الاعجاز العلمي في القرآن والسنة عن الجلد 2024

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *-*-*-*-*-*-*-***

مراكز الألم في الجلد

آيات الإعجاز:

: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56].

حقائق علمية:
كشف علم التشريح أن كل أعصاب الإحساس موجودة تحت الجلد مباشرة فلو احترق الجلد ووصل الكيّ إلى اللحم لما كان هناك شعور بالألم، لأن الأعصاب التي تشعر بالألم موجودة تحت الجلد فقط، فتجعل الإنسان يشعر بالألم وتنقله إلى مراكز الجملة العصبية المركزية (النخاع الشوكي، المُخَيخ، المخ …).

التفسير اللغوي:

نضجَتْ: نَضَجَ اللحم قديداً وشواءً، والعنبُ والتمر والثمر، ينضُجُ نضجاً: أي أدرك.

فهم المفسرين:

لم يتطرّق علماء التفسير الأقدمين للمعلومات التشريحية التي بيّنها الطب الحديث، وذلك لانعدامها في عصرهم، إلا أنهم ذكروا إشارات تلميحية إليها، فالإمام القرطبي مثلاً يقول في تفسيره: "فالمقصود تعذيب النفوس وإيلام الأرواح، ولو أراد الجلود لقال: "ليَذُقن العذاب"، فالجلد مستقبل للألم فقط والغاية هي تعذيب الروح والنفس".

التفسير العلمي:
إن أهم وظيفة فزيولوجية لجلد الإنسان هو الإحساس بجميع أشكاله، من لمس وحرارة وألم… إذ هو المستقبل الرئيسي لها. والجلد ليس عضواً ثانوياً، إنما هو عضو فعال وله شأنه الكبير في بقاء الحياة وحفظ صحتها، حتى إن الإنسان ليشرف على الموت إذا ما تعطل من العمل ما يقارب ربع مساحة جلده ولو لم يتأذ ما وراء ذلك من عضلات وغيرها في العمق. وكان قديماً يعتقد أن الإحساس من صفات الجسد بكل أجزائه، لكن علم التشريح الحديث جاء بحقيقة جديدة وهي: أن مراكز الإحساس بالألم وغيره من أنماط الإحساس إنما تتركز في طبقات الجلد الخارجية بشكل أساسي دون بقية الجسد.

والألم يحصل لأن على سطح الجلد الفسيح يوجد ما يدعى بنقاط الحس وهي التي يبدأ منها صدور الشعور وتوافق نهاية الليفات العصبية. وينتقل الحس من تلك النقاط إلى الليفات فالألياف حتى مراكز الجملة العصبية المركزية حيث يكون إدراكها واستبيان دلائلها، فالجلد وحده مصدر الألم والإحساس.

حتى إن المريض لا يشعر بالألم عندما يأخذ الحقنة إلا عند دخولها لمنطقة الجلد فقط، وفي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا}.

إشارة إلى أنّ جلد الإنسان هو المستقبل لأحاسيس الألم، وبواسطته يشعر الكفار يوم القيامة بالعذاب. وعلم التشريح لم يكتشف ذلك إلا في القرن العشرين حيث وجد الأطباء أن في طبقة الجلد مراكز عصبية وظيفتها تلقّي الإحساس بالحرارة “Thermo-receptor” وتحويله إلى إحساس بالألم، ونقله إذا زاد أو نقص عن معدّل درجة الحرارة التي يتحملها الجسم العادي (18-38ْ)، فالحروق الأشد ألماً كما تذكر الموسوعة البريطانية هي حروق الدرجة الأولى والثانية التي تصيب طبقات الجلد دون أن تُتْلِفَها نهائياً أما حروق الدرجة الثالثة التي تخرق الجلد وتتلفه وتصل إلى العضلات والعظام، فألمها وقتي يكون حين الإصابة فقط.

لذلك كلما نضجت جلود الكفار أي شويت يوم القيامة في نار جهنم وتوقف الألم يبدل الله لهم جلودهم كي يتجدد الألم وليذوقوا العذاب عقاباً لهم على جرائمهم.

فهل كان لمحمد صلى الله عليه وسلم دراية في علم التشريح والأنسجة فاقت عصره حتى جاء بما لم يعلمه البشر إلا بعد أربعة عشر قرناً تلت؟

أم أن هذه آية من آيات الله تشهد أن القرآن كلام الله، فسبحان القائل: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ}.

مراجع علمية:
ذكرت الموسوعة البريطانية ما ترجمته:

"لقد صنّف الأطباء الحروق بالنسبة لعمق التلف والضرر في الجلد إلى حروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة. في حروق الدرجة الأولى تتأثر البشرة فقط. هذه الإصابات تتميز بالاحمرار والوجع، وليس هناك بثور، لكن يوجد أقل ما يمكن من الأورام –(الورم نتيجة تراكم السوائل)- في النسيج المصاب، ومثال كلاسيكي على هذا النوع من الحروق، حروق الشمس المعتدلة.

أما الضرر في حروق الدرجة الثانية فإنه يمتد عبر مجمل البشرة وقسم من طبقة الأدمة (الطبقة الثانية من طبقات الجلد، تحت القشرة مباشرة). هذه الجروح تتميز بالاحمرار والبثور، وكلما كان الاحتراق عميقاً كلما كانت البثور سائدةً أكثر، والتي يزداد حجمها خلال الساعات المباشرة للإصابة. ومثل حروق الدرجة الأولى، فإن حروق الدرجة الثانية تعتمد على مدى التلف والضرر لطبقة الأدمة.

الدرجة الثالثة وتسمى السماكة الكاملة، فإن الحروق تخرب وتتلف مجمل السماكة للجلد الذي يمكن أن يكون رغوياً أو أن يصبح بنياً أو أسودا ً أو أبيضاً أو أحمراً. لا يوجد في هذا النوع من الحروق ألم، لأن مستقبلات الألم قد زالت مع ذهاب طبقة الأدمة التالفة. كذلك تُتْلف الأوعية الدموية والغدد العرقية والغدد الدهنية وبويضات الشعر في الجلد الذي يتعرض لهذه الحروق ذات السماكة العالية. كما أن خسران المحيط المائع واضطراب عمليات الأيض المصاحبة لهذا النوع من الحروق تكون خطيرة."

وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآية القرآنية أنها أشارت إلى أن مراكز الألم والإحساس تتركز في الجلد وحده دون بقية الجسم، وهذا ما كشفت عنه الدراسات التشريحية الحديثة، لذلك يبدل الله جلود الكفار كلما نضجت يوم القيامة، ليستمر الألم فقال تعالى: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا

. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ

:

منقووول للفائدة

دعواتكــم .

    بوركتي اخيتي وجعل عملك هذا في ميزان الحسنات الله يفيدك بكل خير مثل ما فدتينا

    وجوه من الإعجاز العلمي في آية النمل 2024

    أ. د/ رضا فضيل بكر
    أستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس
    قال الله سبحانه وتعالى:{ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } [النمل: 17-19].
    · المفردات:
    { أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ}: أي ساروا حتى إذا بلغوا وادي النمل ( أشرفوا على واد النمل)، وسمى بذلك لأن أغلب الموجود في الوادي هو النمل، كما يقول العرب: وادي فلان، أي أغلب من بالوادي من بني فلان، وعُدّي بعلى، إما لأن إتيانهم كان من فوق، فأتى بحرف الاستعلاء، وإما يراد قطع الوادي وبلوغ آخره، من قولهم: أتى على الشيء، إذا بلغ آخره.
    وذكرت بعض التفاسير أماكن لهذا الوادي، فقيل: إنه واد بالشام كثير النمل، وقال كعب هو بالطائف، وقيل: إنه باليمن، ولكن لا يهمنا ذلك لأن العبرة بالألفاظ لا بالمكان.
    { قَالَتْ نَمْلَةٌ }:لها صفة الإشراف والتنظيف على النمل السارح في الوادي، وسميت النملة نملة لتنملها، وهو كثرة حركتها وقلة قرارها(1).
    الونشريس
    { النَّمْلُ }:كائنات تنتمي إلى طائفة الحشرات، ويبلغ أنواعه حوالي تسعة آلاف نوع، وتختلف أنواع النمل في الحجم، فمنه الصغير الذي لا يكاد يرى بالعين المجردة، ومنه أنواع كبيرة… وكذلك يختلف النمل في الشكل واللون، كاختلافه في الحجم، ومملكة النمل تتكون من:
    ملكة النمل: وهي أنثى خصبة، دورها هو وضع البيض وإدارة الحكم في المملكة.
    الشغالات (العاملات): وهي إناث عقيمة، تقوم بكل أعمال المملكة، بتوزيع دقيق، كل حسب قدرته.
    العساكر (الجنود): وهم ذكور عظيمة، ويعتبر الجناح العسكري للمملكة.
    الذكور: وهم ذكور خصبة، ودورها هو تلقيح الملكة فقط.
    { مَسَاكِنَكُمْ }:قريتكم، مدينتكم – عشكم – مستعمرتكم – مملكتكم.
    { لَا يَحْطِمَنَّكُمْ }:لا يكسرنكم، لا يهشمنكم، لا يقتلنكم.
    (والحطم): الكسر لشيء صلب، ( والحطمة) من أسماء النار لأنها تحطم ما يلقى فيها. (والحطام) هو ما تكسر من اليبس، وهو نهى لهن عن البروز والوقوف أمام سليمان وجنده.

    النمل من الحشرات المنظمة التي يعمل كل فرد منها للمجتمع ككل بدون أنانية
    { وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }:لا يعملون بمكانكم، أي لو شعروا لم يفعلوا، قالت لك على وجه العذر، واصفة سليمان وجنوده بالعدل، وهو إشارة إلى الدين والعدل والرأفة، وأيضاً إشارة إلى فطرتها السليمة.
    الإعجاز العلمي في مفردات الآية:
    قالت نملة:صار جدلاً حول هذه النملة، هل كانت ذكراً أم أنثى ؟ وبماذا كانت تسمى؟
    فعن قتادة: أنه دخل الكوفة فالتف عليه الناس فقال: سلوا عما شئتم، وكان أبو حنيفة – رحمه الله – حاضراً، وهو غلام حدث، فقاله: سلوه عن نملة سليمان، أكانت ذكراً أم أنثى ؟ فسأل فأفحم، فقال أبو حنيفة رضي الله عنه كانت أنثى، فقيل له: من أين عرفت ؟ فقال من كتاب الله تعالى وهو قوله:{ قَالَتْ نَمْلَةٌ…}، ولو كان ذكراً لقال: قال نملة، وذلك لأن النملة مل الحمامة في وقوعها على الذكر والأنثى، فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم: حمامة ذكر، وحمامة أنثى، وهو وهي… أ. هـ(2).
    الونشريس
    وقيل: إن اسمها: طاخية – حرميا، لا ندري كيف يتصور للنملة اسم علم، والنمل لا يسمي بعضهم بعضاً، ولا الآدميون يمكنهم تسمية واحدة منهم باسم علم، إنه لا تمييز للآدميين بعضهم عن بعض، وإذا كانت أنثى، فهل هي ملكة أم شغالة عاملة (3)؟ وهكذا يحتد الجدل، لذا نحب أن نزيل هذا الشك في هذه النقطة بالذات من الوجهة التخصصية.
    أقول – وبالله التوفيق – إن المقصود بالنملة هنا من الناحية العلمية هو الملكة، والدليل على ذلك ما يلي:
    /1/ – كلمة ( قالت)، والتاء للتأنيث، وهذا يدل على أحد فردين، إما الملكة وإما الشغالة، أو أن الملكة قالت وأخذت الشغالة قولتها وبلغتها للجميع قبل فوات الأوان، والتأنيث في حق الملكة أكثر من الشغالة، لأن الملكة أنثى خصبة والشغالة أنثى عقيمة.
    /2/ – الملكة هي أم الجميع، وواجب الأمومة يفرض عليها أن تخاف على ذريتها أكثر من خوف غيرها، وذلك واضح من سياق الآية.
    /3/ – الملكة هي الآمرة الناهية في المملكة، وليس لغيرها ذلك، أي لها صفة الإشراف والتنظيم والحفاظ على رغبتها.
    /4/ – الكلام في سياق سورة النمل هو عن الممالك، فكان الكلام عن مُلك سليمان على لسان سيدنا سليمان عليه السلام، وعن ملكة سبأ على لسان ملكة سبأ، فلم لا يكون الكلام عن مملكة النمل على لسان مليكتهم، أي ملكة النمل، ويكون الكلام على مستوى القمة في ذكر الممالك.
    /5/ – قد يتبادر إلى الذهن تساؤل إذ أن الملكة تكون في الحجرة الملكية ولا تخرج منها، فكيف عرفت أن سليمان وجنوده بالوادي، فهل رأتهم ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول: إن النمل بصفة عامة ضعيف البصر، وكثير منه لا يرى، ولكنه يستشعر عن بعد بواسطة أجهزة الإحساس التي زودها الخالق بها، وعلى رأس هذه الأجهزة: قرون الاستشعار (الهوائي)(4)، والتي يوجد بها العديد من البؤر، في كل عقلة من عقل الشمروخ، وتستطيع بواسطتها الإحساس بالروائح ودرجة الحرارة ونسبة الرطوبة وشدة الرياح وذبذبات الأصوات… ولعلها – وهي في حجرتها الملكية – قد أحست بجنود سليمان قبل قدومهم عن طريق ذبذبات الصوت، ثم أصدرت أمراً إلى رعيتها، وذلك من خلال بعض حاشيتها أو خدمها، كعادتها.
    /6/ – رُبّ سائل يسال: جاء في الأثر: إن قوماً حدث لهم جفاف شديد فطلبوا من نبيهم الخروج للاستسقاء، فخرج بالناس يستسقون، فإذا هم بنملة رافعة رأسها إلى السماء تدعو الله أن يسقيهم، فقال لهم: كُفيتم الدعاء، فارجعوا، فقد استُجيب لكم من أجل نملة، ولسائل أن يسال: هل هذه النملة هي الملكة أم هي نملة عادية من سائر النمل ؟
    للإجابة على ذلك نقول: إن هذه نملة من عامة الرعية، يقال لها الشغالة، وهي المكلفة بالجد والاجتهاد وجمع الطعام، وهذا هو عملها، فعندما تستنفد كل طاقتها دون فائدة، فكيف تعود إلى قريتها خالية اليدين !! عندئذ.. تدعو الله أن يرزقها لكي تتم عملها على أكمل وجه، والملوك آخر من يتضوع جوعاً من مماليكهم، أي إنهم آخر من يحس بالجوع والعطش.
    /7/ – جاءت كلمة نملة هنا نكرة، لأخذ العبر والعظات، فالنكرة للتفخيم، وفي نفس الوقت ليذوب الفرد في الجماعة طالما يقوم كل منهم بعمله على أكمل وجه… إذن فكل منهم مجهول في الآخر، وذلك من طبعها، لأنها لا تعرف الأنانية أو حب الذات، ومجتمع النمل مجتمع تعاوني مثالي، الفرد فيه أغنى شيء في المملكة بالنسبة للجميع، وفي نفس الوقت يضحى الفرد فيه بنفسه من أجل الجماعة.
    الونشريس
    يعيش النمل ضمن مستعمرات كبيرة يعيش فيها مئات أو ملايين الأفراد
    { ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ }:لم يقل المولى عز وجل: ادخلن، لأنه لما جعلها قائلة والنمل مقولاً لهم أجراهم مجرى العقلاء بعد الخطاب، لأن القول إنما للعاقل، فعبّر بضمائرهم فقال: {ادْخُلُوا…} فانظر كيف نسب لها العقل والفهم ونداء إخوانها وأمرها لهم بالفرار من الشر ودخولها المساكن لتأويها خشية أن يحطمها سليمان وجنوده بلا شعور الحاطمين.
    وفي ذلك تنبيه ليوقظ العقول إلى ما أعطيته من الدقة وحسن النظام والسياسة، وما أوتيت من حسن الهندسة في مساكنها ودهاليزها، فأما مساكنها فهي تتخذ القرى تحت الأرض، ولبيوتها أروقة ودهاليز وغرفات ذوات طبقات، سوف نشرحها تفصيلاً فيما بعد، وأما نداؤها لمن تحت إمرتها وجمعها لهم فإنما يشير إلى أسلوب سياستها وحكمتها في تصريف أمورها.
    جاءت: (مساكن) بصيغة الجمع لتوحي بأنها لم تقتصر على فن واحد في عمارة بيوتها، بل هناك أنواع أخرى من البيوت في أماكن مختلفة من البيئة، فهي تبني مساكن فوق الأرض كالتي تحتها، وتتخذ من الأشجار العتيقة بيوتاً، كما يتخذ الإنسان من الجبال بيوتاً.
    الونشريس
    صورة لبعض دهاليز النمل من الداخل أنظر ما أعظم مخلوقات الله
    ومن يتأمل صنع قدماء المصريين في السراديب تحت الأرض والمغارات والتجاويف وما بنوا فوقها من الأهرامات، لا ندرى من علّم الآخر، ولكننا على يقين أن النمل هدى إليه بفطرته التي فطره الله عليها، بلا تعليم ولا مدرسة، فهو متواجد قبل الإنسان بملايين السنين.
    وتعبير ( المسكن) يوحى بالراحة والطمأنينة والأمان والاستقرار والسكينة والوقار، وذلك بعد الجد طوال النهار، ولا يتأتى ذلك إلا إذا كان المسكن يحوي كل مقومات الحياة مع نظام دقيق ينضبط مع منهج الفطرة السليمة.
    تنبيه هام:في هذا السياق { ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ } تنبيه على أمر هام وهو أن من يسير في الطريق لا يلزمه التحرز، وإنما يلزم من يوجد في الطريق التحرز، ومثل ذلك نجد الرجل يمشي ليلاً في وسط الطريق الممهد للسيارات، وقد يكون ملبسه داكن وقد لا يُرى من الأشجار التي تحف بالطريق، ويتعذر رؤيته لراكبي السيارات فيكون حاله كمان عرض نفسه للخطر، فيجب عليه أن يتحرز في السير تاركاً الطريق للعربات وخلافه…
    { لَا يَحْطِمَنَّكُمْ }:استوقفني هذا اللفظ كثيراً في تدبره وماذا يعني التحطيم هل هو تحطيم النفوس أم تحطيم الأجسام، أم كليهما معاً ؟ ولماذا هذا اللفظ بالذات ؟
    يقول الفخر الرازي في تفسيره: إن تلك إنما أمرت غيرها بالدخول لأنها خافت على قومها أنها إذا رأت سليمان في جلالته، فربما وقعت في كفران نعمة الله تعالى، وهذا هو المراد بقوله: { لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ }، فأمرتها بالدخول في مساكنها لئلا ترى تلك النعم فلا تقع في كفران نعمة الله تعالى، وفي هذا تنبيه على أن مجالسة أرباب الدنيا محظورة. أ. هـ(5).
    ويقول القرطبي في تفسيره: لم ترِد ( حطم النفوس)، وإنما أرادت ( حطم القلوب) خشية أن يتمنين مل ما أُعطي أو تفتن بالدنيا، ويشتغلن بالنظر إلى ملك سليمان عن التسبيح والذكر.أ.هـ(6).
    ولا عجب عندما تسمع بقول كل من الفخر الرازي والقرطبي في هذا المعنى، فعندما نتدبر ما قالته النملة، نعلم أننا بصدد مخلوق عجيب له فهم العقلاء وبلاغتهم، وبالإضافة إلى حياته الاجتماعية المثالية، فمن الممكن أن يكون ما قالوه عن النملة في تحطيم النفوس والقلوب فيه درجة كبيرة من الصحة.
    وأما من الوجهة العلمية، فإن هذا اللفظ بالذات له معنى علمي عميق، ولا ينفع في هذا المكان غيره، فنحن نعرف مثلاً أن الهيكل العظم للإنسان هو عظامه، وهي بداخل الجسم، وعند كسر عظمة منه أو أكثر لا يتحطم الجسد كله، بل من الممكن أن يجبر هذا الكسر، وذلك عكس ما في النملة تماماً، فإن هيكلها هو الذي يحيط بها من خارج جسمه، فالنملة حشرة، وهي كباقي الحيوانات مفصليات الأرجل (7)، أجسامها مغطاة بهيكل كيتيني ( الجليد)، وأهم وظائف هذا الهيكل هو حماية الأعضاء والأنسجة الداخلية من الجفاف والأضرار الميكانيكية، كما تتصل به أيضاً العضلات وترتكز عليه، ويتأثر نموها به، ويتكيف بخواصه سلوكها، ولا يغطي هذا الهيكل جسم الحشرة من الخارج فيحميه فحسب، ولكن يبطن أيضاً الفجوات التي تتكون أصلاً من الإكتوديرم (8)، كتجويف الفم، والجزء الأمامي من القناة الهضمية، وكذلك الجزء الخلفي منها، والقصيبات الهوائية، والقنوات التناسلية الإضافية الخلفية، والغدد المتنوعة التي تفتح على سطح الجسم…. ولجدار الجسم مرونة محدودة، ولكنه غير قابل للتمدد إلا في فترة محدودة وقصيرة تلي الانسلاخ(9). ويختلف هذا الجليد في سمكه وصلابته كثيراً، فهو رقيق جداً مرن الأجزاء القابلة للحركة التي بين حلقات الجسم، وقد يكون سميك جداً صلب في الأجزاء الأخرى القليلة أو العديمة الحركة، ومن خواصه الكيميائية أنه لا يذوب في الماء أو في الكحول أو في المذيبات العضوية الأخرى، كما أنه لا يذوب في الأحماض المخففة ولا في القلويات المخففة أو المركزة، ولكنه يذوب في الأحماض المركزة…

    يغطي جسم النملة هيكل من مادة صلبة من الكيتين عندما تتعرض لضغط كبير يتحطم جسم النملة
    ودون التدخل في التفاصيل الدقيقة لتراكيب هذا الهيكل وخواصه الطبيعية والكيميائية – والتي قد تطول ويملّها غير المتخصصين، تكفي هذه المقدمة البسيطة التي يتضح لنا من خلالها أن الإضرار بهذا الهيكل، كالدهس تحت الأقدام مثلاً، ينتج عنه تهشيم وتحطيم لهذه الحشرة، فعند كسر أي جزء من الهيكل تنزف محتويات الجسم ويخرج عن آخره، ثم يصيبه الجفاف، وتنتهي حياته… فالكسر هنا غير قابل للجبر، ولكنه يؤدي إلى تحطيم الحشرة تماماً وموتها… لذا كان هذا اللفظ بذاته هو الذي يحمل في طياته هذا المعنى العلمي الدقيق لتراكيب جسم الحشرة، وهي النملة.
    هل هذه النملة من جند سليمان عليه السلام ؟ وكيف عرفت بأنه سليمان وجنوده؟
    أغلب الظن أن النملة ليست من جند سليمان عليه السلام، لقول الله سبحانه وتعالى: { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } [النمل: 17]. والنملة ليست من هذه العوالم أو الطوائف أو الأقسام، وقوله: { مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ } بيان للجنود، فهي ثلاثة أصناف: صنف الجن، وهو لتوجيه القوى الخفية والتأثير في الأمور الروحية ؛ صنف الإنس وهو جنوده تنفيذ أوامره ومحاربة العدو وحراسة المملكة ؛ وصنف الطير وهو من تمام الجند لتوجيه الأخبار وتلقيها وتوجيه الرسائل إلى قواده وأمرائه، فربما يكون السؤال قد اقتصر على ذكر الجن والطير لغرابة كونهما من الجنود، فلذلك لم يذكر الخيل، وهي من الجيش، فلم لا يكون النمل كذلك ؟ وللإجابة على ذلك قال الله سبحانه وتعالى: { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }، فقول النملة يدل دلالة قاطعة على أنها ليست من جند سليمان وإلا كان عليها أن تكون في الحشر مع باقي هذه الأقسام أو الطوائف، ولكنها أمرت جندها بالدخول إلى المساكن والابتعاد عن طريق سليمان وجنده، فهي مملكة قائمة: لا سلطان لنبي الله سليمان عليها، غير أنه تعلم لغتها بأمر ربه، وأخذ العبر من تصرفاتها، مما جعله يبتسم… إذن، فكيف عرفت أنه سليمان نبي الله ؟
    – الكون كله في انسجام تام، الكل يسبح – الكل يعبد الله – هل من هنا عرفته ؟
    – هل الأجناس الأخرى على علم بما أرسل الله من الرسل، وكل الأجناس يؤمنون بكل نبي في زمانه ؟
    إن لنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف كثيرة تؤيد مثل ذلك، فمن الصحيح المسند من دلائل النبوة، قال مسلم – رحمه الله – (ج 4 ص 1782): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان، حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن).
    وقال ابن ماجه – رحمه الله – (ج، ص 1336): حدثنا محمد بن طريف ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: ( جاء جبريل عليه السلام ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء، قد ضربه بعض أهل مكة، فقال ما لك فقال: فعل بي هؤلاء وفعلوا، قال: أتحب أن أريك آية ؟ قال: نعم أرني، فنظر إلى شجرة من وراء الوادي قال: ادع تلك الشجرة فدعاها، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه قال: قل لها فلترجع، فقال لها، فرجعت حتى عادت إلى مكانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي ).
    ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم: حنين الجذع: قال البخاري – رحمه الله – (ج4، ص 319): حدثنا خلاد بن يحيى عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ( أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه، فإن لي غلاماً نجاراً، قال: ( إن شئت )، فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعت تئن أنين الصبي حتى استقرت).
    قال الإمام أبو حاتم محمد بن حبان – رحمه الله – كما في الموارد (ص519): أنبأنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا القاسم بن الفضل الحمداني حدثنا الجريري، حدثنا أبو نضرة، حدثنا أبو سعيد الخدري، قال: ( بينما راع يرعى بالحرة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه، فجاءه الراعي يسعى فانتزعها منه، فقال للراعي: ألا تتقي الله، تحول بيني وبين رزق ساقه إلي، قال الراعي: العجب لذئب يتكلم، والذئب مقع على ذنبه يكلمني بكلام الإنس، فقال الذئب للراعي: ألا أحدثك بأعجب من ذلك ؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي شياهه إلى المدينة فزواها في زاوية من زوايها، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ما قاله الذئب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للراعي: ( فأخبر الناس ما قاله الذئب ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صدق الراعي، ألا إن من أشراط الساعة كلام السباع الإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل نعله وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بحدث أهله بعده ) حديث صحيح.
    قال الإمام أحمد – رحمه الله – (ج1، ص 204): حدثنا بهز وعفان، قالا: حدثنا مهدي لنا محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد ( مولى الحسن بن علي) عن عبد الله بن جعفر قال: ( أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأسرّ إليّ حديثنا: لا أخبر به أحداً )، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه يجرجر وذرفت عيناه، قال بهز وعفان: فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه، فسكن، فقال: من صاحب الجمل ؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله فقال: ( أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله ؟ إنه شكى لي أنك تجيعه وتدئبه ).
    بل ترقى الجمادات إلى الشعور والعاطفة، لقول الله تبارك وتعالى: { كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ } [الدخان: 25-29].
    يقول الشهيد سيد قطب: ذهب هؤلاء الطغاة الذين كانوا ملء الأرض والنفوس في هذه الأرض، ذهبوا ولم يشعر بهم أحد في أرض ولا سماء، ولم يأسف عليهم أحد في أرض ولا سماء، وذهبوا ذهاب النمال، وهم كانوا جبارين في الأرض يطأون الناس بالنعال! وذهبوا غير مأسوف عليهم، فهذا الكون يمقتهم لانفصالهم عنه، وهو مؤمن بربه، وهم به كافرون! وهم أرواح خبيثة شريرة منبوذة من هذا الوجود وهي تعيش فيه! ولو أحس الجبارون في الأرض ما في هذه الكلمات من إيحاء لأدركوا هوانهم على الله، وعلى هذا الوجود كله، ولأدركوا أنهم يعيشون في الكون منبوذين منه، مقطوعين عنه، لا تربطهم به آصرة، وقد قطعت آصرة الإيمان(10). أ. هـ.
    وفي الآخرة سوف تفك الشفرات، وكل اللغات لغة واحدة، تُفهم، ويكون العلم عندئذ علم اليقين، ولنتأمل قول الله تبارك وتعالى: { بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } [الفرقان: 11-12]… فالنار المعدة للكافرين تراهم من أقصى مكان وتزداد غلياناً وفوراناً كالمتغيظ إذا غـلا صدره من الغضب وزفيراً ( الذي أصله صوت يسمع من الجوف) يدل على تناهي الغضب، ومثل ذلك في قوله تعالى: { وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } [الملك: 6-8]… فالنار ترى وتتأثر بما تراه، فتتقطع من الغيظ من رؤية الكافرين، ولها شهيق وزفير…
    ونخلص من ذلك إلى أن الجمادات في الدنيا والآخرة لها شعور وعاطفة، فمنها ما يبكي على أولياء الله في الدنيا، ومنها ما تتقطع من الغيظ عند رؤية الكفرة الفجرة في الآخرة متأثرة برؤياهم في شهيقها وزفيرها، نسأل الله لنا السلامة والفوز بالجنة.
    ونجد أن أولياء الله ينسجمون في هذا الكون، فهم يتبعون ما شرعه الله تعالى، وهم لا يسمعون ما لم يأذن الشرع لهم بسماعه، ولا يبصرون ما لم يأذن الشرع لهم في إبصاره، ولا يمدون أيديهم إلى شيء ما لم يأذن الشرع لهم في مدها إليه، ولا يسعون بأرجلهم إلا فيما أذن الشرع في السعي إليه، يحبون من أحب الله، ولا يوالون من عادى الله، وهم ينصرون دين الله في كل زمان ومكان، حتى إذا صاروا من أهل حب الله تعالى كانوا يسمعون بقدرة الله ويبصرون بنور الله، وذلك مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري…
    ومثال ذلك كرامات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد صعد أمير المؤمنين عمر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة، وبينما هو يخطب عرض في خطبته وقال: يا سارية بن حصن: الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم، فتلفت الناس بعضهم إلى بعض، فقال علي بن أبي طالب: صدق والله ليخرجن مما قال، فلما فرغ الفاروق من صلاته سأله أبو الحسن ( يعني علي بن أبي طالب): ما شيء سنح لك في خطبتك ؟ قال أمير المؤمنين عمر: وما هو ؟ قال علي بن أبي طالب: قولك يا سارية الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم، فتساءل أمير المؤمنين عمر: وهل كان ذلك مني ؟ قال أبو الحسن: نعم، وجميع أهل المسجد قد سمعوه، قال أمير المؤمنين عمر: إنه وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم، وإنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا، وقد ظفروا، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعم أنك سمعته.
    وجاء البشير بالفتح بعد شهر، فذكر أنه سمع في ذلك اليوم (يوم الجمعة الذي خطب فيه الفاروق ونادى يا سارية الجبل الجبل) وفي تلك الساعة. حين جاوزوا الجبل، صوتاً يشبه صوت عمر بن الخطاب يقول: يا سارية: الجبل الجبل، قالوا: فعدلنا إليه، ففتح الله علينا.
    إن الفاروق: الرجل الملهم، رجل نوراني طار بصره فاخترق المسافات الشاسعة وكأنه قمر صناعي، فحذر صاحبه سارية بن حصن… فاستجاب له وكأنه على مقربة منه، فكان النصر المبين.
    فالله سبحانه وتعالى هو الذي يُسمع، فكما أسمع الله سليمان عليه السلام قول النملة وأفهمه إياه على بعد مسافة ما، أسمع سارية قول عمر رضي الله عنه رغم بعد المسافات… وهكذا المؤمن الحق، يسمع ويرى بنور الله، فقد خرج رجل على عثمان بن عفان رضي الله عنه يوماً فقال له: ما لي أرى أثر الزنا في عينيك، فقال الرجل: أوحيٌ بعد رسول الله يا بن عفان ؟ قال: بلى، اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله…
    أ. د/ رضا فضيل بكر

    الونشريس

      سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

      نورتي حبيبتي

      الإعجاز العلمي في قيمة اللبن الغذائية 2024

      الونشريس

      عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
      (من أطعمه الله طعامًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرًا منه، ومن
      سقاه لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإني لا أعلم ما يجزي من
      الطعام والشراب إلا اللبن).

      ولقد جاء في الصحيح عن الرسول ـ صلى
      الله عليه وسلم ـ أن جبريل ـ عليه السلام ـ جاء بإناء من خمر وإناء من
      لبن، فاختار الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إناء اللبن، فقال له جبريل:
      اخترت الفطرة، أما إنك لو اخترت الخمر غَوَت أُمّتك.
      من ذلك نرى أن جبريل ـ عليه السلام – عرض الإناءين على النبي – صلى الله عليه وسلم –
      فاختار الرسول – صلى الله عليه وسلم – اللبن وأعرض عن الخمر، فقال له
      جبريل – عليه السلام: اخترت الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
      ولقدشاء المولى – جل شأنه – أن يتغذى الرضع الصغار باللبن قبل إعطائهم أي غذاء
      آخر، وهذا يدل على أن اللبن ذو قيمة غذائية مرتفعة، ويفي بالاحتياجات
      الغذائية في شكل ملائم ونسب متّزنة، وأقرب إلى الكمال من أي غذاء آخر.
      والحقيقةأن اللبن أكمل الأغذية من الناحية البيولوجية، رغم أنه ينقصه قليل من
      العناصر الغذائية، ولكن رغم ذلك يعد أفضل من أي غذاء منفرد وحيد، ولا توجد
      أي مادة غذائية أخرى يمكن أن تقارن مع اللبن من حيث قيمته الغذائية
      المرتفعة؛ وذلك لاحتوائه على المواد الغذائية الأساسية الضرورية؛ التي لا
      يستغني عنها جسم الإنسان في جميع مراحل نموه وتطوره.
      فاللبن يُعَدّ من أحسن الأغذية للأطفال والناشئين، والبالغين والمسنّين على السواء،
      فعلاوة على أنه ينفع الصغار في حياتهم المقبلة ويكسبهم مناعة ضد كثير من
      الأمراض؛ فإنه أيضًا يفيد الكبار كثيرًا لقيمته الغذائية المرتفعة.
      ويعد اللبن ومنتجاته من المواد الغذائية الضرورية المهمة للإنسان في معظم بلاد
      العالم، فحيث يستعمل سكان خط الاستواء في الجنوب ألبان الماعز والإبل في
      غذائهم؛ نجد أن لبن الغزلان يستعمله سكان الإسكيمو في الشمال، ولبن الخيول
      يستعمل في آسيا، ولبن الجاموس يشربه سكان أفريقيا، وشبه القارة الهندية،
      ولكن يلاحظ أن الاستعمال إنما هو الشائع لألبان البقر والغنم في معظم بلاد العالم.
      ومع أن ألبان الأنواع المختلفة تحتوي على نفس العناصر، ولكن تختلف في نسبها وخواصّها.

      القيمة الغذائية للّبن:

      أصبح من المعروف حاليٌّا في علوم التغذية أن هناك مواد غذائية أساسية
      للصحة الجيدة والقوة والنشاط والحيوية لا يستغني عنها الإنسان في جميع
      أطوار حياته وهذه المواد هي:

      البروتينات: ومن أهم فوائدها: بناء العضلات والأنسجة الجديدة.
      الكربوهيدرات: مثل النشويات، السكريات، وهي التي تمد الجسم بالحرارة والنشاط.
      الدهون: التي تختزن في الأنسجة الحية، وتمد الجسم أيضًا بالحرارة.
      المعادن: وهي عناصر مهمة لتكوين العظام والأسنان، ولأداء وظائف الجسم الحيوية بانتظام
      الفيتامينات: وهي مواد مهمة للحياة والنمو والوقاية من كثير من الأمراض، وأيضًا هي مركبات تسمح بتمثيل مواد الغذاء الأخرى.
      الماء: الذي يعمل كمذيب وحامل للمواد الغذائية بالجسم.

      العناصر والمركبات الغذائية الحيوية المهمة للّبن:

      يمد اللبن جسم الإنسان بمجموعة كبيرة جدٌّا من هذه العناصر والمركبات الغذائية الحيوية المهمة، ويمكن إيجاز ذلك في النقاط التالية:

      1ـ يعد اللبن موردًا مُهِمٌّا وجيدًا للبروتينات ذات القيمة الغذائية
      المرتفعة، وتمد بروتينات اللبن جسم الإنسان بالأحماض الأمينية الأساسية ــ
      بمقادير وتركيزات مرتفعة ــ ذلك بالإضافة إلى أنه قد ثبت أن بروتينات
      اللبن غنية بالفوسفور الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم من القناة الهضمية
      وبالتالي يستفيد الجسم من الكالسيوم، هذا علاوة على أن اللبن ذاته غني
      أيضًا بالكالسيوم، لذا فإن الأطفال والبالغين الذين يتناولون اللبن في
      غذائهم لا تظهر عليهم أعراض أمراض لين العظام والكساح أو ضعف تكون الأسنان.
      2ـتوجد الأحماض الدهنية في اللبن بنسبة دقيقة جدٌّا بحيث يسهل هضمها
      وتمثيلها في الجسم، ويحتوي دهن اللبن على كثير من المواد الحيوية المهمة
      مثل: الأحماض الدهنية الأساسية، والفيتامينات الذائبة في دهن اللبن،
      والمركبات الدهنية الفوسفاتية.
      كذلك تعتبر النسبة بين الدهن والسكر في اللبن مهمة جدٌّا؛ إذ إنها تنشط نمو البكتريا النافعة بالأمعاء.
      3ـيقتصر وجود اللاكتوز على اللبن فقط، ويمتاز سكر اللبن (اللاكتوز) عن غيره
      من الكربوهيدرات الأخرى بقدرته على التخمر الذي يعد ذا أهمية نافعة في
      التغذية، كما أنه يؤثر على غشاء المعدة المخاطي نظرًا لقلة ذوبانه.
      كذلك فإن احتواء سكر اللبن على سكر الجالاكتوز يزيد من أهميته، إذ يعتبر هذا
      السكر أساس تكوين الجالاكتوز في أغشية المخ والخلايا العصبية. أيضًا ينفرد
      سكر اللبن بقدرته على تنشيط نمو أنواع مفيدة من بكتريا حمض اللاكتيك،
      والتي يمكن أن تحل محل بعض البكتريا التعفنية في القناة الهضمية.
      كما يساعد الحامض المتكون ــ نتيجة نشاط الميكروبات النافعة ــ على تمثيل وامتصاص الكالسيوم وبعض المعادن الأخرى.
      4ـ يعد اللبن مصدرًا مُهِمٌّا لكثير من الفيتامينات. وهي مواد تساعد على الاستفادة من الغذاء والوقاية من الأمراض.
      وتوجد بعض فيتامينات اللبن ذائبة في الدهن، وهي فيتامينات أ، د، هـ، ك، والبعض
      الآخر ذائبًا في ماء اللبن: وهي فيتامينات ب1، ب2، ج، وكذلك الكولين.
      5ـيكوّن الماء ما يقرب من (85 ـ 90) من ألبان الثدييات المختلفة، وبعض
      مكونات اللبن إما ذائبة في الماء، مثل بعض الفيتامينات والأنزيمات
      واللاكتوز، أو على صورة معلّقة بالماء مثل حبيبات الدهن أو جزيئات الكيزين.
      والماء له دور مهم وحيوي في حياة الإنسان حيث إن له وظائفه الفسيولوجية في الجسم
      الإنساني، فهو على سبيل المثال يكون حوالي (85 ـ 92) من دم الثدييات
      المختلفة، كما أن الكثير من أنسجة الجسم تحتوي على الماء، وأيضًا فإنه
      ينظم درجة حرارة الجسم، كذلك فالماء هو الوسط المناسب لانتشار وتأيّن
      العناصر المختلفة بالجسم، كما أنه الوسط المناسب للتفاعلات المختلفة
      وعمليات الهضم والهدم والبناء التي تحدث في الجسم.
      6ـ يعتبر اللبن مصدرًا مُهِمٌّا من مصادر فيتامين (أ) الذي يعد مُهِمٌّا جدٌّا في حياة
      الإنسان، حيث يوجد هذا الفيتامين بنسبة كبيرة في اللبن، ذلك بالإضافة إلى
      مادة الكاروتين التي تتحول إلى فيتامين (أ) في الجسم بواسطة الأكسدة.
      ومن أهم فوائد فيتامين (أ) أنه ضروري جدٌّا للنمو، ولقد أثبتت التجارب الحديثة
      التي أجريت على الفئران أن نقص هذا الفيتامين يسبب وقف نموها ثم موتها.
      كذلك فإن فيتامين (أ) مهم جدٌّا في عملية الإبصار، ويعرف هذا الفيتامين باسم
      الفيتامين المضاد (للرمد الجاف) إذ إن نقص هذا الفيتامين في الغذاء يسبب
      المرض بهذا النوع من الرمد، كما أنه يسبب أيضًا مرض العشى الليلي.
      ومن فوائد فيتامين (أ) أيضًا أنه يكسب جسم الإنسان المناعة من الإصابة بعدوى
      بعض الأمراض، كما أن له تأثيرًا مُهِمٌّا في عمليات تكوين العظام
      والغضاريف، كذلك فإن نقص فيتامين (أ) يؤثر على الخصوبة والتكاثر والتوالد.
      7ـ يحتوي اللبن على نسبة لا بأس بها من فيتامين (د) وهذا الفيتامين يساعد على
      ترسب الكالسيوم والفوسفور في الجسم، أي أنه يساعد على نمو العظام، كذلك
      فهو مانع للكساح، لذلك يسمى فيتامين (د): المضاد للكساح.
      كذلك يحتوي اللبن على مادة الكوليسترول، التي بتعرضها لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية تتحول إلى فيتامين (د).
      وقد وجد أن قوة اللبن من هذا الفيتامين تزيد (20) ضعفًا إذا عومل بالأشعة فوق
      البنفسجية، وهذه الطريقة مستعملة في بعض الدول الأوربية والأمريكية، وذلك
      لأنها تزيد نسبة وكمية فيتامين (د) في اللبن، وفي الوقت ذاته تقتل
      الميكروبات وتعقم اللبن.
      8ـ يعد اللبن غنيٌّا بفيتامين (ب2) أو الريبوفلافين. ويؤدي نقص فيتامين (ب2) إلى ظهور مرض البلاجرا، لذا يسمى
      هذا الفيتامين بالمانع لمرض البلاجرا.
      9ـ يوجد الكولين في اللبن بوفرة، والكولين هو العامل المانع لتراكم الدهن حول الكبد، والكولين يكون جزءًا من الليسيثين الموجود في دهن اللبن، ويعد الليسيثين من
      الفوسفوليبيدات المهمة في تكوين الخلايا، والكولين عامل مهم في تمثيل
      الدهون واستخدامها في الجسم، لذلك يؤدي نقص الكولين إلى بطء النمو وتراكم
      الدهن حول الكبد وخلل في عمليات تمثيل الدهون في الجسم.
      10ـ يعد اللبن أحد المصادر الطبيعية الأساسية الغنية بالكالسيوم والفوسفور، وهما
      من الأملاح المعدنية الضرورية لجسم الإنسان، إذ أن هذه المعادن تدخل في
      تكوين الهيكل العظمي وتركيب الأسنان وتنظيم الضغط الأسموزي، وتساعد على
      تنشيط الأنزيمات. ومن المعادن الأخرى التي توجد في اللبن ـ كذلك ـ
      بنسب لا بأس بها: الماغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلور والكبريت،
      ولكن يعد اللبن فقيرًا في عنصر الحديد، ويمكن تعويض ذلك بتعاطي أغذية غنية
      بهذا المعدن مثل البيض والخضراوات والفاكهة.
      ويوجد في اللبن أيضاً نسب ضئيلة من الروبيديوم والليثيوم. والباريوم والمنجنيز والاسترانثيوم
      والألومنيوم والفلور والنحاس واليود والزنك والكوبلت.
      11ـ يحتوي اللبن على كثير من الأنزيمات التي تساعد على هضم الطعام وامتصاصه.
      هذا هو اللبن الذي أخرجه المولى ـ جل شأنه ـ بقدرته العظيمة من بين فرث ودم
      (لبنا) خالصًا سائغًا للشاربين، يجزئ الأصحاء ويكفيهم، ويقوي المرضى
      ويشفيهم وصدق الله ـ سبحانه وتعالى ـ إذ يقول: {وَإِنَّ لَكُمْ فِى الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِمَّا فِى بُطُونِهِ مِن بَيْنِ
      فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ}.. (النحل: 66).

      وجه الإعجاز:

      وهكذا يتجلى لنا بوضوح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أشار إلى قيمة
      اللبن الغذائية المتميزة في زمن لم يكن يدرك الناس وقتئذ تركيب اللبن وما
      يحتوي عليه من عناصر ومركبات الغذاء الحيوية المهمة التي لا تجتمع في شراب غيره.

      ثم لمّا تقدم العلم وتوفرت الأجهزة توصل العلماء والباحثون إلى اكتشاف هذه
      المواد الغذائية التي يحتوي عليها اللبن من البروتينات والكربوهيدرات،
      والسكريات، والدهون، والمعادن والفيتامينات، وغير ذلك.
      فمن أخبر محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذه الحقائق في وقت كان يستحيل فيه على
      الإنسان أن يتوصل إلى ما توصل إليه اليوم؟، حيث إنه بعد رحلة شاقة من
      الدراسة والبحث وصل من خلالها إلى نتائج تتوافق مع ما أخبر به النبي محمد
      ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما يدل دلالة قاطعة على أن محمدًا رسول الله، وأن
      ما أخبر به وذكره إنما هو بتعليم الله له: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى *
      إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى}… (النجم: 3، 4).

      المصدر: موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة

        مشكورة بس انا مبحبش اللين خالص
        شئ غصب عنى

        مشكورة

        شكرا لكى

        مشكورة

        شكرا غاليتي
        أنا كذلك اشرب الحليب مضطرة

        الاعجاز العلمي في غض البصر 2024

        الونشريس

        الإعجاز العلمي في القرآن في غض البصر

        السلام عليكم ورحمة الله
        في البداية يقول الله عزوجل
        ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) سورة النـــور
        فقال العلماء أزكى معنى أطهر وأنفع وأطيب.
        وقد قال عليه السلام
        (( النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة , فمن تركها من خوف من الله عزوجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه))
        والسهم إذا دخل الجسم أحدث جرحا فقد يتلف مكانا معينا, أما حين يكون السهم مسموما فإن السم يسري إلى كل أنحاء الجسم
        فالنبي عليه السلام قبل 14 قرنا بين مخاطر النظرة التي تتبع النظرة , فالنظرة كالضغط على الزناد, الذي تبدأ بسبه سلسلة من التفاعلات والإفرازات الهرمونية الجنسية المعقدة , التي لها تأثير على كل عضو,بل على كل خليه, والتي تهىء الجسم لعملية الاتصال الجنسي وكل هذا يجب أن يتم في وقت محدد , أما إذا أستمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم دون تفريغ هذه الشحنة , فإنها سوف تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الجسم
        وفي بحث أجري قبل 20عاما توصل إلى النتائج التالية:
        أولا : هذه الهرمونات تجري في ألاوعيه , وتجول في الجسم الإنسان الذي يطلق بصره في الحرام طوال النهار .
        والنبي الكريم نهى عن إتباع النظرة النظرة ونهى عن تبرج النساء وعن تعطر المرأة إذا خرجت من بيتها ونهى عن الخلوة بالأجنبية ونهى عن المصافحة ونهى أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها وكل هذا للوقاية من أمراض كثيرة
        فما الذي يحدث؟
        أولا: ظهور رائحة كريهة جدا من الإبطين والقدمين من أثر دورة هذه السموم في الجسم طوال النهار بسبب أطلاق البصر والمجلات ومشاهد جنسية وأفلام ونساء كاسيات عاريات ….
        فهذا بدوره يؤدي إلى دورة هذه الهرمونات طوال النهار وزيادة كميتها وامتداد دورانها في الجسم
        ( الهرمونات الجنسية الزائدة عن الحد تعتبر سموما إذا زادت عن الكمية المحددة وكذالك إذا أمتد إفرازها في الجسم طوال النهار ))
        ثانيا: توسع فتحات الغدد العرقية والدهنية في الكعبين وأسفل القدمين وفي المؤخرة , وهذا يسبب البواسير .
        وتوسع الفتحات الدهنية يسبب حب الشباب من دورة الهرمونات …
        والهرمونات الجنسية , التي هي كالسموم , وتهيجها لحد أكثر من المتوسط يسبب داء الشقيقة أو الصداع النصفي الذي لا يوجد له علاج ليومنا هذا
        أما الشيء المخيف فالآم المفاصل ولا سيما الكبيرة ..
        كمفصل الركبة والورك , ويبدوا أن هذه الهرمونات تقلل من لزوجة السائل الذي بين العظام وهذا يؤدي إلى جفاف السائل ثم احتكاك العظام ثم إلى ألام مفصلية لا تحتمل
        أما في مجال القلب والأوعية الدموية فاستمرار هذه الهرمونات في الجسم تسبب هبوط في ضربات القلب وبطء في الدوران الدموي
        ثم أن هذه السموم قد تسبب جلطة دهنية إذا ما ترسبت في مكان معين
        ومن بعض هذه الآثار هو حدوث توسع في غدة البروستاتة
        وكل هذا مصداقا لحديث رسولنا الكريم الذي أخبر يه عن الله عزوجل : …..
        ](( النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة , فمن تركها من خوف من الله عزوجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه))
        من كتاب الإعجاز العلمي في القرآن
        د / زغلول النجار

        م/ن

          بارك الله فيكى

          سبحان الله
          جزاكِ الله خيرا

          (( النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة , فمن تركها من خوف من الله عزوجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه))
          جزاكي الله خيرا

          مشكوووووووووووووووره غاليتي

          بارك الله فيكي

          الإعجاز العلمي في القرآن والسنة علم النباتات. 2024

          الإعجاز العلمي في القرآن والسنة..علم النباتات.

          لقد كان معلوما للناس قديما إن الذكورة والأنوثة لا توجد إلا في الأنسان والحيوان، أما في النباتات فلم يدروا الناس حقيقة هذا الأمر إلا في الوقت الراهن بعلم النبات، وتقدم علم التشريح للنبات وقد ذكر القرآن ذلك : ((سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)) سورة يس آية 36.

          كما كان الناس قديما يجهلون حقيقة النباتات وتكوينها وكشفت العلوم الحديثة إن النباتات تتكون من مواد أساسية واحدة هي الونشريسكربون، وهيدروجين، ونتروجين، وكبريت أو فسفور) وبعض المواد الضئيلة الأخرى، غير إن سبب أختلاف نسبة التراكيب الكيمياوية في النبات يرجع إلى أختلاف أوزان النبات في كل منها، وإن جذر كل نبات لا يمتص من المواد في الأرض إلا بمقادير موزونة محددة، وبهذا تكلم القرآن لنا عن هذه الحقيقة العلمية:

          ((والأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ)) سورة الحجر آية 19.

            بارك الله فيك

            منووووووووووووره

            يتصفح الموضوع حالياً : 14 (1 عدلات و 13 زائرة) ‏ريموووو

            سبحان الله بارك الله فيكى..

            سبحان الله