الحوت الظالم ، قصص عن الظلم ، حكايات للاطفال 2024 2024

عاقبة الظلم . عاقبة الطمع . الحوت .

الحـــــــوت الظـــــالم
الكاتب: إيمان علي

الحـــــوت الظـــــالم

كتبتها:

<< بتــــــــــول >>

يروى أنه في قديم الزمان كان هناك حوت كبير .. كبير جداً .. وكان يتغذى على الأسماك بكل أنواعها .. كان يفتح فمه الكبير ويبتلع كل ما يصادفه من أسماك .. صغير وكبير .. حي وميت .. وديع وشرس .. جميل وقبيح ..لم يكن يفرق بين أحد .. كان من الطبيعي أن يتغذى الحوت على الأسماك .. ولكن هذا الحوت كان يكره الأسماك ويقتلها متعمداً حتى لو كان غير جائع .. ويكون الحوت مسروراً كلما قتل أكبر عدد ممكن من الأسماك. وكانت الأسماك تتمنى دائما أن تتخلص منه ..

وذات يوم جاءت سمكة ذكية صغيرة وجلست على أذن الحوت وقالت له: السلام عليك أيها الحوت الكبير
فرد الحوت: ما هذا ؟ من أنت ؟
قالت السمكة: أنا سمكة صغيرة .. صغيرة جداً .. ولكن عندي لك فكرة
قال الحوت: ما هذه الفكرة ..قوليها بسرعة وإلا أكلتك على الفور خافت السمكة .. ولكنها كانت مصممة على أن تمضي في خطتها قالت السمكة: أيها الحوت الكبير .. إنك دائماً تأكل الأسماك .. ولا بد أنك مللت طعمها وتريد شيئاً جديداً
قال الحوت: وهل لديك طعام آخر لي ؟
فردت السمكة: هل جربت طعم الإنسان ؟ إنه شهي ولذيذ .. بل إنه أشهى طعام في الكون أحس الحوت بلعابه يسيل
وقال للسمكة: الإنسان ؟ وأين أجد هذا الإنسان ؟
فأجابت السمكة: اصعد إلى سطح البحر وستجد جسماً بني اللون يسمونه القارب .. اقترب منه .. وافتح فمك عن آخره ، وابتلع القارب بما فيه .

كان جاسم فتى صيّاداً من فتيان قرية السعادة التي تقع على شاطئ البحر .. وكل أهلها صيادون .. وكان ينوي الحصول عل صيد وفير هذا اليوم فابتعد بقاربه .. ولكنه وجد نفسه فجأة أمام حوت كبير .. فتح الحوت فمه وابتلعه مع القارب .

ووجد جاسم نفسه داخل الحوت مع قاربه .. وجد هناك أشياء كثيرة غريبة .. فكر جاسم في طريقة للخروج .. فما كان منه إلا أن قام وأخذ يضرب ويرفس أحشاء الحوت .. أحس الحوت بألم في بطنه ..
فنادى الحوت: ماذا تفعل أيّها الإنسان ؟
فرد جاسم : إنني أتمرن
قال الحوت بانزعاج : بالله عليك توقف عن ذلك .. إنك تؤلمني
قال جاسم: لن أتوقف إلا إذا سمحت لي بالخروج.
غضب الحوت وقال : لن أدعك تخرج .. وسأتحمل ضرباتك .. قرر الحوت أن يتحمل ضربات جاسم .. وأحس جاسم بذلك .. فما كان منه إلا أن جمع بعض الأخشاب من قاربه .. وأشعل فيها النار وعندها أحس الحوت بالألم الشديد ..
فنادى : أيها الإنسان .. ماذا تفعل ؟
قال جاسم : الجو بارد وأريد أن أتدفأ .. فأشعلت بعض الحطب فقال الحوت: أطفئها .. إنك تحرقني
فأجاب جاسم : لن أطفئها إلا إذا سمحت لي بالخروج كانت السمكة الصغيرة لا تزال جالسة على أذن الحوت ..
فقالت السمكة بسرعة : أيها الحوت .. يبدو أن هذا الإنسان غير عادي .. ولا بد أن تسمح له بالخروج. فكر الحوت قليلاً .. لكن ازدياد الألم جعله يحسم أمره .. فنادى : أيها الإنسان لقد سمحت لك بالخروج .. سأفتح فمي كله وعليك أن تهرب بسرعة.

فرد عليه جاسم : لا أيها الحوت .. لقد تحطم قاربي في أحشائك .. وعليك أن تضعني على الشاطئ
فقال الحوت بغضب: إن هذه فرصتك الأخيرة إما أن تخرج الآن وإلا فلن أسمح لك بعد ذلك
قال جاسم ببرود وصبر: افعل ما تشاء .. أما أنا فسأستمر في تدفئة نفسي بالنار ..
اشتد الألم على الحوت .. وأصبح لا يطاق .. وهنا سمع السمكة الصغيرة تهمس له في أذنه: عليك أن ترمي هذا الإنسان على الشاطئ وإلا سبب لك الأذى .. انطلق الحوت إلى الشاطئ حيث قرية الصيادين ..

كان الصيادون مجتمعين على الشاطئ ينتظرون عودة جاسم الذي تأخر .. وبينما هم كذلك إذ رأوا حوتاً ضخماً يقترب منهم .. اقترب الحوت من الشاطئ .. لكنه توقف عندما رأى الصيادين عليه .. تردد قليلاً ..
ثم قال : أيها الإنسان .. لقد اقتربنا من الشاطئ .. هيا أخرج
فصاح جاسم : لن أخرج إلا على الشاطئ .. عليك أن تقترب أكثر.
انطلق الحوت إلى الشاطئ .. ومن شدة الألم لم يهتم بالصيادين المجتمعين .. ولكنه ما إن وصل إلى الشاطئ حتى انطلقت الحراب من كل مكان وهجم عليه الصيادون .. اضطرب الحوت ولم يدر ماذا يفعل .. حاول أن يتراجع ويهرب .. ولكن جاسم سارع بأخذ صاري قاربه وأخذ يمزق أحشاء الحوت ..

لم تمض لحظات إلا وكان الحوت جثة هامدة .. أخذ الصيادون يحتفلون بانتصارهم على الحوت .. واشتد فرحهم عندما رأوا جاسم يخرج سالماً من بطن الحوت .. ولكن الفرحة لم تكن على الشاطئ فحسب .. بل كانت أيضاً في البحر .. حيث الأسماك مع السمكة الصغيرة أخذوا يحتفلون بانتصارهم على الحوت الكبير ..

وهذه عاقبة الظلم والطمع!

م.ن

    يسلموو

    مشكورة حبيبتى

    نورتوني

    الونشريس

    الحقيقه قصه قصيره مؤثره تحكي عن الظلم 2024

    الونشريس
    كان من بين سكان بلدة فلاديمير، تاجر شاب يُدعى إيفان ديميتريش أكسيونوف. يمتلك ذلك التاجر متجرين ومنزلاً خاصاً به. وهو رجل وسيم، أشقر, جَعد الشعر، كثير المرح، مولع جداً بالغناء. كان أكسيونوف في شبابه يشرب بإفراط ، وعندما كان يشرب بإفراط , كان يتحوّل إلى شخص مُستهتر، لكنه أقلع عن الشراب بعد زواجه ، ماعدا في بعض الأحيان.

    وذات صيف، بينما كان أكسيونوف يُودّع عائلته قبل توجّهه إلى معرض في بلدة نيزني، قالت له زوجته:

    "إيفان ديميتريش، لا تنطلق اليوم في رحلتك ، حلمت بك حلماً سيئاً."

    ضحك أكسيونوف وقال " لابد أنك تخشين أن أسرف في الشراب عندما سأصل إلى المعرض."

    وأجابته زوجته " لست أدري ما الذي أخشى منه ، كل ما أعرفه هو أنني حلمت بك حلماً سيئاً. حلمت بأنك عندما عدت من البلدة، وخلعت قبعتك، نظرت إليك ووجدت بأن شعرك أصبح بكامله أشيباً"

    ضحك أكسيونوف وقال لها "هذه شارة حظّ ، سوف ترين كيف سأبيع كل ما لدي من بضائع ،وسوف أجلب لك أيضاً بعض الهدايا من المعرض."

    ثم ودّع عائلته وانطلق في رحلته.

    بعد أن اجتاز أكسيونوف نصف مسافة الطريق التقى بتاجر يعرفه. أقاما تلك الليلة في ذات النزل ., تناولا الشاي معاً ثم ذهب كل منهما إلى فراشه في غرفتين مُجاورتين.

    لم يكن من عادة أكسيونوف أن ينام إلى ساعة مُتأخرة، وبما أنه كان يرغب أيضاً بالسفر أثناء برودة الطقس، كان قد أيقظ سائقه قبل الفجر وطلب منه أن يُسرج الخيول ويستعدّ للسفر. ثم ذهب إلى صاحب النَزل, الذي يُقيم في كوخ صغير وراء المخزن وسدّد فاتورته واستمر في رحلته.

    وبعد أن قطع مسافة تُقارب الخمسة وعشرين ميلاً توقّف لإطعام الخيول. أخذ قسطاً من الراحة في رواق النزل ثم خرج إلى الشرفة وطلب إبريقاً من الشاي الساخن، ثم أخرج قيثارته وبدأ يعزف عليها.

    ثم كانت سيارة عسكرية قد اندفعت فجأة إلى النزل بأجراسها الرنانة , وترجّل منها أحد الضباط يتبعه اثنان من الجنود. تقدّم الضابط من أكسيونوف وبدأ يستجوبه. سأله من يكون ومن أين أتى., وبعد أن أجاب أكسيونوف على جميع الأسئلة التي وجهها إليه الضابط قال له :

    "ألن ترغب بتناول بعض الشاي معي؟"

    لكن الضابط استمر في استجوابه وسأله:

    " أين أمضيت الليلة الماضية ؟ هل كنت وحدك أم مع تاجر زميل؟"

    تساءل أكسيونوف عن سبب توجيه كل تلك الأسئلة إليه ، لكنه وصف للضابط كل ما جرى وبالتفصيل، ثم أضاف

    " لِم تستجوبني بهذا الشكل، وكأنني لصّ أو قاطع طريق؟ فأنا في رحلة عمل تخصّني، وليس هناك ما يستدعي استجوابي!"

    لكن الضابط استدعى الضابط الجنود وقال له :

    " أنا الضابط المسؤول عن هذه المقاطعة، وأنا أستجوبك لأن التاجر الذي أمضيت معه ليلة أمس وُجد مذبوحاً هذا الصباح، ويجب أن نُفتش أمتعتك."

    ثم دخل الجميع إلى النزل, حيث قام الضابط والجنود بتفكيك جميع أمتعة أكسيونوف وبتفتيشها, وفجأة سحب الضابط سكيناً من حقيبته وصاح:

    " لمن هذه السكين ؟"

    نظر أكسيونوف، وعندما شاهد السكين المُلطخة بالدماء التي أخرجها الضابط من حقيبته أصيب بالفزع.

    ثم سأله الضابط " كيف جاءت هذه الدماء إلى السكين؟"

    حاول أكسيونوف الإجابة، ولكن لم يكن بإمكانه أن يتفوّه حتى بكلمة واحدة، وإنما تمتم فقط :

    " لست أدري, ليست لي, ليست لي."

    ثم قال الضابط " تم العثور هذا الصباح على ذلك التاجر مذبوحاً في سريره، وأنت الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكون قد فعل ذلك. كان النزل مُقفلاً من الداخل ولم يكن فيه أحد سواك. هذه السكين المُلطّخة بالدماء التي أخرجناها من حقيبتك، ووجهك، وطريقة تصرفك، جميعها من الدلائل التي تُدينك. أجبني ، كيف قتلته؟ وما هو المبلغ الذي سرقته منه؟"

    أقسم أكسيونوف للضابط بأنه لم يفعل ذلك، وبأنه لم يكن قد شاهد ذلك التاجر ثانية بعد أن تناولا الشاي معاً، وبأن لا مال لديه سوى الثمانية آلاف روبلٍ التي تخصّه، وبأن تلك السكين ليست له. لكن صوته كان مُتهدّجاً، وكان وجهه شاحباً، وكان يرتجف من شدة الخوف كما لو أنه كان مذنباً بالفعل.

    أمر الضابط الجنود بشدّ وثاق أكسيونوف وبوضعه داخل العربة، وكان أكسيونوف في الوقت الذي كان فيه الجنود يُكبّلون قدميه ويزجونه داخل العربة، يُصلي فقط ويبكي… ثم تمت مصادرة بضاعة أكسيونوف وجميع أمواله, وتم إرساله إلى أقرب مدينة وسجنه فيها.

    وعندما أجريت التحريات عن إيفان أكسيونوف في بلدة فلاديمير قال بعض التجار من المقيمين في البلدة ، بأنه رجل طيب لكنه كان في الماضي يشرب بإفراط ويُبدّد وقته… وبذلك تمت محاكمته بجريمة قتل التاجر القادم من رايزان وبسرقة عشرين ألف روبلٍ منه, وتمت إدانته بتلك الجريمة.

    أصبحت زوجته بحالة من اليأس الشديد، ولم تكن تعلم ما الذي عليها أن تُصدّقه. كان جميع أولادها صغار السن، أحدهم لايزال رضيعاً، لذا اصطحبت جميع أولادها وذهبت للعيش في المدينة التي سُجن فيها زوجها.

    لم يُسمح لزوجة أكسيونوف بزيارته في الفترة الأولى، إلى أن استطاعت أخيراً ، وبعد الكثير من التوسلات، أن تحصل من المسؤولين على إذن بزيارته. ولكن عندما تم اصطحاب زوجة أكسيونوف إليه وشاهدته بثياب السجن , مُحتجزاً مع اللصوص والقتلة والقيود في يديه، أغمي عليها، ولم تَستعد وعيها إلا بعد فترة طويلة. كانت بعد ذلك قد عانقت زوجها, وبعد أن تحدثت معه حول بعض الأمور العائلية, سألته عما جرى معه. روى لها أكسيونوف كل ما حدث. ثم سألته:

    " ما الذي بإمكاننا أن نفعله الآن؟"

    قال أكسيونوف " علينا أن نتقدّم بعريضة إلى القيصر لكي لا يسمح بموت رجل بريء."

    لكن زوجته أعلمته بأنها كانت قد تقدمت بمثل تلك العريضة إلى القيصر إلا أنه لم يقبلها.

    لم يُجبها أكسيونوف حينذاك وبدت عليه فقط علامات الاكتئاب .

    ثم قالت له زوجته:

    "لم يكن عبثاً ما رأيته في ذلك الحلم من أن شعرك أصبح بكامله أشيباً، هل تذكر ذلك؟ كان عليك ألا تسافر في ذلك اليوم."

    ثم مرّرت أصابعها في شعره وقالت :

    "فانيا الحبيب، قل لزوجتك الحقيقة، ألم تكن أنت من فعل ذلك؟"

    قال أكسيونوف " فإذاً أنت أيضاً تشكين بي!.." ثم أخفى وجهه بين يديه وأجهش بالبكاء.

    ثم جاء الجندي لكي يطلب من زوجته وأولاده المغادرة، وبذلك كان أكسيونوف قد ودّع عائلته للمرة الأخيرة…

    كان أكسيونوف بعد مغادرتهم، قد استرجع الحديث الذي دار بينه وبين زوجته، وعندما تذكّر بأن زوجته أيضاً ساورها الشك به ، قال لنفسه:

    " الله وحده من يعرف الحقيقة ، وهو وحده من يجب أن نلجأ إليه وأن نتوقع منه الرحمة."

    ولم يتقدم أكسيونوف بعد ذلك بأية عرائض، وكان قد فقد كل أمل، وكان يصلّي فقط.

    ثم حُكم على أكسيونوف بعد ذلك بالجلد وبالعمل في المناجم . تم جلده بالسياط ، وعندما شُفيت الجروح التي تسببت بها السياط ، تم نقله إلى سيبيريا مع غيره من المحكومين.

    عاش إيفان أكسيونوف في سيبيريا كشخص مُدان لمدة ستة وعشرين عاماً. أصبح شعره بلون الثلج , وطالت لحيته وعلاها الشيب، وزال المرح الذي كان يتميّز به. كان يقف ببطء ويمشي ببطء، يتحدث قليلاً ولا يضحك على الإطلاق، لكنه كان يُصلي كثيراً.

    تعلّم أكسيونوف في السجن صناعة الجِزم، واستطاع بذلك أن يحصل على بعض المال الذي اشترى به كتاب "حياة القديسين"., وكان يقرأ ذلك الكتاب عندما يكون هناك ما يكفي من الإنارة في السجن. كما كان يتلو الدروس الدينية في السجن أيام الأحد، ويُغني مع الكورس، لأن صوته كان لايزال جميلاً كالسابق.

    كان أكسيونوف قد حصل على محبة المسؤولين في السجن لما كان فيه من حِلم ووداعة. كما حصل على احترام زملائه في السجن الذين أطلقوا عليه اسم "الجدّ" و "القدّيس"., وكان المُتحدث باسمهم كلما رغبوا بتقديم عريضة إلى سلطات السجن، كما كانوا يلجؤون إليه كلما حدث نزاع بين المسجونين لكي يقوم بإعادة الأمور إلى نصابها، ولكي يعطي حكمه فيها . ولكن لم تعد تصله أية أخبار من عائلته، وبذلك لم يكن يعلم حتى فيما إذا كانت زوجته وأولاده على قيد الحياة .

    وذات يوم , وصلت إلى السجن مجموعة جديدة من المحكومين. وبذلك تجمّع السجناء القُدامى حول السجناء الجُدد مساءً, وبدأ كل منهم يسألهم عن المدن والقرى التي قَدِموا منها وعن سبب إدانتهم. كما جلس أكسيونوف مع الآخرين بجانب القادمين الجُدد., وكان يستمع إلى أحاديثهم وهو يشعر بالإحباط.

    وكان من بين أولئك السجناء، رجل في حوالي الستين من العمر، طويل القامة، قوّي البنية، ذو لحية بيضاء قصيرة مقصوصة بعناية. كان ذلك الرجل يروي للآخرين كيف تمّ توقيفه حيث قال:

    "حسناً، يا أصدقاء، كل ما فعلته هو أنني أخذت حصاناً كان مربوطاً على عربة جليد (مِزلجة). وقد تم توقيفي واتهامي بالسرقة لهذا السبب. قلت لهم بأنني أخذته لكي أصل إلى بيتي بسرعة ، وبأنني تركته بعد ذلك، كما قلت لهم بأن السائق هو بالإضافة إلى ذلك من أصدقائي الشخصيين، لذا قلت لنفسي "لا ضَير من ذلك." لكنهم قالوا لي " كلا، لقد سرقته." لكنهم لم يتمكنوا من معرفة كيف أو أين تمّ ذلك؟… وعلى الرغم من أنني كنت ذات مرّة قد ارتكبت عملاً شائناً بالفعل، وكان عليّ حينئذ أن أكون هنا بحقّ ومن زمن طويل، لكن الحقيقة لم تكن قد اكتشفت في ذلك الوقت. وقد تم إرسالي إلى هنا الآن دون سبب… إيه!… ثم قال :

    " كل ما رويته لكم كان من الأكاذيب … الحقيقة أنني كنت قد جئت سابقاً إلى سيبيريا، لكنني لم أمكث فيها لمدة طويلة."

    سأله أحدهم "من أين أنت؟"

    "من فلاديمير، عائلتي من تلك البلدة، واسمي ماكار ويُنادونني أيضاً باسم سيميونيتش."

    رفع أكسيونوف رأسه حينئذ وقال:

    "أعلمني سيميونيتش، هل تعرف شيئاً عن التجّار أكسيونوف من بلدة فلاديمير؟ وهل لازالوا على قيد الحياة؟"

    أجاب " أتسأل فيما إذا كنت أعرفهم؟ أنا أعرفهم بالطبع ، هم من التجار الأغنياء، رغم أن والدهم في سيبيريا، هو على ما يبدو محكوم مثلنا! وأنت يا جدّي، كيف جئت إلى هنا؟"

    لم تكن لدى أكسيونوف أية رغبة في التحدّث عن سوء طالعه، لذا اكتفى بالقول وهو يتنهّد :

    "جئت إلى هنا بسبب ما ارتكبته من خطايا، وأنا هنا منذ ستة وعشرين عاماً."

    سأله ماكار سيميونيتش "وماهي تلك الخطايا؟"

    لكن أكسيونوف اكتفى بالقول "حسناً، حسناً، لابد وأنني أستحق ذلك." ولم يضف أي شيء آخر.

    لكن رفاقه أعلموا القادمين الجدد كيف جاء ذلك الرجل إلى سيبيريا، وكيف أن أحدهم كان قد قتل تاجراً ودسّ السكين بين أمتعته، وبأن إيفان أكسيونوف سُجن ظلماً.

    عندما سمع ماكار سيميونيتش ذلك نظر إلى أكسيونوف، وضرب بكفّه على ركبته وقال:

    "حسناً، هذا مدهش! هذا مدهش حقاً! ولكن كم تبدو الآن أكبر سناً، يا جدّي!"

    سأله الآخرون حينئذ عن سبب دهشته، وعن المكان الذي كان قد شاهد فيه أكسيونوف قبل ذلك، لكنه لم يُجب., وإنما قال فقط " من المدهش أن نلتقي هنا أيها الرفاق!"

    وكانت تلك الكلمات قد جعلت أكسيونوف يتساءل فيما إذا كان ذلك الرجل يعرف الشخص الذي قتل التاجر، لذا قال له :

    " قد تكون سمعت بتلك القضية سابقاً، سيميونيتش، أو قد تكون قد رأيتني سابقاً؟"

    "كيف لم أسمع بذلك؟ العالم مليء بالشائعات، لكن وقت طويل قد مرّ الآن على ذلك, وقد نسيت ما كنت سمعته."

    سأله أكسيونوف "ربما كنت قد سمعت باسم الشخص الذي قتل التاجر."

    قال ماكار سيميونيتش وهو يضحك :

    " لابد أنه الشخص الذي عُثر على السكين بين أمتعته! فلو كان شخص آخر قد أخفى السكين, فكما يقول المثل:

    " ليس هو بالسارق إلى أن يتم القبض عليه" ولكن كيف سيكون بإمكان أي شخص أن يضع سكيناً في حقيبتك، وأنت نائم وهي تحت رأسك ؟ كان ذلك سوف يوقظك من نومك بالتأكيد…"

    عندما سمع أكسيونوف تلك الكلمات , تأكّد من أن ذلك الرجل هو الشخص الذي كان قد قتل التاجر, وبذلك نهض وغادر المكان.

    ظلّ أكسيونوف مستيقظاً طوال الليل. كان يشعر بتعاسة كبيرة، وقد تصاعدت في مخيّلته جميع أشكال الصور. إحداها الصورة التي كانت عليها زوجته عندما فارقها وهو في طريقه إلى المعرض. شاهد وجهها وعينيها كما لو أنها كانت ماثلة أمامه في تلك اللحظة، سمعها وهي تتحدث وتضحك, ثم خُيل إليه بأنه يُشاهد أولاده، وهم صغار السن جداً كما كانوا عندما تركهم: كان أحدهما يرتدي معطفاً ، وكان الآخر لايزال رضيعاً على صدر أمه.

    ثم تذكّر نفسه وكيف كان شاباً ومرحاً. وتذكّر كيف تم توقيفه بينما كان جالساً في شرفة النّزل يعزف على القيثارة، وتذكّر كم كانت حياته حينئذ خالية من الهموم. ثم شاهد في مُخيّلته المكان الذي تم جلده فيه، شاهد الجلاد والأهالي الذين كانوا يقفون حول المكان، والسلاسل، والمحكومين، وكيف كانت عليه حياته في السجن طوال الستة والعشرين عاماً، وكيف أنه قد تقدّم في السن قبل الأوان. وجعله تفكيره بكل ذلك يشعر بالتعاسة إلى الحدّ الذي أصبح فيه على استعداد لأن يقتل نفسه.

    ثم حدّث نفسه :

    " كل ذلك كان بسبب ما ارتكبه ذلك النذل!"

    تصاعد حقده على ماكار سيميونيتش إلى درجة كبيرة، وشعر بالرغبة في الانتقام منه، حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى هلاكه… ظلّ أكسيونوف طوال الليل يُردد الصلوات، لكنه لم يكن قد شعر بالسكينة.

    وفي اليوم التالي لم يقترب أكسيونوف من مكان سيميونيتش، وحتى أنه لم يكن قد نظر إليه. ظلّ على تلك الحال لمدة خمسة عشر يوماً. لم يعد بإمكانه أن ينام ليلاً ، وكان بائساً لأنه لم يكن يدري ما عليه أن يفعله.

    وذات ليلة، بينما كان أكسيونوف يتجوّل حول السجن، لاحظ بأن بعض الأتربة كانت تتدحرج من تحت إحدى المصاطب التي ينام عليها السجناء. توقف لكي يستطلع الأمر, وفجأة ظهر ماكار سيميونيتش أمامه وهو يزحف من تحتها ., ونظر إلى أكسيونوف بوجه يكسوه الفزع. حاول أكسيونوف المرور دون أن ينظر إليه، لكن سيميونيتش أمسك بساعده وأعلمه بأنه كان يحفر نفقاً تحت ذلك الجدار، وبأنه يضع الأتربة داخل جزمته لكي يتخلّص منها بعد ذلك، وبأنه يقوم يومياً بتفريغها على الطريق، عندما يتم نقل السجناء إلى أعمالهم.

    ثم قال لأكسيونوف " كل ما عليك أيها العجوز أن تلتزم الصمت، وسوف تتمكن أنت أيضاً من الخروج من هنا، ولو أفشيت السر سوف يتم جلدي حتى الموت لكنني سوف أقتلك قبل ذلك."

    ارتجف أكسيونوف لشدّة الغضب، نظر إلى عدوّه وسحب يده بعيداً عنه وقال:

    "لست أرغب في الهرب، ولا حاجة لأن تقتلني، فقد قتلتني من زمن بعيد! … أما بالنسبة لإفشاء سرّك فقد أفعل أو قد لا أفعل ذلك، وسوف يُرشدني الله لما سأفعله."

    في اليوم التالي, وبينما كان السجناء يُساقون إلى العمل خارج السجن, لاحظ الجندي المرافق لهم بأن أحد السجناء كان يُفرغ من جزمته بعض الأتربة. تم بعد ذلك تفتيش السجن وبذلك تم العثور على النفق. ثم جاء مدير السجن وبدأ باستجواب جميع السجناء لمعرفة اسم الشخص الذي قام بحفر ذلك النفق. أنكر الجميع معرفتهم بذلك، وحتى لو كان منهم من يعرف ذلك فلم يكن ليُفشي ذلك السر لأن سيميونيتش كان سيُجلد حينذاك حتى الموت.

    ثم التفت مدير السجن أخيراً إلى أكسيونوف الذي كان يُعرف بالشخص المستقيم وقال له :

    "أنت العجوز الأكثر صدقاً هنا، قل لي أمام الله، من الذي قام بحفر ذلك النفق؟"

    ألقى أكسيونوف نظرة عابرة إلى ماكار سيميونيتش وقال:

    " أيها المحترم , ليس بإمكاني أن أقول. وهي إرادة الله ألا أتمكن من ذلك! وأنا بين يديك فافعل بي ما تشاء."

    وعلى الرغم من المحاولات العديدة التي قام مدير السجن، لم يكن أكسيونوف قد تفوّه بأكثر مما قاله وبذلك تم حفظ الموضوع.

    وفي تلك الليلة، وبينما كان أكسيونوف مُستلقياً على فراشه وقد بدأ يغفو، جاء إليه شخص وجلس بجانب سريره بهدوء. أمعن أكسيونوف النظر في الظلام، وعرف بأنه ماكار.

    سأله أكسيونوف "ما الذي تريده مني أكثر من ذلك؟ ولماذا جئت إلى هنا؟"

    ظلّ ماكار صامتاً.

    نهض أكسيونوف وقال له "ما الذي تريده؟ اذهب بعيداً عني، وإلا فسوف أستدعي الحارس!"

    اقترب منه ماكار وركع بجانبه وهمس" إيفان ديميتريش، سامحني!"

    قال أكسيونوف "على ماذا؟"

    قال ماكار " أنا الذي قتلت التاجر ودسست السكين بين أمتعتك، وكنت أنوي أن أقتلك أنت أيضاً، لكنني سمعت ضجيجاً في الخارج، لذا قمت بإخفاء السكين في حقيبتك وبذلك كنت قد هربت من النافذة."

    ظلّ أكسيونوف صامتاً، ولم يكن يدري ما الذي كان عليه أن يقوله. ثم ركع ماكار سيميونيتش على الأرض بجانب أكسيونوف وقال:

    " إيفان ديميتريش، سامحني! سامحني بحق الله سوف أعترف بأنني كنت الشخص الذي قتل التاجر، وسوف يتم إطلاق سراحك، وستتمكن بذلك من العودة إلى بيتك!"

    قال أكسيونوف :

    "ما تقوله الآن يبدو سهلاً، لكنني عانيت بسببك لمدة ستة وعشرين عاماً. أين بإمكاني أن أذهب الآن؟… توفيت زوجتي، و نسيَني أولادي، وليس لدي أي مكان أذهب إليه…"

    لم ينهض ماكار. وإنما ضرب رأسه على الأرض وقال وهو يبكي:

    " سامحني إيفان ديميتريش, سامحني ! …

    قال أكسيونوف " لم يكن ما احتملته عندما تم جلدي بالسياط، أكثر صعوبة علي من أن أحتمل رؤيتك الآن." قال ما كار" ومع ذلك رأفت بحالي ولم تُفشِ سرّي. سامحني بحق الله. أنا بائس!" ثم أجهش بالبكاء.

    وعندما سمع أكسيونوف بكاءه، بدأ هو أيضاً يبكي وقال له " ليسامحك الله، ربما كنت أسوأ منك بألف مرّة."

    وكان أكسيونوف عندما تفوّه بتلك الكلمات قد أحسّ كأن قلبه قد أصبح أقل ثقلاً ، وبأنه تخلّص من ذلك الشعور بالحنين إلى بيته. وبأنه لم يشعر بأية رغبة بمغادرة السجن، وبأن كل ما يأمله فقط هو أن تدنو ساعته.

    وكان ما كار سيميونيتش , على الرغم مما قاله إيفان أكسيونوف قد اعترف بذنبه. ولكن… عندما صدر أمر الإفراج عن أكسيونوف، كان قد فارق الحياة.
    :
    :
    ليو تولستوي

    في امان الله
    اتمنى ان تنال اعجابكن القصه
      يسلمووووو ياقمر

      نورتيني ام ساندي يا قمر

      قصة فيها كل معاني الصبر والثقة بالله .

      الونشريس اقتباس الونشريس
      الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرح سعيد الونشريس
      الونشريس
      قصة فيها كل معاني الصبر والثقة بالله .
      الونشريس الونشريس

      نورتي الموضوع

      ليو تولستوي …

      اختيار موفق للقصة

      الظلم ظلمات 2024


      الظلم ظلمات

      الونشريس

      للظلم عواقب سيئة على الأمم والأفراد، وهو خُلق ذميم، وذنب عظيم، يحيل حياة الناس إلى شقاء وجحيم، ويأكل الحسنات، ويجلب الويلات على المجتمعات، قال الله تعالى: { وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً }(الكهف:59) .. ولشدة خطره وعظيم أثره كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر من الاستعاذة منه فيقول: ( وأعوذ بك أن أَظلِم أو أُظلم ) رواه النسائي .
      وعن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن الله ليُمْلِي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }(هود:102) .
      وقال ابن تيمية: " إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام " .

      وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مليئة بالأحاديث والمواقف التي حرص النبي – صلى الله عليه وسلم ـ من خلالها على ترسيخ خطورة الظلم في نفوس أصحابه والمسلمين من بعدهم، وتحذر من الظلم وشره، وتبين آثاره على الأفراد والأمم، ومنها :

      عن جابر – رضي الله عنه – قال: ( لما رجع مهاجروا البحر ( الحبشة ) إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لهم: ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟! ، قال فتية منهم: بلى يا رسول الله! بينما نحن جلوس، إذ مرت عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قُلَّةً من ماء، فقام إليها فتىً من فتيانهم فوضع إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها، فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت، التفتت إليه فقالت: سوف تعلم، يا غُدر (غادر)، إذا وضع الله الكرسي، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف يكون أمري وأمرك عنده غداً، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: صدقت .. صدقت، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم ؟! ) رواه ابن ماجه .
      قال السِّندي: ( يقدِّس الله ) أي: يُطَهِّرهم من الدَّنس والآثام " .
      وقال المناوي: " ( كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم ): استخبار فيه إنكار وتعجُّب، أي: أخبروني كيف يُطهِّر الله قومًا لا ينصرون العاجز الضَّعيف على الظَّالم القويِّ، مع تمكُّنهم من ذلك؟!، أي: لا يطهِّرهم الله أبدًا، فما أعجب حالكم إن ظننتم أنَّكم مع تماديكم في ذلك يُطهِّركم! ".

      وعن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ : أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة ثم بدا له، فقالت : لا أرضى حتى تُشْهِدَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على ما وهبتَ لابني، فأخذ أبى بيدي وأنا يومئذ غلام فأتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال يا رسول الله : إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أُشْهِدك على الذي وهبتُ لابنها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ( يا بشير ألك ولد سوى هذا؟، قال: نعم، فقال: أكلهم وهبْتَ له مثل هذا ؟، قال: لا، قال: فلا تُشْهِدني إذاً، فإني لا أشهد على جور( ظلم ) ) رواه مسلم .

      وعن أبي مسعود البدري ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنتُ أضرب غلامًا لي بالسَّوط، فسَمِعتُ صوتًا من خلفي: اعْلَم أبا مسعود، فلم أفهم الصَّوت من الغضب، قال: فلمَّا دنا مني إذا هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، قال: فألقيتُ السَّوط من يدي، فقال: اعلم أبا مسعود أنَّ الله أقدر عليك مِنْك على هذا الغلام، قال: فقلتُ لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما لو لم تفعل لَلَفَحَتْكَ النار ـ أو لَمَسَّتْكَ النار ـ ) رواه مسلم .

      وعن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة، فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟!، فقال – صلى الله عليه وسلم -: وإن كان قضيباً من أراك ) رواه مسلم .

      وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال – صلى الله عليه وسلم -: ( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه ) رواه البخاري .

      وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه مسلم .
      قال النووي: " قال القاضي: قيل : هو على ظاهره فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة سبيلا حتى يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم " .

      وعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث معاذا إلى اليمن، فقال ( اتّق دعوة المظلوم، فإنّها ليس بينها وبين الله حجاب ) رواه البخاري .
      قال ابن حجر: " أي تجنب الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم، وفيه تنبيه على المنع من جميع نوازع الظلم " .

      وعن خزيمة بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) رواه الطبراني .

      لا تظلمن إذا ما كنتَ مُقتدِرا *** فالظلم يرجع عقباه إلى الندمِ
      تنام عينك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

        الونشريس

        قال النووي: " قال القاضي: قيل : هو على ظاهره فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة سبيلا حتى يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم "

        بارك الله فيكى

        لا إله إلا الله محمد رسول الله

        الونشريس
        اللهم لا تجعلنا من الظالمين
        و اغفر لكل من آذيناهم
        و اجعلها لهم مغفرة ليوم الدين
        الونشريس

        الونشريس

        جزاك الله خيرا

        الونشريس

        الظلم وما هو الا ظلمات يوم القيامه 2024

        الونشريس

        الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

        فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها.

        إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].

        وعن جابر أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم

        والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.

        وهو ثلاثة أنواع:

        النوع الأول: الشرك بالله، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجلالونشريس إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان:13

        النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله قال جل شأنهالونشريس وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
        9 النحل:33

        النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار.

        صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته:

        غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين }متفق عليه

        مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: { مطل الغني ظلم } [متفق عليه].

        منع أجر الأجير: عن أبي هريرة عن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة…،…، ورجل أستأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره رواه البخاري

        وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، ويريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [الشعراء:227]، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء

        الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة }، فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: { وإن قضيباً من أراك } رداه مسلم

        السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]. وعن أبي هريرة عن النبي قال: { اجتنبوا السبع الموبقات }، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: { … والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات } رواه البخاري ومسلم

        عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:{ نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه ليشهده على صدقتى فقال: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، فقال: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة } متفق عليه].

        حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار} [رواه البخاري ومسلم]. حبستها: أي بدون طعام.

        شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس قال: ذكر رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال: { الشرك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: "شهادة الزور" } [متفق عليه].

        وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم… والغش ظلم… وكتمان الشهادة ظلم… والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم… إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى.

        فيا أيها الظالم لغيره:

        اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس قال: قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:

        لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم

        تنام عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

        فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجلالونشريس وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) [ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُ الآنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36]. وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45،44]. وقوله علية الصلاة والسلام : { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]، وقوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227].

        وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.

        وتذكر أيها الظالم: قول الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم]. والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة عن النبي قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم].

        ولكن أبشر أيها الظالم:

        فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال : { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }.
        ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:

        1- الإقلاع عن الذنب.

        2- الندم على ما فات.

        3- العزم على أن لا يعود.

        4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.

        وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
        أسألكم ان تدعو لي دعوة خير

        [url=https://up.3dlat.com/]الونشريس[/url]

          الونشريس

          ان شاء الله في ميزان حسانتك وعلي فكرة انا بحب اسم فريحة اوي

          بارك الله فيكي

          جزاكى الله خير

          جزآآكـ الله خيراً

          أقوال فى الظلم والظالمين 2024

          أقوال في الظلم والظالمين

          أقوال في الظلم والظالمين

          "إن ظلـَمَكَ أحدهم فلا تجزع ، بل اعلم علم اليقين أنه سيدفع ثمن ظلمه شقاءً وتعاسة وعدم توفيق مهما طال الزمن (فالله يمهل ولا يهمل).
          الظالم مهما كان جباراً عتيا، وحتى لو مشى الملايين في ركابه وقبّلوا أعتابه فهو الخاسر والمنكسر لأن قوات السماء له بالمرصاد ولن يفلت من ضرباتها المذلة وربما القاضية.
          الله رحيم وعادل وعينه لا تنام، وهو يعاقب الظالم بأن يجعله أكثر شقاءً وتألماً من المظلوم نفسه.
          أشد أنواع الظلم هي التي تتم باسم القوانين الجائرة والإصرار على تطبيقها بالقوة.
          ينجم الظلم إما عن هزيمة نفسية أو عن حقارة وصَغار أو عن الإثنين معا. وهو إما وليد التسرع أو وليد الخمول. فالمتعجلون والبطيئون نادرا ما يعدلون. والظالم إما أنه لا ينتظر أبدا أو ينتظر طويلا حتى تسنح فرصته ويفعل فعلته الخسيسة.

          كل من يمتلك قوة الإرادة يسيء استخدامها ما لم يكن محباً للحق والفضيلة، سواء كان أميراً أم واحداً من عامة الشعب.

          الظلم بكل صوره وأشكاله مخالف للإرادة الإلهية، وعلى هذا الأساس لا يمكن للظالم المستبد أن يهنأ بعيشه أو يرتاح باله لأن الله وأولياؤه وملائكته خصومه.

          الظالم عدو نفسه. ومع أن صوت بوق الدعاية وطبل الطموح ومزمار القوة قد يطغى على صوت الضمير، لكن ذلك الصوت الحق سيصرخ في أذنيه يوما ما فيرعبه ويحرمه لذة الراحة

          الظلم علامة واضحة من علامات الضعف البشري.

          ما أتعس أولئك الذين يتلذذون بغرس الخوف والرهبة في الناس بدلا من استمالتهم بالحب والعدل.

          الظلم يترنح لأنه في سبيله إلى التخاذل والتهاوي عاجلا أم آجلا.
          {اتقوا الظلم فإن الظلم ظلامة يوم القيامة} حديث شريف

          الظالم المستبد لا يعرف طعم الصداقة ولا يعرف معنى الحرية لأنه عبد لأهوائه الوضيعة فلا يهتم بما هو نبيل وجليل في الحياة.

          الظالمون يفقدون احترام الناس لأنهم دون مستوى الاحترام

          الظلم لا يعرف ديناً ولا رباً، ومن يتعدى على حقوق الناس هو مغتصب وينبغي التصدي له.
          .

          ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.
          وما للظالمين من نصير.
          ومن يظلم منكم نذقه عذاباً كبيراً
          ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار.
          وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
          إنه لا يحب الظالمين.

            الونشريس

            مشكورررة

            يسلمووووووووو

            اقوال رائعة وكثيرا مايُظلم الانسان وكثيرا مايتسامح وكما يقول المثل يابخت من بات مظلوم ولابات ظالم اللهم ابعد عنا الظلم والظالمين واعنا يارب العالمين- شكرا ياختى على هذا المجهود الرائع

            نورتونى