كيف تعاقب الطفل في الإسلام,عاقبى طفلك بطريقة الاسلام 2024

الونشريس
كيف تعاقب الطفل في الإسلام

إن الثواب والعقاب مبدأ قرآني حث عليه القرآن الكريم بل أكد عليه
فقد وعد الله الصالحين المؤمنين أن لهم الجنة ثواباً لأعمالهم
وتوعد الله الكافرين بالنار جزاء كفرهم وعنادهم
ومن هنا نفهم أن كلا الثواب والعقاب هي سنة كونية وأننا إذا استخدمنا
الثواب والعقاب بطريقة صحيحة لساعدنا بشكل جيد في تربية الطفل وتنشئته
التنشئة السليمة السوية التي نأمل أن يكون عليها أولادنا
وفي هذا الموضوع سوف نرتب أساليب العقاب بالتدريج حتى يمكنك
أن تربي ولدك بدون أن تقلل من شأنه أو أن تجرحه ليصبح شخص صالح في مجتمعه محباً لك.
قبل العقاب التشجيع والثواب يأتي أولاً

التشجيع والثواب هما أول شروط العقاب
إذ يجب عليك كمربي أن تشجع الطفل وتجعله يشعر بقيمة ما فعل حتى إن أخطأ فيمكنك معاقبته
وإلا سيشعر الطفل بأنه ليست له قيمة إذ أنك تعاقبه فقط
ولكن أن تشجعه وتثيبه على فعل جيد فعله وإن أخطأ تعاقبه
فهذا يشعر الطفل أن العقاب متعلق فقط بالفعل الذي قام به وليس به كشخص.
الخطوة الأولى في العقاب: التلميح

يخطئ بعض الآباء عندما يشرعون في محاسبة الطفل منذ أول وهلة أخطأ الطفل فيها
ولكن يجب أن يبدأ المربي أولاً بالتلميح فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:-
“ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا”
ومن هنا نفهم أن التلميح هو أن تتحدث عن أشخاص مبهمين أي غير معروفين للطفل ولكنهم يفعلون كذا وكذا
أي نفس أخطاء الطفل – ومن هنا نحن نلمح للطفل أن الفعل الذي يفعله هو أمر سيء ويجب عليه
ألا يفعله ولكن بأسلوب غير مباشر؛ فنحن لم نقل له أنك فعلت كذا وهذا الأمر خاطئ ولكن قلنا
أن هناك أشخاص كانوا يفعلون كذا وهو شيء خاطئ وعاقبهم الله أو تم عقابهم.
الخطوة الثانية في العقاب هي النصح سراً وتكرار النصيحة مع تكرار الخطأ

بعد التلميح سيكون هناك أمراً من أمرين
إما أن الطفل فهم أنه يجب ألا يفعل هذا الفعل وتوقف عن الخطأ وبهذا يكون الطفل أقلع عن الخطأ ولا يجوز لك معاقبته
وإما أن لا يقلع عن الخطأ بعد أن فهم أو أنه لم يفهم التلميح، ومن هناك تنتقل مباشرة إلى النصيحة سراً
فليس هناك داعي أن تنصح طفلك أو ولدك أمام خاله أو عمته أو أصدقائه أو الجيران
فقط تحدث إليه منفرداً وكلمه بأسلوب لطيف يبدأ بمدحه في شيء جيد فيه ثم تنصحه
أن يتوقف عن فعل هذا الخطأ لأنه يؤدي إلى المتاعب كذا وكذا وعقاب الله في كذا
ثم تثني على الطفل وتؤكد له أنك واثق فيه وفي قدرته على تخطي هذا الخطأ.
فإن استجاب الطفل كان بها، وإن لم يستجب فعليك أن تعيد النصح ولكن بأساليب مختلفة ولكن سراً
بمعنى أن تغير من طريقتك في نصحه، تغير الكلام الذي تقوله له بشكل ذكي ومباشر
وهكذا حتى يتوقف عن الخطأ أو تشعر أنه لا فائدة من النصح ولكن ينبغي أن تكرر النصح
أكثر من مرة وليس أقل من ثلاث مرات أو أكثر إن استطعت وكانت
لديك الحيل الكثيرة في تغيير الأسلوب الذي تنصح به.
الخطوة الثالثة في العقاب هي المواجهة

بعد أن لمحت ونصحت وكررت النصح أكثر من مرة ولكن ليست هناك فائدة من النصح
ومن هنا تبدأ فترة المواجهة والتي تبدأ بحرمان الطفل من شيء محبب إلى نفسه كلعبة
أو هدية أو تمنعه من زيارة أحد أقاربه أو تمنعه من الخروج في رحلة هو يحبها
حتى يشعر أن الخطأ الذي يفعله سبب له خسارة شيء محبب له.
الخطوة الرابعة في العقاب هي الإعراض عن الطفل

حيث إن لم تأتي المواجهة بنتيجة فعليك الإعراض عن الطفل لبعض الوقت كأن
لا تكلمه لوقت معين أو تشعره بأنك حزين من هذا الفعل ومنه لأنه يفعل كذا.
الخطوة الخامسة في العقاب وهي الضرب

إذا لم تفلح أي وسيلة من الوسائل السابقة فعليك أن تلجأ إلى الضرب
ولكن هناك آداب علمنا رسول الله إياها للضرب، وهي:-
أن تبدأ بسم الله وألا تزيد عدد الضربات عن ثلاث والبعض يقول عشر لقوله صلى الله عليه وسلم
“لا يجلد فوق عشر إلا في حد من حدود الله”.
ألا تكون عدد الضربات متتابعة حتى لا تتسبب في ألم الطفل، ولا تكون في مكان واحد
أن يتجنب الوجه والسوءة
ألا يكسر عظم أو يجرح لحم
إذا الطفل استعاذ بالله عز وجل، فيجب عليك كمربي أن تتوقف عن الضرب فوراً احتراما للفظ الجلالة الله
ولما يبعث به في نفوس الأطفال من عظمة الله ما يجعلهم يلجئون إليه.
ألا تسخر من الطفل ولا تشير مكرراً لنواحي النقص عند الطفل ولا تنفر من الطفل
لا يجب عليك أن تحتقر الطفل ولا أن تعايره ولا أن تقارن بينه وبين غيره أبداً ولا أن تفضل عليه أي طفل آخر
يجب أن تتجنب العقاب الشديد؛ فالمقصود من الضرب ليس أن تؤلم الطفل ولكن أن تعاقبه نفسياً
ولعلك ترى بعض الأطفال من إن ترفع صوتك عليهم فقط تجدهم يبكون بكاء مريراً
ومن غيرهم من يضحكون كلما ازددت قوة في الضرب.
،،تأكد أنك إن استخدمت الخطوات السابقة في العقاب جيداً سوف تتغلب على الخطأ الذي في طفلك


ولكن لا تنتقل مباشرة من خطوة إلى أخرى قبل أن تحقق الخطوة الأولى

فكلما حققت الهدف الذي ترجوه من الخطوة الأولى فإنه أفضل لك ولطفلك من أن تحققه في الخطوة الخامسة مثلاً

وتذكر أن الله هو من يثبت قلوب عباده على طاعته فأدعو للطفل في كل مرة وأسمعه دعواتك له الخالصة وأحبه.

الونشريس


    شكرااا

    الحلال والحرام فى الإسلام 2024

    الونشريس

    الحلال والحرام فى الإسلام

    عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم
    الشرح
    أجمع العلماء على عظم موقع هذا الحديث، وكثرة فوائده، وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وسبب عظم موقعه أنه صل الله عليه وسلم نبه فيه على إصلاح المطعم والمشرب والملبس وغيرها، وأنه ينبغي ترك المشتبهات، فإنه سبب لحماية الدين والعرض، وحذر من مواقعة الشبهات…
    فأما قوله صل الله عليه وسلم: "الحلال بين والحرام بين" فمعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام:
    – حلال بين واضح، كالخبز والفواكه والزيت والعسل والكلام والنظر والمشي….
    – وحرام بين، وهو الخمر والخنزير والغيبة والنميمة…
    والمشتبهات، وهي أمور ليست بواضحة الحل ولا الحرمة، فلهذا لا يعرفها كثير من الناس ولا يعلمون حكمها.
    أما العلماء، فيعرفون حكمها بنص أو قياس أو غير ذلك، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة، ولم يكن فيه نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي، فإذا ألحقه به صار منه، وقد يكون دليله غير خال من الاحتمال البين، فيكون الورع تركه، ويكون داخلاً في قوله صل الله عليه وسلم: "فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه".

    أي: حصلت له البراءة لدينه من الذم الشرعي، وصان عرضه عن كلام الناس فيه.
    وقوله: "إن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه" معناه أن الملوك من العرب وغيرهم يكون لكل منهم حمى يحميه عن الناس، ومن دخله أوقع به العقوبة، ولله تعالى حمى هو محارمه أي المعاصي التي حرمها، كالقتل والزنا والسرقة… ومن قارب شيئاً من ذلك يوشك أن يقع فيه، "إلا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".قال أهل اللغة: المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد، مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب، وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في إصلاح القلب وحمايته من الفساد.
    وفى الآخيرنؤكد على انه لا يتغير الحلال والحرام بتغير الزمان فإن ما حرم الله تعالى ورسوله صل الله عليه وسلم لا يكون حلالاً بتغيير الزمان وما كان حلالاً فإنه لا يحرمه تغيير الزمان كذلك، قال تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلالٌ وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) [النحل:116].

      تسلمى

      ربنا يجعله فى ميزان حسناتك

      جزاك الله خير
      رَبِيْ يَعْطِيْكَـ العَآفِيَهِ
      عَلِىَ جَمَآلِ مَآ طَرِحْتْ ..
      بَآنْتِظَآرِ جَدِيْدِكـَ آلمُمَيَّزْ .

      جزاك الله خيرا

      فرفوشة منكوشة

      يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار وردك وكلمااتك

      حقيقة خوف الكفار من الإسلام 2024

      حقيقة خوف الكفار من الإسلام

      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..

      بعد:
      فقد كثر الكلام عن انتشار ظاهرة خوف الكفار من الإسلام، وخوف الاتجاهات العلمانية من الحكم الإسلامي، وقام بعض المسلمين بنشر خطاب دعوي، يجتزئ من الإسلام وتعاليمه ما يحاول به طمأنتهم، وإزالة شعور الخوف والقلق من نفوسهم.

      وقد استخدم هؤلاء الدعاة الذين حملوا مهمة طمأنة الأعداء، أسلوب الهروب من مناقشة الجزئيات، والاكتفاء بالنظر إلى زاوية واحدة من زوايا نظرة الإسلام إلى أعدائه، ثم قاموا بتعميم هذه الزاوية؛ لتصبح كأنها رؤية شمولية للإسلام.

      ولكن ما حقيقة هذا الخوف الذي يصيب أعداء الإسلام؟ وهل في دين الإسلام ما ينتج عنه ظهور شعور الخوف والفزع والقلق لدى الكافرين والمنافقين؟

      ولا بد للإجابة على هذا السؤال من النظر في حقائق الأمور بعزة الإسلام، بلا موالاة للأعداء ولا مداهنة؛ وبلا كتمان للحق ولا خلط له بالباطل.

      أولًا: لم يخاف الأعداء من انتشار الإسلام؟
      أعداء الإسلام، الذين لم يدخلوا في دين الله جل وعلا، ولم يستسلموا لشرعه، ولم يذعنوا لحكمه، يتهافتون على الدنيا، ويحرصون على ما بأيديهم من متع باطلة، ويهلعون ويجزعون إذا فاتهم شيء مما يؤملون، وهم يرون الإسلام عائقًا يصدهم عن كل ذلك، فيخافون من انتشار دعوته، ويحذرونه حذرًا شديدًا.

      فهذا فرعون الطاغية، يصيبه الخوف من موسى عليه السلام ودعوته، إنه يخاف أن يقضي موسى عليه السلام على عبادة قوم فرعون له واستخفافه بهم، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ﴾ [1].

      وها هي ملكة سبأ خافت أن تنقلب حالها من العزة إلى الذلة إذا دخل سليمان عليه السلام بلدها فاتحًا، قال تعالى: ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ [2]، وقد توعدهم سليمان عليه السلام بالذلة والصغار إن لم يستجيبوا لنداء الحق، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ[3].

      وهاهم المشركون يخافون من المسلمين أن يصدوهم عن آلهتهم، قال تعالى: ﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [4]، ويخافون أن تذهب سيادتهم؛ فيزعمون أن الأنبياء ما أتوا إلا ليتفضلوا عليهم، قال تعالى: ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ﴾ [5].

      وكذلك عبيد الدنيا يضيقون صدرًا بما يحول بينهم وبين نزواتهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ [6].

      إن أعداء الإسلام يخافون إذا حكمهم الإسلام وهم على كفرهم ونفاقهم، أن يمنعهم من المحرمات التي اعتادوا اقترافها؛ سواء كانت تلك المحرمات تتعلق بالمأكل، أو المشرب، أو الملبس، أو العادات الاجتماعية، أو المعاملات التجارية، أو الأنشطة الفكرية والثقافية والسياسية.

      ولنضرب مثلًا على ذلك، إن أعداء الإسلام يعلمون أن الإسلام يفرق بين الناس على أساس الإيمان والعمل الصالح؛ فليس المسلم كالكافر، ولا التقي كالفاجر، وهذه التفرقة لها أثرها في التعامل، والحياة المعيشية، والعلاقات الاجتماعية، قال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [7]؛ لذا فهم يخافون إذا انتشر الإسلام بينهم أن يفرق الإسلام شملهم، ويمزق وحدتهم وجماعتهم، تمامًا كما فرق الإسلام من قبل بين مسلمي مكة وكفارها، فتعلو رابطة الإسلام على روابط: النسب، والوطن، والجنس، واللغة..، قال ابن القيم: "والدين كله فرق، وكتاب الله فرقان، ومحمد فرق بين الناس، ومن اتقى الله جعل له فرقانًا…، فالهدى كله فرقان، والضلال أصله الجمع كما جمع المشركون بين عبادة الله وعبادة الأوثان"[8].

      ثم إذا اشتد ساعد المسلمين فإن أعداء الإسلام يعلمون أن المسلمين سيخيرونهم بين الإسلام، والجزية، والحرب، والكفار يعلمون يقينًا أن الجزية ليست مجرد مساهمة مالية في الدولة كما يحاول البعض خداعهم؛ بل هي نوع صغار مضروب على أعناقهم بسبب كفرهم، قال تعالى: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [9]، قال ابن جرير الطبري: "معناه وهم أذلاء مقهورون"[10]، وبذلك فأعداء الإسلام يحسبون عزتهم وسعادتهم في ما عندهم من الباطل، ويرون أن هذه العزة والسعادة المزعومة مهددة إذا انتشر الإسلام بينهم؛ فهم يبذلون جهدهم في تخويف أقوامهم من انتشار الإسلام، ويعملون في الصد عن سبيل الله جل وعلا.

      قال سيد قطب:
      "﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ﴾ [11] فهم في عناد يقوده الهوى، وتؤرثه المصلحة، ويحدوه الغرض، وإن كثيرًا من طيبي القلوب ليظنون أن الذي يصد اليهود والنصارى عن الإسلام أنهم لا يعرفونه، أو لأنه لم يُقدَّم إليهم في صورة مقنعة، وهذا وهم، إنهم لا يريدون الإسلام لأنهم يعرفونه! يعرفونه فهم يخشونه على مصالحهم وعلى سلطانهم؛ ومن ثم يكيدون له ذلك الكيد الناصب الذي لا يفتر، بشتى الطرق وشتى الوسائل"[12].

      ثانيًا: هل يمكن إزالة إحساس الأعداء بالخوف من الإسلام؟
      إن خوف أعداء الإسلام من المسلمين شعور يفشو عند من أعرض عن الحق واستمر على كفره، وهو نوع من أنواع العقاب الذي ينزله الله جل وعلا على الكافرين الظالمين، وهو نعمة مَنَّ الله جل وعلا بها على المؤمنين الصادقين؛ قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [13]، وقال جل وعلا: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴾[14]، فبين سبحانه وتعالى أن إشراكهم سبب لإلقاء الرعب في قلوبهم.

      وقد أمرنا الله جل وعلا بأخذ الأسباب التي تخيف وترهب جميع الأعداء الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم، قال الله جل وعلا: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [15]، فبين سبحانه وتعالى أن من مقاصد إعداد العدة إرهاب أعداء الإسلام الذين نعرفهم وأعداء الإسلام الذين لا نعرفهم، وقد حاول بعض المفسرين تعداد هؤلاء الأعداء الذين نُرهبهم بإعداد العدة ونحن لا نعلمهم، حتى ذكر بعضهم المنافقين الذين يعيشون بين المسلمين، بل وذكر بعض المفسرين أننا بذلك نرهب حتى كفار الجن[16].

      بل إن عدم خوف الكفار من بعض المسلمين يدل غالبًا على تفريط هؤلاء المسلمين، وتقصيرهم، وابتعادهم كثيرًا عن منهج الله جل وعلا، فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)[17].

      ثالثًا: ما الحكمة من وجود هذا الخوف في قلوب أعداء الإسلام؟
      من الحكم المترتبة على شعور أعداء الإسلام بالخوف من الإسلام ظهور فضل الله على أمة الإسلام وإكرامه لهم وإعزازهم به، قال تعالى: ﴿ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [18]، وقال جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [19]، قال السعدي: "فهُم للمؤمنين أذلة من محبتهم لهم، ونصحهم لهم، ولينهم، ورفقهم، ورأفتهم، ورحمتهم بهم، وسهولة جانبهم، وقرب الشيء الذي يطلب منهم. وعلى الكافرين بالله، المعاندين لآياته، المكذبين لرسله، أعزة، قد اجتمعت هممهم وعزائمهم على معاداتهم، وبذلوا جهدهم في كل سبب يحصل به الانتصار عليهم"[20].

      وكذلك من الحكم المترتبة على شعور أعداء الإسلام بالخوف من الإسلام، أن هذا الخوف نوع من أنواع رحمة الله جل وعلا بهم؛ حيث إن الشعور بالأمن مع بقائهم على كفرهم قد يصدهم عن الإيمان، فيصيبهم العذاب الأليم الخالد في نار جهنم، وقد بين الله جل وعلا أن من رحمته بالناس أنه لم يخص الكافرين بنعم الدنيا ولذاتها، قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴾ [21]، قال الألوسي: "حقارة متاع الدنيا ودناءة قدره عند الله عز وجل…، لولا كراهة أن يجتمع الناس على الكفر ويطبقوا عليه لأعطيناه على أتم وجه من هو شر الخلائق وأدناهم منزلة، فكراهة الاجتماع على الكفر هي المانعة من تمتيع كل كافر والبسط عليه… الله تعالى شأنه علم أنه لو فعل ذلك لدعا الناس إذ ذاك حبهم للدنيا إلى الكفر"[22].

      إن هذا الخوف الذي يصيب أعداء الإسلام قد يدفعهم إلى التفكر في سبب خوفهم وفزعهم، طارحين رداء الكبر الذي يغطي أبصارهم، فيهدي الله جل وعلا من شاء منهم لصراطه المستقيم، وللأمن في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [23].

      يتبع

        رابعًا: ما الموقف من قضية طمأنة أعداء الإسلام؟
        إن من أساليب العزة الإسلامية أن نواجه تخوف أعداء الإسلام على ما استساغوه من متع الدنيا إذا انتشر الإسلام، بأن نعلم أن من منهج الإسلام في دعوة أعدائه أن يزيد من إثارة مشاعر الخوف الشديد في قلوبهم؛ بأن يكثر مِن ذكر ما ينتظر الكافرين يوم القيامة من عذاب الله جل وعلا، وانتقامه منهم، وتنكيله بهم، وأن يذكر لهم ألوان العذاب التي ستُصب على القوم المجرمين، في يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.

        وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيرًا ونذيرًا، يبشر من أطاعه بالسعادة في الدنيا والآخرة، وينذر من عصاه بالشقاء والهلاك في الدنيا والآخرة، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة جدًّا مكية ومدنية، تخوف الكافرين بذكر أهوال جهنم وما ينتظرهم فيها من سوء المصير.

        ورغم أن الكافر ليس مؤمنًا بالإسلام، إلا أن هذا التخويف بعذاب جهنم، عندما يصدر من دعوة الحق، فإن له أثرًا كبيرًا ووقعًا عظيمًا في النفس الإنسانية، ذلك أنه يفجر شكوك الكافر فيما عنده من أباطيل، وما توارثه من خرافات وأكاذيب، ويدفعه هذا التخويف الشديد للتأمل في هذا الدين الذي يتوعده إن هو ظل معرضًا عنه، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ[24].

        وتخويف الكفار بنار جهنم يدفع بعضهم للإسلام؛ فينجو من الهلاك، ويتحلى بتاج العزة الإسلامية، ويتبقى فريق منهم، تبلدت مشاعرهم وأحاسيسهم، فلم يلتفتوا لهذا الوعيد، ولم يعبأوا به، وأصروا على كفرهم وباطلهم، فكثر بعدم استجابتهم لهذا التخويف طغيانهم، وازدادوا رجسًا إلى رجسهم، وباءوا بغضب على غضب، قال تعالى: ﴿ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴾ [25].

        وإن مما يؤسف له أن بعض المهزومين نفسيًّا انبرى يرسل للأعداء رسائل تلو رسائل، فحواها محاولة التبرؤ من كثير من شعائر الإسلام؛ ظنًّا منه أنه بذلك يسدي الجميل للإسلام أو للمسلمين، ووجد بغيته في الاختصار المخل، والتلاعب اللفظي، وفوضى المصطلحات…، إلى غير ذلك من أمور لا يجمعها سوى البعد عن اعتزاز المسلم أو المسارعة في رضا الأعداء.

        • ماذا يقصد من ينادون باشتراكية الإسلام، وديمقراطية الإسلام، ورأسمالية الإسلام؟

        • ماذا يقصد من يعلنون أنهم لن يطبقوا الحدود في العقوبات، ولن يمنعوا الربا، ولن يفرضوا الجزية؟

        • ماذا يقصد من يطلقون أن الإسلام دين حرية العقيدة، والمساواة بين البشر، والمواطنة بين كل الطوائف؟

        • ماذا يقصد من يروجون لثقافة التعايش السلمي، وحوار الأديان، والتسامح مع الآخر؟

        • ماذا يقصد هؤلاء وغيرهم ممن يختارون التعمية في خطابهم؟

        ألا يخشون أن يكونوا من الذين يلوون ألسنتهم بالحديث عن الإسلام وشرعه، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق وهم يعلمون.

        والعجب أنهم إذا عوتبوا، يحاولون تبرير فعلهم بالحديث عن: العجز والضعف، أو المداراة والتقية، أو الحيلة والخدعة، أو الذكاء والحكمة، أو المصلحة والمنفعة…، ويجمعون المبررات التي يظنون أنها تنفعهم في تقديم خطاب يتباهون به أمام الكفرة والفجرة، من أنهم قد اقتربوا من مبادئهم ونُظمهم، وشاركوهم حضارتهم ومدنيتهم، وصاغوا فلسفة تضاهي فلسفتهم.

        كلا أيها القوم، إن الإسلام شامخ جليل، والمؤمن عليٌّ عزيز، ولا مجال للمذلة أمام الأعداء ولا الخنوع، وستظل العداوة والبغضاء بيننا وبينهم بادية ظاهرة، كما قال تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [26]، نعم، ستظل العداوة والبغضاء بين المسلمين والكافرين بادية أبدًا على سبيل الدوام والاستمرار، في "مفاصلة حاسمة جازمة، لا تستبقي شيئًا من الوشائج والأواصر، بعد انقطاع وشيجة العقيدة وآصرة الإيمان"[27].

        نعم، هناك بعض المخاوف المبنية على أكاذيب وافتراءات، أو تشويهات وتحريفات، يحاول الأعداء إلصاقها بالإسلام، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُون[28].

        وليس هناك ما يمنع من بيان زيف هذه الافتراءات أو التحريفات، التي أدت إلى مزيد من الخوف، ولكن لا بد أن يكون هذا البيان متسقًا مع إسلام المؤمن وجهه لله جل وعلا، واستمساكه بالشرع الحكيم.

        ويدل على ذلك حديث أم سلمة رضي الله عنها، في قصة هجرة الحبشة، وقدوم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة إلى النجاشي يسألانه أن يرد المسلمين إلى قريش، قالت رضي الله عنها: (قال عمرو بن العاص: والله لأنبئنهم غدًا عيبهم عندهم، ثم استأصل به خضراءهم، قالت: فقال له عبد الله بن أبى ربيعة -وكان أتقى الرجلين فينا-: لا تفعل فإن لهم أرحامًا وإن كانوا قد خالفونا، قال: والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد، قالت: ثم غدا عليه الغد، فقال له: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولًا عظيمًا، فأرسِل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه، قالت: فأرسل إليهم يسألهم عنه، قالت: ولم ينزل بنا مثله، فاجتمع القوم، فقال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله فيه ما قال الله، وما جاء به نبينا، كائنًا في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه، قال لهم: ما تقولون في عيسى ابن مريم، فقال له جعفر بن أبى طالب: نقول فيه الذي جاء به نبينا، هو عبد الله، ورسوله، وروحه، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، قالت: فضرب النجاشي يده إلى الأرض، فأخذ منها عودًا، ثم قال: ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود)[29].

        هكذا فليكن دعاة الإسلام، وهكذا فلتكن دعوتهم ومواجهتهم للأباطيل، قال تعالى: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [30].

        ___________________

        [1] غافر: 26.
        [2] النمل: 34.
        [3] النمل: 36- 37.
        [4] الأحقاف: 22.
        [5] لمؤمنون: 24.
        [6] المعارج: 19- 22.
        [7] الجاثية: 21.
        [8] كتاب الروح، لابن القيم.
        [9] التوبة: 29.
        [10] تفسير الطبري، تفسير سورة التوبة.
        [11] البقرة: 145.
        [12] تفسير في ظلال القرآن، تفسير سورة البقرة.
        [13] النحل: 112.
        [14] آل عمران: 151.
        [15] الأنفال: 60.
        [16] ينظر في ذلك تفسير الطبري وابن كثير والألوسي، لسورة الأنفال.
        [17] رواه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم، باب في تداعي الأمم على الإسلام.
        [18] آل عمران: 139.
        [19] المائدة: 54.
        [20] تفسير السعدي، تفسير سورة المائدة.
        [21] الزخرف: 33.
        [22] تفسير الألوسي، تفسير سورة الزخرف.
        [23] الأنعام: 82.
        [24] الزمر: 15- 16.
        [25] الإسراء: 60.
        [26] الممتحنة: 4.
        [27] من تفسير الظلال للأستاذ سيد قطب، تفسير سورة الممتحنة، بتصرف يسير.
        [28] الأنعام: 112- 113.
        [29] رواه أحمد في مسنده، مسند أهل البيت.
        [30] الأنبياء: 18.

        جزاك الله خيرا

        شكرا على المرور الجميل

        جزاك الله خيرا
        الونشريس

        مكانة الأم في الإسلام قصص وأحاديث نبوية 2024

        الونشريس

        إن التاريخ لا يعرف ديناً ولا نظاماً كرَّم المرأة بإعتبارها أماً, وأعلى من مكانتها مثلما جاء بهِ دين محمد صلى الله عليهِ وسلم الذي رفع من مكانة الأم في الإسلام وجعل برها من أصول الفضائل, كما جعل حقها أعظم من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا ما يُقرره القرآن ويُكرره في أكثر من سورةٍ ليثبِّته في أذهان الأبناء ونفوسهم.


        ومن أعظم الأدلة على مكانة الأم في الإسلام الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصَّة رجلٍ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله: من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أبوك».


        ويروي البزار أن رجلاً كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها, فسأل النبي صلى الله عليه واله وسلم هل أديت حقها؟ قال: «لا, ولا بزفرة واحدة» ! .. أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها.


        وبر الأم يعني: إحسان عشرتها, وتوقيرها, وخفض الجناح لها, وطاعتها في غير المعصية, وإلتماس رضاها في كل أمر, حتى الجهاد, إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها, فإن برها ضرب من الجهاد.


        ومن الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو, وقد جئت أستشيرك, فقال: «هل لك من أم؟» قال: نعم، قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها».


        وقد كانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم, ولا تجعل لها إعتباراً, فجاء الإسلام يوصى بالأخوال والخالات, كما أوصى بالأعمام والعمات، ومن الأحاديث الدالة على ذلك أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال: إني أذنبت, فهل لي من توبة؟ فقال: «هل لك من أم؟» قال: لا، قال: «فهل لك من خالة؟»، قال: نعم، قال: « فبرها ».


        ومن عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم وان كانت مشركة, فقد سألت أسماء بنت أبى بكر النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة أمها المشركة وكانت قدمت عليها, فقال لها: «نعم, صلي أمك».


        ومن رعاية الإسلام للأمومة وحقها وعواطفها أنه جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها تقديراً لمكانة الأم في الإسلام, وأولى بهم من الأب، حيث قالت امرأة يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وإن أباه طلقني, وأراد أن ينتزعه مني! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أنتِ أحق به ما لم تنكحي».


        والأم التي عني بها الإسلام كل هذه العناية, وقرر لها كل هذه الحقوق, واجب عليها أن تحسن تربية أبنائها, فتغرس فيهم الفضائل, وتبغضهم في الرذائل, وتعودهم على طاعة الله, وتشجعهم على نصرة الحق, ولا تثبطهم عن الجهاد, إستجابةً لعاطفة الأمومة في صدرها, بل تغلب نداء الحق على نداء العاطفة.


        ولقد رأينا أماً مؤمنة كالخنساء في معركة القادسية تحرض أبنائها الأربعة, وتوصيهم بالإقدام والثبات في كلمات بليغة رائعة, وما أن انتهت المعركة حتى نعوا إليها جميعاً, فما ولولت ولا صاحت, بل قالت في رضا ويقين: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله !!
        أدام الله أمهاتنا وأعاننا على طاعتهم ورعايتهم وبرهم

          جزاك الله خير

          الونشريس

          الونشريس

          الونشريس

          الونشريس

          السلطان سليمان القانونى . أكبر ملوك الإسلام !! 2024

          السلطان سليمان القانونى … أكبر ملوك الإسلام !!

          الونشريس

          هو أكثر سلاطين المسلمين جهاداً وغزواً فى أوروبا , ووصلت جيوش المسلمين فى عهده الى قلب أوروبا عند أسوار فيينا مرتين !! , مجدد جهاد الأمة فى القرن العاشر , أقام السنّة وأحيى الملّة وقمع البدعة والروافض , صاحب انتصار المسلمين فى معركة موهاكس التى كانت من أيام الله الخالدة وتُعد غرة المعارك الإسلامية فى شرق أوروبا بعد معركة نيكوبوليس وفتح القسطنطينية , وهو أعظم سلاطين الدولة العثمانية وأكثرهم هيبة ورهبة فى قلوب النصارى وأشدهم خطرا عليهم , وكان من خيار ملوك الأرض !!

          حكم المسلمين قرابة ثمانية وأربعين سنة وامتدت دولة الخلافة الاسلامية فى عهده فى ثلاث قارات وأصبحت القوة العظمى فى العالم بأسره بلا منازع وتمتلك أعتى الجيوش والأسلحة وصاحبة السيادة فى البحار والمحيطات !!

          يقول المؤرخ الألماني هالمر " كان هذا السلطان أشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه" !!!

          ويقول المؤرخ الانجليزي هارولد " إن يوم موته كان من أيام أعياد النصارى "!!!
          فمن كان السلطان سليمان الأول "القانونى" !!! , دعونا نسرد سيرته ومصادرى
          المولد والنشأة :-
          هو عاشر سلاطين الدولة العثمانية وثانى خليفة للمسلمين فى الدولة العثمانية , وُلد السلطان سليمان خان الأول بن السلطان سليم الأول عام 900هـ , كان طويل القامة حسن الوجه , وكان أبوه هو السلطان سليم الأول الذى ضم مصر والشام للدولة العثمانية , والذى تنازل له آخر خليفة عباسى فى القاهرة عن الخلافة وأرسل له مفاتيح الحرمين , وأصبح أول خليفة من الدولة العثمانية ولُقب بخادم الحرمين الشريفين .
          وكان ميلاد السلطان سليمان الأول – رحمه الله – خير وبركة على الأمة الاسلامية واستبشر به المسلمون خيرا , وظل السلطان سليمان الأول – رحمه الله – فى كنف أبيه السلطان سليم يربيه ويرعاه ويدربه على أمور السياسة والحكم , فكان أميرا على بعض الولايات فى الأناضول أثناء خلافة أبيه وظل على ذلك الأمر حتى توفى أبيه السلطام سليم الأول عام 926هـ , وتولى الخلافة سليمان الأول ودخلت الدولة الإسلامية فى عهد جديد , عهد السلطان الفاتح الغازى المجاهد سليمان الأول ….. !!
          السلطان سليمان الأول خليفة المسلمين :-
          تولى السلطان سليمان الأول الخلافة وهو ابن 26 سنة !! , أول شيىء فعله السلطان سليمان – رحمه الله – أنه أقام السنّة وأعلى منارها وقمع البدعة وأهلها وقضى على الروافض وأحيى الملة ونشر العدل فى ربوع الدولة الاسلامية فاستبشر الناس خيرا بعهده , وكان السلطان سليمان يستفتح رسائله بقول الله تعالى (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) تيمنا بنبى الله سليمان – عليه السلام – حتى قال عنه المؤرخون انه " سليمان زمانه " لكثرة جنده ولعظيم هيبته ولنفاذ أمره فى ملـوك الأرض, ولإقامته للسنّة ولجهاده ضد النصارى , وقـال أحدهم شعرا حين تولى الخلافة :

          قل للشياطين البغاة اخسأوا *** قد أوتى المُلك سليمانُ

          الونشريس
          خوذة حرب كان يضعها المجاهدين فى عهد الدولة العثمانية
          واجمع المؤرخون من المسلمين وغيرهم ان ذروة مجد الدولة العثمانية وأعظم أيامها كان فى أيام السلطان سليمان القانونى , وأنه كان آخر سعد الدولة العثمانية , وكان رحمه الله روؤفا برعيته وترأف بحال الناس فأطلق سراح 600 مسجون من مأسورى مصر …
          وردع الظالمين عن المظالم , وردع أهل الشرور والمفاسد , وأمن الناس فى أيامه وانتشر العدل فى سائر الأركان , واندثر الظلم , واجتهد رحمه الله فى أول جلوسه فى نفى الزنادقة والمبتدعين فى الدين .. !!
          حتى قال الشاعر فى قصيدته العصماء التى ساوردها كلها فى نهاية الموضوع :-

          مليكٌ يرى أن ليس فى الأرض مشتهى *** سوى منع دين الله مما يُغيّرُ

          الله أكبر والعزة لله … افلح من كان هذا هدفه وتلك غايته !!!
          وعمل السلطان سليمان تعديلات إدارية فى إدارة الدولة الاسلامية وشئون أفرادها من مختلف الديانات والجنسيات والأعراق والأقليات , فجلب السلطان سليمان العلماء الربانيين وجلس معهم ووضع قوانين إدارية مستمدة من الشريعة الإسلامية , وبالفعل كان من أهم أعمال السلطان سليمان الإدارية انه وضع قانون الدولة العثمانية المسمى " قانون سليمان نامه" اى "قانون السلطان سليمان " وكان الذى شاركه فى وضع تلك القوانين من القرآن والسنة هو العالم الجليل أبو السعود أفندى المفسر الكبير وصاحب التفسير العظيم " إرشاد العقل السليم الى مزايا الكتاب الكريم" المشهور بـ "تفسير أبى السعود" ….
          .
          فانظروا كيف كان حكام المسلمين يستعينون بالعلماء ولا يستغنون عن مشورتهم , وجعل السلطان سليمان منصب الفتوى أعلى المناصب قاطبةً بعد منصب الخلافة !!!
          وبعد وضع تلك القوانين الإدارية التى تحكم الدولة الاسلامية , أخذ السلطان سليمان بتطبيقها بكل عدل ومساواة وبكل حزم , فكما قيل : الحزم سياج العدل !!
          ومن هنا جاءت تسمية السلطان سليمان الأول بـ"القانونى" , ليس لأنه من وضع القوانين , بل لتطبيقه تلك القوانين بكل صرامة لا يفرق بين كبير او صغير ولا بين عامة وخاصة !!
          الله أكبر .. وااااااااهٍ يا أيام العزة !!
          منذ تولى السلطان سليمان القانونى الخلافة , لم يركن الى الدعة والراحة , بل لبس لأمة الحرب من أول يوم وظل مجاهدا الى آخر يوم فى عمره وما ترك الجهاد قط , ما كان ينزل من على صهوة جواده إلا ليمتطى جوادا آخر ليمضى مجاهدا فى سبيل الله ولإعلاء كلمة الله !!
          ولا عجب من ان معظم الحديث عن السلطان سليمان القانونى سيكون عن جهاده , لأنه لا يوجد جانب أعظم ولا أروع فى سيرة السلطان سليمان إلا جهاده ضد المشركين فى أوروبا وفتوحاته المجيدة !!
          جهاد السلطان سليمان القانونى :
          استطاع السلطان سليمان القانونى ان يوسع رقعة الدولة الإسلامية فى ثلاث قارات حتى أصبحت دولة مترامية الأطراف , وكان سبيله فى تحقيق هذا الهدف هو سيفه ودرعه !!
          لكم ان تعلموا ان المؤرخين ذكروا ان عدد ما افتتحه السلطان سليمان القانونى فى حياته من الحصون والقلاع والمدن ما يناهز 360 حصنا !!

          الونشريسThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 550×412.الونشريس

          وما علمنا ان من قادة المسلمين قديما وحديثا افتتح مثل هذا العدد !!
          تعالوا نرى نبذا من جهاد السلطان سليمان القانونى وسأكتفى بالمحطات الرئيسية …
          فتح بلجراد ( 25 رمضان 926هـ , 31 أغسطس 1521م)
          عندما جلس السلطان سليمان القانونى على كرسى الخلافة , كان أول ما فعله هو إرسال رسالة الى ملوك أوروبا يُعلمهم بتوليه الخلافة ويأمرهم بدفع الجزية المقررة عليهم كما كانوا يفعلون فى عهد أبيه السلطان سليم الأول .
          فما كان من ملك المجر إلا أن قتل رسول السلطان سليمان !!
          فاستشاط السلطان سليمان غضبا وانفعل قائلا : أيُقتل سفير دولة الإسلام !!! .. أيهددنى ملك المجر !!
          فما أصبح الصباح إلا وقد أعدّ السلطان سليمان جيشا جرار مدعوما بالسفن الحربية وكان السلطان سليمان بنفسه على رأس هذا الجيش وكان قاصدا مدينة بلجراد المنيعة والتى تُعد بوابة أوروبا الوسطى وحصن المسيحية كما كانوا يطلقون عليها !!
          ولكم أن تعلموا ان محمد الفاتح رحمه الله حاول أن يفتح بلجراد ولكنه فشل , بل وأصيب إصابات خطيرة أثناء حصارها … ولما انصرف عنها قال : عسى ان يخرج الله من أحفادى من يفتح تلك المدينة على يديه !!
          بلجراد كانت لها مكانة عظيمة فى قلوب النصارى وخصوصا بعد سقوط القسطنطينية وسمّوها (حصن المسيحية) !!

          الونشريس
          حصار محمد الفاتح لبلجراد 1456م

          ويذكر المؤرخون ان السلطان سليمان عندما كان وليا للعهد كان يمنّى نفسه بفتح بلجراد التى عجز أجداده ( مراد الثانى , محمد الفاتح , بايزيد الثانى ) من فتحها !!
          توجه السلطان سليمان القانونى على رأس جيش عرمرم مكوّن من كتائب الإنكشارية الذين ما ان يسمع النصارى فى أوروبا باسمهم يأخذ الرعب منهم كل مأخذ وترتعد فرائصهم ,ومزود بأعتى المدافع والأسلحة يمدهم 3 آلاف جمل محمل بالأسلحة و30 ألف جمل محمل بالمهمات وسفن تحمل الخيول و50 سفينة حربية و مئات من المدافع العملاقة الفتاكة التى كانت فخر الجيوش الإسلامية ..
          وبالفعل يبدأ السلطان سليمان فى حصار قلعة بلجراد , وبعد شهرين ونصف من الحصار تسقط قلعة بلجراد فى 2 رمضان 927هـ , ثم دخل السلطان سليمان القانونى المدينة نفسها فاتحاً يوم 26 رمضان 927هـ … !!
          وكان يوماً مشهودا , وأمر السلطان سليمان أن يرفع الآذان من القلعة , ويذكر صاحب كتاب "تاريخ بلجراد الاسلامية" نقلاً عن صاحب يوميات السلطان سليمان الى بلجراد " بعون الله تعالى تم اليوم فتح قلعة بلغراد … وارتفع صوت المؤذن من القلعة" , ونزل خبر سقوط بلجراد على النصارى والبابا فى روما كالصاعقة وارتعدت فرائصهم من الرعب !!

          وعلموا وقتها أنهم أمام سلطان من طراز فريد , وعلموا أنه سيعيد لهم سيرة بايزيد الأول ومحمد الفاتح , فوقعت هيبته فى قلوب ملوك أوروبا قاطبةً , وبعث اليه ملك روسيا والبندقية وسائر ملوك أوروبا يهنئونه بالفتح ويعطونه الجزية عن يدٍ وهم صاغرون !!
          ومن يومها سمّى المسلمون بلجراد (دار الجهاد) وكان منها القاعدة الحربية لانطلاق جيوش المسلمين لغزو باقى أوروبا , واهتم المسلمون بالأوجه الحضارية فى بلجراد حتى سمّاها المؤرخون (أندلس البلقان) وكانت تنعم بأوجه الحضارة بينما كانت سائر بلاد أوروبا لا تعرف شيئا عن أوجه الحضارة ولا عن تخطيط الشوارع ورصفها وإنارتها ليلا !!

          مَن مِن المسلمين الآن يعرف شيئاً عن بلجراد الاسلامية !!!
          فقد ضاعت كما ضاعت الأندلس , فصدق من سمّاها (أندلس البلقان) فهى شبيهة الأندلس فى حدث إقامتها وحدث نهايتها !!
          وظل السلطان سليمان القانونى فى بلجراد حتى عيد الفطر وأقام صلاة العيد فى أكبر كنائسها بعد تحويله الى مسجد ولم ينزل السلطان سليمان من جواده حتى امتطى جوادا آخر مجاهدا فى سبيل الله رافعا كلمة الله خفاقة …
          فتح جزيرة رودس (13 صفر 929هـ , 1 يناير 1523م)
          كانت جزيرة رودس هى الشوكة المنيعة التى فى حلق الدولة العثمانية , والتى تمتاز بمناعة وتحصين نادر جدا ورهيب , حتى ان سلاطين المسلمين فى صدر الدولة العثمانية ما استطاعوا فتحها ابدا كمحمد الفاتح !!
          وكان يسكن جزيرة رودس نصارى الروم الصليبين المسمون (فرسان القديس يوحنا) الذين طُردوا من بلاد الشام بعد الحملات الصليبية , وكانوا تحت سلطة البابا فى روما , وكانوا على عصبية شديدة جدا ضد المسلمين , فكان طوال مكثهم يغيرون على سفن المسلمين المتجهة للحجاز يقتلون رجالهم ويأسرون أطفالهم ويهتكوا عرض نسائهم وينهبوا أموالهم

          الونشريسThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 560×420.الونشريس

          إحدى قلاع جزيرة رودس

          ويقتلون الحجيج ويحرقون سفن المسلمين وكانوا يبغضون المسلمين جدا , ويستغلون حصونهم فى الجزيرة المنيعة , فكانوا على اطمأنان بأن المسلمين لن يستطيعوا ان يصلوا اليهم ..
          نهب الصليبين فى رودس أحد السفن الإسلامية التى تُقلّ الحجيج والتجار المسلمين فقتلوهم وحرقوا سفنهم , وعلم السلطان سليمان القانونى بهذا الخبر , فاستشاط غضبا لله وأقسم أنه لن يركن للراحة حتى يفتح جزيرة رودس ويطرد الكفار الملاعين منها !!

          وبالفعل أخذ السلطان سليمان استعداده لفتح جزيرة رودس براً وبحراً , واستغل انشغال ملوك أوروبا بالحروب بينهم , وانشغال بابا الفاتيكان بالتصدى لدعوة مارتن لوثر وقيام المذهب البروستانت , فأرسل حملة عسكرية بقيادة مصطفى باشا قوامها 200 ألف جندى مزودين بأعتى المدافع ومعهم 700 سفينة حربية وبدأ الهجوم على أسوار رودس إلا أنهم لم يصيبوا منها شيئا لمناعتها …

          فغضب السلطان وسافر بنفسه ومعه كتائب من المجاهدين وتولى القيادة بنفسه أمام أسوار جزيرة رودس وحاصرها السلطان 6 شهر كاملة وضيّق عليها الخناق وكان طوال تلك المدة يواصل إطلاق المدافع , حتى بلغ عدد ما أطلقوه من المدافع 220 ألف مدفع !!

          والمصادر التاريخية تذكر لنا حالة الطقس أثناء حصار المسلمين لردوس أنها كانت سيئة للغاية فالأمطار تتساطق على المجاهدين , والسماء تبرق والرعد يصمّ صوته الآذان , ومع ذلك لم يفت ذلك فى عضدهم …
          فاستسلم فرسان القديس يوحنا , وأمهلهم السلطان مدة 12 يوما يخرجون من الجزيرة , وأعطاهم أمانا على كنائسهم ودينهم كان هذا ديدن السلطان فى فتح بلاد النصارى بأوروبا ..

          الونشريسThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 600×330.الونشريس

          ودخل السلطان سليمان القانونى جزيرة رودس فاتحاً يوم 13 صفر عام 929هـ الموافق 1 يناير 1523م , وهنا اهتز عرش النصرانية فى روما والعالم النصرانى كله , وخرج فرسان القديس يوحنا منكسين روؤسهم من الذل والهوان متجهين الى جزيرة مالطا , فسكنوها وسموا أنفسهم فرسان مالطا …

          ويحكى لنا المؤرخ عبد الرحيم العباسى الذى شارك فى هذه الحملة ان المسلمون وجدوا فى الجزيرة أكثر من 3 آلاف أسير فى حالة يُرثى لها من التعذيب والقهر والذل , ويقول بأن المجاهدين العثمانيين بكوا عندما رأوا حال الأسرى !!!
          وعندما دخل السلطان سليمان المدينة أمر جنوده بتجهيز الكنيسة لصلاة الجمعة , فأُزيلت الصور والتماثيل وصُنع منبر خشبى بسيط لهذه الغاية , وبالفعل أُقيمت صلاة الجمعة وخُطب للسلطان وغص المسجد بالمصلين ولله الحمد والمنة …

          دعونى أنقل لكم ما قاله ووصفه عبد الرحيم العباسى عند دخول المسلمين رودس بعد الحصار – وكان شاهدا هذا الفتح :-
          يقول – رحمه الله – فى كتابه (منح رب البرية فى فتح رودس الأبية) :- ( اقراواها بتمعن )
          ( ثم برز الأمر الشريف بإرسال السَنْجق السنجق " لواء الفتح عند العثمانيين" المنصور , واللواء الذى هو لطىِّ الكفار منشور , ليوضع على سور القلعة , بشامخ العزة والرفعة , فذهبوا به على نهاية التعظيم وغاية الإجلال والتكريم , والعساكر الإسلامية به محدقة , وعيون المسلمين اليه مُحَدَّقة , وعيون المشركين مطرقة , وأصوات الطبول والبوقات قد ملأت النواحى والجهات , والأصوات المرتفعة بالتهليل والتكبير , والصلوات والتسليم على سيدنا ومولانا محمد البشير النذير , والسراج المنير , وقلوب أعداء الله من ذلك فى أحرّ من نار السعير , ولم يزالوا به سائرين , وقد أصبحوا على أعداء الله ظاهرين , إلى أن وضعوه من الحصن بأعلى مكان , وأعلن المؤذنون للظهر بالآذان , وأجابهم من المسلمين الثقلان , أعنى الجن والبشر حتى الشجر والحجر والمدر , وكانت ساعة مشهودة , وفى مواسم الأيام معدودة , وليس الخبر كالعيان , ولا يقدر على تأدية وصف ذلك بديع بيان , ولما أُدخل السنجق الشريف دخل معه كثيرٌ من العساكر , وجمُ غفير من القبايل والعشائر , واتخذوه من أحب المواطن , واقتسموا منه المساكن , وذهب ما كان يضمره المشركون , فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون , وبرز الأمر الشريف بأخذ أسلحة الكفار , وإلباسهم شعار الذلة والصغار , فسُلِبوها بأسرها , وقُلِّها وكُثرِها , حتى أُخذت منهم السكاكين , وصاروا بعد العز المكين , الى ذل الخايف المستكين , وانتقل بعد بكاء العيون منهم الى ضحك الأفواه , وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله , ولم يسع طاغيتهم من ذلك إلا إظهار الطاعة …… ) أ.هـ

          ومن عجيب المصادفات أن خلال هذه الأيام كان البابا أندريانوس الثاني يجري مراسم أعياد الميلاد في كنيسةسان بيترو في روما ، فتدحرجت حجارة سقطت من حافة سقف الكنيسة نحو قدميه ، فتشاءمالبابا ، وقال (سقطت رودس) !!

            الونشريس

            الله يرحمه كان عز وفخر للامة الاسلامية وصعب يكون بزمانا مثله والله نحنا باخر الزمن الله يرحمنا جميعا

            شكرا يا قمر

            الونشريس

            الف شكر ليكي

            الف شكر يا قمر