حاجة الطفل للأدب والأخلاق 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الونشريس

* حاجة الطفل الى الاخلاق :

ان اطفالنا بحاجة الى الاخلاق وهذه الحاجة الهامة تمتلك عمقا فطريا وذاتيا في الانسان . وهو ايضا من ضرورات الحياة الاجتماعية . ان الطفل وحسب ذاته وفطرته بحاجة الى ان يكون أمينا صادقا . نظيفا ومنزها وبعيدا عن أي نوع من الخصال السيئة كالحسد . والضغينة ، والبذاة وسوء الظن . والازدواجية والنفاق .
كما انه وحسب حياته الاجتماعية مضطر الى ان يتسم بالاخلاق ليصبح بوسعه ان يحيا مع الآخرين ويعاشرهم معاشرة حسنة . وان يحب الناس ويراعي الاخلاق والصفات الانسانية وضوابط الحياة الانسانية . ولا بد من الاستفادة من هذه الحاجة الفطرية والاجتماعية وان نعمل على توجيه الطفل ودفعه نحو الاعمال الحسنة ، والمرضية ونحو الفضائل الاخلاقية والانسانية في المراحل الاعلى ، وضمن هذا الاطار فقط يتمكن الانسان ان يذوق طعم الحياة الاجتماعية وياخذ يصيبه منها ويسير في طريق النمو والنضج .

………………………………………….. .

*ضرورته واهميته :

الطفل أمانة الله ووديعته لدى الأبوين . وقد جدلت ذهنيته وروحه بمنأى عن أي تأثير وسلوكه بمنأى عن اي نوع من العادات والخصال السلبية . وفي نفس الوقت فانه يمتلك من القابليات التي تجعله يتقبل الادوار المختلفة . بيد انه من الناحية التربوية يجب العمل على خلق العوامل والادوار التي تصب في صالح حياته الاجتماعية وتنفعه في حياته اليومية . ولو تلقى الانسان الاخلاق واطّلع على قواعده ولم يعرف حقوقه وحقوق الآخرين فان تتوفر له امكانية مواصلة الحياة وليس بوسعه ان يحيا بينهم بوجه سليم . حتى انه من الممكن احيانا ان يصبح وجها مرفوضا وغير مرغوبا به من قبل المجتمع . وكذا الحال بالنسبة للطفل فيما لو اطلع على ضوابط معقولة وصحيحة أو لم يزين يفسة بالاخلاق والطباع المناسبة .
وبقليل من التسامح يمكن القول بان الطفل تتملكه حالة من اللامبالاة ولكي يتحول فيما بعد وعلى اثر ملاحظة السلوك والتشجيع والتلقين الى ان يكون قويا . اذ انه يتقبل كل مانعطيه اياه وهذه المسألة بالنظر الى حاجة الانسان الى الحياة الاجتماعية تمتلك اقصى

كيفية التربية الاخلاقية :

وبناء على هذا الاساس فان التربية الاخلاقية للطفل ما هي الا نتيجة طبيعية للنموذج الذي يتلقاه الطفل من العائلة بيد ان هذا الحديث لا يعني ان نموذج الطفل وقدوته في كل الاوقات هما الاب والام ، بل من الممكن ان بعض الاحيان ان يستحوذ افراد اخرون على قلبه ومشاعره

بداية سن التربية الاخلاقية ومراحلها:

الاخلاق بمعنى مجموعة الضوابط المتحكمة بالسلوك يجب ان تراعى بشأن الطفل منذا الأيام الاولى للولادة او أردنا التساهل قليلا من ذلك فيجب ان نجعل ذلك ابتداء من الشهر الرابع للوالدة على الاقل ، اي تلك السن التي ينجح الطفل فيها بايجاد علاقة صميمية مع الوالدين ويكون لتبسمه وبكائه معنى ويصبح كل منها بشكل عامل ارتباط بين الطرفين .
وابتداء من هذه السن يجب ان نعمل على توجيه مسألة التربية ان الطفل يسخر مسـألة البكاء مثلا كعامل تحذير وتنبيه وليس بعنوان وسيلة للأخذ والقبض . أو ان يستخدم اللجاجة لغرض الحصول على مكانة او امتياز معين لنفسه . وهذه المرحلة من العمر تعد مرحلة حساسة واستثنائية خاصة وان الامور التي يتعلمها الطفل في هذه العمر بالاهتمام بعلاقاته الاجتماعية وعلى الأبوين ان يبذلوا ما بوسعهم من أجل ان يبدا الطفل في هذه المرحلة بالذات بالعمل على انسجام توقعاته وآماله مع المجتمع تدريجيا .

الونشريس

لابد من غرس الاخلاق لدى الطفل تدريجيا لكي لايشعر بالتثاقل والصعوبة ولا يرى المشقة في ابعادها العملية . ان التطبّع على الجوانب الاخلاقية من المسائل الأساسية في الحياة . ولا يمكن اعتبار الفرد بأنه خلق بدونها .
وعلى أثر التعوّد ، فان القيام بسلوك خاص يصبح أمرا ميسورا على الطفل وتزول مشاعر الملل والمعاناة ولن تكون هناك حاجة للتصنع والتظاهر .
ولن يكون الطفل بحاجة الى تفكير جديد بشأن كل حالة أو ان يطالب الطفل بأوامر جديدة في هذه المرحلة .

ملاحظات مهمة بشأن الأدب والاخلاق :

1 ـ الاساس في الجانب الاخلاقي يستند الى معرفة الحق والصواب وفي هذه الحالة يجب قبول ذلك والتحلي به .
2 ـ ثبات الاخلاق من ثوابت الحياة الانسانية والاخلاقية ، ولابد للطفل ان يتصف بذلك .

3 ـ علينا تعليم الطفل ان يطمع بالآخرين بمقدار قدرته على ردّ ذلك .
4 ـ اضطروه الى التخلي عن الكذب والرياء ، والخيانة حتى وان كُذِبَ عليه وخانوه و ……
5 ـ يجب ان ينظر الطفل الى مسألة مراعاة الضوابط الاخلاقية كواجب ملقى على عاتقه وليس بدافع الطمع في الجنة او الخوف من النار .
6 ـ ان محبة النفس امر حسن وضروري لمواصلة الحياة إلاّ ان التكبر قبيح وغير مندوب .
7 ـ اثناء المصادمات احملوه على امتلاك وعيه ولعقله وان لا ينسى السكوت والاستماع بوقار وحكمة .
8 ـ اضطروه الى ان يحمل كلّه بنفسه وان يقوم بذلك حسب قدرته .

الرقابة على العلاقات :

ينبغي للآباء والمربين ان يمتلكوا المعلومات المطلوبة حول علاقات الطفل بتعليمها اياه . اذ على الطفل ان يدرك ان الأدب والاخلاق يكمنان في الاخذ والعطاء . ولو اراد من الآخرين ان يعاملوه بأدب فعليه ان يعاملهم بنفس تلك الطريقة حتما .
وعلينه ان ينظر الى حديث الآخرين بكل احترام وتقدير لكي ينظر الى حديثه باحترام مماثل ايضا .
كما يجب تعليمهم على ان يكون كلامهم قليلا ، وصادقا ، وصحيحة ومفيدا ، ومؤدبا . ويراد به الخير والصلاح .

الونشريس

    موضوع مميز شكرا لكى

    بارك الله لك ريموووو

    منووووووووووووورات اخواتى

    الغيبة تأكل الحسنات و تفسد الأخلاق 2024

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركااته

    الغيبة تأكل الحسنات و تفسد الأخلاق

    1- تحبط الاعمال وتاكل الحسـنات .
    2- تفسـد المجالس وتقضي على الاخضر واليابس .
    3- صاحبها يهوى الى الدرك الاسـفل من النار .
    4- رذيلة الغيبة لاتقل عن النميمة خطرا بل أشد منها ضررا .
    5- صـفة من الصـفات الذميمة وخلة من الخلال الوضيعة .

    ولئلا يقع منها المسلم وهو لايدري حذر منها الاسلام ووضحها
    رسول الله صـلى الله عليه وسلم ونهى عنها الحديث . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال أتدرون ماالغيبة ؟ قالوا الله ورسوله اعلم .: ذكرك أخاك بما يكره : قيل أفرأيت ان كان في اخي ما اقول ؟
    قال . إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته . إن لم يكن فيه ماتقول فقد بهته )
    اي ظلمته بالباطل وأفتريت عليه الكذب .

      بارك الله لكى بس والله فى ناس بتحرق الدم الواحد مبيادرش ميتكلمش بكول حسبنى الله ونعم الوكيل

      صدق الحبيب جزاكي الله خيرا هو في ست معندهاش هذه الصفة اللهم ارحمنا

      لأتمم مكارم الأخلاق 2024

      لأتمم مكارم الأخلاق

      نشأ الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظات حياته متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأفصحهم لساناً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق، أدبه الله فأحسن تأديبه، فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم حياء، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة .. وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله – صلى الله عليه وسلم – منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق ..

      فهو بحق الرسول المصطفى والنبي المجتبى الذي قال عن نفسه: ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ) رواه البخاري .
      وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة؟، قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين )رواه البخاري .
      ويقول عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته " .
      قال القاضي عياض : " .. وأما الأخلاق المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها، وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخُلق، فجميعها قد كانت خلق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ..
      وقد بُعِث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليتمم مكارم الأخلاق لأهميتها للفرد والأسرة، والمجتمع والأمة .

      إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )رواه أحمد . وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قالالونشريس لما بلغ أبا ذر مبعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر ، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ) رواه البخاري.

      وهذه قطوف من أقواله، وقبس من أحاديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حثه وأمره بالأخلاق، تضيء لنا الطريق لنعيش في روضة أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علما وعملا واقتداء ..

      في الأخلاق عامة قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( خياركم أحاسنكم أخلاقا ) رواه الترمذي . وقال: ( إن من أحبكم إلىَّ أحسنكم أخلاقاً ) رواه البخاري .
      وفي معاملة الوالدين وبرهما، والاهتمام بهما وتقديهما على غيرهما : جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ( يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال : أمك، قال : ثم من؟ قال : أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ) رواه مسلم .
      وفي معاملة الزوجة خاصة، والمرأة عامة ـ سواء كانت أماً أو أختاً أو بنتا أو زوجة ـ يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) رواه الترمذي .. و قال عليه الصلاة و السلام : ( استوصوا بالنساء خيراً ) رواه البخاري .

      وحفاظا على المجتمع من انتشار الرذيلة واعتيادها : كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمر بالستر وينهى عن الفضيحة فيقول: ( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) رواه البخاري .
      ويفتح طريق التوبة للمذنب، بل ويأمر صاحب المعصية أن يستر على نفسه، ولا يجهر بمعصيته أو يفتخر ويُحَّدِّث بها، فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( كل أمتي معافى، إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه ) رواه البخاري .

      وفي مراعاة أحوال الكبار وإكرامهم، والرفق بالصغار ورحمتهم، يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ليس منا من لم يعرف حق كبيرنا، ويرحم صغيرنا ) رواه أحمد .

      ويهتم بأمر الجار والضيف فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) رواه البخاري .
      ويحث على الرفق ويأمر به فيقول: ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه (أعابه)) رواه مسلم .
      وفي حسن معاملة اليتيم والاهتمام به يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً ) رواه البخاري .
      ويأمر بالتواضع وينهى عن الفخر، فيقول: ( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد ) رواه مسلم .
      ويحث على الأمانة وعدم الخيانة فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخُن من خانك ) رواه البخاري .
      وفي التقاضي: ( إن خياركم أحسنكم قضاء ) رواه البخاري .
      وفي البيع والشراء: ( مَن غَشَّنا فليس منا ) رواه مسلم .. وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( رحم الله رجلا سمحا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى ) رواه البخاري .

      ويرسخ قيمة وخلق العدل ـ لأهميته في بناء المجتمع والأمة ـ في كلمته ووصيته التي خلدها التاريخ، حينما رد شفاعة حِبه أسامة بن زيد في العفو عن المرأة المخزومية التي سرقت، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أيها الناس، إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايـم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) رواه البخاري .
      ومن مفاتيح إصلاح المجتمع والحفاظ عليه النصيحة بآدابها، ومن ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( الدين النصيحة ) رواه البخاري .
      وهذا الذي ذكرناه من أقواله وأحاديثه في بعض الأخلاق والقيم قليل من كثير، وغيض من فيض، مما لا يمكن الإتيان على جميعه في مقال أو كتاب ..
      لقد صار حسن الخلق مطلبا ملحا للأمة تبرز به الوجه الحضاري للإسلام، وتسترجع به سالف عزها وسابق مجدها، فقد كان الناس يدخلون في دين الله أفواجا لِمَا يرون من حسن معاملة المسلمين وجميل أخلاقهم .. وأسوتهم وقدوتهم في ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، الذي كان خلقه القرآن، واهتم بالأخلاق ورفع شأنها فقال: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ..

      منقووووووووول

        الونشريس

        جزاك الله خيرا

        تسلم ايدك

        أبيات شعر عن الأخلاق 2024

        الأخلاق,شعر,أبيات,عن
        أبيات شعر عن الأخلاق
        الأدب عنوان الكمال, يرفع الوضيع الى درجة الرفيع, ويعلو بالعامة الى مرتبة الخاصة, وبالخدم الى مصاف الامراء. لذلك سأتناول معظم ان لم يكن كل ما يتعلق بمكارم الأخلاق.
        قال أحد الحكماء: الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت.
        لكل شيئ زينة في الورى * وزينة المرء تمام الأدب
        قد يشرفُ المرء بآدابه * فينا وان كان وضيع النسب

        كن ابن من شئت واكتسب أدباً * يغنيك محموده عن النسبِ
        إن الفتى من يقول ها أنا ذا * ليس الفتى من يقول كان أبي

        نبدأ الآن بالخصال الحميدة ولن أطيل عليكم سأرفق من ثلاثة الى أربعة أبيات لكل صفة تقريباً

        (1) الحلم
        واستشعر الحلم في كل الأمور ولا * تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
        وإن بُليت بشخص لا خلاق له * فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ

        وللكف عن شتم اللئيم تكرماً * أضر له من شتمه حين يشتم

        (2) الصدق
        وما شيئٌ اذا فكرت فيه * بأذهب للمروءة والجمالٍ
        من الكذب الذي لاخير فيه * وأبعد بالبهاء من الرجالٍ

        عليك بالصدق ولو أنه * أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ
        وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى * من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ

        (3) الحياء
        ورُبَّ قبيحة ماحال بيني * وبين ركوبها إلا الحياءُ
        فكان هو الدواء لها ولكن * اذا ذهب الحياء فلا دواءُ

        اذا لم تصن عٍرضاً ولم تخش خالقاً * وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعٍ

        (4) التواضع
        وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه * رفيعاً وعند العالمين وضيعُ
        تواضع تكن كالنجم لاح لناظر * على صفحات الماء وهو رفيعُ
        ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه * على طبقات الجو وهو وضيعُ

        (5) الصبر
        ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى * ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
        ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ

        اصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به * لكنت باركت شكراً صاحب النعم
        واعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً * صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ

        (6) الاقتصاد
        أنفق بقدرٍ ما استفدت ولا * تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ
        من كان فيما استفاد مقتصداً * لم يفتقر بعدها إلى أحدِ

        (7) العدل
        وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها * وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ

        لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدراً * فالظلم آخره يفضي الى الندمِ
        تنام عيناك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنمِ

        (8) العفو
        وما قتل الأحرار كالعفو عنهم * ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا
        اذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
        فوضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى

        اذا ماالذنب وافى باعتذار * فقابله بعفوٍ وابتسام
        ولاتحقد وان ملئت غيظاً * فإن العفو من شيم الكرام

        (9) المروءة
        وما المرء إلا حيث يجعل نفسه * فكن طالباً في الناس أعلى المراتب

        واذا كانت النفوس كبار ******* تعبت في مرادها الأجسام
        وقيل المروءة أن لا تعمل عملا ً في السر تستحي منه في العلانية
        (10) القناعة
        أفادتني القناعة كل عـــز ******* وأي غنى أعز من القناعة
        فصيرها لنفسك رأس مال * وصير بعدها التقوى بضاعة

        اقنع بأيسر رزق أنت نائله * واحذر ولا تتعرض للزيادات
        فما صفا البحر إلا وهو منتقص * ولا تعكر إلا في الزيادات
        (11) العفة
        إن القناعة والعفــــــــاف * ليغنيان عن الغنى
        فإذا صبرت عن المنى * فاشكر فقد نلت المنى

        (12) المشورة
        الرأي كالليل مسودّ جانبه * والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
        فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى * مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ

        شاور سواك إذا نلبتك نائبة * يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ
        فالعين تنظر منها ما دنا ونأى * ولا ترى نفسها إلى بمرآةِ

        (13) الروية والتؤدة
        استأنِ تظفر في أمورك كلها * واذا عزمت على الهدى فتوكلِ

        من لم يـتــئــــد في كل أمر * تخطاه التدارك والمنال

        تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً * فكم بالنجح يظفر من تأنى

        (14) الاتحاد والتعاون
        إن القداح اذا اجتمعن فرامها * بالكسر ذو حنق(شدة وصعوبة) وبطش أيّدِ ( شديد)
        عزّت ولم تُكسر وان هي بددت * فالهون والتكسير للمتبددِ

        تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً * واذا افترقن تكسرت آحادا

        (15) الأمانة
        واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها * ان الكريم على الأمانة راعِ
        من خان مان ( كذب) , ومن مان هان, وتبرأ من الاحسان

        (16) الرفق
        من يستعن بالرفق في أمره * يستخرج الحية من وكرها

        ورافق الرفق في كل الأمور فلم * يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
        ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ * فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ

        (17) بر الوالدين
        لأمك حق عليك كبيــــرُ * كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
        فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي * لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
        وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ * فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
        وكم غسلت عنك الأذى بيمينها * وما حجرها إلا لديك سريرُ
        وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها * ومن ثديها شرب لديك نميرُ
        وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها * حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
        فضيعتها لما أسنّت جهالةً * وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
        فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى * وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
        فدونك فارغب في عميم دعائها * فأنت لما تدعو إليه فقيرُ

        (18) صلة الرحم
        وحسبك من ذلّ وسوء صنعةٍ * معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
        ولكن أواسيه وأنسى ذنبه * لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
        ولا يستوي في الحكم عبدان : واصلٌ * وعبد لأرحام القرابة قاطعُ

        (19) الكرم والمعروف والإحسان
        ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه * ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
        تغطَّ بأثواب السخاء فإنني * أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ

        أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى * بخيلاً له في العالمين خليلُ

        أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

        ***وللمعروف ثلاث خصال: تعجيله, وتيسيره, وستره, فمن أخلَّ بواحدة فقد بخَسَ المعروف حقه.***

        (20) الشكر
        شكر الإله بطول الثناءِ * وشكر الولاة بصدق الولاءِ
        وشكر النظير بحسن الجزاءِ * وشكر الدنيء بحسن العطاءِ

        أوليتني نعماً أبوح بشكرها * وكفيتني كل الأمور بأسرها
        فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت * فلتشكرنّك أعظمي في قبرها

        من لم يشكر الإنعام فاعدُدهُ من الأنعام
        من أُعطيَ أربعاً لم يُمنع من أربع , من أُعطي الشكر لم يُمنع من المزيد, ومن أعطي التوبة لم يمنع من القبول, ومن أعطي الإستخارة لم يمنع من الخِيَرة, ومن أعطي الاستشارة لم يُمنع من الصواب.
        اشكر لمن أنعم عليك, وأنعم على من شكرك, فإنه لا بقاء للنعم إذا كُفرت , ولا زوال لها إذا شُكرت.
        (21) الصراحة
        عِـــدايَ لهم فضلٌ عليّ ومنّةٌ * فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
        هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها * وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

        لا خير في وُدِّ امرئٍ متملقٍ * حلو اللسان وقلبه يتلهبُ
        يعطيك من طرف اللسان حلاوةً * ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ

        (22) الأمل
        لا خير في اليأس, كل الخير في الأملِ * أصل الشجاعة والإقدام في الرجلِ
        أعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها * ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ

        وللنفوس وإن كانت على وجلٍ * من المنية آمالٌ تقويها
        فالصبر يبسطها, والدهر يقبضها * والنفس تنشرها, والموت يطويها

        (23) الجِدّ والعمل
        من أراد العلا عفواً بلا تعبٍ * قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
        لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مؤلمة * ولا يتم المنى إلا لمن صبرا

        دعِ التكاسل في الخيرات تطلبها * فليس يسعد بالخيرات كسلانُ

        لقد هاج الفراغ عليك شغلاً * وأسباب البلاء من الفراغِ
        (24) الألفة والأخوّة
        هموم رجال في أمور كثيرة * وهمي في الدنيا صديقٌ مساعدُ
        نكون كروح بين جسمين قُسِّمت * فجسماهما جسمان والروح واحدُ

        ومــــــا المرء إلا بإخـــــــوانه * كما تقبض الكف بالمعصمِ
        ولا خير في الكفّ مقطوعةً * ولا خير في الساعد الأجذمِ

        (25) إختيار الأصدقاء
        إنّ أخاك الصدقَ من يسعى معك * ومن يضرُّ نفسه لينفعك
        ومن إذا ريب الزمان صَدَّعك * شتَّت فيك شمله ليجمعك

        ليس الصديقُ الذي إن زلّ صاحبُه * يوماً, رأى الذنب منع غير مغفورِ
        وإن أضاع له حقاً فعاتبه * فيه أتاه بتزويقِ المعاذيرِ
        إن الصديق الذي تلقاه يَعذُرُ في * ما ليس صاحبه فيه بمعذورِ

        (26) المعاتبة
        إذا كنت في كل الأمور معاتباً * صديقك لم تلق الذي لا تعاتبُه
        وإن أنت لم تشرب مراراً على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُه
        فعش واحداً أو صِل أخاك فإنه * مقارف ذنب مرةً ومجانبُه

        (27) الكلام
        إن القليل من الكلام بأهله * حَسَنٌ وإن كثيره ممقوتُ
        مازل ذو صمتٍ , وما من مكثر * إلا يزلُّ , وما يعاب صموتُ
        إن كان ينطق ناطق من فضة * فالصمت درٌّ زانه الياقوتُ

        (28) المزاح والضحك
        أفد طبعك المكدود بالجِدّ راحةً * يَجِمُِ وعلله بشيء من المزحِ
        ولكن إذا أعطيته المزح فليكن * بمقدار ما يُعطى الطعام من الملحِ

        إن المزاح بدؤه حلاوة * لكنما آخره عداوة
        يحتدُّ منه الرجل الشريف * ويجتري بسخفه السخيف

        (29) الإعتبار
        الدهر أدبني , والصبر رباني * والقوت أقنعني , واليأس أغناني
        وحنكتني من الأيام تجربةً * حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني

        (30) قمع النفس عن الهوى
        يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته * لتطلب الربح مما فيه خُسرانُ
        أقبل على النفس واستكمل فضائلها * فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

        (31) كتمان السر
        لا يكتم السر إلا ذي ثقة * والسر عند خيار الناس مكتومُ
        فالسر عندي في بيت له غلق * ضاعت مفاتيحه , والباب مختومُ

        ومستودعي سراً تضمنت سره * فأودعته من مستقر الحشا قبرا
        ولكنني أُخفيه عني كأنني * من الدهر يوماً ما أحطت به خُبرا
        وما السر في قلبي كميت في حفرة * لأني أرى المدفون ينتظر النشرا

        (32) السؤال
        لا تحسبنّ الموتَ موتَ البلى * لكنما الموتُ موتُ السؤال
        كلاهما موتٌ ولكنّ ذا * أشَرٌّ من ذاك لذلّ السؤال

        ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله * عوضاً, ولو نال الغنى بسؤاله
        وإذا السؤال مع النوال وزنته * رجح السؤال, وخف كل نوالِهِ

        (33) الغيبة والنميمة
        لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا * فيهتك الله ستراً عن مساويكا
        واذكر محاسن مافيهم اذا ذُكروا * ولا تَعِب أحداً فيهم بما فيكا

        (34) تجنب الحقد والحسد
        أعطيت كل الناس مني الرضا * إلا الحسود فإنه أعياني
        ما إنّ لي ذنباً إليه علمتُه إلا تظاهر نعمةِ الرحمنِ
        وأبى فما يرضيه إلا ذلتي * وذهاب أموالي وقطعُ لساني

        أيا حاسداً لي على نعمتي * أتدري على من أسأت الأدب
        أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب
        فأخزاك ربّي بأن زادني * وسدّ عليك وجوه الطلب

        وأخيراً محاسن الأخلاق
        واحذر مساوئ أخلاق تُشانُ بها * وأسوأ السوء سوء الخلق والبَخَلِ

        وكم من فتى أزرى به سوء خُلُقه * فأصبح مذموماً قليل المحامدِ

        التوقيع :
        شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما***عَينايَ حَتّى تَأذَنا بِذِهابِ
        لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِن حَقَّيهِما***فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ
        منققققول

          لأمك حق عليك كبيــــرُ * كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
          فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي * لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
          وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ * فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
          وكم غسلت عنك الأذى بيمينها * وما حجرها إلا لديك سريرُ
          وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها * ومن ثديها شرب لديك نميرُ
          وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها * حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
          فضيعتها لما أسنّت جهالةً * وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
          فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى * وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
          فدونك فارغب في عميم دعائها * فأنت لما تدعو إليه فقيرُ

          مشكورة ياقمر

          دائما متميزة فى النتقاء
          لكى خالص احترامى

          (25) إختيار الأصدقاء
          إنّ أخاك الصدقَ من يسعى معك * ومن يضرُّ نفسه لينفعك
          ومن إذا ريب الزمان صَدَّعك * شتَّت فيك شمله ليجمعك

          ليس الصديقُ الذي إن زلّ صاحبُه * يوماً, رأى الذنب منع غير مغفورِ
          وإن أضاع له حقاً فعاتبه * فيه أتاه بتزويقِ المعاذيرِ
          إن الصديق الذي تلقاه يَعذُرُ في * ما ليس صاحبه فيه بمعذورِ

          يسلمووووووووووووو

          تسلمى يا قمر

          الأخلاق في الاسلام 1 2024

          الأخلاق تـُطلب لذاتها وعلى أعلى مستوى ، وإلا فهي غير مفيدة و تابع ضعيف ذليل للمصلحة ، وهي كيان قائم بذاته . الأخلاق أساسها موجود في داخل الإنسان ، و الدين لا يعلـّم الإنسان شيئا جديداً و لكنه يوجـّه هذا الأساس من الأخلاق ويثبتها ويشجع عليها .

          فالأخلاق أو شيء منها قد توجد بلا دين ، و لكن من يحمي هذه الأخلاق في ظل وجود عقل مرتبط بالمصلحة ؟ عندها سوف تكون هذه الأخلاق من سقط المتاع ، فتؤخذ للتزيين و لطمأنة الضحية عند الطامعين الماديين حتى تتم المصلحة بهدوء ، وتـُترك عندما تتعارض مع المصلحة فتكون ضعيفة أسيرة . لكن الدين الحق هو الذي أعز الأخلاق وجعلها هي أساس نجاة الإنسان في حياة ما بعد الموت .

          بينما الأفكار البشرية – بما فيها المادية واللادينية – جعلت من الأخلاق شيئا يتزين به الإنسان ، كالبروش أو العقد الذي يعلـّق على الأعناق لتجميل الوجه المادي القبيح ، فمثلما تتزين الحضارة المادية بالطبيعة ، فهي تحاول أن تتزين بالأخلاق ، و هي أيضاً من الطبيعة ، لكن الأساس قبيح ، و لن يصلح العطار ما أفسده الدهر ، فالحضارة المادية تزين وجهها القبيح بما تضعه عليه من مساحيق من الطبيعة ( حدائق ، زهور ، نباتات نادرة توشك على الانقراض ) أو من الأخلاق بعد أن سحقتها و حولتها إلى "بودرة" . مثلما اغتالوا الغابات والحياة الفطرية ووضعوا حدائق للحيوان للزينة ، و مثلما اقاموا معارض النباتات و جلود النمور التي تفرش تحت أقدام الماديين بعد قتلها وقتل غيرها لدرجة الانقراض .

          وموقف المادية من الأخلاق يشبه رحلات اللوردات في بريطانيا قديما ً لصيد الثعالب ليأخذوا أذيالها فقط للزينة ، فالمادية تأخذ من الأخلاق أذيالها ، وهي الآداب العامة ، مثل عبارات التحية والابتسامة والتعارف واحترام المواعيد المفيدة إلى آخره من الآداب المدنية ، أما الخـُلـُق فهو جثة هامدة تشبه جثة الثعلب المرمي في البراري بعيداً عن المدينة بعد أن فقد ذيله .

          الأخلاق عند الأفكار المادية الوضعية الغربية هي عبارة عن شيء غير ملزِم ، بينما في الإسلام هي أساس التعامل و أساس النجاة ، فالإسلام تعبـُّداً يـُطالب المسلم بالوفاء بالعهد وحفظ الأمانة ونصرة المستجير وقول الحق حتى مع الخصوم وغيرها من الأخلاق حتى ولو كان ذلك ضد المصلحة .

          لو نظرنا إلى الناس وإلى البشر كلهم في كل زمان ومكان ، نجد ان كل شكواهم هي من الناس و من الحياة ومشاكلها ، هذه في الحقيقة شكوى من افتقاد الأخلاق ، و هذا يعني أن الأخلاق أمر ضروري لكي يعيش الإنسان و ليست بروش يعلـّق أو زينة .

          إذا من المفروض أن يطلب الإنسان حياة أخلاقية يمارسها ويعيشها هو وغيره وليس هو لوحده ، فبالفردية التي تقوم عليها حضارة الغرب لا يستطيع المرء أن يكون أخلاقياً ، فالأخلاق هي عطاء من الجميع وأخذ من الجميع ، فهكذا يحصل الانسجام والترابط الحقيقي الذي يبحث عنه الإنسان ، و هذا لا يمكن أن يكون في ظل الأنانيات . فإذا كان كل إنسان أناني فكيف سيكون معطاء وهو أناني ؟ فالفردية أنانية ، ولن يعطي إلا بمقدار ما تستفيد أنانيته أو ما يدفع الضرر عنه أو يصنع دعاية لنفسه حتى يكسب كسباً أكبر .. لكن الأخلاق الحقيقية من الذي يمكن أن يلزم نفسه بها ؟ فكل واحد يقول : لماذا ألزم نفسي بالأخلاق والآخرون لا يلزمون أنفسهم بها !!

          الالتزام بالأخلاق لن يكون إلا عندما يسلـّم الإنسان نفسه إلى غير نفسه ، ولا يكون ذلك إلا لخالقٍ يعتقد العبد بأن هذا الخالق هو الأصلح في معرفته لنفسه و ما يفيده وما يضره ، فلا تكون الأخلاق حقيقية إلا في إطار عبودية الله ، و حينئذ تنتفي الأنانية . فالأخلاق هي شيء من التضحية والعطاء بدون مقابل مادي فهي عطاء بدافع معنوي ، يريد معنويا و لا يريد ماديا .

          الأخلاق لا يمكن أن تنتسب للإنسان ، فالإنسان لوحده لا يمكن أن يقيم الأخلاق بدون وجود إله ، لأن تقييمه سيكون خاضع للواقع والظروف والمصلحة ، و هذا مما لا يستطيعه الإنسان ، و هذا يدل على مصدر الأخلاق و أنها من الله أصلاً , و أن الله هو الذي زرعها في وجدان و شعور الإنسان ، وأرسل رسلاً ليذكروا الناس بها ، لماذا ؟ لأنهم نسوها بحكم الانشغال بالمصالح .

          الأخلاق يعرفها إحساس الإنسان ، و لكنها مقموعة بداخله بسبب أنانيات الآخرين ، و كثيرون جربوا أن يكونوا أخلاقيين و صاروا ضحايا ، لأن الأخلاق الحقيقية لابد أن تصطدم مع الخطأ ، و الخطأ مرتبط بالأنانية , و من هنا يأتي دور الدين ليحمي الأخلاق ، لأنه يـُخرج الناس من أنانيتهم ، و من يرتبط بربه و ليس بنفسه هو فقط من يستطيع أن يكون أخلاقياً ، حتى لو لم يجد نفس المعاملة من الآخرين أو ربما وجد إساءة ، لأن أنانيته لا تهمه بقدر الفضائل التي يُرضي بها ربه و يرضي بها إحساسه ، فعلاقته بربه علاقة محبة قائمة على الفضائل والأخلاق بالأساس .

            تم نقل الموضوع من قسم اهم الاخبار – اخبار يومية.
            بواسطة : سارة سرسور

            طرح مميز ..
            يعطيك العافيه غلاتي على روعة الانتقاء
            شكرا لك …