حفظ اللسان كيفية حفظ اللسان 2024

الونشريس

حفظ اللسان
ذات يوم جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فجاء رجل وشتم أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- وآذاه، فسكت أبو بكر ولم يرُدَّ عليه، فشتمه الرجل مرة ثانية، فسكت أبو بكر، فشتمه مرة ثالثة فرد عليه أبو بكر، فقام صلى الله عليه وسلم من المجلس وتركهم، فقام خلفه أبو بكر يسأله: هل غضبتَ علي يا رسول الله فقمتَ؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم: (نزل مَلَك من السماء يكذِّبه بما قال لك، فلما انتصرتَ (أي رددتَ عليه) وقع الشيطان (أي: حضر)، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان) [أبو داود].
*كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- تجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت عليهما أم المؤمنين السيدة صفية بنت حُيَي -رضي الله عنها-، فقالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا -تعني أنها قصيرة-، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَتْ بماء البحر لمـَزَجَتْهُ (عكَّرته). [أبو داود والترمذي]، أي أن تلك الكلمة قبيحة لدرجة أنها تُنْتِنُ ماء البحر لِقُبْحِها وسوئها.
ما هو حفظ اللسان؟
المقصود بحفظ اللسان، هو ألا يتحدث الإنسان إلا بخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة والفحش، وغير ذلك.
والإنسان مسئول عن كل لفظ يخرج من فمه؛ حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 18].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان (تذل له وتخضع) تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا) [الترمذي]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) [أحمد]. وقال ابن مسعود: والذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.
ضوابط الكلام:
من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية:
* لا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضُرَّا عنه أو عن غيره.
* أن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال. ومن تحدث حيث لا يحسن الكلام كان عرضة للخطأ والزلل، ومن صمت حيث لا يجْدِي الصمت استثقل الناس الجلوس إليه.
* أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، وحسبما يحتاج إليه الموقف، ومن لم يترتب على كلامه جلب نفع أو دفع ضر فلا خير في كلامه، ومن لم يقتصر من الكلام على قدر الحاجة، كان تطويله مملا، فالكلام الجيد وسط بين تقصير مخلٍّ وتطويل مملٍّ.
وقيل: اقتصر من الكلام على ما يقيم حجتك ويبلغ حاجتك، وإياك وفضوله (الزيادة فيه)، فإنه يزِلُّ القدم، ويورِثُ الندم.
* أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به، قال الشاعر:
وَزِنِ الْكـلام إذا نَطَقْــتَ، فــإنمـا
يبْدِي عُيوبَ ذوي العيوب المنطـقُ
ولابد للإنسان من تَخَيرِ كلامه وألفاظه، فكلامه عنوان على عقله وأدبه، وكما قيل: يستدل على عقل الرجل بكلامه، وعلى أصله بفعله.
* عدم المغالاة في المدح، وعدم الإسراف في الذم؛ لأن المغالاة في المدح نوع من التملق والرياء، والإسراف في الذم نوع من التَّشَفِّي والانتقام. والمؤمن أكرم على الله وعلى نفسه من أن يوصف بشيء من هذا؛ لأن التمادي في المدح يؤدي بالمرء إلى الافتراء والكذب.
* أن لا يرضي الناس بما يجلب عليه سخط الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أرضى الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس) [الترمذي].
* ألا يتمادى في إطلاق وعود لا يقدر على الوفاء بها، أو وعيد يعجز عن تنفيذه.
يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} [الصف: 2-3].
* أن يستعمل الألفاظ السهلة التي تؤدي المعنى بوضوح، قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إلي وأبعدَكم مني يوم القيامة الثرثارون (كثيرو الكلام)، والمتشَدِّقُون (الذين يتطاولون على الناس في الكلام) والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) [الترمذي].
* ألا يتكلم بفحش أو بَذَاءةٍ أو قُبح، ولا ينطق إلا بخير، ولا يستمع إلى بذيء، ولا يصغي إلى متفحِّش. وقيل: اخزن لسانك إلا عن حق تنصره، أو باطل تَدْحره، أو خير تنشره، أو نعمة تذكرها.
* أن يشغل الإنسان لسانه دائمًا بذكر الله ولا يخْرِجُ منه إلا الكلام الطيب.
رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كَثْرَة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعدَ الناس عن الله القلبُ القاسي) [الترمذي].
فضل حفظ اللسان:
سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام أفضل؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده) [متفق عليه]. وقال عقبة بن عامر: يا رسول الله، ما النجاة؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك لسانك ولْيسعك بيتك، وابْكِ على خطيئتك) [الترمذي].
ومن صفات المؤمنين أنهم يحفظون لسانهم من الخوض في أعراض الناس، ويبتعدون عن اللغو في الكلام، قال الله -عز وجل-: {وإذا مروا باللغو مروا كرامًا} [الفرقان: 72]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) [متفق عليه].
الغيبة:
الغِيبة هي أخطر أمراض اللسان، وقد نهانا الله -سبحانه- عن الغيبة، وشبَّه من يغتاب أخاه، ويذكره بما يكره، ويتحدث عن عيوبه في غيابه، كمن يأكل لحم أخيه الميت، فقال تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } [الحجرات: 12].
وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته من الغيبة، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما الغِيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال الله صلى الله عليه وسلم: (ذِكْرُكَ أخاك بما يكره)، فقال أحد الصحابة: أرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه) [مسلم].
والغيبة تؤدي إلى تقطيع روابط الألفة والمحبة بين الناس، وهي تزرع بين الناس الحقد والضغائن والكره، وهي تدل على خبث مَنْ يقولها وامتلاء نفسه بالحسد والظلم، وقد شبَّه الإمام علي -رضي الله عنه- أصحاب الغيبة بأنهم أشرار كالذباب، فقال: الأشرار يتبعون مساوئ الناس، ويتركون محاسنهم كما يتبع الذباب المواضع الفاسدة.
والذي يغتاب الناس يكون مكروهًا منبوذًا منهم، فلا يصادقه أحد ولا يشاركه أحد في أي أمر. قال أحد الحكماء: إذا رأيتَ من يغتاب الناس فابذل جهدك ألا يعرفك ولا تعرفه.
والغيبة تفسد على المسلم سائر عباداته، فمن صام واغتاب الناس ضاع ثواب صومه، وكذلك بقية العبادات. ويروى أن امرأتين صامتا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانتا تغتابان الناس، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال عنهما: (صامتا عما أحل الله، وأفطرتا على ما حرم الله) [أحمد]، أي أنهما صامتا عن الطعام والشراب، وأخذتا تتحدثان وتخوضان في أعراض الناس فلم يقبل الله صيامهما.
والغيبة عذابها شديد، وعقابها أليم يوم القيامة، قال الله صلى الله عليه وسلم: (لما عُرِجَ بي (أي في رحلة الإسراء) مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخْمِشُون (يجرحون) وجوههم وصدورهم، فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) [أبوداود].
وهناك أمور أباح الإسلام فيها للمسلم أن يذكر عيوب الآخرين، ولا يعد هذا من قبيل الغيبة التي يعاقَب عليها المرء، وهذه الأمور هي:
* التظلم إلى القاضي أو الحاكم: فيجوز للمظلوم أن يشكو إلى القاضي أن غيره قد ظلمه.
* تغيير المنكر ورد العاصي إلى الرشد والصواب، فيجوز للمسلم أن يقول: فلان يفعل كذا وكذا من المنكر حتى يزدجر ويرجع عما يفعله، طالما أنه لا يستجيب لنصح ولا ينفع معه ستر، ولكن يشترط أن يكون القصد هو تغيير المنكر وليس التشهير بالعاصي.
* تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم: فيجوز للمسلم أن ينصح أخاه بالابتعاد عن أحد الأشخاص لما فيه من صفات ذميمة تجلب الشر والخسران.
* المجاهرة بالفسق والبدع: فإذا كان من الناس مَنْ يفعل الذنوب علانية؛ كأن يشرب الخمر، أو يظلم الناس، فإنه يجوز ذكر عيوبه؛ حتى يرتدع ويرجع إلى الله.
* التعريف: فإذا كان بعض الناس لا يعرف إلا بلقب يسمى به بين الناس كأن نقول: فلان الأعمش أو الأحول، فإن ذلك يجوز إذا كان الغرض معرفة الإنسان، ولا يجوز إذا كان الغرض سبه وتنقيصه.
وكما قال الحسن: لا غيبة إلا لثلاثة: فاسق مجاهر بالفسق، وذي بدعة، وإمام جائر.

موسوعة الإسرة المسلمة

    الونشريس

    جزاكي الله الجنة هبوووووووش موضوع مهم فعلا.

    جزاكي الله الف خير

    بارك الله فيك

    بارك الله فيكي

    الونشريس

    اللسان عضو متعدد المهمات 2024

    يشير الاطباء الى ان اللسان هو عضو متعدد المهمات. اذ يساعد على تحريك الطعام اثناء المضغ وخلطه باللعاب والتعرف الى مذاقاته. كما انه يسهل عملية البلع ونطق الحروف والكلمات، حتى انه يكافح الجراثيم. عندما يطلب الطبيب من المريض مد لسانه، يفعل ذلك، ليس لامر عبثي وانما بهدف فحصه والبحث عن بعض العلامات التي تؤشر الى الحالة الجسدية للمريض الذي امامه. مثلا، اللسان الملتهب يؤشر الى الاصابة بنقص في الفيتامين ب، اما تورم اللسان فيدل على وجود قصور في الغدة الدرقية، في حين ان التقرحات التي تصيبه تشير الى احتمال وجود حمى داخلية. يحمل اللسان خريطة اعضاء الجسم، وفق الطب الصيني الشعبي، ومن خلال قراءتها بشكل صحيح يمكن التنبه الى الامراض التي تصيب الدماغ او الامعاء، مما يسهل على الطبيب مهمة وصف العلاج المناسب.

    العلامات

    ينقسم اللسان الى خمسة اجزاء: رأس اللسان، ماوراء رأس اللسان، اضافة الى جهتي اليمين واليسار، الجزء الاوسط، والجزء الخلفي. يرتبط كل جزء باحد اعضاء الجسم، فيكون بمثابة مرآة صغيرة تعكس حالة تلك الاعضاء.

    في البداية، يفحص الطبيب اللسان للتأكد من لونه، اذ ان لون اللسان يؤشر الى بعض الحالات المرضية، مثلا عندما يكون الانسان معافى ولا يعاني اي مرض، فان لون لسانه يميل عادة الى اللون الزهري الخفيف المتوسط، في حين ان اللون البنفسجي يؤشر الى حالة خطيرة، اذ يدل على ارتفاع درجة الحرارة بسبب التهاب ما او فرط نشاط احدى الغدد او مرض ما. كذلك، يؤشر اللون الاحمر الزاهي للسان الى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفرط، ما يعني انه يجب التوقف عن تناول المأكولات الحارة. الشعور بالتوتر يجعل لون اللسان مائلا الى الاحمرار او يحفز ظهور بقع حمراء على سطحه، في حين ان اللون الشاحب للسان يؤشر الى الشعور بالبرد او الاصابة بفقر الدم او بنقصان الطاقة.

    كما يقوم الطبيب بفحص الغشاء الرقيق الذي يغطي سطح اللسان، فاذا تبين ان لهذا الغشاء لونا او ان طبقته سميكة، فان ذلك يؤشر الى وجود التهاب او مرض. طبقة الغشاء السميكة ولونها الابيض يعنيان ان الشخص المعني، اما يكون مصابا بالجفاف او يعاني طفحا او التهابا فطريا في فمه. اما الغشاء المائل لونه الى البني فقد يؤشر الى الاصابة بمرض فطري رئوي نادر جدا. الطبقة الصفراء في الجزء الخلفي من اللسان ممكن ان تؤشر الى الاصابة بالتهاب المثانة.

    اللسان ذو التعرجات والخطوط والبقع، هو لسان يؤشر حتما الى وجود مرض. وعلى الرغم من كون هذه البقع غير مؤذية، فان حجمها وموقعها قد يتغيران من يوم الى اخر، فقد تصبح مؤلمة ويصيبها التقرح. يعزو بعض الاطباء هذه الحالة الى التوتر والضغوط او التبدلات الهرمونية او الحساسية، التي قد تصيب الشخص المعني.

    أجزاء اللسان الخمسة

    بعد فحص اللون وحالة الطبقة الغشائية التي تغلف اللسان، يمكن البدء في اجراء تحليل لاجزاء اللسان الخمسة، لا سيما اذا ظهرت عليها علامات غير عادية، لانها تؤشر الى وجود مشكلة في الاعضاء التي ترتبط بهذا الجزء.

    1- رأس اللسان: يرتبط هذا الجزء من اللسان بالقلب وبالامعاء الدقيقة والاعضاء المرتبطة بها. اما العلامات التي يجب التنبه لها، فهي: احمرار اللون او ظهور بقع حمراء، لانها تؤشر الى معاناة الشخص من التوتر والقلق، اضافة الى احتمال اصابته بمرض حساسية الغلوتين او باضطراب هوسي.

    2- ماوراء رأس اللسان: يرتبط هذا الجزء من اللسان بالجهاز التنفسي وجهاز المناعة.اما العلامات التي يجب التنبه لها فهي الاحمرار والبقع الحمراء، التي تؤشر الى وجود التهاب رئوي او التهاب الشعب الهوائية، او مرض السل او التهاب في الرئة. او انتفاخ الرئة.

    3- الجهتان اليسرى واليمنى: يرتبط هذا الجزء من اللسان بالكبد. من العلامات التي تؤشر الى وجود مشكلة في الكبد، ظهور ما يشبه العضة على جهتي اللسان، مثل التهاب الكبد او تضخم الكبد او تجمع الدهون، الذي يعد احد اعراض مرض السكري. كذلك، ممكن ان تؤشر علامة العضة الى نقص الطاقة ووجود انتفاخ في منطقة البطن او انتفاخ حول الاضلاع. في حال ظهور بقع زرقاء او بنفسجية اللون في هذه المنطقة، فثمة احتمال ان يكون الشخص المعني مصابا بمرض خطير، مثل سرطان الكبد او تشمع الكبد.

    4- الجزء الاوسط: يرتبط هذا الجزء من اللسان بالجهاز الهضمي والمعدة والطحال والبنكرياس. وجود طبقة من الغشاء الاحمر او المائل الى الاصفرار، يؤشر الى معاناة الشخص مشكلة الارتداد المريئي، اضافة الى احتمال الاصابة بامراض اخرى مثل الاسهال او الامساك ومرض كرون.

    5- الجزء الخلفي: يرتبط هذا الجزء من اللسان بالكليتين والمثانة والنظام الهرموني والغدد التناسلية. وجود طبقة غشائية سميكة لونها اصفر كذلك تؤشر هذه العلامة الى وجود امراض اخرى، مثل التهاب الحالب، او فشل كلوي، وحصى الكليتين.

      معلومات مهمة فعلا
      جزيتي اختي الجنة

      السلام عليكم

      ازيك يا اخت حلا

      جزاكِ الله كل خير يااارب

      حلا بدر

      ربي يسعدك على الرد والمرور

      اللسان من اخطر اعضاء الإنسان 2024

      لسانك هو أسرع أعضائك حركة وأشدّها خطرآعليك !!!‎
      الونشريس
      الونشريس


      الحمد لله الذي خلق لنا من الجوراح ما نعبده بها ونشكره، نحمده سبحانه ونثني عليه، ومن هذه الجوارح التي خلقها الله لنا اللسان،
      فهو أعظمها أثرا، وأشدها خطرا، فإن استعمل فيما يرضيه جلب الحسنات، وأن استعمل فيما يسخطه جلب السيئات،
      فبكلمة واحدة يقولها العبد يرضى الله بها عنه إلى يوم يلقاه، وبكلمةٍ واحدةٍ يقولها العبد يسخط الله بها عليه إلى يوم يلقاه،
      وأعظم البلاء على الإنسان في الدنيا فرجه ولسانه، فمن وقي شرهما فقد وقي أعظم الشر،
      فينبغي للعاقل أن يحفظ لسانه أكثر من حفظه لموضع قدمه، وكان بعض السلف يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة.

      آفـــــات اللســــان كثيرة منـــــها :

      1- الغيبــــــــة :
      وللسان له آفات كثيرة ومنها الغيبة، وقد ضبطها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الضابط الجامع المانع المحكم وهو قوله :
      ( ذكرُك أخاك بما يكْرهُ ) مسلم (2589) .
      فإذا ذكرته بشيءٍ فيه عيب له تصريحاً أو تلميحاً أو إشارةً، سواء كان ذلك في بدنه أو دينه أو دنياه، أو نفسه أو خلقه أو خُلقه أو ماله، أو ولده أو زوجته أو خادمه أو ثوبه، أو حركته أو طلاقته، أو عبوسته،أو مهنته ونحو ذلك، سواءً كان لفظاً أو إشارةً أو رمزاً فإنها غيبة.

      قالت عائشة رضي الله عنها: قلت للنبي صلّى الله عليه وسلّم :
      ( حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا – وأشارت يَعْنِي قَصِيرَةً يكفيك من عيبها أنها كذلك،وهذا مما يكون بين الضرائر – فَقَالَ: لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ )
      أبو داود (4875) وصححه الألباني.

      فكل ما أفهم الغير من عيبٍ عن مسلم فهو غيبة، سواءً كان تعريضاً أو تصريحاً ويدخل في ذلك قول فلان الله المستعان، وفلان نسأل الله العافية، وفلان الله لا يبلانا، ونحو ذلك فكل ذلك من الغيبة، ويكون قد جمع بهذه الكلمات بين أمرين، غيبته لأخيه المسلم ومدحه لنفسه، يعني أنه ليس كذلك، وقد تكون الغيبة في جسمه كأن يقول أعمى أو أعور أو أسود أو بدين ونحو ذلك، وقد تكون في نسبه كأن يقال : هذا فلان من بلد كذا على وجه التحقير أو أصله كذا ونحو ذلك، أو لا أصل له ولا نسب على وجه الاحتقار، وكذلك بسبب المهنة أو أن يذكره بمهنةٍ على وجه التنقص والازدراء مما يعتبر عند الناس وضيعاً، وقد يكون بخلقٍ أو بأمرٍ دنيويٍ، كأن يقول فلان دمه ثقيل، أو بمظهرٍ، كأن يقول فلان رث الهيئة ونحو ذلك، فكل ما أفهمت به غيرك نقصاً في مسلم فهو غيبة، وبعضهم إذا وعِظ قال : أني مستعد أن أقول هذا الكلام في وجهه، فإذا قال عن شخصاً مثلاً هو غبي، فوعِظ فذهب اليه فقال له في وجه أنت غبي.
      فإن الغيبة لا زالت غيبة، ويكون قد أضاف إليها إثماً آخر وهو السب والشتم فجمع إلى ذكر أخيه بغيبته أثم الغيبة، وبقوله في وجهه أثم السب والشتيمة.

      والغيبة آفة خطيرة من آفات اللسان، وهي من أقبح القبائح وأكثرها انتشاراً بين الناس، وقد بغّض إلينا ربنا هذا فقال :
      { وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ }
      (الحجرات: من الآية12).
      تكرهون أن تأكلوا لحوم إخوانكم الموتى فلا تغتابوهم، كما تكرهون هذا فاكروه الغيبة.
      " فضرب المثل بأكل اللحم, لأن اللحم ستر على العظم, والشاتم لأخيه كأنه يقشر ويكشف ما عليه "
      روح المعاني (26/158 (.
      وكثيرمن المسلمين يتورعون عن تناول بعض اللحوم خشية أو شكاً في مصدرها، ولكنهم لا يتورعون عن الولوغ في لحوم إخوانهم المسلمين،
      وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لما عُرج به أنه رأى أقواماً ( لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ.. من هؤلاء ؟ قال : الذين يغتابون الناس)
      سنن أبي داود (4878) وصححه الألباني.

      تتقطع الأواصر الأخوية بسبب الغيبة، وتفسد المودة، وتبذر العداوة وتنشر المعايب ولا سيما إذا كان في شخصٍ قدوةٍ بين الناس، أو مما يد عو إلى الخير، وكثير من هؤلاء المنافقين أصحاب الأقلام المشبوهة من اللمّازين والهمّازين والغمّازين الذين يريدون تشويه صورة أهل الدين وإسقاطهم من أعين الناس وأنظارهم، يسعون في كثير من ذلك تبت أيديهم وتباً لهم ما كتبوا وما كسبوا، والمغتاب يخسر من حسناته بإعطائها إلى من يغتابه رغماً عنه، ولما بلغ الحسن البصري رحمه الله أن رجلاً اغتابه، أهدى له طبقًا من رطب.
      " وغيبة المسلم من شعار المنافق ". عون المعبود (13/224).

      ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
      ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ قلبَهُ لا تغتابوا المسلمين ولا تتَّبعوا عوراتهم؛ فإنه من اتّبعَ عوراتِهم يتّبع اللهُ عورتَهُ، ومن يتبع الله عورته، يفضحهُ في بيته )
      ( أبو داود 4/270 وأحمد 4/421، 424 وانظر صحيح الجامع للألباني 3549 ) .

      فهذه الغيبه والاستطالة في أعراض المسلمين من أعظم الربا وكان بعض العلماء كعبد الرحمن بن مهدي يرى بأن الغيبة تنقض الوضوء، وينبغي لمن سمع غيبة مسلم أن يردها وأن يزجره وأن يعضه وأن ينهاه وأن يدافع عن أخيه المسلم الذي اغتيب، فإلم ينزجر المتكلم فارق المجلس، ويحرم سماع الغيبه وفحش القول كما ذكر أهل العلم،
      وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا وحث عليه، فقال :
      ( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)
      ( أخرجه أحمد 6/450 والترمذي 4/327 وصححه الألباني) .

      ___ يتبـــــــــــــع ___

        عــــــــلاج الغيبــــــــة :
        – تقوى الله، والانشغال بعيوب النفس وتدبرها، ومجاهدة نوازع الشر، قال بن وهب – رحمه الله :
        ( نذرنت كل ما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما فأجهدني فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة ) .

        فهل تحريم الغيبة مطلق ؟
        – الجواب : فيه استثناءات ولا شك للمصالح الشرعية، فتباح عند كل غرضٍ صحيحٍ شرعاً عندما لا يمكن الوصول إليه إلا بها،

        أولاً :
        التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى القاضي أو صاحب الولاية والسلطة فيذكر ما في من ظلمه من الظلم أو الخيانة ونحو ذلك لأخذ حقه، وفيه هذا قول الله تعالى :
        { لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ }
        ( النساء: 148 )

        ثانياً :
        الاستعانة على تغيير المنكر، بذكره لمن يغيره كأهل الحسبة بما فعل فلان من المعاصي أو الموبقات ونشر الفساد ونحو ذلك من أنواع المنكرات بين المسلمين، وهذا لا يذكره إلا لصاحب الشأن الذي يغيره .

        ثالثاً :
        الاستفتاء فإذا احتاج أن يقول للمستفتي : ظلمني أبي بكذا فماذا أفعل ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة، وكمن تخبر المفتي عن زوجها في أمرٍ شرعيٍ لا بد لها من سؤاله عنه، وقالت هند لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
        (إن أبا سفيان رجل شحيح فهل علي جناح أن آخذ من ماله سراً)؟
        قال: ((خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)).

        رابعاً :
        تحذير المسلمين من الشر، وذلك من وجوه، منها : بيان حال الرواة من المجروحين حتى يحذر من روايتهم، إنه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
        قال الشوكاني:" بيانُ كذب الكذابين من أعظم النصيحة الواجبة لله ولرسوله ولجميع المسلمين".
        ومنها : الإخبار بالعيب عند المشاورة، وقد شاورك واستنصحك فلا بد أن تنصح له فيما لا بد له أن يعرفه، وإلا فإنه قد يقدم على تزويج فلان ثم يتورط، أو الدخول شريكاً مع فلان ثم يتعثر، ومنها : أنك إذا رأيت من يشتري شيئاً معيباً أن تبين له العيب أو الغش الذي في هذا، ولو كان يعود على البائع بذم، فإنك تقصد النصيحة ولا ذم البائع، ومنها : أنك إذا رأيت شخصاً يتردد إلى مبتدعٍ أو فاسقٍ فإنك تحذره منه، وإذا رأيت أخاك مثلاً يتردد إلى قرين سوءٍ فإنك تحذره منه ولا يعد ذلك غيبة، ومنها : شكوى مسؤولٍ إلى مسؤوله ومن هو أعلى منه في بيان ظلمه للناس وليست القضية طعناً شخصياً أو عدواة وأن تحاك مؤامرة لعزل أو إبعاد إنسان صالح،

        ومما يسقط الحرمة في الغيبة أن يكون مجاهراً بالمعصية،كالمجاهر بالرشوة أو الخمر أو الزنا ونحو ذلك، فهؤلاء ليس لهم حرمة، فقد أسقطوا حرمتهم بمجاهرتهم، ولذلك قال العلماء ليست لفاسقٍ – يعني مجاهرٍ غيبة – ولكن لا يجوز أن يذكر بغير ما جاهر به،

        خامسآ :
        التعريف، كقول أهل الحديث : الأعمش، والأعرج، ونحو ذلك لأنه قد غلب اللقب عليه فلا سبيل إلى تمييزه عن غيره إلا به، وللا بد أن يفرغ قلب المتكلم من التنقص عندما يصفه بذلك، ولو أمكن التعريف بغيره فهو أولى.

        ومن الأمور المهمة أن يخلو قصد المتكلم من التشفي والانتقام الشخصي، وأن يكون الغرض من الكلام الانتقام الشخصي والتشفي مُلبّساً بلباس النصيحة، وهذا التلبيس يجيده إبليس ويوقع فيه كثيراً من الناس، ولذلك فإنه لا بد من ضبط المصلحة العامة للمسلمين، وضبط قضية النصيحة والمشورة وضبط المصلحة ونحو ذلك لئلا يتوسع فيه، فتقال الغيبة تشفياً أو انتقاماً بلباس النصيحة.

        النميمــــــــة :
        ومن آفات اللسان العظيمة النميمة، وهي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض بقصد الإفساد بينهم، وضابطها كشف ما يكره كشفه سواء كان بالقول أو الفعل حتى لو رأى شخصاً يُخفي ماله فأفشى سره فإنها نميمة،
        وهي أشد من الغيبة من وجوه، فتقطع الأرحام وتحول بين الإنسان وزوجه، وتفرق بين الأُسر وتشتت ما بين القبائل، وقد توقع الحروب الكبيرة العامة، والنميمة من أخبث وسائل الشيطان للتفريق بين الناس، والنمّام قد رضي لنفسه أن يقوم بمهنة الشيطان، قال عليه الصلاة والسلام قبيل وفاته (( أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ)) مسلم (2812).

        فهذا التحريش هو الذي طمع به إبليس بعد ما رأى استقرار الأمور واستتبابها للنبي صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب، فلم يبقى له إلا التحريش، فالذي ينمي وينم، يقوم بوظيفة الشيطان، فكم جرّت النميمة من شرورٍ عظمى، وكم فرقت بين الناس وأفسدت من علاقات، وهي كبيرة من كبائر الذنوب، أجمعت الأمة على تحريم النميمة، وقال تعالى :
        { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ }
        ( القلم:10-11 ) .
        وقال سبحانه : {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}(الهمزة:1).
        وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ((لا يَدْخُلُ الجنَّةَ نَمَّام)) مسلم.
        وقال أيضاً: ((لا يدخل الجنة قتات))
        . البخاري 7/76 ومسلم 1/101 ، والقتات هو النمام. النووي.
        والنمام الذي يحضر فيرى ويسمع ثم ينقل، والقتات الذي يتجسس عليك من حيث لا تشعر ثم ينقل.

        قال عليه الصلاة والسلام: ((شِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ : الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ, الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ, الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ))
        . أحمد (17537), وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه, رقم: (639).

        والمشي بالنميمة موجب لعذاب القبر، وأي عبارة تنقل للتفريق بين اثنين، أو جعل أحدهما يكره الآخر، ولعن الله من خبب امرأةً على زوجها، وأفسدها عليه، ومنهم هؤلاء الذين يتصلون بالنساء من الرجال الأجانب فيعدها ويمنيها وما يعدها إلا غرورا، ثم يريد أن يفرق بينها وبين زوجها لكي يتزوجها هو ويعدها بأنه سيكون معها أحسن حالاً، ورومنسياً وعاطيفاً، كذاب أشر، وغاية من يصل إلى مراده من هؤلاء في كثير من الأحيان أن تنقلب العلاقة بعدها .
        النمام ناقل لأخبار السوء، وصفه الله بالفسق ورد شهادته،
        {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}
        (الحجرات: من الآية6).

        ___ يتبـــــــــــــع ___

        والنميمة من أنواع السحر لأن المشتَرك بينها وبين السحر التفريق،
        {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} (البقرة:102).

        يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة، ولذلك قالوا أن النميمة أعظم السحر، وقد أوردها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضمن أنواع السحر في كتاب التوحيد، قال حماد بن سلمة: باع رجل غلاماً، فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاستَخَفَّه المشتري فاشتراه، فمكث الغلام عنده أياماً، ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك [يحبك]؟
        قالت: نعم. قال لها: خذي الموسى واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام.
        ثم جاء إلى الزوج وقال: إن امرأتك تخادنت [اتخذت خليلا] وهي قاتلتك، أتريد أن يتبين لك ذلك ؟
        قال نعم. قال: فتناوم لها.
        فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بموسى لتحلق الشعرات فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ الموسى فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الطرفين".الكبائر"
        للذهبي صـ 156. تنبيه الغافلين. المحاسن والمساوئ (1/243).

        كم قامت من حروب بسبب النميمة، وكلما عظم خطرها واشتدت كبر إثمها وعظم جرمها، ولذلك فهي بين الأقارب وذوي الرحم والأصحاب والجيران أشد مما بين البعداء .
        وَاخْشَ النَّمِيمَة َ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَائِلَهَا ** يُصليكَ منْ حرهاَ ناراً بلاَ شُعَلِ
        كمْ فريةٍ صدعتْ أركانَ مملكة ٍ ** وَمَزَّقَتْ شَمْلَ وُدٍّ غَيْرِ مُنْفَصِلِ

        قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( الكذب ذل، والنميمة لؤم، فمن كذب فجر، ومن نم سحر. ) أخبار الدولة العباسية (1/114).

        ومما يدخل في هذا : ذو الوجهيـن، الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام:
        ((شر الناس .. الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)). متفق عليه.
        وقال : ((من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار)). أبو داود (6372) وصححه الألباني.

        فهذه الأحاديث الصحيحة تبين الخطر وأن حال هذا حال المنافق، يأتي كل طائفةٍ بما يرضيها،
        من نمَّ في الناسِ لم تٌؤمن عقاربُه ** على الصديق ولم تؤمن أفاعيْهِ
        كالسيلِ بالليلِ لا يدري به أحدٌ ** مِنْ أينَ جاءَ ولا من أين يأيته
        الويلُ للعهدِ منه كيف ينقضُه ؟ ** والويلُ للودِّ منه كيف يُفنيهِ ؟

        وينبغي من حملت اليه نميمة أن يقول لقائلها : اتق الله، وأن يعظه وأن لا يصدقه والدليل قول الله تعالى : { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } (القلم:10-11).
        فلا تجوز طاعته، ولأن النمام لا يكون صادقاً أبداً.

        وروي أن سليمان بن عبد الملك قال لرجل: بلغني أنك وقعت فيَّ، وقلت كذا وكذا.
        فقال الرجل: ما فعلت. فقال سليمان: إن الذي أخبرني لصادق- هو ثقة عندي -.
        فقال الرجل: لا يكون النمام صادقاً.
        فقال سليمان: صدقت، امضي بسلام

        فعليه أن يعظه، وأن يبغض فعله إليه، وألا يظن الذي يسمع النميمة وتنقل إليه بأخيه شراً أو سوءً فإن هذا مظن السوء، وأن لا يحمله ما يأتيه النمام به على التجسس، وألا يحكي نميمته عنه فيصير هو نمام أيضاً.

        وروي أن بعض السلف زار أخا له وذكر له عن بعض إخوانه شيئا يكرهه، فقال له: يا أخي أطلت الغيبة، وأتيتني بثلاث جنايات: بغضت إلي أخي، وشغلت قلبي بسببه، واتهمت نفسك الأمينة. الكبائر (1/160).

        فإن قيل هل هناك مواطن تباح فيها النميمة كالمواطن التي تبيح فيها الغيبة ؟؟؟

        فالجـــواب :
        نعم، كمن إذا سمع إنسان شخصاً يتحدث بإرادة فلان بالسوء أو أنه يخطط بمكرٍ أو شرٍ، أو افسادٍ في الأرض أو ظلم وعدوان، فيجب أن ينقل خبره ليكف شرّه، وتباح النميمة بإخبار أهل الحسبة وأهل السلطان بأعمال المفسدين وأهل الريب، وأهل الفجور والفساد والمخدرات وتهريب الضارات ونحو ذلك، فهذا إذا دعت إليه الحاجة فلا يكون نميمةً شرعاً لأن المقصود حفظ أمن المسلمين، وعقيدة المسلمين، ودين المسلمين، وأخلاق المسلمين، وأرواح المسلمين، فالمصلحة فيه عامة للمسلمين، والمصلحة فيه شرعية، وليس المقصود أن يوقع شراً بفلان، أو يبطش بفلان، أو ينقل كلاماً عن فلان للإيقاع فيه أو عزله من منصبه، أو إزالة نعمة هو بها مستمتع متعه الله، ونحو ذلك من أغراض النمامين الخبثاء، فإذا كان الغرض مصلحة المسلمين، وهي متمحضة وواضحة وحقيقية وليست وهمية، ولا ألبست لباساً وهي نميمة في الحقيقة، فإنه عندما تتمحض المصلحة يكون بذلك الإخبار، ومن هذه الحالات الحرب مع الكفار والحرب خدعة، وكما قام ذلك الصحابي بالتخذيل بين الأحزاب، فمشى عند هؤلاء يقول لهم : أولئك يريدون أن يدعوكم لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ويقول لأولئك : هؤلاء يريدون أن يتركوكم لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، فسعى في تشتيت شمل الأحزاب، ومشى بالنميمة بينهم، وبين المشركين وبني قريظة، حتى تناكرت نفوسهم وتفرقوا عن المدينة، وهكذا .

        الكــــــــــــذب :
        عباد الله، ومن آفات اللسان والموبقات الكذب، وهو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه في الحقيقة، وهو من قبائح الذنوب، وفواحش العيوب، ويكفي في التنفير منه أنه أول علامات النفاق، إذا حدّث كذب، هذه من علامات المنافق، وقد أجمع العقلاء على قبحه، وتطابقت الملل والنحل على منعه، وقد جاء في قوله تعالى : {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (النمل: 49).

        وهذا دليل على أن الكذب عندهم ممنوع قبيح، ولذلك أقسم هؤلاء المفسدون أنهم صادقون لعلمهم بأن الكذب بين قومهم ممنوع، مع أن قومهم كانوا من الكفار، والكذب قبيح حتى عند بعض غير العقلاء.

        الكاذب متوعد بالويل، حتى لو كان يقصد إضحاك الناس، وقد ورد في حديث عذاب البرزخ في الرجل يشرشر شدقه ويقطع بكلاليب من الأمام إلى الخلف، وعينه وأنفه وهكذا من اليمين والشمال ثم يعاد فتعاد العقوبة ويعود وجهه كما كان ثم تتكرر عليه هذه الشرشرة وهذا الشق إلى أن تقوم الساعة، من هو ؟ قال ((الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق)).

        ___ يتبـــــــــــــع ___

        وكم حدث بسبب الكذب من المصائب، وثارت من فتن وفضح من مستور ولذلك فإن الكذب من الفجور، ويهدي إلى النار، أهل العتو والنفور، ويكتب صاحبه في سجل الكذابين، حتى يكتب عند الله كذابا،

        وأعظمه الكذب على الله، بأن يفتي بغير علمٍ مثلاً، فيحلل حراماً، أو يحرم حلالا {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} (الزمر: من الآية60).

        وقد شاع الكذب في زماننا، في البيع والشراء، والعهود والمواعيد، والاتفاقيات والمعاملات، تساهل فيه الكبار، ونشأ عليه الصغار، وتعدد صوره وأشكاله، فهذا باللسان، وهذا بالقلم،
        – وأصبح الناس يستحلونه ويسمون الكذبة بيضاء.
        فكم تصور القضايا على غير ما هي عليه، ويصور البائع للمشتري الأمر والعقد والمعاملة والصفقة والمساهمة فيها ربح كثير والأمر بخلاف ذلك، كذب في إخفاء عيوب السلعة، وتصوير الحق باطلاً، والباطل حقاً، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً، وهذا من أعظم الكذب يأتي به المنافقون والكتاب وغيرهم من الذين يخوضون في الإثم وهم يعلمون، حتى يستحسن الناس القبيح، ويزين عندهم الأثم والشر، والكاتب لا يوفق للخير، قال الله : {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} (غافر: من الآية28).

        ومن الصور القبيحة له اليمين الكاذبة وشهادة الزور، وهؤلاء من الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، {وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (آل عمران: من الآية77).

        هل يباح في الكذب شيء ؟
        – قال النووي رحمه الله : "اعلَمْ أنَّ الكَذِبَ، وإنْ كَانَ أصْلُهُ مُحَرَّماً، فَيَجُوزُ في بَعْضِ الأحْوَالِ بِشُروطٍ .. وضابط ذَلِكَ: أنَّ الكلامَ وَسيلَةٌ إِلَى المَقَاصِدِ، فَكُلُّ مَقْصُودٍ مَحْمُودٍ يُمْكِنُ تَحْصِيلُهُ بِغَيْرِ الكَذِبِ يَحْرُمُ الكَذِبُ فِيهِ، وإنْ لَمْ يُمْكِنْ تَحْصِيلُهُ إِلا بالكَذِبِ، جازَ الكَذِبُ.
        ثُمَّ إنْ كَانَ تَحْصِيلُ ذَلِكَ المَقْصُودِ مُبَاحاً كَانَ الكَذِبُ مُبَاحاً، وإنْ كَانَ وَاجِباً، كَانَ الكَذِبُ وَاجِباً. فإذا اخْتَفَى مُسْلِمٌ مِنْ ظَالِمٍ يُريدُ قَتْلَهُ، أَوْ أَخذَ مَالِهِ وأخفى مالَه وَسُئِلَ إنْسَانٌ عَنْهُ، وَجَبَ الكَذِبُ.
        وكذا لو كانَ عِندَهُ وديعَةٌ، وأراد ظالمٌ أخذها، وجبَ الكذبُ بإخفائها". رياض الصالحين (2/328).

        وَاسْتَدَل العُلَمَاءُ بِجَوازِ الكَذِبِ في هَذَا الحَالِ بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُولُ خَيْراً)). متفق عَلَيْهِ .

        فهذا في الإصلاح، يكون بين اثنين وحشة أو خصومة، فيأتي مصلح إلى هذا فيقول : فلان يمدحك، ثم يذهب إلى الآخر فيقول : فلان يمدحك، مع أنه لم يمدحه، فهذا مثال على ذلك، وكذلك تسعى جارة بين امرأة وزوجها قد حصل بينهما وحشة، فتكذب في أشياء لكي تحسن الزوج عند زوجته، وهكذا يقوم زوجها الجار بالدور عند الزوج، فيحسن له زوجته ويقول نقلت لأم عيالي مدح عنك ونحو ذلك.

        وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا- أنتِ أحب امرأة الي في الدنيا، ما رأيت مثل من طعامك – ، وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ)) الترمذي (1939) وصححه الألباني. وأصله عند مسلم (2605).

        واستعملته أم سليم في إخبار زوجها أبي طلحة بوفاة ولده، وهو يحبه جداً ولم تكن تريده تفهمه الموت، فلما سألها عنه ؟ قالت – وكان مريضاً الولد – : هو أسكن مما كان . ففهم من قولها أحسن مما كان . وهو ميت -أي الولد-، فكلامها صحيح وهذه هي المعاريض.

        اللهم إنا نسألك أن تجبر كسرنا، وترحم ضعفنا، وتغفر زلتنا، وتسدد ألسنتنا،
        وتطهر قلوبنا، وتحفظ فروجنا،اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة،
        وكلمة الحق في الغضب والرضى، والقصد في الغنى والفقر،
        ونسألك نعيماً لا ينفذ، وقرة عين لا تنقطع، ولذة النظر إلى وجهك،
        والشوق إلى لقاءك ، في غير ضراء مضرة، ولا فتنةٍ مضلة،
        نسألك عيشاً رغيدا، ومستقراً سعيدا، نسألك عيش السعداء وموت الشهداء،
        اللهم اغفر لنا يا عزيز يا غفور، سبحان ربك رب العزة عما يصفون،
        وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين

        الونشريس

        بارك الله فيك ونفعنا معك

        الصوم وحفظ اللسان , حفظ اللسان اثناء الصوم , الصوم 2024

        الونشريس

        الونشريس

        قال الإمام النووي في كتابه "الأذكار": "اعلم أنه لكل مكلف أن يحفظ لسانَه عن جميع الكلام إلا كلاماً تظهرُ المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركُه في المصلحة، فالسنة الإِمساك عنه؛ لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء".
        الونشريس
        وفي القرآن الكريم قوله تعالى: {والذين هم عن اللغو معرضون} (المؤمنون:3)، قيل من جملة ما قيل في معنى {اللغو} ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال، كما قال تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} (الفرقان:72). وقال تعالى محذراً من آفات اللسان: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} (ق:18)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر.

        وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو ليصمت).
        الونشريس
        وفي "الصحيحين" قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

        وفيهما أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يَزِلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب).

        وروى الترمذي عن عقبة بن عامر، قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال (املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك)، قال الترمذي: هذا حديث حسن.

        وعند الترمذي أيضاً من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
        الونشريس
        وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: ما من شيء أحق بطول سجن من اللسان.

        وذكر الإمام النووي في "أذكاره" أن قسَّ بن ساعدة وأكثم بن صيفي اجتمعا -وكانا من حكماء العرب- فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر من أن تُحصى، والذي أحصيتُه ثمانيةَ آلاف عيب، ووجدتُ خصلةً إن استعملتها سترت العيوب كلها، قال: ما هي: قال: حفظ اللسان.

        ومن آفات اللسان الطعن في الأنساب، والفخر بالأحساب، وإثارة النزعات العنصرية، والقبلية، والطائفية، والعرقية، والإقليمية، التي تفرق وحدة المجتمع، وتوهن عضد الأمة.
        الونشريس
        ومن آفاته أيضاً الكذب، والتحديث بكل يُسمع، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) رواه مسلم.

        ومن آفاته الشماتة بالمسلم، واحتقاره، والسخرية منه، وشهادة الزور، والمـَنُّ بالعطية.

        ومن أعظم آفات اللسان عامة، وفي شهر رمضان خاصة الغيبة، وهي كما قال عليه الصلاة والسلام: (ذكرك أخاك بما يكره)، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه)؛ والغيبة تضر بالصيام، وقد حُكي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن الغيبة تفطر الصائم، وتوجب عليه القضاء، وأخذ بهذا القول بعض أهل العلم، كالإمام الأوزاعي، وابن حزم.
        الونشريس
        وسواء كانت غيبة الغير في دينه أو دنياه، وفي خَلْقه أو خُلُقه، أو ماله أو لده، أو زوجه، أو أي شيء يمت إليه بصلة، وسواء كانت باللفظ، أو بالإشارة، أو الرمز، فكل ذلك حرام في دين الله.

        وعلى الجملة، فكل قدح في الغير مما يكرهه لا يحل، وهو من الغيبة، وهي درجات: فبعضها أعظم من بعض، بحسب من تُكِلِّم فيه منزلة، وبحسب الدافع لها، والحامل عليها، وبحسب المقالة التي قيلت فيه؛ فمن اغتاب إنساناً في دينه، فهذا أعظم من القدح في لون ثوبه، أو طريقة مشيه.

        والعجب أن أمر الغيبة قد هان على كثير من الناس، وخف وقعها عليهم، حتى إن الكبير والصغير، والعالم والجاهل يعملها ويكررها، ولا يأنف، ولا يستنكف، ولا يتردد في أمرها.

        فيتوجب على الصائم أن يحفظ صومه، وأن يتقي الله في لسانه وجوارحه كافة، وأن يحرص كل الحرص على أن لا يكون حظه من صيامه الجوع والعطش، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش).
        الونشريس
        ولأن اللسان خلق للكلام، فلا شيء يحمي من زللـه مثل إشغاله بالقول المعروف، والقول السديد، والقول الحسن، كالذكر، والقرآن، والتسبيح، والكلام الطيب مع الناس، كالثناء عليهم باعتدال، والدعاء لهم، وذكر محاسنهم، وتطيب نفوسهم، وتقديم الخبرة والمشورة والتجربة والنصيحة لهم، وما شاكل هذا من المعاني الخيرة، التي تعود على صاحبها بالنفع والخير، وعلى المجتمع بالتواصل والترابط. وقد قال تعالى: {وقولوا للناس حسنا} (البقرة:83)، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (لو قال لي فرعون: بارك الله فيك. لقلت: وفيك)، رواه البخاري في "الأدب المفرد".

        الونشريس

          جزاك الله خيرا

          جزانا واياكي نورتيني ☺

          جزاك الله خيرااا

          جزانا واياكي نورتيني

          جزاك المولى الجنه
          وكتب الله لك اجر هذه الحروف
          كجبل احد حسنات
          وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
          لاعدمنا روعتك
          ولك احترامي وتقديري
          الونشريس الونشريس

          أهمية تنظيف اللسان،أداة تنظـيف اللســان،مكافحة رائحة الفم الكريهة 2024

          أهمية تنظيف اللسان،أداة تنظـيف اللســان،مكافحة رائحة الفم الكريهة
          أهمية تنظيف اللسان،أداة تنظـيف اللســان،مكافحة رائحة الفم الكريهة

          الونشريس

          سمع الكثير من مراجعي عيادات الأسنان عن أهمية تنظيف اللسان في مكافحة رائحة الفم الكريهة، لكن يمر الغالبية العظمى من الناس على هذه المعلومة مرور الكرام. أثبتت الدراسات أن تنظيف اللسان بشكل يومي هو و بدون منازع العلاج الأمثل لرائحة الفم الكريهة.
          كما و أثبتت الدراسات أن المنطقة الخلفية في اللسان تحديدا هي السبب الرئيسي لرائحة الفم الكريهة. و السبب وراء ذلك هو أن المنطقة الأمامية من اللسان قادرة على تنظيف نفسها بصورة أفضل و ذلك لاحتكاكها بسقف الفم الصلب و بالطعام قبل مضغة. و لأن المنطقة الخلفية من اللسان لا تستطيع تنظيف نفسها فانها تصبح منطقة مليئة بالبكتيريا المفرزة للرائحة الكريهة. و لذلك تعتبر المنطقة الخلفية هي المنطقة الأهم عند تنظيف اللسان.

          ما هي أفضل السبل لتنظيف المنطقة الخلفية في اللسان؟
          يوجد العديد من الطرق لتنظيف الجزء الخلفي للسان، لكن الهدف واحد و هو ازالة البكتيريا و مخلفاتها المتراكمة بين شعيرات اللسان. عند تنظيف لسانك احرص على تنظيف المنطقة الخلفية قدر المستطاع. لا تجعل شعورك بالغثيان يوقفك. الشعور بالغثيان رد فعل طبيعي لأي ضغط يقع على المنطقة الخلفية للسان. مع الوقت ستتعود على عملية تنظيف المنطقة الخلفية للسان و سيتوقف شعورك بالغثيان تدريجيا.

          الونشريس

          ما هي الأدوات الدارجة لتنظيف اللسان؟
          يمكنك استخدام
          • فرشة الأسنان العادية
          • أداة تنظيف اللسان

          يعتبر تنظيف اللسان باستخدام فرشة الأسنان أمرا مقبولا لتحسين صحة الفم. لكن يجد الكثيرون أن تنظيف اللسان باستخدام أداة تنظيف اللسان أكثر فعالية لمقاومة رائحة الفم الكريهة. كذلك يجد البعض أن استخدام أداة تنظيف اللسان تسبب الغثيان بدرجة أقل من فرشة الأسنان.

          كيف تستخدم أداة تنظيف اللسان؟

          الونشريس


          بكل بساطة:
          • بعد تفريش أسنانك و قبل شطف فمك بالماء اخرج لسانك للخارج.
          • ضع أداة تنظيف اللسان آخر الفم.
          • اسحب الأداة على لسانك بلطف متجها الى مقدمة اللسان.
          • لا تسحب الأداة بعنف. يجب ان لا تسبب بأي الم أو جرح للسانك.
          • ستجد ان الأداة جمعت كمية من اللعاب و الفقاقيع و كمية مواد سوداء هي المخلفات البكتيرية المسببة لرائحة الفم الكريهة.

          الونشريس
          م .. ن
          ……………

          فى امان الله

            الونشريس

            شكرا لك يا عسل

            الف شكر يا حبي

            تسلمى يا سونه

            يعطيكي العافية حبيبتي