جراحه تجميليه أباحها الشرع 2024

السلام عليكن حبيباتي اسأل الله لكن تمام الصحه والخير والسعاده في الدنيا والآخره
الحمد لله الذي علم الانسان مالم يعلم انه ذو الفضل العظيم
اللهم صلي وسلم وبارك علي المبعوث بالحق خاتم النبين والمرسلين سيدي وسيد الخلق اجمعين محمداً عليه افضل الصلاه وازكي السلام
اما بعد
هذا الموضوع حبيباتي هو عن جراحه تجميليه اباحها الشرع وهي ثقب أذن الانثي
يعد ثقب الاذن من الجراحات الشائعه لأرتباطه بتزين النساء بالحلي ويتم ذلك بأحداث ثقب بأبره معقمه وسط شحمة الأذن ,ثم تلبس أقراط معينه أو اسلاك معدنيه لمدة ثلاث اسابيع أوأربعه حتي التئام الجرح,ورغم سهولة هذا الاجراء , الا أن الدراسات الطبيه تحذر من خطورة تلك الجراحه حيث أن النزيف المصاحب لها قد يكون سبباً لأنتقال بعض الامراض, كألتهاب الكبد الوبائي,والايدز ,وهذا يعود الي ان العمليه تتم في المنازل دون اشراف طبي والادوات المستخدمه ليست معقمه .
اختلف الفقهاء في حكم الثقب علي قولان
احدهما : مذهب الحنفيهوالصحيح من مذاهب الحنابله الي جواز تلك العمليه مالم تؤذي الانثي وتكون تحت اشراف متخصصين لها
والثاني: مذهب الشافعيه والحنابله في روايه اخري الي تحريم تلك العمليه وبه قال ابن الجوزي.
الأدله لأصحاب الرأي الاول
من السنه : ما روي عن عائشه رضي الله عنها في قصة ام زرع حيث قالت:"زوجي ابو زرع أناس من حلي أذني " قالت عائشه :قال لي رسول الله كنت لك كأبي زرع لأم زرع"
أناس اي اثقل والمعني انه ملئ أذنها مما جرت به عادة النساء وهو الحلي
فهنا النبي علم بثقب الاذن ولم يعقب فدل ذلك علي الجوازبأقرار النبي عليه
ومن المعقول :
أن المرأه محتاجه الي الحلي , فثقب الاذن مصلحه في حقها.
أدلة الرأي الثاني:
استدلوا من الكتاب من قوله تعالي"ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام" سورة النساء آيه 119
فهذه الآيه الكريمه دلت علي أن قطع الاذن وشقها وثقبها من أمر الشيطان , فأن التبك هو القطع , وثقب الاذن قطع لها فهذا ملحق بقطع أذن الانعام.

ونوقش هذا الرأي بأن القياس مع الفارق لأن أمر الشيطان لهم كان اذا ولدت الناقه لهم خمس ابطن و كان البطن السادس ذكراً شقوا أذنه وحرموا ركوبها والأنتفاع بها,فشرع لهم الشيطان شريعه من عنده وهذا يختلف من ثقب أذن الأنثي. انتهي
وقد فطر الله النساء علي حب الحلي والتزين فقال تعالي " أومن ينشأ في الحليه وهو في الخصام غير مبين" سورة الزحرف آيه 18
فالمرأه تكمل جمالها بالتزين من حلي وغيره ,كما ان الأذي الذي يلحق الانثي من ألم يحدث في سن صغير في العاده فلا تتذكره .
تم
أرجوا أن تكون تمت الفائده
وجزاكن الله خيراً
في حفظ الرحمن

    فعلا تسلمى يا قمر

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mamaroro الونشريس
    الونشريس

    فعلا تسلمى يا قمر

    الونشريس الونشريس

    يسلم لي مرورك غاليتي
    لا تحرميني من رقي حضورك
    تحياتي تهديكي آرق سلامي

    بارك الله فيكى

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصرالاحلام الونشريس
    الونشريس
    بارك الله فيكى
    الونشريس الونشريس

    وبارك فيكي وعليكي غاليتي
    لا تحرميني من رقي حضورك
    احترامي وتقديري لشخصك

    بارك الله فيك ختي

    رأي الشرع في قضية الأخذ بالثأر 2024

    الونشريس

    السؤال : حدث في قريتنا أن قام رجل بقتل اثنين وحرقهما، ثم تَمَّ القبض عليه وحبسه قيد التحقيق لمحاكمته أمام القضاء.
    ولكن المشكلة الآن أن كل عائلة من عائلتي القتيلين تريد أن تأخذ بثأر فقيدها من أحد أقارب المتهم بالقتل، فما حكم الشرع في هذا؟

    تجيب لجنة أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية :

    حرص الإسلام أشدَّ الحرص على حماية الحياة الإنسانية، وجعل صيانتها من حيث هي مَقْصِدًا شرعيًّا، وحَرَّم الاعتداء عليها، وتَوَعَّد المعتديَ بالوعيد الشديد؛ فالإنسان بنيان الله تعالى في الأرض، مَلعونٌ مَن هَدَمه.
    قال تعالى:{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.. [المائدة: 32].

    وقال تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.. [الأنعام: 151].وقال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.. [النساء: 93].
    وروى الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذَكَر الكبائر، أو سُئِل عن الكبائر، فقال: [[الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وقول الزور]].

    وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [[لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا]]؛ والمعنى – كما يقول الحافظ ابن الجوزي "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (2/590، ط. دار الوطن)-: أنه في أي ذنبٍ وقعَ كان له في الدين والشرع مخرجٌ إلا القتل؛ فإن أمره صعب.

    وروى الترمذي وحسَّنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَجِيءُ المقتولُ بالقاتلِ يومَ القيامة: ناصيتُه ورأسُه بيدِه وأوداجُه تَشْخُبُ دمًا، يقول: يا رَبِّ، قَتَلَنِي هَذَا، حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ»، ومعنى تَشْخُب: تسيل.
    وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشتركوا في دم مؤمن لأكبَّهم اللهُ في النار».

    وروى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا».

    وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "إنّ مِن وَرَطاتِ الأمور، التي لا مَخْرَج لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيها، سَفْكَ الدَّمِ الحرام بغير حِلِّه"، إلى غير ذلك من النصوص الدينية التي تُبين بَشاعة هذا الجرم، ووعيد مرتكبه وعقوبته الأخروية عند الله تعالى.
    أما في الأحكام الدنيوية فقد رتب الشرع الشريف عقوبةً حَدِّيَّة صارمة على القتل العمد، وهي القصاص من القاتل؛ جزاء وفاقًا لما اقترفته يداه، والعمد: هو قصد الفعل العدوان، وقصد عَين الشخص، والفعل بما يقتل قطعًا أو غالبًا [كما في "مغني المحتاج" للعلامة الخطيب الشربيني (5/212، ط. دار الكتب العلمية)].

    فإن عفا أهل القتيل أو أحدهم عن القاتل سقط القصاص عنه ووجبت عليه الدية؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: 178].

    فأرسى الشرعُ بهذه العقوبة الردعَ المجتمعي اللازم؛ فبتطبيق القصاص تحقن الدماء، كما قالت العرب: "القتل أَنفى للقتل"؛ قال تعالى:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.. [البقرة: 179].

    قال الإمام الرازي في "تفسيره" (5/229، ط. دار إحياء التراث العربي): [ليس المراد من هذه الآية أن نفس القصاص حياة؛ لأن القصاص إزالة للحياة، وإزالة الشيء يمتنع أن تكون نفس ذلك الشيء، بل المراد أن شرع القصاص يفضي إلى الحياة في حق من يريد أن يكون قاتلا، وفي حق من يراد جعله مقتولا، وفي حق غيرهما أيضًا؛ أما في حق من يريد أن يكون قاتلا:فلأنه إذا علم أنه لو قَتَل قُتِل تَرَك القتل، فلا يَقتل، فيَبقى حَيًّا، وأما في حق من يراد جعله مقتولا: فلأن من أراد قتله إذا خاف من القصاص ترك قتله، فيبقى غير مقتول، وأما في حق غيرهما: فلأن في شرع القصاص بقاء مَن هَمَّ بالقتل، أو من يَهِمّ به، وفي بقائهما بقاء من يتعصب لهما؛ لأن الفتنة تعظم بسبب القتل، فتؤدي إلى المحاربة التي تنتهي إلى قتل عالَم من الناس، وفي تصور كون القصاص مشروعًا زوال كل ذلك، وفي زواله حياة الكل] اهـ.

    وراعى الشرع أيضًا بعقوبة القصاص نفسية أهل المقتول التي تفور بالألم والرغبة في مكافأة دم صاحبهم، ولم يفرض عليهم التسامح فرضًا، بل جعله خيارًا مُرَغَّبًا فيه، يثاب فاعله ويؤجر عليه.

    يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في "الأم" (6/8): [كان كُتِب على أهل التوراة أنه مَن قتل نفسًا بغير نفس حُقَّ له أن يُقاد بها ولا يُعفى عنه ولا تقبل منه الدية، وفُرِض على أهل الإنجيل أن يعفى عنه ولا يقتل، ورُخِّصَ لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إن شاء قتل وإن شاء أخذ الدية وإن شاء عفا، فذلك قوله عز وجل: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ}؛ يقول: الدية تخفيف من الله؛ إذ جعل الدية ولا يقتل] اهـ.

    ونَبَّه الشارع أيضًا مع ذلك على وجوب مراعاة العدل عند استيفاء القصاص، والعدل هنا يشمل أمرين: الأول: ألا يُتَجاوَز إلى تعذيب القاتل قبل إنفاذ الحَدِّ فيه أو التمثيل بجسده بعده. والثاني: ألا يُتَجاوَز إلى قتل من لا ذنب له ممن له علاقة بالقاتل بقرابة ونحوها؛ فقال تعالى: ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾ [الإسراء: 33].

    قال الإمام البيضاوي في "تفسيره" (3/254، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا﴾ غير مستوجب للقتل ﴿فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ﴾؛ للذي يلي أمره بعد وفاته، وهو الوارث ﴿سُلْطانًا﴾؛ تسلطًا بالمؤاخذة بمقتضى القتل على من عليه، أو بالقصاص على القاتل؛ فإن قوله تعالى: ﴿مَظْلُومًا﴾ يدل على أن القتل عمد عدوان؛ فإن الخطأ لا يسمى ظلمًا. ﴿فَلا يُسْرِفْ﴾؛ أي: القاتل. ﴿فِي الْقَتْلِ﴾؛ بأن يقتل من لا يستحق قتله؛ فإن العاقل لا يفعل ما يعود عليه بالهلاك. أو الولي بالمثلة، أو قتل غير القاتل] اهـ.

    وهذا المعنى المستفاد من الآية الكريمة تجريم لصورة من صور الثأر؛ الذي يُنتَقَم فيه لدم القتيل بقتل أحد من قرابة القاتل. وهذه عادة من عادات الجاهلية التي جاء الإسلام الحنيف ليقضي عليها؛ فكان إذا قُتِل منهم قتيلٌ لم يكتفوا بقتل قاتله، بل تَعَدَّوْا إلى أهله وعشيرته، حتى تبقى بينهم الحروب الطاحنة من أجل ثأرهم، وكان يُعْرَفُون بالعصبية القبلية.

    يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في "الأم" (6/8، ط. دار المعرفة): [وكان الشريف من العرب إذا قُتِل يُجاوَز قاتلُه إلى مَن لم يقتله من أشراف القبيلة التي قتله أحدها، وربما لم يرضَوْا إلا بعدد يقتلونهم، فقتل بعضُ غَنِيٍّ شأسَ بن زهير، فجمع عليهم أبوه زهير بن جذيمة فقالوا له -أو بعض من ندب عنهم-: سل في قتل شأس، فقال: إحدى ثلاث لا يغنيني غيرها.

    قالوا: وما هي؟ قال: تحيون لي شأسًا، أو تملئون ردائي من نجوم السماء، أو تدفعون إلي غَنِيًّا بأسرها فأقتلها, ثم لا أرى أني أخذت منه عِوَضًا. وقُتِل كُليبُ وائلٍ، فاقتتلوا دهرًا طويلا، واعتزلهم بعضهم، فأصابوا ابنًا له يقال له: (بجير)، فأتاهم فقال: قد عرفتم عزلتي، فبجير بكليب، وكفوا عن الحرب، فقالوا: بجير بشسع نعل كليب، فقاتلهم وكان معتزلًا] اهـ.

    ولا شك أن الأخذ بالثأر على هذا الوجه فيه اعتداء عظيم على النفوس المعصومة، وأخذها بجريرة غيرها، فالمقتول يُقتَل وليس له ذنب يُعاقَب عليه ولا جريرةٌ يُؤخَذُ بها؛ والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: 164]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها: "لَا يُؤْخَذ أحد بذنب غَيره" [انظر: "الدر المنثور" (7/213، ط. دار الفكر)].

    ويقول سبحانه: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: 126]؛روى الترمذي عن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه، قال: "لما كان يوم أُحُدٍ أُصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة؛ منهم حمزة، فمَثَّلوا بهم، فقالت الأنصار: (لئن أَصَبْنا منهم يومًا مثل هذا لنُرْبِيَنّ عليهم)، قال: فلما كان يوم فتح مكة، فأنزل الله تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾؛ فقال رجل: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كُفّوا عن القوم إلا أربعة».

    وروى الحاكم في "المستدرك" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظر يوم أحد إلى حمزة وقد قتل ومثل به، فرأى منظرًا لم ير منظرًا قط أوجع لقلبه منه ولا أوجل، فحلف وهو واقف مكانه: «والله لأمثلن بسبعين منهم مكانَك»، فنزل القرآن وهو واقف في مكانه لم يبرح: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ حتى ختم السورة، وكَفَّرَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن يمينه وأمسك عما أراد.

    قال الإمام البيضاوي في "تفسيره" (3/245، دار إحياء التراث العربي): [وفيه دليل على أن للمُقْتَصّ أن يُماثِلَ الجاني، وليس له أن يجاوزه، وحث على العفو تعريضًا بقوله: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ﴾، وتصريحًا على الوجه الآكد بقوله: ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ﴾؛ أي: الصبر ﴿خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ من الانتقام للمنتقمين] اهـ.

    وكذلك فإن القاعدة الشرعية تقول: إن الضرر لا يزال بالضرر [انظر: "الأشباه والنظائر" للحافظ السيوطي (ص: 86، ط. دار الكتب العلمية)]؛ فإذا كان أهل المقتول قد تضرروا بقتل قريبهم، وأصابتهم المرارة ولحقتهم الأحزان، فلا يعطيهم هذا مبررًا مقبولا في أن يُداوُوا مراراتهم بإلحاق الضرر بالأبرياء الذين لا ذنب لهم ولا جريرة فيما وقع للمقتول.

    كما أن هناك مفسدة أخرى في ممارسة عادة الثأر بشكل عام، وهي التعدي والافتيات على ولي الأمر في شيء من صلاحياته التي رتبها له الشرع وفوضه فيها دون غيره، وهو الاختصاص باستيفاء العقوبات.

    والافتيات على ولي الأمر بوجه عام ممنوعٌ محرمٌ؛ لأنه تَعَدٍّ على حقه بمزاحمته فيما هو له، هذا من جهة، وتَعَدٍّ على إرادة الأمة التي أنابت حاكمها عنها في تدبير شؤونها من جهة أخرى.

    وقد روى ابن زنجويه في كتاب "الأموال" (3/1152، ط. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية) عن مسلم بن يسار، عن أبي عبد الله رضي الله عنه رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال مسلمٌ: كان ابن عمر رضي الله عنهما يأمرنا أن نأخذ عنه؛ قال: "هو عالم؛ فخذوا عنه"، فسمعته يقول: "الزكاة، والحدود، والفيء، والجمعة: إلى السلطان".

    وروى البيهقي في سننه الكبرى عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الفقهاء الذين يُنتَهَى إلى قولهم مِن أهل المدينة، كانوا يقولون: "لا ينبغي لأحد أن يقيم شيئًا مِن الحدود دون السلطان".

    وقال الإمام القرطبي في "تفسيره" (2/245-246، ط. دار الكتب المصرية): [لا خلاف أن القصاص في القتل لا يقيمه إلا أولو الأمر؛ فرض عليهم النهوض بالقصاص وإقامة الحدود وغير ذلك؛ لأن الله سبحانه خاطب جميع المؤمنين بالقصاص، ثم لا يتهيأ للمؤمنين جميعًا أن يجتمعوا على القصاص، فأقاموا السلطان مقام أنفسهم في إقامة القصاص وغيره من الحدود] اهـ.

    وإقامة العقوبات في العصر الحاضر في ظل دولة المؤسسات إنما تناط بجهة محددة تُسنَدُ إليها؛ وهي السلطة التنفيذية، وهذه الجهة لا تستطيع أن تُنَفِّذَ عقوبةً ما إلا بعد أن تَبُتَّ فيها الجهة المختصة بالسلطة القضائية؛ فتقوم بالنظر في الواقعة المعينة، وتستوفي فيها الأدلة والقرائن، وتستنطق الشهود، وتنظر في الملابسات والظروف المحيطة، ثم تقضي بعقوبة مخصوصة فيها، وهذه الجهة بدورها لا تستقل بعقوبة لم يُنَصّ عليها في القانون المعمول به في البلاد، والذي تقوم على اختياره وصياغته الجهة المختصة بالسلطة التشريعية. وكل جهة من هذه الجهات الثلاث تُعَدُّ هي ولي الأمر فيما أقيمت فيه.

    قال العلامة ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (5/97-98، ط. الدار التونسية للنشر) -عند تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.. [النساء: 59]-: [أولو الأمر مِن الأمَّة ومِن القوم هم الذين يُسنِد الناسُ إليهم تدبير شؤونهم ويعتمدون في ذلك عليهم، فيصير الأمر كأنَّه مِن خصائصهم.. فأولو الأمر هنا هم مَن عدا الرسول مِن الخليفة إلى والي الحسبة، ومِن قواد الجيوش، ومِن فقهاء الصحابة والمجتهدين إلى أهل العلم في الأزمنة المتأخّرة، وأولو الأمر هم الذين يُطلَق عليهم أيضًا أهل الحلّ والعقد] اهـ.

    ولذلك فإن قيام آحاد الناس الآن بتطبيق العقوبات بأنفسهم فيه افتيات على أصحاب هذه السلطات الثلاث؛ فقد يُعاقَب المجرمُ بغير ما قُرِّر له من العقوبة في القانون، وقبل ذلك فإنه يُدان من هؤلاء المُفْتَاتِينَ بلا تحقيق أو دفاع، ثم إن إنزال العقاب يحصل بعد ذلك من غير ذي اختصاص، وفي بعض الأحوال يُنزَلُ العقاب بالأبرياء الذين لا ذنب لهم، وكلُّ هذا في النهاية يقود المجتمع إلى الفوضى وإلى الخلل في نظامه العام.

    وعليه وفي واقعة السؤال: فإن ما تريد أن تفعله كل عائلة من عائلتي الرجلين المقتولين من أخذها بثأر فقيدها من أحد أقارب المتهم بالقتل جرم جسيم ومُحَرَّم عظيم؛ لما فيه من تسويغ الفوضى والجور والاعتداء على الأنفس المعصومة بغير حق شرعي.والله سبحانه وتعالى أعلم

    —————————————————————-

      جزاكي الله خيرا حبيبتي

      مشكوره حبيبتى

      الونشريس

      نورتونى ياقمرات

      شكراااا عسووووله

      ترتيب أوائل المخلوقات المذكورة في الشرع وكيف تعرج الملائكة إلى السماء 2024

      وفقاً لما ذُكر في القرآن فإن الله خلق الماء أول ما خلق ، ثم خلق الأرض على الماء ، ثم خلق الجبال أوتاداً لحفظ توازنها ، ثم خلق السماء سقفاً محفوظاً من غير عمد ، ثم خلق سبعاً طباقاً ، ومعلوم أن الشمس والقمر والنجوم كلها في السماء الدنيا ، وكل ذلك سيتغير وينتهي يوم القيامة .فكيف نجح جبريل عليه السلام في التنقل بين السماء والأرض عندما كان يبلّغ الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟ هل جعل الله له فتحة سرِّيَّة في السماء ينفذ منها ؟ وهل استخدم النبي صلى الله عليه وسلم نفس الفتحة عندما عُرج به إلى السماء ؟ .

      وفقاً لما ذُكر في القرآن فإن الله خلق الماء أول ما خَلق " : يحتمل أمرين :الأمر الأول : أن الماء هو أول مخلوقات الله مطلقاً ، وهذا إن كان هو قصده ففيه ملاحظتان :
      الأولى : أنه أحد الأقوال في المسألة ، والجمهور على أنه العرش ، ومن العلماء من قال بأنه القلم .
      الثانية : أن هذا القول ليس في القرآن ؛ إذ ليس في القرآن ولا في السنَّة بيان لأول شيء خَلَقَه الله تعالى ، لا الماء ولا غيره من المخلوقات .
      وثمة خلاف في أول ما خلق الله من هذا العالَم ، والأقوال المعتبرة في المسألة ثلاثة : القلم ، كما يرجحه ابن جرير الطبري وابن الجوزي ، والعرش ، كما يرجحه ابن تيمية وابن القيم ، ، والماء ، وهو مروي عن ابن مسعود وطائفة من السلف ، ورجحه بدر الدين العيني .

      وأما الأقوال غير المعتبرة فكثيرة ، وبعضها من الإسرائيليات ، وأغلبها أقوال لأهل البدع ، كمن زعم أن العقل هو أول مخلوق ، وكمن زعم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو أول مخلوق ، حتى صار من يعظِّم مخلوقاً أو شيئاً يجعله أول مخلوق ! .

      ثانياً:
      الذين قالوا إن القلم هو أول مخلوق قد استدلوا بما رواه عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، قَالَ : رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) .
      رواه الترمذي ( 2155 ) وأبو داود ( 4700 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
      لكن قد صح في السنة أحاديث نبوية تبين أن الله تعالى حين خلق القلم وأمره بكتابة مقادير كل شيء إلى يوم القيامة : كان عرشه على الماء ، مما يقتضي أن خلق العرش كان قبل خلق القلم ، ومن هذه الأحاديث :
      أ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، قَالَ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) رواه مسلم ( 2653 ) .
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
      فهذا يدل على أنه قدَّر إذ كان عرشه على الماء ، فكان العرش موجوداً مخلوقاً عند التقدير لم يوجد بعده .
      " الصفدية " ( 2 / 82 ) .


      ب. وعن عمران بن حصين عن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) .
      رواه البخاري ( 3019 ) .
      ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ) .
      رواه البخاري ( 6982 ) .
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
      وفي رواية ( ثم كتب في الذِّكر كل شيء ) فهو أيضاً دليل على أن الكتابة في الذكر كانت والعرش على الماء .
      " الصفدية " ( 2 / 82 ) .
      قال ابن القيم – رحمه الله – في النونية :
      والناس مختلفون في القلم الذي *** كُتِبَ القضاء به من الديَّانِ
      هل كان قبل العرش أو هو بعده *** قولان عند أبي العلا الهمذاني
      والحق أن العرش قبل لأنه *** عند الكتابة كان ذا أركانِ

      فالصحيح أن القلم مخلوق بعد العرش ، ويكون قوله في الحديث ( فأَوَّلَ ما خَلَقَ الله القلم قال له اكتب ) يعني : حين خَلَقَ الله القلم ، فتكون ( ما ) هنا مصدرية وليست موصولة .
      وخلق العرش قبل القلم لا يعني بالضرورة أنه خلق قبل " الماء " ، وغاية ما يمكن أن يقال إنهما خلقا معاً ، أما أن يكون العرش خُلف قبله فليس بظاهر .

      ومن أدلة الذين قالوا بأن الماء أول المخلوقات :
      1. عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ ؟ قَالَ : ( كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ) .
      رواه الترمذي ( 3109 ) وابن ماجه ( 182 ) .
      ولفظه عند ابن ماجه – وأحمد ( 26 / 108 ) – ( ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ) .
      والحديث صححه الطبري ، وحسَّنه الترمذي والذهبي وابن تيمية ، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي " .
      قال الترمذي :
      قال أحمد بن منيع : قال يزيد بن هارون : العماء : أي : ليس معه شيء .
      " سنن الترمذي " ( 5 / 288 ) وقيل : معنى " عماء " : السحاب الأبيض .
      قال الطبري – رحمه الله – وهو يرى أن القلم أول المخلوقات مطلقا وأنه قبل الماء وقبل العرش – :
      وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب : قول من قال إن الله تبارك وتعالى خلق الماء قبل العرش ؛ لصحة الخبر الذي ذكرتُ قبلُ عن أبي رزين العقيلي عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال حين سئل أين كان ربنا عز وجل قبل أن يَخْلُق خلقَه قال : ( كان في عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء ) ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله خلق عرشه على الماء ، ومحال ـ إذ كان خلَقَه على الماء ـ أن يكون خلَقَه عليه ، والذي خلقه عليه غير موجود ، إما قبله أو معه .
      فإذا كان ذلك كذلك : فالعرش لا يخلو من أحد أمرين : إما أن يكون خُلق بعد خَلق الله الماء ، وإما أن يكون خُلق هو والماء معاً ، فأما أن يكون خَلْقُه قبل خلق الماء : فذلك غير جائز صحته على ما روي عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم .
      " تاريخ الطبري " ( 1 / 32 ) .
      وقد جزم الحافظ ابن حجر بأن حديث عمران بن حصين رضي الله عنه يدل على أن الماء سابق على العرش . انظر : " فتح الباري " ( 6 / 289 ) .
      2. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ : ( كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ ) .
      رواه أحمد ( 13 / 314 ) ، وقال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 5 / 29 ) : إسناده صحيح ، وصححه محققو مسند أحمد .
      3. عن أبي هريرة قال : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّ خُلِقَ الخَلْقُ ؟ قَالَ : ( مِنَ الْمَاءِ ) .
      رواه الترمذي ( 2526 ) .
      قال الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " : صحيح دون قوله ( مِمَّ خُلِقَ الخَلْقُ ) .
      انتهى
      قلت : ويشهد له ما قبله ، فأقل أحوال اللفظة أن تكون حسنة .
      قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – :
      وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة لما سأله : " ممَّ خُلِقَ الخَلْقُ " فقال له: ( مِنَ المَاءِ ) : يدل على أن الماء أصل جميع المخلوقات ، ومادتها ، وجميع المخلوقات خُلقت منه .
      وقال :
      وقد حكى ابن جرير وغيره عن ابن مسعود وطائفة من السلف : أن أول المخلوقات الماء .
      " لطائف المعارف " ( ص 21 ، 22 ) .
      3. رواية الإمام السدِّي في " تفسيره " بأسانيد متعددة " أن الله تعالى لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء " .
      قال الإمام ابن خزيمة في " كتاب التوحيد " ( 1 / 569 ) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ الْقَنَّادَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ وَهُوَ ابْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَلَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا غَيْرَ مَا خَلَقَ قَبْلَ الْمَاءِ … .
      ورواه ابن أبى حاتم في " تفسيره " ( 1 / 74 ، 75 ) ، والطبري في " تفسيره " ( 1 / 435 ، 436 ) .
      وإسناد السدِّي فيه كلام ، والظاهر أنه حسن جيد ، وأما المتون ففيها غرائب ، وهذا منها ، ولعلها مأخوذة من أحاديث بني إسرائيل .
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
      كما أن السّدّي أيضاً يذكر تفسيره عن ابن مسعود ، وعن ابن عباس ، وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وليست تلك ألفاظهم بعينها ، بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسِّيَر ، وهو مما يُستشهدُ به ويُعتبَرُ به ، وبضم بعضه إلى بعض يصير حجة ، وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس: فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات .
      " نقض التأسيس " ( 3 / 41 ) .
      وقال ابن كثير – رحمه الله – :
      هذا الاسناد يَذكر به " السُّدِّي " أشياء كثيرة فيها غرابة ، وكأن كثيرا منها متلقى من الإسرائيليات.
      " البداية والنهاية " ( 1 / 19 ) .
      وللشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعليق مطول على أسانيد السدي ، فانظره في تحقيقه لـ " تفسير الطبري " ( 1 / 156 ) .
      وقد علق الشيخ أبو إسحاق الحويني في تحقيقه لـ " تفسير ابن كثير " على إسناد السدي هذا في ( 1 / 488 – 490 ) ، وقال في آخره : " وجملة القول : أن إسناد تفسير السدِّي جيِّد حسَن ".
      انتهى




      ثالثاً:
      المحتمل في كلامه – أن الله تعالى خلق الماء قبل خلق السموات والأرض : فقوله صحيح – كما سبق – ، لكنه ليس منصوصاً صريحا في القرآن كما ذَكر ، وإنما هو مفهموم من دلالة بعض النصوص كما سبق ، وعلى ذلك يكون ترتيب المذكورات في الخلق : الماء ، العرش ، القلم ، السموات والأرض.

      رابعاً:
      ثم خلق الأرض على الماء ، ثم خلق الجبال أوتاداً لحفظ توازنها ، ثم خلق السماء سقفاً محفوظاً من غير عمد ، ثم خلق سبعاً طباقاً " ، فيقال فيه :
      " خلق الله الأرض على الماء " : لم يدل عليه دليل صحيح صريح ، لا من القرآن ، ولا من السنَّة ، ومع ذلك فهو قول لبعض السلف من الصحابة والتابعين ، وهو كذلك في التوراة والإنجيل وغيرهما .
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
      وقد جاءت الآثار المتعددة عن الصحابة والتابعين وغيرهم بأن الله سبحانه لما كان عرشه على الماء : خلقَ السماء من بخار الماء ، وأيبس الأرض ، وهكذا في أول التوراة الإخبار بأن الماء كان موجوداً ، وأن الريح كانت ترف عليه ، وأن الله خلق من ذلك الماء السماء والأرض ، فهذه الأخبار الثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنَّة مطابقة لما عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى مما في التوراة ، وكل ذلك يصدِّق بعضُه بعضاً ، ويخبر أن الله خلق هذا العالم – سمواته وأرضه – في ستة أيام ، ثم استوى على العرش ، وأنه كان قبل ذلك مخلوقات ، كالماء ، والعرش ، فليس في أخبار الله تعالى أن السموات والأرض أبدعتا من غير شيء ، ولا أنه لم يكن قبلهما شيء من المخلوقات .
      ".
      الثانية : قوله " ثم خلق الجبال أوتاداً … ثم خلق السماء " : غير صحيح ؛ إذ كان تسوية السموات وقضاؤهن سبعاً بعد دحو الأرض وإرساء الجبال فيها ، وفي ذلك يقول تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) البقرة/ 29 .
      قال ابن عباس – رضي الله عنه – :
      خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ – وَدَحْوُهَا : أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى – ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ ، وَالْجِمَالَ ، وَالآكَامَ ، وَمَا بَيْنَهُمَا : فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ( دَحَاهَا ) وَقَوْلُهُ ( خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ) ، فَجُعِلَتْ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، وَخُلِقَتْ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ .
      رواه البخاري معلَّقاً ، وانظر " فتح الباري " ( 8 / 556 ) .
      .
      الثالثة : ثم خلق السماء سقفاً محفوظاً من غير عمد ، ثم خلق سبعاً طباقاً " ، صوابه أن يقول : " ثم سواهن سبعاً طباقاً " ، فهي كلها سبع سموات وليست السبع غير سماء الدنيا ، قال عز وجل : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) البقرة/ 29 .
      خامساً:
      كيف أن جبريل عليه السلام يتنقل بين السماء والأرض لتبليغ الوحي من ربه عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم ، مع وجود الشمس والقمر والنجوم : فهذا يرد في حال كان السؤال عن بشر يريد الصعود إلى السماء وحده بقدراته البشرية ! أما عندما يكون الحديث عن الملائكة المخلوقة من نور ، والمرسلة من رب العالمين ، أو عندما يكون الحديث عن محمد رسول الله الذي أرسل الله إليه ليصعد إلى السماء السابعة مع جبريل عليه السلام : فإن الأمر يختلف ؛ لأننا نتحدث الآن عن " قدرة الله تعالى " لا عن " قدرة البشر " ، فلا يرد إشكال في صعود ونزول الملائكة إلى السماء ومنها ، ولا يرد إشكال في معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ، وليس ثمة فتحة خاصة – أو طريق خاص – للملائكة تصعد إلى السماء منها ، بل إنه في ليلة القدر تتنزل الملائكة وجبريل عليهم السلام من السماء إلى الدنيا حتى إنهم ليغطون بأنوارهم نور الشمس التي تظهر في صبيحتها .
      والذي عرفناه من السنَّة الصحيحة هو وسيلة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس ، فقد أخبرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم ، فقال :
      ( ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ يُقَالُ لَهُ " الْبُرَاقُ " فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ ) .
      رواه مسلم ( 164 ) .
      وأما المعراج فلم يخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بتفاصيل وسيلته ، وغاية ما قاله لنا :
      ( ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ) .
      رواه البخاري ( 342 ) ومسلم ( 163 ) .
      إلا أن اللفظ نفسه – أي : " المعراج " – هو اسم آلة ، يعني : السلَّم ، ومن هنا قال طائفة من أهل العلم إن المعراج كان بسلَّم خاص .
      وقد جاء في صفاته ما لم نقف على إسناد له ، مثل رواية :
      ( ثم تقدم قدَّام ذلك إلى موضع فوضع له مرقاة من ذهب ومرقاة من فضة ، وهو المعراج ، حتى عرج جبريلُ والنبي صلى الله عليه و سلم إلى السماء ) .
      فهذه رواه الواسطي في " فضائل بيت المقدس " كما في " الدر المنثور " للسيوطي ( 5 / 226 ) من حديث كعب ، ولم يذكر لتلك الرواية إسناد .
      وثمة أوصاف أخرى لتلك الآلة تراها في " فتح الباري " ( 7 / 208 ) من روايات لم يذكر إسنادها ، ولم يحكم عليها الحافظ رحمه الله ، وفي جميعها ما يؤكد على أن العروج إلى السماء كان بآلة ، وهي السلَّم ، لكن ليس في شيء من ذلك كله ما يحتج به . ثم ليس في شيء من العلم بذلك ما ينفع المرء في شيء من دينه ، أو دنياه ، وليس في الجهل به ما يضره في شيء منهما ، وقد نهينا عن تكلف التشقيق والتنقير عما لم يُبَيَّن لنا .

        جزاكي الله كل خير

        اسعدنى مروك

        بارك الله فيكى حبيبتى

        نورتينى

        جزاكي الله الجنة

        الولد بين الطبع والشرع 2024

        الولد بين الطبع والشرع

        روى عبدالرزَّاق والحاكم عن الأسود بن خلف: أن النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أخَذ يومًا حسنًا وحُسينًا، فجعل هذا على هذا الفخذ، وهذا على هذا الفخذ، ثم أقبل على الحسن فقبَّله، ثم أقبل على الحسين فقبَّله، ثم قال: ((اللهمَّ إني أحبُّهما فأحِبَّهما))، ثم قال: ((إنَّ الولد مَجْبَنةٌ مَبْخَلةٌ مَجْهَلةٌ مَحْزَنةٌ))؛ ورواه كذلك الطبراني عن خولة بنت حكيم، دُونَ ذكر الحسن والحسين، والحديث صحَّحه العراقي في "تخريج الإحياء"، والألباني في "صحيح الجامع".

        وفي هذا الحديث العظيم بيانٌ لما طُبِع عليه الوالدان مع الولد – ذكرًا كان أو أنثى – ولما تجلبه محبَّةُ الوالدين للولد، وليس في الحديث القبول لهذه الصفات، أو الاستِسلام لها والرضا بها؛ بل فيه الإشارة لِمُحاسَبة النفس عليها، والتخلُّص منها.

        وهذا الحديث يُشبِه ما روى بُرَيدَة بن الحَصِيب – رضِي الله عنه – قال: "خطَبَنا رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فأقبَل الحسن والحسين – رضِي الله عنهما – عليهما قميصان أحمران، يعثران ويَقُومان، فنزل فأخَذَهما فصعد بهما، ثم قال: صدق الله؛ ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15]، رأيت هذينِ فلم أصبر))، ثم أخذ في الخطبة"؛ (أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه والبيهقي وابن خُزَيمة وابن أبي شيبة والحاكم، وقال: على شرط مسلم، ووافَقَه الذهبي والألباني كما في "صحيح أبي داود").

        وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَجْبَنة))؛ أي: مَدعاة للجبن؛ وذلك أن حُبَّ والدَيْه له يصدُّهما عن مَواطِن الشجاعة؛ كالجهاد والهجرة، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، وكل ما هو مَظِنَّة الأذى.

        وكثيرٌ من الآباء اليومَ يَفِرُّون من الالتِزام بالأوامر الشرعية الظاهِرة، أو العمل الدعوي الإسلامي؛ خوفًا على أبنائهم أن يَتَشرَّدوا من بعدهم، وهذا من سوء الظنِّ بالله – تعالى – إذ كيف يضيع الله – تعالى – أولادهم، وقد باعوا له أنفسهم؟

        وهذا الخوف على الأبناء إنما يُلقِيه الشيطان في قلب الوالد؛ ليصدَّه عن الخير والحقِّ، فإذا ما استَعاذ الأب أو الأم منه، زال – بإذن الله تعالى.

        وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَبْخَلة))؛ أي: الولد سببٌ لشحِّ الوالد وبخله؛ وذلك حتى يُوَفِّر له المال والراحة، فيمتَنِع عن أداء حقوق الله وحقوق الناس؛ ليكنز له المال، ويُوَفِّر له الحياة الكريمة في ظنِّه!

        ثم إن كان هذا البخل في أمرٍ واجب، كان على الأب وحدَه إثمه وحسابه، وإن كان في مُستَحبٍّ كان أجرًا قد ضيَّعه، ومنزلة لم يَبلُغْها.

        وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مجهلة))؛ أي: سببٌ لوقوع والدَيْه في الجهل؛ وذلك لكثرة الانشِغال به وبمتطلَّباته عن الصبر على العلم وتحصيله، حتى يضيق وقت الوالد على أبنائه وحاجتهم، فلا يكاد يَتفرَّغ لطلب العلم وتزكية نفسه.

        والعلم الصحيح من أعظم أسباب تزكية النفوس وإصلاح القلوب، وكان عبدالله بن المبارك – رضي الله عنه – يقول: عجبت لِمَن لم يطلب العلم، كيف تدْعوه نفسه إلى مكرمة؟!

        وإذا ضيَّع العبد العلم، فإنه من باب أَوْلَى يضيع العمل، الذي هو طوق نجاته في الآخرة، فيقدم على الله مُفلِسًا.

        وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَحْزَنة))؛ أي: بسبب ما يُصِيب الولد من أيِّ أذًى، وكذلك بسبب ما يَعجِز عنه من طلباته، فإنَّ والدَيْه يحزنان لحزنه، كما أنَّ الأبوَيْن يحزنان لفوات برِّه بهما، أو عقوقه لهما.

        وحزن الوالدين على الابن وإن كان شيئًا قد جُبِلاَ وطُبِعَا عليه، إلاَّ أنَّه ينبغي أن يُهذَّب بالشرع، فتَرسِيخ الإيمان بالقَدَر في قلبَيْهما من أسباب تخفيفه، كما أنَّ الإيمان باليوم الآخر ولقاء المتحابين والأخلاَّء في جنَّة الخلد، يُقلِّل من آلامهما، وكذلك الإيمان بأنَّ الله – تعالى – هو الخالق فله حقُّ التصرُّف التامُّ في عِباده، يخفِّف من وجعهما على الابن؛ كما في حديث أسامة بن زيد – رضِي الله عنهما – قال: كُنَّا عند النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – إذ جاءه رسول إحدى بناته تدْعوه إلى ابنها في الموت، فقال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ارجع فأخبرها أنَّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمًّى، فمُرْها فلتصبر ولتحتَسِب))، فأعادت الرسول أنها أقسمتْ لتأتينَّها، فقام النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – وقام معه سعد بن عبادة ومُعاذ بن جبل، فدُفِع الصبي إليه ونفسُه تقَعْقَع كأنها في شَنٍّ، ففاضَتْ عيناه، فقال له سعد: يا رسول الله، ما هذا؟! قال: ((هذه رحمةٌ جعَلَها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرُّحَماء))؛ (أخرجه البخاري ومسلم).

        وكلُّ هذه الصفات التي ذكَرَها النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في هذا الحديث، من الفتنة المذكورة في قوله – تعالى -: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن: 15].

        ولذلك نقول: الواجب على الآباء:
        • تذكُّر ما عند الله من الأجر العظيم، وعدَم الانسِياق وراء أهوائهم فيهم، فإنَّ ما عند الله – تعالى – خيرٌ لهم من أبنائهم ومتعتهم بهم، وفي الحديث: أن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((يَتْبَعُ الميتَ ثلاثةٌ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهلُه ومالُه وعملُه، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله))؛ (أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس – رضي الله عنه).

        فهذه حقيقة واضحة نغفل عنها نحن – الآباءَ – نضيع أعمارنا – وربما دينَنا – من أجل أولادنا وأهلنا، ثم هم يرجعون عَنَّا ويتركوننا وأعمالَنا.

        • مُحاسَبَة أنفسهم على تصرُّفاتهم تجاه أبنائهم، وهل هي مُوافِقة لشرع الله – تعالى – أم مخالفة له؟ مع ردْع النفس عن كلّ تصرُّف بُنِي على تقديم هواها على مراد الله – عزَّ وجلَّ – والمرءُ إذا اعتاد المحاسبة ضُبطتْ نفسُه واستَقامتْ على أمر الله – تعالى – ورأى الهفوة منه جبلاً عظيمًا يكاد أن يسقط عليه، وهذا بخِلاف مَن أطلَق لنفسه وأعماله العنان، فإنَّه يَتَمادَى في المُخالَفة ويَراها أصغر الصغائر، فلا هو يَرجِع عنها، ولا هو يتوب منها، حتى تعوجَّ نفسه ولا تُطِيق الاستِقامة.

        • معرفتهم أنَّ أبناءهم لن ينفعوهم إذا ما عصوا الله – تعالى – من أجلهم؛ بل هذا من أعظم أسباب خذلانهم وعقوقهم لهم؛ إذ الجزاء من جنس العمل، والله – عزَّ وجلَّ – يُعاقِب عبده بما عصاه به، وهذا مُشاهَد كثيرًا جدًّا في مجتمعاتنا اليومَ بين الآباء والأبناء.

        ودين الإسلام الذي هو الوسطية، لم يكن ليُصادِمَ طباعنا وما جُبلنا عليه؛ بل ولا حتى حظوظ نفوسنا ما لم تكن معصية الله – تعالى – لكنَّه كذلك لم يجعل الطِّباع البشرية تغلب على تزكية النفوس وصلاحها، فأمَرَنا بتهذيبها والرقي بها، ومن هذا الباب قوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الولد مَجْبَنة…)).

        فعن عائشة – رضِي الله عنها – قالت: جاء أعرابيٌّ إلى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: تُقَبِّلون الصبيان؟ فما نقبِّلهم، فقال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أوَأَملِك لك أن نزع الله من قلبك الرحمةَ))؛ (أخرجه البخاري ومسلم).

        فجعل – صلَّى الله عليه وسلَّم – تقبيل الأولاد من الرحمة، كما جعل البكاءَ عليهم إذا أصابهم مكروهٌ من الرحمة؛ كما في حديث أسامة في الصحيحين وقد سبق، وقد كان – صلَّى الله عليه وسلَّم – يُداعِب الأطفال ويُلاعِبهم، ويقول لأخي أنس بن مالك: ((يا أبا عمير، ما فعل النغير؟))؛ (أخرجه البخاري ومسلم)، ويسجد – صلَّى الله عليه وسلَّم – سجدة فيطوِّلها، فيسأله أصحابه: يا رسول الله، لقد سجدت في صلاتك هذه سجدةً ما كنت تسجدها، أشيئًا أُمِرت به أو كان يُوحَى إليك؟ فيقول – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كل ذلك لم يكن، ولكنَّ ابني ارتحلني؛ فكرهت أن أُعجله حتى يقضي حاجته))؛ يعني: الحسن – رضِي الله عنه – (أخرجه أحمد والطبراني والحاكم وصحَّحه ووافَقَه الذهبي).

        وهكذا لا يُصادِم الشرع الطباع؛ ولكنَّه يُهَذِّبها حتى لا تطغى على النفس وتُخرِجها عن وظيفتها الأساسية في هذه الحياة، وهي العبودية لله – عزَّ وجلَّ – وحدَه.

        وصلِّ اللهمَّ وسلِّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

        والحمد لله ربِّ العالمين.

          الف شكر حبيبتى

          الله عليكي يااماني الموضوع جميل جدا وياريت فعلا ان يوصل للجميع وبخاصة سوبر مامي وده مش عشان حاجة للللللللل والله انا بهزر بس ده هزار علي الوضوع الي نزلته وكانت بتهزر معايا هي والله حبيبتي وصاحبتي وبنتي وربنا يخليهم ويخليكوا بجد والله الموضوع جميل جدا وتستحقي اعلي تقييم برافوووووووووووووووووو

          بارك الله فيكى

          مشكوووووووووووووورة

          الونشريس

          جزاكى الله خيرا

          امرأة تخشى من الاختلاط بالجيران فتسأل عن حدود الشرع في التعامل معهم 2024

          السؤال:الونشريس
          أنا امرأة واعية وودودة وبسيطة وشخصية سهلة الوصول إليها ، وما أنا إلا ربة منزل ، وبالكاد لي قليل من الأصدقاء ، وأعرف جيراني بطريقة المناسبة والحسنة ، لست امرأة انطوائية ولكن المجتمع الشرق أوسطي يجبر الشخص أن يبقى بعيداً عن كل جيرانه ، حتى لو أنني أردت أن أكون شخصية ودودة ومتعاونة فمن الممكن أن يُساء فهم تصرفاتي . كيف يمكنني اتباعالشريعة في العناية بالجيران وكيفية التعامل والحدود بيننا وإلى أي حد يكون التعامل ؟ .
          الونشريس

          الجواب :
          الحمد لله
          أولاً:
          الونشريس
          نحمد الله على ما حباك به من محاسن الأخلاق ، وجميل الأوصاف ، وبصفة عامة: لا نرى فيما ذكرت لنا عن نفسك وأوصافك ما يستحق التغيير ، أو يطلب الانتقال عنه ، لكن فقط نشير هنا إلى مراعاة أن يضاف إلى ذلك كله : إعطاء كل ذي حقه الذي ورد به الشرع .
          الونشريس
          فاعلمي أيتها السائلة الكريمة أن حقوق الجيران تختلف تبعاً لصفتهم وحالهم وهم في الجملة على أربعة مراتب : فالجار المسلم من ذوي القرابة منهم له ثلاثة حقوق ، لجواره وإسلامه وقرابته ، والجار المسلم منهم غير القريب له حقان ، لجواره وإسلامه ، والجار الكافر القريب له حقّان ، لجواره وقرابته ، والجار الكافر غير القريب له حق واحد ، لجواره ، ولذا فينبغي الاهتمام بهذا الأمر ليُعطى كل ذي حق حقَّه ، وكلما كان حق الجار أكثر كان الاهتمام به أكبر .

          ثانياً:الونشريس
          لا يخفى علينا ما يحدث بين الجيران من حوادث ومشكلات ، لكن يجب أن تعلمي – أختنا السائلة – أن هذا ليس سببه ذات الجيرة بل هو بسبب الخلطة الزائدة عن حدِّها بين الجيران ، وبسبب عدم مراعاة الأحكام الشرعية في طبيعة العلاقة بين الجيران ، فالإكثار من زيارات واللقاءات بين الجيران يذيب كثيراً من حواجز الحشمة ويُفقد كثيراً من جوانب المروءة ؛ مما يتسبب ذلك في حدوث مشكلات يكون نتيجتها التقاطع والتدابر إن لم يكن ما هو أعظم من ذلك ، ومثله ما يكون بين الجيران من عدم مراعاة الأحكام الشرعية في العلاقة بينهم فتجد المرأة – مثلاً – تبوح بأسرار بيتها لجارتها ، وتجد جارة لا تتورع عن كشف مفاتنها في الزيارات المختلطة بين الجيران مما يتسبب في وقوعهم في المعاصي ويحدث جرَّاء ذلك كثيراً من المشكلات التي تؤدي إلى البغض والكراهية إن لم يكن إلى ما هو أعظم من ذلك بكثير .

          ثالثاً:الونشريس
          الذي نوصيك به – أختنا السائلة – أمور :
          1. لا تسيئي الظن ابتداء في جيرانك فليس الناس كلهم سواء في سلوكهم ومعاملتهم للآخرين . واعلمي أن الجار الغريب قد يكون أنفع لك من القريب البعيد ، فمن احتاج شيئاً أو أصابه كرب فأقرب من يلجأ إليه هو جاره .
          3. لا نعلم في الشرع أن من حق الجار على الجار زيارته والاختلاط به في بيته ، فليس الأمر كما ظننتِ أن حق جيرانك عليك وجوب زيارتهم ، بل هو أمر جائز مباح إن شئتِ فعلتِه وإن شئتِ تركتِه ، وسيأتي فيما بعد أن حقوق الجار ليس منها زيارته والاختلاط به من حيث كونه جاراً ، بخلاف ما إذا مرض مثلاً فيكون له حق عليك في عيادته ، أو إذا مات أحد أفراد أسرتهم أن تعزيهم .
          4. لتكن زيارتك لجيرانكِ – إن حصلت – مقتصدة من غير إفراط ولا تفريط ، ولتكن محكومة بالشرع المطهر ، فلا يكون فيها معصية من غيبة أو نميمة أو سماع لمحرَّم أو مشاهدة له ، بل لتكن في الأمور الشرعية ، أو الدنيوية النافعة المفيدة .
          5. وإذا لحقك ضرر من زيارة إحدى الجارات والاختلاط بها فاسعَي لإصلاحها ، فإن تعذر ذلك فلا بأس بترك زيارة تلك الجارة ، ويتعين ذلك عليكِ إذا كانت صاحبة مجاهرة بمنكر ، أو كنتِ تخشين على نفسك الفتنة في علاقتك بها .
          قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – : " فإن لم ينفع هذا التزاور ولم يحصل به الإصلاح للأوضاع وزوال المنكر : شُرع تركه ؛ لعدم الفائدة " انتهى من " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 25 / 378 ) .
          6. واعلمي أن الشرع الحكيم قد أوجب عليك حقوقاً تجاه جيرانك ، فيجب عليك الالتزام بها قدر الوسع والطاقة ، ومن تلك الحقوق :
          أ. أن تحسني إليهم وتكرميهم بما تستطيعين قولاً وفعلاً .
          عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ) .
          رواه البخاري ( 5673 ) ومسلم ( 48) بلفظ ( فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ ) .
          ومما يدخل في ذلك :
          1. تقديم الطعام لهم .
          الونشريس
          عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ ) .
          رواه مسلم ( 2625 ) .
          ويدخل في هذا الجار الكافر أيضاً .
          عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ فِي أَهْلِهِ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ " أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ ؟ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه ُ) " .
          رواه الترمذي ( 1943 ) وحسَّنه ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
          قال محمد بن علاَّن الصدِّيقي – رحمه الله – : " ففي الحديث : الحض على مكارم الأخلاق والإرشاد لمحاسنها ؛ لما يترتب عليه من المحبة والألفة ، ولما يحصل به من المنفعة ودفع الحاجة والمفسدة ، فقد يتأذى الجار بقتار قدر جاره ، وعياله وصغار ولده ، ولا يقدر على التوصل لذلك ، فتهيج من صغارهم الشهوة ، ويقوم على القائم بهم الألم والكلفة ، وربما كان يتيماً أو أرملة فتكون المشقة أعظم وتشتد منهم الحسرة والألم ، وكل ذلك ليندفع بتشريكهم في شيء من الطبخ ، فلا أقبح من منع هذا اليسير المترتب عليه هذا الضرر الكبير " انتهى من " دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين " ( 2 / 438 ) .
          2. إهداؤهم ولو كان شيئاً يسيراً .
          عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ :
          ( يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ ) .
          رواه البخاري ( 2566 ) ومسلم ( 1030 ) .
          فِرسن الشاة : حافرها .
          قال الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله – : " وقوله ( فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ) على هذا يدخل فيه : إكرام الجار بالألفاظ الحسنة ، إكرام الجار بحفظ الجار في أهله ، حفظ الجار في عرضه ، في الاطلاع على مسكنه ، ويدخل في هذا : حفظ الجار في أداء الحقوق العامة له ، في الجدار الذي بينهما ، أو النوافذ التي تُطِلُّ على الجار ، أو في موقف السيارات – مثلاً – ، أو في اعتداء الأطفال ، أو ما أشبه ذلك ، فيدخل هذا جميعا في إكرام الجار ، ويدخل فيه أيضاً : أن يكرم الجار في المطعم والملبس وأشباه ذلك ، يعني : أنه إذا كان عنده طعام : فإنه يطعم جاره منه " انتهى من " شرح الأربعين النووية " ( شرح الحديث الخامس عشر ) .
          ب. أن تكفِّي الأذى والعدوان عنهم قولاً وفعلاً .
          عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ ) .
          رواه البخاري ( 5672 ) ومسلم ( 47 ) .
          قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – : " وفي هذا دليل على تحريم العدوان على الجار سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل ، أما بالقول : فأن يَسمع منه ما يزعجه ويقلقه كالذين يفتحون الراديو أو التليفزيون أو غيرهما مما يُسمع فيزعج الجيران ؛ فإن هذا لا يحل له ، حتى لو فتحه على " كتاب الله " وهو مما يزعج الجيران بصوته فإنه معتد عليهم ولا يحل له أن يفعل ذلك.
          وأما بالفعل : فيكون بإلقاء الكناسة حول بابه ، والتضييق عليه عند مداخل بابه ، أو بالدق أو ما أشبه ذلك مما يضره ، ومن هذا أيضاً : إذا كان له نخلة أو شجرة حول جدار جاره فكان يسقيها حتى يؤذي جاره بهذا السقي فإن ذلك من بوائق الجار فلا يحل له .
          إذاً : يحرم على الجار أن يؤذي جاره بأي شيء ، فإن فعل فإنه ليس بمؤمن ، والمعنى : أنه ليس متصفاً بصفات المؤمنين في هذه المسألة التي خالف بها الحق " انتهى من " شرح رياض الصالحين " ( 3 / 178 ) .
          هذا ما يناسب المقام من بيان حق الجار عليكِ ، فأدِّ من ذلك ما استطعتِ ، وليس يجب عليك التزاور والاختلاط بهم ، بل قد نصحناك بالاقتصاد في ذلك إن أردتِ حصوله ، وانظري منهم أحسنهم أخلاقاً وأكثرهم استقامة على الشرع ، فقوّيِ علاقتك به ، فنعم الجار من ينفع جاره في دينه ودنياه .
          الونشريس

            بارك الله فيك وجزاك خيرا

            جزاكى الله كل خير وجعله الله فى ميزان حسناتك

            بارك الله فيكى

            يتصفح الموضوع حالياً : 12 (2 عدلات و 10 زائرة)

            شكرا