ما الفرق بين الثقة بالنفس و الغرور 2024

يقال بأن مابين الثقة بالنفس والغرور .. شعرة !!

وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه كلما اشتدت تلك الشعرة واقتربت من الانقطاع !!

ولا شك أن الثقة بالنفس تعتبر من العوامل الهامة التي تساعد على استقرار ورقي حياة الإنسان وتطورها ..

وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه .. كلما أصبح أكثر قدرة على مواجهة مصاعب الحياة ومتطلباتها وهمومها ..

ولكن إذا ما تجاوزت الثقة بالنفس الحد المطلوب والمعقول فإنها بذلك تصبح وبالا وخطرا على صاحبها !!

لأنها في هذه الحالة ستتحول إلى غرور ..

ولا يخفى عليكم مدى خطورة الغرور على الإنسان والمساوئ التي قد تنجم عنه !!

فهل من طريقة ياترى .. يمكننا التعرف من خلالها على مقياس ومقدار الثقة بالنفس لدينا ؟

وهل من طريقة نستطيع من خلالها أن نتجنب الوصول إلى مرحلة الغرور والوقوع في مهالكه ومداركه ؟


وأتوقف هنا لكي أتيح المجال لأقلامكم الرائعة وأفكاركم النيرة للإدلاء بآرائها ووجهات نظرها حول

السؤالين السابقين .. على أن أعود لاحقا بإذن الله للتعليق على مشاركاتكم حول هذه القضية ..


تقبلوا مني اعذب تحية

    الونشريس

    التواضع والغرور 2024

    كان ملكاً من سلالة الملوك، غير أنه كان معجباً بنفسه، …مغروراً،
    وكأن الله لم يخ…لق أفضل منه..

    حديثه عن دمائه الزرقاء لا ينقطع،
    ومجالسه لا يخلو منها شعراء ومدّاحون،

    يقولون فيه الشعر والغزل،
    اسمه منقوش على كل جدار،
    وصورته مرسومة على دراهم مملكته ودنانيرها.وبينما هو في موكبه ذات يوم، لفت نظره رجل يحفر بدأب شديد، وحوله كومة من العظام والجماجم..

    فتوقّف عنده سائلاً عما يفعل؛ فأجابه الرجل: إني هنا يا مولاي من أجلك !!

    فتعجب الملك لقوله، وقال: وكيف هذا؟!
    فدنا منه الرجل وهو يقول: في هذا المكان يا مولاي جَرَت المعركة التي قُتِل فيها ملكنا الراحل أبوك رحمه الله؛ فأحببت أن ألملم عظامه، كي تُدفن في مكان يليق بملك عظيم؛ لكنني -للعجب- وجدت شيئاً مدهشاً.

    ثم أمسك بالعظام وهو يقرّبها من الملك؛ قائلاً: هذه يا مولاي جميع العظام التي عثرتُ عليها، انظر لها جيداً، هل تستطيع أن تفرّق بين عِظام أمير وعِظام فقير؟
    بين بقايا غني وشحاذ؟
    بين هيكل قائد في الصدارة وجندي بسيط؟

    العظام يا مولاي واحدة.. الأرض جعلتهم جميعاً سواسية!!
    نعم.. الأرض تنتظر هناك، باطنها مستعدّ دائماً لابتلاع الكبار،
    هؤلاء الذين ملأهم الكبر والغرور؛ فظنوا أن الأرض لن تدور بغيرهم، وأنهم وحدهم هم زينة الدنيا وبهجتها، وبلغ بهم الشطط مبلغاً، أشفقوا فيه على الحياة ورُوّادها من أن تطلع عليهم الشمس وهم ليسوا بين ظهرانيهم.وإن هي إلا أيام -طالت أو قصرت- حتى يُصبحوا من رماد الأرض، وطعاماً لديدانها..
    الشيء الوحيد الذي نعرفهم به هو ذلك الشاهد الرخامي، والذي يدلّل على موضع أجسادهم كي لا تطأها الأقدام!!
    هذه أقدم الحقائق، وأجلاها صورة؛ غير أن الكثيرين ينسونها..
    الكثيرون ممن لفّهم ثوب الغرور؛ لم يعوا أن هناك ثمة نقطة ما، يصبح بعدها الأمر لمن
    بيده الأمر؛ فلا مال ولا جاه ولا سلطان يمكن أن يصنع لهم ساتراً من الله، أو يشفع لهم
    عند رب قوي قادر.

    نراهم هذه الأيام على الشاشات، يؤكدون بإصرار عجيب أن بلدانهم دونهم هي الخراب بعينه، وبأنهم صمّام الأمان، ومنتهى الحماية..
    وأتساءل حقاً: تُرى لو جاءهم ملَك الموت ليقبض أرواحهم؛ فهل سيطالبونه بإعادة النظر؟

    هيهات..
    ستصعد الأرواح إلى السماء، وتُلقى الأجساد في الأرض، وتُكمل الدنيا عجلة سيرها..
    ولماذا تقف لوفاة هذا وذاك؟!

    ولو كان لها أن تقف حُزناً أو دهشة أو ألماً وحداداً؛ لوقفت عند موت الرسل والأنبياء،
    وهم أشرف وأطهر وأعظم البشر عند رب البشر.

    الأديب الكبير نجيب محفوظ يستعجب قائلاً: "ليس غريباً أن يعبد الناس فرعون؛
    بل الغريب أن فرعون آمن حقاً بأنه إله!".

    ووالله ما عَجَبُ أديبنا الراحل بأشد من عَجَبنا هذه الأيام؛ فها نحن نرى -بعين البصر
    لا بسمع الخبر- من يُبيد شعباً كاملاً، وفي يقينه أن كل دماء البشر تهون وترخص،
    في سبيل ألا يمسه سوء، كي لا يختلّ ميزان الأرض.

    إنه الغرور والعظمة والكبرياء يا أصدقائي؛ ذلك الداء القاتل الذي أخرج إبليس من الجنة،
    وجعله لنا نداً وعدواً؛ حتى قيام الساعة.

    داء خفي نحتاج إلى أن نفتش عنه بداخلنا دائماً، وبدأب شديد؛ كي لا يتسلل
    ويسكن فينا دون أن ندري.

    ولعل هذا ما فطن إليه أحد ملوك روما القدماء؛ فدفعه إلى ألا يمشي في مملكته؛ إلا وبصحبته أحد الحكماء، ولم يكن لهذا الحكيم من عمل؛ إلا أن يهمس في أذنه إذا
    ما صفّق له الناس، أو امتدحوه، أو بالغوا في الثناء عليه،
    قائلاً "يا مولاي.. تذكّر بأنك إنسان".

      يسلمووووو يا عسل

      كفيييتي ووفييييييتي
      مشششششششششششششششششششكوره يالغلا
      تسلم ايدك

      يسلمووووووو

      رررررررررررررروعه تسلمي اختي في الله

      تأملات في الغرور 2024


      الونشريس

      * الغرور تلك الصفة السيئة المنتشرة للأسف لدى كثيرين لدينا ، سواء كان لديهم ما يغترون به أم لا… يستحق هذا الخلق السيء جداً وقفة معه في تأملاتنا الخاصة.

      * الغرور لدى البشر الطبيعيين يأتي بعد الإنجاز وبعد عمل شيء يجعلك تغتر به ، لكنه عند مختلي الفطرة وما أكثرهم هذه الأيام للأسف يأتي كي يوحي لنا بأنهم أصحاب إنجاز وأصحاب أعمال عظيمة … الغرور الأول لا يقتل لكن الثاني قاتل أصحابه لا محالة.

      * قال يوماً جوناثان سويفت : " الغرور علامة ذل لا علامة كبرياء" ، فكروا بكلماته قليلاً وستجدون أنها صائبة بكل ما فيها، فالمغرور بشيء والمتباهي به يهدف إلى إخفاء علامات ضعف أخرى تقتله من داخله لحسده الناس على تميزهم بها.

      * من الاستحالة أن تجد شخصاً عادياً يحب شخصاً مغروراً ، لم أجد ذلك في حياتي من قبل… لكن المغرور يحب المغرور ، لذلك فهؤلاء النوعية من البشر هم الأقل شعبية بين الناس وإن كان هدف غرورهم رفع شعبيتهم .

      * للمغرور عملية صنع قرار مختلفة عن البشر ، فالقرار لدى البشر إما بناء على العقل أو القلب ، لكن المغرور لديه عقل جديد اسمه " أنا الصح" وبالتالي يقيس رأيه ويعيش عليه.

      * الغرور تماماً كالسرطان الخبيث الذي ينتشر في أنحاء الجسم ، فالموضوع قد يبدأ غروراً بمظهر أو بإنجاز ثم ينتشر وينتشر حتى تصبح مغروراً بأمور أنت عادي للغاية فيها وهنا تبدأ الكارثة وتتحول إلى سخرية البشر ومركز فكاهاتهم وأنت لا تدري.

      * الجدلية الشهيرة المطروحة في كل برامج التلفزيون والصحف والإذاعات هي ما الفرق بين الغرور والثقة بالنفس… كان أولى بهؤلاء سؤال : " ما هي العلاقة بينهما أساساً؟"…الثقة بالنفس أمر داخلي والغرور أمر خارجي ، فالنمر الذي يجري من دون التفات واثق بنفسه لكن الطاووس الذي يمشي نافشاً ريشه كي يلفت الانتباه إلى الألوان الجميلة لديه مغرور!…أتمنى أن تكون الفكرة واضحة!

      * الغرور أبيح في الإسلام لكيد الأعداء فقط شرط أن يكون نيته كيد الأعداء لا التفاخر ، وبالتالي أرجوك لا تغتر أمامي فإما أنك تأثم أو أنك تعتبرني عدوك!

      * المغرور هو إنسان عيناه مبصرتان لكنه مصاب بالعمى ، فيرى كل ما يفعله رائعاً وكل ما يفعله الأخرون قبيحاً… لذلك كان لا بد من طبيب غرور وهو الحياة التي تعاقب هذه العينة من الناس في الوقت غير المناسب بالنسبة لهم!.

        [تحليل جمييييييييييييييل …فعلا الواثق لا يركز افكارة الا لما يفعل فقط …ولكن المغرور دائما يتفاخر بالكلام او الافعال ..قال الله تعالى (ان الله لا يحب كل مختال فخور )


        * الغرور لدى البشر الطبيعيين يأتي بعد الإنجاز وبعد عمل شيء يجعلك تغتر به ، لكنه عند مختلي الفطرة وما أكثرهم هذه الأيام للأسف يأتي كي يوحي لنا بأنهم أصحاب إنجاز وأصحاب أعمال عظيمة … الغرور الأول لا يقتل لكن الثاني قاتل أصحابه لا محالة.



        * المغرور هو إنسان عيناه مبصرتان لكنه مصاب بالعمى ، فيرى كل ما يفعله رائعاً وكل ما يفعله الأخرون قبيحاً… لذلك كان لا بد من طبيب غرور وهو الحياة التي تعاقب هذه العينة من الناس في الوقت غير المناسب بالنسبة لهم!.

        مشكورة

        شكرا على المرور الرائع

        الونشريس

        الغرور 2024

        الغرور

        الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

        وبعد:

        فإن من الصفات الذميمة التي نهى الله ورسوله عنها الغرور، قال الراغب: الغَرور هو كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان وغير ذلك[1]، وقال الكفوي: كل من غر شيئاً فهو غرور بالفتح، والغرور بالضم الباطل[2]، قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185].

        وقد حذر سبحانه من الغرور فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [فاطر: 5]، أي: لا يغرنكم الشيطان فيقول لكم: إن الله يتجاوز عنكم ويغفر لكم لفضلكم أو رئاستكم وغناكم أو سعة رحمته لكم، فتسرعوا في المعاصي، وأخبر سبحانه أن الغرور من عمل الشيطان، فقال: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً﴾ [الإسراء: 64].

        قال ابن القيم رحمه الله: فوعده ما يصل إلى قلب الإنسان نحو: سيطول عمرك، وتنال من الدنيا لذتك، وستعلو على أقرانك، وتظفر بأعدائك، والدنيا دول، ستكون لك كما كانت لغيرك، ويطول أمله، ويعده بالحسنى على شركه ومعاصيه، ويمنيه الأماني الكاذبة على اختلاف وجوهها، والفرق بين وعده وتمنيته أنه يعد الباطل ويمنّي المحال، والنفس المهينة التي لا قدر لها تغتذي بوعده وتمنيته، كما قال القائل:

        منى إن تكن حقاً تكن أحسن المنى الونشريس
        وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا [3]الونشريس

        قال حسان بن ثابت:

        دلاهم[4] بغرور ثم أسلمهم الونشريس
        إن الخبيث لمن والاه غرار الونشريس

        وقال إني لكم جار فأوردهم الونشريس
        شر الموارد فيه الخزي والعار الونشريس

        والغرور على أقسام:

        القسم الأول: غرور الكفار فمنهم من غرّته الحياة الدنيا بشهواتها وملذاتها، قال تعالى: ﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ [الأنعام: 70]، وهم الذين قالوا: النقد خير من النسيئة، فالدنيا نقد، والآخرة نسيئة، فإِذَن الدنيا خير منها ولا بد من إتيانها، وقالوا: اليقين خير من الشك، ولذات الدنيا يقين، ولذات الآخرة شك، فلا نترك اليقين بالشك، ويرد عليهم بقوله تعالى: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ [النحل: 96]، وبقوله: ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى﴾ [الضحى: 4].

        القسم الثاني: غرور العصاة من المؤمنين بقولهم: إن الله كريم وإنا نرجو عفوه، واتكالهم على ذلك، وإهمالهم الأعمال، وتحسين ذلك بتسمية تمنيهم واغترارهم رجاء، و ظنِّهم أن هذا هو الرجاء المحمود في الدِّين، وهذا جهل بالفرق بين الرجاء والغرة، وقد قيل للحسن: قوم يقولون: نرجو الله، ويضيعون العمل! فقال: هيهات.. هيهات، تلك أمانيهم يترجحون[5] فيها، من رجا شيئاً طلبه، ومن خاف شيئاً هرب منه.اهـ.

        وقد بين الله الرجاء المحمود فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 218].

        القسم الثالث: «غرور طوائف لهم طاعات ومعاصٍ، إلا أن معاصيهم أكثر، وهم يتوقعون المغفرة، ويظنون أنهم بذلك تترجح كفة حسناتهم، مع أن ما في كفة السيئات أكثر، وهذا غاية الجهل؛ فترى الواحد يتصدق بدراهم من الحلال والحرام، وما يأكله من أموال المسلمين أضعاف ذلك، ويظن أن إنفاق عشرة في الصدقة يكفر عنه مائة من مشبوه المال، وذلك غاية في الجهل والاغترار»[6]، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً»[7]، وروى البخاري في صحيحه من حديث خولة الأنصارية رضي الله عنها: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة»[8]؛ قال عبدالله بن المبارك: «لأن أرد درهماً واحداً من شبهة، أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف».

        وقد أخبر سبحانه أن الغرور من شأن الظالمين والكفار، قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً﴾ [فاطر: 40].

        فمن الناس من إذا أعطي مالاً أو منصباً أو جاهاً، ظن أن هذا دليل على إكرام الله له ورضاه عنه، وأن هذا المنصب أو المال إنما حصل عليه باجتهاده وتعبه، وهذا يشبه قارون عندما قال عن ماله: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص: 78]، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا﴾ [الفجر: 15 – 16] أي: ليس الأمر كذلك، وآخرون إذا أُعطي أحدهم نصيباً من العلم الشرعي أو الدعوة أو العبادة اغترَّ بذلك، وأعجب بعمله، وترفعت نفسه عن الآخرين، بل إن بعضهم يرى أن إخوانه ينبغي أن يخدموه ويوقروه؛ تقديراً لعلمه أو لنشاطه في الدعوة، أو لعبادته، وهذا هو الغرور.

        روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبان قال: أتيت عثمان بن عفان – رضي الله عنهم – بطهورٍ وهو جالس على المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يتوضأ وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء ثم قال: «من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد، فركع ركعتين، ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه»، قال: وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «لا تغتروا»[9].

        قال الزهري: «من استطاع ألا يغتر فلا يغتر، ولما حضرت عبدالعزيز بن مروان الوفاة وكان والياً على مصر قال: ائتوني بكفني الذي أكفن فيه أنظر إليه، فلما وضع بين يديه نظر إليه فقال: مالي كثير وما أخلف من الدنيا إلا هذا، ثم ولى ظهره وبكى، وقال: أفٍ لك من دار! إن كان كثيرك لقليل! وإن كان قليلك لكثير! وإن كنا منك لفي غرور»[10].

        وبالجملة فالناس على صنفين:

        الأول: غرور أهل الدنيا بدنياهم حيث تلهيهم أموالها ومناصبها وزينتها وزخارفها، حتى يدركهم الموت وهم غافلون، قال تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: 1- 8].
        الثاني: غرور أهل العبادة والطاعة، وسببه إعجابهم بأعمالهم، فالواجب على العبد أن يحمد الله على توفيقه، وأن يخلص له وأن يصدق معه، وأن يعلم أن المنة لله وحده، قال تعالى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الحجرات: 17].

        والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

        _______________________________
        [1] المفردات للراغب ص359.
        [2] الكليات ص663.
        [3] إغاثة اللهفان (1/107).
        [4] قال القرطبي: يقال أدلى دلوه: أرسلها، ودلاها: أخرجها، وقيل دلاهم: دللهم من الدالة وهي الجرأة، أي: جرأهم. الجامع لأحكام القرآن (7/116).
        [5] هكذا في الأصل، ولعل الصواب يترددون.
        [6] إحياء علوم الدين (3/376-368) بتصرف.
        [7] قطعة من حديث في صحيح مسلم ص 391، برقم 1015.
        [8] ص 596، برقم 3118.
        [9] ص 1235، برقم 6433، وصحيح مسلم ص121، برقم 232.
        [10] الدر المنثور (4/193).

          الحمد لله

          بارك الله فيك

          الدنيا متاع الغرور 2024


          بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمد لله الذي جعل الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
          وبعد :
          فلقد طلب مني بعض الأخوات إعدادَ موضوعٍ يتكلم عن الرقائق والمواعظ.. ولأهمية هذا الجانب في حياتنا خاصة في هذا الزمن المادي، ولحاجة الناس لما يرقق قلوبهم ويزيل عنها غشاوة الغفلة والاغترار بالدنيا، فقد قمت بإعداد هذا الموضوع الذي أسأل الله العزيز الكريم أن ينفعني وينفع أخواتي به، وأن يجعله لنا زاداً على الطريق، وأن يجعلنا ممن تزود في هذه الدنيا الفانية لدار فيها النعيم المقيم والظل الظليل .
          والحقيقة أن الدنيا قد أقبلت وتزينت وتوسعت وأصبحت همَّ كثير من الناس صباحاً ومساءً .
          والنبي صلى الله عليه وسلم خاف ذلك على أمته لعلمه أنها فتنة مهلكةً لهم، فقد جاء في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم : "فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على مَنْ قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم" .
          وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله، أكلتنا الضبع – يعني من شدة الجدب – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "غير ذلك أخوف عندي أن تصبَّ عليكم الدنيا صبّاً" .
          ففي هذه الأحاديث وعد وتخوف، وعدٌ بن الله سيبسط عليهم الدنيا، وتخوفٌ عليهم من هذا البسط .
          فقد تخوف الرسول صلى الله عليه وسلم على مته من فتنة الحياة الدنيا، ومن أن تُبسط عليهم فيكون فيها هلاكهم وفساد دينهم وتمزيق وحدتهم .
          وعن كعب بن عياض قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عيقول : "إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال" .
          لذلك اشتد تحذيره صلى الله عليه وسلم لأمته من الاغترار بالدنيا أو الركون إليها، وأخبر أنها موضع لامتحان الناس وابتلائهم فكان يقول : "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء" .
          وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" .
          والإنسان في الدنيا غريب على الحقيقة؛ لأن الوطن الحقيقي هو لاجنة، وهي التي أنزل الله منها الأبوين ف يالبداية، وإليها المرجع إن شاء الله تعالى بفضله ومنِّه، قال ابن رجب: "لما خلق الله آدم عليه السلام أُسكن هو وزوجته الجنة، ثم أُهبط منها، ووُعد بالرجوع إليها وصالحو ذريتهما، فالمؤمن أبداً يحنُّ إلى وطنه الأول، وحبُّ الوطن من الإيمان" .
          فالإنسان في هذه الدنيا مسافر، فلا ينبغي أن يتخذها المؤمن وطناً ومسكناً إذ إنها دار ممر سريع، الراكب فيها لا يفتر ليلاً ولا نهاراً، والمسافر ربما ينزل منزلاً فيستريح، ولكن مسافر الدنيا لا ينزل، هو دائماً في سفر. كل لحظة تنقضي تقطع شوطاً من هذه الدنيا لتقرب من الآخرة .
          قال ابن رجب : "أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم ألبتة، وإنما هو سائر في قطع منازل السفر، حتى ينتهي به السفر إلى آخره، وهو الموت، ومن كانت هذه حاله في الدنيا؛ فهمَّته تحصيل الزاد لسفر، وليس له همة ي الاستكثار من متاع الدنيا، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه أن يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب"، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مالي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا ****ب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها" .
          وعلى هذا جاءت آيات القرآن لتقرر هذه الحقيقة، وتحذر من الاغترار بالدنيا والتعلق بها .
          قال تعالى : ((فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ))[التوبة: 38] .
          وقال تعالى : ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ))[آل عمران: 185] .
          وقد اتفقت وصايا الأنبياء وأتباعهم على ذلك .
          قال تعالى حاكياً عن مؤمن آل فرعون أنه قال : ((إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ))[غافر: 93]
          ولقد اشتدَّ خوف سلفنا الصالح من زينة الحياة الدنيا، وألزموا أنفسهم الابتعاد عنها لعلمهم بأنها فتنة تشغل القلب وتفسده .
          ومن ذلك ما يذكره هشام بن عروة بن الزبير قال : كان أبي إذا دخل على من يرى عنده شيئاً من زينة اسرع الرجوع إلى أهله وقام بالباب فنادى : ((وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ))[طـه: 131] .
          ومصداق ذلك من قول الله عز وجل مخاطباً نبيَّه : ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا))[الكهف: 28] .
          وقال يحيى بن المتوكل : كنت أمشي مع سفيان الثوري فمررت برجل يبني بناءً قد شيَّده، فقال لي : "لا تنظر إليه، إنما بناه ليُنظر إليه" .
          وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : "إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكلِّ منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل" .
          وكما أن المسافر لابد له أن يأتي يومٌ فينتهي سفره فكذلك الإنسان لابد له من يوم يموت فيه. قال تعالى: ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ))[آل عمران: 185] .
          ففي يوم من أيام الحياة ستدبر الدنيا وتقبل الآخرة.. وما كان بعيداً أضحى قريباً.. وما كان يراه أحدنا في الذاهبين سيراه فيه الباقين موت فجأة.. أو مرض بغتة.. أو مِن على فراش يحمل إلى القبر، إنها عبر تُرى ومصارع تترى.. ونحن في غفلتنا نائمون.. وفي غيِّنا تائهون .

          تباً لطالب دنيا لا بقاء لهــا كأنما هي في تصريفها حُــلْمُ
          صفاؤها كدر، سراؤها ضرر أمانها غرر، أنوارها ظُلـم

          شبابها هرم، راحاتها سقــم لذاتها ندم، وجدانــها عــدم
          لا يستفيق من الأنكاد صاحبها لو كان يملك ما قد ضمنت إرم

          فخل عنها، ولا تركن لزهرتها فإنها نعمٌ في طياتــها نقــم
          واعمل لدار نعيم لا نفاد لهـا ولا يخاف بها موت ولا هـرم

          قالت امرأة حبيب بن محمد : كان حبيب يقول : إن مت اليوم فأرسلي إلى فلان يغسلني، وافعلي كذا واصنعي كذا .
          فقيل لامرأته : أرأى رؤيا؟ قالت : هذا قوله كل يوم .
          والعجب أن كثيراً من الناس يرى أن من يصنع مثل حبيب أو يقول شبه قوله يراه إنساناً يائساً بائساً مريضاً غيرَ طبيعي يحتاج إلى أن يصحح فكره ويعالج نفسه مع أن النبي صلى الله لعيه وسلم يقول : "صلي صلاة مودع" وكان ابن عمر ري الله عنهما يقول : "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء" .
          وقد سئل الإمام أحمد : أي شيء الزهد في الدنيا؟ قال : قصر الأمل .
          وقال الفضيل بن عياض لرجل : كم أتت عليك؟ قال : ستون سنة. قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ. فقال الرجل : ((إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)). فقال الفضيل : أتعرف تفسره؟ تقول : أنا لله عبد وإليه راجع، فمن عرف أنه لله عبد، وأنه إليه راجع؛ فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول، ومن علم أنه مسئول؛ فليعدّ للسؤال جواباً. فقال الرجل : فما الحيلة؟ قال : يسيرة. قال : ما هي؟ قال : تحسن فيما بقي؟ يُغْفَرْ لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي؛ أخذت بما مضى وما بقي .

          نسير إلى الآجال في كل لحظـة وأيامنا تطوى وهن مراحــل
          ُ ولم أر مثل الموت حقاً كأنــه إذا ما تخطته الأماني باطــلُ
          وما أقبح التفريط في زمن الصبا فكيف به والشيب للرأس شاعلُ
          ترحل من الدنيا بزاد من التـقى فعمرك أيام وهن قــلائــلُ

          ومما أنشد بعض السلف :

          إنا لنفرح بالأيام نقطعهــــا وكل يوم مضى يُدنى من الأجلِ
          فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما لاربح والخسران في العملِ

          فيا أخيتي.. إذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغني أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرحي أنت بالله، وإذا انشغل الناس بالدنيا فانشغلي أنت بطاعة الله، وإذا أنسوا بأحبابهم فأجعلي أنسَكِ بالله عز وجل .
          ولحب الدنيا علامات :
          * منها تواصل اشتغال العبد بها حتى ما يكاد شغله ينتهي. وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب" .
          لذلك قال الحسن : "إياكم وما شغل من الدنيا، فإن الدنيا كثيرة الأشغال، لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب" .
          * أن صاحبها كثير الهموم مشتت الذهن مضطرب النفس، قال تعالى : ((فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ))[التوبة:55] .
          وقد جاء في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "… من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدّر له" .
          قال الشاعر :

          أرى الدنيا لمن هي في يديه هموماً كلما كثرت لديـه
          تهين المكرمين لها بصغـر وتكرم كل من هانت عليه

          الكثير يحملهم طلب الدنيا على الهم والغم، والقليل القليل يحزن لذهاب عمره ودنو أجله .
          * ومن علامات حب الدنيا : حب أهلها والتملق لهم ومحاباتهم واتخاذهم أخلاء، وعدم إنكار منكرهم، وقد أكد ذلك سفيان الثوري بقوله : "إني لأعرف حب الرجل للدنيا، بتسليمه على أهل الدنيا". يقصد بذلك حفاوته بهم دون غيرهم ليس لشيء إلا لأنهم حازوا الدنيا والدرهم أو المنزلة والجاه .
          * ومن علامات حب الدنيا : إكثار صاحبها من ذكرها، إذ إن مَنْ أحبَّ شيئاً أكثر من ذكره .
          فلا يُرى صاحب الدنيا إلا وهو يتحدث عن المال وطرق جمعه وتحصيله، أو عن أصناف المأكل والملبس والمسكن، أو عن الأزواج والبنين، أو عن الأسواق والمشتريات .
          وقد قيل : القلوب أوعية، والألسان مغاريفها .
          قال أبو أيوب السخستاني : ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط .
          وحال الكثيرين منا يصفه عوف بن عبدالله حينما يقول : "إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم اليوم لتجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم" .
          قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : "أنتم اليوم أ:ثر صلاة وأشد عبادة من أصحاب رسول الله صلى لاله عليه وسلم وكانوا أخيراً منك". قيل : لم؟ قال : "كانوا أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة منكم" .
          وما نراه اليوم من بذل الأوقات والجهد والأخذ والعطاء والتدقيق والتمحيص لأجل الدنيا لمن أعجب العجب.. حتى إن البعض لو أراد شراء حاجة له يسيرة أشغل نفسه أياماً عديدة، وأضاع من أوقاته ساعات ثمينة. ولو رأيته في الصلاة لرأيت النقر وعدم الاهتمام بركوعها وسجودها .
          وتهويناً من شأن الدنيا، وبياناً لقيمتها الحقيقية، حتى لا تسيطر على قلب المؤمن، فيؤثرها على الآخرة، ويعصي الله من أجلها وردت أحاديث كثيرة .
          * منها ما رواه سهل بن سعد لاساعدي رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء" .
          * وعنت المستورد بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم : "ما الدنيا ف يالآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليمِّ فلينظر بم يرجع" .
          * ومما جاء في ةوصف الدنيا : قول العلاء بن زياد – وكان رجلاً تقياً قانتاً بكَّاءً – قال : "رأيت الناس ف يالنوم يتبعون شيئاً فتبعته، فإذا عجوز كبيرة هتماء – أي ساقطة الأسنام – عوراء عليها من كل حلية وزينة. فقلت : ما أنت؟ قالت : أنا الدنيا. قلت : اسأل الله أن يبغضك إليَّ. قالت : نعم، إذا أبغضتَ الدراهم" .
          على أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يزهد بأن يدخل عليه مال كثير إنما كان يزهد في إدخاره لنفسه وحرصه عليه، ويدلنا على هذه الحقيقة ما رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة فاستقبلنا أحد – جبل – فقال : "يا أباذر" قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : "ما يسرني أن عندي مثل أُحد هذا ذهباً تمضي عليّ ثلاثة أيام وعندي منه دينار، غلا شيء أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا" واشار بيده صلوات الله وسلامه عليه عن يمينه وعن شماله ومن خلفه. ثم سار فقال : "إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا، وقليل ما هم" وأشار بيده صلوات الله وسلامه عليه عن يمينه وعن شماله ومن خلفه.
          فما أحسن الدنيا إذا أتت من حلال، وصُرفت في مرضاة الله، فأوجه الخير لا تحصى .
          والدنيا وإن كانت دنيئة حقيرة غلا أنها ممر إلى الدار الآخرة ومعبر إلى إحدى المنزلتين .
          فهذا سلمة بن دينار ينادي من دار الدنيا فيقول : "إن بضاعة الآخرة كاسدة، فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير" .
          وقال الحسن : "نعمت الدنيا كانت للمؤمن، ذلك أنه عمل قليلاً وأخذ زاده منها إلى الجنة، وبئست الدار كانت للكافر والمنافق، وذلك أنه ضيَّع لياليه وكان زاده منها إلى النار" .
          وقد قيل لابن المبارك : "أنت تأمرنا بالزهد والتقليل ولابلغة، ونراك تأتي بالبضائع كيف ذا؟ قال : إنما أفعل ذلك لأصون وجهي، وأكرم عرضي، وأستعين به على طاعة ربي" .
          وعلى كلِّ حال فإنه لابد من ضرر إحداهما على حساب الأخرى كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : "من أراد الدنيا أضر بالآخرة، ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا. فيا قوم أضروا بالفاني للباقي" .
          وقال وهب بن منبه : "إنما الدنيا والآخرة كرجل له امرأتان، إذا أرضى إحداهما أسخط الأخرى" .
          وقال سعيد بن جبير : "متاع الغرور ما يهليك عن طلب الآخرة، وما لم يهلك فليس بمتاع الغرور، ولكن متاع بلاغ إلى ما هو خير منه" .

          آثار حب الدنيا

          وإنما كان حبُّ الدنيا والتعلق بها مفسداً للدين والنفس ورأس الخطايا لأمور منها :
          1- أن حبها يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقّر الله .
          2- أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها، ومن أحب ما لعنه الله ومقته فقد عرض نفسه للعنه ومقته .
          3- أنه إذا أحبَّها صيَّرها غاية وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله وسائل إليه وإلى الدار الآخرة . وهذا شرُّ معكوس حيث جعل الوسيلة غاية ثم توسل بأعمال الآخرة إلى دنياه .
          ومن هؤلاء : الثلاثة الذين هم أول من تسعَّر بهم النار : الغازي، والمتصدق، والقارئ، الذين أرادوا بتلك الأعمال الدنيا والنصيب العاجل. والحديث في مسلم .
          فانرظوا إلى محبة الدنيا كيف حرمت هؤلاء الأجر، وأفسدت عليهم عملهم، وجعلتهم أول الداخلين إلى النار .
          4- أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعل ما يعود عليه نفعه في الآخرة باشتغاله عنه بمحبوه .
          فمنهم : من شغلته عن الإيمان وتحقيقه وعن عبودية القلب فيؤدي الواجبات ظاهراً لا باطناً .
          ومنهم : من شغلته عن كثير من الواجبات .
          ومنهم : من شغلته عن واجب يعارض تحصيلها وإن قام بغيره .
          ومنهم : من شغلته عن القيام بالواجب في وقته الذي ينبغي وعلى الوجه الذين ينبغي .
          قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ))[المنافقون:9] .
          5- أن محبتها تعجلعها أكبر همّ العبد، فيتشتت لذلك شمله وجميع أموره، ويظل يشعر بالحاجة والفقر مهما حصل له منها، وتضطرب لها نفسه فيؤثر ذلك على صحته بأمراض وسقام متنوعة ليس لها سبب سوى حمل همِّ الدنيا وحبها والتعلق بها، وهي ما يعرف عند الناس اليوم باسم "أمراض العصر" من قلق وأرق وكآبة وارتفاع ضغط الدم وانفخاضه وغير ذلك كثير .
          6- حب الدنيا يورث طول الأمل الذي يلقي على بصيرة الإنسان غشاوات الغفلة فينسي الآخرة والسعي لها، فلا يحسب للموت الذي قد يباغته وهو غارق في آثامه سارح في أوهامه حساباً .
          قال علي رضي الله عنه : "إنما أخشى عليكم اثنتين : طول الأمر، واتباع الهوى؛ فإن طول الأمل ينسي الآخرة، واتباع الهوى يصد عن الحق" .
          ويشرح القرآن واقع حال الدنيا وما فيها من نعيم بالنسبة إلى الدار الآخرة، ويبين أنها لهو ولعب وزينة وتفاخر وتكاثر بين الناس، وأنها متاع زائل وأنها متاع الغرور، وفيما يلي بيان من القرآن يصف الله تبارك وتعالى فيه الدنيا فيقول : ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ))[الحديد:20-21) .
          ففي هذا النص يبيِّن الله تعالى أن مغريات الحياة الدنيا منحصرة في كليات خمس، أو في مجالات خمسة كبرى ، وهي :
          1- اللعب .
          2- اللهوة .
          3- الزينة .
          4- التفاخر بين الناس .
          5- التكاثر فيالأموال والأولاد .

          1- اللعب : وهو ما كان من الأعمال غير الجادة ولكنها ذات غاية مقصودة ونتائج دنيوية لا تجلب نفعاً أخروياً، ولا يتحقق منها غاية ترضي الله كرياضة الجسم أو رياضة الفكر .

          2- اللهو : وهو ما كان من الأعمال غير الجادة وليست ذات غاية تقصد، وإنما هو مجرد تَلَةٍّ عن القيام بالأعمال الجادة النافعة بالحقير التافه .
          فقد يكون التلهي بالعبث المطلق، كالعبث بحصى الأرض، والعبث بسلسلة تُدار على الإصبع، ومن أمثلة اللهو : ما يفعله الذين ينفقون أعمارهم وطاقاتهم ف يالعبث بلعبة الورق ذات لاأرقام والصور. ومن ذلك مما هو اسم على مسمى : (ألعاب الملاهي) فهي جمعت بين الفتنتين اللعب واللهو بالإضافة غلى ضياع المال ومخالطة أهل المنكرات .
          كم يضيع الناس من كنوزر الآخرة بما ينخدعون به من لعب ولهو، وقد كان باستطاعتهم أن يكونوا أهل جد وعمل، يزرعون في الحياة الدنيا ما يبقى لهم ثمراً خالداً نامياً إلى يوم الدين .
          ولو أن مزارعاً تلهى ولعب في وقت الحرث والزرع، وتشاغل بما لا يخدم مزرعته افتراه يحصد ثماره مع الغانمين إذاجاء موسم الحصاد؟ إنه يؤمئذٍ يحصد الخيبة والندم، ويقطف من اشواك الألم ثمرات لهوه ولعبه، ويرى الغانمين يملأون أحمالهم وديارهم خيراً ورزقاً، فيمتلئ قلبه وتمتلئ نفسه حسرة وألماً .
          فإذا كان اللعب واللهو ف يالإثم ومعصية الله كان البلاء أدهى وأمر، إذ لا يقتصر ضررها على الحرمان من الخير العظيم يوم القيامة، بل هي أوزار ثقيلة تجر عذاباً أليماً .

          3- الزينة : فالزينة من شأنها أن تستهوي النفوس إذا تستحسنها الحواس .
          وقد أبان الله لنا أنه جعل ما على الأرض زينة لها ليبلو الناس أيهم أحسن عملاً، فقال عز وجل : ((إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً))[الكهف:7] .
          أي : لنختبرهم في مجال الزينة التي تخدع حواس غير العقلاء ، وبالامتحان يظهر أيهم أحسن عملاً .
          على أن الاستمتاع بالزينة في حدود ما أباح الله لا يتعارض مع العمل للآخرة، بل قد يكون مساعداً عليه، بل قد يكون جزءاً منه غذا اقترن بنية صالحة فيها طاعة لله تعالى، قال الله تعالى : ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ))[لأعراف:32] .
          فالزينة مباحة في الدنيا للذين آمنوا، ينالون منها هم وغيرهم، وهي لهم وحدهم يوم القيامة، ولكن يشترط لاستمتاع المؤمنين بها ف يالحياة الدنيا شروط :
          (أ*) ألا يستمتعوا من الزينة بما حرّم الله تعالى، أو على وجه حرّمه الله تعالى .
          (ب*) ألا يطغى استمتاعهم بها على الواجبات المنوطة بهم .
          (ت*) ألا تنسيهم الله وتلهيهم عن ذكره .

          4- التفاخر : وهو التسابق لحيازة ما به يفتخر الناس بعضهم على بعض. وكم يتسابق الناس في الحياة الدنيا ويتنافسون ويبذلون الكثير لينالوا بين الناس مظهراً من مظاهر الفخر، وليرضوا في نفوسهم دافع الكبر وحب الاستعلاء، إن كثيراً من الناس يشقون أنفسهم ليفخروا على غيرهم بعرض من أعراض الحياة الدنيا، وينافسهم آخرون ويشقون في الحياة الدنيا ليجاروهم وليكون لهم من الفخر مثل ما لهم .
          إن أحدهم قد يشح بالدرهم في مجال لا فخر لهم فيه عند الناس، وربما يكون له فيه أجر كبير عند الله، في حين أنه قد يبذل الألوف أو مئات الألوف في مجال آخر يجد له فيه بين الناس فخراً، ويشعر بأنه يتعاظم فيه ويتكبر على خلق الله، أو يعظم فيه ويكبر عند الناس .
          إن داء التفاخر داء منتشر في اناس انتشاراً واسعاً، ونجد له أمثلة كثيرة في كل زمان ومكان .
          ووصف الله أهل الاختيال والفخر بأنهم بخلاء في مجالات الخير، ويأمرون الناس بالبخل، فإذا كانوا في موقف من مواقف الفخر نفقوا أموالهم رثاء الناس ليعظموا في نفوسهم، قال تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً * َالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً))[النساء:36-38] .

          5- التكاثر : وقد ذكر النص القرآني التكاثر في الأموال والأولاد، ويلحق به جميع ما هو من زينة الحياة الدنيا ومفاخرها، مادياً كان أو معنوياً كما قال عز وجل ((أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ))[تكاثر:1]. والمقصود بالتكاثر أي الحرص على الجمع والكثرة مع عدم مراعاة مرضاة الله تعالى في ذلك وإهمال العمل فيه بطاعته .
          اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ علمنا، واقطع عنها همومنا، واجعل اللهم همنا وسعينا في رضاك .
          أسال الله أن يجعل فيما كتبنا تجلية للحق، وتنبيهاً للغافل، وأن يكون زاداً لنا إلى الجنة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رل العالمين .

          بقلم أسماء راشد الرويشد

            ربى يكملك بعقلك بارك الله فيك

            اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ علمنا، واقطع عنها همومنا، واجعل اللهم همنا وسعينا في رضاك .
            بارك الله فيكى
            بارك الله فيك

            لا إله إلا الله محمد رسول الله

            اللهم اجعل قلوبنا عامرة دائماً بحبك
            اللهم أعنا دائماً على طاعتك
            اللهم إنى أسألك رضاك و عفوك
            و أعوذ بك من سخطك و النار
            اللهم توفنا و أنت راضٍ عنا كل الرضا
            أستغفرك ربى و أتوب إليك أنا و المؤمنين و المؤمنات
            الأحياء منهم و الأموات من بداية الخلق حتى يوم القيامة

            الونشريس
            جزاكى الله خيراً
            و زادكى إيماناً
            و تقبل منكِ
            و أعانكى على كل خير

            بارك الله فيك