كيف يكون شعور مريض الرهاب الإجتماعى؟
تنتاب مريض الرهاب الإجتماعى أيضاً أعراض عضوية
نوبات الهلع
كيف يمكن أن تتأثر حياة الناس بهذا المرض؟
مضاعفات الرهاب الإجتماعى
طرق العلاج
كيف يكون شعور مريض الرهاب الإجتماعى؟
تنتاب مريض الرهاب الإجتماعى أيضاً أعراض عضوية
نوبات الهلع
كيف يمكن أن تتأثر حياة الناس بهذا المرض؟
مضاعفات الرهاب الإجتماعى
طرق العلاج
1 ـ ان ينظر المصاب بالرهاب الاجتماعي على انه ناتج عن القلق النفسي وعليه ان يخفف من ذلك .
2 ـ ان معرفة السبب وان الحالة التي يعاني منها نتيجة تراكم مراحل الطفولة فعند الرجوع اليها وتكرار التفكير بها يخفف من حدتها .
3 ـ تجنب المبالغة في الشكوى ونوعية الشعور ، وانما اهمال الحالة يساعد على تخفيفها . على سبيل المثال ازاحة التفكير الذي يتعلق باحمرار الوجه او التلعثم ، او التفكير بما سيقوله الاخرون عنه يخفف من الحالة .
4 ـ اشارت الابحاث بان المبالغة بالشعور السلبي كثيرا ما يؤدي الى تقوية المرض وتركيزه في الذاكرة . اذن عليكم بتجنب ذلك .
5 ـ ممارسة تمارين الاسترخاء لتساعد على الراحة والطمأنينة .
6 ـ مواجهة المشاعر السلبية التي تتعلق بالحالات النفسية ، كثيرا ما يؤدي الى تحطيم تلك المشاعر وكسرها والعكس بالعكس .
7 ـ التعرض الى المواقف التي تثير القلق او الخوف يؤدي الى التخلص منها . على سبيل المثال الذي يخاف من الظلام يعرض نفسه للظلام سيجد ان المشكلة قد حلت . كما تعريض المريض الى الموقف الذي يخاف منه يؤدي الى شفائه . على سبيل المثال ، كانت لدي مريضة تخاف الصعود في المصاعد الكهربائية اخذتها وقربتها من المصعد ودفعتها فيه واغلقت باب المصعد ، اخذت تصيح وترتجف وتعرقت ، وفي المرة الثانية قلت لها نحاول مرة اخرى ولم تقبل ودفعتها فيه وكانت المقاومة والتأثير اقل ، وفي المرة الثالثة سحبتها من يدها وادخلتها فيه ، وفي المرة الرابعة هي قالت حسنا نجرب ، وبعدها بدات تمارس العملية وحدها ، وبدات تضحك على نفسها كيف كانت تخاف من الصعود ، وتتذكر المرة الاولى التي دفعتها فيه وكيف كانت حالتها .
كما استعملت طريقة الخيال بالتنويم الايحائي مع مرضى الرهاب الاجتماعي المختلف وقد كان الشفاء 100% . فالذي يخاف من الاتصال بالاخرين يتخيل نفسه وقد اتصل بشخصين ثم يزيد العدد الى ان يصبح جمع غفير عندها يتخلص من الحالة بنفسه .
8 ـ ممارسة التدريب الحقيقي بالاتصال بالاخرين او اي حالة من الارهاب التي يتعرض لها الانسان .
9 ـ ممارسة تمارين التنفس كلما سنحت الفرصة .
10 ـ قراءة الايات او السور القصيرة من القرآن الكريم التي تسبغ الطمأنينة على الانسان خاصة اية الكرسي .
]
موضوعك جه عالجرح ياريموو هههه
ما هو الرهاب
هي حالة خوف غير منطقي من شيئ ما أو نشاط ما أو موقف
معين ينتج عنه تجنب هذا الشيء أو النشاط أو الموقف ويكون
هذا الخوف لا معنى له وغير مبرر ولا يتناسب مع درجة خطورة
الموضوع المعني ويختلف عن حالة القلق العام بأنه لا يوجد حالة
قلق عائمة تنتقل من موضوع إلى آخر بدون تحديد وانما يحصل
الخوف موضوع محدد ولا يحصل في غياب هذا الموضوع كما أن
الشخص المصاب يعي أن خوفه غير منطقي أو مبالغ فيه.
والرهاب أنواع منها:
1. رهاب الأسواق بما يسمى Agoraphobia
2. الرهاب البسيط بما يسمى Simple phobia
3. الرهاب الاجتماعي بما يسمى Social phobia
ماذا نقصد بالرهاب الاجتماعي ( الخوف الاجتماعي )؟
إن الخلل الأساسي في هذه الحالة هو حساسية المصاب
المفرضة للانتقاد مما يخلق لديه الخوف من أن يظهر أمام الناس
بأنه غبي أو مثيرر للخجل أو ساذج وغير ذلك من الانطباعات
السلبية ويخاف المصابون بالرهاب الاجتماعي عادة من أن بعض
سلوكهم كالكتابة أو الكلام أو الأكل أوحتى احمرار الوجه سيكون
مركزاً للتفحص أو محطاً لأنظار الآخرين والانتقاد من قبل المحيطين
بهم وهذا الخوف بحد ذاته يسبب خوفاً لدى المصاب قد يصل إلى
درجة العجز عن القيام بهذه الأعمال أمام الآخرين.
أعراض الرهاب الاجتماعي:
شعور مستمر بالخوف من موقف أو أكثر من المواقف الاجتماعية
التي يمكن أن يتعرض فيها الشخص للانتقاد والتفحص من قبل
الآخرين وبالتالي الخوف من فعل شيئ ما أو تصرف يعتقد المصاب
أنه يجعله عرضة للإهانة أو الإحراج مثل أن لا يستطيع الاستمرار
في الكلام إذا ماتكلم أمام مجموعة من الناس أو حدوث لعثمة في
الكلام أو تصيبه الغصة في بلغ الطعام إذا ما أكل أما الآخرين أو حصول
رجفة ورعشة في اليدين إذا ماقدم الشاي أو القهوة للآخرين أو كتب
أمامهم أو الخوف من أن يقول شيئاً عيباً أو لا يستطيع الإجابة على
أسئلة الآخرين وحدوث خفقان في القلب والتعرق وجفاف الحلق وزغللة
النظر ونوع من الدوخة والدوار والشعور بالغثيان والشعور بعدم القدرة
على الاستمرار واقفاً ومن أحد مظاهر الرهاب الاجتماعي الخوف من
احمرار الوجه فالمصاب يشعر بالرعب من أن يحمر وجهه أمام الناس
ويلاحظوا ذلك فيصبح محط ازدرائهم وقد يكون الاحمرار غير ملاحظ من
قبل الآخرين إلا أن المصاب يصرّ عادة على أنه يشعر به ويلاحظه الآخرون
وفي أغلب الأحيان يؤدي هذا الخوف إلى ابتعاد المصاب عن الناس واقتصار
علاقاته الاجتماعية على حلقة ضيقة جداً من الناس ومثل ذلك الخوف
من الخطابة أو المحاضرة أو الإجابة عن الأسئلة أمام الآخرين وقد تكون
حالة الرهاب الاجتماعي خفيفة ومقتصرة على خوف من شيئ واحد
وقد تكون شديدة جداً وتحصل في مواقف كثيرة جداً مما يؤدي إلى انعزال
المصاب انعزالاً كلياً أو شبه كلي عن المجتمع بالرغم من رغبته القوية في
أن يكون له أصدقاء وأن يكون اجتماعياً ومشاركاً في كافة نشاطات المجتمع
ويعاني بعض المصابين بالرهاب من نقص في تقدير الذات ناجم عن الشعور
بالضعف والجبن أو عدم الفعالية للدرجة التي يجب أن يكونوا بها وقد يضاف
إلى الرهاب القليل من عنصر الاكتئاب.
بداية الرهاب ومدى انتشاره ومضاعفاته:
يبدأ الرهاب الاجتماعي عادة من سن 11 – 15 سنة وقد يبدأ بسن
مبكر كالخامسة ولكن غالباً ما تظهر الأعراض في سن 30 سنة وحسب
الدراسات فتتراوح نسبة حدوثه بين 3 – 13 % وحدوثه في النساء أكثر
منه في الرجال واعتماداً على خبرة الأطباء الاكلينيكية فإن انتشاره في
المجتمعات العربية أكثر وقد يرجع ذلك إلى أسلوب التربية في الطفولة
وعدم تقدير واحترام الطفل عند بعض الأفراد وربما رفض الطفل أو الاهمال
والتوبيخ أو القسوة أو العناية الزائدة.
وتسير هذه الحالة عادة سيراً مزمناَ إذا لم تعالج بنجاح وتسبب كثيراً
من الاحباط للمصاب وتحرمه من كثير من متع الحياة ومباهجها مثل
الصداقات والحفلات والمشاركة في المناسبات الاجتماعية وغيرها
مما يسبب له عسرة المزاج أو الاكتئاب أو القلق أو يجعله يلجأ
للكحول أو الأدوية المهدئة بشكل منتظم فيتعرض للإدمان ونسبة
مزامنة القلق والاكتئاب مع الرهاب تتراوح بين 50 – 80 %.
أسباب الرهاب الاجتماعي:
ليس هناك على وجه التحديد سبب معين لمرض الرهاب الاجتماعي
ولكن هناك اشارات على أن أساس الحالة هو حساسية المصاب للانتقاد
وقد يكون عرضاً لا سبباً وافترض بعض الباحثين أن للرهاب الاجتماعي
أسباب وراثية وبيئية ترى 16 % من أقرب الناس للمصابين مصابون بهذه
الحالة كالأب والأم مثلاً ونسبة حدوثه في الأخوة التوأم أكثر منه عن غيره
وأيضاً هناك أسباب بيولوجية والتي تؤكد على دور الجهاز العصبي المركزي
فهناك أنوية عصبية لها علاقة بالخوف والقلق المرضي وتشمل خلايا
النورادينالين ومستقيلات البتروديازيبين والسيروتونين والدوبامين وهذا
مالوحظ باستجابة بعض المرضى للعلاج بالعقاقير.
وأيضاً هناك أسباب وتفسير سلوكي يعتمد على نظريات التعليم ولا ننسى
دور التربية أثناء الطفولة وهو أحد أسباب حدوث الخوف في مجتمعاتنا العربية.
علاج الرهاب الاجتماعي:
يشمل علاج الرهاب الاجتماعي
1. جلسات العلاج النفسي ومنه العلاج النفسي الاستبصاري والعلاج
النفسي الداعم فأكثر المرضى يشعرون بزوال كثير من القلق إذا ما ناقشوا
مشاكلهم مع طبيب يهتم بهم ويستمع لهم وبعد قليل من الجلسات تتضح
الأسباب المرسبة للقلق وعندها نستطيع تحديد الطريقة الفضلى لمواجهتها
مثل التطمين التدريجي في مواجهة المخاوف غير المعقولة والتشجيع
لمواجهة المواقف المثيرة للقلق وإعطاء المريض فرصة لمناقشة مشاكله
مع الطبيب بصورة منتظمة كل ذلك مفيد جداً للمريض وإن لم يكن شافياً تماماً
وتخفيف القلق يجعل المريض أكثر فعالية من ناحية اجتماعية ووظيفية ومن
أمثلةالعلاج النفسي العلاج المعرفي السلوكي والعلاج العقلاني الانفعالي
حيث يتم فيه تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المرضى وتدريبهم على طرق
وأساليب المواجهة وهذا النوع يمكن تطبيقه في جلسات فردية بين المريض
والمعالج ويمكن أيضاً أن يكون جماعياً المعالج مع مجموعة من المرضى.
2. يشمل علاج الرهاب الاجتماعي العلاج بالأدوية النفسية التي أثبتت
فعالية ونجاح في علاج هذا المرض ومن أمثلتها الأدوية ثلاثية الحلقات
والأدوية المثبطة للخميرة المؤكسدة أحماض الأمين وحاصرات البيتا
ومضادات القلق ومضادات الاكتئاب فئة SSRC
3. قبل هذا وبعده لا نغفل الجوانب الإيمانية وال******ة بالتضرع والدعاء
لله سبحانه وتعالى ليكشف المعاناة والتوكل وتفويض الأمر لله سبحانه
واحتساب الأجر منه سبحانه واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك.
إعداد د. عبدالرحمن الأطرم
استشاري الطب النفسي
مركز الطب النفسي السلوكي
منقووول
الرد :
ليس كل خجل هو مرض ، بل هو آتٍ من طلب الأفضل وعدم القدرة عليه ، وهذا علامة النفوس الطيبة ، فمن لا يستحي لا خير فيه ، وقد مرّ رسول الله عليه الصلاة والسلام على رجل يعظ أخاه عن الحياء ، فقال له : "دعه ،إ ن الحياء لا يأتي إلا بخير".
الشخص الخجول والذي يعاني من الرهاب الاجتماعي هو فقط بحاجة إلى مجتمع طيب يحترم شعوره ، وستجده فيما بعد ينطلق تدريجياً وتبدأ قدراته وابداعاته بالظهور و يثق بنفسه أكثر ويحس بطعم الحياة ويذهب الرهاب من المجتمع عنده بالتدريج .
ولكن الأمر السيء هو الإصرار على عدم التغيير ، ونظرة التعظيم للناس ، ونظرة "من تحت لفوق" باتجاه الآخرين – وكأن الناس ناطحات سحاب وأنت قزم بينهم – مع أنهم مليئون بالعيوب الأخلاقية .
حتى تخرج من الرُّهاب ، انظُر لعيوب الآخرين وابحث عنها قبل أن تبحث عن ميزاتهم . فمن يحرص على مساعدة غيره سوف يبحث عن عيوبهم ونواقصهم لكي يساعدهم ، لا لكي يسيء إليهم أو يسخر منهم . أما من يبحث عن ميزاتهم فقط فهو إما شخص يبحث عن مصلحته ، أو يريد ان يعرف ميزاتهم لكي يقلّدها .
والرهاب الاجتماعي دائماً يكون مع الناس الجدد في حياتنا ، وقد قيل :
يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ — ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
فــلا والله مـا بالـعـيش خـيـرٌ — ولا الدنيا اذا ذهـب الحـياءُ
اذا لم تـخـش عــاقبة اللـيالي — ولم تستح فاصنع ما تشاءُ
أنا لا ألومك كثيراً على الرهاب من المجتمع ، لأن المجتمع ليس منزوع الشوك والشرور ، ولكني ألومك على كبت الذات وتحطيمها ، فأنت لست أقل من غيرك ، ويكفي الخجول فخراً أنه يستحي ، و المستحيّ دائماً قريب من الأخلاق والشعور الإنساني .
بداية علاج الرهاب هو أن تتغير نظرتك لنفسك ولغيرك . عليك يا عزيزي أن ترتفع عن مستوى المشكلة كلها .
ولابد للإنسان أن يبتعد عن ذاته ولو قليلاً . ابحث عما يضرّ غيرك وجنّبهم إياه ، وابحث عما ينفع غيرك وقدّمه لهم ..
وبعبارة أخرى : ساعد غيرك تُساعد نفسك ، علّم غيرك تعلّم نفسك ، عالج غيرك تعالج نفسك ، وهذه سنة كونية . لأنك الآن سلّمت أمرك لله وتخلصت من أنانيتك ، وكلما خرجت من ذاتك تجد نفسك شفيت وتعلمت ، أي : لن تنفع نفسك من خلال نفسك ، بل من خلال غيرك .
كلما حاولت أن تساعد نفسك بنفسك ، تجد أن المشكلة تتفاقم ، لأنك تضع تركيزك دائماً على النتيجة ، وإذا لم تر النتيجة كما ترغب وتحب ، فإنك تحس بالإحباط وتعود لجلد الذات وتحطيمها .
الأصحاء هم الغافلون عن أنفسهم دائماً، أي المشغولون بغير أنفسهم ، لذلك الانهماك بالعمل يعتبر خروجاً عن الذات وعلامة على الصحة النفسية . ولهذا المكتئب يحبّ النوم لأنه يخرج عن ذاته ، وهذه هي الحقيقة : فعندما تدور حول ذاتك فأنت كمن يعبد ذاته ، إن ذاتك مرتبطة بالأشياء بينما أنت تريد من الأشياء أن ترتبط بك ، ولكن أنت كيان يسير ، ومع ذلك تريد أن يقف الكون كله ويدور حول فلكك ، ثم تأتي وتتساءل : لماذا هذا أهملني ؟ ولماذا هذا لم يسمعني ؟ لماذا هذا أفضل مني ؟ وكأنك كوكبٌ يقول للكواكب الأخرى : لماذا لا تقفون وتدورون حولي ؟
ومن أجل هذا أيضاً يتعاطى المدمنون المخدرات والكحول ، لكي يخرجوا عن ذواتهم . وهناك من يتنّقلون بين الأماكن المختلفة ، وكذلك الذين يشاهدون الأفلام بكثرة ، وهذه كلها علامات على الاكتئاب . الانهماك بالطبيعة ومتابعة الحيوانات والرحلات وما شابه ، كلها صور من الخروج عن الذات ، وغيرها الكثير .
الدوران حول الذات ينافي التوكل على الله ويقرّبك للأنانية ، مع ذلك فهي حلول مؤقتة ، ولكن الحل الدائم هو بتسليم الذات لمن هو خيرٌ في رعايتها منّا وهو المستحق لذلك وهو الله سبحانه وتعالى . ويكون جزاء هذا التسليم هو الطمأنينة والرضا، وكذلك الاهتمام بالآخرين اكثر من النفس ، لأن الله يريد ذلك، و كذلك الايمان والتسليم الحقيقيان لله علاج لكل المشاكل النفسية ، لأن الله وعد عباده بحياة طيبة ، والله لا يخلف وعده ، إن الله هو الذي يقدّر لك شؤونك وأمورك ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، أي يحسب لك بدلاً عنك ، فهو سبحانه يعرف مصلحتك اكثر منك ، ولست أنت من صنع الكون ولست مصدر القرار فيه .
ومن صور الدوران حول الذات : المقارنات مع الآخرين ، ففي كل مرة يقارن الشخص نفسه بأحد ، يجد نفسه محبطاً ، ويكون هو الخاسر في المقارنة دائماً ، لأنه لا يستطيع أن يكون مثله أبداُ ، وبهذا هو يسيء لنفسه . وهذه ميزة لك لو تأملتها ،فالشخص الآخر لا يستطيع أن يكون هو مثلك أيضاً ، ومثل تلك المقارنات لا تدل على رضا بقسمة الله عز وجل ، وأهم نقطة في الخروج عن الذات هو أنه يُنْصِف الذات ، أي تعطي نفسك حقها ، فترى الأشياء السيئة والحسنة فيك معاً ، فتقول عن نفسك : "حاولت أن تفعل كذا وكذا ، ومع ذلك فشكراً لك فأنت لم تقصر" . هنا أنت تنصف ذاتك وتعطيها حقها ، لأنك خرجت عنها وأصبحت ترى نفسك مثلما ترى شخصاً آخر .
الذي يعرف الله لا يشعر بحسد على الأنبياء والصالحين مثلاً ، لأنه يشعر بجمالهم ، فهو قد ترك أنانيته ، والذي يترك أنانيته يستطيع أن يستمتع بجمال غيره وبجمال نفسه أيضاً ، ومن باب أولى أنه لا يحسد أصحاب النعم المادية ، سواء كانت جسمية أو اجتماعية أو عقلية أو مالية ، لأنه يدري أن ذلك اختبار ، ويعلم أنها ليست نابعة من قدراتهم وعلمهم هم ، بل هي توفيق من الله لكي يبلوهم بها .
أما اصحاب الفضائل فإنك لا تحسدهم ، لأنك تتوه وتضيع بجمالهم ، ولهذا المتآخين في الله لا يحسدون بعضهم مهما كان بينهم من تفاوت ، لأن الخروج عن الذات يجمعهم ، وكل ميزة في أي واحد فيهم هي ميزة للكل ، وذلك لأن هدفهم واحد .
الأنانية دائماً مرتبطة بالمادية ، فالأناني يكون بخيلاً ويكون حسوداً وغيوراً وطماعاً وشكاكاً ويضطر للكذب وفخوراً …الخ ، وأيضاً محبطاً لنفسه ، لأنه لا يعرف قيمته إلا من خلال ما يصل إليه أو يمتلكه من ماديات ، ولا يعرف قيمة جماله الذاتي ، وهو ليس شكوراً أيضاً ، لأن المادية تقتضي الزيادة دائماً و أن تنظر الى ما ليس عندك ( قانون )
من زيادة الخوف على الذات والمشاعر الذاتية ينتج الرهاب الاجتماعي ، وكأن الشخص يجب أن يكون كاملاً .
والذي تهمه نفسه ستجده يطلب رأي الناس في كل شيء ، مثل أن يقول : هل إذا أخذت الشهادة سيمدحني الناس ؟ هل هذا الشيء يكرهه الناس ؟…الخ ، وذكرهم الله تعالى في كتابه ، فقد قال : {وطائفة قد أهمّتهم أنفسهم} .
إن الشخص إذا عرف قدر نفسه يهون عليه الانتقاد ، فحينها سيقول لنفسه : من أنا حتى لا اُنتقد ؟ وبهذا يكون ابتعد عن التكبر .
ولن يكون الإنسان جميلاً حتى يخرج من ذاته وأنانيته، وحينها سيكون مركز جذب ، وسيحبه الناس .
والخروج عن الذات يساعدك في نقطة تقبل النقد ، لأنك تنتقد نفسك أساساً ، ولا تكتمل الثقة بالنفس حتى يتقبل الشخص جميع الانتقادات من جميع الأذواق والمشارب بكل أريحية ، وهذه علامة من علامات الصحة النفسية والثقة بالنفس، ولا يقولها إلا شخص ممتلئ من الداخل ، وأيضاً لا يبالغ بقيمة ذاته ، لأنه يأخذ الرأي الصحيح ، ومستعدٌ أن يأخذ قسمته ونصيبه ..
أيضاً قضية الاهتمام بالنِّعم قبل الاهتمام بالنواقص ، فمن علامات الشخص الطيب أنه يشكر ، واهتمام المسلم بالشكر سيجعله يبحث عن ميزاته ، ويأتي غيرك وينتقدك أيضاً ، وهذه إضافة لك وفائدة في إصلاح هذا الشخص الآخر الذي هو أنت ، و ربما كنت أنت قد سبقت نقدك لنفسك؛ لذلك ربما لا يأتون بجديد إذا انتقدوك .
فالشعور الأناني وشعور الغيرة من الغير قد يأتيك ، لكن اقمعه واقضِ عليه .
الأنانية تأتي من الاهتمام بالمجتمع ، ومع الوقت تبدأ بالتنازل عن ذوقك وتميُّزك وكيانك ، ويتعلق رضاك برضا المجتمع ، وهذا ما لا يُدْرَك ، وهذا الوضع يؤدي لنفس النتيجة ، فإن أخرجت الناس من حساباتك فستخرج عن ذاتك والعكس .
الذي يرتبط بذاته لن يكون له طريق إلا طريق واحد : هو نفسه ، ولكن إذا لم يهتم لنفسه فسيكون له طريق آخر وهو طريق الأخلاق والفضائل ، ومن خلاله يعرف إذا كان يفكر بأنانية أو لا ، لأنك لا تعرف الشيء إلا اذا خرجت عنه .
الأناني لا يعرف الأخلاق ، لأنه ليس له طريق آخر يقارن عن طريقه ومن خلاله ، فيقع في الرذائل وهو لا يدري ، ويقع في الفضائل وهو لا يدري ، فيحسب أن الفضائل أنانية ، ويحسب أن الرذائل مصالح .
لا بد أن تفصل نفسك ، وتتعامل مع نفسك كشخص آخر مختلف ، تحبُّه إذا عمل العمل الطيب ، وتكرهه إذا عمل العمل السيء ، وتحاول أن تسعى للوصول إلى المثالية في كل حياتك .
ولا يسخط على ذاته السخط الكثير المستمر إلا شخصٌ متكبرٌ يريد كما أراد المتنبي في قوله :
أريد من زمني ذا أن يبلغني .. ما ليس يبلغه من نفسه الزمنُ
فهو لم يجلد نفسه فقط ، بل جلد الزمان معه!
وهذه من صور الطموح ، فالطامح دائماً يعذب نفسه . مثل من يقول : النوم أكثر من أربع ساعات = فشل ، فيعتبر أن في نومه هذا إضاعة للوقت الذي قد يستغله بالمزيد من المصالح.
فالتوازن النفسي لا يكون إلا لشخص مؤمن بالله ، فإذا نظرت للناس تجد مشاكلهم ناتجة عن معرفة ما يستطيعه الشخص وما لا يستطيع ، ومشاكل أخلاقية من تكبر وحسد وقلة الشكر وغيره ، وهذه لا تأتي إلا من ضعف إيمان ، أو ضعف في فهم الأخلاق مع الله ، فحينما تغار من أحد أن أعطاه الله نعمة ، فمن أنت حتى تطلب من الله أن يزيل نعمته عنه وينقلها إليك ؟ وهل الله ضيعك أساساً حتى تقول ذلك ؟
{وأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن}
مشاكل الأمراض النفسية هي مشاكل أخلاقية مع الله .
الخروج عن الذات لا يكون إلا لأحد سلم نفسه لله ، فليس الله أهم من نفسك . وفي نفس الوقت فإن بقاءك على نفسك يجلب لك الأمراض ، فتخيل شخصين : أحدهما يفكر بنفسه ومشاكله وشؤونه الخاصة فقط ، وشخص آخر ترك نفسه وبدأ يساعد الناس ويتعلم …الخ ، تركناهما لمدة سنة ، وعندما نعود إليهما وننظر ماذا حدث لهما ، سنجد الشخص الأول مريض جداً ويعاني من العقد النفسية ، بينما الشخص الآخر تجده كوّن علاقات طيبة مع الآخرين وكسب فوائد مادية ومعنوية تعود على الذات بالنفع .
والخروج من النفس أنواع منها :
الخروج الراجع : مثل من تجده يحاول الدخول بالمجتمع عن طريق العمل والصداقات النفعية كي يستفيد لا ليفيد الآخرين .
ليس هناك أسوأ من شخص يفكر بذاته كثيراً ، فتجده مثلاً حينما يخرج من اجتماع لأصحابه تجده يفكر : لماذا هذا الشخص نظر إلي هكذا ؟ لماذا اهتموا بهذا ولم يهتموا بي ؟ … الخ
قم بأعمالك لوجه لله ، والله سيعمل لمصلحتك : {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ، ومن سخط فله السخط ، اقبل نفسك التي قبلها الله لك ، وما الشيء الذي يمنعك من قبولها ؟
إن كثرة النظر لما عند الآخرين يفقدك قيمة ما عندك ، فالله لا يخلق لا شيء .
لا بد أن ندفع جزاء النعم التي أعطانا الله إياها ، والله قد أعطاك ، والله يرحم من يرحم عباده ، و دائماً تتعلم إذا علّمت أولاً . ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، ومن يخدم غيره سيسخّر الله من يخدمه ويهتم لأمره .
إن السعادة ليست تأتي من داخل الذات ، بل تأتي من خارجها .
كل ألم وتعب يصيبك ، فهو يعني أنك منحرف عن الخط السليم .
الخروج عن النفس كما قلت هو باب العلاج النفسي ، ولكن لا يوازن هذا معرفة الله عن طريق الأخلاق ، فتجد المسلم يقول : إن لله محياي ومماتي ، وليس لنفسي ورغباتي وشهواتي . فالعابد لله لا يكون أسيراً لنفسه ، لأن الدنيا غدّارة ومتقلبة ، فالمؤمن لا يهمّه كل هذا ، لأنه مستقر على ثابت ، فالشهادة والمنصب والطموح مثلاً ليست أشياء ثابتة يُعتمد عليها ، فالكثير من أصحاب المناصب ورجال الأعمال انتحروا وهم في أوج مجدهم .
هوِّن على نفسك يا أخي ولا تقسو عليها ، فهي غالية .
وشكراً ..
(( كتبه الورّاق، وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المرجع "مدونة الورّاق" ))