أسباب معينة على ترك المعصية والإصرار عليها للإمام العلامة ابن القيم 2024

أسباب معينة على ترك المعصية والإصرار عليها للإمام العلامة ابن القيم
قال فى كتابه المتحف عدة الصابرين
وأما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور
أحدهما إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة
الثاني مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له فإن المحب لمن يحب مطيع وأفضل الترك ترك المحبين كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين فبين ترك المحب وطاعته وترك من يخاف العذاب وطاعته بون بعيد
الثالث مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالاساءة من أحسن اليه وانما يفعل هذا لئام الناس فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا اليه ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه فملك ينزل بهذا وملك يعرج بذاك فأقبح بها من مقابلة
الرابع مشهد الغضب والانتقام فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب واذا غضب لم يقم لغضبه شيء فضلا عن هذا العبد الضعيف
الخامس مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا ويزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعا وعقلا وعرفا ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذى أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة فكيف أن يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعتها تذهب الشهوة وتبقى الشقوة وقد صح عن النبي أنه قال لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن قال بعض الصحابة ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة فإن تاب رجع اليه وقال بعض التابعين ينزع عنه الإيمان كما ينزع القميص فإن تاب لبسه ولهذا روى عن النبي في الحديث الذى رواه البخارى الزناة في التنور عراة لأنهم تعروا من لباس الإيمان وعاد تنور الشهوة الذى كان في قلوبهم تنورا ظاهرا يحمى عليه في النار

السادس مشهد القهر والظفر فان قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى موقعا وأتم فرحة وأما عاقبته فأحمد عاقبة وهو كعاقبة شرب الدواء النافع الذى أزال داء الجسد وأعاده إلى صحته واعتداله
السابع مشهد العوض وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها وليوازنه بين العوض المعوض فأيهما كان أولى بالإيثار اختاره وارتضاه لنفسه
الثامن مشهد المعية وهو نوعان معية عامة ومعية خاصة فالعامة اطلاع الرب عليه وكونه بعينه لا تخفي عليه حاله وقد تقدم هذا والمقصود هنا المعية الخاصة كقوله ان الله مع الصابرين وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله وان الله لمع المحسنين فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن فضى وطره ونيل شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره فكيف يؤثر عليها لذة منغصة منكدة في مدة يسيرة من العمر انما هى كأحلام نائم أو كظل زائل
التاسع مشهد المغافصة والمعاجلة وهو أن يخاف أن يغافصه الأجل فيأخذه الله على غرة فيحال بينه وبين ما يشتهى من لذات الآخرة فيا لها من حسرة ما أمرها وما أصعبها لكن ما يعرفها الا من جربها وفي بعض الكتب القديمة يامن لا يأمن على نفسه طرفة عين ولا يتم له سرور يوم الحذر الحذر
العاشر مشهد البلاء والعافية فان البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها فأهل البلاء هم أهل المعصية وان عوفيت
أبدانهم وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم وقال بعض أهل العلم في الأثر المروى إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فإن أهل البلاء المبتلون بمعاصى الله والأعراض والغفلة عنه وهذا وإن كان أعظم البلاء فاللفظ يتناول انواع المبتلين في أبدانهم وأديانهم والله أعلم
الحادى عشر أن يعود باعث الدين ودواعيه مصارعة داعى الهوى ومقاومته على التدريج قليلا قليلا حتى يدرك لذة الظفر فتقوى حينئذ همته فإن من ذاق لذة شئ قويت همته في تحصيله والاعتياد لممارسة الأعمال الشاقة تزيد القوى التى تصدر عنها تلك الأعمال ولذلك تجد قوى الحمالين وأرباب الصنائع الشاقة تتزايد بخلاف البزاز والخياط ونحوهما ومن ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقوى فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد
الثانى عشر كف الباطل عن حديث النفس واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها ويساكنها فإنها تصير أمانى وهى رءوس أموال المفاليس ومتى ساكن الخواطر صارت أمانى ثم تقوى فتصير هموما ثم تقوى فتصير ارادات ثم تقوى فتصير عزما يقترن به المراد فدفع الخاطر الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه وترك معاودته
الثالث عشر قطع العلائق والأسباب التى تدعوه إلى موافقة الهوى وليس المراد أن لا يكون له هوى بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ مراد الرب تعالى فإن ذلك يدفع عنه شر استعماله في معاصيه فإن كل شيء من الانسان يستعمله لله فإن الله يقيه شر استعماله لنفسه وللشيطان وما لا يستعمله لله استعمله لنفسه وهواه ولا بد فالعلم ان لم يكن لله كان للنفس والهوى والعمل ان لم يكن لله كان للرياء والنفاق والمال ان لم ينفق في طاعة الله أنفق في طاعة الشيطان والهوى والجاه ان لم يستعمله لله استعمله صاحبه في هواه وحظوظه والقوة ان لم يستعملها في أمر الله استعملته في معصيته فمن عود نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الاخلاص والعمل لله وهذا في جميع أبواب الأعمال فليس شيء أشقعلى المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس

على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس
الرابع عشر صرف الفكر إلى عجائب آيات الله التى ندب عباده إلى التفكر فيها وهى آياته المتلوة وآياته المجلوة فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة الشيطان ومحادثته ووسواسه وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاظرا للرحمن وكتابه ورسوله والصحابة فرغب عن ذلك إلى محاظرة الشيطان من الانس والجن فلا غبن بعد هذا الغبن والله المستعان
الخامس عشر التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها فلا يرضى لنفسه ان يتزود منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم نفعه له فكيف اذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية الألم بل اذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه له كان ذلك حسرة عليه وغبنا
السادس عشر تعرضه إلى من القلوب بين أصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء اليه على الدوام فلعله أن يصادف أوقات النفحات كما في الأثر المعروف ان لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم ولعله في كثرة تعرضه أن يصادف ساعة من الساعات التى لا يسأل الله فيها شيئا الا أعطاه فمن أعطى منشور الدعاء أعطى الاجابة فإنه لو لم يرد اجابته لما ألهمه الدعاء كما قيل
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه … من جود كفك ما عودتنى الطلبا
ولا يستوحش من ظاهر الحال فإن الله سبحانه يعامل عبده معاملة من ليس كمثله شيء في أفعاله كما ليس كمثله شيء في صفاته فإنه ما حرمه الا ليعطيه ولا أمرضه الا ليشفيه ولا أفقره الا ليغنيه ولا أماته الا ليحييه وما أخرج أبويه من الجنة الا ليعيدهما اليها على أكمل حال كما قيل يا آدم لا تجزع من قولى لك واخرج منها فلك خلقتها

وسأعيدك اليها
فالرب تعالى ينعم على عبده بابتلائه ويعطيه بحرمانه ويصحبه بسقمه فلا يستوحش عبده من حالة تسوؤه أصلا الا اذا كانت تغضبه عليه وتبعده منه

السابع عشر أن يعلم العبد بأن فيه جاذبين متضادين ومحنته بين الجاذبين

جاذب يجذبه إلى الرفيق الأعلى من أهل عليين وجاذب يجذبه إلى أسفل سافلين فكلما انقاد مع الجاذب الأعلى صعد درجة حتى ينتهى إلى حيث يليق به من المحل الأعلى وكلما انقاد إلى الجاذب الاسفل نزل درجة حتى ينتهى إلى موضعه من سجين ومتى أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين روحه في هذا العالم فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى الذى كانت تجذبه اليه في الدنيا فهو أولى بها فالمرء مع من أحب طبعا وعقلا وجزءا وكل مهتم بشئ فهو منجذب اليه وإلى أهله بالطبع وكل امرئ يصبو إلى ما يناسبه وقد قال تعالى قل كل يعمل على شاكلته فالنفوس العلوية تنجذب بذاتها وهمها وأعمالها إلى أعلى والنفوس السافلة إلى اسفل
الثامن عشر أن يعلم العبد أن تفريغ المحل شرط لنزول غيث الرحمة وتنقيته من الدغل شرط لكمال الزرع فمتى لم يفرغ المحل لم يصادف غيث الرحمة محلا قابلا ينزل فيه وان فرغه حتى أصابه غيث الرحمة ولكنه لم ينقه من الدغل لم يكن الزرع زرعا كاملا بل ربما غلب الدغل على الزرع فكان الحكم له وهذا كالذى يصلح أرضه ويهيئها لقبول الزرع ويودع فيها البذور وينتظر نزول الغيث فإذا طهر العبد قلبه وفرغه من ارادة السوء وخواطره وبذر فيه بذر الذكر والفكر والمحبة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة وانتظر نزول غيث الرحمة في أوانه كان جديرا بحصول المغل وكما يقوى الرجاء لنزول الغيث في وقته كذلك يقوى الرجاء لإصابة نفحات الرحمن جل جلاله في الأوقات الفاضلة والأحوال الشريفة ولا سيما اذا اجتمعت الهمم وتساعدت القلوب وعظم الجمع كجمع عرفة وجمع الاستسقاء وجمع أهل الجمعة فإن اجتماع الهمم والأنفاس أسباب نصبها الله تعالى مقتضية لحصول الخير ونزول الرحمة كما نصب سائر الأسباب مقتضية إلى مسبباتها بل هذه الأسباب في حصول الرحمة أقوى من الأسباب الحسية في حصول مسبباتها ولكن العبد بجهله يغلب عليه الشاهد على الغائب الحسن وبظلمه يؤثر ما يحكم به هذا ويقتضيه على ما يحكم به الآخر ويقتضيه ولو فرغ العبد المحل وهيأه وأصلحه لرأى العجائب فإن فضل الله لا يرده الا المانع الذى في العبد فلو زال ذلك المانع
لسارع اليه الفضل من كل صوب فتأمل حال نهر عظيم يسقى كل أرض يمر عليها فحصل بينه وبين بعض الأرض المعطشة المجدية سكر وسد كثيف فصاحبها يشكو الجدب والنهر إلى جانب أرضه

التاسع عشر أن يعلم العبد أن الله سبحانه خلقه لبقاء لافناء له ولعز لا ذل معه وأمن لا خوف فيه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه وأمتحنه في هذه الدار بالبقاء الذى يسرع اليه الفناء والعز الذى يقارنه الذل ويعقبه الذل والأمن الذى معه الخوف وبعده الخوف وكذلك الغناء واللذة والفرح والسرور والنعيم الذى هنا مشوب بضده لأنه يتعقبه ضده وهو سريع الزوال فغلط أكثر الخلق في هذا المقام إذ طلبوا النعيم والبقاء والعز والملك والجاه في غير محله ففاتهم في محله وأكثرهم لم يظفر بماطليه ! من ذلك والذى ظفر به انما هو متاع قليل والزوال قريب فإنه سريع الزوال عنه والرسل صلوات الله وسلامه عليهم انما جاءوا بالدعوة إلى النعيم المقيم والملك الكبير فمن أجابهم حصل له ألذ ما في الدنيا وأطيبه فكان عيشه فيها أطيب من عيش الملوك فمن دونهم فإن الزهد في الدنيا ملك حاضر والشيطان يحسد المؤمن عليه أعظم حسد فيحرص كل الحرص على أن لا يصل اليه فإن العبد اذا ملك شهوته وغضبه فانقادا معه لداعى الدين فهو الملك حقا لأن صاحب هذا الملك حر والملك المنقاد لشهوته وغضبه عبد شهوته وغضبه فهو مسخر مملوك في زى مالك يقوده زمام الشهوة والغضب كما يقاد البعير فالمغرور المخدوع يقطع نظره على الملك الظاهر الذى صورته ملك وباطنه رق وعلى الشهوة التى أولها لذة وآخرها حسرة والبصير الموفق يعير نظره من الاوائل إلى الأواخر ومن المبادئ إلى العواقب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
العشرون أن لا يغتر العبد باعتقاده أن مجرد العلم بما ذكرنا كاف في حصول المقصود بل لا بد أن يضيف اليه بذل الجهد في استعماله واستفراغ الوسع والطاقة فيه وملاك ذلك الخروج عن العوائد فإنها أعداء الكمال والفلاح فلا أفلح من استمر مع عوائده أبدا ويستعين على الخروج عن العوايد بالهرب عن مظان الفتنة
والبعد عنها ما أمكنه وقد قال النبي من سمع بالدجال فلينا عنه فما استعين على التخلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه ومظانه
وههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها الا حاذق وهى أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة والله اعلم

يتبع….

    الونشريس
    الله يجعلها في ميزان حسناتك

    جزاكى الله كل خير

    رفع الله قدركم وجزاكم خيرا نورتم الموضوع

    جزاكي الله كل خير

    موضوع جميل

    سارقةٌ أنتِ مع سبق الإصرار والترصد ! 2024

    .
    .
    ها هُنا أتقدمُ على أريكَة الحكمْ والقرار

    وسَأقبض بكفيِ مِطرقةَ الإنصافْ

    فمنْ يملكُ الإنسانية

    حتماً أغناها تلك المشاعرْ

    وحديثِي سيتوجهُ نحو منْ سلبتْ مشاعري عنوةَ

    وهي بالأحرى سارقةَ خلايا بقائِي مع سبق الإصرار والترصدْ

    وَلأني أريدْ أن أدركَ الإنصافْ ولأبتعد عن محورْ الظُلمْ والعربدة

    وبما أنْ المتهمْ بريءٌ حتى تثبتَ إدانتهُ

    لهذا سَ أتريثْ ولنْ أرتهب بالتفاصيلْ

    يَاسيدَتِيِ أولاً منْ أيُّ الكواكِبَ أنتِ


    كانتْ مدينتي قاحلةٌ منْ الماْء والهوآءْ ، جميع الأوقاتْ في ساعتي

    فقطْ الظلامْ والليلْ وإنكسار الوتينْ وجفافْ المياهْ العاطشَةَ ..!!

    وحتىَ الأشجارُ كانتْ محرومةٌ منْ كلَّ شيءْ ، حَتَىَ أوراقها شحيحة العمر

    بعدما باتتْ المدينةَ في عيني كشاشةٍ صفراءْ يكسوهاَ الموتْ والذبول

    و حتىَ البلابل والطيورْ توارثتْ القسوةَ لكي تُهاجر دياري ..!

    ولم يتبقى منهم سوى تلك النعامَةَ الغجريةَ التي تأكل ماتبقى من أزهاري

    وذلك الخفاش العنجهي الذيِ يعثر خطواتِي نحوَ النورْ والحياةْ ، هو ورفيقتهْ !

    تلك البومة الشمطاء التي لاتنامْ تسكنُ خشبةً فوق منزلي الآيل للسقوط

    وكلماَ أكملتُ أشيائي المبهمة لأزرع الأمل في صدري تتجه عيني بعين تلك البومة

    كلما أنظر إليها .. تبادلني بنظراتٍ منْ الدهشة وتغلبني حتى تسقط عيني

    ويسقط معها ذلك الأملْ من صدري بعدما تشمر الشمس شعاعها عني

    لتحرمني بصيصهاَ وتفرط بزرع الظلام في مدينتِي ، ربما أني لا أستحق شعاعها

    إذ أني لم أتعلم بعد كيفية إحتواء الأمال والأحلامْ في فخار نبضيْ ،

    كانتْ أوراقي صفراءْ كلماَ وددتُ أن أجعل جينات الربيع تتلصص نحوهاَ

    كلما أسرعتْ بالتهشمْ شظايا فوق باطنْ كفي ليحترق القلب معهاَ ..!

    والهواءْ .. ليتك تعلمين كيف كانت قصتي معْ الهواءْ !

    عندما أقامْ إتفاقيتهُ الْمشينة مع نوافذي وقضبانِي أن يحرمَ رئتيِ ذراتهُ

    ليصطدمَ على صدر نوافذي عنوةً و يعود مسرعاً لمنْ لايستحقهُ

    لم أكنْ أعلم ياسيدتِي مفهومْ الوفاء قطْ إلا من تلكَ الآلة الخشبيةَ ( قيثارتي )

    التي صنعتها ذاتْ خريفْ منْ شجرةٍ ميتَةَ خلفَ بيتِي ، وتلك الآلةَ الحنونْ

    المُستخرجة من القصبْ الذي يحاوطَ منزليِ توفي من قحط الهواءْ وثقبته الرياح ليصبح ناياً

    أشكي له وأفضفضَ ذاتَ ليلْ بمجملُ الألحانْ الباكيةَ ، فيفز اليل غاضباً

    منْ إلحاحي باليأس والإيقاع الحزينْ المنهكَ ، فكنت لا أباليه ولا أكترث له

    مممممم سَ أكمل عزفي ولنْ أبالي ، فمنذُ متى يهمني أمري

    سَ أشعل لهيب سيجارتي وأركلُ قداحتي أمامي .. ممممم

    كنتُ أمتلك وقتها قطةٍ عرجاءْ عورة العينْين !!

    على رغم إشوهاها إلا وأنها كانتْ تهون قلبي الألم وتصبرني على وحدتي !

    فبعد كل ذلكَ كيفَ لكِ أن تخطينَ لأرضي الفقيرَةَ وتسرقين ماتبقى منِي ؟

    عندما إنتحر بابي المكتوم الأعرج !

    بعدما إصطدم ضوئكِ على ضلعه الايسر !

    وعندَ اللقاءْ في الحديقة المهجورةَ

    وبرقتي قلبي المهجورْ وساقي المشروخ من الشوك

    تَلَعْثَمَت الْحُرُوْف

    وَاضْطَرَبَت الْكَلِمَات فِي خَافِقِي

    وتَأرَجَحت النَبَضَات فِي جَوّفِي

    نَوْعٌ مِن فِقْدَان الِاحْتِمَال انْتَابَنِي

    سَلَبَنِي مَن بُطُوْن وَاقِعِي

    تَأرجحتُ مابينَ العديدْ من الأسئلةَ التي تقول

    أَحْبَبْتُهَا .. كَيْف .. وَمَتَى .؟

    ف نُفِّذَت حَيْرَتَي فِي الْبَحْث عَن الْمَدَى .!

    عَشِقْتُهَا .. لَم .. وَمَا الَّذِي جَرَى ..؟

    ف هَطَلَت اسْتِفْهَامَاتِي قَتّالَة الْهَوَى ..!

    هُوِيَّتِهَا ..!

    حَتَّى مَا كِدْت أَسْمَع صَوْتَاسِوَى لِهَمِسِهَا صَدَى .!

    يا أنتِ .. يَامَن يَخْتَزِن ظَلَالُها جَمِيْع مُفَاهَيْم الْمَفَاتِن

    يَامَن تَرَبَّعْت عَلَى عَرْش قَلْبِي دُوْن ابْقَاء نَّصِيْب لِنَبْضِي

    بِرَبِّك مِن أَي الْمَجَرَّات أَنْت .. !؟

    حُصُوْنَك الْمَنْيُعَة الَّتِي اخْتَرَقْتِهَا حِيْن وُصَلْتِي لَأَسْوَار قَلْبِي

    حَطَّمَت لِجَام صُمُوْدِي .. حَوَّلَتْنِي إِلَى رَجُل آَخَر

    إِلَى بَقَايَا رُوْح تَنْبُض ب الْبَقَاء فَقَط !

    وفي نفس تلك البرهةَ الثريةَ بألوان الربيع !

    بدأتُ أسمعُ أموراً عجيبةَ في مدينتي الغجرية !

    صافرةَ القطارْ التي تمنح لي أملاً قويّ

    وصوتْ الأطفال حولي ينشدونَ بأناشيدْ الوفاءْ

    وأجدَ السنابلَ حولي تنبتُ بطريقَةٍ مبهرةَ

    لتتراقص للرياح التِي أعلنت الهجرةِ ذات يوم من أرضيْ

    والجبال بدأت تبتسمَ لي لتمدَ من بينَ هضابها جبين الشمس المشرقْ

    وتلك الطيور القاسيةَ إرتشفت مؤخراً مياه الحنانْ لتعود لي
    1
    . فأصبحت مبهمَ أهل عودتهم تمركزتْ عند قدوم هذه الانثى

    أمْ أن القحطَ المستمر هو السببْ ، لمْ أطيل بتلك البرهة بالبحث عن إجابة

    فأسرعت لها لأقول وأخبر تلك السارقةَ !

    يا أنتِ يَا نَشْوَة الْأَمِيْرَات

    كيف لك أن تسْتَحْوَذّي عَلَى مَا تَبَقَّى فَيَّ مِن مَشَاعِر

    تِلْك الَّتِي أَضْنَاهَا الْبَقَاء فِي بَرَاثِن الْوَاقِع الْمَرِيْر

    وكيف اسْرَتِي رُوْحِي فِي فَخ حُبَّك

    و نَثَرَتْي فِي دَرَّوَّبَي لحَنّك وعَزفُك

    عَلَى قِيْثَارَة رُوْحِي الْظَّامِئَة إِلَى الَمَزِيِد مِن عِشْقِك

    مِن بَعْد حَبِّك أَحْبَبْت الْحَيَاة

    أَحّبَبْت الْوُجُود لِأَنَّه مُشّرِق بِحُضُوْرِك فِي أَيَّامِي

    يَا بصيص الأمل ويَاسُلَاَلةَ الْسَوسِنْ

    فِي الْقَلْب مُتَفَجّرَات هَائِلَة أَوْرَثَهَا دَمَار حَبَّك فِي كِيَانِي

    وَهَا أَنَا ذَا أَعْتَرِف لَك بِأَنَّك أَشْعَلْت حَرَّوْبَك الْأُنْثَوِيَّة مَعِي

    وَكَان الْنَّصْر حَلِيْفَا لِكِلَيْنَا

    بَيْد أَنَّنَا لازَلْنا فِي الْسَّاحَة نتَبارُز بِأَيِّنَا الْأَطْغَى حُبّا


    يَا أيتُها الْقَابِعَة فِي عُمْق الْوِجْدَان | ..

    اقْتَرَن حُبَّك بِقَلْبِي فِي سَاعَة كُنْت أَظُنُّهَا مِن مَهَام يَوْم مَلِيْء بِالْمَشَاق

    لَم أَكُن أَعْلَم أَن هُنَاك حُب لَا يُقْبَل الْمَسَافَات وَالْأَوْقَات

    وَيُطْرَق قُلُوْبَنَا دُوْن اسْتِئْذَان

    هِي الْقُلُوُب إِن عَشِقْت فَلَهَا طُقُوْس عَجِيْبَة .!

    فعلمتُ وأدركتُ بأنها مبعثةَ منْ ممالك الربيعْ الأ وهم


    ظهيرةَ آبْ !

    ذلك الذي قتل التشرينَ في أرضيْ

    و كانونْ !

    ذلكَ الذي بلَّلَ جفافْ أوراقي الضامئةَ

    و مارسْ !

    ذلكَ الذي منح لطيوري الأمان

    و ابريلْ !

    ذلكَ الذي عمّّ الصلح بين غيومي

    و مايو !

    ذلكَ الذي منح لفراغات الجبال ماء الهدير

    فإكتشفت مؤخراً أنني مخطئٌ باعتقاداتي تلك!

    بعدما أدركتُ أن شهور الربيعْ زرعت في قلبها

    وسلبت وسرقتْ مني ذلك القلب الأعوجْ

    وتلك الأضلع الوحيدة في صدري

    لتبدلهمْ لي بتذكرة الجنونْ

    وتصنع منهم مضماراً يحتويه لقائنا !

    فأدركت أنكِ أجمل سارقة في فصولِيِ

    وإن تدحرج إعترافك بالسرقة إلى قلبِي

    سيكون الحكمْ

    || السجنْ خلف قضبان أنفاسي

    إلى أجلٍ غير مسمى !!

    :

    نَبْضَة مُنَفِرْد
    أَيَّتُهَا الْحَسْنَاء الْقَادِمَة مِن أُفُق الْخَيَالَات

    رِفْقَا بِقَلْبِي الَّذِي اكْتَوَى بِهُيَّامِك

    رُوَيْدَك مَا عُدْت أَحْمِل طَاقَة اسْتِيعابِيّة تُحْتَمَل جُنُوْن عَشِقْنَا

    أُحِبُّك وَفِي دَاخِلِي لِلْحُب رِوَايَة لَا تُقْبَل الْتَّزْيِيْف

    أَعْشَقُك | .. وَيَا لِهَذَا الْعِشْق كَيْف يَهَبُنَا الْمُعْجِزَات !


      أَعْشَقُك | .. وَيَا لِهَذَا الْعِشْق كَيْف يَهَبُنَا الْمُعْجِزَات !

      دائما مواضيعك مميزة
      لا حرمنا جديدك!