حكم نهي الإنسان عن المنكر في مكان ما حال وجوده فيه 2024

السؤال

أيها الشيخ بارك الله فيكم، عندي سؤال حول موقف حصل لي قبل قريب. ذات مرة كنت أعمل، وكان هنالك أناس في المعمل، وكانوا يشغلون الأغاني، فشق علي ذلك، وأردت الإنكار عليهم. قلت لهؤلاء الناس أوقفوا تلك الأغاني؛ حيث إني لن أمكث طويلا في هذا المكان، فقط عندي عمل صغير أريد أن أنهيه. يا شيخ وبعدها ظللت أفكر فيما قلت: كيف أسمح لهم أن يسمعوا ذلك الإزعاج، والغناء حتى وإن لم أكن متواجدا معهم، وكان لسان حالي: دعهم يسمعون طالما أنت غير متواجد. يا شيخ ما قلته كان لا شك وللأسف حياء مذموما، وجبنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، حيث كان يجب علي أن أتخذ موقفا صارما، وأمنعهم من دون استثناء. أريد أن أعرف هل وقعت في استحلال تلك المعصية، أو الإقرار بها- والعياذ بالله- حيث إن ذلك ما يخيفني جدا أن أكون قد وقعت في ذلك. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس في هذا استحلال؛ لأن الاستحلال هو اعتقاد كون الشيء حلالا.

وطلبك منهم أن يوقفوا الغناء عنك لا يدل على كونك تقرهم على المنكر، ولكن إنما يدل على أنك لا تستطيع منعهم مطلقا، وأردت أن يتوقفوا عن السماع على الأقل ساعة وجودك.

والله أعلم.

    جزاكى الله خير

    الونشريس

    نورتوني حبايبي

    جزانا واياكم

    الامر بالمعروف والنهى عن المنكر كلام رائع عن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر 2024

    الونشريس

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    فإن من أهم المهمات وأفضل القربات التناصح والتوجيه إلى الخير والتواصي بالحق والصبر عليه، والتحذير مما يخالفه ويغضب الله عز وجل ويباعد من رحمته.
    والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة، وقد عدّه العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدّمه الله عز وجل على الإيمان كما في قوله تعالى: كُنتُم خَير أُمةٍ أخرجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنَهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ .
    وقدّمه الله عز وجل في سورة التوبة على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال تعالى: وَالمُؤمِنَُونَ وَالمُؤمنَاتُ بَعضُهم أولياءُ بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنَهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَلاةَ وَيُؤتُونَ الزكاةَ وَيُطيعُونَ اللهَ وَرَسُولهُ أُولَئِكَ سَيرحمُهُمُ اللهُ إنَّ اللهَ عَزِيزُ حَكِيمُ .
    وفي هذا التقديم إيضاح لعِظم شأن هذا الواجب وبيان لأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب. وبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير ويضمحل الشر ويقل المنكر. وبإضاعته تكون العواقب الوخيمة والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة، وتتفرّق الأمة وتقسو القلوب أو تموت، وتظهر الرذائل وتنتشر، ويظهر صوت الباطل، ويفشو المنكر.
    ومن فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يلي:
    أولاً: أنه من مهام وأعمال الرسل عليهم السلام، قال تعالى: وَلَقَد بَعَثنَا فيِ كُلِ أُمةٍ رَسُولاً أن اعبدُوا اللهَ وَاجتَنِبُوا الَّطاغُوتَ .
    ثانياً: أنه من صفات المؤمنين كما قال تعالى: التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بالمعروف وَالنَّاهُونَ عنِ المُنكَرِ وَالحَافِظُونَ لحُدُودِ اللهِ وَبَشِرِ المُؤمِنِينَ .
    على عكس أهل الشر والفساد المُنَافِقُونَ وَالمُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَيَنَهَونَ عَن المَعرُوفِ وَيَقبِضُونَ أيدِيَهُم نَسُوا اللهَ فَنَسِيهُم إنَّ المُنافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ .

    الونشريس
    ثالثاً: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الصالحين، قال تعالى: لَيسُوا سَواءً من أهلِ الكتَابِ أُمةُ قَائِمةُ يَتلُونَ آياتِ اللهِ آناء الليلِ وَهُم يَسجُدُونَ (113) يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوم الآخِرِ وَيَأمرونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَن المُنكَر وَيُسَارِعُونَ في الخَيراتِ وَأولئِكَ منَ الصَّالِحُينَ .

    الونشريس
    رابعاً: من خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: كُنتُم خَيرَ أُمةٍ أُخَرِجَت للِنَّاسِ تَأمرونَ بِالمَعرُف وتَنهُونَ عنِ المُنكرِ وَتُؤمِنُونَ بِالله .
    خامساً: التمكين في الأرض، قال تعالى: الَّذيِنَ إن مَّكَّناهُم في الأرضِ أقَامُوا الصَّلاةَ وأتُوا الزَّكاةَ وأمرُوا بِالمعُروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَر وَلله عَاقِبَةُ الأُمورِ .
    سادساً: أنه من أسباب النصر، قال تعالى: وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنِ يِنَصُرُهُ إنَّ اللهَ لَقَوىُّ عَزيزُ (40) الَّذيِنَ إن مَّكَّناهُم في الأَرضِ أقَامُوا الّصلاةَ وأتُوا الزكاةَ وَأمَرُوا بِالمعرُوفِ ونَهَوا عَنِ المُنكَرِ وللهِ عَاقِبةُ الأمُورِ .

    الونشريس
    سابعاً: عظم فضل القيام به كما قال تعالى: لاّ خَيرَ في كَثِيِرٍ مِنّ نَّجوَاهُم إلاّ مَن أمَرَ بِصَدَقَةٍ أو مَعروفٍ أو إصلاحِ بَينَ النَّاس وَمَن يَفعَل ذَلكَ ابتِغَاءَ مَرضَاتِ اللهِ فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً .
    وقوله : { من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً } [رواه مسلم].
    ثامناً: أنه من أسباب تكفير الذنوب كما قال عليه الصلاة والسلام: { فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر } [رواه أحمد].

    الونشريس
    تاسعاً: في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفظ للضرورات الخمس في الدين والنفس والعقل والنسل والمال. وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفضائل غير ما ذكرنا. وإذ تُرِك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعُطّلت رايته ؛ ظهر الفساد في البر والبحر
    الونشريس

      وترتب على تركه أمور عظيمة منها:
      1- وقوع الهلاك والعذاب، قال الله عز وجل: وَاتَّقُوا فَتنَةً لا تُصِيبَنَ الذين ظَلَمُوا مِنكُم خاصةً .
      وعن حذيفة مرفوعاً: { والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم } [متفق عليه].
      ولما قالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها: ( أنهلك وفينا الصالحون؟ ) قال لها الرسول : { نعم إذا كُثر الخبث } [رواه البخاري].
      2- عدم إجابة الدعاء، وقد وردت أحاديث في ذلك منها حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: { مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم } [رواه أحمد].
      الونشريس
      3- انتفاء خيرية الأمة، قال : { والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم } [رواه أبو داود].
      4- تسلط الفساق والفجار والكفار، وتزيين المعاصي، وشيوع المنكر واستمراؤه.
      5- ظهور الجهل، واندثار العلم، وتخبط الأمة في ظلم حالك لا فجر لها. ويكفي عذاب الله عز وجل لمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسلط الأعداء والمنافقين عليه، وضعف شوكته وقلة هيبته.

      الونشريس
      أخي المسلم:
      قال العلامة الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: ( فلو قدر أن رجل يصوم النهار ويقوم في الليل ويزهد في الدنيا كلها، وهو مع هذا لا يغضب الله، ولا يتمعَّر وجهه، ولا يحمر، فلا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله، وأقلهم ديناً، وأصحاب الكبائر أحسن عند الله منه ).
      الونشريس
      خطوات الإنكار والأمر:
      أولاً: التعريف، فإن الجاهل يقوم على الشيء لا يظنه منكراً، فيجب إيضاحه له، ويؤمر بالمعروف ويبين له عظم أجره وجزيل ثواب من قام به، ويكون ذلك بحسن أدب ولين ورفق.
      ثانياً: الوعظ؛ وذلك بالتخويف من عذاب الله عز وجل وعقابه وذكر آثار الذنوب والمعاصي، ويكون بذلك شفقة ورحمة له.
      ثالثاً: الرفع إلى أهل الحسبة إذا ظهر عناده وإصراره.
      الونشريس
      رابعاً: التكرار وعدم اليأس فإن الأنبياء والمرسلين أمروا بالمعروف وأعظمه التوحيد، وحذروا من المنكر وأعظمه الشرك، سنوات طويلة دون كلل أو ملل.
      خامساً: إهداء الكتاب والشريط النافع.
      سادساً: لمن كان له ولاية كزوجة وأبناء، فله الهجر والزجر والضرب.
      سابعاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستوجب من الشخص الرفق والحلم، وسعة الصدر والصبر، وعدم الانتصار للنفس، ورحمة الناس، والإشفاق عليهم، وكل ذلك مدعاة إلى الحرص وبذل النفس.

      الونشريس
      أخي المسلم:
      درجات تغيير المنكر ذكرها الرسول بقوله: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان } [رواه مسلم].
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه: ( ومن لم يكن في قلبه بغض ما يبغضه الله ورسوله من المنكر الذي حرّمه من الكفر والفسوق والعصيان، لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله عليه، فإن لم يكن مبغضاً لشيء من المحرمات أصلاً لم يكن معه إيمان أصلاً ).
      وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: ( فالله الله إخواني، تمسكوا بأصل دينكم، أوله وآخره أسّه ورأسه، وهو " شهادة أن لا إله إلا الله " واعرفوا معناها وأحبوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطاغوت، وعادوهم وأبغضوا من أحبهم، أو جادل عنهم أو لم يكفرهم، أو قال ما عليّ منهم، أو قال: ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، بل كلّفه الله بهم وفرض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوl]انه أو أولاده ).
      الونشريس
      أخي المسلم:
      شاع في بعض أوساط الناس الغفلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتبروا ذلك تدخلاً في شئون الغير؛ وهذا من قلة الفهم ونقص الإيمان، فعن أبي بكر قال: ( يا أيها الناس ! إنكم لتقرؤون هذه الآية: يَا أيُها الَّذِينَ أمنُوا عَلَيكُم أَنَفُسَكُم لاَ يَضُرُكُم مَّن ضَلّ إذَا اهتَدَيتُم وإني سمعت رسول الله يقول: { إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه } ) [رواه أبو داود].
      وتأمل في سفينة المجتمع كما صورها الرسول بقوله: { مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً } [رواه البخاري].
      ومع الأسف الشديد ظهرت في بعض المجتمعات ظاهرة خطيرة وهي الاستهزاء بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولمزهم وغمزهم، والله عز وجل قد توعّد الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بعذاب أليم.
      وننبه الأحبة الكرام إلى خطورة الأمر، قال في حاشية ابن عابدين: ( إن من قال: " فضولي " لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مرتد ).
      وفي " الدر المختار " قال في فصل الفضولي: ( هو من يشتغل بما لا يعنيه، فالقائل لمن يأمر بالمعروف: أنت فضولي، يخشى عليه الكفر ).

      الونشريس
      اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

      الونشريس

      يسلموووووووووووو

      جزآك الله خيراً
      والله يوفقك ويوفقنا لما يحبه ويرضاه

      نورتم حبيباتى

      موضوع جمييل
      بارك الله فيكِ ونفع بكِ
      شكرا غاليتى تسلمى

      انكار المنكر شرح حديث عن انكار المنكر 2024


      الونشريس

      انكار المنكر شرح حديث عن انكار المنكر

      انكار المنكر شرح حديث عن انكار المنكر


      الونشريس
      قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: إنَّ الله تعالى لَيسألُ العبدَ يومَ القيامةِ حتى يسألهُ: ما مَنَعَكَ إذْ رأيتَ المُنكرَ أن تُنكِرَهُ ؟ فإذا لَقَّنَ اللهُ العبدُ حُجَّتَهُ قال: يا ربَّ رَجَوتُكَ وَفَرقْتُ من النَّاس. رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان وقَالَ الألباني: صحيح ( صحيح الجامع ).( صحيح الجامع: 1818 ).

      الونشريس
      شرح الحديث

      قَالَ الإمَامُ المناوي في فيض القدير: ( إن الله تعالى ليسأل العبد يوم القيامة ) عن كل شيء ( حتى يسأله مَا منعك إذا رأيت المنكر ) هو كل مَا قَبَّحَه الشرع ( أن تنكره ) فمن رأى إنساناً يفعل معصية أو يوقع بمحترم محذوراً ولم ينكر عليه مع القدرة فهو مسؤول عنه في القيامة، مُعَذَّب عليه إن لم يدركه العفو الإلهي والغفر السبحاني.


      الونشريس
      ( فإذا لقَّن الله العبد حجته ) أي ألهمه إياها ( قَالَ يا رب رجوتك ) أن تسامحني من الرجاء وهو التوقع والأمل ( وفرقت ) أي خفت ( من الناس ) أي من أذاهم.

      قَالَ البيهقي: هذا فيمن يخاف سطوتهم ولا يستطيع دفعها عن نفسه، وإلا فلا يقبل الله معذرته بذلك.


      الونشريس
      قَالَ الغزالي: فالعمل على الرجاء أغلب منه على الخوف، وفي أخبار يعقوب عليه السَّلام إن الله أوحى إليه: فرَّقت بينك وبين يوسف لقولك أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون لِمَ خِفْتَ الذئب ولم ترجُني، ولِمَ نظرت إلى غَفْلَةِ إخوته ولم تنظر إلى حِفْظِي له.

      الونشريس

        الونشريس

        الف شكر ياقمر

        أهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر 2024

        أهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر

        الونشريس

        أهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر


        الونشريس
        الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرةٌ عظيمة من شعائر الإسلام , بسببه نالت هذه الأمة خيريَّتها , وبه تميزت عن سائر الأمم , قال تعالى: (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )) (آل عمران: 110) .

        الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر والأخذ على يد السَّفيه حصنٌ حصين من المحن , ودرعٌ يقي من الشُّرور والفتن , وأمانٌ تحفظ به حرمات المسلمين , به تظهر شعائر الدين وتعلو أحكامه , ويعز أهل الإيمان ويذل أهل النفاق والطغيان .

        قال الإمام سفيان: (إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر أخيك , وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق).

        الونشريس

        أهل الإيمان وُصفوا في القرآن بأنهم: (( يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) (التوبة 71) .

        بينما وصف أهل النفاق بأنهم (( يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) (التوبة:67) .


        الونشريس

        من قام بالمعروف والنهي عن المنكر مكَّنه الله ونصره , وأيَّده الله وسدَّده , قال سبحانه وتعالى: (( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)) (الحـج: 40-41) .

        الونشريس

        إذا فشا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تميَّزت السنة من البدعة , وعُرف الحلال من الحرام , وأدرك الناس الواجب والمسنون , والمباح والمكروه, ونشأت النَّاشئة على المعروف وألفته , وابتعدت عن المنكر واشمأزَّت منه . [توجيهات وذكرى 1/47].

        وإن العاقل إذا تأمل في كثيرٍ من المجتمعات التي ضعف فيها جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرى جهلاً بالسنن , وانتشارا للبدع , وإهمالاً للصلوات , واتِّباع للشهوات . وأن من سنن الله الماضية أن يسلط عقوبته على المجتمعات التي تهمل هذه الشعيرة .


        الونشريس

        قال الله جل وعلا: ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ )) (المائدة 78-79).

        وإذا أُعلن المنكر في مجتمع ولم يجد من يقف في طريقه فإنه سيقوى ويكثر الخبث وعند ذلك يحلُّ بالأمة العذاب والهلاك .

        ففي الصحيحين من حديث زينب رضي الله عنها أنها قالت : ((يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: ((نعم , إذا كَثُرَ الخَبَث)).

        ومما أُثر عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوله : ( كان يُقال: إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصَّة ولكن إذا عُمِل المنكر جهاراً استحقوا العقوبة كلهم ) ( إن وجود المصلحين في الأمة هو صمَّام الأمان لها , وسبب نجاتها من الهلاك العام , ولهذا قال تعالى: ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)) (هود: 117) ولم يقل صالحون.

        وروى أبو داوود والترمذي عن أبي بكر الصديق t أنه قال : ((أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) وإني سمعت رسول الله r يقول: ((إنَّ الناس إذا رأوُا الظالم فلم يأخُذوا على يديه أوشكَ أن يعمَّهم الله بعقابٍ منه)).

        وفي المسند وسنن الترمذي عن حذيفة t أن النبي r قال : ((والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهَون عن المنكر أو ليوشِكنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقاباً منه , ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم )).

        إنه تهديد يهزُّ القلوب الحية , ويحثُّ على المسارعة إلى إحياء هذه الشعيرة والعمل بها وحمايتها والدفاع عن القائمين بها.
        أنه لو طُوي بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأُهمل علمه وعمله لتعطَّلت الشريعة , واضمحلَّت الديانة , وعمَّت الجهالة , وفشت الضلالة , واستشرى الفساد , وهلك العباد وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد.
        (إنَّ فَشْوَ المنكرات وعدم تغييرها يؤدي إلى سلب نور القلب وانطفاء جذوة الإيمان وموت الغيرة على حرمات الله , فتسود الفوضى , وتنتشر الجريمة , ثم يحيق بالقوم مكرُ الله , حتى إن كثرة رؤية المنكرات يقوم مقام ارتكابها في سلب القلب نور التمييز وقوة الإنكار). [توجيهات وذكرى لابن حميد 1/48].

        لأن المنكرات إذا كَثُرَ على القلب ورودها, وتكرر في العين شهودها , ذهبت من القلوب وحشتها فتعتادها النفوس فلا يخطر على البال أنها منكرات ولا يميز الفكر أنها معاصي.

        إن الخوف كل الخوف من تأنيس القلوب بالمنكرات لأنها إذا توالت مباشرتها ومشاهدتها أَنِسَت بها النفوس فلم تتأثر عند رؤيتها.

        الونشريس
        الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعلمٍ وحلم , ورفقٍ وصبرٍ بالحكمة والموعظة الحسنة بكل وسيلةٍ مباحة متاحة , سواء كان ذلك عن طريق الكلمة الهادفة , أو الكتيِّب المناسب , أو النَّشرة الصغيرة , أو الشريط المفيد , أو الهاتف أو الجريدة أو الرسالة الشخصية أو غير ذلك من الوسائل التي تقطع المنكر وتنهيه أو تخفِّفه وتُضعف منه , والدال على الخير كفاعله , والمسلمون نَصَحَة , والمنافقون غَشَشَة , ومن يتحرى الخير يُهْدَ إلى طريقه , ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يُمَهِّدُون.


        الونشريس

        اللهم ألهمنا رشدنا , وقنا شر أنفسنا , اللهم أَعِزَّ الآمرين بالمعروف والنَّاهين عن المنكر , اللهم اكفهم شرَّ الكائدين والحاسدين , اللهم أصلحهم ووفقهم وضيِّق على من ضيَّق عليهم وآذاهم يا رب العالمين.

          بارك الله فيك وجزاك خيرا
          وجعله الله في ميزان حسناتك

          بارك الله فيكي

          يتصفح الموضوع حالياً : 14 (1 عدلات و 13 زائرة)

          وفيكم وجميع المسلمين ونورتونى

          الونشريس

          اهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر 2024


          الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أهم ركائز الدين الإسلامي، وهو سبب لخيرية هذه الأمة، وبتحقيقه والقيام به تنجو الأمة ويكثر فيها الخير ويندحر الشر ويقل المنكر. وبإضاعته تكون العواقب وخيمة، والكوارث عظيمة وتتفاقم الشرور وتظهر الرذائل وتنتشر، ويعلو صوت الباطل، و يخبو صوت الحق.
          ولأهميته فقد عده بعض العلماء ركناً سادساً من أركان الإسلام، لما له من أثر في حفظ الضروريات الكلية التي جاءت الشرائع بحفظها.
          اليوم ومع انتشار الفساد في كثير من نواحي الحياة وتفاصيلها الدينية والدنيوية، تظهر الحاجة ماسة لإذكاء شعلة الاحتساب في المجتمع، وإحياء سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية لا بالحالة المزاجية، فانتشار أمر معين في المجتمع لا يعني بالضرورة صحته، كما أن فقد شيء لا يعني انتفاء الحاجة له، والمغالبة بين المعروف والمنكر في المجتمعات سنة سائدة ضمن سنة التدافع بين الإيمان والكفر وبين الإسلام والنفاق (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ….) و (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ …)(سورة التوبة).
          قد يرى بعض أفراد المجتمع – مهما كانت وظيفته – أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل تنظيمات الدولة الحديثة مهمة موكلة لجهة محددة، والحقيقة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير مقتصر على فئة دون فئة، بل هو مطلب شرعي فعن حُذيفة رضي الله عنه مرفوعاً: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) متفق عليه. وفي الحديث الآخر عن عائشة رضي الله عنهامرفوعاً: (مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم) رواه ابن ماجه وصححه السيوطي و حسنه الألباني.
          فهذه الأحاديث جاءت بصيغة الجمع والأمر فيها مطلق لعموم الأمة، أما تفاصيل كيفية إنكار المنكر ودرجاته فهي التي تناولها العلماء وبينوا ما هو مختص بفئة محددة أو يشمل العموم.
          والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس فضولاً أو تدخلاً في شؤون الآخرين، بل هو من صميم المحافظة على المصالح الشخصية والعامة، والقيام به هو الأصل لإبراء الذمة والخروج من الوعيد فلما قالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها: (أنهلك وفينا الصالحون)قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (نعم إذا كثُر الخبث) رواه البخاري. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنهيا أيها الناس إنكم لتقرؤون هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) رواه أبو داود والترمذي وصححه، وصححه الألباني.
          اليوم ونحن نرى جموع المحتسبين تطرق أبواب المسؤولين؛ في سعي دؤوب للمحافظة على سلامة المجتمع، والحفاظ على هويته نشعر بفخر ونحس بطمأنينة؛ لأن هناك من يحمي سفينة المجتمع أن تخرقها يد العابثين فتغرق بنا جميعاً في لججً من التيه ثم العذاب والهلاك، (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإذا أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) رواه البخاري.
          وقد يواجه هؤلاء المحتسبون رفضاً أو استهزاءً من بعض أرباب المنكرات وقصيري النظر ومدمني الشهوات، أو تخذيلاً و يأساً من بعض أفراد المجتمع لكثرة المنكرات وعدم تغييرها؛ والحق أن هؤلاء المحتسبين يؤدون أمر الله، ويقومون بفريضته وليس من مسؤوليتهم أن يتحقّق مُرادهم من قيام المعروف وظهوره واندحار المنكر وخنوسه؛ فإذا أدى المؤمن الغيور فريضة الله من أمرٍ بالمعروف ونهي عن المنكر فقد أعذر إلى ربه وأحسن إلى مجتمعه (وَإِذَا قَالَتْ أُمّةٌ مّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىَ رَبّكُمْ وَلَعَلّهُمْ يَتّقُونَ * فَلَماّ نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُوَءِ وَأَخَذْنَا الّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) (سورة الأعراف).
          نحن بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإيضاح حقائق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته في حفظ المجتمع من العذاب، وبحاجة للقيام بهذا الواجب العظيم إبراء للذمة؛ ومن الحقائق التي يجب أن تظهر للمجتمع أن تصل رسالة المحتسبين نقية محددة الأهداف، بعيداً عن اجتزاء الأحداث من سياقها أو تشويه الحقائق، فعلى سبيل المثال: يحاول بعض أرباب المنكرات ودعاة الاختلاط وأساطين التغريب عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وعبر مقاطع الفيديو أو الكاريكتيرات ونحوها أن يصوروا احتساب الغيورين على الاختلاط بأنهم يطالبون بعدم توظيف النساء، وأن تعيش المرأة فقيرة أو متسولة خير لها من العمل، والحقيقة أن المحتسبين يطالبون بأن تعمل المرأة بكرامة في بيئة تحفظ لها حقوقها، وتؤمن لها خصوصيتها؛ وتضمن أن لا تفقد المرأة كرامتها أو تضيع أسرتها وأطفالها. خصوصاً ونحن نعيش في بلد غني مادياً ويمتلك من الإمكانات ما يؤهله لأن يكون نموذجاً يحتذى في الموائمة بين الأخذ بمتطلبات الدنيا مع الحفاظ على الدين والكرامة.
          وفي خضم التجاذب بين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وبين مَن يخالفهم أو يهوِّن من شأن عملهم لنضع بين أعيننا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر ولتأخذنّ على يد الظالم ولتأطرنّه على الحق أطراً ولتقصرنّه على الحق قصراً، أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم) رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وضعفه الألباني.

            جزاك الله خيرا

            جزآآكـِ الله خيراً