فضل كفالة اليتيم,,, 2024

الإسلام دين الرحمة والعدل والمساواة ،
وإن من الأمور الواجب التنبه لها والحرص عليها ،
وهي من الدين بالضرورة
كفالة اليتيم ومايترتب عليها من الأجر والثواب العظيم
الذي تكفل الله به لكافل اليتيم

وهو من الأمور التي حث عليها الشارع الحكيم
وجعلها من الأدوية التي تعالج بعض ما يعانيه الأيتام ويقاسونه في حياتهم
خاصة بعد فقدمهم لمن يعولهم

وهنا تتجلى عظمة الإسلام في تكوين اللحمة الواحدة والجسد الواحد ،
وهذا هو المفهوم الحقيقي للتكافل الاجتماعي
الذي أمرنا الله به يوم أن يتفقد كل منا حال اليتيم ،
وينظر لمتطلباته دون الحاجة أن يمد يده لأحد
كما أنه يجدر بنا التركيز فليست الكفالة تقتصر
على الجانب المادي فحسب بل هي تعني القيام بشئون اليتيم
من التربية والتعليم والتوجيه والنصح والإرشاد ،
والقيام بكل ما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية ،
كالمأكل والمشرب والملبس، والمسكن ،والعلاج وكل ما يحتاجه ،
كفرد من أفراد المجتمع ..

ولقد وردت آيات عديدة في القرآن ما يقارب
الثلاث وعشرون آية ، كلها تتحدث عن اليتيم وفضل كفالتة
وما لها من الثواب العظيم حيث أنها باب من أبواب الخير
التي قال الله تعالى عنها :

﴿يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فلل والدين
والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل
و ماتفعلو امن خير فإن الله به عليم﴾

البقرة الآية 215

وقال تعالى﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِالْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ
وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ
كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾

وقال تعالى:
﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ
وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾

وقال الله تعالى

﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ﴾ الضحى آية 8

وقال جل في علاه :
﴿ويطعمون الطعام على حبه
مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لانريد
منكم جزاءً ولاشكوراً﴾
الإنسان 8-9

كافل اليتيم يجد بركة في رزقه وأهله ،
وماله وولده وهذا فضل أختص الله به من يقوم بكفالة
هذه الفئة الغالية .

وقد وردت أحاديث كثيرة فيفضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم
«أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»،

وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.. رواه البخاري

ومنها ما ذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه قال:
«أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم
وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك» رواه الطبراني .

ومنها ماروي عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قسوة قلبه فقال

« أمسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين » رواه أحمد

أما كفالة اليتيم فتكون كالأتي :
كفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى أسرة من يكفله،
فينفق عليه، ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ؛
لأنه لا يتم بعدالاحتلام والبلوغ،

واليتم في اللغة : هوالإنفراد واليتيم : هو من فقد أباه قبل البلوغ .
لذلك كانت هذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم
حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك ،
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم.

كفالة اليتيم المالية:

وهذه تقدر حسب مستوى المعيشة في بلد اليتيم المكفول ،
بحيث تشمل حاجات اليتيم الأساسية دون الكمالية،

فينبغي أن يتوفر لليتيم المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، والتعليم
بحيث يعيش اليتيم حياة كريمة،
ولا يشعر بفرق بينه، وبين أقرانه ممن ليسوا بأيتام .
ولايوجد شروط لهذه الكفالة إلا العدل والإحسان وتجنب ظلم اليتيم وقهره

وهذه الكفالة مرتبطة باليتم ، واليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال ،
فإذا بلغ الصبي الرشد لم يعد يتيما ،
إلا إذا كان في عقله سفه أوجنون ؛
فيظل في حكم اليتيم

وتستمر كفالته ،
والبنت تظل في الكفالة حتى تتزوج،
لقوله تعالى

وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾

    تسلم ايدك

    ربي يسلمك غاليتي
    أسعدني مروركـــ
    تسلمىياقمر

    جزاكم الله كل خير وصلح الله بالكم واحوالكم

    حديث موضوع في بكاء اليتيم 2024

    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ! من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب ، فتقول الملائكة : ربنا أنت أعلم . فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي اشهدوا أن من أسكته وأرضاه أنا أرضيه يوم القيامة )

    السؤال : هل الحديث صحيح ، وما إسناده ، وجزاكم الله خيرا ، ووفقكم الله لخدمه هذا الدين ، وجعله الله في ميزان حسناتكم .


    أولا :
    الحديث الوارد في السؤال يُروى عن اثنين من الصحابة الكرام ، ولكن بأسانيد ضعيفة جدا :
    الحديث الأول : عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( إنّ اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله سبحانه لملائكته: يا ملائكتي! من أبكى هذا اليتيم الذي غيّب أباه في التراب؟ فيقول الملائكة: ربنا أنت أعلم، فيقول الله: يا ملائكتي! فإني أشهدكم أنّ لمن أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة» فكان عمر إذا رأى يتيما مسح رأسه، وأعطاه شيئا )
    رواه ابن عدي في " الكامل " (3/142)، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان " (2/269)، والمعافى النهرواني في " الجليس الصالح " (319)، والثعلبي في " الكشف والبيان " (10/230) واللفظ المسوق أعلاه من كتابه .
    جميعهم من طريق الحسن بن أبي جعفر ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
    وهذا إسناد ضعيف جدا فيه علتان :
    1- الحسن بن أبي جعفر : اتفق الأئمة على ضعفه ، حتى قال علي بن المديني : ضعيف ضعيف . وقال فيه البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك . وقال ابن حبان : غفل عن صناعة الحديث وحفظه ، فإذا حدث وهم وقلب الأسانيد وهو لا يعلم ، حتى صار ممن لا يحتج به وإن كان فاضلا . انظر ترجمته في " تهذيب التهذيب " (2/260)
    2- علي بن زيد بن جدعان : ضعفه النقاد ، حتى قال فيه ابن حبان : يهم ويخطىء فكثر ذلك منه فاستحق الترك . كما في " تهذيب التهذيب " (7/324)

    ولذلك حكم أهل العلم على هذا الحديث بالضعف الشديد والنكارة :
    قال ابن عدي رحمه الله – بعد أن ساق مجموعة أحاديث للحسن بن أبي جعفر -:
    " لعل هذه الأحاديث التي أنكرت عليه توهّمها توهما ، أو شُبِّه عليه فغلط " انتهى من " الكامل " (3/143)
    قال الذهبي رحمه الله :
    " إسناده ضعيف " انتهى من " العلو " (ص/96)
    وقال ابن عراق :
    " في سنده مَن لم أقف لهم على ترجمة " انتهى من " تنزيه الشريعة " (2/136)
    قال الشيخ الألباني رحمه الله :
    " هذا متن منكر جدا مع ضعف إسناده الشديد ، وفيه علل " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/5852)
    وقد روى ابن أبي الدنيا في " النفقة على العيال " (رقم/615) هذا الحديث من طريق درست بن زياد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب من كلامه .
    ولكن درست بن زياد قال فيه أبو زرعة : واهي الحديث . وقال البخاري : حديثه ليس بالقائم . وهكذا اتفق العلماء على ضعفه كما في " تهذيب التهذيب " (3/209)
    الحديث الثاني : وقد روي الحديث أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ تَعَالَى ، فَيَقُولُ : مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى ؟ مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ )
    رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (15/35) من طريق موسى بن عيسى البغدادي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك .

    وهذا إسناد لا يثبت بسبب موسى بن عيسى ، لم نقف له على ترجمة .
    لذلك قال الخطيب رحمه الله :
    " هذا حديث منكر جدا ، لم أكتبه إلا بإسناده ، ورجاله كلهم معرفون إلا موسى بن عيسى فإنه مجهول ، وحديثه عندنا غير مقبول " انتهى من " تاريخ بغداد " (15/35)
    وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/168) تحت باب : " بكاء اليتيم "
    وقد اتهم الإمام الذهبي موسى بن عيسى هذا بأنه واضع الحديث في أكثر من كتاب ، انظر مثلا : " تذكرة الحفاظ " (4/4)، " سير أعلام النبلاء " (14/73)
    وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
    " كذب " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (5851)
    ثانيا :
    يكفي في هذا الباب قول الله عز وجل : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) الضحى/9.
    يقول العلامة السعدي رحمه الله :
    " أي : لا تسيء معاملة اليتيم ، ولا يضق صدرك عليه ، ولا تنهره ، بل أكرمه ، وأعطه ما تيسر ، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/928)
    ولكن ذلك لا يتعارض مع جواز ضرب اليتيم للتأديب من غير أذى ولا إذلال ، فقد نص العلماء على ذلك .
    يقول ابن عابدين رحمه الله :
    " وله ضرب اليتيم فيما يضرب ولده " انتهى من " رد المحتار " (6/426)

    " يجوز ضرب اليتيم لتأديبه بغير إلحاق ضرر به أو أذى أو إذلال " انتهى.
    عبد العزيز بن باز – عبد العزيز آل الشيخ – صالح بن فوزان – بكر أبو زيد.

    والله أعلم .

      جزاك الله خيرا

      باركـ الله فيكـ
      وجزاكـ الله بالجنة

      باركـ الله فيكى وجزاكى الله كل خير
      الله يبارك فيك ويحفظك ويخليك

      يسلموووووووو

      الونشريس

      و أما اليتيم فلا تقهر 2024

      و أما اليتيم فلا تقهر
      الونشريس

      (( و أما اليتيم فلا تقهر )) هي وصية الله لنا في ذلك الطفل الذي غيب الموت أباه عن الدنيا

      فأصبح ضعيف الجناح مكسور الخاطر مسلوب الحنان فاقداً للسند الذي اعتاد أن يستند عليه و

      أن يستمد منه القوة و الإرادة و العزيمة فالأب في نظر الطفل هو الباعث الحقيقي للشعور

      بالأمان و الحماية من أي أذى أو مكروه قد يواجهه في حياته ولذلك عندما يموت الأب تقتل

      كثيرٌ من الأشياء المعنوية الجميلة في قلب الطفل اليتيم لتأتي رحمة الله في ذاك اليتيم لتحييها

      من جديد فالله سبحانه وتعالى رحيم ٌ بعباده وخاصة الضعفاء و المظلومين و اليتامى فإذا كان

      اليتيم قد خسر أباه فإن الله يعوضه بأباء كثر يقفون إلى جانبه و يرافقونه في مسيرة حياته حتى

      يكبر و يقوى عوده و يشتد أزره فيغرس الله بذور العطف و الحنو و الرحمة و الإحسان في

      قلوبهم اتجاهه فيصبح جار اليتيم أب له و معلم المدرسة أب له ومختار الحي أب له وحتى

      أصدقاؤه و أعمامه و أخواله يتحولون إلى أباء لذاك الطفل اليتيم فيعطفون عليه بأغلى ما

      يملكون و يساعدونه في أي محنة قد يتعرض الله لتصبح مسؤولية تربية اليتيم هي مسؤولية

      المجتمع بأسره وعلى كل شخص أن يقدم أحسن ما يملك لذاك اليتيم وما يجعل الناس تقف إلى

      جانب اليتيم هو المكافأة الكبيرة التي وعد الله بها الذي يساندون اليتيم و يعطفون عليه تلك

      المكافأة العظيمة التي حدثنا عنها سيد البشرية وخير البرية عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم

      حين بشر كافل اليتيم بالبشارة الكبرى فقال فداه أبي و أمي (( أنا وكافل اليتيم كهاتين )) مشيراً

      بأصبعيه الوسطى و السبابة في إشارة صريحة إلى الجنة التي ندعو الله أن يدخلنا إياها و جميع

      المسلمين و هل هناك مكافأة أجمل و أغلى من أن يكون المرء في الجنة في رفقة و صحبة و

      جوار الحبيب محمد عليه الصلاة و السلام و لأن الله كفل اليتيم كفالة ربانية فإنه توعد وهدد

      بالعقاب الشديد المؤلم لمن يتجرأ و يتعدى على حقوق اليتيم وخاصة أمواله التي ورثها عن أباه

      المتوفى والتي لا يجيد حكم صغر سنه إدارتها بشكل جيد و الإنفاق منها بشكل معتدل فقال تعالى

      في كتابه الحكيم (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً و

      سيصلون سعيراً )) ولذلك نهانا الله عن الاقتراب من مال اليتيم ظلماً و اعتداءً و أمرنا

      بالإحسان إليه و الوقوف إلى جانبه فلنكن جميعاً على قلب رجل واحد في دعم اليتامى بكل ما

      نستطيع فنمسح دمعته الغالية جداً عند الله و لنمسح على شعره بأيدينا و لندخل البسمة و

      السعادة إلى قلبه حتى نساعده على نسيان فقده لأبيه و من كانت لديه القدر المالية فلا يبخل

      بالعطاء له وليتبرع للجمعيات الخيرية التي تهتم بكفالة اليتامى وتساعدهم حتى يكملوا دراستهم

      و تنشئهم أفضل تنشئة وتعدهم ليكونوا أفراد فاعلين في تنمية المجتمع وبناء الوطن .

      الونشريس

        بارك الله فيكي

        تسلمى حبيبتى

        نورتو غالياتي

        ارحمو اليتيم. 2024

        رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) [1]

        شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تُوَجَّه أنظار المسلمين ومشاعرهم إلى شرائح المجتمع الضعيفة، والتي لا تقوى على القيام بدورها الطبيعي في المجتمع إلا بدعم مساند من جهات أخرى، ولعلَّ على رأس هذه الفئات ( شريحة الأيتام ) ، والتي فيها من الضعف والحاجة إلى العطف والحنان والمساعدة المادية والإنسانية الشيء الكثير، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أوائل الذين لمسوا آلام اليتيم وأحزانه؛ ولذلك سجَّل في حديثه الشريف: " أَنَا وَكافِلُ اليَتِيْمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُما" [2]

        ومما يلفت النظر أيضا أن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف وقفة جادة أمام هذه الفئة وأمام احتياجاتها، والمشاكل التي قد تواجهها سواءً أكانت معنوية أم مادية أم اجتماعية أم غير ذلك، وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن اليتيم ، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسة،كلها تدور حول:دفع المضار عنه، وجلب المصالح له في ماله، وفي نفسه، وفي الحالة الزواجية، والحث على الإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه.

        قال تعالى ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) النساء36 فالإحسان إلى اليتيم متعين كما هو للوالدين ولذي القربى ، وليس هذا فحسب بل وقرنه رب العزة والجلال بالإيمان به وجعله من أعظم أعمال البر , فقال جل من قائل ( لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ) [البقرة 177 ]

        ولقد تنزلت في حق اليتيم الآيات في أوائل ما تنزل من القرآن المكي كقوله تعالى ( أَرَأيتَ الّذِي يُكَذّبُ بالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُ اليتيمَ * ولا يحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ ) [ الماعون 1-3 ] ومفهوم الآيتين المباركتين، أنّ الذي يطرد اليتيم، ويحرم اليتيم حقه، هذا هو الذي يكذب بالدين. تعبيراً عن الترابط العميق بين الدين، وبين الاهتمام بشؤون الأيتام، وبين الإيمان وبين الاهتمام بشؤون المتعبين . فلا يمكن أن يبقى الإنسان متديناً ويطرد اليتيم . وقوله تعالى ( فَأمَّا اليَتِيم فَلاَ تَقهَر ) [الضحى 9 ] . قال ابن كثير : فلا تقهر اليتيم : أي لا تذله وتنهره وتهنه ، ولكن أحسن إليه وتلطف به ، وكن لليتيم كالأب الرحيم [3] وقوله تعالى ( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة ) البلد 11-15

        وقال تعالى ممتدحا حال الصالحين ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا &nbspالونشريس الإنسان 8 قال القرطبي : أي يطعمون الطعام على قلته وحبهم إياه وشهوتهم له , وكان الربيع بن خثيم إذا جاءه السائل قال : أطعموه سكرا فإن الربيع يحب السكر . وروى منصور عن الحسن أن يتيما كان يحضر طعام ابن عمر , فدعا ذات يوم بطعامه ,وطلب اليتيم فلم يجده , وجاءه بعد ما فرغ ابن عمر من طعامه فلم يجد الطعام , فدعا له بسويق وعسل فقال : دونك هذا فوالله ما غبنت [4]
        وعلى العكس قال تعالى موبخا كفار قريش ومن على شاكلتهم ( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) الفجر 17 يقول سيد قطب رحمه الله تعالى : وقد كان الإسلام يواجه في مكة حالة من التكالب على جمع المال بكافة الطرق , تورث القلوب كزازة وقساوة , وكان ضعف اليتامى مغريا بانتهاب أموالهم وبخاصة الإناث منهم في صور شتى وبخاصة فيما يتعلق بالميراث , كما كان حب المال وجمعه بالربا وغيره ظاهرة بارزة في المجتمع المكي قبل الإسلام , وهي سمة الجاهليات في كل زمان ومكان ! حتى الآن , وفي هذه الآيات فوق الكشف عن واقع نفوسهم , تنديد بهذا الواقع , وردع عنه , يتمثل في تكرار كلمة ( كلا ) كما يتمثل في بناء التعبير وإيقاعه , وهو يرسم بجرسه شدة التكالب وعنفه ( وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما ) الفجر 19-20 [5]

        كما أمر عز وجل بحفظ أموال الأيتام ، وعدم التعرض لها بسوء ، وعدَّ ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الأمور ، ورتب عليه أشد العقاب ، قال تعالى ( إنّ الذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلماً إنّما يَأكُلُون في بُطُونِهِم ناراً وسَيصلَونَ سَعِيراً ) النساء10، وقال تعالى ( ولا تَقربُوا مَالَ اليَتِيمِ إلا بِالتِي هِيَ أحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وأوفُوا بِالعَهدِ إنّ العَهدَ كَانَ مَسئُولا ) الإسراء 34 وقال تعالى ( وأن تقوموا لليتامى بالقسط ) النساء 127 وعدَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أكل مال اليتيم من السبع الموبقات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟، قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) ) [6]

        بل لقد أحاط النظام الإسلامي أوصياء اليتامى بقيود ثقيلة حتى لا تستمرئ نفوسهم العدوان على أموالهم دون رابط ولا وازع فقال تعالى مرشدا لهم قوله تعالى  ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير  القرة 220 والأصل أن من تصرف لغيره سواء كان وكيلاً ، أو ولياً ، أو ناظر وقف أو غير ذلك أن تصرفه تصرف نظر ومصلحة ، لا تشهٍ واختيار لاسيما فيما يتعلق بمال اليتيم , وقال تعالى ( وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ &nbspالونشريس واتفق العلماء على أن الوصي الغني لا يحل له أن يأكل من مال اليتيم شيئا، وقالوا: معنى قوله: فَلْيَسْتَعْفِفْ أي: بمال نفسه عن مال اليتيم، فإن كان فقيرا أكل منه بالمعروف
        واستمراراً لحرص التشريع الإسلامي على أموال اليتامى ، أمر باستثمارها وتنميتها حتى لا تستنفدها النفقة عليهم والزكاة الواجبة فيها ، فقال صلى الله عليه وسلم ( ألا من ربى يتيماً له مال فليتجر به ، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة ) [7] كما ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال ( اتجروا في مال اليتامى حتى لا تأكلها الزكاة ) ، ومن هنا يلزم الولي على مال اليتيم استثمارها لمصلحة اليتيم على رأي كثير من أهل العلم بشرط عدم تعريضها للأخطار .

        قال المناوي : قوله صلى الله عليه وسلم ( وتدرك حاجتك ) أي فإنك إن أحسنت إليه وفعلت ما ذكر يحصل لك لين القلب وتظفر بالبغية , وفيه حث على الإحسان إلى اليتيم ومعاملته بمزيد الرعاية والتعظيم وإكرامه لله تعالى خالصاً , قال الطيبي وهو عام في كل يتيم سواء كان عنده أو لا فيكرمه وهو كافله , أما إذا كان عنده فيلزمه أن يربيه تربية أبيه ولا يقتصر على الشفقة عليه والتلطف به ويؤدبه أحسن تأديب ويعلمه أحسن تعليم ويراعي غبطته في ماله وتزويجه ، وفيه أن مسح رأسه سبب مخلص من قسوة القلب المبعدة عن الرب فإن أبعد القلوب من الله القلب القاسي كما ورد في عدة أخبار , قال الزين العراقي : لكن قيده في حديث أبي أمامة بأن لا يمسحه إلا لله , قال : ولا شك في تقييد إطلاق المسح به لأنه قد يقع مسحه لريبة كأمرد جميل يريد مؤانسته بذلك لريبة كشهوة , وإن لم يكن مسح الشعر مفضياً إلى الشهوة فربما دعى إلى ذلك . وفيه أن من ابتلي بداء من الأخلاق الذميمة يكون تداركه بما يضاده من الدواء , فالتكبر يداوى بالتواضع , والبخل بالسماحة , وقسوة القلب بالتعطف والرقة [8]

        ————————————
        الهوامش
        [1] رواه الطبراني ورواه أيضا الإمام أحمد بسند قال الهيثمي تبعاً لشيخه الزين العراقي صحيح والحديث صححة الألباني وقال (صحيح) انظر حديث رقم: 80 في صحيح الجامع. [2] صحيح البخاري مع الفتح / كتاب الأدب / باب فضل من يعول يتيماً : 10/450 ح(6005) [3] تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 ، ص523 [4] تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن – تفسير سورة الإنسان بتصرف [5] في ظلال القرآن ــ سيد قطب ص 3906 [6] صحيح البخاري ، باب الوصايا ، حديث رقم 2615 [7] سنن أبي داود ، باب الزكاة ، حديث رقم 641 [8] فيض القدير للمناوي 2
          بارك الله فيكي يا قمرررررررررررررررررر

          الهم ارحمنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
          جزاكى الله كل خير

          الونشريس
          بارك الله فيكي

          جزاكي الله خيرا

          فتوى عن الاحتفال بيوم اليتيم 2024

          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه

          الونشريس

          الونشريس
          فإن اليتم قدر الله تعالىالونشريس

          على من يشاء من عباده حتى أنه أجراه على حبيبه وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال له في كتابه الكريم (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) (الضحى: 6), ودعا الأمة إلى حسن معاملة اليتيم وحذَّر من مخالفة ذلك فقال ( أَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) (الضحى: 9) وتكفل الله تعالى بأن يسوق لليتيم أهل الخير لرعاية شئونه كما فعل في قصة موسى والرجل الصالح ( َأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ) الكهف 82الونشريس
          وفي السنة النبوية المطهرة الكثير من ذلك منه ما رواه العلامة المناوي بسنده عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه)الونشريس
          أما عن السؤال عن مشروعية الاحتفال بيوم اليتيم وما يردده البعض من القول ببدعيته استنادًا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أخرجه الشيخان من طريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (مِن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وأنه عادة دخيلة لا يقوم عليها دليل الونشريس
          نقول وبالله التوفيق أن: تخصيص يوم لأمر ما لا يخلو أن يكون إما عادة أو عبادة.
          فإذا كانت عبادة فلا بد أن يتوفر لها دليل تفصيلي على مشرعيتها، وإن كانت عادة فيحكمها ما يحكم العادات من المصالح والمفاسد، ولعلك ابتداء تجد أن تخصيص ذلك اليوم ليس من أمور العبادات التفصيلية ولكنه من باب العادات الاجتماعية وعند تقديرها بميزان المصالح والمفاسد أرى أنها تدخل في إطار التعاون على البر والتقوى والإعانة على المعروف والدلالة على الخير وإشاعة روح التكافل لرعاية اليتيم والذي نحن مأمورون به شرعًا.الونشريس
          أعاننا الله وإياكم على ما يحبه الونشريسويرضاه الونشريس
          والله تعالى أالونشريسعلى وأعلم

            الونشريسشكرآ على المعلومات
            جزاكى الله خيرآالونشريس

            وجزاكى مثله وشكرا على مرورك بموضوعى..

            الونشريس

            جزاكى الله خيرا

            جزاكى الله خيرا