تآكل القلوب . تنامي العقول 2024

تآكل القلوب … تنامي العقول

الونشريس

♥ الحب الأول ♥ ، تلك الكلمة التي تغنى بها الشعراء فقال أبو تمام " نقلْ فؤدكَ حيثُ شئتَ من الهوى …ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ" ، وهو الذي اتفق الناس عليه بأن لا تضاهي سعادته وحريته أي حب أخر، فكل من جاء بعد الحبيبة أو الحبيب الذي عشنا معه القصة الأولى سيكون مظلوماً بشكل أو بأخر لو تمت مقارنته بتلك العلاقة الأولى التي عشناها.


أتخيل الأمر دوماً كقلب يتآكل، فبعد كل علاقة يختفي جزء من هذا القلب، وبالتالي فإن من يمر بأكثر من علاقة فاشلة يصل لما يوصف من البعض بحالة موت العاطفة، فقلبه لا يعود له قيمة في علاقة الحب التي يدخلها ويصبح عقله هو الآمر الناهي، ولكنه رغم ذلك يبقى يعترف بأن الحب الأول كان أجمل لما فيه من أحلام وردية واندفاع واستعداد لتقديم كل شيء كي ينجح.

فمع أول فشل، يبدأ الناس التعرف على الوجه الأخر للحب وهو العذاب والحزن، فنكون في المرة الثانية أكثر حذراً كي لا نعيش نفس الحزن، ونكون أقل استعداداً للتضحية كي لا نندم عليها، وتتالى المرات ويتتالى التراجع .. حتى نصل لشخص مستعد أن يحب بعقله فقط.

فالمسألة تماماً كطفل صغير يولد ويبدأ بالتعرف على غياهب الحب، فهو يجرب كل شيء ويكون أقل حذراً فالطفولة ترتبط بالفضول، لكن بعد المرة الأولى يعرف أن هناك من التسرع ما قد يحرقه كالنار تماماً، فيبدأ بالتراجع جزئياً في المرة الثانية ويتجنب أن يحترق قدر الاستطاعة، ولكنه قد يحترق، فتكون المرة الثالثة أكثر وأكثر حذراً فيحاول إبعاد قلبه عن الخطر قدر المستطاع وإن كان يحب بالفعل، وهذا ما ينعكس عليه كطاقة منخفضة ورغبة أقل بالسعادة فيما يعيشه من حب لأنه بات يخشى أن تكون النهاية حزينة.

ذلك الجانب المظلم… لكن هناك جانب مشرق في الموضوع، فنحن نصبح أكثر عقلانية مع كل فشل، فنفكر قبل أن تخرج كلمة "أحبك" فندخل في علاقة ما، ونفكر بطريقة إدارة علاقتنا مع الأخر لمحاولة إنجاحها، ونصبح مدركين بأن ليس كل الخلافات تعني الانفصال، فنغدو أكثر صبراً وأطول بالاً.

وهناك خبر سعيد، فلو أدركنا الجانب المظلم وهو تآكل القلوب وحققنا الجانب المشرق أي تنامي العقول، فإننا قد نستطيع إعادة بعض الأجزاء للقلب دون أن نؤثر على العقل التي بات نامياً، فالنبأ السعيد أن بإمكاننا الإصلاح لكن في حال تأكدنا أن هذا الشخص هو المطلوب والمناسب لنا كي نعيش معه حياة سعيدة.

الموضوع صعب.. فكلما تعددت الخيبات قلت الفرحة في النهاية، لكن المطلوب أن نحاول لو وجدنا حقاً من نعتقد أنه النصف الثاني كما يقولون.

الونشريس

    شكرا يا مونى

    تسلم ايدك

    يسلموا ياقمر

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.