مواقف تربوية من السيرة النبوية 2024

تعتبر السيرة النبوية بأحداثها وتفاصيلها مدرسة نبويّة متكاملة ، لما تحمله بين ثناياها من المواقف التربوية العظيمة والفوائد الجليلة ، التي تضع للدعاة والمعلمين والمربين منهج التربية وحسن التعامل مع مواقف الحياة ومجرياتها ، وهذه بعض من المواقف التربوية من حياة وسيرة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – :
الونشريس
الشورى والمساواة من غزوة بدر والأحزاب :

غزوة بدر هي إحدى الغزوات المليئة بالمواقف التربوية ، ولعل من أبرزها موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تأكيده لمبدأ الشورى ، باعتباره مبدأً من مباديء الشريعة ، وصورة من صور التعاون على الخير ، يحفظ توازن المجتمع ، ويجسّد حقيقة المشاركة في الفكر والرأي ، بما يخدم مصلحة الجميع .. فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو المؤيَّد بالوحي – استشار أصاحبه في تلك الغزوة أربع مرات : حين الخروج لملاحقة العير ، وعندما علم بخروج قريشٍ للدفاع عن أموالها ، واستشارهم عن أفضل المنازل في بدر ، واستشارهم في موضوع الأسرى ، وكل ذلك لِيُعَُّلم الأمة أن تداول أي فكرة وطرحها للنقاش يسهم في إثرائها وتوسيع أفقها ، ويساعد كذلك على إعطاء حلول جديدة للنوازل الواقعة .
الونشريس
وهذا الموقف التربوي في ترسيخ مبدأ الشورى ظهر كذلك جليا في غزوة الأحزاب ، إذ لما سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزحف الأحزاب إلى المدينة ، وعزمها على حرب المسلمين ، استشار أصحابه ، وقرروا بعد الشورى التحصن في المدينة والدفاع عنها ، وأشار سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ اعتمادا علي خبرته في حرب الفرس ، بحفر خندق حول المدينة ، وقال : " يا رسول الله ، إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا " .. فوافقه وأقره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمر بحفر الخندق حول المدينة ، وتمّ تقسيم المسؤولية بين الصحابة ..
الونشريس
لقد أنزل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشورى منزلتها ورسخَّها في حياة الأمة ، إذ الحاجة إليها في الشدائد والقرارات المصيرية على غاية من الأهمية ، فالشورى استفادة من كل الخبرات والتجارب ، واجتماع للعقول في عقل ، وبناء يساهم الجميع في إقامته ، ولذا قال الله تعالى : { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }(الشورى: من الآية38) ..
الونشريس
كما أقرّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة بدر والأحزاب ـ وغيرهما من غزوات ـ بمبدأ آخر لا يقلّ أهمية عن سابقه ، وهو تطبيق المساواة بين الجندي والقائد ، ومشاركته لهم في الظروف المختلفة ، يتضح ذلك في موقفه وإصراره ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة بدر على مشاركة أبي لبابة وعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ في المشي وعدم الاستئثار بالراحلة .. وفي الأحزاب تولى المسلمون وعلى رأسهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المهمة الشاقة في حفر الخندق ، وكان لمشاركته ـ صلى الله عليه وسلم ـ الفعلية في الحفر الأثر الكبير في الروح العالية التي سيطرت على المسلمين ..
لقد أعطى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بدر والأحزاب ـ وغيرهما من الغزوات ـ موقفا تربويا عمليا في الشورى وأهميتها ، وفي مشاركته لأصحابه التعب والعمل ، والآلام والآمال ..
الونشريس
لا .. للعصبية والفرقة في غزوة بني المصطلق :

عند ماء المريسيع كشف المنافقون عن حقدهم الذي يضمرونه للإسلام والمسلمين ، فسعوا ـ كعادتهم دائما إلى يومنا هذا ـ إلى محاولة التفريق بين المسلمين ، فبعد انتهاء الغزوة ـ كما يقول جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ : ضرب رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري : يا للأنصار، وقال المهاجري : يا للمهاجرين .. فاستثمر المنافقون ـ وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول ـ هذا الموقف ، وحرضوا الأنصار على المهاجرين ، فسمع ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : ( ما بال دعوى الجاهلية ؟! ، قالوا يا رسول الله : كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : دعوها فإنها منتنة ) رواه البخاري .

فمع أن اسم المهاجرين والأنصار من الأسماء الشريفة التي تدل على شرف أصحابها ، وقد سماهم الله بها على سبيل المدح لهم ، فقال تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ }(التوبة: من الآية100) ، إلا أن هذه الأسماء لما استُعْمِلت الاستعمال الخاطئ لتفريق المسلمين وإحياء للعصبية الجاهلية ، أنكر ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنكارا شديدا ، وقال قولته الشديدة : ( دعوها فإنها منتنة ) ، وذلك حفاظا على وحدة الصف للمسلمين ، والتحذير من العصبية بجميع ألوانها ، سواء كانت عصبية تقوم على القبلية ، أو الجنس ، أو اللون أو غير ذلك .. وهذا موقف تربوي عظيم من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأمة الإسلامية على مر العصور ..
الونشريس
إقالة ذوي العثرات :

عندما أكمل الرسول – صلى الله عليه وسلم – استعداده للسير إلى فتح مكة ، كتب حاطب بن أبي بلتعة ـ رضي الله عنه ـ إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليهم ، ثم أعطاه امرأة ، وجعل لها أجراً على أن تبلغه إلى قريش ، فجعلته في ضفائر شعرها ، ثم خرجت به إلى مكة ، ولكن الله ـ تعالى ـ أطلع نبيه – صلى الله عليه وسلم – بما صنع حاطب ، فقضى ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذه المحاولة ، ولم يصل قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين وسيرهم لفتح مكة ..
والخطأ الذي اقترفه هذا الصحابي الجليل ليس بالخطأ اليسير ، إنه كشف أسرار الدولة المسلمة لأعدائها ، ثم هذا الصحابي ليس من عوام الصحابة ، بل هو مِن أولي الفضل منهم ، إنه من أهل بدر، ويكفيه هذا شرفا ، والصحابة بمجموعهم خير القرون بقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومع كل هذا زلت به القدم في لحظة من اللحظات ، وكَمْ للنفس البشرية من زلات ، وهذا من سمات الضعف البشري والعجز الإنساني ، ليعلم الله عباده المؤمنين بأن البشر ما داموا ليسوا رسلاً ولا ملائكة فهم غير معصومين من الخطأ ، وهذا الذي عناه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ) رواه أحمد .
الونشريس
وقد عامل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاطبا ـ رضي الله عنه ـ معاملة رحيمة تدل على إقالة عثرات ذوي السوابق الحسنة ، فجعل – صلى الله عليه وسلم – من ماضي حاطب سبباً في العفو عنه ، وهو منهج تربوي حكيم ..
فلم ينظر النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى حاطب من زاوية مخالفته تلك فحسب ـ وإن كانت كبيرة ـ ، وإنما راجع رصيده الماضي في الجهاد في سبيل الله وإعزاز دينه ، فوجد أنه قد شهد بدراً ، وفي هذا توجيه للمسلمين إلى أن ينظروا إلى أصحاب الأخطاء نظرة متكاملة ، وأن يأخذوا بالاعتبار ما قدموه من خيرات وأعمال صالحة في حياتهم ، في مجال الدعوة والخير ، والعلم والتربية ، والجهاد ونصرة دين الله ..
قال ابن القيم : " من قواعد الشرع والحكمة أن من كثرت حسناته وعظمت ، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر ، فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل لغيره ، ويُعْفَى عنه ما لا يعفى عن غيره ، فإن المعصية خبث ، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث ، بخلاف الماء القليل ، فإنه لا يحتمل أدنى خبث." .
وإلى ذلك أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله لعمر ـ رضي الله عنه ـ : ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) رواه البخاري .
الونشريس
إن إقالة العثرة ، والعفو عن صاحب الخطأ والزلة ، ليس إقرارا لخطئه ، ولا تهوينا من زلته ، ولكنها ـ مع الإنكار عليه ومناصحته ـ إنقاذ له ، بأخذ يده ليستمر في سيره إلى الله ، وعطائه لدين الله .. ومن ثم فإقالة إقالة ذوي العثرات موقف تربوي عظيم من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأمة طبقه مع حاطب بن أبي بلتعة ـ رضي الله عنه ـ ..
الونشريس
اذهبوا فأنتم الطلقاء :

في السنة الثامنة من الهجرة نصر الله عبده ونبيه محمدا- صلى الله عليه وسلم – على كفار قريش ، ودخل مكة فاتحًا منتصرًا ، وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل مكة ، وقد امتلأت قلوبهم رعبا وهلعًا ، وهم يفكرون فيما سيفعله معهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد أن تمكن منهم ، ونصره الله عليهم ، وهم الذين آذوه ، وأهالوا التراب على رأسه ، وحاصروه في شعب أبي طالب ثلاث سنين ، حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر ، بل وتآمروا عليه بالقتل – صلى الله عليه وسلم – ، وعذبوا أصحابه أشد العذاب ، وسلبوا أموالهم وديارهم ، وأجلوهم عن بلادهم ، لكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قابل كل تلك الإساءات بموقف تربوي كريم في العفو ـ يليق بمن أرسله الله رحمة للعالمين ـ ، فقال لهم : ( ما ترون أني فاعل بكم ؟! ، قالوا : أخ كريم ، وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء )رواه البيهقي .
الونشريس
لا رجعة للوثنية :

خرج مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة حنين بعض حديثي العهد بالجاهلية ، وكانت لبعض القبائل ـ قبل الإسلام ـ شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط يأتونها كل سنة ، فيعلقون أسلحتهم عليها للتبرك بها ، ويذبحون عندها ، ويعكفون عليها ، وبينما هم يسيرون مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ وقع بصرهم على الشجرة ..
يقول أبو واقد الليثي – رضي الله عنه – : ( إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما خرج إلى حنين مَرَّ بشجرة للمشركين يقال لها : ذات أنواط ، يعلقون عليها أسلحتهم ، فقالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : سبحان الله ! هذا كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم ) رواه الترمذي .
وهذا يعبر عن عدم وضوح تصورهم للتوحيد الخالص لحداثة إسلامهم ، ولكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع رفقه بمن أخطأ لم يسكت على هذا الخطأ ، بل حذر من آثاره ونتائجه ، وأوضح لهم خطورة ما في طلبهم من معاني الشرك ..
الونشريس
وهكذا كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يربي أصحابه ، ويصحح ما يظهر من انحراف في القول أو السلوك أو الاعتقاد ، حتى في أشد الظروف والمواجهة مع الأعداء ..
فالمخطئ والجاهل له حق على مجتمعه ، يتمثل في نصحه وتقويم اعوجاجه برفق ، وبأفضل الطرق وأقومها ، فلو أن المسلمين ـ وخاصة الدعاة والمربين ـ اقتدوا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبمواقفه التربوية مع أصحابه ، وما فيها من حلم ورفق ، ونصح وحكمة ، لأثروا فيمن يعلمونهم تأثيراً يجعلهم يستجيبوا لتنفيذ أمر الله وهدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
الونشريس
لن نُغلب اليوم من قلة :

الغرور يمنع النصر، وإذا كانت غزوة بدر قررت للمسلمين أن القلة لا تضرهم شيئا بجانب كثرة أعدائهم ، فإن غزوة حُنين أكدت أن كثرة المسلمين لا تفيدهم ولا تنفعهم إذا لم يكونوا مؤمنين صادقين ، إذ كان المسلمون في حنين أكثر عددا منهم في أي معركة أخرى خاضوها من قبل ، ومع ذلك لم تنفعهم الكثرة شيئا لما دخل إلى قلوبهم العجب والغرور ، فقد حجب الغرورُ النصرَ عن المسلمين في بداية المعركة ، حينما قال رجل من المسلمين : " لن نُغْلب اليوم من قلة " ، فشق ذلك على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكانت الهزيمة ..
وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله : { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }(التوبة:25) ..
ومن ثم نبه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أهمية الاستعانة بالله في الحروب وغيرها ، ونِسْبة النصر والتوفيق إلى الله في كل شيء ، فكان دائما في غزواته وحروبه إذا لقي العدو يقول : ( اللهم بك أحول ، وبك أصول ، وبك أقاتل ) رواه أحمد . بك أحول : أتحرك ، وبك أصول : أحمل على العدو ..
الونشريس
ولعلَّ هذا الموقف من أبلغ المواقف التربوية في غزوة حنين ، وقد انتفع به الصحابة بعد ذلك في حروب كثيرة دارت مع الفرس والروم وغيرهما من أجناس الأرض ، وما فَرَّ المسلمون الذين شهدوا حُنَيْنًا بعد ذلك ، فكلهم أيقنوا أن النصر ليس بالعدد ولا بالعدة ، وأن الكثرة لا تغني شيئا ، ولا تجدي نفعاً في ساحات المعارك ، إذا لم تكن قد تسلحت بسلاح العقيدة والإيمان ، وأخذت بأسباب النصر وقوانينه ..
فالنصر والهزيمة ونتائج المعارك لا يحسمها الكثرة والقلة والعدة فقط ، وإنما ثمة أمور أُخَر لا تقل شأنا عنها ، إن لم تكن تفوقها أهمية واعتبارا ، قال الله تعالى : { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }(آل عمران: من الآية126) ، وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }(محمد : 7)..
الونشريس
إن المتأمل في حياة وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليعجب من فقهه في معاملة النفوس ، وحكمته في تربيتها وإصلاح أخطائها ، وعلاج ما بها من خلل ، يظهر ذلك في مواقفه التربوية الكثيرة والجديرة بالوقوف معها لتأملها والاستفادة منها في واقعنا ومناهجنا التربوية..
ومن ثم تمر السنون والأعوام ، وتظل سيرة وغزوات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبراسا وهاديا ، يضيء لنا الطريق في التربية والإصلاح ، والعزة والتمكين ..

    جزاكى الله عنا خيرا

    تسلمي حبيبتي

    بآرك الله فيك
    والله يوفقك ويوفقنآ لما يحبه ويرضاه
    تسلمي حبيبتي

    اللهم آمين

    من هو أبو العلاء المعري ، معلومات عن أبو العلاء المعري ، السيرة الذاتية أبو العلاء ا 2024

    من هو أبو العلاء المعري ، معلومات عن أبو العلاء المعري ، السيرة الذاتية أبو العلاء المعري

    أبو العلاء المعري
    أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد اللّه بن سليمان التنوخي من أهل معرة النعمان في سوريا.

    حكيم الشعراء وشاعر الحكماء، لم ينبغ في الإسلام شاعر أعلى منه همة ولا أكرم منه نفسا، وأجدر بنا أن نحشره في زمرة الحكماء والعلماء من أن نحشره في طائفة الشعراء لأنه ما قال الشعر كاسبا، ولا مدح أحدا راغبا، وهو مع علو كعبه في الشعر كان ملما باللغة متبحرا في فنونها.

    ولد يوم الجمعة في شهر ربيع الأول سنة(363) هـ فحدث له جدري في سنته الثالثة ذهب ببصره فكان يقول لا أعرف من الألوان إلا الأحمر لأني ألبست في الجدري ثوبا مصبوغا بالعصفر لا أعرف غيره.

    كان يقول أنا أحمد اللّه على العمى كما يحمده غيري على البصر.
    وهو من بيت علم وفضل ورياسة. تولى قوم من أقاربه القضاء وكان منهم العلماء الأعلام والشعراء المطبوعون.
    قال الشعر وهو ابن إحدى عشرة أو اثنتي عشرة سنة ورحل إلى بغداد ثم رحل إلى المعرة. أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر. فلما كان بها دخل على أمير المؤمنين المرتضى فعثر برجل فقال من هذا الكلب؟ فأجابه أبو العلاء على الفور: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين إسما، فأدناه المرتضى واختبره فوجده عالما مشبعا بالفطنة والذكاء، فأقبل عليه وأكرمه .
    ولما رجع المعري إلى بلده سمى نفسه ( رهين المحبسين ) يعني حبس نفسه في منزله وحبس بصره بالعمى.

    عن إبن غريب الأيادي قال إنه دخل مع عمه على أبي العلاء يزوره فوجده قاعدا على سجادة لبد وهو شيخ فان فدعا له ومسح على رأسه قال وكأني أنظر إليه الساعة وإلى عينيه إحداهما نادرة والأخرى غائرة جدا. وهو مجدور الوجه نحيف الجسم.
    وعن المصيصي الشاعر قال: لقيت بمعرة النعمان عجبا من العجب، رأيت أعمى شاعرا ظريفا يلعب بالشطرنج والنرد ويدخل في كل فن من الهزل والجد، يكنى أبا العلاء وسمعته يقول أنا أحمد اللّه على العمى كما يحمده غيري على البصر.

    كان أبو العلاء عجيبا في الذكاء المفرط والحافظة، ذكر تلميذه أبو زكريا التبريزي إنه كان قاعدا في مسجده بمعرة النعمان بين يدي أبي العلاء يقرأ شيئا من تصانيفه قال وكنت قد أقمت عنده سنين ولم أر أحدا من أهل بلدي فدخل المسجد بعض جيراننا للصلاة فرأيته وفرحت فقال لي أبو العلاء أي شيء أصابك؟ فحكيت له أني رأيت جارا لي بعد أن لم ألق أحدا من أهل بلدي سنين. فقال لي قم فكلمه. فقلت حتى أتمم النسق. فقال لي قم وأنا أنتظرك. فقمت وكلمته بلسان الأذربيجانية شيئا كثيرا إلى أن سألت عن كل ما أردت فلما رجعت وقعدت بين يديه قال لي أي لسان هذا؟ قلت له هذا لسان أذربيجان، فقال لي ما عرفت اللسان ولا فهمته غير أني حفظت ما قلتما ثم أعاد على اللفظ بعينه من غير أن ينقص منه أو يزيد عليه بل جميع ما قلت وما قال جاري فتعجبت غاية العجب من حفظ ما لم يفهمه.

    كان أبو العلاء قد رحل إلى طرابلس وكان بها خزائن كتب موقوفة فأخذ منها ما أخذ من العلم واجتاز باللاذقية ونزل ديرا كان به راهب له علم بأقاويل الفلاسفة فسمع كلامه وأخذ عنه.

    الناس في حيرة من أمر أبي العلاء من جهة اعتقاده فقد أورد له الرازي في الأربعين قوله:
    قلتم لنا صانع قديم قلنا صدقتم كذا نقول ثم زعمتم بلا مكان ولا زمان ألا فقولوا هذا كلام له خبئ معناه ليست لنا عقول. ثم قال الرازي كان المعري متهما في دينه يرى رأي البراهمه لا يرى إفساد الصورة ولا يأكل لحما ولا يؤمن بالرسل ولا البعث ولا النشور.

    وروى أبو زكريا الرازي قال، قال لي المعري يوما ما الذي تعتقد؟ فقلت في نفسي سيتبين لي اعتقاده، فقلت ما أنا إلا شاك. فقال لي هكذا شيخك.

    وكان الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد يقول عنه هو في حيرة.

    قال صلاح الدين الصفدي وهذا أحسن ما يقال في أمره لأنه قال:

    خلق الناس للبقاء فضلت أمة يحسبونها للنفاد إنما ينقلون من دار أعمال إلى دار شقوة أو رشاد.
    ثم قال: ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة وحق لسكان البسيطة أن يبكوا. تحطمنا الأيام حتى كأننا زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك، ثم قال صلاح الدين الصفدي أما الموضوع على لسانه فلعله لا يخفى على ذي لب. وأما الأشياء التي دونها وقالها في( لزوم ما لا يلزم) وفي(استغفر واستغفري) فما فيه حيلة وهو كثير من القول بالتعطيل واستخفافه بالنبوات ويحتمل أنه ارعوى وتاب بعد ذلك كله.

    قال القاضي أبو يوسف عبد السلام القزويني قال المعري: لم أهج أحدا قط. قلت صدقت إلا الأنبياء عليهم السلام فتغير لونه.

    هذا وقد رويت أشياء تدل على تدينه وصحة عقيدته، من ذلك ما حدث به الحافظ الخطيب حامد بن بختيار النمري قال: سمعت القاضي أبا المهذب عبد المنعم بن أحمد السروجي يقول: سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول دخلت على أبي العلاء التنوخي بالمعرة ذات يوم في وقت خلوة بغير علم منه وكنت أتردد عليه وأقرأ عليه فسمعته ينشد من قبله:
    كم بودرت غادة كعوب وعمرت أمها العجوز أحرزها الوالدان خوفا والقبر حرز لها حريز يجوز أن تبطىء المنايا والخلد في الدهر لا يجوز، ثم تأوه مرات وتلا{ إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة، ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود، وما نؤخره إلا لأجل معدود، يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد}[ هود: 103ـ 105] .

    ثم صاح وبكى بكاء شديدا وطرح وجهه على الأرض زمانا ثم رفع رأسه. ومسح وجهه، وقال سبحان من تكلم بهذا في القدم، سبحان من هذا كلامه.
    فصبرت ساعة ثم سلمت عليه فرد علي. وقال متى أتيت؟ فقلت الساعة. ثم قلت يا سيدي أرى في وجهك أثر غيظ فقال لا يا أبا الفتح بل أنشدت شيئا من كلام المخلوق.


      شكرا لك يا قمر

      تسلم ايدك

      يا سبحان الله من حكمته
      فقد بصره من ناحيه ومن ناحيه اخرى كان شديد الذكاء
      وقوي الذاكره
      يسلمو حبي موضوعك رائع
      الونشريس

      ♥♥السيرة الذاتية للفاروق عمر بن الخطاب♥♥ 2024

      الونشريس

      الونشريس

      عمر بن الخطاب

      السيره الذاتيه

      للفاروق

      عمر بن الخطاب

      كتبها الفقير ألى ربه : أحمد محمد سليمان

      هو عمرو بن الخطاب أبن نفيل أبن عبد العزه أبن كعب أبن لوئ أبن فهر

      فهو يلتقى مع النبى صلى الله عليه و سلم فى الجد الرابع فيلتقى مع النبى فى كعب ابن لؤى فهو قريب النبى صلى الله عليه و صلى ..هو قرشى من بنى قريش من بنى عدى قبيلته كانت من القبائل المسئوله عن السفاره فى الجاهليه و كان هو المسؤل عن السفاره فى قبيله لكن رغم هذه المنزله فهو لم يمارس السفاره كثيرا فقد كانت قريش فى هذا الوقت سيده العرب ولا يجرأ أحد على مخالفتها فقد كان دوره محدودا ..و رغم شرفه و نسبه لكنه كان مثل باقى قريش يعبد الأوثان و يكثر من شرب الخمر و يأد البنات و له قصه شهيره فى هذا …عمر بن الخطاب فى احد الليالى أراد أن يتعبد فصنع أله من العجوه ( التمر) و تعبد له و بعد قليل قيل انه شعر بالجوع فأكل الأله و يندم فيصنع غيره فيأكله و هكذا…بعد سنين طويله و بعد أسلامه و عندما صار أميرا للمؤمنين أتاه شاب من المسلمين و قال له يا أمير المؤمنين اكنت ممن يفعلوه هذا أتعبد الأصنام ؟؟ ألم يكن عندكم عقل …فقال يا بنى كان عندنا عقل ولكن لم يكن عندنا هدايه !!

      مولده و نسبه :

      ولد بعد عام الفيل ب 13 سنه و بعث النبى و عمر بن الخطاب فى السابعه و العشرين من عمره و أسلم سنه 6 من البعثه و تولى خلافه المسلمين و عمره 52 سنه و صار أمير للمؤمنين عشر سنين و 6 أشهر و أربعه أيام و مات عمره 62 سنه قريبا من عمر النبى صلى الله عليه و سلم عن موته فأسلم و عمره 32 سنه أى ان مده أسلامه كانت 30 سنه .

      أبوه هو الخطاب و لم يكن ذو شهره ولا من أصًحاب الرياسه فى قريش بل كان فظ و غليظ وأمه هى حمتنه بنت هاشم و أبن أخوها عمرو أبن هاشم أى ان أبا جهل فى منزله خاله و أبن عمتها الوليد أبن المغيره والد خالد بن الوليد اى انه أبن عمت خالد ابن الوليد .

      أولاده : عبد الله أبن عمر وهو من أكثر الصحابه تمثلا بأفعال النبى و ومن أولاده حفصه زوجه النبى صلى الله عليه و سلم و فاطمه و عاصم و كان له ثلاثه من الولد سماهم بنفس الأسم هما عبد الرحمن الأكبر و عبد الرحمن الأوسط و عبد الرحمن الأصغر و ذلك بعد أن سمع حديث النبى "أحب الأسماء الى الله عبد الله و عبد الرحمن " .

      زوجاته : كانت له 3 زوجات فى الجاهليه و عندما نزل قول الله عز و جل " ولا تمسكوا بعصم الكوافر" عرض على زوجاته الأسلام فرفضوا فطلق الثلاثه فى حينها و ذلك لحرصه على تنفيذ أوامر الله و تزوج بعد الأسلام عده زوجات و من أشهر زوجاته بعدما صار أمير للمؤمنين هو أم كلثوم بنت على أبن أبى طالب حفيده الرسول الكريم و بنت فاطمه و أخت الحسن و الحسين .. أرسل عمر لعلى و قال له زوجنى أم كلثوم فقال على أنها صغيره فقال له بالله عليك زوجنى أياهم فلا أحد من المسلمين لا يعرف كرامتها الآ انا و لن يكرمها احد كما سأكرمها فقال على أرسلها أليك تنظرلا أليها فأن اعجبتك فتزوجها .. فنظر أليها و تزوجها و خرج على الناس فى المسجد و قال تقولوا تزوج صغيره ألأيس كذلك .. والله ما تزوجها ألا لحديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " كل سبب و كل نسب و صهر يوضع يوم القيامه الأ سببى و نسبى و صهرى " و انا لى مع رسول الله أثنين من هما لى معه السبب انى صاحبته و لى معه النسب أن أبنتى حفصه زوجته فأردت أن أجمع لهما الصهر ليرفع يوم القيامه سبب و نسبى و صهرى …!

      ألقـــــــابه :

      له ثلاثه ألقاب سماه النبى صلى الله عليه و سلم بأتنين منهما … أسمائه هى: أبا حفص و سببه ( حفص هو شبل الأسد و قيل أن النبى صلى الله عليه و سلم قال يوم غزوه بدر من لقى منكم العباس فلا يقتله فقام أحد الصحابه و قال أنقتل أبأئنا و أبناءنا والله لو لقيت العباس عم النبى لقتلته فنظر أليه الرسول صلى الله عليه و سلم و قال يا ابا حفص أترضى أن تضرب عنق عم رسول الله و هو خرج مكرها …. و قيل أنه سمى أبا حفص نسبتا ألى أبنته حفصه )

      اللقب الثانى هو (( الفــــــــاروق )) و سمى به أول يوم أسلامه و قد أطلقه عليه النبى صلى الله عليه و سلم أى انت الفاروق يفرق الله بك بين الحق و الباطل

      اما اللقب الثالث الذى سمى به هو أمير المؤمين : لما مات النبى صلى الله عليه و سلم سمى أبو بكر خليفه رسول الله صلى الله عليه و سلم ووجد المسلمين أنه نداء عمر بخليفه خليفه رسول الله أسم طويل فأذا مات عمر يكون من بعده خليفه خليفه خليفه رسول الله ؟؟

      فى هذا الوقت وصل وفد من العراق و كان يضم عدى أبن حاتم الطائى و قابل عمر أبن العاص و قال يا عمر أستأذن لوفد العراق من أمير المؤمنين فقال عمر بن العاص و قال من أمير المؤمنين ؟؟ فقال له عدى أليس هو أميرنا و نحن المؤمنين قال عمر بن العاص بلا فقال أذا هو أمير المؤمنين و من حينها صار أميرا للمؤمنين .

      وصف عمر بن الخطاب :

      كان بأن الطول ( طويل جدا ) أذا رأيته يمشى كأنه راكب… مفتول العضل.. ضخم الشارب ….أبيض مشرئب بحمره …. و حسن الوجه … أصلع …أذا مشى أسرع كأنما يدب الأرض … أذا تكلم أسمع ( جهورى الصوت ) فأذا تكلم بجوار فرد فى غفله من الممكن أن يغشى عليه من الخوف ولذلك نظرا لهيبته بين الناس .

      قصه أسلامه :

      دعى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال " اللهم أعز الأسلام بأحد العمرين عمر بن الخطاب او عمرو أبن هشام"

      كان عمر غليظ القلب ومن شده قسوه جند نفسه يتبع النبى صلى الله عليه و سلم فكلما دعى أحد للأسلام يخيفه عمر يهرب و ذلك ليله كان يمشى النبى للكعبه للصلاه فنظر فوجد عمر خلفه فقال له أما تتركنى يا عمر ليلا أو نهار فقد كان يخافه المسلمون كثيرا …

      بدأ النبى صلاته عند الكعبه و بدأ يقرأ القرأن و عمر يرقبه و لم يره النبى و يسمع عمر وكان يقرأ النبى صوره الحاقه و يقول عمرهذا شعر فأذا بقول الله على لسانه نبيه " وما هو بقول شاعر قليل ما تؤمنون " فقال فى نفسه ألا هو كائن فأذا بقول الله " ولا بقول كائن قليلا ما تذكرون تنزيلن من رب العالمين " فوقع فى قلبه الأسلام من حينها ولكن الصراعه النفسى داخله لم يكن محسوما بعد و يصارعه شيطانه .. أمر النبى بعد أتباعه بالهجره ألى الحبشه فقابل أمراه خارجه للهجره فخافت أن يؤذيها فقال ألى أين يا أمه الله فقالت أفر بدينى فقال أذا هو الأنطلاق يا أمه الله صحبكم الله … فعجبك المرأه من رقه عمر فرجع تألى زوجها أخبره قد رأيت من عمر اليوم عجبا وجدت منه رقه ولم أعهده هذا .. فقال زوجها أتطمعين أن يسلم عمر والله لا يسلم عمر حتى يسلم حمار الخطاب.!! فقالت لا والله أرى فيه خيرا ..

      ظل الصراع الداخلى لعمر و رأى ان المسلمين فى أزدياد فقرر ان يقتل النبى صلى الله عليه و سلم فأخذ سيفه و مشى فى طرقات مكه متجه ألى مكان النبى شاهرا سيفه فقابله أحد الصحابه فقال ألى أين يا عمر فقال ألى محمد أقتله و أريح قريش منه فخاف الصحابى على النبى و خاف على نفسه من عمر فحاول أرجاع عمر فقال أتتركك بنى عبد المطلب فقال عمر أراك أتبعت محمد أراك صبئت فخاف الصحابى فقال أبدا ولكن أعلم يا عمر بدل من أن تذهب ألى محمد أنظر الى اختك و زوجها فقد أتبعوا محمد فغضب عمر غضبا شديدا و قال أقد فعلت فرد الصحابى نعم ..فأنطلق وهو فى قمه غضبه و ذهب الصحابى مسرعا للرسول لينذره بعمر بن الخطاب أى انه فضل ان يضحى بفاطمه أخت عمر و زوجها السعيد بن زيد على ان يقتل رسول الله .

      وصل عمر لبيت أخت و دخل و أمسك سعيد واقل بلغنى انك قد صبئت و أتبعت محمد فقال يا عمر أريأيت ان كان الحق فى غير دينه فدعه و سقط فوقه و ظل يضربه فى وجهه فجاءت فاطمه بنت الخطاب تدفعه عن زوجها فلطمها لطمه فسال الدم من وجهها فقالت أريأت ان كان الحق فى غير دينك و عندما لطمها سقطت من يدها صحيفه فقال ناولينى أياها فقالت أنت نجس وهذه فيها كلام الله ولا يمسه الآ المطهرون أذهب وأغتسل حتى تقرأها فقال نعم و دخل وأغتسل و رجع ناولينى الصحيفه فبدأ يقرأ فكانت سوره طه " طه{1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى{2} إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى{3} تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى{4} الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى{5} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى{6} وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى{7} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى{8}……" فقال عمر لا يقول هذا الكلام الآ رب العالمين أشهد أن لا أله الآ الله و أن محمد رسول الله دلونى على محمد فخرج له الخباب أبن ألارت و قال له

      أنه موجود فى دار الارقم أبن أبى الأرقم ولا أراك الآ نتاج دعوه رسول الله أللهم أعز الأسلام بأحد العمرين فذهب مسرعا و طرق الباب فقال بلال من فقال عمر فأهتزوا خوفا فقال حمزه ( أسد الله ) لا عليكم أن جاء لخير فأهلا به و أن كان غير ذلك أنا له فلما فتحوا له أخذه حمزه من ظهره فقال النبى دعه يا حمزه تعال يا عمر فأقترب عمر ولم يكن يعرف احد منهم لماذا يريد فأخذه النبى حتى سقط عمر على ركبته فقال له أما أن لك أن تسلم يا أبن الخطاب فقال أشهد أن لا أله الآ الله و أن محمد رسول الله فكبر من فى البيت جميعا فقد كان أسلام نصرا و هجرته فتحا و خلافته عزا فقال عمر يا رسول الله ألأسنا على الحق و هم على الباطل فقال نعم قال ففيما الأختفاء فقال وما ترى يا عمر قال نخرج يا رسول الله فنعلن الأسلام فى طرقات مكه فخرج المسلمين صفين واحد على رأسه عمر بن الخطاب و الصف الأخر على رأسه حمزه بن عبد المطلب 39 موحد بينهم رسول الله فى المنتصف يرددون الله أكبر ولله الحمد حتى دخلوا الكعبه و طافوا بالبيت فما أستطاعت قريش أن تتعرض لواحد منهم فى وجود عمر و كان نصر للمسلمين فأعز الله الأسلام بعمر .

      لما أراد عمر أن يشهر أسلامه بحث عن اكثر الناس نشرا للأخبار فوجده و اسمه الجميل بن معمر و ذهب أليه و هو رجل لا يكتم سرا فقال له يا جميل أأكتمك خبرا ولا تحدث به أحد قال نعم …فقال اشهد ان لا أله الآ الله و ان محمد رسول الله فأنطلق يجرى و يردد صبء عمر صبء عمر وانا خلفه أقول كذب بل أسلم عمر لا صبء عمر فأجتمعوا عليه يصضربوه و يضربهم من الفجر حتى الضحى حتى تعب فأخذ واحد منهم ووضعه على الأرض و وضع أصبعيه فى عينيه يقول له أفقع عينيك أن لم تبعدهم عني .

      رجع بيته و جمع أولاده و قال أعلموا أشهد ان لا أله الآ الله و ان محمد رسول الله وانى أمركم أن تؤمنوا بالله وحده و هو هكذا قام له أبنه الأكبر عبد الله بن عمر وقال له يا أبتى انا مسلم منذ عمر فأحمر وجهه غضبا و قال و تترك أباك يدخل جهنم و الله لاوجعنك ضربا و هكذا عاش عمر و عاش مع أبنه و كلما تذكرها نغزه عمر نغزه عليها .

      هجرتـــــه :

      ذهب عمر ممسكا سيف و معه عصاه و ذهب فى أكثر وقت تتجمع فيه قريش حول الكعبه و بدأ يطوف حول الكعبه سبعه أشواط متمكنا و صلى خلف مقام أبراهيم ركعتين وبدا يذهب لحلقات قريش متجمعين و يقول لهم شاهت الوجوه أرغم الله هذه المعاطس و نظر لهم قائل من اراد ان ييتم ولده و تثكل أمه و ترمل زوجته فليلقانى خلف هذا الوادى فأنى مهاجرا غدا فما تكلم احد فهاجر و هاجر معه مجموعه من ضعفاء المسلمين يتحامون بوجوده معهم .

      وهكذا

      ظل المسلمين أذلاء لا يستطيعون الصلاه فى الكعبه حتى أسلم عمر و يقول عبد الله بن مسعود مازلنا أذله حتى أسلم عمر وما كنا تستطيع أن نصلى عن الكعبه حتى أسلم عمر فلما أسلم نزل قول الله تعالى " يا أيها النبى حسبك الله و من أتبعك من المؤمنين "

      الونشريس

      الونشريسيتبعععععععععععالونشريس

        بارك الله فيكي وجزاكي الله خيرا

        بارك الله فيكي

        رضى الله عنك ياسيدى عمر وعن الصحابة أجمعين
        جزاكى الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

        جزاكى الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

        بـــــــــــــــاركــــــ الله فيكــــــــــــى حبيبتــــــــى

        حلقات السيرة يوميا لاتفوتوها ارجوا التثبيت 2024

        الونشريس

        الحلقة الأولى من سيرة حبيبي صلى الله عليه وسلم
        أصالة نسبه الشريف عليه الصلاة والسلام:

        حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (واسمه شيبة الحمد ) بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب وهو من خير القرون وأزكى القبائل وأفضل البطون .

        وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى كنت من القرن الذي كنت فيه ) .
        "صحيح البخاري"

        كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل , واصطفى قريشاً من كنانة , واصطفى من قريش بني هاشم , واصطفاني من بني هاشم ) ."صحيح مسلم"
        نسب الني صلى الله عليه وسلم :

        اختار الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم من خير القبائل والبيوت ,فإنه صلى الله عليه وسلم لم يتسلل إلى نسبه الشريف شيء من أدران الجاهلية فهو صلى الله عليه وسلم من سلالة آباء كرام وكلهم سادة أشراف أطهار.
        قصي بن كلاب :

        مات أبوه وهو في حضن أمه, تزوجت أمه رجلاً احتملها إلى بلاده بأطراف الشام , فحملت قصياً معه لصغره وكان لا يزال فطيماً وسمي قصياً لتقصيها به إلى الشام ,فلما شب رجع إلى مكة ,تزوج ابنة والي مكة آنذك من بني خزاعة واسمها حُبّى وولدت له أولاداً منهم عبد مناف وعبد الدار.
        عندما توفي والي مكة وقعت حرب بين خزاعة وقريش أدت أخيراً إلى تغلب قصي على أمر مكة والبيت وكان ذلك في أواسط القرن الخامس للميلاد تقريباً ومنذ ذلك الوقت صارت لقصي ومن ثم لقريش السيادة التامة .
        أعمال قصي :
        استخلص أمر مكة وشؤون البيت من خزاعة .
        جمع القرشين من الجبال والشعاب والأودية إلى مكة فسمي مجمعاً .
        أحدث وقود النار بالمزدلفة حين وقف بها حتى يراها من دُفع من عرفة.
        ابتنى بيتاً سماه دار الندوة (جعل منها مجلساً للشورى ودار حكومة لقريش ).
        ينسب إليه أعمال مكة الداخلية والخارجية. وإلى جانب ذلك من أعمال اللواء, والحجابة , والسقاية , والرفادة .
        بعد موت قصي تقاسم أبناؤه هذه الأعمال فكان لبني عبد مناف السقاية والرفادة وبقي لبني عبد الدار الحجابة واللواء والندوة .
        تولى هاشم بن عبد مناف السقاية والرفادة حيث كان موسراً يستطيع الاضطلاع بنفقاتهم

        هاشم بن عبد مناف :
        هو من تولى السقاية والرفادة من بني عبد مناف وكان رجلاً موسراً ذو شرف كبير , تولى هذه الأمور بعد وفاته أخوه المطلب بن عبد مناف وسمي هاشم لأنه أول من هشم الثريد (كسر الخبز وأعده للثريد ) لقومه بمكة . ويذكر أن قريشاً كانت قد أصابهم قحط , فرحل إلى فلسطين فاشترى منها الدقيق وقدم به إلى مكة , وبذل طعامه لكل نازل بالبلد المقدس أو وارد عليه .
        وكان أخذ عل نفسه عهداً بأن يسقي الحجاج ويكفيهم بالماء قربةً إلى رب البيت مادام حياً , فقام لذلك بحفر عدة آبار مما يسر لمكة الماء وساعد على إكثاره عندهم .
        وهو أول من سَنّ رحلتي الشتاء والصيف لقريش وكذلك ينسب إليه إيلاف قريش والمقصود بالإيلاف (عهود ومواثيق مع سادات القبائل في مقابل إسهامهم بأموالهم وبحمايتهم لقوافل قريش , في مقابل ضرائب معينة تدفع لهم وسهام من الأرباح تؤدى لهم مع إعطائهم رؤوس أموالهم وما ربحته في الأسواق ).
        تزوج سلمى ( من بني عدي بن النجار ) عندما قدم إلى المدينة وتوفي بغزة من أرض فلسطين عندما خرج إلى الشام تاجراً وكانت هي قد حملت بعبد المطلب الذي سمته شيبة الحمد عندما ولدته لشيبة في رأسه وسمي أيضاً عبد المطلب الذي ولي أمور السقاية والرفادة كما سنورد لاحقاً.
        سنورد فيما يلي شرح لهذه الكلمات الأربعة :
        اللواء : وظيفة تتعلق بشؤون الحرب فاللواء هو العلم الذي يحمل في المعارك .
        الحجابة :فهي حجابة الكعبة والقائم عليها يمتلك مفاتيح الكعبة فهو الذي يأذن للناس بالدخول إليها .
        السقاية :هي جمع الماء من آبار مكة وحمله على القرب وسكبه في حياض من أدم (جلد ) توضع في فناء الكعبة وتحلى بالتمر والزبيب .
        الرفادة : هي طعام يصنع للحاج على سبيل الضيافة ,حيث فرض قصي على قريش خرجاً تخرجه في الموسم من أموالها ليتم صنع الطعام به للحجاج يأكل منه من لم تكن له سعة ولا زاد ممن يحضر الموسم .
        مقولة قصي في قريش :
        إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم وإن الحجاج ضيف الله وأهله وزوار بيته , وهم أحق الضيف بالكرامة , فاجعلوا لهم طعاماُ وشراباً أيام الحج , حتى يصدروا عنكم .
        >>يُتبع بإذن الله >>

        مصادر السيرة مختصر الجامع في السيرة النبوية : تأليف سميرة الزايد
        صور من حياة الرسول : تأليف أمين دويدار
        فقه السيرة : تأليف محمد سعيد رمضان البوطي

          الونشريس

          الونشريس

          بسم الله ماشاءالله مجهود مميز
          ومتابعين معاكِ إن شاءالله السيرة العطرة لرسولنا صلى الله عليه وسلم

          اهمية السيرة النبوية في واقع الشباب 2024


          الحديث عن الشباب، خصوصا حين نتحدث عنه من منظور شباب المصطفي(صلى الله عليه وسلم) ، وخصوصا حين نتحدث عنه بمعيار مرحلة الشباب في سيرة الرسول(صلى الله عليه وسلم) .
          إن فترة الشباب هي مرحلة القوة، لها نكهة خاصة، وذوق خاص، والإنسان مهما كان لا يحب الخروج من فترة الشباب، فحين يرى بوادر المغادرة من مرحلة الشباب إلى مرحلة الشيب يبادر بطمسها، فيتخوف من الصلع حين يزيل الشعر من رأسه، ومن الشعر الأبيض حين ينزل برأسه…

          فيكون كما قال الفقيه المالكي سند بن عنان الأزدي رحمه الله:
          وزائرة للشيب حلت بمفرقي فبادرتها بالنتف خوفا من الحتف
          فقالت: على ضعفى استطلت ووحدتي رويدك للجيش الذي جاء من خلفـي
          والإنسان عندما يبلغ من الكبر عتيا أحلى ما يتمنى وأغلى ما يرجو: لو رجع شبابه إليه وهيهات! وقديما قيل:
          ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
          دعونا إذن نستخرج من سيرة المصطفى(صلى الله عليه وسلم) بطاقة تعريف لشبابه، نستنطق مراجع السيرة، لنرى كيف عاش(صلى الله عليه وسلم) شبابه؟ وما هي مميزات شبابه(صلى الله عليه وسلم).
          دعونا نعرض شبابنا على شباب المصطفى(صلى الله عليه وسلم)، علنا نستفيد وقد طال جهلنا، علنا نستيقظ وقد تعمق سباتنا، علنا نتذكر وقد طالت غفلتنا.
          إخواني المستمعين أخواتي المستمعات! لقد تميز الرسول(صلى الله عليه وسلم) في شبابه بثلاثة أمور هي والله عناصر الشباب المثالي الصالح، وأسسُ الشباب المتمرس الناجح، وأهدافُ الشباب الصاعد الطموح:
          الأمر الأول:
          العفاف والطهارة الحسية والمعنوية، فالرسول(صلى الله عليه وسلم) عفيف في سريرته عفيف في سيرته عفيف في صورته.
          عفيف في سريرته وعقيدته لم يسجد لصنم قط، ولم يعرف قلبه الكبير إلا مقامات اليقين من الشكر والرضا والخوف والرجاء، والمحبة والصفا.

          عفيف في سيرته فقد أدبه(صلى الله عليه وسلم) ربه فأحسن تأديبه، بعيدا عن مدنسات الأخلاق، وملوثات الفضائل، ومدمرات المكارم، فكانت عصمة الله تحول بينه وبين أن يسمر مع السامرين، وأن يسهر في ليالي اللهو والفسق مع الساهرين، كما روى ابن إسحاق وصححه الحاكم والذهبي وغيرهما، فلم يشرب(صلى الله عليه وسلم) الخمر قط، ولم تعرف عنه الخيانة، ولا الكذب، ولا الغش، حتى التصقت به صفات الصدق والأمانة، فنال(صلى الله عليه وسلم) في مجتمعه وشبابه درجة الأمين، وتزوج وعمره خمس وعشرون سنة، والزواج المبكر للشباب حصن وبركة، ووقاية من الفساد والتهلكة، وأمر دافع للعمل والحركة، وفي كل حركة بركة.
          فلا غرابة أن يكون الرسول(صلى الله عليه وسلم) أولَ الداعين لعفة الشباب، لأنه تربى على العفة والطهارة، فقال(صلى الله عليه وسلم): «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، وقال(صلى الله عليه وسلم): «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، ومنها: «شاب نشأ في عبادة الله»، وقال(صلى الله عليه وسلم): «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال»، ومنها: «عن شبابه فيما أبلاه»، وقال(صلى الله عليه وسلم): «اغتنم خمسا قبل خمس» ومنها: «شبابك قبل هرمك»، وقال(صلى الله عليه وسلم): «أوصيكم بالشباب، فإنهم أرق أفئدة، إن الله بعثني بشيرا ونذيرا فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ».

          أما الأمر الثاني

          في شباب الرسول(صلى الله عليه وسلم) فهو الكد والعمل، فأنتم تعلمون أن النبي(صلى الله عليه وسلم) ولد يتيما: مات أبوه وهو في بطن أمه، وماتت أمه وعمره ست سنوات، ومات جده وعمره ثمان سنوات، فكان في كفالة عمه أبي طالب، ولم يرض(صلى الله عليه وسلم) وهو شاب، أن يكون حملا ثقيلا على عمه، فكان يرعى الغنم لأهل مكة على قراريط، كما روى البخاري، وأخبرنا(صلى الله عليه وسلم) بذلك بعد النبوة، وهنا نلمس من أخلاقه(صلى الله عليه وسلم) التواضع، فكم منا اليوم كان راعي الغنم، ولكن لما أصبح له مركز اجتماعي مهم، لم يرض حتى أن يتذكر تلك الفترة، فكيف بأن يذكرها ويعلنها، بل قد لا يذكرها إلا ليلعنها، والمصطفى(صلى الله عليه وسلم) لم يمنعه مركزه النبوي، ولا شرفه الرباني، أن يقول كنت أرعى الغنم لأهل مكة، لأن رعي الغنم على كل حال كد وعمل شريف. وهكذا لم يعرف(صلى الله عليه وسلم) في شبابه الفراغ، ولم تنل منه البطالة أي منال، فهو يعرف كيف يحول فراغه إلى كد وعمل، وإلى جد وأمل.
          فلا غربة أن يكون بعد النبوة، أولَ الدعاة إلى العمل الدؤوب، فمجد مختلِف أنواع الحرف والنشاطات الاقتصادية، لأنه(صلى الله عليه وسلم) تربى على العمل وحب الكسب مند نعومة أظفاره، فقال(صلى الله عليه وسلم) في الفلاحة، فيما روى البخاري ومسلم: «ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة»، وقال في التجارة فيما روى البخاري: «التاجر الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء»، وفيما روى الأمام أحمد أنه(صلى الله عليه وسلم) سئل عن أفضل الكسب فقال: «بيع مبرور، وعمل الرجل بيده»، وقال في مختلِف أنواع الأعمال اليدوية: «ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده»…

          أما الأمر الثالث
          في شباب الرسول(صلى الله عليه وسلم) فهو المشاركة الفعالة في القضايا المصيرية، التي تهم أهل مكة بصفة خاصة، والعرب بصفة عامة.
          فقد شارك (صلى الله عليه وسلم) في حرب تسمى حرب الفجار دفاعا عن مكة وأهلها، فكان يزود أعمامه بالنبال والسلاح وعمره لم يصل بعد العشرين.
          ثم شارك في حلف الفضول وعمره عشرون سنة، فكان فيه عضوا مؤسسا، وحلف الفضول: هو عبارة عن نقابة أنشئت للدفاع عن حقوق الأجير، عبارة عن منظمة لحقوق الإنسان، عبارة عن جمعية خيرية مهمتها نصرة المظلوم حتى يأخذ حقه من الظالم، وقد قال(صلى الله عليه وسلم) عن هذا الحلف: «حضرت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم، وأني أنكته»، رواه الإمام أحمد والحاكم وهو صحيح.
          ثم شارك(صلى الله عليه وسلم) في بناء الكعبة، عندما انهدمت بسبب الأمطار، وعمره خمس وثلاثون سنة، وكان ينقل الحجارة بنفسه(صلى الله عليه وسلم)، فكشف لنا بناء تجديد الكعبة، عن مكانته(صلى الله عليه وسلم) الأدبية في الوسط القرشي حين تم اختياره(صلى الله عليه وسلم) لوضع الحجر الأسود بيده الشريفة.

          إخواني أخواتي! يجب علينا نحن اليوم أن نقتدي بشباب المصطفى(صلى الله عليه وسلم)، يجب أن نفتح للشباب المشاركة في صنع القرار، المشاركة في مراكز القرار، المشاركة في قيادة المصالح والمهمات واتخاذ القرار، سواء على مستوى الأسرة الكبيرة في الأمة والدولة، أو على مستوى الأسرة الصغيرة في البيت والعائلة، وقد كان آخرُ من ولاه الرسولُ(صلى الله عليه وسلم) في حياته قيادة الجيش شابا، لم يتجاوز عمره عشرين سنة، وهو أسامة بن زيد رضي الله عنه وفي الجيش آنذاك كبار المهاجرين والأنصار، في مستوى أبي بكر وعمر وأمثالهما…
          ذلكم هو شباب الرسول(صلى الله عليه وسلم). فهل كان شبابنا على مستوى ذلكم الشباب النبوي المبارك؟
          إن شبابنا اليوم على ثلاثة أنواع:
          شباب في صحوة إسلامية يحتاجون لمن يقودهم.
          شباب في غفلة شيطانية يحتاجون لمن يوقظهم.
          شباب في ظلمة إلحادية يحتاجون لمن ينقدهم.

          فأما شباب الصحوة الإسلامية،
          فهم في حاجة لقيادة صالحة، في حاجة للأئمة وأساتذة ومربين يتفهمون أمورهم، ويفهمون تساؤلاتهم، ويشاركونهم همومهم وغمومهم، يقودونهم لقضايا الأمة الكبرى، بعيدا عن الاختلافات الجزئية، بعيدا عن الأغراض والأهواء، بعيدا عن التشدد والتنطع والتطرف، بعيدا عن الإرهاب والتخلف، إلى فضاء العمل الصالح، فضاء الأخوة الإنسانية، فضاء العمل بالإحسان، فضاء الدعوة بالتي هي أحسن.
          أما شباب الغفلة الشيطانية،
          الغافلون حتى عن أنفسهم، الذين لا يعرفون للعمل الصالح سبيلا، الذين يتتبعون مواقع الخمر والمخدرات والزنا، كل همهم إشباع غرائزهم، فهم في حاجة لمن يوقظهم من غفلتهم، لمن يحرك مشاعر الإيمان في قلوبهم بشعائر الإسلام، لمن يذكرهم بمشاريع الخير في نفوسهم بشرائع الأخلاق، حتى تزول عنهم غشاوة الغفلة.
          أما شباب الظلمة الإلحادية، فهم وإن كانوا قلة فخطورتهم أشد وأنكى، الذين يسبون الدين والملة، ويستهزئون من حلول الإسلام، ويتبرمون من قال الله وقال الرسول، فهؤلاء في حاجة لمن ينقدهم، لمن ينور قلوبهم، لمن يجعلهم يقفون على جلال الإسلام وجماله، في حاجة لمن يحاورهم بالتي هي أحسن لا لمن يحاربهم بالتي هي أخشن، (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)

            بارك الله فيك

            صلى الله عليه وسلم
            جزاكِ الله الجنة

            بارك الله فيكي موضوع فعلا مهم