حذيفة بن اليمان رضى الله عنة 2024

الونشريس

حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه

كان الناس يسألون رسول الله
عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني
حذيفة بن اليمان

من هو ؟

حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول الله صلى الله علية وسلم جاء حذيفة هو وأخوه ووالدهما الى رسول الله صلى الله علية وسلم واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الدين ، وكانت له موهبة في قراءة الوجوه و
السرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ، فقد جاء الى الرسول يسأله ( يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن يدخلني النار ) فقال له النبي ( فأين أنت من الاستغفار ؟؟ اني لأستغفر الله في اليوم
مائة مرة ) هذا هو حذيفة -رضي الله عنه-

يوم أحد

لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا ، فها هو يرى والده يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه ( أبي ، أبي ، انه أبي !!) ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم ، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال ( يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين ) ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة وبعد انتهاء المعركة علم الرسول صلى الله علية وسلم بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة ( حسيل بن جابر ) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين ، فزداد الرسول له حبا وتقديرا

غزوة الخندق

عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم ، دعا الرسول صلى الله علية وسلم حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس باردا والقوم يعانون من الخوف والجوع ، وقال له ( يا حذيفة ، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون ، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا !) فذهب ودخل في القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لاتقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء ، فقام أبوسفيان فقال ( يا معشر قريش ، لينظر امرؤ من جليسه ؟) قال حذيفة ( فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت من أنت ؟ قال فلان بن فلان ) فأمن نفسه في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان ( يا معشر قريش ، انكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنوقريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل) ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة ( لولا عهد رسول الله الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني ، لقتلته بسهم ) وعاد حذيفة الى الرسول الكريم حاملا له البشرى

خوفه من الشر

كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة ، ولكن الشر هو المخفي ، لذا فهو يقول ( كان الناس يسألون رسول الله عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني

قلت ( يا رسول الله ، انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟) قال ( نعم ) قلت ( فهل من بعد هذا الشر من خير ؟) قال ( نعم ، وفيه دخن ) قلت ( وما دخنه ؟) قال ( قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) قلت ( وهل بعد ذلك الخير من شر ؟) قال ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها )
قلت ( يا رسول الله ، فما تأمرني ان أدركني ذلك ؟) قال ( تلزم جماعة المسلمين وامامهم ) قلت ( فان لم يكن لهم جماعة ولا امام ؟) قال ( تعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )

المنافقون

كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين ، أعلمه بهم رسول الله صلى الله علية وسلم وسأله عمر ( أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين ؟) قال ( نعم ، واحد ) قال ( مَن هو ؟) قال ( لا أذكره ) قال حذيفة ( فعزله كأنّما دُلَّ عليه )
وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر

آخر ما سمع من الرسول صلى الله علية وسلم

عن حذيفة قال ( أتيتُ رسول الله صلى الله علية وسلم في مرضه الذي توفاه الله فيه ، فقلت ( يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟!) فردَّ عليّ بما شاء الله ثم قال ( يا حذيفة أدْنُ منّي ) فدنوتُ من تلقاء وجههِ ، قال ( يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ) قلتُ ( يا رسول الله ، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه ) قال ( بلْ أعلنْهُ ) فهذا آخر شيءٍ سمعته من رسول الله

أهل المدائن

خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم ، فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم ، وأمسك بيديه رغيفا وملحا ، وهويأكل ويمضغ ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر ، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك ، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم ( اياكم ومواقف الفتن ) قالوا ( وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله ؟) قال ( أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه ) فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد ، ومنهجه في الولاية

معركة نهاوند

في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا ، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة ( النعمان بن مقرن ) ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول ( اذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش جميعا ( النعمان بن مقرن ) ، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ، فاذا استشهد فجرير بن عبدالله ) وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة
والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدا ، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة ، ودعا ( نعيم بن مقرن ) فجعله مكان أخيه ( النعمان ) تكريما له ، ثم هجم على الفرس صائحا ( الله أكبر صدق وعده ، الله أكبر نصر جنده ) ثم نادى المسلمين قائلا ( يا أتباع محمد ، هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار ) وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس
وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها

اختياره للكوفة

أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا ، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص كي يغادرها فورا بعد أن يجد مكانا ملائما للمسلمين ، فوكل أمر اختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت حصباء جرداء مرملة ، قال حذيفة لصاحبه ( هنا المنزل ان شاء الله ) وهكذا خططت الكوفة وتحولت الى مدينة عامرة ، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم

فضله

قال الرسول( ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر سبعة من قريش عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر ، وأبو بكر وعمر ، وسبعة من المهاجرين عبد الله ابن مسعود ، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال ) رضوان الله عليهم

قيل لرسول الله ( استخلفتَ ) فقال ( إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه )

قال عمر بن الخطاب لأصحابه ( تمنّوا ) فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر ( لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله عزّ وجلّ ) ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال ( انظر ما يصنع ) فقسَمَهُ ، ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال ( انظر ما يصنع ) فقَسَمه ، فقال عمر ( قد قُلتُ لكم )

من أقواله

لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة ، وكان يقول للمسلمين ( ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه )

يقول حذيفة ( أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ، وما بي أن يكون رسول الله اسرَّ إليَّ شيئاً لم يحدِّث به غيري ، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا يذَرْنّ شيئاً ، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري )

كان -رضي الله عنه- يقول ( ان الله تعالى بعث محمدافدعا الناس من الضلالة الى الهدى ، ومن الكفر الى الايمان ، فاستجاب له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميتا ، ومات بالباطل من كان حيا ، ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها ، ثم يكون ملكا عضوضا ، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه ، كافا يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافا يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لاينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه ، فذلك ميت الأحياء )

ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول ( القلوب أربعة قلب أغلف ، فذلك قلب كافر وقلب مصفح ، فذلك قلب المنافق وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن وقلب فيه نفاق و ايمان ، فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب غلب )

مقتل عثمان

كان حذيفة -رضي الله عنه- يقول ( اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولا مالأتُ على قتله )

وفاته

لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً ، فقيل ( ما يبكيك ؟) فقال ( ما أبكي أسفاً على الدنيا ، بل الموت أحب إليّ ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ )
ودخل عليه بعض أصحابه ، فسألهم ( أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا ( نعم ) قال ( أرونيها ) فوجدها جديدة فارهة ، فابتسم وقال لهم ( ما هذا لي بكفن ، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فاني لن أترك في القبر الا قليلا ، حتى أبدل خيرا منهما ، أو شرا منهما ) ثم تمتم بكلمات ( مرحبا بالموت ، حبيب جاء على شوق ، لا أفلح من ندم ) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ، وبعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة

الونشريس

    بارك الله فيكي

    جزاكى الله خير

    أم الدرداء تخطب زوجها 2024

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺃﺑﻮﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻋﻮﻳﻤﺮ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ
    ﺍﻟﺨﺰﺭﺟﻲ ، ﺣﻜﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺳﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻭﻳﺮﻭﻱ ﺃﻧﺲ : ﻣﺎﺕ
    ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻏﻴﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ : ﺃﺑﻲ
    ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ، ﻭﻣﻌﺎﺫ ، ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ، ﻭﺃﺑﻲ ﺯﻳﺪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ
    ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺑﻄﺎﻟﺒﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ .
    ﻓﻌﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻣﺸﻜﻢ : ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ :
    ﺍﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﻨﺎ ، ﻓﻌﺪﺩﺗﻬﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﺃﻟﻒ ﻭﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﻭﻧﻴﻒ ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ
    ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﻭﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻋﺸﺮﺓ ﻋﺸﺮﺓ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﺢ ، ﻭﻗﺮﺃ ﺟﺰﺀﺍً ،
    ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ .
    ﻭﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﺎﺷﺖ ﺯﻭﺟﺘﺎ ﺃﺑﻲ
    ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ) ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ( .
    ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺔ ﺧﻴﺮﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺣﺪﺭﺩ ، ﺍﻟﺘﻲ
    ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻋﺎﻗﻼﺗﻬﻦ ،
    ﻭﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻨﻬﻦ ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﺴﻚ . ﻭﻗﺪ ﺣﻔﻈﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ
    ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺕ ﺧﻤﺴﺔ
    ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ . ﻭﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻫﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ : ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
    ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ، ﻭﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ، ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ . ﻭﻗﺪ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺃﻡ
    ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻗﺒﻞ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺑﺴﻨﺘﻴﻦ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ
    ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ . ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ .
    ﺃﻣﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ، ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ، ﻓﻘﺪ ﺳﺠﻞ ﻟﻬﺎ
    ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﺳﻤﻬﺎ : ﻫﺠﻴﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻴﻲ
    ﺍﻟﻮﺻﺎﺑﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺩﻣﺸﻘﻴﺔ ﺗﺎﺑﻌﻴﺔ . ﻭﺭﻭﺕ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻋﻠﻤﺎ ﺟﻤﺎ
    ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ، ﻭﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ، ﻭﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ
    ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ، ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ، ﻭﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ . ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﺎ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﺻﻮﻝ
    ﺍﻟﺴﺘﺔ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻘﻴﻬﺔ . . ﺯﺍﻫﺪﺓ . . ﻋﺎﺑﺪﺓ . . ﺗﻘﻮﻝ :
    ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﻲ ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ
    ﺫﻫﺒﺎ ، ﻭﻻ ﺩﺭﺍﻫﻢ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﺯﻕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ، ﻓﻤﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﺷﻴﺌﺎ
    ﻓﻠﻴﻘﺒﻞ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴﺎ ﻓﻠﻴﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﺮﺍً
    ﻓﻠﻴﺴﺘﻌﻦ ﺑﻪ .
    ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻭﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻣﺘﺤﺎﺑﻴﻦ . . ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻌﺎ . .
    ﻭﻳﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﺘﻌﺒﺪﺍﻥ . . ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻮ
    ﻟﻠﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺧﻄﺒﻨﻲ ﻓﺘﺰﻭﺟﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ
    ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺧﻄﺒﻪ ﺇﻟﻴﻚ ، ﻓﺄﺳﺄﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ
    ﺃﺑﻮﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻼ ﺗﺘﺰﻭﺟﻲ ﺑﻌﺪﻱ . ﻓﻤﺎﺕ
    ﺃﺑﻮﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺟﻤﺎﻝ ﻭﺣﺴﻦ ، ﻓﺨﻄﺒﻬﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ
    ﻻ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
    ﺍﻟﺠﻨﺔ .
    ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺣﺘﻀﺮ ﺃﺑﻮﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺇﻧﻚ ﺧﻄﺒﺘﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻮﻱّ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
    ﻓﺰﻭﺟﻮﻙ ﻟﻲ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺧﻄﺒﻚ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
    ﻭﻛﺎﻧﺖ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺳﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﻬﺎﺕ .
    ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ : “ ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻓﻤﺎ
    ﺃﺻﺒﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺷﻔﻰ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﺬﺍﻛﺮﺗﻬﻢ . ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ
    ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺻﻐﺎﺭﺍً ، ﺗﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻛﺒﺎﺭﺍً . ﺇﻥ ﻛﻞ ﺯﺍﺭﻉ ﺣﺎﺻﺪ ﻣﺎ ﺯﺭﻉ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ
    ﺃﻭ ﺷﺮ ” .
    ﻭﻗﺎﻟﺖ : “ ﺇﻥ ﺻﻠﻴﺖ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺇﻥ ﺻﻤﺖ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ،
    ﻭﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﺗﻌﻤﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﺠﺘﻨﺒﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ
    ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ” .
    ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻷﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﺇﻧﻲ ﻷﺟﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺩﺍﺀ ، ﻻ ﺃﺟﺪ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀ! ﻭﺃﺟﺪ
    ﻗﺴﻮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻣﻼ ﺑﻌﻴﺪﺍً!
    ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﺍﻃﻠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ، ﻭﺍﺷﻬﺪ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ .
    ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺨﺰﺍﻋﻲ : ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ،
    ﻓﺼﺤﺒﻨﺎ ﺭﺟﻞ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﺃﻭ ﺗﺬﻛﺮ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻻ ﺳﻮﺭﺓ ، ﻭﻗﺪ
    ﺭﺩﺩﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﺑﺮﺗﻬﺎ . ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻭ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻴﺪﺑﺮ؟! ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﻲ
    ﺃﺻﺤﺒﻚ ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﺪﻡ ، ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺧﺮ . ﻓﻀﺮﺏ ﺩﺍﺑﺘﻪ
    ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ .
    ﺛﻢ ﺻﺤﺒﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ، ﺩﻋﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ : ﺍﻟﻠﻬﻢ
    ﺍﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺭﺟﻮ ﺭﺣﻤﺘﻚ ، ﻭﺃﺧﺎﻑ ﻋﺬﺍﺑﻚ ، ﺇﺫ ﻳﺄﻣﻨﻚ ﻣﻦ ﻳﺮﺟﻮ ﺭﺣﻤﺘﻚ ، ﻭﻻ
    ﻳﺨﺎﻑ ﻋﺬﺍﺑﻚ ، ﻭﺃﺳﺄﻟﻚ ﺍﻷﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ . ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﺍﻛﺘﺒﻪ ،
    ﻓﻜﺘﺒﻪ .
    ﻭﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﻣﻨﻚ ﺭﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ،
    ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻥ ﻧﺆﺑﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻨﺎ ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﺯﻛﻴﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻨﺎ .
    ﻭﻋﻮﺗﺒﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻧﻲ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻓﻴﻪ
    ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﻧﺘﻘﺪﺕ ﻣﻌﻬﻢ .
    ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺍﻟﻠﻪ : ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ
    ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﺑﺎﻳﻌﺘﻪ .
    ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ : ﻓﻠﻢ ﺗﺴﻞ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ، ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ
    ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻏﻞ ﻷﺣﺪ .
    ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ : ﺃﻛﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻓﺄﻏﻔﻠﻨﺎ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
    ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ، ﻻ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﺄﺩﻣﻮﺍ ﻃﻌﺎﻣﻜﻢ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻛﻼً ﻭﺣﻤﺪﺍً
    ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﻭﺻﻤﺖ .
    ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮﻫﺰﺍﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻓﻴﻘﻮﻝ : “ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺰﺍﺭ ،
    ﺃﻻ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ؟ ” .
    ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺃﻫﻼﻩ ، ﻭﻳﺎ ﺟﻴﺮﺍﻧﺎﻩ ، ﻭﻳﺎ ﺣﻤﻠﺔ ﺳﺮﻳﺮﺍﻩ . . ﻻ ﺗﻐﺮﻧﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
    ﻛﻤﺎ ﻏﺮﺗﻨﻲ ، ﻭﻻ ﺗﻠﻌﺒﻦ ﺑﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻟﻌﺒﺖ ﺑﻲ ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﺍ
    ﻋﻨﻲ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻲ ﺷﻴﺌﺎً ، ﻭﻟﻮ ﺣﺎﺟﻮﻧﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﻟﺤﺠﻮﻧﻲ .
    ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺳﺤﺮ ﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ ،
    ﻭﻣﺎ ﺁﺛﺮﻫﺎ ﻋﺒﺪ ﻗﻂ ﺇﻻ ﺻﺮﻋﺘﻪ .

      جزاك الله كل خير
      جزانا الله واياكي

      الونشريس

      واياكي يا حبيبتي تسلمي

      بارك الله فيك

      زوجة أيوب: ليا 2024

      يقول الله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ (سورة البقرة، الآيات: 155-157).
      الونشريس
      الصبر مطية لا تكبو، وأفضل عدّة على الشدة، وأكرم وسيلة لنيل رضاء الله عز وجل، والحصول على الآمال الطيبة المعقودة بمرضاة الله، ما أجمل الصبر! إنه ربيع الأبرار ومصيف الأخيار.

      وإذا كان الصبر قوام الحياة كلها، فإنه ألزم ما يكون في ساعة المحن التي يبتلي الله تعالى عبده بها، فهنا يكون الصبر مفروضا عليه، لتنقلب المحنة في حقه إلى منحة، وتتحول البلية إلى عطية، وكما يقول ابن قيم الجوزية – رحمه الله – إن الله – سبحانه وتعالى – لم يبتله ليهلكه؛ وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته.
      الونشريس
      وسنتكلم عن امرأة أيوب عليه السلام، حيث هي من النساء التي خلدها التاريخ في صبرها مع زوجها عليه السلام، وأيضا هي من اللاتي تركن أنصع الآثار في دنيا النساء الفضليات.

      اسمها: ليا بنت يعقوب، وقيل: ليا بنت منشا بن يعقوب، وقيل اسمها رحمة بنت أفراثيم، واستدل بعضهم بقوله تعالى: ﴿ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ (سورة الأنبياء، آية: 84)، قال ابن كثير معلقا على هذا يشير إلى فهمه: ومن فهم من هذا اسم امرأته فقال: "رحمة" من هذه الآية، فقد أبعد النجعة، وأغرق النزع.
      الونشريس
      ليا وحياة النعيم:

      فقد كان أيوب -عليه السلام- أحد أغنياء الأنبياء، وكانت ليا زوج أيوب تعيش في نعيم وجنات وعيون، وذلك في بلاد الشام، كانت ليا قد آمنت مع أيوب وبدعوته، فقد كان أيوب -عليه السلام- برا تقيا رحيما، يحسن إلى المساكين، ويكفل الأيتام والأرامل، وكان شاكرا لأنعم الله عليه، مؤديا لحق الله عز وجل، كان أيوب له أولاد وأهلون كثير، وكانت زوجه ليا ترفل في النعيم، شاكرة عابدة عارفة حق الله على العباد في الشكر، فقد كانت تكثر الحمد والشكر والثناء على الله عز وجل، إذ رزقها من البنين والبنات ما تقر به عينها ولا تحزن، وأوسع عليه وعلى زوجها من الرزق شيئا مباركا، وفضلهما على كثير من خلقه.

      إلا أن زوج أيوب ليا خضعت لامتحان رباني فيما آتاها الله وزوجها، فنجحت في هذا الامتحان بتوفيق من الله، وبرهنت على صدقها مع الله سبحانه.
      الونشريس
      صديقةٌ بارةٌ:

      قال الحسن رحمه الله: ضُرب أيوب بالبلاء ثم البلاء بعد البلاء بذهاب الأهل والمال، وصبر أيوب -عليه السلام- وصبرت زوجه ليا صبرا جميلا، فقد تعودت أن تكل أمرها إلى الله عز وجل.

      إلا أن أيوب قد ابتلي في جسده، ومسه الضُر، وطال بلاؤه ومرضه أياما وأعواما، وهو في ذلك كله صابرٌ محتسب، ذاكر الله في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه، وفي كل وقت، طال مرض أيوب -عليه السلام- حتى كاد ينقطع عنه الناس، ولم يبق أحدٌ يحنو عليه سوى ليا زوجه، فقد كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها، وشفقته عليها عندما كان في بحبوحة من العيش، وبسطة من الصحة والجسم، فحينما نقرأ مثل هذه المعاني الجميلة نحن معشر النساء، علينا أن نتأمل حالنا ونتفقد كيف نكون مع أزواجنا حال الصحة، وحال الابتلاء هل نصبر كـ"ليا"، أو لا نستطع ذلك!
      الونشريس
      إذا كان الجواب: نعم، سنكون كما هي زوجة أيوب عليه السلام، فلنبادر أولا مع أنفسنا، ثم مع أزواجنا، ثم مع من حولنا، وإذا كان الجواب: لا، فلماذا لا نكون كذلك؟
      ارتقت ليا زوج أيوب -عليه السلام- منزلة مباركة وعالية في مقام الصدق، واقتعدت مكانا عليا في منازل الأبرار، حيث عاشت مع زوجها في محنته التي امتدت قرابة ثماني عشرة سنة، وكانت مثال المرأة البارة ومثال الزوجة الصابرة الراضية بقضاء الله وقدره.
      الونشريس
      ولهذا وصفها ابن كثير – رحمه الله – بقوله: الصابرة، والمحتسبة، المكابدة، الصديقة، البارة، والراشدة، رضي الله عنها. فقد أشفقت ليا على زوجها أيوب -عليه السلام- إشفاقا شديدا ورثت لحاله، فلما رأت أن زوجها طال عليه البلاء، ولم يزدد إلا شكرا وتسليما، عندئذ تقدمت منه وقالت له فيما رواه ابن عباس -رضي الله عنه-: يا أيوب، إنك رجل مجاب الدعوة، فادع الله أن يشفيك.
      فقال: كنا في النعماء سبعين سنة، فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة. ولما سمعت ليا من زوجها أيوب هذا الكلام الذي ينضح بالإيمان والتسليم والانقياد لله، وعرفت أنها لن تدرك منزلته، ولكنها استمرت في الإحسان إليه، وحفظت وده لإيمانها بالله تعالى وبرسوله أيوب، إلى أن كشف الله عنه الضّر، ومسته نفحة ربانية فعاد صحيحا سليما.
      وقد أثنى عليه الله سبحانه وتعالى فقال: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ (سورة ص آية 44).
      الونشريس
      جاء الفرج الإلهي وجاءت الوصفة الطبية الربانية لأيوب؛ أما صفة هذه الوصفة الربانية فموجودة في القرآن الكريم والذكر الحكيم في قوله تعالى: ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾ (سورة ص آية 42) أمر الله أيوب أن يضرب برجله الأرض، امتثل أيوب أمر ربه، ومس الأرض، فنبع منها الماء نقيا عذبا فراتا سائغا، فشرب منه فبرأ ما كان في بطنه من دقيق السقم وجليله، واغتسل فبرأ من ظاهره أتمّ براءة، فما كان يرسل الماء على عضو إلا ويعود في الحين أحسن ما كان قبل بإذن الله تعالى، أما زوج أيوب فقد كانت في طريقها إلى أيوب، لم تكن معه ساعة اغتسل من الماء، وعندما وصلت نظرت إليه، فلم تعرفه بادئ الأمر، ولما أخبرها بما أكرمه الله، وبما منّ عليه من الشفاء، سجدت شكرا لله تعالى ثم قالت: إن ربي على كل شيء قدير، وإنه يحيي العظام وهي رميم.
      أكرم الله عز وجل أيوب وزوجه ليا، وردّ عليه ماله، وولده، وولد له مثل عددهم.
      وقد قيل: إن الله سبحانه قد آجر أيوب وزوجه فيمن سلف، وعوضهما في الدنيا بدلهم.
      الونشريس
      وخلاصة ما سنقول في زوج أيوب عليه السلام:

      * كانت من النساء القدوة في الإخلاص وطاعة الزوج والصبر على البلاء.
      * كانت عابدة، حامدة، شاكرة.
      * لم تترك زوجها أيام الشدة، بل صبرت، فوفّقها الله تعالى إلى حلاوة طاعته.

        جزاك الله الجنة

        يثبت لفائدته

        جزانا واياكي الجنة

        تسلميلي حبيبتي علي ثثبيت الموضوع

        الونشريس

        تسلمي حبيبتي

        إسلام عدي بن حاتم 2024

        الونشريس

        كان عدي بن حاتم نصرانيا ، وهو ابن حاتم الطائي المشهور بالكرم ، وكان شريفا في قومه ، فلما سمع برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كره دعوته ، وترك قومه ولحق بنصارى الشام ، فكره مكانه الجديد أكثر من كراهته لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال في نفسه : لو أتيته فإن كان ملِكا أو كاذبا لم يَخْف عليَّ .

        ويحدثنا أبو عبيدة بن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ عن قصة إسلام عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ فيقول : ( كنت أسأل عن حديث عدي بن حاتم وهو إلى جنبي لا آتيه فأسأله ، فأتيته فسألته فقال : بُعِث رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ حيث بعث فكرهته أكثر ما كرهت شيئا قط ، فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم ، فقلت : لو أتيت هذا الرجل فإن كان كاذبا لم يخف عليَّ ، وإن كان صادقا اتبعته . فأقبلت فلما قدمت المدينة استشرف لي الناس وقالوا : جاء عدي بن حاتم ، جاء عدي بن حاتم ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لي : يا عدي بن حاتم أسلم تسلم ، قال : قلت : إن لي دينا ، قال: أنا أعلم بدينك منك – مرتين أو ثلاثا – ألست ترأس قومك ؟ ، قال : قلت : بلى ، قال : ألست تأكل المِرْبَاع (ربع غنائم الحرب) ، قال : قلت : بلى ، قال : فإن ذلك لا يحل لك في دينك ، قال : فتضعضعت لذلك ، ثم قال : يا عدي بن حاتم أسلم تسلم ، فإني قد أظن – أو قد أرى أو كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم – أنه ما يمنعك أن تسلم خصاصة (حاجة وفقر) تراها من حولي ، وتوشك الظعينة (المرأة على البعير في الهودج) أن ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت ، ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز ، وليفيضن المال – أو ليفيض – حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة .
        قال عدي بن حاتم : فقد رأيت الظعينة ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت ، وكنت في أول خيل أغارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز ، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة ، إنه لقول رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ لي ) رواه ابن حبان .

        وفي السيرة النبوية لابن هشام يقول عدي : " فخرجت حتى أقدم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ، فدخلت عليه ، وهو في مسجده ، فسلمت عليه ، فقال : من الرجل ؟ ، فقلت : عدي بن حاتم ، فقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فانطلق بي إلى بيته ، فوالله إنه لعامد بي إليه ، إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة ، فاستوقفته ، فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها ، قال : قلت في نفسي : والله ما هذا بملك ، قال: ثم مضى بي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى إذا دخل بي بيته تناول وسادة من أدم (جلد) محشوة ليفا فقذفها إليَّ ، فقال : اجلس على هذه ، قال : قلت : بل أنت فاجلس عليها ، فقال : بل أنت ، فجلست عليها ، وجلس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم بالأرض ، قال : قلت في نفسي : والله ما هذا بأمر ملك " .

        لقد أظهرت قصة إسلام عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ خلقا من أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو التواضع ، والذي كان من أسباب إسلام عدي ـ رضي الله عنه ـ ، فحينما أقبل عدي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحمل في تصوره أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحد رجلين إما نبي أو ملِك ، فلما رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ توقفه امرأة كبيرة ضعيفة مدة طويلة ، تكلمه في حاجة لها ، قال عدي في نفسه : " والله ما هذا بملك " ، ثم رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجلس أمامه على الأرض ، وبيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا ينطق بشيء من مظاهر الملك والغنى ، حينئذ شعر عدي بخلق التواضع عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فانسلخ من ذهنه عامل الملك ، واستقر في تصوره عامل النبوة ، وهذا درس لكل من يدعو إلى الله أن يتصف ويتحلى بخلق التواضع .

        فالتواضع ، وخفض الجناح ، ولين الجانب ، كانت أوصافا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، تخلَّق بها مع الكبير والصغير ، والقريب والبعيد ، ولا يملك من يقرأ سيرته ، ويطلع على أخلاقه إلا أن يمتلئ قلبه بمحبته ، فالناس مفطورون على محبة المتواضعين وبغض المتكبرين ، وأخبار تواضعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة، وسيرته العطرة مليئة بها ، وما حفظ عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه تكبر على أحد ، أو فاخر بنفسه أو مكانته.

        كذلك أظهر إسلام عدي ـ رضي الله عنه ـ حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، حيث بين له ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه على علم بدينه ـ الباطل ـ الذي كان يعتنقه ، وبمخالفته له ، ومن ثم حصل لعدي اليقين بنبوة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي يعلم من دينه ما لا يعلمه الناس من حوله . ولما ظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن عدياً قد أيقن بنبوته تحدث عن العوائق التي تحول بين بعض الناس واتباع الحق ـ حتى مع معرفتهم بأنه حق ـ ، ومنها ضعف المسلمين وعدم اتساع دولتهم ، وما هم فيه من الفقر ، فطمأنه النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن الأمن سيشمل البلاد حتى تخرج المرأة من العراق إلى مكة من غير أن تحتاج إلى حماية أحد ، وأن دولة الفرس ستقع تحت سلطان المسلمين ، وأن المال سيفيض حتى لا يقبله أحد، فلما زالت عن عدي هذه المعوقات أسلم .

        لقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم – حكيما في دعوته ، خبيراً بأدواء النفوس ودوائها ، فكان يدعو كل إنسان بما يلائم علمه وفكره ومشاعره ، ومن ثم وجد عدي سمات النبوة في الحكمة الباهرة في حديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما وجدها في تواضعه .

        وكما وجد عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ سمات النبوة الصادقة في مظهر معيشته – صلى الله عليه وسلم ـ، وتواضعه وحديثه وحكمته ، وجد مصداق ذلك كله فيما بعد ، في وقائع الزمن والتاريخ ، فكان ذلك سببا في زيادة يقينه ، فقد تحقق أمام عينيه ما بشره به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أمور غيبية حدثت بعد وفاته في المستقبل ، وهذه إحدى معجزاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

        قال عدي بن حاتم : " فقد رأيت الظعينة ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت ، وكنت في أول خيل أغارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز ، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة ، إنه لقول رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ لي " .

        قال البيهقي : قد وقعت الثالثة في زمن عمر بن عبد العزيز ، ثم أخرج عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : إنما ولِيَ عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفاً ، والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول : اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء ، فما يبرح حتى يرجع بماله ، نتذكر من يضعه فيهم فلا نجد فيرجع بماله ." .

        إن قصة إسلام عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ دليل من دلائل نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وتجسيد واضح لتواضع وحكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والتي ينبغي أن يقتدي بهما المسلم في حياته ودعوته .

        موقع مقالات اسلام ويب

          الونشريس

          جزاكي الله كل خير

          ريمووو

          الونشريس

          حضن دافي

          الونشريس

          رمضان شهر القرآن 2024

          بسم الله الرحمن الرحيمالونشريس
          رساله قصيرة اليكي اختي في الله
          اترضين علي نفسك ان تمشي والجميع ينظر اليكي نظرات زنا
          اترضن علي نفسك ان تكوني كالسلعه المكشوفه
          ويكثر عليها الذباب
          ولما وقد كرمكي الله عز وجل وجعلك مصونه بحجاب شرعي وزي المرآة المسلمه

          لماذا لا ترتدين ملابس تليق بجمال وعفه المرآة المسلمه
          خافي علي نفسك
          رمضان علي الابواب
          حا ولي التقرب الي الله وكسب حسنات لا حصر لها
          استغفري الله كثيرا وتوبي اليه توبه نصوحه
          تعرفي ان من نعمه ربنا علينا
          انه جعل باب التوبه مفتوح دوما كي يرجع اليه العبد اذا افاق من غيبوبه الظلام
          اختي انتي عفيفه اجعلي مظهرك مظهرمسلمه
          اجعلي شكلك جميل بحجاب انيق وهو الحجاب الشرعي الذي تتواري تحته مفاتن جسمك

          حتي لا يلهث وراكي احد اللاهثين
          واخيرآ

          تقربي الي الله
          فشهر رمضان شهر القرآن والمغفرة
          وكوني علي يقين ان الله ينتظر توبه عباده بكل وقت وحين

          استودعكم الله
          والسلام عليكمالونشريس

            اللهم احسن خاتمتي

            الله يبارك فيكي