كربلاء ومقتل الحسين 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ
ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ
ﺑﻦ
ﺃﺑﻲ
ﺳﻔﻴﺎﻥ(رضي الله عنه)
ﻓﻲ
ﺳﻨﺔ
41 ﻫـ،
ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ
ﺗﻨﺎﺯﻝ
ﻟﻪ
ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﺑﻦ
ﻋﻠﻰ
ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﺑﺎﻳﻌﻪ ﻫﻮ ﻭﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﻤﺎ – ﻭﺗﺒﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺮﺻًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ
ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺼﻒ، ﻭﻗﺪ ﺃﺛﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺤﺴﻦ،
ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻌﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻠﺢ " ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ" ، ﻭﺣﻘﻖ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻌﻰ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻗﻮﻟﺘﻪ : "ﺍﺑﻨﻲ
ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺪ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺘﻴﻦ ﻋﻈﻴﻤﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺑﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺘﺮﺩﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ
ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻴﻜﺮﻣﻬﻤﺎ ﻭﻳﺤﺴﻦ ﻭﻓﺎﺩﺗﻬﻤﺎ، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻟﻬﻤﺎ ﻗﺪﺭﻫﻤﺎ
ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻟﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻇﻞ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻳﻔﺪ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ
ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ؛ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺇﻛﺮﺍﻣﻪ، ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻓﻴًّﺎ
ﻟﺒﻴﻌﺘﻪ، ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻧﻘﻀًﺎ ﻟﺒﻴﻌﺘﻪ ﻟﻪ، ﻭﻟﻢ
ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺷﺘﺮﻙ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﺑﻨﻪ " ﻳﺰﻳﺪ" ﻓﻲ
ﺳﻨﺔ 49ﻫـ .
ﻓﺎﺟﺄ "ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ" ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺘﺮﺷﻴﺢ ﺍﺑﻨﻪ "ﻳﺰﻳﺪ"
ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺃﺧﺬ
ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺑﺎﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺗﺎﺭﺓ
ﻭﺑﺎﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﺳﻮﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻭﺗﺮﻛﺰﺕ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ .
ﺗﻮﻓﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺳﻨﺔ 60 ﻫـ، ﻭﺧﻠﻔﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﺰﻳﺪ؛
ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻳﻊ
" ﻳﺰﻳﺪ" ، ﻛﻤﺎ ﺭﻓﺾ -ﻣﻦ ﻗﺒﻞ – ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻭﻟﻴًّﺎ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﺃﺑﻴﻪ
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﺮًّﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻋﺘﺼﻢ ﺑﻬﺎ، ﻣﻨﺘﻈﺮًﺍ ﻣﺎ ﺗﺴﻔﺮ
ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .
ﺗﺤﻔﻴﺰ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ
ﺭﺃﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻗﺪ ﺣﺎﻧﺖ ﻷﻥْ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺑﺨﺮﻭﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ؛ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ
ﺯﻋﻴﻤﻬﻢ "ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺻﺮﺩ" ، ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻮﺍ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﻳﺤﺜﻮﻧﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻟﻴﺴﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻩ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﺗﺘﺎﺑﻌﺖ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺮﻏﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﺣﺘﻰ
ﺑﻠﻐﺖ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ .
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ، ﻭﻭﻋﻮﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺍﻟﺨﻼﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ، ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻟﺪﻋﻮﺗﻬﻢ، ﻭﻋﺰﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﻄﻠﻊ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﻭﻋﻮﺩﻫﻢ؛ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ " ﻣﺴﻠﻢ
ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ" ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ . ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ، ﺣﺘﻰ
ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺑﺎﻟﻎ ﻭﺣﻔﺎﻭﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻧﺰﻝ ﺩﺍﺭ "ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ
ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ" ﻭﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﻣﻘﺮًّﺍ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ
ﻣﻨﻬﻢ، ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ " ﻣﺴﻠﻢ" ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺠﻴﺒﻬﻢ
ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺇﻥ ﻟﺰﻣﻮﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ، ﻭﺻﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ؛ ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥ،
ﻭﻗﺎﻡ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺗﺄﻳﻴﺪﻫﻢ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺧﻄﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺆﺛﺮًﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ : "ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷﺟﻴﺒﻨﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻮﺗﻢ، ﻷﻗﺎﺗﻠﻦ ﻣﻌﻜﻢ ﻋﺪﻭﻛﻢ،
ﻭﻷﺿﺮﺑﻦ ﺑﺴﻴﻔﻲ ﺩﻭﻧﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ." ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺎﻡ " ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ" ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺑﻴﻌﺘﻬﺎ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﻳﻄﻤﺌﻨﻪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ : " ﺑﺎﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ
ﻓﺄﻗﺪﻡ، ﻓﺈﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﻚ، ﻭﻻ ﺭﺃﻱ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺁﻝ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ."
ﻭﻟﻤﺎ ﻋﻠﻢ "ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ" ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ، ﻋﺰﻝ ﻭﺍﻟﻴﻬﺎ
" ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ" ﻟﺘﺴﺎﻫﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺗﻐﺎﺿﻴﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ، ﻭﻭﻟّﻰ
ﻣﻜﺎﻧﻪ " ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ" ﻓﺤﻀﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ، ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﻭﻻﺀ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﺬﻝ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ،
ﻓﺎﻧﻔﻀﺖ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺣﻮﻝ ) ﻣﺴﻠﻢ( ﻭﺗﺮﻛﻮﻩ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﺼﺮﻋﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ "ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ" ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﻓﻤﺎﺕ، ﺛﻢ
ﺻﻠﺒﻪ؛ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻗﺘﻴﻞ ﺻُﻠﺒﺖ ﺟﺜﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ .
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ 8 ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ 60 ﻫـ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺑﻠﻎ "ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ" ﻋﻠﻢ ﺑﻤﻘﺘﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺗﺨﺎﺫﻝ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ
ﻭﻧﺼﺮﺗﻪ، ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻟﻜﻦ ﺇﺧﻮﺓ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﺻﺮّﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ
ﻗﺪﻣًﺎ ﻟﻸﺧﺬ ﺑﺜﺄﺭﻩ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﺪًﺍ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻭﻋﺘﻬﻢ، ﻭﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ
ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ )2 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ( ، ﻭﻭﺟﺪ
ﺟﻴﺸًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﻳﻘﻮﺩﻩ "ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ" ﻓﻲ ﺣﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴًﺎ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻔﺮﻕ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ
ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻤﻦ ﺗﺒﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻋﺴﻜﺮﺕ ﺍﻟﻘﻮﺗﺎﻥ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﺠﺪِ
ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺗﺨﺎﺫﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ
ﻭﺗﺨﻠﻴﻬﻢ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺑﻠﻎ ﺗﺨﺎﺫﻟﻬﻢ
ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺑﻬﺎ،
ﻓﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺣﻠﻮﻝ : ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻗﺒﻞ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺛﻐﺮ ﻣﻦ ﺛﻐﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻣﺎ
ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻴﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺧﻄﻮﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ،
ﻭﺣﻘﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ؛ ﻓﺒﻌﺚ ﺑﻬﺎ "ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ" ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﻴﻪ "ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺯﻳﺎﺩ" ﻓﺮﻓﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ، ﻭﺃﺑﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ
ﺃﺳﻴﺮًﺍ، ﻭﻳﺮﺳﻠﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﺳﺨﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ
ﺣﻴﻦ ﺃﺑﺪﻯ ﻋﻄﻔًﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ : "ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺑﻌﺜﻚ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻟﺘﻜﻒ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻟﺘﻤﻨِّﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻭﺍﻧﻈﺮْ ﻓﺈﻥ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻤﻮﺍ، ﻓﺎﺑﻌﺚ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻲَّ، ﻭﺇﻥ ﺃﺑﻮﺍ ﻓﺎﺯﺣﻒ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭﺗﻤﺜِّﻞ ﺑﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ."
ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ، ﻭﺟﻤﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺓ ﻭﻗﺎﻝ
ﻟﻬﻢ : " ﻟﻘﺪ ﺑﺮﺭﺗﻢ ﻭﻋﺎﻭﻧﺘﻢ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻏﻴﺮﻱ، ﻭﻟﻮ ﻗﺘﻠﻮﻧﻲ ﻟﻢ
ﻳﺒﺘﻐﻮﺍ ﻏﻴﺮﻱ ﺃﺣﺪًﺍ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﻨّﻜﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺘﻔﺮﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﻮﺍﺩﻩ ﻭﺍﻧﺠﻮﺍ
ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ." ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ – ﻭﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﻋﻤﻮﻣﺘﻪ
ﻭﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ – ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ " : ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ! ﺑﻞ ﻧﺤﻴﺎ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ﻭﻧﻤﻮﺕ ﻣﻌﻚ ."
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻟﺠﺄ ﺟﻴﺶ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻭﺻﺤﺒﻪ، ﻓﻠﺒﺜﻮﺍ ﺃﻳﺎﻣًﺎ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻄﺶ، ﻳﺴﺘﻬﺪﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻛﺮﺍﻩ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ، ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺗﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻓﺎﺭﺳًﺎ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ
ﺭﺍﺟﻼً، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﺟﻴﺶ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ، ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﻢ
ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻭﺭﺍﻛﺒﻮ ﺍﻹﺑﻞ، ﻭﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺻﻨﻮﻓًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺿﺮﻭﺑًﺎ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻹﻗﺪﺍﻡ، ﻭﺗﺴﺎﻗﻄﻮﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﻢ ﻣﻠﺘﻔﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ،
ﻭﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﺗﻌﺪﻯ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋِﺘﺮﺗﻪ ﻭﺁﻝ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﻫﻮ، ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ
ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﺃﺛﺨﻨﻮﻩ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺡ؛ ﻓﺴﻘﻂ ﻗﺘﻴﻼً، ﺛﻢ ﻗﻄﻌﻮﺍ
ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺇﻻ
" ﻋﻠﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ، ﻓﺤﻔﻆ ﻧﺴﻞ ﺃﺑﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ، ﻣﺄﺳﺎﺓً
ﻣﺮﻭِّﻋﺔ ﺃﺩﻣﺖ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﺰﺕ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ،
ﻭﺣﺮﻛﺖ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒًﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ
ﺿﺪ ﺍﻷﻣﻮﻳﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺴﻘﻮﻃﻬﻢ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺿﻬﺎ[1] .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ؟
ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻦ ﺻﺮﺧﺔ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺿﺪ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺝ – ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭ ﺭﺿﻲ ﺑﺬﻟﻚ – ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﻗُﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺋﻨﺎ ﻭﻧﺴﺎﺋﻨﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ؛
ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﺭﺿﻴﻨﺎ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﻼﺏ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ
ﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ؟!
ﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻠﻘﻤﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺫﺑﺢ ﺍﻟﺒﺴﺎﺳﻴﺮﻱ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺍﻵﻥ ﺗُﻬﺪَّﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻳُﻘﺘﻞ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺗُﺒﻘﺮ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﻣﻞ ﻭﺗﺤﺮَّﻕ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﻭﻳُﺨﺘﻄﻒ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﺗُﻐﺘﺼﺐ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ . ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﺭﺿﻲ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻧﺎﺻﺒﻮﺍ
ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻨﻄﻖ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺇﻟﻐﺎﺀ
ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﺣِّﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺰُّﻫﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌُﺒّﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﻭﻳﺘﻮﺍﻃﺌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺸﻨﻌﺎﺀ؟!
ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺗُﺤﺎﺭﺏ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻷﺟﻞ ﻛﺬﺑﺔ ﺃﻋﺠﻤﻴﺔ ﺻﻔﻮﻳﺔ
ﻣﻠﻔّﻘﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺗﻜﻔِّﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺗﺘﺒﺮﺃ ﻣﻦ
ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺑﺪﺭٍ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ
ﺑﺘﺰﻛﻴﺘﻬﻢ ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﺭﺿﻲ ﻋﻨﻬﻢ؟!
ﻣﺘﻰ ﺗُﻜﻒّ ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﺍﻵﺛﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻮﻳﻮﻥ ﺿﺪ ﻛﻞ
ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻣﺆﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ؟
ﻧﺤﻦ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺤﺴﻴﻦ ﺩﻳﻨًﺎ ﻭﻣﻠَّﺔ، ﻭﻧﺴﺒًﺎ ﻭﺻﻬﺮًﺍ، ﻭﺣﺒًّﺎ ﻭﻭﻻﺀً، ﻭﺃﺭﺿًﺎ
ﻭﺑﻴﺘًﺎ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺨًﺎ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ، ﺍﺭﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨّﺎ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ، ﻭﺃﻏﻤﺪﻭﺍ ﻋﻨّﺎ
ﺧﻨﺠﺮ ﺍﻟﻐﺪﺭ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻛﺘﻮﻳﻨﺎ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺃُﺻﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺪﺍﺀ
ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻤﺼﺮﻉ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ :
ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﺮﺃﺳﻚ ﻳﺎﺑﻦ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤـﺪ *** ﻣﺘـﺰﻣِّـﻼً ﺑﺪﻣـﺎﺋﻪ ﺗﺰﻣﻴــﻼ
ﻭﻳﻜﺒِّـﺮﻭﻥ ﺑـﺄﻥ ﻗﺘﻠـﺖ ﻭﺇﻧﻤﺎ *** ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺑـﻚ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴـﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴـﻼ
ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ : "ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ
ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ."! ﻭﺃﻗﻮﻝ : ﻟﻮ ﻛﺮﻩ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﺘﺒﺮﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻭﻟﺒﺘﺮﻧﺎﻩ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺤﺒﻬﻢ ﺍﻟﺤﺐ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﺴُّﻨﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻟﻬﺪﻱ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻻ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺼﻔﻮﻱ ﻭﺍﻟﺴﺒﺌﻲ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠّﺔ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ :
ﻣﺮﺣﺒًﺎ ﻳﺎ ﻋـﺮﺍﻕ ﺟﺌﺖ ﺃﻏﻨﻴﻚ *** ﻭﺑﻌﺾٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨـﺎﺀ ﺑﻜـﺎﺀ
ﻓﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻌﺾ ﺟﺮﺍﺣﻲ *** ﻭﺑﺼﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻰ ﻛﺮﺑﻼﺀ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺂﺗﻢ ﻭﻭﻻﺋﻢ، ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﺰﺍﺋﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺰﺍﺋﻢ .
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﺒﻄﻴﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴًّﺎ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ[2]

    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    نبرأ إلى الله من قتل الحسين أو أى شخص من آل البيت
    بل و من مقتل كل مسلم دون وجه حق و من القتلة
    عليهم من الله ما يستحقون
    " إنا لله و إنا إليه راجعون "

    الونشريس
    جزاك الله خيرا (:

    الونشريس

    واياكي يا حبيبتي (:

    جــــزاكي الله خيــــــرا

    سيدا شباب الجنة الحسن والحسين رضى الله عنهما 2024

    الونشريس

    الونشريس

    الحسن بن على بن أبى طالب
    رضي الله عنه
    سيد شباب الجنة

    "اللهم إني أحبُّ حسناً فأحبَّه وأحِبَّ مَنْ يُحبُّه "
    حديث شريف
    من هو ؟
    الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد ، ولدته فاطمة في المدينة
    سنة ( 3ه ) ، وهو أكبر أبنائها ، كان عاقلاً حليماً محباً للخير
    وكان أشبه أهل النبي بجده النبي
    الونشريس

    كرم النسب

    قال معاوية وعنده عمرو بن العاص وجماعة من الأشراف ( من أكرم الناس أباً وأماً وجدّاً وجدّة وخالاً وخالةً وعمّاً وعمّةً ) .. فقام النعمان بن عجلان الزُّرَقيّ فأخذ بيد الحسن فقال ( هذا ! أبوه عليّ ، وأمّه فاطمة ، وجدّه الرسول
    الونشريس وجدته خديجة ، وعمّه جعفر ، وعمّته أم هانىء بنت أبي طالب ، وخاله القاسم ، وخالته زينب ) .. فقال عمرو بن العاص ( أحبُّ بني هاشم دعاك إلى ما عملت ؟) .. قال ابن العجلان ( يا بن العاص أمَا علمتَ أنه من التمس رضا مخلوق بسخط الخالق حرمه الله أمنيّته ، وختم له بالشقاء في آخر عمره ، بنو هاشم أنضر قريش عوداً وأقعدها سَلَفاً ، وأفضل أحلاماً ) ..
    حب الرسول له
    قال الرسول
    الونشريسوالحسن على عاتقه ( اللهم إني أحبُّ حسناً فأحبَّه ، وأحِبَّ مَنْ يُحبُّه ) .. وكان الرسول الونشريسيصلي ، فإذا سجد وثب الحسنُ على ظهره وعلى عنقه ، فيرفع رسول اللهالونشريس رفعاً رفيقاً لئلا يصرع ، قالوا ( يا رسول الله ، رأيناك صنعت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته بأحد ) .. قال ( إنه ريحانتي من الدنيا ، وإن ابني هذا سيّد ، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين ) ..
    الهيبة والسؤدد
    كان الحسن – رضي الله عنه – أشبه أهل النبي بالنبي
    الونشريس فقد صلّى أبو بكر الصديق صلاة العصر ثم خرج يمشي ومعه عليّ بن أبي طالب ، فرأى الحسن يلعبُ مع الصبيان ، فحمله على عاتقه و قال ( بأبي شبيه بالنبيّ ، ليس شبيهاً بعليّ ) .. وعلي يضحك ..

    كما قالت زينب بنت أبي رافع رأيت فاطمة بنت رسول اللهالونشريس أتت بابنيها إلى رسول اللهالونشريس في شكواه الذي توفي فيه فقالت ( يا رسول الله ! هذان ابناك فورّثْهُما ) .. فقال ( أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي ) ..
    أزواجه

    كان الحسن – رضي الله عنه – قد أحصن بسبعين امرأة ، وكان الحسن قلّما تفارقه أربع حرائر ، فكان صاحب ضرائر ، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري وعنده امرأة من بني أسد من آل جهم ، فطلقهما ، وبعث إلى كلِّ واحدة منهما بعشرة آلاف وزقاقٍ من عسل متعة ، وقال لرسوله يسار بن أبي سعيد بن يسار وهو مولاه ( احفظ ما تقولان لك ) .. فقالت الفزارية ( بارك الله فيه وجزاه خيراً ) .. وقالت الأسدية ( متاع قليل من حبيب مفارقٍ ) .. فرجع فأخبره ، فراجع الأسدية وترك الفزارية ..

    وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال قال عليُّ ( يا أهل الكوفة ، لا تزوّجوا الحسن بن عليّ ، فإنه مطلاق ) .. فقال رجل من همدان ( والله لنزوِّجَنَّهُ ، فما رضي أمسك ، وما كره طلّق ) ..
    فضله
    قال معاوية لرجل من أهل المدينة ( أخبرني عن الحسن بن علي ) .. قال ( يا أمير المؤمنين ، إذا صلى الغداة جلس في مصلاّه حتى تطلع الشمس ، ثم يساند ظهره ، فلا يبقى في مسجد رسول الله
    الونشريس رجل له شرف إلاّ أتاه ، فيتحدثون حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ، ثم ينهض فيأتي أمهات المؤمنين فيُسلّم عليهن ، فربما أتحفنه ، ثم ينصرف إلى منزله ، ثم يروح فيصنع مثل ذلك ) .. فقال ( ما نحن معه في شيء ) ..

    كان الحسن – رضي الله عنه – ماراً في بعض حيطان المدينة ، فرأى أسود بيده رغيف ، يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة ، إلى أن شاطره الرغيف ، فقال له الحسن ( ما حَمَلك على أن شاطرته ؟ فلم يعاينه فيه بشيء ) .. قال ( استحت عيناي من عينيه أن أعاينه ) .. أي استحياءً من الحسن ، فقال له ( غلام من أنت ؟) .. قال ( غلام أبان بن عثمان ) .. فقال ( والحائط ؟) .. أي البستان ، فقال ( لأبان بن عثمان ) .. فقال له الحسن ( أقسمتُ عليك لا برحتَ حتى أعود إليك ) .. فمرّ فاشترى الغلام والحائط ، وجاء الى الغلام فقال ( يا غلام ! قد اشتريتك ؟) .. فقام قائماً فقال ( السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي ) .. قال ( وقد اشتريت الحائط ، وأنت حرٌ لوجه الله ، والحائط هبة مني إليك ) .. فقال الغلام ( يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له ) ..
    حكمته

    قيل للحسن بن علي ( إن أبا ذرّ يقول الفقرُ أحبُّ إلي من الغنى ، والسقم أحبُّ إليّ من الصحة ) .. فقال ( رحِمَ الله أبا ذر ، أما أنا فأقول ( من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمنّ أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له ، وهذا حدُّ الوقوف على الرضا بما تصرّف به القضاء ) ..

    قال معاوية للحسن بن عليّ ( ما المروءة يا أبا محمد ؟) .. قال ( فقه الرجل في دينه ، وإصلاح معيشته ، وحُسْنُ مخالَقَتِهِ ) ..

    دعا الحسنُ بن عليّ بنيه وبني أخيه فقال ( يا بنيّ وبني أخي ، إنكم صغارُ قومٍ يوشك أن تكونوا كبارَ آخرين ، فتعلّموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه ، فليكتبهُ وليضعه في بيته ) ..

    يتبع

      عام الجماعة
      بايع أهل العراق الحسن – رضي الله عنه – بالخلافة بعد مقتل أبيه سنة ( 40ه ) ، وأشاروا عليه بالمسير الى الشام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان ، فزحف بمن معه ، وتقارب الجيشان في موضع يقال له ( مسكن ) بناحية الأنبار ، ولم يستشعر الحسن الثقة بمن معه ، وهاله أن يقْتتل المسلمون وتسيل دماؤهم ، فكتب إلى معاوية يشترط شروطاً للصلح ، ورضي معاوية ، فخلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الأمر لمعاوية في بيت المقدس سنة ( 41ه ) وسمي هذا العام ( عام الجماعة ) لاجتماع كلمة المسلمين فيه ، وانصرف الحسن – رضي الله عنه – الى المدينة حيث أقام ..
      الحسن ومعاوية

      قال معاوية يوماً في مجلسه ( إذا لم يكن الهاشميُّ سخيّاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الزبيري شجاعاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن المخزومي تائهاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الأموي حليماً لم يشبه حسبه ) .. فبلغ ذلك الحسن بن علي فقال ( والله ما أراد الحق ، ولكنّه أراد أن يُغري بني هاشم بالسخاء فيفنوا أموالهم ويحتاجون إليه ، ويُغري آل الزبير بالشجاعة فيفنوا بالقتل ، ويُغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس ، ويُغري بني أمية بالحلم فيحبّهم الناس !!) ..
      مرضه

      قال عبد الله بن الحسين إن الحسن كان سُقِيَ ، ثم أفلتَ ، ثم سُقِيَ فأفلتَ ، ثم كانت الآخرة توفي فيها ، فلمّا حضرته الوفاة ، قال الطبيب وهو يختلف إليه ( هذا رجلٌ قد قطع السُّمُّ أمعاءه ) .. فقال الحسين ( يا أبا محمد خبّرني من سقاك ؟) .. قال ( ولِمَ يا أخي ؟ ) .. قال ( اقتله ، والله قبل أن أدفنك ، أولا أقدرُ عليه ؟ أو يكون بأرضٍ أتكلّف الشخوص إليه ؟) .. فقال ( يا أخي ، إنما هذه الدنيا ليالٍ فانية ، دَعْهُ حتى ألتقي أنا وهو عند الله ) .. فأبى أن يُسمّيَهُ ، قال ( فقد سمعتُ بعضَ من يقول كان معاوية قد تلطّف لبعض خدمه أن يسقيَهُ سُمّاً ) ..
      بكاؤه
      لمّا أن حَضَرَ الحسن بن علي الموتُ بكى بكاءً شديداً ، فقال له الحسين ( ما يبكيك يا أخي ؟ وإنّما تَقْدُمُ على رسول الله
      الونشريس وعلى عليّ وفاطمة وخديجة ، وهم وُلِدوك ، وقد أجرى الله لك على لسان النبيالونشريس ( أنك سيّدُ شباب أهل الجنة ) .. وقاسمت الله مالَكَ ثلاث مرات ، ومشيتَ الى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرّةً حاجّاً ) .. وإنما أراد أن يُطيّب نفسه ، فوالله ما زاده إلا بكاءً وانتحاباً ، وقال ( يا أخي إني أقدِمُ على أمرٍ عظيم مهول ، لم أقدم على مثله قط ) ..
      وفاته
      توفي الحسن – رضي الله عنه – في سنة ( 50ه ) ، وقد دُفِنَ في البقيع ، وبكاه الناس سبعة أيام نساءً وصبياناً ورجالاً ، رضي الله عنه وأرضاه .. وقد وقف على قبره أخوه محمد بن عليّ وقال ( يرحمك الله أبا محمد ، فإن عزّت حياتك لقد هَدَتْ وفاتك ، ولنعم الروحُ روحٌ تضمنه بدنك ، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك ، وكيف لا يكون هكذا وأنت سليل الهدى ، وحليف أهل التقى ، وخامس أصحاب الكساء ، غذتك أكف الحق ، وربيت في حجر الإسلام ورضعت ثدي الإيمان ، وطبت حيّاً وميتاً ، وإن كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك فلا نشك في الخيرة لك ، رحمك الله ) ..

      يتبع

      الحسين بن على بن أبى طالب
      رضي الله عنه
      سيد شباب الجنة

      "حُسين مني وأنا مِنْ حُسين ، أحَبَّ الله تعالى مَنْ
      أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط
      "
      حديث شريف
      من هو ؟
      الإبن الثاني لفاطمة الزهراء ، ولد بالمدينة ونشأ في بيت النبوة
      وكنيته أبو عبد الله ..
      حب الرسول له

      قال الرسول
      الونشريس
      ( حُسين مني وأنا مِنْ حُسين ، أحَبَّ الله تعالى مَن أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط ) .. كما قال الرسول الكريمالونشريس ( اللهم إني أحبه فأحبّه ) .. وعن أبي أيوب الأنصاري قال دخلت على رسول الله الونشريسوالحسن والحسين يلعبان بين يديه وفي حِجْره ، فقلت ( يا رسول الله أتحبُّهُما ) .. قال الونشريس( وكيف لا أحبُّهُما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمُّهُما ؟!) .. وقال الرسولالونشريس( من أراد أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنة ، فلينظر الى الحسين بن عليّ ) ..

      كما قالت زينب بنت أبي رافع رأيت فاطمة بنت رسول اللهالونشريسأتت بابنيها إلى رسول الله الونشريس في شكواه الذي توفي فيه فقالت ( يا رسول الله ! هذان ابناك فورّثْهُما ) .. فقال ( أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي ) ..
      فضله
      مرَّ الحسين – رضي الله عنه – يوماً بمساكين يأكلون في الصّفّة ، فقالوا ( الغداء ) .. فنزل وقال ( إن الله لا يحب المتكبرين ) .. فتغدى ثم قال لهم ( قد أجبتكم فأجيبوني ) .. قالوا ( نعم ) .. فمضى بهم الى منزله فقال لرّباب ( أخرجي ما كنت تدخرين ) ..
      الحسن والحسين
      جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا ، فلمّا أتى على الحسن ثلاثة أيام ، تأثم من هجر أخيه ، فأقبل إلى الحسين وهو جالس ، فأكبّ على رأسه فقبله ، فلمّا جلس الحسن قال له الحسين ( إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحقُّ بالفضل مني ، فكرهت أن أنازِعَكَ ما أنت أحقّ به ) ..
      البيعة
      توفي معاوية نصف رجب سنة ستين ، وبايع الناس يزيد ، فكتب يزيد للوليد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري ، وهو على المدينة ( أن ادعُ الناس ، فبايعهم وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أول من تبدأ به الحسين بن عليّ ، فإن أمير المؤمنين رحمه الله عهد إليّ في أمره للرفق به واستصلاحه ) .. فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، فأخبرهما بوفاة معاوية ، ودعاهما الى البيعة ليزيد ، فقالا ( نصبح وننظر ما يصنع الناس ) ..

      ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزبير ، وهو يقول ( هو يزيد الذي نعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة ) .. وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه ، فقال الوليد ( إن هجنَا بأبي عبد الله إلا أسداً ) .. فقال له مروان أو بعض جلسائه ( اقتله ) .. قال ( إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف ) ..
      من المدينة الى مكة
      وخرج الحسين وابن الزبير من ليلتهما الى مكة ، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد ، وطُلِبَ الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقدِما مكة ، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم الزبير الحِجْرَ ، ولبس المغافريَّ وجعل يُحرِّض الناس على بني أمية ، وكان يغدو ويروح الى الحسين ، ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول ( هم شيعتك وشيعة أبيك ) ..

      يتبع

      الخروج الى العراق
      بلغ ابن عمر – رضي الله عنه – أن الحسين بن عليّ قد توجّه الى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له ( أين تريد ؟) .. فقال ( العراق ) .. وإذا معه طوامير كتب ، فقال ( هذه كتبهم وبيعتهم ) .. فقال ( لا تأتِهم ) .. فأبى ، قال ابن عمر ( إنّي محدّثك حديثاً إن جبريل أتى النبي
      الونشريس
      فخيّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يردِ الدنيا ، وإنكم بضعة من رسول الله الونشريس والله لا يليها أحد منكم أبداً ، وما صرفها الله عنكم إلاّ للذي هو خير ) .. فأبى أن يرجع ، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال ( استودِعُكَ الله من قتيل ) ..

      وقال ابن عباس – رضي الله عنه – للحسين ( أين تريد يا بن فاطمة ؟) .. قال ( العراق و شيعتي ) .. فقال ( إنّي لكارهٌ لوجهك هذا ، تخرج الى قوم قتلوا أباك ، وطعنوا أخاك حتى تركهم سَخْطةً ومَلّة لهم ، أذكرك الله أن لا تغرّر بنفسك ) ..

      وقال أبو سعيد الخدري ( غلبني الحسين بن عليّ على الخروج ، وقد قُلت له اتّق الله في نفسك ، والزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك ) ..

      وكتبت له عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره إنه إنما يُساق إلى مصرعه وتقول ( أشهد لحدّثتني عائشة أنها سمعت رسول الله الونشريسيقول ( يُقتل حسينٌ بأرض بابل ) .. فلمّا قرأ كتابها قال ( فلابدّ لي إذاً من مصرعي ) .. ومضى ..
      مقتله
      وبلغ يزيد خروج الحسين – رضي الله عنه – ، فكتب الى عبيد الله بن زياد عامله على العراق يأمره بمحاربته وحمله إليه ، إن ظفر به ، فوجّه عُبيد الله الجيش مع عمر بن سعيد بن أبي وقاص ، وعدل الحسين الى ( كربلاء )، فلقيه عمر بن سعيد هناك ، فاقتتلوا ، فقُتِلَ الحسين رضوان الله عليه ورحمته وبركاته في يوم عاشوراء ، العاشر من محرم سنة إحدى وستين ..
      الرؤى
      استيقظ ابن عباس من نومه ، فاسترجع وقال ( قُتِلَ الحسين والله ) .. فقال له أصحابه ( كلا يا ابن عباس ، كلا ) .. قال ( رأيت رسول الله
      الونشريسومعه زجاجة من دم فقال ( ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي ؟ قتلوا ابني الحسين ، وهذا دمه ودم أصحابه ، أرفعها الى الله عزّ وجلّ ) .. فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه ، وتلك الساعة ، فما لبثوا إلاّ أربعة وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قُتِل ذلك اليوم وتلك الساعة !! ..
      الدفن
      وقد نقل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى ( يزيد ) بدمشق ، واختُلفَ في الموضع الذي دُفِنَ فيه الرأس ، فقيل في دمشق ، وقيل في كربلاء مع الجثة ، وقيل في مكان آخر .. والله اعلم.


      الونشريس

      جزاكي الله كل الخير

      بارك الله فيكى غاليتى
      ورزقك الجنه بحق الحسن والحسين

      سكينه بنت الحسين معلومات عن سكينه بنت الحسين 2024

      الونشريس
      (سكينة بنت الحسين)

      جاء أهل الكوفة يعزُّونها فى مقتل زوجها، فقالت لهم: اللَّه يعلم أنى أبغضكم، قتلتم جدّى عليَّا، وقتلتم أبى الحسين، وزوجى مصعبًا فبأى وجه تلقونني؟ يتَّمتُمُونى صغيرة، وأرملتُمُونى كبيرة.
      وخرجت مع أبيها الحسين بن على إلى العراق، وعمرها آنذاك أربعة عشر عامًا، وعلى بُعد ثلاثة أميال من كربلاء ظهر جيش عدده ألف مقاتل أمر بتجهيزه عبيد اللَّه بن زياد بأمر من يزيد بن معاوية، وكان الحسين قد خرج متوجهًا إلى العراق فى ركب قليل كانت معه ابنته، فجمع أهله وقال لهم: يا أم كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا سكينة وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب، إذا أنا قُتلتُ، فلا تشق إحداكن على جيبًا، ولا تخمش وجهًا، ولا تَقُلْ هجرًا (أى لا تقول كلامًا قبيحًا). فلما سمعت سكينة هذا الكلام أخذها البكاء، وأخذت دموعها تتساقط وهى الفتاة الرقيقة ذات الحس المرهف، التي لم تبلغ من العمر العشرين، ولكن معرفتها بأن مصير المجاهد الشهيد الجنة، كانت تخفف عنها الحزن وتلهمها الصبر، ولما اشتد القتال بين قافلة الحسين التي تجاوزت السبعين بقليل، وبين ذلك الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية حيث كان عدده فى بداية الأمر ألف رجل سرعان ما طوق الجيش قافلة الحسين وفتك بها، وفى ذهولٍ وقفت سكينة تنظر إلى البقايا والأشلاء، ثم ألقت بنفسها على ما بقى من جسد أبيها، وفيه ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة، وعانقته، ولكنهم انتزعوها من على جسد أبيها بالقوة، وألحقوها بركب السبايا، فألقت سكينة نظرة أخيرة على ساحة القتال المملوءة بجثث الشهداء. ودارت الأيام، وعادت سكينة إلى الحجاز حيث أقامت مع أمها رباب فى المدينة.
      إنها السيدة سكينة بنت الحسين بن على بن أبى طالب -رضى الله عنهم-، وأمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس.
      ولم يمض وقت طويل حتى توفيت "الرباب"، وعاشت سكينة بعدها فى كنف أخيها زين العابدين، وكانت قد خُطبت من قبل إلى ابن عمها عبد الله بن الحسن بن على فقتل بالطائف قبل أن يبنى بها، فكانت -رضى اللَّه عنها- ترفض الزواج بعد هذه الأحداث، ولما جاء مصعب بن الزبير يريد الزواج منها تزوجته، وكان شجاعًا جوادًا ذا مال ومروءة حتى قِيلَ فيه: "لو أنَّ مصعب بن الزبير وجد أنَّ الماء ينقص من مروءته ما شربه". وانتقلت سكينة إلى بيت مصعب وكان متزوجًا من عائشة بنت طلحة، وظلت سكينة تسعد زوجها، ولكن أين تذهب من قدرها المحتوم، فسرعان ما قُتِلَ مصعب، ثم تزوجت عبد اللَّه بن عثمان بن حكيم بن حزام، وأنجبت منه: عثمان، وحكيم، وربيعة، ثم مات عنها بعد ذلك، واستقر بها المقام فى المدينة حيث يسجى جدها المصطفى (.
      وُلدت سنة سبع وأربعين من الهجرة وسُمِّيت آمنة على اسم جدتها آمنة بنت وهب، ولقبتها أمها الرباب سُكَيْنَة، واشتهرت بهذا الاسم، وفى الثلث الأخير من حياتها اشتغلت بتعليم المسلمين، حيث شربت من بيت النبوة أفضل الأخلاق فوُصِفَتْ بالكرم والجود، وأحبت سماع الشعر فكان لها فى ميادين العلم والفقه والمعرفة والأدب شأن كبير0
      وقد تُوفيت السيدة سُكينة سنة 117هـ، بعد أن تجاوزتْ الثمانين من عمرها، فرضى الله عنها وأرضاها.


      الونشريس

        جزاك الله خيرا

        الونشريس
        شكرا لموضوعك ياقمر
        يسلمووو
        الونشريس

        اول مرة اقرأ عنها
        جزاكى الله خير

        جزاك الله الجنة

        جزاك الله خيرا

        هل سيرضى سيدنا علي أو الحسين رضي الله عنهم وأرضاهم بما يفعله هذا الشيعي 2024

        بسم الله الرحمن الرحيم
        والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

        الونشريس
        استغفر الله العظيم
        هل تظن أن سيدنا علياً أو سيدنا الحسين رضي الله عنهما وارضاهم
        يرضيان أن تُرسم الصور لهما،
        ويسجد لها من دون الله؟!
        ياااا شيعة العالم استيقظوا

          لا اله الا الله محمد رسول الله
          جزاك الله خيرا

          واياكي يا حبيبتي تسلمي

          استغفر الله العظيم
          الله يهديهم
          جزآآك الله خيرا غاليتي
          واياكي يا حبيبتي

          استغفر الله العظيم
          اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا

          جامع الحسين أكثر جوامع مصر قدسية,خان الخليلي ,قهوة الفيشاوي في القاهرة 2024

          الونشريس

          يقع جامع الحسين على مقربة من منطقة خان الخليلي الشهيرة في القاهرة، تم اكتشافه أثناء أعمال تجديد لأساسات الجامع في مطلع القرن العشرين، على أطلال مقبرة الخلفاء الفاطميين في القاهرة.

          الونشريس

          ويعتبر جامع الحسين واحدًا من أكثر مساجد مصر قدسية. وهو عادة ما يكون الحرم الذي يؤدي فيه الرئيس المصري وغيره من الشخصيات الرفيعة المستوى صلواتهم في المناسبات الخاصة. تم بناء أغلب أجزاء الجامع عام 1870 تقريبًا؛ بينما تعود الألواح الخشبية التي تزين مئذنة الجامع الرائعة إلى القرن الرابع عشر. ولقد تمت إضافة جزء أكثر حداثة إلى الجامع وهي مظلات ضخمة من التفلون التي تفتح لتظلل المصلين الذين يتوافدون إلى ساحة الجامع لأداء شعائر صلاة الجمعة.


          منطقة خان الخليلي

          الونشريس


          لن تكتمل جولتك في مصر بدون التوقف عند بازار خان الخليلي، حيث سيرجع الزمن بك إلى الأسوق العربية القديمة.
          هنا أصحاب المتاجر ينادونك لمشاهدة معروضاتهم، بينما تفوح رائحة التوابل في الجو، وتشتدّ حركة البيع والشراء للبضائع الجميلة الكثيرة التي ستجعلك تتجول مأخوذًا بين الأزقة والممرات لعدة ساعات. وسوف تختبر قدرتك ومهارتك على المساومة حين تقدم على شراء التماثيل، العطور، الهدايا التذكارية، المجوهرات الفضية، القمصان، الجلاليب، ملابس الراقصات المذهبة أو غيرها.

          الونشريس

          وعند انتهائك من التسوق، لا تنس احتساء كوب شاي تقليدي في مقهى الفيشاوي الشهير.


          قهوة الفيشاوي

          الونشريس

          تتوسط حارات خان الخليلي أقدم قهوة في القاهرة، وتعتبر زيارة هذه "القهوة" التقليدية رحلة أثرية في حد ذاتها. تعتبر المقاهي المصرية، مثل قهوة الفيشاوي، من الأماكن الهامة للتجمع منذ العصور الإسلامية والتي تساعد الأفراد على التجمع من جميع الأماكن. تمتع بكوب رائع من الشاي المغلي والشيشة بمذاق الفاكهة في ساعات الصباح الباكر وأنت تشاهد الناس وهي تتجول أمام هذه المقهى التاريخية.

          منقول


            الونشريس

            شكراً جزيلاً
            موضوع جميل
            نورتوني

            الونشريس