ابو الفرج ابن الجوزى,نسبه ولقبه,حياته,محنته,شعره,اقوا له,ابن الجوزى 2024

ابن الجوزي، هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التيمي البكري. فقيه حنبلي محدث ومؤرخ ومتكلم (510هـ/1116م – 12 رمضان 597 هـ) ولد وتوفي في بغداد. حظي بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة في الخطابة والوعظ والتصنيف، كما برز في كثير من العلوم والفنون يعود نسبه إلى محمد بن أبي بكر الصديق. عرف بابن الجوزي لشجرة جوز كانت في داره بواسط، ولم تكن بالبلدة شجرة جوز سواها، وقيل: نسبة إلى "فرضة الجوز" وهي مرفأ نهر البصرة.
الونشريس
كان أهله تجارا في النحاس، توفي والده علي بن محمد وله من العمر ثلاث سنين، على الرغم من فراق والده في طفولته فقد ساعده في توجهه إلى طلب العلم وتفرغه لذلك ثروة أبيه الموسر، فقد ترك له من الأموال الشيء الكثير، بين أنه نشأ في النعيم، بقوله في صيد الخاطر:

أبو الفرج بن الجوزي فمن ألف الترف فينبغي أن يتلطف بنفسه إذا أمكنه، وقد عرفت هذا من نفسي، فإني ربيت في ترف، فلما ابتدأت في التقلل وهجر المشتهى أثر معي مرضا قطعني عن كثير من التعبد، حتى أني قرأت في أيام كل يوم خمسة أجزاء من القرآن، فتناولت يوما ما لا يصلح فلم أقدر في ذلك اليوم على قراءتها، فقلت: إن لقمة تؤثر قراءة خمسة أجزاء بكل حرف عشر حسنات، إن تناوله لطاعة عظيمة، وإن مطعما يؤذي البدن فيفوته فعل خير ينبغي أن يهجر، فالعاقل يعطي بدنه من الغذاء ما يوافقه

أبو الفرج بن الجوزي

.

عاش ابن الجوزي منذ طفولته ورعاً زاهداً، لا يحب مخالطة الناس خوفاً من ضياع الوقت، ووقوع الهفوات، فصان بذلك نفسه وروحه ووقته، فقال فيه الإمام ابن كثير عند ترجمته له "وكان -وهو صبي- ديناً منجمعاً على نفسه لا يخالط أحداً ولا يأكل ما فيه شبهة، ولا يخرج من بيته إلا للجمعة، وكان لا يلعب مع الصبيان". قال ابن الجوزي واصفاً نفسه في صغره:

أبو الفرج بن الجوزي كنت في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث، وأقعد على نهر عيسى، فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها شربة، وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم

أبو الفرج بن الجوزي

.

كان له دور كبير ومشاركة فعالة في الخدمات الاجتماعية، وقد بنى مدرسة بدرب دينار وأسس فيها مكتبة كبيرة ووقف عليها كتبه وكان يدرس أيضا بعدة مدارس، ببغداد.
الونشريس
محنته

في عهد الخليفة الناصر عينه ابن يونس الحنبلي في ولايته منصب الوزارة بعد أن سحب المنصب من عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلي الذي أحرقت كتبه بسبب إتهامه بالزندقة وعبادة النجوم.

خلف ابن القصاب منصب ابن يونس الحنبلي فلاحق كل من له صلة به، فكان مصير ابن الجوزي النفي. أخرج ابن الجوزي من سجن واسط وتلقاه الناس وبقي في المطمورة خمس سنين‏.‏
الونشريس
أقوال العلماء فيه

قال عنه ابن كثير : "أحد أفراد العلماء، برز في علوم كثيرة، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوًا من ثلاثمائة مصنف".
وقال عنه الذهبي: "ما علمت أن أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل".
الونشريس

مصنفاته

تميز ابن الجوزي بغزارة إنتاجه وكثرة مصنفاته التي بلغت نحو ثلاثمائة مصنف شملت الكثير من العلوم والفنون، فهو أحد العلماء المكثرين في التصنيف في التفسير والحديث والتاريخ واللغة والطب والفقه والمواعظ وغيرها من العلوم، ومن أشهر تلك المصنفات:

زاد المسير في علم التفسير أربعة أجزاء
نواسخ القرآن
كتاب دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه

وله في الحديث تصانيف كثيرة، منها:

الموضوعات من الأحاديث المرفوعات، جمع فيه الأحاديث الموضوعة، لكن تُعقِّب عليه في بعضها.

وأيضا:

صفوة الصفوة
تلبيس إبليس
التذكرة في الوعظ
كتاب ذم الهوى
صيد الخاطر
الوفاء بأحوال المصطفى
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
تاريخ بيت المقدس
أخبار الحمقى والمغفلين
ولقط المنافع، في الطب.
تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر (كتيب)
لفتة الكبد إلى نصيحة الولد(رسالة)
أعمار الأعيان
كتاب المدهش في الوعظ، وقد يكون أعظم مصنفات الوعظ بلاغة.
فنون الأفنان في عيون علوم القرآن
سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد
أخبار الظراف والمتماجنين
كتاب الأذكياء
بستان الواعظين ورياض السامعين
التبصرة في الوعظ
درر الجواهر من كلام الشيخ عبد القادر نسخة خطية منه عند الدكتور سالم الآلوسي ببغداد
الونشريس
شعره

وكان خطيبا مفوها وأديبا ومن شعره في الزهد والقناعة:
إذا قنعت بميسور من القوت ** بقيت في الناس حرًا غير ممقوت
يا قوت يومي إذا ما در خلفك لي ** فلست آسي على در وياقوت
وأوصى أن يُكتب على قبره:
يا كثير العفو عمن ** كثر الذنب لديه
جاءك المذنب يرجو ** الصفح عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء ** الضيف إحسان اليه
الونشريس

من أقواله

كان حريصا على الوقت متفرغا للعلم. قال في صيد الخاطر: (فليس في الدنيا أطيب عيشا من منفرد عن العالم بالعلم، فهو أنيسه وجليسه، قد قنع بما سلم به دينه من المباحات الحاصلة، لا عن تكلف ولا تضييع دين، وارتدى بالعز عن الذل للدنيا وأهلها، والتحف بالقناعة باليسير، إذا لم يقدر على الكثير بهذا الاستعفاف يسلم دينه ودنياه، واشتغاله بالعلم يدله على الفضائل ويفرجه عن البساتين، فهو يسلم من الشيطان والسلطان والعوام بالعزلة، ولكن لا يصلح هذا إلا للعالم، فإنه إذا اعتزل الجاهل فاته العلم فتخبط)
الونشريس
ربى ارزق كل مشتاقة للذرية الصالحة ذرية صالحة كاملة معافاة عاجلا وغير اجلا يارب العالمين قولوا امين

    الونشريس

    الونشريس

    تسلمي ياسكرة للمعلومات القيمة

    الونشريس

    تسلمي حبيبتي

    اللهم صل علي النبي

    صبر مفتاح الفرج" 2024

    صبر مفتاح الفرج"
    ساد الصمت الغرفة ، بعد أن نجحت أمي في تهدئة أخي الرضيع .. فصفا لي الجو للنوم .. ولكني حينها لم يهدأ لي بال ولم يغمض لي جفن .. فها هو الليل يلم أطرافه للرحيل ووالدي لم يعد بعد لعن الله الفقر .. ، لو لم نكن فقراء معدمين لما كنا على هذا الحال .. ، لا لا لا إنه امتحان من رب العالمين..
    لكن الأفكار تحيط بي .. لما نحن بالذات مِن بين مَن في العالم أجمع نبتلي بهذا الامتحان .. لماذا؟ .. ويعلو نداء النفس الداخلي .. استغفرالله .. إنه الشيطان يحاصرني ولا يدع لي شاردة ولا واردة إلا وأودع فيها وساوسه ، ورغم صفاء نفسي حينها إلا أني ظللت ساهماً شارداً حتى عاد أبي .. ، ولم يكن بعودته مبعداً لقلقي .. لأني قرأت من وجهه حزنا … كات تعباً جداً .. رجلاه بالكاد تتحملان ثقل جسمه وصوته خرج ضعيفاً واهناً وهو يردد .. القارب .. القارب ..
    حينما وصل لمسمعي ما ردد اسودت الدنيا بوجهي ..، فوالدي صياد ، والقارب هو مصدر رزقنا الوحيد .. . قمت من فوري استفسره عن ما حل به .. وبصعوبة استطاع أن يلم شتات فكره ليقول بحزن خانق .. القارب تحطم .. ، تنهد ثم استطرد .. خرجت للصيد كعادتي ، ولما اقتربت من البحر لم أجد القارب .. فبحثت عنه هنا وهناك .. ولكني وجدته حطاما .. ، لم أصدق عيني واستنكرت كونه قاربي ، ولكني عرفت أن بعض الصيادين الذين يحملون الحقد علينا مع سوء حالنا يريدون احتكار بيع السمك والتحكم بأسعاره فكان هذا السبيل لتحقيق أطماعهم وما باليد حيلة سوى قولي حسبي الله ونعم الوكيل .
    لم يخفى عن بالي حينها ما فعله والدي مع هؤلاء الصيادين والمساعدات التي قدمها لهم والقروض التي أعطاهم ولم يردوها له يوم كانوا فقراء كحالنا .. ثم الجزاء الذي لقاه منهم بعد ذاك .. ، أحسست بألم يعصرني ولكن مشاعر التأثر بدت أكبر عندي حينها ..، فوالدي المسكين رغم شدة الألم والحزن الذي يعانيه من فعلتهم .. توجه للمسجد راجياً وداعياً المولى عزوجل أن يغفر لهم عملهم فلقد عظمت ذنوبهم فكيف سيلاقون الله وهم يحملون هذه الأثقال .
    لم يكن حالنا يسمح بشراء قارب جديد .. ولكن أبي كان يوفر بعض النقود .. حتى استطاع أن يشتري بهم قارباً صغيراً وقدريم .. ودعا الله التوفيق.
    خرج أبي للصيد يومها كعادته كل صباح ولكنه رجع مرهقاً ولم يكن يحمل سوى بضع سمكات صغار بالكاد ترى .. لم تكن أمي تعلم ما حصل لذا أثار ذلك استغرابها فلقد بدا جلياً هيئة والدي المرهق جداً ، ومع ذلك لم يكن يحمل شيئاً يذكر ، ولكن أبي علل ذلك بقوله .. قَدَرُ الله شاء أن لا أصطاد اليوم شيئاً .. وبات الليل يدعو الله الفرج.
    سائت أحوالنا كثيراً فكل يوم يمضي أسوأ من سابقه ، وأبي صار كالطائر بلا أجنحة ..، لم يكن يستطيع أن يعمل شيئاً بدون قاربه المعهود ، وكلما عظم عليه الأمر توجه لله فهو خير معين.
    رجع أبي يوماً وطلب مني التهيأ لعيادة أحد المرضى ..، وعرفت منه أنه أحد الذين تسببوا لنا بالأذى ..، ونظرت لأبي باستنكار شديد ..، فقرأ أبي ما يدور ببالي وقال .. توكل على الله وانس ما مضى .
    عندما اجتمعنا بدا عليه العجب والاستغراب .. كان متردداً وكأنه يريد أن يقول شيئاً ولكنه أظهر لنا عدم المبالاة . لم نطل الجلوس عنده .. إذ ودعه أبي راجياً له الصحة والعافية .
    لم أستطع النوم يومها من كثرة ما يدور ببالي ، فحالنا مثير للشفقة .. وأبي المسكين يحمل كل هذا العبء على كاهله ..، والقدر مُصِرٌّ على ما رسمه لنا من شقاء .. أحسست أن قواي قد خارت .. فلم أكن لأتحمل كل هذا لولا تذكري قول والدي في مِحَنِهِ .. ( اصبر وتوكل على الله ، فإن الصبر من سيماء المؤمنين ، والصبر مفتاح الفرج ) ، فَهَدَأتُ وَقَرَأتُ المعوذتين ونمت.
    تسللت أشعة الشمس لي صباحاً فَفِقْتُ من نومي وأخذت أنظر للسماء الممتدة التي ترسم بامتدادها المستقبل المجهول ..، قطع تأملي بضع خطوات التفَتُّ لمصدرها فإذا به والدي يبدو ساهماً شارداً .. ركَّزَ نظره بنظري وقال .. نويت اقتراض المال من أحد الأصحاب .
    صُعِقْتُ عندما سمعت ما قال ..، فأنا أعرف والدي .. أقوى من أن يستسلم للظروف .. كان مؤمناً بأن لكل محنة نهاية وأن الله لا ينسى عبده المؤمن ..، والتفسير الوحيد لهذا أن أحوالنا ساءت وتَرَدَّتْ كثيراً بحيث أننا لا نستطيع تَدَبُّرَ أمورنا ..
    كان أبي كبيراً بحيث أني لم أستطع أن أَرُدَّ على والدي واكتفيت النظر إليه بانكسار شديد .. ولكني أذعنت لرغبته ..، وقصدت ووالدي منزل صاحبه الطوَّاش .
    عانق أبي صاحبه وأخذ يساله عن أخباره وأحواله .. ثم عرض أبي على صاحبه رغبته في اقتراض المال نظراً لسوء ما آل إليه حالنا .. لكنه تنهّد وقال بحزن جليّ .. سامحني .. كنت أتمنى مساعدتك .. لكن في الوقت الراهن لا أستطيع تلبية طلبك .. فأنا مُقبل على سفر وأموالي كلها في هذه الرحلة ولكن انشاء الله بعد عودتي أستطيع مساعدتك .. شكره أبي داعياً له التوفيق وخرجنا من عنده .
    هنا شعرت بانكسار بِعَيْنَي والدي فلقد تحطم آخر أمل له .. فأحسست بأن الأبواب قد اصطكت في وجهي .. وبطول الطريق كان أبي رافعاً رأسه لسماء مكرراً رجائه ودعائه بالفرج.
    لم يخْفَ عليّ أن والدي لم يستطع النوم ليلها من شدة الأعباء التي يحملها وظلَّ ساهراً يحاول إيجاد مخرج لنا .
    ولما انبلج الليل ، وهلَّ الصباح ، كان أبي قد اتخذ قراراً بالرحيل عن قريتنا لقرية مجاورة ، لعل وعسى أن تتبدل حالنا من الأسوأ للأفضل بتوفيق من الله .. لم أصدق قرار رحيلنا رغم أن والدي قد همَّ بتجهيز حاجياته.أحسست بألم كبير ينهشني فأخذ والدي يهدّئني قائلاً .. إن رزقنا في هذه القرية منقطع وسنرحل لقرية أخرى عسى الله أن يكتب لنا رزقاً فالله لا ينسى عبده المؤمن.
    بعد أن انتهيت من حزم أمتعتي كانت السماء قد لبِسَت السَّواد .. حاولت النوم ولكني لم استطع .. فهذه هي قريتي التي حضنتني منذ نعومة أظفاري وتآلفت مع أهلها وصادقت أكثر شبَّانها والآن أنا مفارقهم إلى قدر مجهول ..
    لا أدري كم مضى من الوقت وأنا على ذلك الحال ..، فلم اعِ إلا وقد أغلق الليل فمه .. وانفتح فم الصباح ..، حينها كان أبي قد نقل أمتعتنا للعربة واستعدَّينا للرحيل ..، منظر أهل القرية الأَخْيَار وهو يُوَدِّعُونَ والدي كان مؤثراً جداً ولكنهم لا يملكون خياراً آخر ..، فهم يعيشون حياة الفقر مثلنا وما بيدهم حيلة.
    لم يمض وقت طويل حتى استقَلَّينا العربة ..، لم أتمالك نفسي وأنا أودِّع بنظري أهل القرية .. منازلها .. بَحْرَها بشواطئه .. فخَرَجَتِ الدُّموعُ مِن مُقلَتَيْهَا مُعَبِّرَةً بِصَمْتٍ عن شدَّة تأثُّري ومَدَى تَأَلُّمي..
    قطع صمتَنا صدى صوت ينادينا .. توقفنا فإذا بشبح رجل جاء يركض مسرعاً نحونا .. ولما اقترب أثار عَجَبَنَا أن كان ذلك الرجل هو نفس الرجل المريض .. جاء يلهث وشحوب المرض بادياً على أمارات وجهه .. أخذ يسترجع أنفاسه ثم قال .. اعذرني .. لم استطع الهروب من عذاب الضمير .. ولم استطع النوم البارحة .. أحسست أن الله بعثك منقذاً لي من الظلام .. فسهرت الليل داعياً الله الغفران ..
    عانق أبي عناقاً حاراً وأخذ يجهش بالبكاء .. ثم أعطى أبي صُرَّة نقود قائلاً .. واشترِ به معداتِ صيدٍ جديدة ..، وأَعِدُكَ مع باقي أصحابي أن نكون جنبك ونشكرك على طيبتك ..، فلقد نزعت من داخلنا السوء بإيمانك وصبرك وحكمتك .. ورجائي أن تقبلني أخاً لك ..
    صافَحَهُ أبي بشدة ..، فقرأت من عينيه معانٍ كبيرة ..
    التفتَ ناحيتي وقال .. إِنَّ اللهَ لا يُضِيْعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ..
    النهاية.صلوا على الحبيب المصطفى
      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد

      اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبيه وسلم

      اللهم صلى على محمد وعلى اله محمد كما صليت على ابراهيم وعلى اله ابراهيم وبارك على محمد وعلى اله محمد كما باركت على ابراهيم وعلى اله ابراهيم فى العالمين انك حميد مجيد

      1000شكر.

      أبو الفرج ابن الجوزي 2024

      الونشريس
      نسبه
      هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم ابن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله القرشي التيمي البكري البغدادي.

      كنيته ولقبه ونسبته:
      كنيته أبو الفرج ولقبه جمال الدين واشتهر بابن الجوزي, واختلف في هذه النسبة فقيل إن جده جعفر نسب إلى فرضة من فرض البصرة يقال لها جوزة, وقال المنذري: هو نسبة إلى موضع يقال له فرضة الجوز وقيل هو منسوب إلى محلة بالبصرة تسمى محلة الجوز وقيل بل كانت في داره بواسط جوزة لم يكن بواسط جوزة سواها ذكر هذه الأقوال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة.

      ممن روى عنهم:
      نشأ يتيماً إذ توفي والده وله ثلاث سنوات ولما ترعرع حملته أمه وعمته إلى مسجد أبي الفضل بن ناصر وهو خاله فاعتنى به وأسمعه الحديث وحفظ القرآن وقرأ على جماعة من القراء وقد سمع الحديث في صغره ولما بلغ رشده وفهم الطلب صار ينتقي من الشيوخ من هو أمثل من غيره وأكثر إفادة وقال متحدثا عن ذلك:
      "فلما فهمت الطلب كنت ألازم من الشيوخ أعلمهم وأوثر من أرباب النقل أفهمهم فكانت همتي تجويد العُدد لا تكثير العدد ولما رأيت من أصحابي من يؤثر الاطلاع على كبار مشايخي ذكرت عن كل واحد منهم حديثاً"، ثم ذكر أهم مشيخته التي نوه عنها وعدتهم سبعة وثمانون شيخاً من كبار شيوخه ومنهم القاضي أبو بكر الأنصاري وأبو بكر المزرفي وأبو القاسم الحريري وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأبو السعادات المتوكلي وغيرهم.

      ممن رووا عنه :
      روى عنه ابن الصاحب يحيى وسبطه الواعظ شمس الدين يوسف بن فرعلي والحفظ عبد الغني وابن الزبيبي وابن النجار وابن خليل والتقي البلداني وابن عبد الدائم وغيرهم.

      ثناء الأئمة عليه:
      وكان ابن الجوزي رحمه الله محل ثناء الأئمة وتقديرهم، قال فيه الذهبي في التذكرة: " الإمام العلامة الحافظ عالم العراق وواعظ الآفاق"، وقال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة : "الحافظ المفسر الفقيه الواعظ شيخ وقته وإمام عصره"، وقال الموفق عبد اللطيف: "كان ابن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل رخيم النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهة يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون لا يضيع زمانه شيئاً يكتب باليوم أربعة كراريس ويرتفع له كل سنة من كتابته ما بين خمسين مجلداً إلى ستين وله في كل علم مشاركة لكنه كان في التفسير من الأعيان وفي الحديث من الحفاظ وفي التاريخ من المتوسعين ولديه فقه كاف وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية إن ارتجل أجاد وإن روى أبدع"، وقال سبطه أبو المظفر: " كان زاهداً في الدنيا متقللاً منها وما مازح أحداً قط ولا لعب مع صبي ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها وما زال على ذلك الأسلوب إلى أن توفاه الله تعالى"، وقال موفق الدين المقدسي : " كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة وكان صاحب فنون وكان يدرس الفقه ويصنف فيه وكان حافظاً للحديث وصنف فيه إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة ولا طريقته فيها"، وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان : " كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ صنف في فنون عديدة"، وقال ابن كثير في البداية والنهاية: " أحد أفراد العلماء برز في علوم كثيرة وانفرد بها عن غيره وجمع المصنفات الكبار والصغار نحواً من ثلاثمائة مصنف وكتب بيده نحواً من مائتي مجلدة وتفرد بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه ولم يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله وفي فصاحته وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة وتقريبه الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم والإدراك بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة هذا وله في العلوم كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو"، وقال: "وبالجملة كان أستاذاً فرداً في الوعظ وغيره".

      آثاره:
      ابن الجوزي من العلماء الذين أكثروا من التأليف في فنون شتى، قال ابن خلكان في وفيات الأعيان: "صنف في فنون عديدة"، ثم ذكر نماذج منها وقال: " وبالجملة كتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئاً كثيراً والناس يغالون في ذلك حتى إنهم يقولون: إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل، ويقال إنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصل منها شيء كثير وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها"، وقال الذهبي في العبر: " صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة في أنواع العلم من التفسير والحديث والفقه والزهد والوعظ والأخبار والتاريخ والطب وغير ذلك"، وقال الذهبي في التذكرة: "وما علمت أحداً من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل"، وقال أبو العباس ابن تيمية: "وله مصنفات في أمور كثيرة حتى عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف ورأيت بعد ذلك له ما لم أره"، وقال: " وله التصانيف في الحديث وفنونه ما لم يصنف مثله وقد انتفع الناس به وهو من أجود فنونه وله في الوعظ وفنونه ما لم يصنف مثله ومن أحسن تصانيفه ما يجمعه من أخبار الأولين مثل المناقب التي صنفها فإنه ثقة كثير الاطلاع على مصنفات الناس حسن الترتيب والتبويب قادر على الجمع والكتابة وكان من أحسن المصنفين في هذه الأبواب تمييزاً فإن كثيراً من المصنفين لا يميز بين الصدق فيه والكذب". وقد ترجم له الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ترجمه مطولة في أربع وثلاثين صفحة سمّى فيها ما يزيد على مائتين من مصنفاته فيها المختصر والمطول ومن أشهر المطبوع منها زاد المسير في علم التفسير وكتاب صفة الصفوة وكتاب الموضوعات وكتاب مناقب الإمام أحمد وكتاب ذم الهوى وكتاب الوفاء بأحوال المصطفى صلى الله عليه وسلم وكتاب تلبيس إبليس، وقد ذكر الحافظ بن رجب في ترجمته أنه مع ما حصل له من التصنيف وكثرة الثناء عليه؛ للناس فيه كلام من وجوه، منها كثرة أغلاطه في تصانيفه، وقال: " وعذره في هذا واضح وهو أنه كان مكثراً من التصانيف فيصنف الكتاب ولا يعتبره بل يشتغل بغيره وربما كتب في الوقت الواحد في تصانيف عديدة"، ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع والتعاظم وكثرة الدعاوي ثم قال ابن رجب: "ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف والله يسامحه"، ومنها ميله إلى التأويل في بعض كلامه، ثم قال ابن رجب:" ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف وهو وإن كان مطّلعا على الحديث والآثار في هذا الباب فلم يكن خبيراً بحل شبه المتكلمين وبين فسادها".

      وفاته:
      توفي ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ببغداد ودفن بباب حرب، أرّخ وفاته بهذا ابن خلكان في وفيات الأعيان وقال: " وكانت ولادته بطريق التقريب سنة ثمان وقيل عشر وخمسمائة"، وقال: " وتوفي والده سنة أربع عشرة وخمسمائة"، وأرّخ وفاته بهذا ابن كثير في البداية والنهاية وقال: "وله من العمر سبع وثمانون سنة وحملت جنازته على رؤوس الناس وكان الجمع كثيراً جداً ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد وكان يوماً مشهوداً حتى قيل إنه أفطر جماعة من الناس من كثرة الزحام وشدة الحر"، وذكر أنه كان له من الأولاد الذكور ثلاثة وأن له عدة بنات رحمه الله.

      ممن ترجم له:
      1- ترجم له ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة 1-399.

      2- والذهبي في العبر 4-297، وتذكرة الحفاظ 4-135.
      3- وابن العماد في شذرات الذهب 4-329.
      4- وابن خلكان في وفيات الأعيان 2-321.
      5- وصديق خان في التاج المكلل 64.
      6- وابن كثير في البداية والنهاية 13-28.
      7- والإكمال للخطيب التبريزي آخر المشكاة 3-808.
      8- وابن تغرى بردس في النجوم الزاهرة 6-174.
      9- وعمر رضا كحالة في معجم المؤلفين 5-158
      .


        جزاكى الله خيرا
        شكرا لكي حبيبتي
        نورتم

        من لطائف اقتران الفرج بالكرب والعسر باليسر . 2024

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        .‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
        "يا فتى ألا أهب لك ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، و إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن و اعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه و اعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا"
        صحيح، كتاب السنة ، الألباني.

        جاء في شرح الحافظ ابن رجب الحنبلي لمقطع :" وإن الفرج مع الكرب " ما يلي :
        وهذا يشهد له قوله عز وجل : " وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته " .. ، وقال تعالى : " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا "، وقال تعالى : " حتى يقول الرسول والذين معه آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب" ..
        ـ وكم نص سبحانه من قصص تفريج كربات أنبيائه عند تناهي الكرب:
        كإنجاء نوح ومن معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم من النار وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى وقومه من اليم وإغراق عدوهم، وقصة أيوب ويونس، وقصص محمد صلى الله عليه وسلم مع أعدائه وإنجائه منهم، كقصته في الغار ويوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب ويوم حنين، وغير ذلك.
        ـ وقوله صلى الله عليه وسلم : " فإن مع العسر يسرا"، هو منتزع من قوله تعالى : " سيجعل الله بعد عسر يسرا"، وقوله عز وجل : " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" ..
        ـ هذا ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى، حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين وتعلق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج فإن الله يكفي من توكل عليه، كما قال تعالى : " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "، قال الفضيل : والله لو يئست من الخلق حتى لا تريد منهم شيئا لأعطاك مولاك كل ما تريد …
        ـ وأيضا فإن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة فرجع إلى نفسه باللائمة وقال لها : إنما أوتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأُجِبتِ، وهذا اللوم أحب: إي والله من كثير من الطاعات، فإنه يوجب إنكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنه أهل لما نزل من البلاء وأنه ليس أهلا لإجابة الدعاء فلذلك تسرع إليه حينئذ إجابة الدعاء وتفريج الكرب، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله ..
        جامع العلوم والحكم.

        م/ن
          جزاكى الله خير

          بارك الله فيكى حبيبتى