آداب الإسلام 2024

آداب الاستيقاظ

الاستيقاظ بعد النوم آية من آيات الله الباهرة الدالة على قدرة الله تعالى وهي تشبه آيات البعث بعد الموت، وقد سمى الله تعالى النوم وفاة والاستيقاظ من بعده بعثا ونشورا قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر.

وقال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً (47) الفرقان.

والاستيقاظ بعد النوم استئناف للحياة بعد تعطيلها. وفتح صفحة بيضاء جديدة يسطرها المرء خلال نهاره، يبدؤها باستيقاظه ويختمها بمنامه، ويودعها كتاب أعماله لتعرض عليه يوم الحساب قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60) الأنعام.

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: ( ما من يوم ينشق فجره إلا ومناد ينادي يا ابن آجم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود الى يوم القيامة).

وقال أحدهم: ( ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك)، وإذا كان الاستيقاظ ابتداء للحياة اليومية الرتيبة فينبغي على المسلم أن يجعل افتتاح يومه، وابتداء عمله، صلة بخالقه، وذكرا لرازقه، وشكرا لولي نعمته الذي تولى حفظه ورعايته خلال نومه، قال تعالى: قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ (42) الأنبياء.
وخلال هذه الساعات الأولى من نهاره، والتي يكون فيها ذهنه صافيا، وعقله متوقدا وجسمه نشيطا، يخطط لنهاره وما ينبغي أن يعمله من عمل صالح يرضي الله تعالى، ويعود بالخير والصلاح عليه، وعلى الناس أجمعين.

وهذه جملة من الآداب الإسلامية المتعلقة بهذا الموضوع:

1 »» الاجتهاد في أن يكون الاستيقاظ باكرا قبل طلوع الفجر، وذلك لتحصيل الفوائد الروحية، واكتساب العادات الصحية، واغتنام أوقات الصفاء والنقاء للعبادة أو الدراسة.

قال الله تعالى في وصف عباده المتقين: كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) الذاريات.

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: باكروا في طلب الرزق والحوائج، فإنّ الغدوّ بركة ونجاح. رواه الطبراني.خلاصة حكم المحدث: [له طريقان في الأول ضعيف وفي الثاني كذاب]

2 »» أن يكون أول ما يجري على القلب والفكر واللسان ذكر الله تعالى وتوحيده، والدعاء بما ورد عن النبي .

قال تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) الإنسان.

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: ما من عبد يقول عند ردّ الله تعالى روحه: لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، إلا غفر الله تعالى له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. رواه ابن السني.ضعيف جدا

وعن حذيفة بن اليمان قال: كان رسول الله إذا أوى الى فراشه قال: باسمك اللهم أحيا وأموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور رواه البخاري.

3 »» المبادرة بعد الاستيقاظ الى الطهارة والوضوء والصلاة، وجعل هذه الأعمال فاتحة النهار بعد الذكر والدعاء، وتجنّب الانشغال عنها بأي عمل آخر.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نائم ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ وذكر الله تعالى انحلّت عقدة، فإن توضأ انحلّت عقدة، فإن صلى انحلّت عقدة، فأصبح نشيطا طيّب النفس، وإلا أصبح حبيث النفس كسلان متفق عليه.

4 »» تجنّب المكوث في الفراش والتقلب فيه بعد الاستيقاظ، استجلابا للأفكار والأحلام، واستغراقا في الخيال والأوهام.

5 »» تجنب التكاسل عن القيام الى الصلاة لبرد أو تعب أو نعاس، لأن ذلك كله شعور كاذب تسوله النفس الأمارة بالسوء، ويزول بمخالفتها.

6 »» تجنب العودة الى النوم بعد طلوع الفجر، أو التسويف في أداء الصلاة لوجود متسع من الوقت، لأن ذلك من وحي الشيطان ليضيع على المسلم صلاة الفجر.

قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) السجدة.

7 »» غسل الفم وتنظيف الأسنان بالطريقة الصحيحة المفيدة بعد الاستيقاظ من النوم، وتكون إما بالسواك وهو الأفضل، أو بالفرشاة والمعجون، وهي عادة تطيب الفم، وتحافظ على الأسنان.

عن حذيفة قال: كان رسول الله إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك. متفق عليه.

8 »» التزام الهدوء والسكينة أثناء الحركة بعد القيام، وتجنب إزعاج أحد من الأهل أو الجيران.

9 »» الحذر من الخروج المفاجئ من المكان الدافئ الى المكان البارد، وخاصة بعد الاستيقاظ مباشرة، إلا بعد الاحتياط في اللباس.

10 »» التزام الرقة واللطف وخفض الصوت أثناء إيقاظ الآخرين، وذلك بالتذكير بتوحيد الله وأن الصلاة خير من النوم، فإن أبى أحد القيام تركه وأعاد عليه بعد قليل.

11 »» فتح الأبواب والنوافذ المغلقة في غرفة النوم بعد الاستيقاظ، لتجديد الهواء وجريانه فيه.

12 »» إعادة ترتيب السرير، وطيّ الفراش بعد تهويته وذكر اسم الله عليه، وتجنب ترك السرير ولوازم النوم مبعثرة بشكل غير لائق، إذ ليس من الأدب والمروءة اعتماد المسلم على غيره وخاصة في إنجاز أعماله اليومية، وأموره الشخصية.

    آداب الوضوء

    الوضوء شرط لصحة الصلاة قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ المائدة 6.

    وهو تطهير للأعضاء الظاهرة بالماء تمهيدا للدخول في الصلاة، واستعدادا لمناجاة الله تعالى، وعلامة على تطهير الجوارح من الخطايا والذنوب، وتنظيف القلب مما يشغل عن الله تعالى من الغفلات والمحرمات، ويحجب عن تلقفي أنواره وفيوضاته وعلومه اللدنية وحكته الالهية..

    قال أحد العلماء: اعلم أنك إذا توضأت فإنك ستزور ربك عز وجل فعليك أن تتوب إليه، لأنه جعل الغسل بالماء مقدمة للغسل من الذنوب. فإذا تمضمضت فطهر لسانك من الكذب والغيبة والنميمة، فإنما خلق لسانك لذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، ولترشد به خلقه وتظهر به ما في نفسك من حاجات دينك ودنياك، فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد كفرت نعمة الله فيه، فإن جوارحك نعمة، والاستعانة بالنعم على المعاصي غاية الكفران، فإذا استنشقت فطهر أنفك من أن تشم محرما، فإذا ظهرت وجهك فطهر نظرك من ثلاث: أن تنظر الى محرم، أو الى مسلم بعين الاحتقار، أو الى عيب أحد فإنما خلقت العينان لتهتدي بهما في الظلمات، وتستعين بهما في الحاجات، وتنظر بهما الى عجائب ملكوت الأرض والسموات، فتعتبر بهما بما تراه من الآيات..

    وإذا طهرت يديك بالماء فطهرهما من أن تؤذي بهما مسلما، أو تتناول مالا محرما، أو تكتب بهما ما لا يجوز النطق به، فإن القلم أحد اللسانين فاحفظه عما يجب حفظ اللسان عنه، وإذا مسحت رأسك فاعلم أن مسحه امتثال لأمر الله، والخضوع لجلاله، والتذلل بين يديه، وإظهار الافتقار إليه، وإذا طهرت بين رجليك فطهرهما من المشي الى حرام فقد قال صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عما أراد بها. رواه أبو نعيم في الحلية.

    هذا هو الوضوء الصالح، الذي قال عنه النبي : من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من أظفاره رواه مسلم عن عثمان.

    وهذه طائفة من الآداب الإسلامية في الوضوء.

    1 »» ابتداء الوضوء بتسمية الله تعالى.

    عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى رواه أبو داود.قال الألباني في “ السلسلة الضعيفة و الموضوعة “ ( 5/81 ) :

    $ لا أصل له بهذا اللفظ $

    2 »» الهدوء وحضور القلب أثناء الوضوء، لأن السكينة والخشوع في الوضوء مقدمة للخشوع في الصلاة.

    3 »» استعمال السواك عند كل وضوء، لأنه مطهرة للفم، مرضاة للرب.

    عن أبي هريرة عن النبي قال: لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء رواه البخاري.

    4 »» تجنب الكلام والضحك واللعب بالماء أثناء الوضوء.

    5 »» تجنب لطم الوجه والرأس بالماء لطما.

    6 »» تجنب نفض اليدين بعد الوضوء ورش الماء.

    7 »» الحرص على إسباغ الوضوء زيادة على الفرائض، الى العضدين وأنصاف السوق، وخاصة في أوقات البرد، لأنه نور المؤمن وحليته يوم القيامة.

    عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا الى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط رواه مسلم.

    وعنه قال: سمعت خليلي يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء رواه مسلم.

    8 »» الانتباه الى تبليغ الوضوء، وإيصال الماء الى ثنايا الجلد والأعقاب وبين الأصابع.

    عن أنس قال: رأى النبي رجلا وفي قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء. فقال له: ارجع فأحسن وضوءك رواه أبو داود والنسائي.

    9 »» الدعاء بما ورد عن السلف الصالح أثناء غسل كل عضو.

    فيقول بعد التسمية: الحمد لله الذي جعل الماء طهورا.
    ويقول عند المضمضة: اللهم اسقني من حوض نبيك كأسا لا أظمأ بعده.
    ويقول عند الاستنشاق: اللهم لا تحرمني رائحة نعيمك وجناتك.
    ويقول عند غسل الوجه: اللهم بيذ وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
    ويقول عند غسل اليدين: اللهم اعطني كتبي بيميني، اللهم لا تعطني كتابي بشمالي.
    ويقول عند مسح الرأس: اللهم أظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
    ويقول عند مسح الأذنين: اللهم اجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
    ويقول عند غسل الرجلين: اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزلّ الأقدام.

    10 »» الدعاء بما ورد عن النبي :

    عن عمر أن رسول الله قال: ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيّها شاء رواه الترمذي.

    11 »» يستحب صلاة ركعتين بعد كل وضوء إن لم يكن وقت صلاة راتبة.

    عن عقبة بن عامر رضي الله ععنه قال: قال رسول الله : ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة رواه مسلم وأبو داود.

    12 »» الاعتدال في استخدام الماء، وتجنب صب الماء من غير حاجة، أو الزيادة في الغسل على ثلاث مرات. فهو إشراف.

    عن سعد قال: مرّ عليّ رسول الله وأنا أتوضأ فقال: لا تسرف. قلت: يا رسول الله أفي الماء إسراف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار. رواه ابن ماجه.

    13 »» المحافظة على الوضوء بعد كل حدث، لأن الوضوء هو السلاح الروحي للمؤمن، فهو يستديم عليه ليدفع عن نفسه الشرور والغفلات، والآثام والمحرمات، وليكون مستعدا للصلاة وتلاوة القرآن.

    عن أنس مرفوعا قال: إن استطعت أن تكون أبدا على وضوء فافعل.

    آداب الطعام

    الطعام نعمة إلهية كبرى. لفت الله سبحانه نظر الإنسان إليها في كثير من الآيات القرآنية لينظر فيها ويعتبر، ويعرف قدرها ويشكر الرازق الكريم: فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) عبس.


    وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) يس.


    قال سيدنا عليّ رضي الله عنه :

    " اذكروا الله عزّ وجل على الطعام ولا تغلوا فيه فإنه نعمة من نعم الله، يجب عليكم شكره وحمده، فأحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها، وإذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد وليأكل على الأرض".

    هذا وإن الكافر يعيش ليأكل ويعب من اللذائذ والشهوات ويحصل على المتع الجسدية الفانية، أما المؤمن فإنه يأكل ليعيش، وليتقوى على طاعة الله، ويعيش ليعبد ربه ويعمل الصالحات، ولذلك فقد أمر الله رسله فقال:


    يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً المؤمنون 51.


    وأمر عباده المؤمنين بمثل ذلك فقال:


    أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ البقرة 172.


    هذا وللطعام آداب كثيرة نذكر منها ما يلي:


    1 »» غسل اليدين قبل الطعام وبعده:


    عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده رواه الترمذي.


    2 »» التسمية في أول الطعام ثم استحضار النية من الأكل، والدعاء بالمأثور، فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم، نويت التقوي على طاعة الله تعالى، اللهم بارك لنا في ما رزقتنا، وقنا عذاب النار.


    عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإذا نسي أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره. رواه أبو داود والترمذي.


    3 »» الأكل من الطعام الحلال الطيب، والحذر من الطعام الحرام كالمسروق والمشبوه والمأخوذ حياء.


    قال تعالى: فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114) النحل.


    وعن كعب بن عجرة أن رسول الله قال: كل لحم نبت من الحرام فالنار أولى به رواه الترمذي.


    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر غلام، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه، فقال له الغلام أتدري ما هذا؟ فقال: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لقوم فأعطوني. فأدخل أصابعه في فمه وجعل يقيء حتى ظننت أن نفسه ستخرج، قم قال: اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء. رواه البخاري.


    4 »» الأكل من الطعام الجيد النظيف، والحذر من تناول الطعام الملوث أو المكشوف، أو تناول الخضار والفواكه إلا بعد غسلها بشكل جيد.


    5 »» الأكل باليد اليمنى، وبثلاث أصابع منها يلعقها قبل مسحها أو غسلها.


    عن كعب بن مالك قال: رأيت رسول الله يأكل بثلاث أصابع، فإذا فرغ لعقها . رواه مسلم.


    6 »» الأكل مما يلي من الطعام، دون مد اليد الى ما كان في جوار الآخرين، أو الى وسط الإناء.


    عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه ما قال: كنت غلاما في حجر رسول الله ، فكانت يدي تطيش في الصّحفة فقال لي :

    يا غلام، سمّ الله تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك متفق عليه.

    7 »» تصغير اللقمة، وإجادة المضغ، وعدم تناول لقمة أخرى قبل الفراغ من تناول اللقمة السابقة وابتلاعها.


    8 »» تجنب النفخ في الطعام الحار، وعدم تناول الأطعمة شديدة الحرارة وشديدة البرودة.


    9 »» تجنب الاقتراب بالفم فوق الإناء، لئلا يسقط فيه من الفم شيء.


    10 »» الجلوس الى الطعام باعتدال، وتجنب الأكل متكئا أو مائلا أو واقفا أو مضطجعا أو ماشيا.


    عن وهب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله : لا آكل متكئا رواه البخاري.


    11 »» تجنب ذم شيء من الأطعمة، فهي من نعم الله تعالى.


    عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول الله طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه. متفق عليه.


    12 »» تجنب الاستهتار بالنعمة مهما قلت، والمحافظة عليها مهما دقّت، والحذر من إلقاء ما بقي منها بعد الطعام كع القمامة في سلة المهملات.


    عن جابر أن رسول الله أمر بلعق الأصابع والصّحفة، وقال:" إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة" رواه مسلم.


    13 »» تجنّب الإكثارمن الطعام والإسراف في تناوله إلى حد التخمة، لأن البطنة تذهب الفطنة وتورث الأمراض.


    قال الله تعالى: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الأعراف.


    وعن المقداد بن معد يكرب قال: قال رسول الله : ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن لم يفعل فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه رواه الترمذي.


    14 »» تجنب التفاخر في أنواع الأطعمة، والتباهي في أطايبها، لأن في ذلك كسر لقلب الفقير، وتشبه بالكفار الذين لا يعرفون من الدنيا إلا اللذائذ والشهوات.


    قال الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12) محمد.


    وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله : كل واشرب، والبس وتصدّق في غير سرف ولا مخيلة رواه أبو داود.


    15 »» التحدث على الطعام بما يفيد من حكايات الصالحين، والأمر بالمعروف والخير.


    16 »» تجنب الضحك والقهقهة أثناء الطعام، أو الاستهزاء بأحد أو استغابته، أو النظر في وجوه الحاضرين.


    17 »» تجنب إدخال الطعام مهما كان كان قليلا، لضرره الصحي البالغ.


    18 »» تجنب النوم بعد الأكل مباشرة، أو الاستحمام أو القيام بأعمال جسدية أو فكرية مجهدة إلا بعد نيل قسط من الراحة.


    عن عائشة قالت: قال رسول الله : أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسوا له قلوبكم رواه ابن السني.


    19 »» تجنب استخدام أواني الذهب والفضة وصحونها وملاعقها لحرمة استخدامها.


    20 »» تجنب الابتداء بالطعام وفي المجلس من هو أكبر سنا أو أفضل علما وقدرا.

    عن حذيفة قال: كما إذا حضرنا مع رسول الله لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله فيضع يده رواه مسلم.

    21 »» تجنب الانفراد بالطعام إذا كان هناك إمكان للاجتماع عليه، فهو أكثر بركة ومحبة وجمعا للقلوب.

    عن جابر قال: سمعت رسول الله يقول: طعام الواحد يكفي لاثنين، وطعام الاثنين يكفي لأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية رواه مسلم.
    وعن وحشي بن حرب أن أصحاب رسول الله قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع. قال: فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم. قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه . رواه أبو داود وابن ماجه.

    22 »» الحمد لله تعالى وشكره والثناء عليه في نهاية الطعامعن أب سغيد الخدري أن رسول الله كان إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين رواه أبو داود والترمذي.

    آداب اللباس

    اللباس من نعم الله تعالى التي خصّ بها الإنسان من بين المخلوقات ليتقي بها العوامل الطبيعية من حر وبرد وشمس ومطر.. وليستر بها عورته ويواري سوأته، ويحفظ كرامته، ويتجمل بها في حياته.. قال تعالى:

    وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) النحل.

    وقد علم الله تعالى الإنسان صناعة الثياب بمختلف أشكالها وأمره أن يستتر بها ويتقي ما يواجهه خلال حياته قال تعالى عن سيدنا داود:

    وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) الأنبياء. ولقد أتانا فيما أتانا من ضلالات الغرب وصرعات الجاهلية الحديثة دعوة جديدة الى التعري وإظهار العورات مسخا للإنسان، وانتكاسه الى الحيوانية العجماء..

    كما تصدّر لنا بيوت الأزياء اليهودية كل عام تصاميم لملابس لا همّ لها سوى إظهار المفاتن وعرض المغريات وفتن عقول الشباب والشابات، واستباحة الأهواء والشهوات.. فهي ملابس الى العري أقرب منها الى الستر..

    قال :

    صنفان من أمتي لم أرهما قط: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم والإمام أحمد.

    وهذه باقة من الآداب الإسلامية في اللباس:

    1 »» الابتداء بتسمية الله تعالى، كما تستحب التسمية في جميع الأعمال.

    2 »» جعل النية من اللباس أمر الله تعالى في ستر العورة، لا التباهي بزينة اللباس، ومراءاة الناس بها.

    قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) الأعراف.

    3 »» الدعاء بما ورد عن النبي :

    عن أبي سعيد الخدري أن النبي كان إذا لبس ثوبا قميصا أو رداء أو عمامة يقول: اللهم إني أسألك من خيره وخير ما هو له، وأعوذ بك من شرّه وشرّ ما هو له رواه ابن السني.

    4 »» الدعاء بما ورد عن النبي عند لبس ثوب جديد.

    عن عمر قال سمعت رسول الله : من لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمّل به في حياتي، ثم عمد الى الثوب الذي أخلف فتصدّق به، كان في حفظ الله وفي كنف الله عز وجل وفي سبيل الله حيّا وميتا رواه الترمذي.

    5 »» اختيار أوساط الثياب، والمعتدلة منها، دون مبالغة ومغالاة، ودون تبذل وإهمال.

    6 »» التأكد من نظافة الثوب وطهارته، لتصح العبادة به، ولأن المؤمن نظيف البدن والثوب طاهرهما.

    قال تعالى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) المدثر 4.

    7 »» اجتناب التفاخر بالثياب أو إطالتها حتى تمسّ الأرض تكبرا واستعلاء، بل ينبغي رفعها عن الأرض لأنه أتقى وأنقى وأبقى.

    عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لا ينظر الله يوم القيامة الى من جرّ إزاره بطرا متفق عليه.

    8 »» القيام بإصلاح الثوب إن وجد به شقا أو ثقبا، وعدم لبسه وهو ممزق، فقد كان النبي يرقع ثوبه بيده، ويصلح نعله بنفسه.

    عن سهل بن الحنظلية قال: سمعت رسول الله يقول: إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش والتفحّش. رواه أبو داود.

    9 »» الابتداء في لبس الثوب، والنعل والسراويل والجوارب باليمين، والخلع بالشمال.

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يعجبه التيمّن في شأنه كله، في طهوره وترجلّه" رواه البخاري.

    10 »» نفض الثياب قبل لبسها، ونفض الجوارب للتأكد من خلوها من الحشرات المؤذية.

    11 »» طيّ الثياب بعد خلعها، وذكر اسم الله عليها عند وضعها أو تعليقها، وعدم إلقائها مبعثرة دون مبالاة.

    عن أنس قال: قال رسول الله : ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله لا إله إلا هو رواه ابن السني.

    12 »» تعهد الجوارب بالنظافة وغسلها مساء كل يوم، وخاصة أيام الصيف، أو كلما تغيرت رائحتها، وكذلك تعهد النعلين بالنظافة والإصلاح.

    13 »» يستحسن أن تكون أكمام القمصان طويلة الى الرسغين.

    عن أسماء بنت يزيد ا قالت: كان كم رسول الله الى الرسغ. رواه الترمذي وأبو داود.

    14 »» إجتناب الألبسة المصنوعة من الحرير، لحرمة لبسها على الذكور.

    عن أبي موسى أن رسول الله قال: حرّم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحلّ لإناثهم رواه الترمذي.

    15 »» اجتناب تشبّه الرجال بالنساء في لباسهم، واجتناب تشبّه النساء بالرجال في لباسهن.

    عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل رواه أبو داود.

    16 »» إجتناب الثياب المزركشة والمزينة وذات الألوان الزاهية، والتي تظهر التخنث على مظهر لابسها.

    17 »» اجتناب الثياب الضيقة والمحجّمة والشفافة للرجل والمرأة، واختيار الثياب الساترة والمريحة، وخاصة للفتاة، والحذر من التزيّن والتبرّج.

    آداب بيتية

    يقضي الإنسان فترة راحته وخلوته مع أهله وأسرته في بيته، ولا بدّ خلال هذه الفترة في تعامله مع نفسه أو أهله أو مرافق بيته من مبادئ صحيحة وقواعد سليمة ينال بها رضاء الله تعالى، ويحقق بها سعادته وتقواه.

    وأهم ما يتزود به المسلم من بيته هو عبادة الله تعالى عندما يكون خاليا، ومراقبته له سبحانه وقيامه في الليل الى صلاته ودعائه وعرض حوائجه ومناجاته.

    ويأتي في الدرجة الثانية تزوده بالمعارف والعلوم من خلال مطالعاته وقراءاته في الكتب النافعة المفيدة في أوقات فراغه وصفائه.

    ثم يأتي وقت التفكير والاستعداد للقاء الناس، وكيفية صحبتهم، وخاصة في معاملاته مع أهله وإخوته وأرحامه.

    ثم يتبع ذلك وقت راحته ونومه، واستعادة نشاطه الجسمي من خلال طعامه وشرابه، ونظافته واستحمامه وغير ذلك.

    وهذه طائفة من الآداب البيتية نعرضها في الآتي:

    1 »» تسمية الله تعالى عند الدخول الى البيت.

    عن جابر قال: سمعت رسول الله يقول: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء. رواه مسلم.

    2 »» الدعاء بما ورد عن النبي محمد عند الدخول الى البيت، ثم إلقاء السلام على أهل البيت، ويسلم سواء كان في البيت آدمي أم لا، قال مالك ( يستحب إذا دخل بيتا غير مسكون أن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).

    قال تعالى: فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً النور 61.

    وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا، ثم ليسلّم على أهله رواه أبو داود.

    وعن أنس قال: قال رسول الله : يا بنيّ إذا دخلت على أهلم فسلّم، تكن بركة عليك وعلى أهل بيتك رواه الترمذي.

    3 »» تجنب التسلل الى البيت، أو الدخول فجأة على الأهل دون إشعار أو إعلام أو استئذان، لئلا يرى ما يكره أن يوقع أحدا في الحرج أو الرعب، وخاصة عند العودة من غيبة طويلة.

    قال تعالى: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) البقرة.

    4 »» مراقبة الله تعالى في الوحدة، واجتناب المحرمات في الخلوة.

    5 »» تجنب رفع الأصوات والصخب واللعب المزعج للأهل أو للجيران.

    6 »» تجنب رفع صوت المذياع أو الرائي وخاصة في أوقات الراحة أو النوم.

    7 »» تجنب سماع شيء أو رؤيته ما لا يليق بالمسلم إضاعة الوقت به.

    قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36) الإسراء.

    8 »» الانتباه للستر والحياء، وتجنب كشف العورات وخاصة عند تبديل الثياب، وعند الطهارة والاغتسال، ومراعاة الحشمة والأدب أثناء الجلوس والمنام، والغض عن عورات الآخرين.

    عن إبن عباس رضي الله عنه ما أن النبي قال: نهيت أن أمشي عريانا. رواه الطبراني.

    9 »» الرضا بما قسم الله تعالى من المسكن، وعدم التذمر من ضيقه أو سوء ظروفه، فكم من إنسان لا مأوى له يقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

    عن عبدالله بن عمرو ما قال: كان رسول الله إذا رجع من النهار الى بيته يقول: الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منّ عليّ، أسألك أن تجيرني من النار. رواه ابن السني.

    10 »» تفقد مرافق البيت وأثاثه، والحرص على سلامته، والقيام بإصلاح ما يحتاج الى ذلك إن كان يحسن إصلاحه، وعدم إهماله حتى يكبر ويزيد.

    11 »» الانتباه الى نظافة البيت وطهارته والمشاركة في خدماته.

    عن الأسود بن يزيد قال: سئلت عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله ـ يعني خدمة أهله ـ فإذا حضرت الصلاة خرج الى الصلاة. رواه البخاري.

    12 »» حفظ أسرار البيت الخاصة، وتجنب عدم إذاعتها أمام أحد.

    13 »» الاستئذان والسلام عند الخروج من البيت، وإعلام الأهل عن الوجهة التي يريد.

    14 »» ترديد دعاء الخروج من البيت عند الخروج منه.

    عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أضلّ أو أضل، أو أزلّ أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل عليّ رواه الترمذي وأبو داود.

    وعن أنس قال: قال رسول الله : من قال إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت ووقيت وهديت، وتنحّى عنه الشيطان رواه الترمذي والنسائي.

    آداب الأخ مع إخوته

    الإخوة ثمرات الوالدين، وهم أقرب الأرحام، وألصقهم بالنفس، وأحبهم الى القلب، وهم الذين يقضي معهم الإنسان صدر حياته، أيام الطفولة والنماء، والبراءة والنقاء جنبا الى جنب في البيت والمدرسة وعلى الطعام والشراب، وأثناء الليل والنهار.. لذلك أمر الله تعالى بالوفاء إليهم، وصلتهم، والإحسان إليهم، ونهى عن قطيعتهم والإساءة إليهم ونسيان عهد المودة والأولى.

    قال :
    إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطعية. قال: نعم. أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، فال فذلك لك. ثم قال رسول الله : اقرؤوا إن شئتم.

    فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) محمد، متفق عليه.

    وهذه جملة من الآداب الإسلامية الخاصة بمعاملة الإخوة والأخوات.

    1 »» احترام الإخوة الكبار وتوقيرهم، والعطف على الصغار مع الرحمة والعناية والحنان.

    عن أنس قال: قال رسول الله : ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا رواه الترمذي.

    2 »» معاملة الإخوة عموما بالعطف والرقة واللين واللباقة والإحسان.

    قال عمر : إني أحب أن يكون الرجل في أهله كالصبي فإذا احتيج إليه كان رجلا.

    3 »» التزام حسن الخلق في معاشرة الإخوة، والتحلي بالتواضع وخفض الجناح والإيثار والخدمة والمحبة والتعاون وإنكار الذات.

    عن عائشة ا أن رسول الله قال: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.

    4 »» الابتداء بالسلام عليهم عند الدخول عليهم، ومصافحتهم، والبشاشة في وجوهم.

    عن أبي ذرّ قال: قال لي رسول الله : لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق رواه مسلم.

    5 »» مراعاة شعور الإخوة بعدم الفرح أمام حزين، وعدم الأكل أمام صائم، وعدم الصخب أمام نائم.

    6 »» محبة الخير لهم، والعمل على إيصاله إليهم.

    عن أنس عن النبي قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه. متفق عليه.

    7 »» الشكر على معروفهم، بعد مكافأتهم عليه بأحسن منه.

    8 »» الإهتمام بشؤونهم، والتعرف الى أحوالهم، وتفقد حاجاتهم، والعمل على مساعدة من يستطيع مساعدته في حاجة أو دراسة أو مال.

    9 »» بذل النصيحة لهم، ودعوتهم الى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة، وتذكيرهم بأداء فرائض الله بالترغيب والترهيب.

    قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا طه 132.

    10 »» الانتصار لهم إن كانوا على حق، والغيرة عليهم، والمحافظة على سمعتهم.

    عن أنس قال: قال رسول الله : أنصر أخاك ظالما أو مظلوما. فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أرأيت إن كان ظالما فكيف أنصره؟ قال: تحجزه ـ أو تمنعه ـ من الظلم فإن ذلك نصره رواه البخاري.

    11 »» الاعتذار منهم عن الهفوات والزلات، والتغاضي عما يصدر منهم من هنات وسيئات، وقبول اعتذارهم وعدم معاتبتهم عليها على الدوام.

    عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هيّن ليّن سهل رواه الترمذي.

    12 »» الإصلاح بين المتخاصمين منهم، وتجنب التقاطع والتدابر والتباغض والتحاسد وسوء الظن.

    13 »» تجنب إيذاء أحد منهم باليد أو بالسب أو بالكلام أو بالمزاح غير المهذب.

    14 »» تجنب الخصومات والمجادلات والخلافات.

    15 »» تجنب التدخل في شؤونهم الخاصة، أو استخدام حوائجهم الشخصية دون إذن.
    عن أبي هريرة أن رسول الله قال: إيّاكم والظن، فإنّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا ـ ويشير الى صدره ـ كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله، إن الله لا ينظر الى أجسادكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم رواه مسلم.

    16 »» مراعاة الحشمة والأدب في الكلام واللباس، وخاصة عند اختلاف الجنس، وغضَ البصر عن النقائص والعورات.

    معلومات عن الإسلام باللغة الإنجليزية Information about Islam 2024

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    <LI>What is Islam ?

    Islam is not a new religion* but the same truth that God revealed through all His prophets to every people. For a fifth of the world’s population* Islam is both a religion and a complete way of life. Muslims follow a religion of peace* mercy* and forgiveness* and the majority have nothing to do with the extremely grave events which have come to be associated with their faith.

    الونشريس الونشريس
    A Moroccan in prayer Muslims praying in Jerusalem outside the Dome of the Rock

    <LI>Who are the Muslims?

    One billion people from a vast range of races* nationalities and cultures across the globe – from the southern Philippines to Nigeria – are united by their common Islamic faith. about 18% live in the Arab world; the world’s largest Muslim community is in Indonesia; substantial parts of Asia and most of Africa are Muslim* while significant minorities are to be found in the Soviet Union* China* North and South America* and Europe.

    <LI>What do Muslims believe?

    Muslims believe in One* Unique* Incomparable God; in the Angels created by Him; in the prophets through whom His revelations were brought to mankind; in the Day of Judgement and individual accountability for actions; in God’s complete authority over human destiny and in life after death. Muslims believe in a chain of prophets starting with Adam and including Noah* Abraham* Ishmael* Isaac* Jacob* Joseph* Job* Moses* Aaron* David* Solomon* Elias* Jonah* John the Baptist* and Jesus* peace be upon them. But God’s final message to man* a reconfirmation of the eternal message and a summing-up of all that has gone before was revealed to the Prophet Muhammad through Gabriel.

    <LI>How does someone become a Muslim?

    Simply by saying ‘there is no god apart from God* and Muhammad is the Messenger of God.’ By this declaration the believer announces his or her faith in all God’s messengers* and the scriptures they brought.

    <LI>What does ‘Islam’ mean?

    The Arabic word ‘Islam’ simply means ‘submission’* and derives from a word meaning ‘peace’. In a religious context it means complete submission to the will of God. ‘Mohammedanism’ is thus a misnomer because it suggests that Muslims worship Muhammad rather than God. ‘Allah’ is the Arabic name for God* which is used by Arab Muslims and Christians alike.

    <LI>Why does Islam often seem strange?

    Islam may seem exotic or even extreme in the modern world. Perhaps this is because religion does not dominate everyday life in the West today* whereas Muslims have religion always uppermost in their minds* and make no division between secular and sacred. They believe that the Divine Law* the Shari’a* should be taken very seriously* which is why issues related to religion are still so important.

    <LI>Do Islam and Christianity have different origins?

    No. Together with Judaism* they go back to the prophet and patriarch Abraham* and their three prophets are directly descended from his sons Muhammad from the eldest* Ishmael* and Moses and Jesus from Isaac. Abraham established the settlement which today is the city of Makkah* and built the Ka’ba towards which all Muslims turn when they pray.

    <LI>What is the Ka’ba?

    The Ka’ba is the place of worship which God commanded Abraham and Ishmael to build over four thousand years ago. The building was constructed of stone on what many believe was the original site of a sanctuary established by Adam. God commanded Abraham to summon all mankind to visit this place* and when pilgrims go there today they say ‘At Thy service* O Lord’* in response to Abraham’s summons.

    الونشريس

    <LI>Who is Muhammad?

    Muhammad* was born in Makkah in the year 570* at a time when Christianity was not yet fully established in Europe. Since his father died before his birth* and his mother shortly afterwards* he was raised by his uncle from the respected tribe of Quraysh. As he grew up* he became known for his truthfulness* generosity and sincerity* so that he was sought after for his ability to arbitrate in disputes. The historians describe him as calm and meditative.

    Muhammad was of a deeply religious nature* and had long detested the decadence of his society. It became his habit to meditate from time to time in the Cave of Hira near the summit of Jabal al-Nur* the ‘Mountain of Light’ near Makkah.

    <LI>How did Muhammad become a prophet and a messenger of God?

    At the age of 40* while engaged in a meditative retreat* Muhammad received his first revelation from God through the Angel Gabriel. This revelation* which continued for twenty-three years* is known as the Quran.

    الونشريس


    The Mountain of Lightwhere Gabriel came toProphet Muhammad.
    As soon as he began to recite the words he heard from Gabriel* and to preach the truth which God had revealed to him* he and his small group of followers suffered bitter persecution* which grew so fierce that in the year 622 God gave them the command to emigrate. This event* the Hijra* ‘migration’* in which they left Makkah for the city of Madinah some 260 miles to the north* marks the beginning of the Muslim calendar.

    After several years* the Prophet and his followers were able to return to Makkah* where they forgave their enemies and established Islam definitively. Before the Prophet died at the age of 63* the greater part of Arabia was Muslim* and within a century of his death Islam had spread to Spain in the West and as far East as China.

    الونشريسThe Prophet’s Mosque* Madinah* the dome indicates the place where his house stood and where he is buried. <LI>How did the spread of Islam affect the world?

    Among the reasons for the rapid and peaceful spread of Islam was the simplicity of its doctrine – Islam calls for faith in only One God worthy of worship. It also repeatedly instructs man to use his powers of intelligence and observation.

    الونشريس الونشريس


    Taj Mahal* India. Hui Shen Mosque* China* Built in the 7th Century.

    Within a few years* great civilizations and universities were flourishing* for according to the Prophet* ‘seeking knowledge is an obligation for every Muslim man and woman’. The synthesis of Eastern and Western ideas and of new thought with old* brought about great advances in medicine* mathematics* physics* astronomy* geography* architecture* art* literature* and history. Many crucial systems such as algebra* the Arabic numerals* and also the concept of the zero (vital to the advancement of mathematics)* were transmitted to medieval Europe from Islam. Sophisticated instruments which were to make possible the European voyages of discovery were developed* including the astrolabe* the quadrant and good navigational maps

    تم بحمد الله.

      Proud to be A Muslim
      thank you

      مشكووووووووووووووورة

      مشكورررررررة

      بارك الله فيكى وحفظك حبيبتى

      نورتونى

      حكم الدعاء بالتثبيت لمن لم يبلغه الإسلام أو بلغه مشوها 2024

      السؤال

      هل يجوز الدعاء بالرحمة أو بالتثبيت عند الاختبار الخاص يوم القيامة, أو الدعاء لهم بالجنة, للكافر غير المحارب الذي مات ولم تبلغه دعوة الإسلام, أو جاءه الإسلام مشوهًا, أو سمع عن الإسلام كأي ديانة ولم تبلغه الحجة, أو كان من أهل الفترة ممن لم تقم عليهم حجة الإسلام؟ فالفتاوى التي قرأتها كانت تتحدث عن الكافر الذي علم أن الإسلام حق ولكنه كابر وعاند – كأبي إبراهيم, وعم محمد عليهم السلام, وغيرهم ممن عرفوا الحق ورفضوه, وليس ممن لم يعرفوا, أو عرفوه مشوهًا, وغير ذلك مما ذكرت أعلاه -فأرجو التوضيح – جزاكم الله خيرًا -.

      الإجابــة

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

      فقد خلط السؤال بين فريقين مختلفين الذي مات ولم تبلغه دعوة الإسلام، وبين من جاءه الإسلام مشوهاً, أو سمع عن الإسلام كأي ديانة ولم تبلغه الحجة:

      فالذي لم تبلغه الدعوة كافر في أحكام الدنيا، ممتحن في أحكام الآخرة.

      وبالتالي, يجوز سؤال التثبيت له؛ لعدم ورود النهي عن ذلك، ومثله سؤال الجنة، على معنى أن ينجح في سؤال الامتحان فيدخلها، راجعي الفتويين: 42857، 171719.

      والذين لم تبلغهم الدعوة أفراد معدودة؛ كما في الحديث: ورجل مات في الفترة…، وأما البلد الكاملة, أو الأمة الكاملة، فلا تكون أهل فترة، قال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) {سورة فاطر}، وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ {النحل:36}؛ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: فيه أن الرسالة عمت كل أمة، وخص الدليل بعض الأفراد كما سبق.

      وأما من سمع عن الإسلام كأي ديانة ولم تبلغه الحجة، أو بلغه مشوهًا، فهذا طالما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يؤمن به، فهو كافر مخلد في النار؛ روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ: يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَا يُؤْمِنُ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ. وسبق الجواب عن ذلك في الفتاوى: 172317، 68324، 59524.

      وعليه, فلا يجوز الدعاء لهم بالرحمة، ولا التثبيت لأنه لا امتحان لهم أصلًا، وراجعي للفائدة الفتاوى: 129740، 61369.

      ولا ينبغي للعبد أن يظن أنه أرحم بهم من ربهم؛ تأملي قوله تعالى: يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) {مريم} ؛ قال العلامة ابن عاشور: عَبَّرَ عَنِ الْجَلالَة بِوَصْف الرحمن؛ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ حُلُولَ الْعَذَابِ مِمَّنْ شَأْنُهُ أَنْ يَرْحَمَ إِنَّمَا يَكُونُ لِفَظَاعَةِ جُرْمِهِ إِلَى حَدِّ أَنْ يُحْرِمَهُ مِنْ رَحْمَتِهِ مَنْ شَأْنُهُ سَعَةُ الرَّحْمَةِ.

      ولا يلزم أن يكون الواحد منهم لم تبلغه الحجة، بل قد يكون سبب شركه غير ذلك؛ قال تعالى: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) {النحل}.

      وقال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) {البقرة}، روى الطبري عن الربيع، قال: هي الآلهة التي تُعبد من دون الله، يقول: يحبون أوثانهم كحب الله "وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ"، أي: من الكفار لأوثانهم. قال ابن زيد: أندادُهم: آلهتهم التي عَبدوا مع الله، يحبونهم كما يحب الذين آمنوا الله، والذين آمنوا أشد حبًا لله من حبهم هم آلهتُهم. انتهى
      فهذا شرك المحبة، وهم مخلدون في النار، وليس كل كفر سببه الجهل بالله، أو بلوغ الدين مشوهًا.

      والله أعلم.

        الونشريس

        جزانا واياكي يا حبيبتي

        منورة ♥

        تفسير حديث بدأ الإسلام غريباً 2024

        تفسير حديث: ((بدأ الإسلام غريباً…))
        للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
        الونشريس

        قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((بدأ الإسلام غريباً…)) إلى آخر الحديث. نرجو تفسير هذا الحديث وبيان مدى صحته؟

        هذا الحديث صحيح، رواه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء)).
        وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل: يا رسول الله، من الغرباء؟ قال: ((الذي يصلحون إذا فسد الناس))، وفي لفظ آخر: ((الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي))، وفي لفظ آخر: ((هم النزاع من القبائل))، وفي لفظ آخر: ((هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير)).
        فالمقصود أن الغرباء: هم أهل الاستقامة، وأن الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس، إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور وقلَّ أهل الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين الله، ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين، هؤلاء هم الغرباء، وهم الذين قال الله فيهم وفي أشباههم: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ، ما تدعون: أي ما تطلبون.
        فالإسلام بدأ قليلاً غريباً في مكة لم يؤمن به إلا القليل، وأكثر الخلق عادوه وعاندوا النبي صلى الله عليه وسلم وآذوه، وآذوا أصحابه الذين أسلموا، ثم انتقل إلى المدينة مهاجراً وانتقل معه من قدر من أصحابه، وكان غريباً أيضاً حتى كثر أهله في المدينة وفي بقية الأمصار، ثم دخل الناس في دين الله أفواجاً بعد أن فتح الله على نبيه مكة عليه الصلاة والسلام، فأوله كان غريباً بين الناس، وأكثر الخلق على الكفر بالله والشرك بالله وعبادة الأصنام والأنبياء والصالحين والأشجار والأحجار ونحو ذلك. ثم هدى الله من هدى على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى يد أصحابه فدخلوا في دين الله وأخلصوا العبادة لله وتركوا عبادة الأصنام والأوثان والأنبياء والصالحين وأخلصوا لله العبادة، فصاروا لا يعبدون إلا الله وحده، لا يصلون إلا له، ولا يسجدون إلا له، ولا يتوجهون بالدعاء والاستعانة وطلب الشفاء إلا له سبحانه وتعالى، لا يسألون أصحاب القبور، ولا يطلبون منهم المدد، ولا يستغيثون بهم، ولا يستغيثون بالأصنام والأشجار والأحجار، ولا بالكواكب والجن والملائكة، بل لا يعبدون إلا الله وحده سبحانه وتعالى، هؤلاء هم الغرباء. وهكذا في آخر الزمان هم الذين يستقيمون على دين الله، عندما يتأخر الناس عن دين الله وعندما يكفر الناس وعندما تكثر معاصيهم وشرورهم، يستقيم هؤلاء الغرباء على طاعة الله ودينه، فلهم الجنة والسعادة، ولهم العاقبة الحميدة في الدنيا وفي الآخرة.
        فصلت: 30-32.
        الونشريس

        اللهم اجعلنا من الغرباء المستقيمين على طاعتك و دينك ، و ارزقنا الجنة و السعادة، والعاقبة الحميدة في الدنيا وفي الآخرة، إنك ولي ذلك و القادر عليه،
        أحبكن في الله ، و أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعني و إياكن في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم آمين يا رب العالمين،

        الونشريس
        م/ق

          جعله الله في ميزان حسناتك يارب

          الونشريس

          مايو 2024 2 – الإسلام والطب معجزة الإسلام في مهنة الطب الحديث 2024


          جاء الإسلام في القرن السابع الميلادي وهو مايسمي في أوروبا بعصر الظلمات. في ذلك العصر كانت مهنة الطب يحتكرها الكهنة المسيحيون والكنيسة.. ويزعمون ان المرض شيطان يسلطه الله علي الانسان إذا ارتكب معصية في حق الله وان شفاء المريض وخروج الشيطان من جسده لا يتم الا بواسطة الكاهن فيوقد حوله الشموع.
          ويدهن جسده بالزيت ويقوم بتراتيل كنائسية.. فإذا لم يشف المريض يقولون له ان ذنبك كبير.. وشيطانك قوي وعنيد ولا شفاء لك الا بضربك بالعصي حتي نخرجه من جسمك، وفي بعض الاحيان كان المريض يموت من الضرب وليس من المرض فيزعمون ان الله قد غفر له وان الشيطان قد غادره. راجع كتاب الله ليس كذلك سيجر يد هونكه.
          وكان الكهنة يمنعون الأطباء المختصين من مزاولة مهنتهم ويتهمونهم بالتدخل في إرادة الله والكفر بالله. وكانت الكنيسة تحكم علي الأطباء بوضعهم أحياء علي الخازوق حتي الموت البطيء.
          وعندما جاء الاسلام كانت فكرة دخول الجان في جسم الانسان واحداث المرض والعلاج بالطقوس الدينية وحدها هي السائدة علي العالم شرقا وغربا! فماذا حدث :
          عندما اعلن الرسول صلي الله عليه وسلم انه مرسل من الله تعالي برسالة جديدة.. كان المشركون في مكة يقولون لاتباعه عندما يكون لديهم مريض ان يمتحنوا الرسول اذا كان مرسلا من الله فهل يستطيع شفاء المرضي؟!
          وكان الرسول يجبر بخاطرهم.. ويزور المريض ويدعو له الله بالشفاء لرفع معنوياته ثم يقول لهم ادعو له الطبيب فكانت هذه مفاجأة كبيرة وخطيرة ويقولون له : وانت تقول ذلك يارسول الله ؟ اي لماذا لا تشفيه انت! فيقول
          (نعم.. تداووا عباد الله فإن الله تعالي لم ينزل داء إلا أنزل له دواء.. علمه من علم وجهله من جهل فإذا أصاب الدواء الداء برأ المريض بإذن الله البخاري.
          فكان هذا الحديث معجزة الطب في الاسلام.. فهو يعلن عددا من المباديء الخطيرة:
          1ـ أن المرض ليس بشيطان يدخل جسم الانسان عقابا له علي العصيان كما يزعم الكهان وهذا اول اعلان في تاريخ البشرية عن نفي ربط الأمراض بالشيطان.
          2ـ ان كل مرض له علاج من الطب المعروف علمه من علم وجهله من جهل.
          3ـ ان المختصين بالعلاج والطب عليهم البحث والاجتهاد لايجاد طريقة مناسبة لشفاء المرضي.
          4ـ ان رجل الدين ليس له دور في العلاج إلا الدعاء الي الله وان هذا الدعاء لرفع المعنويات وليس جزءا من الدواء.
          وقد اكد القرآن هذا المعني في قضية مرض سيدنا أيوب وقد كان مرضه بالتهابات ودمامل في الجلد أقعدته مدة طويلة عن الحركة حتي كان ينام في التراب لتخفيض ألامه..
          وقد كانت جميع الكتب قبل القرآن تذكر أن مرضه أصابه من الشيطان.. أما القرآن فيتحدث عن مرضه بأسلوب اخر فاسمع كلمات القرآن: "واذكر عبدنا ايوب إذ نادي ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) فأيوب كان يعتقد كإنسان إن مرضه أصابه من الشيطان أو ذنوب ارتكبها فماذا يقدم الله له من علاج : لم يقل الله ان مرضك سببه ذنوب ارتكبتها ولم يقل له أن المرض شيطان وعلاجه بالتوبة ولكن قال له : (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) وهذه ثلاثة اوامر للعلاج : الاول الركض بالرجل ومعناها الرياضة البدنية كوسيلة لمقاومة ضعف المناعة ومنع الاستسلام للمرض، والثانية هي العلاج بالمياه الكبريتية التي تقاوم المرض، وكان الله قد اعد له هذا العلاج.
          فبفضل هذا المبدأ الخطير الذي أعلنه الرسول تطور الطب العلاجي بسرعة في الاسلام.. وظهر أطباء عظام خدموا الانسانية لأول مرة أمثال الرازي وابن النفيس وابن سينا وابن الهيثم.. وانتهت نظرية الكهنوت والشموع والتراتيل التي كات سائدة في العالم وانتهي عصر الذين كانوا يحرقون الاطباء او يضعونهم علي الخازوق..
          كانت هذه كلمة حق عن الاسلام وفضله علي الطب العلاجي والآن، واستكمالا لهذا التشريع والحكمة التي أعلنها الرسول فإنه يعلن قانونا هاما لحماية مهنة الطب من الجهلة والأدعياء فيقول (من داوي بغير علم فهو ضامن) البخاري.
          وهذا ما يعرف في عصرنا الحاضر بالرخصة لمزاولة مهنة الطب والتي لاتعطي الا لمن درس هذه المهنة في الجامعات حتي لايتدخل فيها الأدعياء والجهلاء.. وهكذا كان الاسلام اول من نظم مهنة الطب العلاجي.. ووضع لها قواعد علمية سابقة لعصرها. وفي اوروبا يذكرون فضله علي مهنة الطب فلولا هذه التعاليم ماظهر رواد الطب الحديث مثل الرازي وابن سينا وابن الهيثم وابن النفيس والزهراوي الذين ظل طلاب الطب في اوروبا وفي العالم كله يدرسون الطب في كتبهم باللغة العربية قرونا طويلة والذين كان لهم الفضل في ظهور الطب المعاصر الحديث.

            جعله الله فـ ميزان حسناتك
            يسلموووووووووو

            شكراااااا لك غاليتى

            جزاك الله خيرا

            بارك الله فيكى

            بارك الله فيكى