دعاء الحسن البصري.نجاه من نقمه الحجاج سلام عليكم ورحمه الله إن الحسن 2024

.نجاه من نقمه الحجاج

سلام عليكم ورحمه الله

إن الحسن البصري دخل على الحجاج بواسط، فلما رأى بناءه
قال:الحمد الله إن هؤلاء الملوك ليرون في انفسهم عبراً،وإنا لنرى فيهم عبر،

يعمد أحدهم إلى القصر فيشيّده،وإلى الفرش فيتّخذه،وقد حفّ به ذباب
الطمع،وفراش نار،ثم يقول:ألا فأنظروا ماصنعت؟فقد رأينا_ياعدو الله_ماصنعت،فماذا يا أفسق الفسقه،ويا أفجر الفجرة،

أما أهل السماء فلعنوك،وأما أهل الأرض فمقتوك!
ثم خرج وهو يقول:إنما أخذ الله ميثاق على العلماء ليبيننّه للناس،
ولا يكتمونه.
فإغتاظ الحجاج غيظاً شديداً،ثم قال:يا أهل الشام؛هذا عُبيد أهل البصرة

يشتمني في وجهي فلا يُنكر عليه أحدُ! عليّ به،والله لقتلنّه!

فمضى أهل الشام،فأحضروة،وقد أُعلم بما قال،فكان في طريقه

يحرّك شفتيه بما لايسمع.

فلما دخل على الحجاج رأى السيّف والنطع(هو بساط من الجلد يوضع تحت المحكوم عليه بالقتل

لئلا ينتثر دمه) بين يديه وهو متغيّظ،

فلما وقعت عليه عين الحجاج كلمه بكلام غليظ،ورفق به الحسن،ووعظه.

فأمر الحجاج بالسيف والنطع فرفعا،ثم لم يزل الحسن يمر في كلامه،

إلى أن دعا الحجاج بالطعام،فأكلا،وبالوضوءفتوضآ،وبالغاليه(نوع من الطيب)فغلّفه بيده،ثم ضرفه مكرما.
فقيل للحسن بي ابي الحسن:بم كنت تحرّك شفتيك؟؟

قال:قلت:[ياغياثي عند دعوتي،وياعُدّتي في مُلمّتى،وياربي عند كربتي،

وياصاحبي في شدّتي،ويا وليّي في نعمتي،ويا إلهي، وإله إبراهيم،

وإسماعيل،وإسحاق،ويعقوب،والأسباط،وموسى،وعيسى،

ويارب النبييّن كلهم أجمعين،ويارب كهيعص،وطه،وطس،ويس،

ورب القرآن الحكيم،ياكافي موسى فرعون،وياكافي محمد الأحزاب،

صلي على محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار،

وارزقني مودّة عبدك الحجاج،وخيرة،ومعروفه،وإصرف عني

أذاه ،وشرة،ومكروهه،ومعرّته(اشد الأذى)]..

فكفاه الله تعالى شرّه بمنه وكرمه.

اخوتي في الله..مادعى مؤمن بهذه الدعوة في شده إلا فُرج له
والله اعلم..

وكل شيء تحت مشيئه الله تعالى

(ياحي ياقيوم برحمتك استغيث..اصلح لي شأني كله

ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين..)

    جزاكِ الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك

    الونشريس

    ياغياثي عند دعوتي،وياعُدّتي في مُلمّتى،وياربي عند كربتي،

    وياصاحبي في شدّتي،ويا وليّي في نعمتي،ويا إلهي، وإله إبراهيم،

    وإسماعيل،وإسحاق،ويعقوب،وا لأسباط،وموسى،وعيسى،

    ويارب النبييّن كلهم أجمعين،ويارب كهيعص،وطه،وطس،ويس،

    ورب القرآن الحكيم،ياكافي موسى فرعون،وياكافي محمد الأحزاب،

    صلي على محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار،

    ياغياثي عند دعوتي،وياعُدّتي في مُلمّتى،وياربي عند كربتي،
    وياصاحبي في شدّتي،ويا وليّي في نعمتي،ويا إلهي، وإله إبراهيم،
    وإسماعيل،وإسحاق،ويعقوب،وا لأسباط،وموسى،وعيسى،
    ويارب النبييّن كلهم أجمعين،ويارب كهيعص،وطه،وطس،ويس،
    ورب القرآن الحكيم،ياكافي موسى فرعون،وياكافي محمد الأحزاب،
    صلي على محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار،الونشريسالونشريس

    علمى طفلك الخلق الحسن من خلال اللعب 2024


    الونشريس

    لا شكّ أنّ طفلكم كسائر الأطفال يحبّ اللعب والتسلية واللهو، فلم لا تستفيدون من هذه المسألة لتلقّنيه أمثولات قيّمة تكون قاعدةً له في الحياة؟

    إليكم في ما يلي الخطوات، اتبعوها بحذافيرها!

    – حاولوا أن تُجاروا طفلكم مع الأخذ بعين الاعتبار عمره وقدراته ومستوى نضوجه وتفكيره، حيث أنّ الأمور المعقّدة لن تساعده على إدراك المفهوم الذي ترغبون بتعليمه إياه، وسينتهي الأمر بنـزاعٍ في ما بينكم.

    – اختاروا لعبةً سهلةً تحقّق لكم هدفكم، ثم اقرأوا لطفلكم التعليمات والإرشادات المرفقة بها (إذا ما دعت الحاجة).

    – تابعوا طفلكم خطوةً بخطوة، واشرحوا له كيفية تطبيق اللعبة بحذافيرها والترتيب الزمني لكل مرحلة من مراحلها، واحرصوا على أن يفهم قواعد اللعبة كافةً والهدف الكامن وراءها.

    – اسمحوا لطفلكم باتخاذ القرار بشأن من يبدأ أولاً، فمن يتخذ مثل هذا القرار يمكن أن يتولى قيادة اللعبة.

    – دعوا طفلكم يطرح الأسئلة التي يريد، واسألوه في المقابل لتتأكدوا من أنه يفهم المطلوب منه. وكلما زاد عدد الأسئلة، تأكدتم من أنه يُفكر بخطوته التالية وبالسبب الذي يدفعه للقيام بالخطوة إياها.

    – دعوا طفلكم يلعب اللعبة نفسها مع مجموعة من الأطفال في مثل سنه، ولا تتدخلوا فيهم بل راقبوهم عن بعد وراقبوا تصرفات طفلكم لتعرفوا قدرته على التعامل مع النـزاعات التي قد تنشأ بينه والأطفال ومؤهلاته لتولّي القيادة.

    – علّموا طفلكم بالممارسة، وأضيفوا إلى الألعاب المهام المنـزلية البسيطة التي يمكن أن تُنمّي فيه روح المسؤولية والصبر والنظام، وإلى ما هنالك من الخصال الحميدة.

    الونشريس

      تسلمى حبيبتى

      الونشريس

      نورتونى يا قمرات

      الف شكر حبيبتي

      تسلم يـــــــــــــ قمر ــــــــــا

      القرض الحسن 2024

      القرض الحسن

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
      أما بعد:
      عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى يدعو عباده المؤمنين في كثير من الآيات إلى أن يقرضوه قرضاً حسناً، وهو الغني سبحانه، فقال تعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17) سورة التغابن.
      وقال تعالى:{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(245) سورة البقرة.
      وقال تعالى:{مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (11) سورة الحديد، وقال تعالى:{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}(18) سورة الحديد.
      وقال تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}(20) سورة المزمل.
      وقال تعالى:{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}(12) سورة المائدة.

      عباد الله: إن هذا على سبيل التأسيس والتقريب للناس بما يفهمونه، والله هو الغني الحميد، شبه تعالى عطاء المؤمن في الدنيا بما يرجو ثوابه في الآخرة بالقرض، كما شبه بذل النفوس والأموال في الجنة بالبيع والشراء1.
      قال أبو جعفر الطبري -رحمه الله-: يعني تعالى ذكره بذلك: من هذا الذي ينفق في سبيل الله، فيعين ضعيفاً، أو يقوي ذا فاقة، أراد الجهاد في سبيل الله، ويعطي منهم مقتراً؟ وذلك هو القرض الحسن الذي يقرض العبد ربه.
      وإنما سماه الله تعالى "قرضاً" لأن معنى"القرض" إعطاء الرجل غيره ماله مملكاً له، ليقضيه مثله إذا اقتضاه، فلما كان إعطاء من أعطى أهل الحاجة والفاقة في سبيل الله، إنما يعطيهم ما يعطيهم من ذلك ابتغاء ما وعده الله عليه من جزيل الثواب عنده يوم القيامة، سماه "قرضاً".

      وإنما جعله تعالى "حسناً" لأن المعطي يعطي ذلك عن ندب الله إياه، وحثه له عليه، احتساباً منه، فهو لله طاعة، وللشياطين معصية، وليس ذلك لحاجة بالله إلى أحد من خلقه2
      وانظر أخي المسلم إلى سرعة الصحابة في استجابة هذا النداء، فعن زيد بن أسلم قال: لما نزلت:{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} جاء ابن الدحداح إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا نبي الله، ألا أرى ربنا يستقرضنا مما أعطانا لأنفسنا؟! وإن لي أرضين: إحداهما بالعالية والأخرى بالسافلة، وإني قد جعلت خيرهما صدقة! قال: فكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (كم من عذق مذلل لابن الدحداح في الجنة!)3
      وعن قتادة: أن رجلاً على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – لما سمع بهذه الآية قال:"أنا أقرض الله!"، فعمد إلى خير حائط له فتصدق به، قال، وقال قتادة: يستقرضكم ربكم كما تسمعون، وهو الولي الحميد ويستقرض عباده.4 وهذا عثمان بن عفان – رضي الله عنه – جهز جيش العسرة من ماله رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
      قال ابن كثير: حث تعالى عباده على الإنفاق في سبيله، وقد كرر تعالى هذه الآية في كتابه العزيز في غير موضع، وفي حديث النزول أنه يقول تعالىالونشريسمن يقرض غير عديم ولا ظلوم)5 أخرجه مسلم6

      وعن ابن عباس قال: لما نزل قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} البقرةالونشريس245) قالت اليهود: يا محمد، افتَقَرَ ربّك. يَسأل عباده القرض؟! فأنزل الله:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} الآية،7 رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم8.
      فالله – عز وجل – يريد منا عباد الله المسارعة في الخيرات، وأن نتزود للآخرة بالنفقة في جميع وجوه البر، قرضاً حسناً لله، وهو سبحانه غير عديم ولا ظلوم.

      ولا بد أن يكون هذا القرض عباد الله (حسناً) أي طيبة بها نفوسكم، تبتغون به وجه الله والدار الآخرة بلا من ولا أذى.
      وقال القشيري: والقرض الحسن أن يكون المتصدق صادق النية، طيب النفس، يبتغي به وجه الله، دون الرياء والسمعة، وأن يكون من الحلال9.
      ومن القرض الحسن ألا يقصد إلى الرديء فيخرجه، لقوله تعالى:{وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} (267) سورة البقرة.

      وأن يتصدق في حال يأمل الحياة، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل عن أفضل الصدقة فقالالونشريسأن تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش، ولا تمهل حتى إذا بلغت التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا)10.
      وأن يخفي صدقته، لقوله تعالى:{وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ}(271) سورة البقرة.
      وألا يمن، لقوله تعالى:{لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى}(264) سورة البقرة.
      وأن يستحقر كثير ما يعطي، لأن الدنيا كلها قليلة.

      وأن يكون من أحب أمواله، لقوله تعالى:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}(92) سورة آل عمران.
      وأن يكون كثيراً، لقوله – صلى الله عليه وسلم –الونشريسأفضل الرقاب أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها)11. أخرجه أحمد12.
      إذاً القرض الحسن عباد الله: هو الإنفاق بالإخلاص، وتحري أكرم المال، وأفضل الجهات.
      وذكر بعضهم أن القرض الحسن ما يجمع عشر صفات:
      أن يكون من الحلال، فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً.
      وأن يكون من أكرم ما يملكه المرء.
      وأن يكون والمرء صحيح شحيح، يأمل العيش، ويخشي الفقر.
      وأن يضعه في الأحوج الأولى.
      وأن يكتم ذلك.
      وأن لا يتبعه بالمنّ والأذى.
      وأن يقصد به وجه الله تعالى.
      وأن يستحقر ما يعطي وإن كثر.
      وأن يكون من أحب أمواله إليه.
      وأن يتوخى في إيصاله للفقير ما هو أسر لديه من الوجوه كحمله إلى بيته.
      ولا يخفى أنه يمكن الزيادة والنقص فيما ذكر13.
      نسأل الله أن يجعلنا من المنفقين في سبيله وأن يصلح ما فسد من قلوبنا وأعمالنا إنه ولي حميد.

      الخطبة الثانية:
      الحمد لله الكريم الرحمن العظيم المنان، والصلاة والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، أما بعد:
      فانظروا عباد الله: كيف جعل سبحانه وتعالى مواساة الفقراء كأنه قرضاً له، فعبر بنفسه عن الفقراء الضعفاء في قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} البقرةالونشريس245) وذلك حثاً على الاستعطاف عليهم، كما جاء مثله في صحيح السنة: (استطعمتك فلم تطعمني)14
      ومن معاني القرض الحسن عباد الله النفقة في وجوه البر.
      وقيل: القرض الحسن هو أن يقول سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر.15
      وقال زيد بن أسلم: هو النفقة على الأهل16.
      وقال ابن عباس: يريد ما سوى الزكاة من صلة الرحم، وقرى الضيف17.
      والمراد ههنا عباد الله: إمّا الجهاد المشتمل على بذل النفس والمال، وإمّا مطلق العمل الصالح، ويدخل فيه ذلك دخولاً أولياً.
      عباد الله: إن الله تعالى قضى على نفسه:
      أن من توكل عليه كفاه.
      ومن آمن به هداه.
      ومن أقرضه جازاه.
      ومن وثق به نجاه.
      ومن دعاه أجاب له.
      وتصديق ذلك في كتاب الله:
      {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}(11) سورة التغابن.
      {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(3) سورة الطلاق.
      {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}(17) التغابن.
      {وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(101) سورة آل عمران.
      {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}(186) سورة البقرة.

      فالقرض عباد الله:
      اسم لكل ما يعطيه الإنسان ليجازى عليه، فسمى الله تعالى عمل المؤمنين له على رجاء ما وعدهم من الثواب قرضاً، لأنهم يعملونه لطلب ثوابه.
      قال الكسائي: القرض ما أسلفت من عمل صالح أو سيئ.18 فالله سبحانه يضاعف ذلك أضعافاً كثيرة.
      فقد أخرج الإمام أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عثمان النهدي قال: بلغني عن أبي هريرة أنه قال: إن الله تعالى ليكتب لعبده المؤمن بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة، فحججت ذلك العام، ولم أكن أريد أن أحج إلا للقائه في هذا الحديث، فلقيت أبا هريرة فقلت له: فقال: ليس هذا قلتُ ولم يحفظ الذي حدثك، إنما قلت: إن الله تعالى ليعطي العبد المؤمن بالحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة، ثم قال أبو هريرة: أوَ ليس تجدون هذا في كتاب الله تعالى:{مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}؟ فالكثيرة عنده تعالى أكثر من ألفي ألف وألفي، والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (إن الله تعالى يضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة)19 أخرجه أحمد.20

      فقوله عباد الله: {مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا} ندب بليغ من الله تعالى إلى الإنفاق في سبيله، مؤكد للأمر السابق به، وللتوبيخ على تركه، فالاستفهام ليس على حقيقته بل للحث على الإنفاق في سبيل الله.
      وقوله:{وَيَغْفِرْ لَكُمْ} أي ببركة الإنفاق ما فرط منكم من بعض الذنوب {والله شَكُورٌ} يعطي الجزيل بمقابلة النزر القليل {حَلِيمٌ} لا يعاجل بالعقوبة مع كثرة الذنوب.
      أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذين أقرضوا الله قرضاً حسناً، وأن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

      1 – تفسير البحر المحيط – (ج 2 / ص 474)
      2 – تفسير الطبري – (ج 5 / ص 283).
      3 – صحيح مسلم – (ج 5 / ص 81 – 1605 ) كتاب الجنائز باب ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرف.
      4 – تفسير الطبري – (ج 5 / ص 284)
      5 – تفسير ابن كثير – (ج 1 / ص 663).
      6 – صحيح مسلم – (ج 4 / ص 141 – 1264) كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه.
      7 – تفسير ابن كثير – (ج 2 / ص 176)
      8 – تفسير ابن أبي حاتم – (ج 9 / ص 122 – 2468)
      9 – تفسير القرطبي – (ج 17 / ص 242)
      10 – صحيح البخاري – (ج 5 / ص 233 – 1330 ) وصحيح مسلم – (ج 5 / ص 231 – 1713).
      11 – تفسير القرطبي – (ج 17 / ص 243)
      12 – مسند أحمد – (ج 18 / ص 219 – 8677)
      13 – تفسير الألوسي – (ج 20 / ص 317).
      14 – صحيح مسلم – (ج 12 / ص 440 – 4661).
      15 – مصنف ابن أبي شيبة – (ج 8 / ص 260 – 52 ) وشعب الإيمان للبيهقي – (ج 2 / ص 194 – 652 )
      16 – تفسير القرطبي – (ج 17 / ص 242)
      17 – تفسير البغوي – (ج 8 / ص 258)
      18 – تفسير القرطبي – (ج 3 / ص 239)
      19 – تفسير الألوسي – (ج 2 / ص 285)
      20 – مسند أحمد – (ج 16 / ص 145 – 7604) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1655).

        بارك الله فيكي حبيبتي

        الونشريس
        شكرا حبيبتي على المساعدة ان شاء الله حكتبوا و ازيد عليه شوية محاور!

        منوووووووووورات حبيباتى

        سيدا شباب الجنة الحسن والحسين رضى الله عنهما 2024

        الونشريس

        الونشريس

        الحسن بن على بن أبى طالب
        رضي الله عنه
        سيد شباب الجنة

        "اللهم إني أحبُّ حسناً فأحبَّه وأحِبَّ مَنْ يُحبُّه "
        حديث شريف
        من هو ؟
        الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد ، ولدته فاطمة في المدينة
        سنة ( 3ه ) ، وهو أكبر أبنائها ، كان عاقلاً حليماً محباً للخير
        وكان أشبه أهل النبي بجده النبي
        الونشريس

        كرم النسب

        قال معاوية وعنده عمرو بن العاص وجماعة من الأشراف ( من أكرم الناس أباً وأماً وجدّاً وجدّة وخالاً وخالةً وعمّاً وعمّةً ) .. فقام النعمان بن عجلان الزُّرَقيّ فأخذ بيد الحسن فقال ( هذا ! أبوه عليّ ، وأمّه فاطمة ، وجدّه الرسول
        الونشريس وجدته خديجة ، وعمّه جعفر ، وعمّته أم هانىء بنت أبي طالب ، وخاله القاسم ، وخالته زينب ) .. فقال عمرو بن العاص ( أحبُّ بني هاشم دعاك إلى ما عملت ؟) .. قال ابن العجلان ( يا بن العاص أمَا علمتَ أنه من التمس رضا مخلوق بسخط الخالق حرمه الله أمنيّته ، وختم له بالشقاء في آخر عمره ، بنو هاشم أنضر قريش عوداً وأقعدها سَلَفاً ، وأفضل أحلاماً ) ..
        حب الرسول له
        قال الرسول
        الونشريسوالحسن على عاتقه ( اللهم إني أحبُّ حسناً فأحبَّه ، وأحِبَّ مَنْ يُحبُّه ) .. وكان الرسول الونشريسيصلي ، فإذا سجد وثب الحسنُ على ظهره وعلى عنقه ، فيرفع رسول اللهالونشريس رفعاً رفيقاً لئلا يصرع ، قالوا ( يا رسول الله ، رأيناك صنعت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته بأحد ) .. قال ( إنه ريحانتي من الدنيا ، وإن ابني هذا سيّد ، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين ) ..
        الهيبة والسؤدد
        كان الحسن – رضي الله عنه – أشبه أهل النبي بالنبي
        الونشريس فقد صلّى أبو بكر الصديق صلاة العصر ثم خرج يمشي ومعه عليّ بن أبي طالب ، فرأى الحسن يلعبُ مع الصبيان ، فحمله على عاتقه و قال ( بأبي شبيه بالنبيّ ، ليس شبيهاً بعليّ ) .. وعلي يضحك ..

        كما قالت زينب بنت أبي رافع رأيت فاطمة بنت رسول اللهالونشريس أتت بابنيها إلى رسول اللهالونشريس في شكواه الذي توفي فيه فقالت ( يا رسول الله ! هذان ابناك فورّثْهُما ) .. فقال ( أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي ) ..
        أزواجه

        كان الحسن – رضي الله عنه – قد أحصن بسبعين امرأة ، وكان الحسن قلّما تفارقه أربع حرائر ، فكان صاحب ضرائر ، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري وعنده امرأة من بني أسد من آل جهم ، فطلقهما ، وبعث إلى كلِّ واحدة منهما بعشرة آلاف وزقاقٍ من عسل متعة ، وقال لرسوله يسار بن أبي سعيد بن يسار وهو مولاه ( احفظ ما تقولان لك ) .. فقالت الفزارية ( بارك الله فيه وجزاه خيراً ) .. وقالت الأسدية ( متاع قليل من حبيب مفارقٍ ) .. فرجع فأخبره ، فراجع الأسدية وترك الفزارية ..

        وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال قال عليُّ ( يا أهل الكوفة ، لا تزوّجوا الحسن بن عليّ ، فإنه مطلاق ) .. فقال رجل من همدان ( والله لنزوِّجَنَّهُ ، فما رضي أمسك ، وما كره طلّق ) ..
        فضله
        قال معاوية لرجل من أهل المدينة ( أخبرني عن الحسن بن علي ) .. قال ( يا أمير المؤمنين ، إذا صلى الغداة جلس في مصلاّه حتى تطلع الشمس ، ثم يساند ظهره ، فلا يبقى في مسجد رسول الله
        الونشريس رجل له شرف إلاّ أتاه ، فيتحدثون حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ، ثم ينهض فيأتي أمهات المؤمنين فيُسلّم عليهن ، فربما أتحفنه ، ثم ينصرف إلى منزله ، ثم يروح فيصنع مثل ذلك ) .. فقال ( ما نحن معه في شيء ) ..

        كان الحسن – رضي الله عنه – ماراً في بعض حيطان المدينة ، فرأى أسود بيده رغيف ، يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة ، إلى أن شاطره الرغيف ، فقال له الحسن ( ما حَمَلك على أن شاطرته ؟ فلم يعاينه فيه بشيء ) .. قال ( استحت عيناي من عينيه أن أعاينه ) .. أي استحياءً من الحسن ، فقال له ( غلام من أنت ؟) .. قال ( غلام أبان بن عثمان ) .. فقال ( والحائط ؟) .. أي البستان ، فقال ( لأبان بن عثمان ) .. فقال له الحسن ( أقسمتُ عليك لا برحتَ حتى أعود إليك ) .. فمرّ فاشترى الغلام والحائط ، وجاء الى الغلام فقال ( يا غلام ! قد اشتريتك ؟) .. فقام قائماً فقال ( السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي ) .. قال ( وقد اشتريت الحائط ، وأنت حرٌ لوجه الله ، والحائط هبة مني إليك ) .. فقال الغلام ( يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له ) ..
        حكمته

        قيل للحسن بن علي ( إن أبا ذرّ يقول الفقرُ أحبُّ إلي من الغنى ، والسقم أحبُّ إليّ من الصحة ) .. فقال ( رحِمَ الله أبا ذر ، أما أنا فأقول ( من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمنّ أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له ، وهذا حدُّ الوقوف على الرضا بما تصرّف به القضاء ) ..

        قال معاوية للحسن بن عليّ ( ما المروءة يا أبا محمد ؟) .. قال ( فقه الرجل في دينه ، وإصلاح معيشته ، وحُسْنُ مخالَقَتِهِ ) ..

        دعا الحسنُ بن عليّ بنيه وبني أخيه فقال ( يا بنيّ وبني أخي ، إنكم صغارُ قومٍ يوشك أن تكونوا كبارَ آخرين ، فتعلّموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه ، فليكتبهُ وليضعه في بيته ) ..

        يتبع

          عام الجماعة
          بايع أهل العراق الحسن – رضي الله عنه – بالخلافة بعد مقتل أبيه سنة ( 40ه ) ، وأشاروا عليه بالمسير الى الشام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان ، فزحف بمن معه ، وتقارب الجيشان في موضع يقال له ( مسكن ) بناحية الأنبار ، ولم يستشعر الحسن الثقة بمن معه ، وهاله أن يقْتتل المسلمون وتسيل دماؤهم ، فكتب إلى معاوية يشترط شروطاً للصلح ، ورضي معاوية ، فخلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الأمر لمعاوية في بيت المقدس سنة ( 41ه ) وسمي هذا العام ( عام الجماعة ) لاجتماع كلمة المسلمين فيه ، وانصرف الحسن – رضي الله عنه – الى المدينة حيث أقام ..
          الحسن ومعاوية

          قال معاوية يوماً في مجلسه ( إذا لم يكن الهاشميُّ سخيّاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الزبيري شجاعاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن المخزومي تائهاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الأموي حليماً لم يشبه حسبه ) .. فبلغ ذلك الحسن بن علي فقال ( والله ما أراد الحق ، ولكنّه أراد أن يُغري بني هاشم بالسخاء فيفنوا أموالهم ويحتاجون إليه ، ويُغري آل الزبير بالشجاعة فيفنوا بالقتل ، ويُغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس ، ويُغري بني أمية بالحلم فيحبّهم الناس !!) ..
          مرضه

          قال عبد الله بن الحسين إن الحسن كان سُقِيَ ، ثم أفلتَ ، ثم سُقِيَ فأفلتَ ، ثم كانت الآخرة توفي فيها ، فلمّا حضرته الوفاة ، قال الطبيب وهو يختلف إليه ( هذا رجلٌ قد قطع السُّمُّ أمعاءه ) .. فقال الحسين ( يا أبا محمد خبّرني من سقاك ؟) .. قال ( ولِمَ يا أخي ؟ ) .. قال ( اقتله ، والله قبل أن أدفنك ، أولا أقدرُ عليه ؟ أو يكون بأرضٍ أتكلّف الشخوص إليه ؟) .. فقال ( يا أخي ، إنما هذه الدنيا ليالٍ فانية ، دَعْهُ حتى ألتقي أنا وهو عند الله ) .. فأبى أن يُسمّيَهُ ، قال ( فقد سمعتُ بعضَ من يقول كان معاوية قد تلطّف لبعض خدمه أن يسقيَهُ سُمّاً ) ..
          بكاؤه
          لمّا أن حَضَرَ الحسن بن علي الموتُ بكى بكاءً شديداً ، فقال له الحسين ( ما يبكيك يا أخي ؟ وإنّما تَقْدُمُ على رسول الله
          الونشريس وعلى عليّ وفاطمة وخديجة ، وهم وُلِدوك ، وقد أجرى الله لك على لسان النبيالونشريس ( أنك سيّدُ شباب أهل الجنة ) .. وقاسمت الله مالَكَ ثلاث مرات ، ومشيتَ الى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرّةً حاجّاً ) .. وإنما أراد أن يُطيّب نفسه ، فوالله ما زاده إلا بكاءً وانتحاباً ، وقال ( يا أخي إني أقدِمُ على أمرٍ عظيم مهول ، لم أقدم على مثله قط ) ..
          وفاته
          توفي الحسن – رضي الله عنه – في سنة ( 50ه ) ، وقد دُفِنَ في البقيع ، وبكاه الناس سبعة أيام نساءً وصبياناً ورجالاً ، رضي الله عنه وأرضاه .. وقد وقف على قبره أخوه محمد بن عليّ وقال ( يرحمك الله أبا محمد ، فإن عزّت حياتك لقد هَدَتْ وفاتك ، ولنعم الروحُ روحٌ تضمنه بدنك ، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك ، وكيف لا يكون هكذا وأنت سليل الهدى ، وحليف أهل التقى ، وخامس أصحاب الكساء ، غذتك أكف الحق ، وربيت في حجر الإسلام ورضعت ثدي الإيمان ، وطبت حيّاً وميتاً ، وإن كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك فلا نشك في الخيرة لك ، رحمك الله ) ..

          يتبع

          الحسين بن على بن أبى طالب
          رضي الله عنه
          سيد شباب الجنة

          "حُسين مني وأنا مِنْ حُسين ، أحَبَّ الله تعالى مَنْ
          أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط
          "
          حديث شريف
          من هو ؟
          الإبن الثاني لفاطمة الزهراء ، ولد بالمدينة ونشأ في بيت النبوة
          وكنيته أبو عبد الله ..
          حب الرسول له

          قال الرسول
          الونشريس
          ( حُسين مني وأنا مِنْ حُسين ، أحَبَّ الله تعالى مَن أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط ) .. كما قال الرسول الكريمالونشريس ( اللهم إني أحبه فأحبّه ) .. وعن أبي أيوب الأنصاري قال دخلت على رسول الله الونشريسوالحسن والحسين يلعبان بين يديه وفي حِجْره ، فقلت ( يا رسول الله أتحبُّهُما ) .. قال الونشريس( وكيف لا أحبُّهُما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمُّهُما ؟!) .. وقال الرسولالونشريس( من أراد أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنة ، فلينظر الى الحسين بن عليّ ) ..

          كما قالت زينب بنت أبي رافع رأيت فاطمة بنت رسول اللهالونشريسأتت بابنيها إلى رسول الله الونشريس في شكواه الذي توفي فيه فقالت ( يا رسول الله ! هذان ابناك فورّثْهُما ) .. فقال ( أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي ) ..
          فضله
          مرَّ الحسين – رضي الله عنه – يوماً بمساكين يأكلون في الصّفّة ، فقالوا ( الغداء ) .. فنزل وقال ( إن الله لا يحب المتكبرين ) .. فتغدى ثم قال لهم ( قد أجبتكم فأجيبوني ) .. قالوا ( نعم ) .. فمضى بهم الى منزله فقال لرّباب ( أخرجي ما كنت تدخرين ) ..
          الحسن والحسين
          جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا ، فلمّا أتى على الحسن ثلاثة أيام ، تأثم من هجر أخيه ، فأقبل إلى الحسين وهو جالس ، فأكبّ على رأسه فقبله ، فلمّا جلس الحسن قال له الحسين ( إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحقُّ بالفضل مني ، فكرهت أن أنازِعَكَ ما أنت أحقّ به ) ..
          البيعة
          توفي معاوية نصف رجب سنة ستين ، وبايع الناس يزيد ، فكتب يزيد للوليد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري ، وهو على المدينة ( أن ادعُ الناس ، فبايعهم وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أول من تبدأ به الحسين بن عليّ ، فإن أمير المؤمنين رحمه الله عهد إليّ في أمره للرفق به واستصلاحه ) .. فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، فأخبرهما بوفاة معاوية ، ودعاهما الى البيعة ليزيد ، فقالا ( نصبح وننظر ما يصنع الناس ) ..

          ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزبير ، وهو يقول ( هو يزيد الذي نعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة ) .. وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه ، فقال الوليد ( إن هجنَا بأبي عبد الله إلا أسداً ) .. فقال له مروان أو بعض جلسائه ( اقتله ) .. قال ( إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف ) ..
          من المدينة الى مكة
          وخرج الحسين وابن الزبير من ليلتهما الى مكة ، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد ، وطُلِبَ الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقدِما مكة ، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم الزبير الحِجْرَ ، ولبس المغافريَّ وجعل يُحرِّض الناس على بني أمية ، وكان يغدو ويروح الى الحسين ، ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول ( هم شيعتك وشيعة أبيك ) ..

          يتبع

          الخروج الى العراق
          بلغ ابن عمر – رضي الله عنه – أن الحسين بن عليّ قد توجّه الى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له ( أين تريد ؟) .. فقال ( العراق ) .. وإذا معه طوامير كتب ، فقال ( هذه كتبهم وبيعتهم ) .. فقال ( لا تأتِهم ) .. فأبى ، قال ابن عمر ( إنّي محدّثك حديثاً إن جبريل أتى النبي
          الونشريس
          فخيّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يردِ الدنيا ، وإنكم بضعة من رسول الله الونشريس والله لا يليها أحد منكم أبداً ، وما صرفها الله عنكم إلاّ للذي هو خير ) .. فأبى أن يرجع ، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال ( استودِعُكَ الله من قتيل ) ..

          وقال ابن عباس – رضي الله عنه – للحسين ( أين تريد يا بن فاطمة ؟) .. قال ( العراق و شيعتي ) .. فقال ( إنّي لكارهٌ لوجهك هذا ، تخرج الى قوم قتلوا أباك ، وطعنوا أخاك حتى تركهم سَخْطةً ومَلّة لهم ، أذكرك الله أن لا تغرّر بنفسك ) ..

          وقال أبو سعيد الخدري ( غلبني الحسين بن عليّ على الخروج ، وقد قُلت له اتّق الله في نفسك ، والزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك ) ..

          وكتبت له عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره إنه إنما يُساق إلى مصرعه وتقول ( أشهد لحدّثتني عائشة أنها سمعت رسول الله الونشريسيقول ( يُقتل حسينٌ بأرض بابل ) .. فلمّا قرأ كتابها قال ( فلابدّ لي إذاً من مصرعي ) .. ومضى ..
          مقتله
          وبلغ يزيد خروج الحسين – رضي الله عنه – ، فكتب الى عبيد الله بن زياد عامله على العراق يأمره بمحاربته وحمله إليه ، إن ظفر به ، فوجّه عُبيد الله الجيش مع عمر بن سعيد بن أبي وقاص ، وعدل الحسين الى ( كربلاء )، فلقيه عمر بن سعيد هناك ، فاقتتلوا ، فقُتِلَ الحسين رضوان الله عليه ورحمته وبركاته في يوم عاشوراء ، العاشر من محرم سنة إحدى وستين ..
          الرؤى
          استيقظ ابن عباس من نومه ، فاسترجع وقال ( قُتِلَ الحسين والله ) .. فقال له أصحابه ( كلا يا ابن عباس ، كلا ) .. قال ( رأيت رسول الله
          الونشريسومعه زجاجة من دم فقال ( ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي ؟ قتلوا ابني الحسين ، وهذا دمه ودم أصحابه ، أرفعها الى الله عزّ وجلّ ) .. فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه ، وتلك الساعة ، فما لبثوا إلاّ أربعة وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قُتِل ذلك اليوم وتلك الساعة !! ..
          الدفن
          وقد نقل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى ( يزيد ) بدمشق ، واختُلفَ في الموضع الذي دُفِنَ فيه الرأس ، فقيل في دمشق ، وقيل في كربلاء مع الجثة ، وقيل في مكان آخر .. والله اعلم.


          الونشريس

          جزاكي الله كل الخير

          بارك الله فيكى غاليتى
          ورزقك الجنه بحق الحسن والحسين