنه الله خالقهما ، ويعبدون من دونه شركاء

        ـ فقل لهم هل تنفعكم أو تضركم شركاءكم ؟

        ـ قل لهم الله يكفينى وأتوكل عليه

        ـ فافعلوا ما شئتم وأنا على طريقتى وسوف تعلمون من منا على حق حين يأتيكم العذاب فى الدنيا والحريق الدائم فى النار يوم القيامة .

        الآيات 41 ، 42

        (إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ * اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )

        لقد أنزلنا القرآن بالهداية لتنذر الناس إنسا وجنا فمن اتبعك فإنما يعود ذلك عليه بالخير ومن بعد عن الطريق فإنما إثمه على نفسه وأنت لست موكلا بأن يهتدوا

        الله هو المتصرف فى أحوال العباد

        فهو عند النوم يمسك الأرواح للحظة الراحة الجسدية فتروح وتجئ وتتقابل مع الأرواح الأخرى ثم يتركها لتعود بالجسد لأجل معين ، والتى قضى بموتها فهى لا تعود للجسد ثانية وتنتهى فترة المحيا على الأرض

        أوصى النبى صلى الله عليه وسلم عند النوم فقال : " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخله إزاره ، فإنه لا يدرى ما خلفه عليه ، ثم ليقل باسمك ربى وضعت جنبى وبك أرفعه إن أمسكت نفسى فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين " .

        الآيات 43 ـ 45


        (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ * قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (

        إن الكفار يتخذون أصناما وأندادا ليعبدونها من دون الله فهل تلك الأصنام التى لا تعقل ولا تملك حولا ولا قوة ستشفع لهم

        قل لهم يا محمد أن من يملك الشفاعة كلها هو الله وحده

        وله ما فى السموات وما فى الأرض جميعا ويملككم وترجعون حتما إليه ليحاسبكم على ذلك

        عجبا لهؤلاء الكفار فعند ذكر الله تنقبض قلوبهم التى لا تقبل الخير وإذا ذكرت لهم الأصنام فإنهم يفرحون ويسرون

        الآيات 46 ـ 48


        (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ *وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ )

        قل أنت يا محمد ومن معك وادع الله : اللهم أنت ( فاطر ) جاعل السموات والأرض على غير مثال سابق لها

        وأنت تعلم الغيب والعلانية ( الشهادة )

        وأنت تفصل بين عبادك يوم القيامة فيما اختلفوا فيه

        ولو أن المشركون لهم ما فى الأرض كله وعليه مثله قدموه ليفتدوا أنفسهم من شديد عذاب الله يوم القيامة فلن يُقبل منهم

        وسيظهر لهم الله من العذاب والنكال ما لم يتوقعوا

        وسيظهر لهم ويلقون عقاب ما فعلوا ويلحق بهم عقاب ما استهزءوا به فى الدنيا .

        الآيات 49 ـ 52

        (فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ *قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ *فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

        وهذا هو الإنسان إذا أصابته مصيبة لجأ إلى الله ودعا وتضرع إليه ليستغيث به

        ثم إذا كان فى رفاهية ونعمة نسى ما كان من ضيق وظن أن ذلك من فرط فراسته وحسن تدبيره ونسى ربه وكفر وجعل له الشركاء إلا من عصم الله

        ولكن هذا اختبار من الله ولكن هم لا يعلمون ذلك .

        ولقد قال مثل قولهم من سبقهم من أمم ، فقد كانوا أشد منهم وأقوى منهم بما أثروا فى الأرض وبما كان لديهم من أموال وعلم وبأس ، فلم تغنى عنهم أموالهم من عذاب الله ولم تنفعهم أموالهم ولا أولادهم

        وقد لقوا نتيجة عملهم السيئ

        وكذلك هؤلاء الكفار أيضا سيصيبهم جزاء ما عملوا وسيجزون وما هم بمعجزين الله

        فإن الله يوسع الرزق على من يشاء ويضيق على من شاء من عباده

        وهذا ليعتبر أصحاب العقول .

        الآية 53

        (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

        وتلك دعوة عامة للكفار والمشركين والعصاة إلى رحمة الله والتوبة فهو كريم يغفر لمن تاب ، ويعفوا عن من أناب إليه وعاد

        يطمئن عباده إلى رحمته الواسعة ويدعوهم إليه فهو الرحيم وهو الغفار

        وسبب نزول الآية :


        أن أناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وزنوا وأكثروا فجاؤا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذى تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل قول الله عز وجل .

        الآيات 54 ـ 59

        (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ *وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ *أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتىٰ عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ *أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ *أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ *بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )

        عودوا إلى الله واستسلموا إليه من قبل أن تحل نقمة الله وعذابه ولن تجدوا من ينصركم من العذاب

        اتبعوا ما جاء لكم فى القرآن من قبل أن يفاجئكم العذاب وأنتم فى غفلة

        حيث عندها تتحسر كل نفس على ما عملت وفرطت فى حق نفسها وتتذكر سخريتها فى الدنيا

        أو تتمنى نفس عندما تلقى العذاب أن لو كان الله هداها لتنقذ من العذاب أن تتمنى نفس عند وقوع العذاب بها لو أنها تعود الدنيا ثانية لتعمل صالحا

        فيقال لها لا عودة ولا مغفرة بعد ذلك فقد جاءت العبرة والموعظة والدعوة فى الدنيا فكذبت وتعاليت وكفرت بالله

        الآيات 60 ، 61

        (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )

        ويوم القيامة تسود وجوه وتبيض وجوه

        فأما المشركون والذين ادعوا لله الولد تبدو وجوههم مسودة يوم القيامة بما افتروا على الله من كذب

        وجهنم هى المثوى المناسب لهؤلاء الكفار

        أما من آمن بالله واتقى وعمل صالحا فينجيهم الله ويفوزون بالجنة ولا يمسهم سوء ويطمئنهم الله فلا يحزنون .

        الآيات 62 ـ 66

        (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ *لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ *قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ *بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ)

        الله هو الذى خلق الأشياء كلها

        وهو وكيل بها متصرف فيها وتحت إمرته وتدبيره

        يملك خزائن الأرض والسموات وبيده جميع الأمور

        والذين كفروا حجتهم باطلة

        قل لهم هؤلاء الجاهلون كيف يدعونك لعبادة غير الله

        من بعد أن نزل إليك الوحى وأيقنت بوحدانية الله وقدرته وعظمته

        فلو أطعتهم سيحبط عملك وتخسر

        قل لهم إنك تعبد الله واشكره على نعمة الإسلام والإيمان وأخلص له العبادة

        الآية 67

        (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )

        عندما عبد المشركون غير الله فهم لم يقدروا الله حق قدره

        بالرغم من أن الله يملك السموات والأرض ويقدر عليها جميعا وهو العظيم الذى لا مثيل له

        وكل شئ تحت سيطرته وقهره

        ويوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقبض الله تعالى الأرض ويطوى السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك ، أين ملوك الأرض " .

        فسبحانه تنزه وتقدس عما يشركون فى عبادته .

        الآيات 68 ـ 70

        (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ *وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ *وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ )

        ويوم القيامة ينفخ إسرافيل فى البوق فيصعق جميع من فى السموات والأرض إلا من شاء الله
        وينفخ ثانية فيقومون أحياء مرة أخرى ليفصل ويحكم الله بين العباد

        وتضئ الأرض بنور الله وتعرض الأعمال فى الكتاب

        ويأت الله بالأنبياء والرسل شهداء على أقوامهم

        وتأت الملائكة

        ويحكم الله بين العباد بالحق والعدل ولا تظلم نفس عند الله

        وكل نفس تجد نتيجة عملها فالله يعلم ما يفعلون من خير أو شر

        الآيات 71 ، 72

        (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)

        ويساق الكفار فى جماعات إلى الجحيم وعندما يصلوا إليها تفتح لهم الأبواب ويؤنبهم الملائكة من خزنة النار الغلاظ الشداد ويلعنوهم ويؤنبوهم فيقولون ألم ترسل لكم الرسل والأنبياء ليحذروكم من هذا اليوم ولم تطيعوهم وعصيتم فذوقوا عذاب الحريق خالدين بما عملتم واعترف الكفار والجناة

        وحق عليهم العقاب الخالد فيها

        وبئس هذا من عقاب


        الآيات 73 ـ 74

        (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ *وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)

        وكذلك يساق المؤمنين إلى الجنة جماعات وتفتح لهم أبوابها ويسلم عليهم الملائكة ويدعون لهم ويرحبون بهم خالدين فى الجنة والنعيم

        ويحمدون الله الذى صدق لهم وعده بالجنة لمن صبر وآمن وعمل صالحا وتبدل الأرض غير الأرض حيث وصفه الرسول تربة الجنة فقال " درمكة بيضاء مسك خالص "

        الآية 75

        (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

        وبعد ذكر أهل الجنة وأهل النار يذكر سبحانه الملائكة بأنهم يلتفون حول عرش الرحمن يسبحون الله ويعظمونه ويحمدونه وانتهى الأمر وحكم الله بين العباد بالحق والعدل

        ويحمد الكون ومن فيه الله على عدله وحكمه .

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

        تمت بحمد الله تعالى .

        ربنا يباركلك ويجعله فى ميزان حسناتك