^
^
سبحان الله تعالي
ولا اله الا الله
وهو على كل شىء قدير
انا جبت هالموضوع من قبل
فى مدونة اليوتيوب
شكرا يا قمر
سبحان الله تعالي
ولا اله الا الله
وهو على كل شىء قدير
انا جبت هالموضوع من قبل
فى مدونة اليوتيوب
شكرا يا قمر
حولي الرمال تلفني بل من ورائي
واللحد يحكي ظلمة فيها ابتلائي
والنور خط كتابه أنسي لقائي
والأهل أين حنانهم باعوا وفائي
والصحب أين جموعهم تركوا إخائي
والمال أين هناؤه صار ورائي
والاسم أين بريقه بين الثناء
هذه نهاية حالي فرشي التراب
فرشي التراب يضمني وهو غطائي
حولي الرمال تلفني بل من ورائي
واللحد يحكي ظلمة فيها ابتلائي
والنور خط كتابه أنسي لقائي
والحب ودع شوقه وبكى رثائي
والدمع جف مسيره بعد البكاء
والكون ضاق بوسعه ضاقت فضائي
فاللحد صار بجثتي أرضي سمائي
هذه نهاية حالي فرشي التراب
والخوف يملأ غربتي والحزن دائي
أرجو الثبات وإنه قسما دوائي
والرب أدعو مخلصا أنت رجائي
أبغي إلهي جنة فيها هنائي
نسأل الله ان يختم لنا بالخير
|
اعجبتني كتييييييييييييييير
نَظَرا لِأَهَمِّيَّة لَحْظَة الْمَوْت فِي الْمَرَاحِل الانْتِقَالِيَّة لِلْإِنْسَان مِن حَال إِلَى حَال ؛
فَقَد أُوْلَاهَا الْقُرْآَن عِنَايَة
مَلْمُوْسَة فِي كَثِيْر مِن آَيَاتِه . وَقَد جَاءَت أَرْبَع آَيَات بَيِّنَات تَصِف لَحْظَة الْمَوْت ؛
حَيْث قَال تَعَالَى : ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَت الْحُلْقُوْم
﴾ ( الْوَاقِعَة : 83)وَقَال :﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَت الْتَّرَاقِي
﴾ ( الْقِيَامَة : 26 )وَقَال : ﴿ وَلَو تَرَى إِذ الْظَّالِمُوْن فِي غَمَرَات الْمَوْت وَالْمَلائِكَة بَاسِطُوَا أَيْدِيَهِم
﴾ ( الْأَنْعَام :93 )وَقَال سُبْحَانَه : ﴿ وَجَاءَت سَكْرَة الْمَوْت بِالْحَق ﴾ (ق :19 )
وَقَد جَاءَت الْأَحَادِيْث الْنَّبَوِيَّة كَذَلِك مُوَضِّحَة لِلَحْظَة الْمَوْت وَسَكَرَاتِه
وَمَدَى شِدَّتِه ؛ حَيْث قَال الْنَّبِي
صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم ) ( مُعَالَجَة مَلَك الْمَوْت أَشَد مِن أَلْف ضَرْبَة
بِالْسَّيْف وَمَا مِن مُؤْمِن يَمُوْت إِلَا وَكُل عِرْق مِنْه يَأْلَم عَلَى حِدَة ))
( رَوَاه أَبُو نُعَيْم عَن عَطَاء بْن يَسَار ، فِي الْحِلْيَة مُجَلَّد 8 ص 201 )
وَتُرْوَى لَّنَا عَائِشَة رَضِي الْلَّه عَنْهَا انْطِبَاعَاتِهَا عِنْد مَوْت الْرَّسُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم
فَتَقُوْل :
(( مَات الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم وَإِنَّه لَبَيْن حَاقِنَتِي ) الْجُزْء مِن الْجِسْم
الْمُطْمَئِن بَيْن الْتَّرْقُوَة
و الْحَلْق) واقْنَّتِي ( نُقْرَة الْذَّقْن ) ، فَلَا أَكْرَه شِدَّة الْمَوْت لِأَحَد أَبَدا بَعْد الْنَّبِي ))
( رَوَاه الْبُخَارِي فِي صَحِيْحِه فِي كِتَاب الْمَغَازِى بَاب مَرَض الْنَّبِي وَوَفَاتِه 83 )
وَقَالَت عَائِشَة أَيْضا : (( إِن رَسُوْل الْلَّه ÷ كَان بَيْن يَدَيْه رَكْوَة أَو عُلْبَة فِيْهَا مَاء فَجَعَل
يَدْخُل يَدَيْه فِي الْمَاء فَيَمْسَح بِهَا وَجْهَه وَيَقُوْل :
(( لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه إِن لِلْمَوْت سَكَرَات ))
ثُم نَصَب يَدَه فَجَعَل يَقُوْل : (( فِي الْرَّفِيْق الْأَعْلَى )) حَتَّى قُبِض وَمَالَت يَدُه ))
( رَوَاه الْبُخَارِي أَيْضا فِي صَحِيْحِه فِي كِتَاب الْرِّقَاق بَاب سَكَرَات الْمَوْت 42 )
فَانْظُر أَخِتي الْمُؤْمِنه كَيْف كَانَت سَكَرَات الْمَوْت شَدِيْدَة
عَلَى الْحَبِيْب الْمُصْطَفَى وَهْو الْنَّبِي الْمُرْسَل
فَكَيْف بِالْإِنْسَان الْعَادِي ؟
وَمَا جَرَى عَلَى الْنَّبِي مُحَمّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم مَن شَدَائِد الْمَوْت وَسَكَرَاتِه ،
وَأَيْضا عَلَى غَيْرِه مِن الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسَلِيْن ، فِيْه فَائِدَة عَظِيْمَة ،
هِي أَن يُعْرَف الْخَلْق مِقْدَار أَلَم الْمَوْت ، وَأَنَّه بَاطِن ،
وَقَد يَطْلُع الْبَعْض عَلَى الْمُحْتَضَر فَلَا يُرَى عَلَيْه حَرَكَة ،وَلَا قَلِقَا ،
وَيَرَى سُهُوْلَة خُرُوْج رَوْحِه ، فَيَغْلِب عَلَى ظَنِّه سُهُوْلَة أَمَر الْمَوْت ،
وَلَا يَعْرِف حَقِيْقَة الْمَوْقِف الَّذِي فِيْه الْمَيِّت . فَلَمَّا ذَكَر الْأَنْبِيَاء الْصَّادِقُوْن
فِي خَبَرِهِم : شِدَّة أَلَمِه _ مَع كَرَامَتَهُم عَلَى الْلَّه وَتَهْوِيَنَّه عَلَى بَعْضِهِم ،
قَطَع الْخَلْق بِشِدَّة الْمَوْت الَّذِي يُعَانِيْه وَيُقَاسِيْه الْمَيِّت مُطْلَقا لِإِخْبَار الْصَّادِقِيْن عَنْه ،
عَدَا الْشَّهِيْد قَتِيْل الْكُفَّار كَمَا سَنُوَضِّحُه فِيْمَا بَعْد .
وَرُبَّمَا يَتَسَاءَل الْبَعْض : كَيْف أَن الْأَنْبِيَاء وَالرُّسُل وَهُم أَحْبَاب الْلَّه ،
يُقَاسُوْن هَذِه الْشَّدِائِد وَالسَكِرَات ، مَع أَن الْلَّه قَادِر عَلَى أَن يُخَفِّف عَنْهُم ؟
وَالْجَوَاب :
إِن أَشَد الْنَّاس بَلَاء فِي الْدُّنْيَا الْأَنْبِيَاء ، ثُم الْأَمْثَل ، فَالْأَمْثَل _ كَمَا جَاء فِي الْحَدِيْث الْصَّحِيْح :
(( فَأَرَاد الْلَّه أَن يَبْتَلِيَهُم تَّكْمِيْلا لْفَضَائِلَهُم لَدَيْه ، وَرِفْعَة لِدَرَجَاتِهِم عِنْدَه ، وَلَيْس ذَلِك فِي حَقِّهِم نَقْصا وَلَا عَذَابا.
بَل هُو كَمَال وَرِفْعَة ،مَع رِضَاهُم بِجَمِيْل مَا يُجْرَى الْلَّه عَلَيْهِم ، فَأَرَاد الْلَّه سُبْحَانَه أَن يَخْتِم لَهُم
بِهَذِه الْشَّدَائِد ،
مَع إِمْكَان الْتَّخْفِيف وَالْتَّهْوِيْن عَلَيْهِم ، لِيَرْفَع مَنَازِلِهِم ، وَيُعْظِم أُجُوْرَهُم قَبْل مَوْتِهِم ))
فَقَد ابْتَلَى الْلَّه إِبْرَاهِيْم بِالْنَّار، وَمُوَسَى بِالْخَوْف، وَالْأَسْفَار،
وَعِيْسَى بِالصُحَار ، وَالْقِفَار، وَمُحَمَّد بِالْفَقْر
فِي الْدُّنْيَا وَمُقَاتَلَة الْكُفَّار؛ كُل ذَلِك لِرِفْعَة فِي أَحْوَالِهِم، وَكَمَال فِي دَرَجَاتِهِم ،
وَلَا يُفْهَم مِن هَذَا أَن الْلَّه شَدَّد
عَلَيْهِم أَكْثَر مِمَّا شَدَّد عَلَى الْعُصَاة الْمُخَالِفِيْن فَإِن ذَلِك عُقُوْبَة لَهُم،
وَمُؤَاخَذَة عَلَى إِجْرَامِهِم ؛ فَلَا وَجْه لِلْشَّبَه بَيْن هَذَا وَذَاك .
وَكُل الْمَخْلُوْقَات يُحَدِّث لَهَا عِنْد الْمَوْت هَذِه الْسَّكَرَات ،
لَا فَرْق بَيْن عُلْوِي وَأَرْضَى، وَلَا جِسْمَانِي
وَلَا رُوْحَانِي ..
فَالْجَمِيْع يَشْرَب مِن ذَلِك الْكَأْس جَرَّعَتْه ، وَيَغْتص مِنْه غُصَّتَه، قَال سُبْحَانَه : ﴿ كُل نَفْس ذَائِقَة الْمَوْت ﴾ (آَل عِمْرَان :185 )
:: الْلَّهُم ارْحَمْنَا وَهُوِّن عَلَيْنَا مِن سَكَرَات الْمَوْت ::
قُوْلُوْا أَمِيْن يَارَب ..
الْقـــــــــــــبِر وَعَذَابَه
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
قَال الْلَّه تَعَالَى: ( وَأَن الْسَّاعَة آَتِيَة لَّا رَيْب فِيْهَا وَأَن الْلَّه يَبْعَث مَن فِي الْقُبُوْر )[1]
يَقُوْل الْلَّه تَعَالَى: ( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُم الْمَوْت قَال رَب ارْجِعُوْن ، لَعَلِّي أَعْمَل صَالِحا فِيْمَا تَرَكْت ، كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَة هُو قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخ إِلَى يَوْم يُبْعَثُوْن. )[2]
مِن هَذِه الْآَيَة نَعْلَم أَن الْمَوْتَى يَمْكُثُون فِي قُبُوْرِهِم فَتْرَة مِّن الْزَّمَن لَا يَعْلَمُوْن مَدَاهَا إِلَى أَن يَبْعَثُهُم الْلَّه تَعَالَى مِن تِلْك الْقُبُور.
وَأَثْنَاء تِلْك الْفَتْرَة الَّتِي يَقُضُوْنَهَا فِي قُبُوْرِهِم يَكُوْنُوْن إِمَّا سُعَدَاء مُنَعَّمِيْن أَو أَشْقِيَاء مُعَذِّبِيْن بِحَسَب أَعْمَالِهِم فِي الْحَيَاة الْدُّنْيَا.
قَال رَسُوْل الْلَّه (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم) : ( الْقَبْر إِمَّا رَوْضَة مِن رِيَاض الْجَنَّة أَو حُفْرَة مِن حُفَر الْنِّيْرَان. )[3]
فَتَعَال عَزَيَزَتي نَتَعَرَّف أَحْوَال الْمَوْتَى فِي قُبُوْرِهِم.
يُوَاجِه الْمَيِّت فِي قَبْرِه حَالِات لَم يُشَاهِدْهَا فِي الْحَيَاة الْدُّنْيَا، وَتِلْك الْحَالَات هِي: سُؤَال مُنْكَر وَنَكِيْر ، وَضَغْطَة الْقَبْر وَوَحْشَتِه، وَبَقَاؤُه مِنَعَّمَا أَو مُعَذَّبَا بَعْد مَوْتِه إِلَى أَن يَبْعَثَه الْلَّه تَعَالَى وَيَحْشُرُه لِلْحِسَاب يَوْم الْقِيَامَة.
فَمَا الْمُرَاد بِسُؤَال مُنْكَر وَنَكِيْر ؟ وَمَا الْمُرَاد بِضَغْطَة الْقَبْر وَوَحْشَتِه ؟ وَكَيْف يَبْقَى الْمَيِّت مِنَعَّمَا أَو مُعَذَّبا فِي قَبْرِه ؟
أَوَّلَا: سُؤَال مُنْكَر وَنَكِيْر.
بَعْدَمَا يَمُوْت الْإِنْسَان وَيُوْضَع فِي قَبْرِه يُنَزِّل عَلَيْه فِي الْقَبْر مَلَكَان وَيَسْأَلَانه بَعْض الْأَسْئِلَة، فَإِن كَان ذَلِك الْمَيِّت مُؤْمِنا بِالْلَّه تَعَالَى فَإِن الْمَلَكَيْن الَّذِيْن يَنْزِلَان عَلَيْه فِي قَبْرِه هُمَا مُبَشِّر وَبَشِيْر. أَمَّا إِذَا كَان ذَلِك الْمَيِّت كَافِرا بِالْلَّه تَعَالَى فَإِن الْمَلَكَيْن الَّذِيْن يَنْزِلَان عَلَيْه هُمَا مُنْكَر وَنَكِيْر. وَهَذَا الْإِخْتِلاف فِي شَكْل الْمَلَائِكَة وَأَسْمَائِهَا نَاتِج عَن عَمِل الْإِنْسَان فِي دَار الْدُّنْيَا.[5]
و الْإِيْمَان بِالْمُسَاءَلَة فِي الْقَبْر يَعُد أَمْرا وَجَبَا فِي الْإِسْلَام.
وَلَا شَك أَن هُنَاك حِكْمَة مُهِمَّة لِمُسَائِلَة الْمَيِّت فِي قَبْرِه، أَلَّا وَهِي تَمْيِيِز أَهْل الْإِيْمَان عَن أَهْل الْكُفْر، ثُم مُحَاسَبَتُهُم حَسَب أَعْمَالِهِم الَّتِي فَعَلُوْهَا فِي الْدُّنْيَا؛ فَأَهْل الْإِيْمَان لَهُم الْجَنَّة، وَأَهْل الْكُفْر لَهُم الْنَّار.
أَمَّا الْأَسْئِلَة الَّتِي يَطْرَحُهَا الْمَلَكَان عَلَى الْمَيِّت فِي قَبْرِه فَهِي تَتَعَلَّق بِالمُعْتَقَدَات الْدِّيْنِيَّة الْأَسَاسِيَّة الَّتِي يَجِب عَلَى كُل إِنْسَان مَعْرِفَتِهَا وَالْإِيْمَان بِهَا.
رُوِي عَن الْإِمَام مُوْسَى الْكَاظِم عَلَيْه الْسَّلَام: (( إِذَا أُدْخِل الْكَافِر الْقَبْر وَفَارَقَه الْنَّاس أَتَاه مُنْكَر وَنَكِيْر فِي أَهْوَل صُوْرَة، فَيُقِيْمَانَه ثُم يَقُوْلَان لَه: مِن رَبِّك وَمَا دِيْنُك وَمَن نَبِيُّك؟ فَيَقُوْل: لَا أَدْرِي، فَيَقُوْلان لَه: لَا دَرَيْت وَلَا هَدَيْت وَلَا أَفْلَحْت. ثَم يَفْتَحَان لَه بَابَا إِلَى الْنَّار وَيَنْزْلانّه إِلَى الْحَمِيْم مِن جَهَنَّم، وَذَلِك قَوْلُه تَعَالَى: ( وَأَمَّا إِن كَان مِن الْمُكَذِّبِيْن الْضَّآلِّيْن، فَنُزُل مِّن حَمِيْم) يَعْنِي فِي الْقَبْر. ( وَتَصْلِيَة جَحِيْم ) يَعْنِي فِي الْآَخِرَة. )) [8]
ثَانِيا: ضُغْطَة الْقَبْر.
هِي حَالَة صَّعْبَة جَدَّا تُحَدِّث لِلْمَيِّت فِي قَبْرِه، حَيْث يَنْضَغِط الْقَبْر عَلَى الْمَيِّت، فَيَتَأَلَّم أَلَما شَدِيْدا. وَهِي تَحْصُل لِكُل مَيِّت سَوَاء كَان مُؤْمِنا بِالْلَّه سُبْحَانَه، أَم كَان كَافِرا. وَقَد ذَكَر بَعْض الْعُلَمَاء أَن ضُغْطَة الْقَبْر لِلْمُؤْمِن تَطْهِير لَه مِن الْأَدْنَاس وَالْذُّنُوْب كَي يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة وَلَا ذَنْب عَلَيْه.
رُوِي عَن رَسُوْل الْلَّه (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم): ( ضُغْطَة الْقَبْر لِلْمُؤْمِن كَفَّارَة لِمَا كَان مِنْه مِن تَضْيِيْع الْنِّعَم. )[9]
وَمِن أَسْبَاب ضُغْطَة الْقَبْر: سُوَء الْخُلُق مَع الْنَّاس، وَالْنَّمِيْمَة، وَالْغِيْبَة، وَعَدَم الِاهْتِمَام بِالْطَّهَارَة وَغَيْر ذَلِك.[10]
أَمَّا الْأَعْمَال الْصَّالِحَة الَّتِي تُنْجِي مِن ضَغْطَة الْقَبْر وَعَذَابِه فَهِي كَثِيْرَة مِنْهَا: قِرَاءَة سُوْرَة الْنِّسَاء كُل جُمُعَة، وَالْمُدَاوَمَة عَلَى قِرَاءَة التَّكَاثُر عِنْد الْنَّوْم، وَقِرَاءَة سُوْرَة الْمُلْك وَقِرَاءَة الْدُّعَاء الْمَأْثُوْر عَن الْنَّبِي مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم عِنْد الْدَّفْن.
ثَالِثا: وَحْشَة الْقَبْر.
إِن أَوْل لَيْلَة تَمُر عَلَى الْمَيِّت فِي قَبْرِه تَكُوْن أَوْحَش لَيْلَة عَلَيْه، وَهَذِه الْلَّيْلَة تُسَمَّى لَيْلَة الْوَحْشَة أَو لَيْلَة الْدَّفْن.
وَقَد وَرَد ذِكْر هَذِه الْلَّيْلَة فِي بَعْض أَحَادِيْث الْنَّبِي وَأَهَل بَيْتِه عَلَيْهِم الْسَّلام، وَمِنْهَا مَا جَاء فِي أَحَد كَتَب الْإِمَام عَلَي عَلَيْه الْسَّلَام إِلَى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر رَضِي الْلَّه عَنْهُمَا، حَيْث قَال فِي ذَلِك الْكِتَاب: (( يَا عِبَاد الْلَّه، مَا بَعْد الْمَوْت لِمَن لَا يَغْفِر الْلَّه لَه أَشَد مِن الْمَوْت، الْقَبْر فَاحْذَرُوا ضِيْقِه وَضَنْكِه وَغُرْبَتِه، إِن الْقَبْر يَقُوْل كُل يَوْم: أَنَا بَيْت الْغُرْبَة، أَنَا بَيْت الْتُّرَاب، أَنَا بَيْت الْوَحْشَة، أَنَا بَيْت الدُّوْد وَالْهَوَام. ))[13]
وَلَرُب سَائِل يَسْأَل: هَل تُوْجَد أَعْمَال صَالِحَة تُنْجِي مِن وَحْشَة الْقَبْر ؟
فَنَقُوْل لَه نَعَم. هُنَاك رِوَايَات تُذَكِّر بَعْض الْأَعْمَال الْصَّالِحَة الَّتِي تُنْجِي الْمَيِّت مِن وَحْشَة الْقَبْر. وَمِنْهَا مَا يَلِي:
1- صَلَاة الْهَدِيَّة.
تُسَمَّى هَذِه الصَّلَاة بِأَكْثَر مِن اسْم، فَمَن أَسْمَائِهَا: صَلَاة لَيْلَة الْوَحْشَة، وَصَلَاة لَيْلَة الْدَّفْن، وَصَلَاة الْهَدِيَّة. وَهِي مُرْوِيَة عَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم.
2- الْصَّدَقَة.
يُسْتَحَب الْتَّصَدُّق عَن الْمَيِّت فِي أَوَّل لَيْلَة تَمُر عَلَيْه وَهُو فِي قَبْرِه لِيَنْجُو مِن وَحْشَة الْقَبْر.
وَهَذَان الْعَمَلَان الْصَّالِحَان مَرْوِيَّان عَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم فِي قَوْلُه: (( لَا يَأْتِي عَلَى الْمَيِّت سَاعَة أَشَد مِن أَوَّل لَيْلَة، فَارْحَمُوْا مَوْتَاكُم بِالْصَّدَقَة فَإِن لَم تَجِدُوْا فَلْيُصَل أَحَدُكُم رَكْعَتَيْن يَقْرَأ فِي الْأُوْلَى ( بِفَاتِحَة الْكِتَاب ) مَرَّة وَسُوْرَة الْتَّوْحِيْد ( قُل هُو الْلَّه أَحَد ) مَرَّتَيْن. وَفِي الْثَّانِيَة ( فَاتِحَة الْكِتَاب ) مَرَّة وَسُوْرَة التَّكَاثُر عَشْر مَرَّات وَسَلَّم وَيَقُوْل: ( الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد وَابْعَث ثَوَابَهَا إِلَى قَبْر ذَلِك الْمَيِّت فُلَان بِن فُلَان. )) فَيَبْعَث الْلَّه مِن سَاعَتِه أَلْف مَلَك إِلَى قَبْرِه مَع كُل مَلَك ثَوْب وَحُلَّة، وَيُوَسِّع فِي قَبْرِه مَن الْضِّيْق إِلَى يَوْم يُنْفَخ فِي الْصُّوَر، وَيُعْطَى الْمُصَلِّي بِعَدَد مَا طَلَعَت عَلَيْه الْشَّمْس حَسَنَات وَتَرْفَع لَه أَرْبَعُوْن دَرَجَة. )) [14]
رَابِعا: نَعِيْم الْمَيِّت أَو عَذَابَه فِي الْقَبْر.
قَال تَعَالَى: ( وَلَا تَحْسَبَن الَّذِيْن قُتِلُوَا فِي سَبِيِل الْلَّه أَمْوَاتا بَل أَحْيَاء عِنْد رَبِّهِم يُرْزَقُوْن . فَرِحِيْن بِمَا آُتَاهُم الْلَّه مِن فَضْلِه . وَيَسْتَبْشِرُوْن بِالَّذِين لَم يَلْحَقُوْا بِهِم مِن خَلْفَهُم أِلْا خَوْف عَلَيْهِم وَلَا هُم يَحْزَنُوْن . يَسْتَبْشِرُوْن بِنِعْمَة مِّن الْلَّه وَفَضْل وَأَن الْلَّه لَا يُضِيْع أَجْر الْمُؤْمِنِيْن. )[15]
تُحَدِّثُنَا هَذِه الْآَيَة الْشَرِيفَة عَن حَال الَّذِيْن يَقْتُلُوْن فِي سَبِيِل الْلَّه تَعَالَى، أَنَّهُم يَبْقَوْن أَحْيَاء يُرْزَقُوْن حَتَّى بَعْد مَوْتِهِم، وَيَشْعُرُوْن بِالْفَرَح وَالاسْتِبْشَار بِنِعْمَة الْلَّه عَلَيْهِم.
وَقَال تَعَالَى: ( وَلَو تَرَى إِذ يَتَوَفَّى الَّذِيْن كَفَرُوَا الْمَلَائِكَة يَضْرِبُوْن وُجُوْهَهُم وَأَدْبَارَهُم وَذُوْقُوْا عَذَاب الْحَرِيْق. ذَلِك بِمَا قَدَّمَت أَيْدِيَكُم وَأَن الْلَّه لَيْس بِظَلَّام لِّلْعَبِيد. ) [16]
الْخُلَاصَة
1. يَنْتَقِل الْنَّاس بِالْمَوْت مِن الْحَيَاة الْدُّنْيَا إِلَى حَيَاة الْبَرْزَخ ثُم يَحْشُرُهُم الْلَّه تَعَالَى لِلْحِسَاب لِيَوْم الْقِيَامَة.
2. يَكُوْن الْنَّاس فِي حَيَاة الْبَرْزَخ إِمَّا سُعَدَاء مُنَعَّمِيْن أَو أَشْقِيَاء مُعَذِّبِيْن.
3. تُحَدِّث لِلْمَيِّت فِي الْقَبْر حَالِات لَم يُشَاهِدْهَا فِي الْدُّنْيَا، هِي سُؤَال مُنْكَر وَنَكِيْر، وَضَغْطَة الْقَبْر وَوَحْشَتِه، وَالْنَّعِيم أَو الْعَذَاب فِي الْقَبْر.
4. يُسْأَل الْمَيِّت فِي قَبْرِه عَن رَبِّه وَدِيْنِه وَنَبِيِّه.
5. يُمْكِن لِلْإِنْسَان أَن يَعْمَل أَعْمَالا صَالِحَة تُنْجِي الْمَيِّت مِن ضَغْطَة الْقَبْر وَوَحْشَتِه.
وَأَسْأَل الْلَّه يَقِيْنا عَذَاب الْقَبْر
قصيده تحكي واقعاً
احببت أن اضعها بين أيديكم ..
قِصَّتي حُزن ومَرَارة ** تِحكي عن سارة الفتون
لبسهاعالموضة دايم ** والعــبــاية بكــل لون
العــطـــر فوَّاح منها ** والكــحل غطَّى العيون
تقول: (إيماني في قلبي ** لا تسيـؤن الظّنون)
****
يا شَريفة يا عَفيفة *** لِيْه رشِّيتي العطر؟؟
يالِّي أهدافِك نَظيفة *** لِيْه جمَّلتي الثَّغر؟؟
لِيْه لِسِيقانِك كَشفتي *** ولِيْه لِشَعْرك والنَّحر؟؟
ليه خصَّرتي العَبَاية *** لِيْن أبْدِيتي الصَّدْر؟؟
***
شافوا سارة رجال حِسبة ** كلَّموها وانصحوها
مخــــافة الله ذكَّروها ** ومن عذابه حذَّروها
أم ســـارة خاصمتهم ** واشتـــكتهم لأبوها
والأب اللاهي تكلَّم : ** (بنتي حُرَّة اتركوها)
****
مَــرَّة سارة خارجة ** من بيتها ويَّا الرفيق
اصدمتهم شاحنــــة ** في حادثة وسط الطَّريق
من عُقب مَلْهَى ومَقْهَى ** صاروا في قبرٍ وضِيق
وصاروا عبرة لكلِّ عاصي ** علُّــــه من غيُّه يفيق
****
الشباب في كلِّ مـــول ** ما دَروا شِي الِّي جَرى
ويــن سارة ؟؟ يسألون ** مـــوت سارة ما طرى
ما دَروا إنِّـــك يا سارة ** غيَّبــــــوكِ في الثَّرى
ما دروا مين الِّي باع ** وما دروا مين اشترى
****
كَمْ فسَدت وكَمْ غويت!! ** ما سلكْت درب الهِداية
ليْت ربِّي ما عَصيت!! ** ليْت ما طِعتك هوايَ !!
ليتِنـــي يوم إني مِتْ ** ماتَـــت ذنوبي معايَ !!
ليتـــهم يوم ادفنوني ** ادفنـــوا ذِيك العَبَاية !!
****
ليْت أبويَة يوم جوني ** قال يا بنتي خطيتي !!
ليْت ما طِعْتينـي يُمَّة ** ولعَبـاتي ما شَريتي !!
ليْت لأفعالي نهـيتي ** ولعذابِــي ما سَعيتي !!
ليْت حَرَّصْتـي عَليَّ ** ليْت عنِّـي ما غفِيتي !!
****
ماأدري وِش بألقى يَا يُمَّة ** يُوم نُومي في القُبور !!
ألقـى حُفْرة وإلاَّ روضَة ** ألقـى ظُلْـــمَة وإلاَّ نور !!
ألقى نــــار وإلاَّ جَنَّــــة ** ألقــى ظِل وإلاَّ حَــرُور !!
آه مِن دُنيَــــا الأمانــــي ** آه من دُنيـــــا الغـــــرور
****
لِيْه تِبرَّجتـي يا سارة ؟؟ ** ما قَريتـي في الكِتاب ؟!!
السُّوَر أنزلـــها ربِّـي ** فيــها آيـــات الحِجــــاب !!
لِيْه بِحُكْمُه ما رضيتي ؟؟ ** لِيْه جانبتي الصَّواب ؟؟
لِيْه تِكَبَّرْتـي وعَصِيتي ؟؟ ** ما تِذكَّرتي الحِساب ؟!!
****
يا بَنــات في كِلِّ دِيْرة ** لا تسَـــوُّا مِثل ســارة
التَبَــــرُّج والسُّفــــور ** هوَّعِنـــــوان الخَسارة
الحِجَـــــاب هوَّ الرُّقي ** والتَّقــدًّم والحضـــــارة
الحِجاب تَقْوى وعِبَادة *** الحجاب عِفَّة وطهَارة
****
ما نقــــول حِجَابنـــــا ** تَقْـليد وعَادة ما نقــول
ما نقـــــــول هوَّ خِيْرَة ** نِتَّبِـــعْها أو نِحُــــول
ما نقــــــول قـــولٍ على ** قول ربِّي والرَّسُــول
ما لنـــا إلاَّ الرِّضــى ** بشَــرْع ربِّــي والقبــول
وهذا بالضبط ما كان يتصوره الصحابة رضوان الله عليهم , على أن جاء النبي صلى الله علية وسلم فصحح أفكارهم و علمهم أن العب الأطفال
في التراب له من الفوائد ما يجهلونه فلقد روى الطبراني أن الرسول صلى الله علية وسلم مر على صبيان وهم يلعبون بالتراب , فنهاهم بعض أصحاب النبي صلى علية وسلم فقال : (( دعهم فإن التراب ربيع الصبيان ))
أن لعب طفلك في التراب بحرية مقننة ُينمي عقله , ويصقل فكره , ويعطيه الثقة في نفسه , دليل ذلك أن أحد هولاء الأطفال أثناء لعبه في الطين كان سبباً في تصحيح مسار إمام كبير هو الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه .
((فلقد ورد أن الإمام أبي حنيفة رأى غلاماً يلعب بطين فقال له:يا غلام إياك والسقوط في الطين فقال الغلام للإمام : إياك أنت من السقوط , لأن سقوط العالم ِ سقوط العالم َ,فكان أبو حنيفة لا يفتي بعد سماع هذه الكلمة الأبعد مدارسة المسالة شهراً كاملاً مع تلامذته ))